العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحجر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 11:12 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الحجر [ من الآية (32) إلى الآية (40) ]

{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:16 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (30) إلاّ إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين (31) قال يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا خلق اللّه ذلك البشر ونفخ فيه الرّوح بعد أن سوّاه، سجد الملائكة كلّهم جميعًا إلاّ إبليس فإنّه أبى أن يكون مع السّاجدين في سجودهم لآدم حين سجدوا له، فلم يسجد له معهم تكبّرًا وحسدًا وبغيًا. فقال اللّه تعالى ذكره: {يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين} يقول: ما منعك من أن تكون مع السّاجدين؟ ف " أن " في قول بعض نحويّي الكوفة خفضٌ، وفي قول بعض أهل البصرة نصبٌ بفقد الخافض). [جامع البيان: 14/66] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال لم أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (33) قال فاخرج منها فإنّك رجيمٌ (34) وإنّ عليك اللّعنة إلى يوم الدّين}.
يقول تعالى ذكره: {قال} إبليس: {لم أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ} وهو من طينٍ وأنا من نارٍ، والنّار تأكل الطّين). [جامع البيان: 14/66-67]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فاخرج منها} يقول: قال اللّه تعالى ذكره لإبليس: {فاخرج منها فإنّك رجيمٌ}.
والرّجيم المرجوم، صرف من مفعولٍ إلى فعيلٍ وهو المشتوم، كذلك قال جماعةٌ من أهل التّأويل
ذكر بعض من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله:{فإنّك رجيمٌ} " والرّجيم: الملعون "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {فاخرج منها فإنّك رجيمٌ} قال: " ملعونٌ، والرّجم في القرآن: الشّتم "). [جامع البيان: 14/67]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ عليك اللّعنة إلى يوم الدّين} يقول: وإنّ غضب اللّه عليك بإخراجه إيّاك من السّموات وطردك عنها إلى يوم المجازاة، وذلك يوم القيامة.
وقد بيّنّا معنى اللّعنة في غير موضعٍ بما أغنى عن إعادته ههنا). [جامع البيان: 14/67]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون (36) قال فإنّك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم}.
يقول تعالى ذكره: قال إبليس: ربّ فإذ أخرجتني من السّموات ولعنتني، فأخّرني إلى يوم تبعث خلقك من قبورهم فتحشرهم لموقف القيامة. قال اللّه له: فإنّك ممّن أخّر هلاكه إلى يوم الوقت المعلوم لهلاك جميع خلقي، وذلك حين لا يبقى على الأرض من بني آدم ديّارٌ). [جامع البيان: 14/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 36 – 48
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} قال: أراد إبليس أن لا يذوق الموت فقيل: {فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم} قال: النفخة الأولى يموت فيها إبليس وبين النفخة والنفخة أربعون سنة، قال: فيموت إبليس أربعين سنة). [الدر المنثور: 8/614]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون (36) قال فإنّك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم}.
يقول تعالى ذكره: قال إبليس: ربّ فإذ أخرجتني من السّموات ولعنتني، فأخّرني إلى يوم تبعث خلقك من قبورهم فتحشرهم لموقف القيامة. قال اللّه له: فإنّك ممّن أخّر هلاكه إلى يوم الوقت المعلوم لهلاك جميع خلقي، وذلك حين لا يبقى على الأرض من بني آدم ديّارٌ). [جامع البيان: 14/68] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 36 – 48
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} قال: أراد إبليس أن لا يذوق الموت فقيل: {فإنك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم} قال: النفخة الأولى يموت فيها إبليس وبين النفخة والنفخة أربعون سنة، قال: فيموت إبليس أربعين سنة). [الدر المنثور: 8/614] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {قال فإنك من المنظرين} قال: فلم ينظره إلى يوم البعث ولكن أنظره إلى الوقت المعلوم). [الدر المنثور: 8/614]

تفسير قوله تعالى: (إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون (36) قال فإنّك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم}.
يقول تعالى ذكره: قال إبليس: ربّ فإذ أخرجتني من السّموات ولعنتني، فأخّرني إلى يوم تبعث خلقك من قبورهم فتحشرهم لموقف القيامة. قال اللّه له: فإنّك ممّن أخّر هلاكه إلى يوم الوقت المعلوم لهلاك جميع خلقي، وذلك حين لا يبقى على الأرض من بني آدم ديّارٌ). [جامع البيان: 14/68] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 36 – 48
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} قال: أراد إبليس أن لا يذوق الموت فقيل: {فإنك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم} قال: النفخة الأولى يموت فيها إبليس وبين النفخة والنفخة أربعون سنة، قال: فيموت إبليس أربعين سنة). [الدر المنثور: 8/614] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ بما أغويتني لأزيّننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين (39) إلاّ عبادك منهم المخلصين}.
يقول تعالى ذكره: قال إبليس: {ربّ بما أغويتني} بإغوائك {لأزيّننّ لهم في الأرض} وكأنّ قوله: {بما أغويتني} خرج مخرج القسم، كما يقال: باللّه، أو بعزّة اللّه لأغوينّهم.
وعنى بقوله: {لأزيّننّ لهم في الأرض} لأحسّننّ لهم معاصيك، ولأحبّبنها إليهم في الأرض {ولأغوينّهم أجمعين} يقول: ولأضلّنّهم عن سبيل الرّشاد). [جامع البيان: 14/68]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إلاّ عبادك منهم المخلصين} يقول: إلاّ من أخلصته بتوفيقك فهديته، فإنّ ذلك ممّن لا سلطان لي عليه، ولا طاقة لي به.
وقد قرئ: ( إلاّ عبادك منهم المخلصين )، فمن قرأ ذلك كذلك، فإنّه يعني به: إلاّ من أخلص طاعتك، فإنّه لا سبيل لي عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا أبو زهيرٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {إلاّ عبادك منهم المخلصين} " يعني المؤمنين "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن سعيدٍ، عن قتادة: {إلاّ عبادك منهم المخلصين} قال قتادة: " هذه ثنيّة اللّه تعالى ذكره "). [جامع البيان: 14/68-69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {إلا عبادك منهم المخلصين} يعني المؤمنين). [الدر المنثور: 8/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إلا عبادك منهم المخلصين} قال: هذه ثنية الله). [الدر المنثور: 8/615]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:18 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)}


تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {قال يا إبليس ما لك ألّا تكون مع السّاجدين}
موضع أن نصب بإسقاط في، وإفضاء الناصب إلى أن المعنى أيّ شيء يقع لك في أن لا تكون مع السّاجدين). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الصّلصال}: الطين اليابس لم تصبه نار. فإذا نقرته صوّت، فإذا مسته النار فهو فخّار. ومنه قيل للحمار: مصلصل.
قال الأعشى:
كعدو المصلصل الجوّال ويقال: سمعت صلصلة اللجام، إذا سمعت صوت حلقه.
من حمإٍ جمع حمأة. وتقديرها: حلقة وحلق. وبكرة الدّلو وبكر. وهذا جمع قليل.
و{المسنون}: المتغير الرائحة.
وقوله: {لم يتسنّه} في قول بعض أصحاب اللغة منه. وقد ذكرناه في سورة البقرة.
و{المسنون} [أيضا]: المصبوب. يقال: سننت الشيء، إذا صببته صبا سهلا. وسنّ الماء على وجهك). [تفسير غريب القرآن: 238-237]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال فاخرج منها فإنّك رجيم } معناه مرجوم ملعون). [معاني القرآن: 3/279-180]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم}
قال سفيان بلغني أن الوقت المعلوم النفخة الأولى).[معاني القرآن: 4/26]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال ربّ بما أغويتني} مجازه مجاز القسم: بالذي أغويتني). [مجاز القرآن: 1/351]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال ربّ بما أغويتني لأزيّننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين}
وقال: {ربّ بما أغويتني} يقول: "بإغوائك إيّاي" {لأزيّننّ لهم} على القسم كما تقول: "بالله لأفعلنّ"). [معاني القرآن: 2/62]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ عبادك منهم المخلصين...}
ويقرأ {المخلصين} فمن كسر اللام جعل الفعل لهم كقوله تبارك وتعالى: {وأخلصوا دينهم}ومن فتح فالله أخلصهم كقوله: {إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار}). [معاني القرآن: 2/89]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {المخلصين} من أخلصوا. قراءة أهل [المدينة] {المخلصين} من أخلصوا، في الحجر والصافات ويوسف). [معاني القرآن لقطرب: 788]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:15 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) }


تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 03:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قال يا إبليس}، قيل: إنه حينئذ سماه إبليس، وإنما كان اسمه قبل عزازيل، وهو من الإبلاس، وهو الإبعاد، أي: يا مبعد. وقالت طائفة: إبليس كان اسمه، وليس باسم مشتق، بل هو أعجمي، ويقضي بذلك أنه لا ينصرف، ولو كان عربيا مشتقا لكان كإجفيل، من أجفل، وغيره، ولكان منصرفا، قاله أبو علي الفارسي. وقوله: ألا تكون، "أن" في موضع نصب، وقيل: في موضع خفض، والأصل: "مالك ألا تكون"). [المحرر الوجيز: 5/291]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقول إبليس: لم أكن لأسجد لبشر ليس هذا موضع كفره عند الحذاق، لأن إبايته إنما هي معصية فقط، وأما تعليله فإنما يقتضي أن الله خلق خلقا مفضولا وكلف خلقا أفضل منه أن يذل له، فكأنه قال: "وهذا جور"، وذلك أن إبليس لما ظن أن النار أفضل من الطين ظن أن نفسه أفضل من آدم من حيث النار يأكل الطين، فقاس وأخطأ في قياسه، وجهل أن الفضائل إنما هي حيث جعلها الله المالك للجميع، لا رب غيره). [المحرر الوجيز: 5/291]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال هذا صراط علي مستقيم
[المحرر الوجيز: 5/291]
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم}
الضمير في "منها" للجنة وإن لم يجر ذكرها، في القصة تتضمنها، ويحتمل أن يعود الضمير على صيغة الملائكة. و"الرجيم" المشؤوم، أي: المرجوم بالقول والشتم). [المحرر الوجيز: 5/292]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و{يوم الدين} يوم الجزاء، ومنه قول الشاعر:
ولم يبق سوى العدوا ... ن دناهم كما دانوا). [المحرر الوجيز: 5/292]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وسأل إبليس النظرة إلى يوم البعث فأعطاه الله إياها إلى وقت معلوم، واختلف فيه- فقيل: إلى يوم القيامة، أي يكون آخر من يموت من الخلق، قاله الطبري وغيره. وقيل إلى وقت غير معين ولا مرسوم بقيامة ولا غيرها، بل علمه عند الله وحده. وقيل: بل أمره كان إلى يوم بدر، وأنه قتل يوم بدر، وهذا -وإن كان روي- فهو ضعيف. والمنظر: المؤخر). [المحرر الوجيز: 5/292]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وسأل إبليس النظرة إلى يوم البعث فأعطاه الله إياها إلى وقت معلوم، واختلف فيه- فقيل: إلى يوم القيامة، أي يكون آخر من يموت من الخلق، قاله الطبري وغيره. وقيل إلى وقت غير معين ولا مرسوم بقيامة ولا غيرها، بل علمه عند الله وحده. وقيل: بل أمره كان إلى يوم بدر، وأنه قتل يوم بدر، وهذا -وإن كان روي- فهو ضعيف. والمنظر: المؤخر). [المحرر الوجيز: 5/292] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وسأل إبليس النظرة إلى يوم البعث فأعطاه الله إياها إلى وقت معلوم، واختلف فيه- فقيل: إلى يوم القيامة، أي يكون آخر من يموت من الخلق، قاله الطبري وغيره. وقيل إلى وقت غير معين ولا مرسوم بقيامة ولا غيرها، بل علمه عند الله وحده. وقيل: بل أمره كان إلى يوم بدر، وأنه قتل يوم بدر، وهذا -وإن كان روي- فهو ضعيف. والمنظر: المؤخر). [المحرر الوجيز: 5/292] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "رب" مع كفره يخرج على أنه يقر بالربوبية والخلق، وهو الظاهر من حاله وما تقتضيه فيه الآيات والأحاديث، وهذا لا يدفع في صدر كفره.
وقوله: {بما أغويتني} قال أبو عبيدة، وغيره: "أقسم بالإغواء"، كأنه جعله بمنزلة قوله: "رب بقدرتك علي وقضائك"، ويحتمل أن يكون بالسبب، كأنه قال: "رب والله لأغوينهم بسبب إغوائك لي ومن أجله وكفاء له"، ويحتمل أن يكون المعنى تجلدا منه ومبالغة في الجد، أي: "بحالي هذه وبعدي من الخير والله لأفعلن ولأغوين"، ومعنى لأزينن لهم في الأرض أي الشهوات والمعاصي. والضمير في "لهم" لذرية آدم وإن كان لم يجر لهم ذكر، فالقصة بجملتها حيث وقعت كاملة تتضمنهم، والإغواء: الإضلال"). [المحرر الوجيز: 5/292]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، والحسن، والأعرج: "المخلصين" بفتح
[المحرر الوجيز: 5/292]
اللام، أي الذين أخلصتهم أنت لعبادتك وتقواك، وقرأ الجمهور بكسر اللام، أي الذين أخلصوا الإيمان بك وبرسلك). [المحرر الوجيز: 5/293]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:31 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:33 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ قال ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (28) فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (29) فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (30) إلا إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين (31) قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع السّاجدين (32) قال لم أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (33)}
يذكر تعالى تنويهه بذكر آدم في ملائكته قبل خلقه له، وتشريفه إيّاه بأمره الملائكة بالسّجود له. ويذكر تخلّف إبليس عدوّه عن السّجود له من بين سائر الملائكة، حسدًا وكفرًا، وعنادًا واستكبارًا، وافتخارًا بالباطل، ولهذا قال: {لم أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصالٍ مّن حمأٍ مسنونٍ} كما قال في الآية الأخرى: {أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ} [الأعراف: 12] وقوله: {أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتني إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلا قليلا} [الإسراء: 62]
وقد روى ابن جريرٍ هاهنا أثرًا غريبًا عجيبًا، من حديث شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا خلق اللّه الملائكة قال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا سوّيته فاسجدوا له. قالوا: لا نفعل. فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم، ثمّ خلق ملائكةً فقال لهم مثل ذلك، [فقالوا: لا نفعل. فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم. ثمّ خلق ملائكةً أخرى فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا، فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم. ثمّ خلق ملائكةً فقال: إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له] قالوا سمعنا وأطعنا، إلّا إبليس كان من الكافرين الأوّلين
وفي ثبوت هذا عنه بعدٌ، والظّاهر أنّه إسرائيليٌّ، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 534]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال فاخرج منها فإنّك رجيمٌ (34) وإنّ عليك اللّعنة إلى يوم الدّين (35) قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون (36) قال فإنّك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم (38)}
يقول آمرًا لإبليس أمرًا كونيًّا لا يخالف ولا يمانع، بالخروج من المنزلة الّتي كان فيها من الملأ الأعلى، وإنّه {رجيمٌ} أي: مرجومٌ. وإنّه قد أتبعه لعنةً لا تزال متّصلةً به، لاحقةً له، متواترةً عليه إلى يوم القيامة.
وعن سعيد بن جبيرٍ أنّه قال: لمّا لعن اللّه إبليس، تغيّرت صورته عن صورة الملائكة، ورن رنةً، فكلّ رنّةٍ في الدّنيا إلى يوم القيامة منها. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وإنّه لـمّا تحقّق الغضب الّذي لا مردّ له، سأل من تمام حسده لآدم وذرّيّته النّظرة إلى يوم القيامة، وهو يوم البعث وأنّه أجيب إلى ذلك استدراجًا له وإمهالًا فلمّا تحقّق النّظرة قبّحه اللّه: {قال ربّ بما أغويتني لأزيّننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين (39)}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 534-535]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّ بما أغويتني لأزيّننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين (39) إلا عبادك منهم المخلصين (40) قال هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ (41) إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلا من اتّبعك من الغاوين (42) وإنّ جهنّم لموعدهم أجمعين (43) لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ (44)}
يقول تعالى مخبرًا عن إبليس وتمرّده وعتوّه أنّه قال للرّبّ: {بما أغويتني} قال بعضهم: أقسم بإغواء اللّه له.
قلت: ويحتمل أنّه بسبب ما أغويتني وأضللتني {لأزيّننّ لهم} أي: لذرّيّة آدم، عليه السّلام {في الأرض} أي: أحبّب إليهم المعاصي وأرغّبهم فيها، وأؤزّهم إليها، وأزعجهم إزعاجًا، {ولأغوينّهم} أي: كما أغويتني وندّرت على ذلك، {أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} كما قال {أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتني إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلا قليلا} [الإسراء: 62]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 535]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة