العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحجر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 11:18 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الحجر [ من الآية (61) إلى الآية (66) ]

{فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:26 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاء آل لوطٍ المرسلون (61) قال إنّكم قومٌ منكرون (62) قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا أتى رسل اللّه آل لوطٍ أنكرهم لوطٌ فلم يعرفهم وقال لهم: {إنّكم قومٌ منكرون} أي ننكركم لا نعرفكم. فقالت له الرّسل: بل نحن رسل اللّه جئناك بما كان فيه قومك يشكون أنّه نازلٌ بهم من عذاب اللّه على كفرهم به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {قال إنّكم قومٌ منكرون} قال: " أنكرهم لوطٌ وقوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال بعذاب قوم لوطٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 14/86-87]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قومٌ منكرون} [الحجر: 62] : «أنكرهم لوطٌ»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاس لعمرك لعيشك وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ.
قوله قومٌ منكرون أنكرهم لوطٌ وصله بن أبي حاتمٍ أيضًا من الوجه المذكور.
تنبيهٌ: سقط هذا والّذي قبله لأبي ذرٍّ). [فتح الباري: 8/379]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قومٌ منكرون أنكرهم لوطٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {فلمّا جاء آل لوط المرسلون قال إنّكم قوم منكرون} (الحجر: 61، 62) لم يثبت هذا ولا الّذي قبله في رواية أبي ذر، والمراد بالمرسلين الملائكة الّذين جاؤوا أولا إلى إبراهيم عليه السّلام، وبشروه بغلام يرزقه الله إيّاه على كبره، ولما سألهم إبراهيم بقوله: {فما خطبكم أيها المرسلون. قالوا إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين} (الحجر: 57، 58) أرادوا بهم قوم لوط، ثمّ لما جاؤوا لوطاً أنكرهم فقال: {إنّكم قوم منكرون} (الحجر: 62) يعني: لا أعرفكم، وهو معنى قوله: أنكرهم لوط، يعني: ما عرفهم، وقصته مشهورة). [عمدة القاري: 19/7]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({قوم منكرون} [الحجر: 62] أنكرهم لوط) قيل لأنهم سلموا ولم يكن من عادتهم وقيل لأنهم كانوا على صورة الشباب المرد فخاف هجوم القوم فقال هذه الكلمة يعني تنكركم نفسي وتنفر عنكم فقالت الملائكة ما جئناك بما تنكر بل جئناك بما يسرك ويشفي لك من عدوّك وهو العذاب الذي توعدتهم به فيمترون فيه وسقط قوله لعمرك إلى هنا لأبي ذر إلا في رواية المستملي). [إرشاد الساري: 7/191]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاء آل لوطٍ المرسلون (61) قال إنّكم قومٌ منكرون (62) قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا أتى رسل اللّه آل لوطٍ أنكرهم لوطٌ فلم يعرفهم وقال لهم: {إنّكم قومٌ منكرون} أي ننكركم لا نعرفكم. فقالت له الرّسل: بل نحن رسل اللّه جئناك بما كان فيه قومك يشكون أنّه نازلٌ بهم من عذاب اللّه على كفرهم به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {قال إنّكم قومٌ منكرون} قال: " أنكرهم لوطٌ وقوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال بعذاب قوم لوطٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 14/86-87] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إنكم قوم منكرون أنكرهم نبي الله لوط). [تفسير مجاهد: 342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إنكم قوم منكرون} قال: أنكرهم لوط، وفي قوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال: بعذاب قوم لوط). [الدر المنثور: 8/634]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاء آل لوطٍ المرسلون (61) قال إنّكم قومٌ منكرون (62) قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا أتى رسل اللّه آل لوطٍ أنكرهم لوطٌ فلم يعرفهم وقال لهم: {إنّكم قومٌ منكرون} أي ننكركم لا نعرفكم. فقالت له الرّسل: بل نحن رسل اللّه جئناك بما كان فيه قومك يشكون أنّه نازلٌ بهم من عذاب اللّه على كفرهم به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {قال إنّكم قومٌ منكرون} قال: " أنكرهم لوطٌ وقوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال بعذاب قوم لوطٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 14/86-87] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بل جئناك بما كانوا فيه يمترون قال: قالوا للوط بل جئناك بعذاب قومك قال وكان لوط قد أخبرهم أن العذاب نازل بهم فيكذبونه). [تفسير مجاهد: 342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إنكم قوم منكرون} قال: أنكرهم لوط، وفي قوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال: بعذاب قوم لوط). [الدر المنثور: 8/634] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {بما كانوا فيه يمترون} قال: يشكون). [الدر المنثور: 8/634]

تفسير قوله تعالى: (وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأتيناك بالحقّ وإنّا لصادقون (64) فأسر بأهلك بقطعٍ من اللّيل واتّبع أدبارهم، ولا يلتفت منكم أحدٌ، وامضوا حيث تؤمرون}.
يقول تعالى ذكره: قالت الرّسل للوطٍ: وجئناك بالحقّ اليقين من عند اللّه، وذلك الحقّ هو العذاب الّذي عذّب اللّه به قوم لوطٍ، وقد ذكرت خبرهم وقصصهم في سورة هودٍ وغيرها، حين بعث اللّه رسله ليعذّبهم به.
وقولهم: {وإنّا لصادقون} يقولون: إنّا لصادقون فيما أخبرناك به يا لوط من أنّ اللّه مهلك قومك). [جامع البيان: 14/87]

تفسير قوله تعالى: (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى واتبع أدبرهم قال أمر أن يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا). [تفسير عبد الرزاق: 1/349]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فأسر بأهلك بقطعٍ من اللّيل}. يقول تعالى ذكره مخبرًا عن رسله أنّهم قالوا للوطٍ: فأسر بأهلك ببقيّةٍ من اللّيل، واتّبع يا لوط أدبار أهلك الّذين تسري بهم، وكن من ورائهم، وسر خلفهم وهم أمامك، ولا يلتفت منكم وراءه أحدٌ، وامضوا حيث يأمركم اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولا يلتفت منكم أحدٌ} " لا يلتفت وراءه أحدٌ، ولا يعرّج "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا شبابة قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولا يلتفت منكم أحدٌ} " لا ينظر وراءه أحدٌ ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم قال حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {واتّبع أدبارهم} قال: " أمر أن يكون خلف أهله، يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {فأسر بأهلك بقطعٍ من اللّيل} قال: " بعض اللّيل {واتّبع أدبارهم} أدبار أهله "). [جامع البيان: 14/87-88]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح في قوله ولا يلتفت منكم أحد يقول لا ينظر وراءه). [تفسير مجاهد: 342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {واتبع أدبارهم} قال: أمر أن يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا). [الدر المنثور: 8/634]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {وامضوا حيث تؤمرون} قال: أخرجهم إلى الشام). [الدر المنثور: 8/634]

تفسير قوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({دابر} [الحجر: 66] : «آخر»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله لا توجل لا تخف دابر آخر تقدّم شرح الأوّل في قصّة إبراهيم وشرح الثّاني في قصّة لوطٍ من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/380] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {دابر} آخر
أشار به إلى قوله تعالى: {وقضينا إليه ذلك الأمران دابر هؤلاء مقطوع مصبحين} (الحجر: 66) وفسّر: دابر، بقوله: (آخر) ، وهذا أيضا لم يثبت في رواية أبي ذر. قوله: (وقضينا إليه) أي: أوحينا إلى لوط عليه السّلام، (بأن دابر هؤلاء) ، أي: قومه مقطوع أي: مستأصل. قوله: (مصبحين) أي: حال كونهم في الصّبح). [عمدة القاري: 19/8]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (دابر) في قوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء} [الحجر: 66] أي (آخر) هؤلاء مقطوع مستأصل يعني يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد). [إرشاد الساري: 7/192]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين (66) وجاء أهل المدينة يستبشرون}.
يقول تعالى ذكره: وفرغنا إلى لوطٍ من ذلك الأمر، وأوحينا {أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين}. يقول: إنّ آخر قومك وأوّلهم مجذوذٌ مستأصلٌ صباح ليلتهم ".
وأنّ " من قوله: {أنّ دابر} في موضع نصبٍ ردًّا على الأمر بوقوع القضاء عليها وقد يجوز أن تكون في موضع نصبٍ بفقد الخافض، ويكون معناه: وقضينا إليه ذلك الأمر بأنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين. وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: ( وقلنا إنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين ).
وعنى بقوله: {مصبحين} إذا أصبحوا، أو حين يصبحون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، قوله: {أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين} يعني: " استئصالهم وهلاكهم مصبحين "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر} قال: " أوحينا إليه "). [جامع البيان: 14/89]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد {وقضينا إليه ذلك الأمر} قال: أوحينا إليه). [الدر المنثور: 8/634-635]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {أن دابر هؤلاء مقطوع} يعني استئصالهم وهلاكهم). [الدر المنثور: 8/635]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:48 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)}


تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61)}


تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال إنكم قوم منكرون} قال مجاهد أنكرهم لوط صلى الله عليه وسلم
وقيل أنكرهم إبراهيم صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يأكلوا من طعامه وكانوا ينكرون أمر الضيف إذا لم يأكل). [معاني القرآن: 4/31-30]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون }
أي جئناك بالعذاب الذي كانوا يشكون في نزوله). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون}
قال مجاهد بالعذاب قال أبو جعفر المعنى بل جئناك بما كانوا يشكون من نزول العذاب بهم). [معاني القرآن: 4/31]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأسر بأهلك بقطع من اللّيل واتّبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون}
وتقول: فأسر بأهلك - بقطع الألف ووصلها. وسير الليل يقال فيه أسرى وسرى ومعنى بقطع من اللّيل، أي بعدما يمضي شيء صالح من الليل
{ولا يلتفت منكم أحد} أمر - صلى الله عليه وسلم - بترك الالتفات لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم من العذاب - واللّه أعلم -). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} السرى لا يكون إلا بالليل إلا أن قوله تعالى: {بقطع}
يدل على ذهاب كثير من الليل). [معاني القرآن: 4/31]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ولا يلتفت منكم أحد}
قيل نهى عن الالتفات إلى ما في المنازل لئلا يقع الشغل به عن المضي). [معاني القرآن: 4/32-31]

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ...}
أنّ مفتوحة على أن تردّ على الأمر فتكون في موضع نصب بوقع القضاء عليها. وتكون نصباً آخر بسقوط الخافض منها أي قضينا ذلك الأمر بهذا.
وهي في قراءة عبد الله (وقلنا إنّ دابر) فعلى هذا لو قرئ بالكسر لكان وجهاً. وأما {مّصبحين} إذا أصبحوا، ومشرقين إذا أشرقوا. وذلك إذا شرقت الشمس.
والدابر: الأصل. شرقت: طلعت، وأشرقت: أضاءت). [معاني القرآن: 2/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ} أي آخرهم مجتذّ مقطوع مستأصل). [مجاز القرآن: 1/353]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مّصبحين}
وقال: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء} لأن قوله: {أنّ دابر} بدل من (الأمر) ). [معاني القرآن: 2/63]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أن دابر هؤلاء}: آخرهم). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقضينا إليه}: أخبرناه). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوع مصبحين}
موضع (أن) نصب. وهو بدل من قوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر}
ثم فسر ما الأمر، فالمعنى وقضينا إليه {أنّ دابر هؤلاء مقطوع مصبحين}.
{مصبحين} منصوب على الحال). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقضينا إليه ذلك الأمر} أي أخبرناه به ثم بينه فقال تعالى: {أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين}
أي أن آخرهم مستأصل وقال الفراء الدابر الأصل). [معاني القرآن: 4/32]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وقضينا إليه} أي أعلمناه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَابِرَ}: استؤصل بالهلاك). [العمدة في غريب القرآن: 173]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:22 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) }


تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 03:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 03:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 04:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فلما جاء آل لوط المرسلون} الآيات. تقدم القول وذكر القصص في أمر لوط، وصورة لقاء الرسل له، وقيل: إن الرسل كانوا ثلاثة: جبريل، وميكائيل وإسرافيل، وقيل: كانوا اثني عشر). [المحرر الوجيز: 5/304]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "منكرون" أي لا تعرفون في هذا القطر، وفي هذه اللفظة تحذير، وهو من نمط ذمه لقومه، وجريه إلى ألا ينزل هؤلاء القوم في تلك المدينة خوفا منه أن يظهر سوء فعلهم وطلبهم الفواحش). [المحرر الوجيز: 5/304]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فقالت الرسل للوط: بل جئناك بما وعدك الله من تعذيبهم على كفرهم ومعاصيهم، وهو الذي كانوا يشكون فيه ولا يحققونه). [المحرر الوجيز: 5/304]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأت فرقة: "فاسر" بوصل الألف، وفرقة بقطعها، يقال: سرى وأسرى بمعنى إذا سار ليلا، قال النابغة:
[المحرر الوجيز: 5/304]
أسرت عليه من الجوزاء سارية
فجمع بين اللغتين، وقرأ اليماني: "فسر بأهلك"، وهذا الأمر بالسرى هو عن الله تعالى، أي: يقال لك، و"القطع": الجزء من الليل، وقرأت فرقة: "بقطع" بفتح الطاء، حكاه منذر بن سعيد.
وقوله: {واتبع أدبارهم} أي: كن خلفهم وفي ساقهم حتى لا يبقى منهم أحد ولا تلوي. و"حيث" في مشهورها ظرف مكان، وقالت فرقة: أمر لوط أن يسير إلى زغر، وقيل: إلى موضع نجاة غير معروف عندنا، وقالت فرقة: "حيث" قد تكون ظرف زمان، وأنشد أبو علي في هذا بيت طرفة:
للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه
كأنه قال: مدة مشيه وتنقله، وهذه الآية من حيث أمر أن يسري بقطع من الليل، ثم قيل له: "حيث تؤمر"، ونحن لا نجد في الآية أمرا له إلا في قوله: {بقطع من الليل} أمكن أن تكون "حيث" ظرف زمان. و"يلتفت" مأخوذ من الالتفات الذي هو نظر العين، قال
[المحرر الوجيز: 5/305]
مجاهد: المعنى: لا ينظر أحد وراءه، ونهوا عن النظر مخافة الغفلة وتعلق النفس بمن خلف، وقيل: بل لئلا تتفطر قلوبهم من معاينة ما جرى على القرية في رفعها وطرحها، وقيل: "يلتفت" معناه: يلوي، من قولك: "لفت الأمر" إذا لويته، ومنه قولهم للقصيدة: لفيتة، لأنها ملوي بعضها على بعض). [المحرر الوجيز: 5/306]

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين وجاء أهل المدينة يستبشرون قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون واتقوا الله ولا تخزون قالوا أولم ننهك عن العالمين قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن في ذلك لآيات للمتوسمين وإنها لبسبيل مقيم إن في ذلك لآية للمؤمنين}
المعنى: وقضينا ذلك الأمر، أي: أمضياه وحتمناه، ثم أدخل في الكلام "إليه" من حيث أوحى ذلك إليه وأعلمه الله به، فجلب هذا المعنى بإيجاز، وحذف ما يدل الظاهر عليه. و"أن" في موضع نصب، قال الأخفش: هي بدل من "ذلك"، وقال الفراء: التقدير: "بأن دابر" فحذف حرف الجر، والأول أصوب.
و "الدابر": الذي يأتي آخر القوم، أي في أدبارهم، وإذا قطع ذلك وأتي عليه فقد أتى العذاب من أولهم إلى آخرهم، وهذه ألفاظ دالة على الاستئصال والهلاك التام، يقال: "قطع الله دابره"، و"استأصل شأفته"، و"أسكت نأمته" بمعنى. و"مصبحين" معناه: إذا أصبحوا ودخلوا في الصباح). [المحرر الوجيز: 5/306]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:53 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا جاء آل لوطٍ المرسلون (61) قال إنّكم قومٌ منكرون (62) قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون (63) وأتيناك بالحقّ وإنّا لصادقون (64)}
يخبر تعالى عن لوطٍ لمّا جاءته الملائكة في صورة شبابٍ حسان الوجوه، فدخلوا عليه داره، قال: {إنّكم قومٌ مّنكرون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 541]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون} يعنون: بعذابهم وهلاكهم ودمارهم الّذي كانوا يشكّون في وقوعه بهم، وحلوله بساحتهم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 541]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأتيناك بالحقّ} كما قال تعالى: {ما ننزل الملائكة إلا بالحقّ} [الحجر: 8]
وقوله: {وإنّا لصادقون} تأكيدٌ لخبرهم إيّاه بما أخبروه به، من نجاته وإهلاك قومه، [واللّه أعلم]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 541]

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأسر بأهلك بقطعٍ من اللّيل واتّبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحدٌ وامضوا حيث تؤمرون (65) وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين (66)}
يذكر تعالى عن الملائكة أنّهم أمروه أن يسري بأهله بعد مضيّ جانبٍ من اللّيل، وأن يكون لوطٌ، عليه السّلام، يمشي وراءهم، ليكون أحفظ لهم.
وهكذا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يمشي في الغزاة بما كان يكون ساقةً، يزجي الضّعيف، ويحمل المنقطع
وقوله: {ولا يلتفت منكم أحدٌ} أي: إذا سمعتم الصّيحة بالقوم فلا تلتفتوا إليهم، وذروهم فيما حلّ بهم من العذاب والنّكال، {وامضوا حيث تؤمرون} كأنّه كان معهم من يهديهم السّبيل). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 541-542]

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقضينا إليه ذلك الأمر} أي: تقدّمنا إليه في هذا {أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين} أي: وقت: الصّباح كما قال في الآية الأخرى: {إنّ موعدهم الصّبح أليس الصّبح بقريبٍ} [هودٍ: 81]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 542]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة