العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة إبراهيم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 05:06 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة إبراهيم [من الآية (5) إلى الآية (8) ]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 04:27 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (سمعت مالكا يقول في قول الله لموسى: {وذكرهم بأيام الله}، قال: ذكرهم بلاء الله الحسن عندهم وأياديه). [الجامع في علوم القرآن: 2/130]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن قتادة في قوله تعالى وذكرهم بأيام الله قال بنعم الله). [تفسير عبد الرزاق: 1/341]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن عبيد عن مجاهد في قوله تعالى وذكرهم بأيام الله قال بنعم الله). [تفسير عبد الرزاق: 1/341]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن مسلمٍ، قال: حدّثني إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، قال: حدّثنا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرّحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن أبيّ بن كعبٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «قام موسى يومًا في قومه فذكّرهم بأيّام الله، وأيّام الله نعماؤه»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/137]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور، وذكّرهم بأيّام اللّه، إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد أرسلنا موسى بأدلّتنا وحججنا من قبلك يا محمّد، كما أرسلناك إلى قومك بمثلها من الأدلّة والحجج كما؛
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، ح.
- وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن الأشيب، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، ح.
- وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} قال: " بالبيّنات "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} قال: " التّسع الآيات: الطّوفان وما معه "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " {أرسلنا موسى بآياتنا} قال: " التّسع البيّنات ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
وقوله: {أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور} كما أنزلنا إليك يا محمّد هذا الكتاب، لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور {بإذن ربّهم} ويعني بقوله: {أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور}: " أي ادعهم من الضّلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان كما؛
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور} يقول: من الضّلالة إلى الهدى ".
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، عن عمرٍو، عن سعيدٍ، عن قتادة، مثله
وقوله: {وذكّرهم بأيّام اللّه} يقول عزّ وجلّ: وعظهم بما سلف من نعمي عليهم في الأيّام الّتي خلت فاجتزئ بذكر الأيّام من ذكر النّعم الّتي عناها، لأنّها أيّامٌ كانت معلومةٌ عندهم، أنعم اللّه عليهم فيها نعمًا جليلةً، أنقذهم فيها من آل فرعون بعد ما كانوا فيما كانوا من العذاب المهين، وغرّق عدوّهم فرعون وقومه، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم.
وكان بعض أهل العربيّة يقول: معناه: خوّفهم بما نزل بعادٍ وثمود وأشباههم من العذاب، وبالعفو عن الآخرين قال: وهو في المعنى كقولك: خذهم بالشّدّة واللّين.
وقال آخرون منهم: قد وجدنا لتسمية النّعم بالأيّام شاهدًا في كلامهم، ثمّ استشهد لذلك بقول عمرو بن كلثومٍ:
وأيّامٍ لنا غرٍّ طوالٍ = عصينا الملك فيها أن ندينا
وقال: فقد يكون إنّما جعلها غرًّا طوالاً لإنعامهم على النّاس فيها. وقال: فهذا شاهدٌ لمن قال: {وذكّرهم بأيّام اللّه} بنعم اللّه ثمّ قال: وقد يكون تسميتها غرًّا، لعلوّهم على الملك وامتناعهم منه، فأيّامهم غرٌّ لهم وطوالٌ على أعدائهم.
قال أبو جعفرٍ: وليس للّذي قال هذا القائل، من أنّ في هذا البيت دليلاً على أنّ الأيّام معناها النّعم وجهٌ، لأنّ عمرو بن كلثومٍ إنّما وصف ما وصف من الأيّام بأنّها غرٌّ، لعزّ عشيرته فيها، وامتناعهم على الملك من الإذعان له بالطّاعة، وذلك كقول النّاس: ما كان لفلانٍ قطّ يومٌ أبيض، يعنون بذلك: أنّه لم يكن له يومٌ مذكورٌ بخيرٍ، وأمّا وصفه إيّاها بالطّول، فإنّها لا توصف بالطّول إلاّ في حال شدّةٍ، كما قال النّابغة:
كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب = وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكب
فإنّما وصفها عمرو بالطّول لشدّة مكروهها على أعداء قومه، ولا وجه لذلك غير ما قلت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بأنعم اللّه "
- حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن عبيدٍ المكتب، عن مجاهدٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه ".
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن عبيدٍ المكتب، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا عبثرٌ، عن حصينٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى ح.
- وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا شبابة قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بالنّعم الّتي أنعم بها عليهم: أنجاهم من آل فرعون، وفلق لهم البحر، وظلّل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المنّ والسّلوى "
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا حبيب بن حسّان، عن سعيد بن جبيرٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وذكّرهم بأيّام اللّه} يقول: " ذكّرهم بنعم اللّه عليهم "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " أيّامه الّتي انتقم فيها من أهل معاصيه من الأمم، خوّفهم بها، وحذّرهم إيّاها، وذكّرهم أن يصيبهم ما أصاب الّذين من قبلهم "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن أبيٍّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: وذكّرهم بأيّام اللّه قال: " نعم اللّه "
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن الثّوريّ، عن عبيد اللّه، أو غيره، عن مجاهدٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه " {إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ} يقول: إنّ في الأيّام الّتي سلفت بنعمي عليهم، يعني على قوم موسى لآياتٍ، يعني: لعبرًا ومواعظ لكلّ صبّارٍ شكورٍ، يقول: لكلّ ذي صبرٍ على طاعة اللّه وشكرٍ له على ما أنعم عليه من نعمه
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، عن عمرٍو، عن سعيدٍ، عن قتادة، في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ} قال: " نعم العبد عبدٌ إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر "). [جامع البيان: 13/593-598]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولقد أرسلنا موسى بآياتنا يعني بالبينات قال ورقاء وقال ابن جريج الآيات التسع هي البينات). [تفسير مجاهد: 333]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وذكرهم بأيام الله قال بنعم الله عز وجل). [تفسير مجاهد: 333]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال عبد بن حميدٍ: ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا محمّد بن أبانٍ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، حدّثني أبيّ بن كعبٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "في قوله عز وجل: (وذكرهم بأيام الله) قال: بنعم اللّه".
قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير من طريق أبي إسحاق به). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 5 - 6.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد وعطاء وعبيد بن عمير في قوله: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} قال: بالبينات التسع: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والسنين ونقص من الثمرات). [الدر المنثور: 8/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما – في قوله: {أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور} قال: من الضلالة إلى الهدى). [الدر المنثور: 8/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وذكرهم بأيام الله} قال: بنعم الله وآلائه). [الدر المنثور: 8/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {وذكرهم بأيام الله} قال: نعم الله). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: لما نزلت {وذكرهم بأيام الله} قال: وعظهم). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة عن علي أو الزبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بأيام الله حتى نعرف ذلك في وجهه كأنما يذكر قوما يصبحهم الأمر غدوة أو عشية وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام لم يبتسم ضاحكا حتى يرتفع عنه). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله: {وذكرهم بأيام الله} قال: بالنعم التي أ نعم بها عليهم أنجاهم من آل فرعون وفلق لهم البحر وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله: {وذكرهم بأيام الله} قال: بوقائع الله في القرون الأولى). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} قال: نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح - رضي الله عنه - في قوله: {لكل صبار شكور} قال: وجدنا أصبرهم أشكرهم وأشكرهم أصبرهم). [الدر المنثور: 8/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي ظبيان عن علقمة عن ابن مسعود - رضي الله عنه قال: الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله، قال: فذكرت هذا الحديث للعلاء بن يزيد - رضي الله عنه - فقال: أوليس هذا في القرآن {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} إن في ذلك لآيات للموقنين). [الدر المنثور: 8/491]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عيينة: {اذكروا نعمة اللّه عليكم} [إبراهيم: 6] : «أيادي اللّه عندكم وأيّامه»). [صحيح البخاري: 6/79]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عيينة اذكروا نعمة الله عليكم أيادي اللّه عندكم وأيّامه وصله الطّبريّ من طريق الحميديّ عنه وكذا رويناه في تفسير بن عيينة رواية سعيد بن عبد الرّحمن عنه وأخرج عبد اللّه بن أحمد في زيادات المسند والنّسائيّ وكذا ذكره بن أبي حاتم من طريق بن عبّاسٍ عن أبيّ بن كعبٍ قال إنّ اللّه أوحى إلى موسى وذكّرهم بأيّام اللّه قال نعم اللّه وأخرجه عبد الرّزّاق من حديث بن عبّاسٍ بإسنادٍ صحيحٍ فلم يقل عن أبيّ بن كعبٍ). [فتح الباري: 8/376]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وعن ابن عيينة في قوله تعالى 6 إبراهيم {اذكروا نعمة الله عليكم} قال اذكروا أيادي الله عليكم وأيّام الله
وقال ابن جرير ثنا المثنى ثنا محمّد بن إسحاق ثنا عبد الله بن الزبير عن ابن عيينة في قوله {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم} قال أيادي الله عندكم وأيامه وفي قوله 3 إبراهيم {ويبغونها عوجا} يلتمسون). [تغليق التعليق: 4/232]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عيينة اذكروا نعمة الله عليكم أيادي الله عندكم وأيّامه
أي: قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون} (إبراهيم: 6) الآية وفسّر نعمة الله بقوله: أيادي الله، والأيادي جمع الأيدي، وهو جمع اليد بمعنى: النّعمة، وهذا التّعليق وصله الطّبريّ من طريق الحميدي عنه). [عمدة القاري: 19/2]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عيينة) سفيان مما وصله في تفسيره والطبري أيضًا: ({اذكروا نعمة الله عليكم}) [المائدة: 20] أي (أيادي الله عندكم وأيامه) أي بوقائعه التي وقعت على الأمم الدارجة). [إرشاد الساري: 7/187]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب، ويذبّحون أبناءكم، ويستحيون نساءكم، وفي ذلكم بلاءٌ من ربّكم عظيمٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر يا محمّد إذ قال موسى بن عمران لقومه من بني إسرائيل: {اذكروا} أيها القوم {نعمة اللّه عليكم} الّتي أنعم بها عليكم {إذ أنجاكم من آل فرعون} يقول: حين أنجاكم من أهل دين فرعون وطاعته {يسومونكم سوء العذاب}: أي يذيقونكم شديد العذاب {ويذبّحون أبناءكم} مع اذاقتهم اياكم شديد العذاب ويذبحون أبناءكم وأدخلت الواو في هذا الموضع لأنّه أريد بقوله: {ويذبّحون أبناءكم} الخبر عن أنّ آل فرعون كانوا يعذّبون بني إسرائيل بأنواعٍ من العذاب غير التّذبيح وبالتّذبيح، وأمّا في موضعٍ آخر من القرآن، فإنّه جاء بغير الواو: {يسومونكم سوء العذاب يذبّحون أبناءكم} في موضعٍ، وفي موضعٍ: {يقتّلون أبناءكم} ولم تدخل الواو في المواضع الّتي لم تدخل فيها لأنّه أريد بقوله: {يذبّحون} وبقوله: {يقتّلون} تبيينه صفات العذاب الّذي كانوا يسومونهم، وكذلك العمل في كلّ جملةٍ أريد تفصيلها فبغير الواو تفصيلها، وإذا أريد العطف عليها بغيرها وغير تفصيلها فالواو
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن ابن عيينة، في قوله: " {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة اللّه عليكم}: أيادي اللّه عندكم وأيّامه "
وقوله: {ويستحيون نساءكم} يقول: ويبقون نساءكم فيتركون قتلهنّ، وذلك استحياؤهم كان إيّاهنّ، وقد بيّنّا ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، ومعناه: يتركونهم، والحياة: هي التّرك، ومنه الخبر الّذي روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " اقتلوا شيوخ المشركين، واستحيوا شرخهم " بمعنى: استبقوهم فلا تقتلوهم
{وفي ذلكم بلاءٌ من ربّكم عظيمٌ} يقول تعالى: وفيما يصنع بكم آل فرعون من أنواع العذاب بلاءٌ لكم من ربّكم عظيمٌ: يقول أي ابتلاءٌ واختبارٌ لكم من ربّكم عظيمٌ، وقد يكون البلاء في هذا الموضع نعماء، وقد يكون معناه: من البلاء الّذي قد يصيب النّاس في الشّدائد). [جامع البيان: 13/598-600]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (سمعت علي بن صالح يقول: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} [سورة إبراهيم: 7] قال: أي من إطاعتي). [الزهد لابن المبارك: 2/145]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] ثنا بعض أصحابنا عن مجاهدٍ في قوله: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} قال: من إطاعتي [الآية: 7]). [تفسير الثوري: 156]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وإذ تأذّن ربّكم} [إبراهيم: 7] : «أعلمكم، آذنكم»). [صحيح البخاري: 6/79]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وإذ تأذّن ربكم أعلمكم آذنكم كذا للأكثر ولأبي ذرٍّ أعلمكم ربّكم قال أبو عبيدة في قوله تعالى وإذ تأذن ربكم إذ زائدةٌ وتأذّن تفعّل من آذن أي أعلم وهو قول أكثر أهل اللّغة إنّ تأذّن من الإيذان وهو الإعلام ومعنى تفعّل عزم عزمًا جازمًا ولهذا أجيب بما يجاب به القسم ونقل أبو عليٍّ الفارسيّ أنّ بعض العرب يجعل أذّن وتأذّن بمعنًى واحدٍ قلت ومثله قولهم تعلّم موضع أعلم وأوعد وتوعّد وقيل إنّ إذ زائدةٌ فإنّ المعنى اذكروا حين تأذّن ربّكم وفيه نظرٌ). [فتح الباري: 8/376]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وإذ تأذّن ربّكم. أعلمكم آذنكم
أشار به إلى قوله تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} (إبراهيم: 7)، وفسّر: تأذن بقوله: أعلمكم. قوله: (آذنكم)، كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر: أعلمكم ربكم، ونقل بعضهم عن أبي عبيدة أنه قال: كلمة (ذر) زائدة. قلت: ليس كذلك، بل معناه اذكروا حين تأذن ربكم، ومعنى تأذن ربكم إذن ربكم. قال الزّمخشريّ: ونظير تأذن وآذن توعد وأوعد، تفضل وأفضل، ولا بد في تفعل من زيادة معنى ليس في أفعل، كأنّه قيل: وإذ تأذن ربكم إيذانًا بليغاً تنتفي عنده الشكوك، وقال بعضهم: إذ تأذن من الإيذان، قلت: ليس كذلك، بل هو من التأذين). [عمدة القاري: 19/3]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وإذ تأذن ربكم}) أي (أعلمكم آذنكم) بمدّ الهمزة والمعنى آذن إيذانًا بليغًا لما في تفعل من التكلف وفي رواية أبي ذر كما في فتح الباري أعلمكم ربكم أي إن شكرتم نعمتي من الإنجاء وغيره بالإيمان وصالحات الأعمال لأزيدنكم النعم وإن جحدتموها فإن عذابي بسلبها في الدنيا والنار في العقبى في غاية الشدة). [إرشاد الساري: 7/187]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ تأذّن ربّكم لئن شكرتم لأزيدنّكم، ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديدٌ}.
يقول جلّ ثناؤه: واذكروا أيضًا حين آذنكم ربّكم وتأذّن: تفعّل من أذن، والعرب ربّما وضعت " تفعّل " موضع " أفعل "، كما قالوا: أوعدته وتوعّدته بمعنًى واحدٍ، وآذن: أعلم، كما قال الحارث بن حلّزة:
آذنتنا ببينها أسماء = ربّ ثاوٍ يملّ منه الثّواء
يعني بقوله: آذنتنا: أعلمتنا
وذكر، عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه أنّه " كان يقرأ: {وإذ تأذّن ربّكم} ( وإذ قال ربّكم ).
- حدّثني بذلك الحارث، قال: حدّثني عبد العزيز قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عنه
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وإذ تأذّن ربّكم}: " وإذ قال ربّكم ذلك التّأذّن "
وقوله: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} يقول: لئن شكرتم ربّكم بطاعتكم إيّاه فيما أمركم ونهاكم لأزيدنّكم في أياديه عندكم، ونعمه عليكم، على ما قد أعطاكم من النّجاة من آل فرعون، والخلاص من عذابهم.
وقيل في ذلك قولٌ غيره، وهو ما؛
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: سمعت عليّ بن صالحٍ، يقول في قول اللّه عزّ وجلّ: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} قال: " أي من طاعتي ".
- حدّثنا المثنّى قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا ابن المبارك قال: سمعت عليّ بن صالحٍ، فذكر نحوه
- حدّثني أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} قال: " من طاعتي "
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا مالك بن مغولٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن الحسن، في قوله: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} قال: " من طاعتي ".
ولا وجه لهذا القول يفهم، لأنّه لم يجر للطّاعة في هذا الموضع ذكرٌ، فيقال: إن شكرتموني عليها زدتكم منها، وإنّما جرى ذكر الخبر عن إنعام اللّه على قوم موسى بقوله: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة اللّه عليكم} ثمّ أخبرهم أنّ اللّه أعلمهم إن شكروه على هذه النّعمة زادهم، فالواجب في المفهوم أن يكون معنى الكلام: زادهم من نعمه، لا ممّا لم يجر له ذكرٌ من الطّاعة، إلاّ أن يكون أريد به: لئن شكرتم فأطعتموني بالشّكر لأزيدنّكم من أسباب الشّكر ما يعينكم عليه، فيكون ذلك وجهًا
وقوله: {ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديدٌ} يقول: ولئن كفرتم أيّها القوم نعمة اللّه، فجحدتموها، بترك شكره عليها، وخلافه في أمره ونهيه، وركوبكم معاصيه {إنّ عذابي لشديدٌ}: أعذّبكم كما أعذّب من كفر بي من خلقي.
وكان بعض البصريّين يقول في معنى قوله: {وإذ تأذّن ربّكم} ويقول: " إذ " من حروف الزّوائد، وقد دلّلنا على فساد ذلك فيما مضى قبل). [جامع البيان: 13/600-602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 7 - 8.
أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} قال: أخبرهم موسى عليه السلام عن ربه عز وجل أنهم إن شكروا النعمة زادهم من فضله وأوسع لهم في الرزق وأظهرهم على العالمين). [الدر المنثور: 8/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} قال: حق على الله أن يعطي من سأله ويزيد من شكره والله منعم يحب الشاكرين فاشكروا لله نعمه). [الدر المنثور: 8/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله: (لئن شكرتم لأزيدنكم) قال: من طاعتي.
وأخرج ابن المبارك، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمانعن علي بن الصالح - رضي الله عنه - مثله). [الدر المنثور: 8/491-492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - في قوله {لئن شكرتم لأزيدنكم} قال: لا تذهب أنفسكم إلى الدنيا فإنها أهون على الله من ذلك، ولكن يقول {لئن شكرتم} هذه النعمة إنها مني {لأزيدنكم} من طاعتي). [الدر المنثور: 8/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي زهير يحيى بن عطارد بن مصعب عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أعطي أحد أربعة فمنع أربعة ما أعطي أحد الشكر فمنع الزيادة لأن الله تعالى يقول: {لئن شكرتم لأزيدنكم} وما أعطي أحد الدعاء فمنع الإجابة لإن الله يقول: (ادعوني استجب لكم) وما أعطي أحد الاستغفار فمنع المغفرة لإن الله يقول: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) (سورة نوح آية 10) وما أعطي أحد التوبة فمنع التقبل لإن الله يقول: (وهوالذي يقبل التوبة عن عباده) (سورة الشورى آية 25) ). [الدر المنثور: 8/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن أنس - رضي الله عنه - قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم سائل فأمر له بتمرة فلم يأخذها وأتاه آخر فأمر له بتمرة فقبلها وقال: تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال للجارية: اذهبي إلى أم سلمة فأعطيه الأربعين درهما التي عندها). [الدر المنثور: 8/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أنس - رضي الله عنه -: أن سائلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأعطاه تمرة فقال الرجل سبحان الله، نبي من الأنبياء يتصدق بتمرة فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن فيها مثاقيل ذر كثيرة فأتاه آخر فسأله فأعطاه فقال تمرة من نبي لا تفارقني هذه التمرة ما بقيت ولا أزال أرجو بركتها أبدا، فأمر له النّبيّ صلى الله عليه وسلم بمعروف وما لبث الرجل أن استغنى). [الدر المنثور: 8/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق مالك بن أنس عن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين قال - لما قال له سفيان الثوري - رضي الله عنه -: لا أقوم حتى تحدثني - قال جعفر - رضي الله عنه -: أما إني أحدثك وما كثرة الحديث بخير لك يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها فإن الله تعالى قال في كتابه: {لئن شكرتم لأزيدنكم} وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله قال في كتابه: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين) (سورة نوح الآيات 10 - 11 - 12) يعني في الدنيا والآخرة (ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) (الشورى آية 25) يا سفيان إذا أحزنك أمر من سلطان أوغيره فأكثر من لاحول ولا قوة إلا بالله فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة). [الدر المنثور: 8/493-494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من أعطيهن لم يمنع من الله أربعا: من أعطي الدعاء لم يمنع الاجابة قال الله: (ادعوني أستجب لكم) ومن أعطي الاستغفار لم يمنع المغفرة قال الله تعالى: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) ومن أعطي الشكر لم يمنع الزيادة قال الله: {لئن شكرتم لأزيدنكم} ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول قال الله: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) ). [الدر المنثور: 8/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مرويه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة لإن الله تعالى يقول: {لئن شكرتم لأزيدنكم} ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول لإن الله يقول: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) ). [الدر المنثور: 8/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه والضياء المقدسي في المختارة عن أنس - رضي الله عنه - قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ألهم خمسة لم يحرم خمسة من ألهم الدعاء لم يحرم الإجابة لأن الله يقول: (ادعوني أستجب لكم) ومن ألهم التوبة لم يحرم القبول لأن الله يقول: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) ومن ألهم الشكر لم يحرم الزيادة لأن الله تعالى يقول: {لئن شكرتم لأزيدنكم} ومن ألهم الاستغفار لم يحرم المغفرة لأن الله تعالى يقول: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) ومن ألهم النفقة لم يحرم الخلف لأن الله تعالى يقول: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) (سورة سبأ آية 29) ). [الدر المنثور: 8/494-495]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعًا، فإنّ اللّه لغنيّ حميدٌ}.
يقول تعالى ذكره: {وقال موسى} لقومه: {إن تكفروا} أيّها القوم، فتجحدوا نعمة اللّه الّتي أنعمها عليكم أنتم، ويفعل في ذلك مثل فعلكم {من في الأرض جميعًا، فإنّ اللّه لغنيّ} عنكم وعنهم من جميع خلقه، لا حاجة به إلى شكركم إيّاه على نعمه عند جميعكم، {حميدٌ} ذو حمدٍ إلى خلقه بما أنعم به عليهم، كما؛
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن هاشمٍ، قال: أخبرنا سيفٌ، عن أبي روقٍ، عن أبي أيّوب، عن عليٍّ: {فإنّ اللّه لغنيّ} قال: " غنيّ عن خلقه، {حميدٌ} قال: " مستحمدٌ إليهم "). [جامع البيان: 13/602-603]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 04:29 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وذكّرهم بأيّام اللّه...}
يقول: خوّفهم بأيّام عاد وثمود وأشباههم بالعذاب وبالعفو عن آخرين. وهو في المعنى كقولك: خذهم بالشدّة واللين). [معاني القرآن: 2/68]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وذكرهم بأيام الله}: أيامه: نعمه). [غريب القرآن وتفسيره: 196]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وذكّرهم بأيّام اللّه} أي بأيام النّعم). [تفسير غريب القرآن: 230]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور وذكّرهم بأيّام اللّه إنّ في ذلك لآيات لكلّ صبّار شكور} أي البرهان الذي دل على صحة نبوته، نحو إخراج يده بيضاء وكون العصا حيّة.
وقوله عزّ وجلّ: {أن أخرج قومك}.
أي بأن أخرج قومك. المعنى أرسلناه بأن يخرج قومه {من الظلمات إلى النور}، أي من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.
و " أن " ههنا يصلح أن يكون لي معنى " أن " المخففة، وتكون مفسّرة، ويكون المعنى ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أي أخرج قومك، كأن المعنى قلنا له: أخرج قومك، ومثل هذا: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا} أي امشوا. والتأويل: قالوا لهم: امشوا.
قال سيبويه تقول كتبت إليه أن قم، وأمرته أن قم، إن شئت كانت " أن " وصلت بالأمر، والتأويل تأويل الخبر، المعنى كتبت إليه أن يقوم وأمرته أن يقوم، إلا أنها وصلت بلفظ الأمر للمخاطب، والمعنى معنى الخبر، كما تقول، أنت الذي فعلت، والمعنى أنت الذي فعل، قال: ويجوز أن يكون في معنى أي، ومثله أرسلت إليه أن ما أنت وذا.
وقوله: {وذكّرهم بأيّام اللّه}.
{وذكّرهم} عطف على {اخرج}، وتذكيرهم بأيام اللّه، أي تذكيرهم بنعم أيام الله عليهم، وبنقم اللّه التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود، أي ذكرهم بالأيام التي سلفت لمن كفر وما نزل بهم فيها، وذكرهم. بنعم اللّه.
والدليل على أن التذكير مشتمل على الإنذار والتّحذير مما نزل بمن قبلهم قوله عزّ وجلّ بعد هذه الآية: {ألم يأتكم نبأ الّذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والّذين من بعدهم لا يعلمهم إلّا اللّه جاءتهم رسلهم بالبيّنات فردّوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنّا كفرنا بما أرسلتم به وإنّا لفي شكّ ممّا تدعوننا إليه مريب}. [معاني القرآن: 3/155-154]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا}
قال مجاهد أي بالآيات البينات يعني قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات}
وقوله تعالى: {وذكرهم بأيام الله}
قال أبي بن كعب أي بنعم الله
وقال غيره بإهلاكه من قبلهم وبانتقامه منهم بكفرهم). [معاني القرآن: 3/515]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وذكرهم بأيام الله} أي بنعمة الله. وقيل: أيامه في القرون الخالية، أي: كيف أهلكهم بكفرهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 121]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِأَيَّامِ اللهِ}: نعم الله). [العمدة في غريب القرآن: 169]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله ها هنا: {ويذبّحون...}
وفي موضع آخر {يذبّحون} بغير واو وفي موضع آخر {يقتّلون} بغير واو. فمعنى الواو أنهم يمسّهم العذاب غير التذبيح كأنه قال: يعذبونكم بغير الذبح وبالذبح. ومعنى طرح الواو كأنه تفسير لصفات العذاب.
وإذا كان الخبر من العذاب أو الثواب مجملاً في كلمة ثم فسرته فاجعله بغير الواو. وإذا كان أوّله غير آخره فبالواو.
فمن المجمل قول الله عز وجل: {ومن يفعل ذلك يلق آثاماً} فالآثام فيه نيّة العذاب قليله وكثيره. ثم فسّره بغير الواو فقال {يضاعف له العذاب يوم القيامة} ولو كان غير مجمل لم يكن ما ليس به تفسيراً له،
ألا ترى أنك تقول عندي دابّتان بغل وبرذون ولا يجوز عندي دابّتان وبغل وبرذونٌ وأنت تريد تفسير الدّابتين بالبغل والبرذون، ففي هذا كفاية عمّا نترك من ذلك فقس عليه.
وقوله: {وفي ذالكم بلاءٌ مّن رّبّكم عظيمٌ} يقول: فيما كان يصنع بكم فرعون من أصناف العذاب بلاء عظيم من البليّة. ويقال: في ذلكم نعم من ربّكم عظيمة إذ أنجاكم منها. والبلاء قد يكون نعماً، وعذاباً.
ألا ترى أنك تقول: إن فلاناً لحسن البلاء عندك تريد الإنعام عليك). [معاني القرآن: 2/69-68]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يسومونكم} أي يولونكم ويبلونكم). [مجاز القرآن: 1/335]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم}
وفي موضع آخر يذبحون بغير واو
ومعنى الواو يوجب انه قد أصابهم من العذاب شيء سوى التذبيح وإذا كان بغير واو فإنما هو تبيين الأول). [معاني القرآن: 3/516]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويستحيون نساءكم} أي لا يقتلونهن من الحياة أي يدعونهن يحيين
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم). [معاني القرآن: 3/517-516]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
قال المعنى في إنجائه إياكم منهم نعمة عظيمة ويكون البلاء ههنا النعمة
وقيل فيما جرى منهم عليكم بلاء أي بلية
وقيل البلاء ههنا الاختبار). [معاني القرآن: 3/517]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذ تأذّن ربّكم...}
معناه: أعلم ربّكم وربما قالت العرب في معنى أفعلت تفعّلت فهذا من ذلك والله أعلم. أوعدني وتوعّدني وهو كثير). [معاني القرآن: 2/69]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإذ تأذّن ربّكم} مجازه: وآذنكم ربكم، وإذ من حروف الزوائد، وتأذن تفعل من قولهم: أذنته). [مجاز القرآن: 1/335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذ تأذّن ربّكم} مبين في سورة الأعراف). [تفسير غريب القرآن: 230]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}
تأذن بمعنى أعلم من قولهم آذنه فأذن بالأمر وهذا كما يقال توعدته وأوعدته بمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/517]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 10:30 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) }

قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قولهم صبور وشكور، معناه هو الذي يصبر ويشكر). [المذكور والمؤنث: 56]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) }
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *بلو* البلاء يكون نعمة ومنحة ويكون نقمة ومحنة قال الله تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} وقال أيضا: {وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا} وقوله: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} راجع إلى الأمرين إلى المحنة التي في قوله: {يذبحون أبناءكم} وإلى المنحة التي في قوله: {أنجاكم} ). [كتاب الأضداد: 59] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أخذ الحجاج لصًا أعرابيًا فضربه سبعمائة سوط فكلما قرعه بسوط قال: اللهم شكرًا؛ فأتاه ابن عم له فقال: والله ما دعا الحجاج إلى التمادي في ضربك إلا كثرة شكرك، لأن اللّه يقول: {لئن شكرتم لأزيدنكم} فقال: إن هذا في كتاب الله؛ فقال: اللهم نعم؛ فانشأ الأعرابي يقول:

يا رب لا شكر فلا تزدني = أسرفت في شكرك فاعف عني
باعد ثواب الشاكرين مني
فبلغ الحجاج فخلى سبيله). [عيون الأخبار: 4/57-58]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 11:17 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 11:17 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 11:20 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى} الآية. آيات الله هي العصا، واليد، وسائر التسع. وقوله: {أن أخرج قومك}، تقديره: بأن أخرج، ويجوز أن تكون "أن" مفسرة لا موضع لها من الإعراب، وأما "الظلمات والنور" فيحتمل أن يراد بها: من الكفر إلى الإيمان، وهذا على ظاهر أمر بني إسرائيل في أنهم كانوا قبل بعث موسى
[المحرر الوجيز: 5/222]
فيهم أشياعا متفرقين في الدين ففرع مع القبط في عبادة فرعون، وكلهم على غير شيء، وهذا مذهب الطبري، وحكاه عن ابن عباس رضي الله عنهما، وإن صح أنهم كانوا على دين إبراهيم وإسرائيل ونحو هذا فالظلمات: الذل والعبودية، والنور: العزة بالدين والظهور بأمر الله تبارك وتعالى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وظاهر هذه الآية وأكثر الآيات في رسالة موسى عليه السلام أنها إنما كانت إلى بني إسرائيل خاصة في معنى الشرع لهم، وأمرهم ونهيهم بفروع الديانة، وإلى فرعون وأشراف قومه في أن ينظروا ويعتبروا في آيات موسى فيقروا بالله تعالى ويؤمنوا به وبموسى وبمعجزته، ويتحققوا نبوته، ويرسلوا معه بني إسرائيل
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا يترتب هذا منهم إلا بإيمان به.
وأما أن تكون رسالته إليهم لمعنى اتباعه والدخول في شرعه فليس هذا بظاهر القصة، ولا كشف الغيب ذلك، ألا ترى أن موسى عليه السلام خرج عنهم ببني إسرائيل فلو لم يتبع لمضى بأمته؟ وألا ترى أنه لم يدع القبط بجملتهم وإنما كان يحاور أولي الأمر؟ وأيضا فليس دعاؤه لهم على حد دعاء نوح وهود وصالح عليهم السلام- أممهم في معنى كفرهم ومعاصيهم، بل في الاهتداء والتزكي وإرسال بني إسرائيل ومما يؤيد هذا أنه لو كانت دعوته لفرعون والقبط على حدود دعوته لبني إسرائيل فلم كان يطلب بأمر الله أن يرسل معه بني إسرائيل بل كان يطلب أن يؤمن الجميع ويتشرعوا بشرعه ويستقر الأمر، وأيضا فلو كان مبعوثا إلى القبط لرده الله إليهم حين غرق فرعون وجنوده، ولكن لم يكونوا أمته له فلم يرد إليهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
واحتج من ذهب إلى أن موسى عليه السلام بعث إلى جميعهم بقوله تعالى في غير آية: {إلى فرعون وملئه}، و{إلى فرعون وقومه} والله أعلم.
[المحرر الوجيز: 5/223]
وقوله: {وذكرهم بأيام الله} الآية. أمر الله عز وجل موسى أن يعظ قومه بالتهديد بنقم الله التي أحلها بالأمم الكافرة قبلهم، وبالتعديد لنعمه عليهم في المواطن المتقدمة، وعلى غيرهم من أهل طاعته، ليكون جريهم على منهاج الذين أنعم عليهم، وهربهم من طريق الذين حلت بهم النقمات، وعبر عن النعم والنقم بالأيام إذ هي في أيام، وفي هذه العبارة تعظيم هذه الكوائن المذكر بها، ومن هذا المعنى قولهم: يوم عصيب، ويوم عبوس، ويوم بسام، وإنما الحقيقة وصف ما وقع فيه من الشدة أو السرور، وحكى الطبري عن فرقة أنها قالت: أيام الله: نعمه، وعن فرقة أنها قالت: أيام الله: نقمه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولفظة "الأيام" تعم المعنيين، لأن التذكير يقع بالوجهين جميعا.
وقوله سبحانه: {لكل صبار شكور} إنما أراد: لكل مؤمن ناظر لنفسه، فأخذ من صفات المؤمن صفتين تجمعان أكثر الخصال، وتعمان أجمل الأفعال). [المحرر الوجيز: 5/224]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد وقال
[المحرر الوجيز: 5/224]
موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب}
هذا من التذكير بأيام الله في النعم، وكان يوم الإنجاء عظيما لعظم الكائن فيه، وقد تقدم تفسير هذه الآية وقصصها بما يغني عن إعادته، غير أن في هذه الآية زيادة الواو في قوله: "ويذبحون" وفي البقرة: "يذبحون" بغير واو عطف، فهناك فسر (سوء العذاب) بأنه التذبيح والاستحياء، وهنا دل بـ (سوء العذاب) على أنواع غير التذبيح والاستحياء، وعطف التذبيح والاستحياء عليها. وقرأ ابن محيصن: "ويذبحون" بفتح الياء والباء مخففة.
و"البلاء" في هذه الآية يحتمل أن يريد به المحنة، ويحتمل أن يريد به الاختبار، والمعنى متقارب). [المحرر الوجيز: 5/225]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و(تأذن) بمعنى: أذن، أي: أعلم، وهو مثل: أكرم وتكرم، وأوعد وتوعد، وهذا الإعلام منه مقترن بإنفاذ وقضاء قد سبقه، وما في "تفعل" هذه من المحاولة والشروع إذا أسندت إلى البشر منفي في جهة الله تعالى، وأما قول العرب: تعلم بمعنى: أعلم، فمرفوض الماضي على ما ذكر يعقوب، كقول الشاعر:
تعلم - أبيت اللعن ... ... ... ... ...
ونحوه.
وقال بعض العلماء: الزيادة على الشكر ليست في الدنيا، وإنما هي من نعم الآخرة، والدنيا أهون من ذلك.
[المحرر الوجيز: 5/225]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وصحيح جائز أن يكون ذلك، وأن يزيد الله تعالى المؤمن على شكره من نعم الدنيا، وأن يزيده أيضا منهما جميعا، وفي هذه الآية ترجية وتخويف، ومما يقضي بأن الشكر متضمن الإيمان أنه عادله بالكفر، وقد يحتمل أن يكون الكفر كفر النعم لا كفر الجحد، وحكى الطبري عن سفيان وعن الحسن أنهما قالا: معنى الآية: لئن شكرتم لأزيدنكم من طاعتي وضعفه الطبري، وليس كما قال، بل هو قوي حسن فتأمله،
وقوله: {لئن شكرتم} هو جواب قسم يتضمنه الكلام). [المحرر الوجيز: 5/226]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وقال موسى} الآية. في هذه الآية تحقير للمخاطبين بشرط كفرهم وتوبيخ، وذلك بين في الصفتين اللتين وصف بهما نفسه تبارك وتعالى في آخر الآية، وقوله: "لغني" يتضمن تحقيرهم وعظمته. وقوله: "حميد" يتضمن توبيخهم، وذلك أنه بصفة توجب المحامد كلها دائما كذلك في ذاته لم يزل ولا يزال، فكفركم أنتم بإله هذه حاله غاية التخلف والخذلان، وفي قوله أيضا: "حميد" يتضمن أنه ذو آلاء عليكم أيها الكافرون به كان يستوجب بها حمدكم، فكفركم به مع ذلك أذهب في الضلال، وهذا توبيخ بين). [المحرر الوجيز: 5/226]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:27 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:30 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور وذكّرهم بأيّام اللّه إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ (5)}
يقول تعالى: وكما أرسلناك يا محمّد وأنزلنا عليك الكتاب، لتخرج النّاس كلّهم، تدعوهم إلى الخروج من الظّلمات إلى النّور، كذلك أرسلنا موسى في بني إسرائيل بآياتنا.
قال مجاهدٌ: وهي التّسع الآيات.
{أن أخرج قومك من الظّلمات} أي: أمرناه قائلين له: {أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور} أي: ادعهم إلى الخير، ليخرجوا من ظلمات ما كانوا فيه من الجهل والضّلال إلى نور الهدى وبصيرة الإيمان.
{وذكّرهم بأيّام اللّه} أي: بأياديه ونعمه عليهم، في إخراجه إيّاهم من أسر فرعون.
وقهره وظلمه وغشمه، وإنجائه إيّاهم من عدوهم، وفلقه لهم البحر، وتظليله إيّاهم بالغمام، وإنزاله عليهم المنّ والسّلوى، إلى غير ذلك من النّعم. قال ذلك مجاهدٌ، وقتادة، وغير واحدٍ.
وقد ورد فيه الحديث المرفوع الّذي رواه عبد اللّه بن الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسند أبيه حيث قال: حدّثني يحيى بن عبد اللّه مولى بني هاشمٍ، حدّثنا محمّد بن أبانٍ الجعفيّ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ [عن ابن عبّاسٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله تبارك وتعالى: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: "بنعم اللّه تبارك وتعالى] ".
[ورواه ابن جريرٍ] وابن أبي حاتمٍ، من حديث محمّد بن أبانٍ، به ورواه عبد اللّه ابنه أيضًا موقوفًا وهو أشبه.
وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ} أي: إنّ فيما صنعنا بأوليائنا بني إسرائيل حين أنقذناهم من يد فرعون، وأنجيناهم ممّا كانوا فيه من العذاب المهين، لعبرةٌ لكلّ صبّار، أي: في الضّرّاء، شكورٌ، أي: في السّرّاء، كما قال قتادة: نعم العبد، عبدٌ إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر.
وكذا جاء في الصّحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ أمر المؤمن كلّه عجب، لا يقضي اللّه له قضاءً إلّا كان خيرًا له، إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 478]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاءٌ من ربّكم عظيمٌ (6) وإذ تأذّن ربّكم لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديدٌ (7) وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعًا فإنّ اللّه لغنيٌّ حميدٌ (8)}
يقول تعالى مخبرًا عن موسى، حين ذكّر قومه بأيّام اللّه عندهم ونعمه عليهم، إذ أنجاهم من آل فرعون، وما كانوا يسومونهم به من العذاب والإذلال، حين كانوا يذبحون من وجد من أبنائهم، ويتركون إناثهم فأنقذ اللّه بني إسرائيل من ذلك، وهذه نعمةٌ عظيمةٌ؛ ولهذا قال: {وفي ذلكم بلاءٌ من ربّكم عظيمٌ} أي: نعمةٌ عظيمةٌ منه عليكم في ذلك، أنتم عاجزون عن القيام بشكرها.
وقيل: وفيما كان يصنعه بكم قوم فرعون من تلك الأفاعيل {بلاءٌ} أي: اختبارٌ عظيمٌ. ويحتمل أن يكون المراد هذا وهذا، واللّه أعلم، كما قال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسّيّئات لعلّهم يرجعون} [الأعراف: 168]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 479]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذ تأذّن ربّكم} أي: آذنكم وأعلمكم بوعده لكم. ويحتمل أن يكون المعنى: وإذ أقسم ربّكم وآلى بعزّته وجلاله وكبريائه كما قال: {وإذ تأذّن ربّك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة [من يسومهم سوء العذاب]} [الأعراف: 167].
وقوله {لئن شكرتم لأزيدنّكم} أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنّكم منها، {ولئن كفرتم} أي: كفرتم النّعم وسترتموها وجحدتموها، {إنّ عذابي لشديدٌ} وذلك بسلبها عنهم، وعقابه إيّاهم على كفرها.
وقد جاء في الحديث: "إنّ العبد ليحرم الرّزق بالذّنب يصيبه".
وفي المسند: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مرّ به سائلٌ فأعطاه تمرةً، فتسخّطها ولم يقبلها، ثمّ مرّ به آخر فأعطاه إيّاها، فقبلها وقال: تمرةٌ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأمر له بأربعين درهمًا، أو كما قال.
قال الإمام أحمد: حدّثنا أسود، حدّثنا عمارة الصّيدلاني، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سائلٌ فأمر له بتمرةٍ فلم يأخذها -أو: وحشّ بها -قال: وأتاه آخر فأمر له بتمرةٍ، فقال: سبحان اللّه! تمرةٌ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال للجارية: "اذهبي إلى أمّ سلمة، فأعطيه الأربعين درهما التي عندها".
تفرّد به الإمام أحمد.
وعمارة بن زاذان وثّقه ابن حبّان، وأحمد، ويعقوب بن سفيان وقال ابن معينٍ: صالحٌ. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو حاتمٍ: يكتب حديثه ولا يحتجّ به، ليس بالمتين. وقال البخاريّ: ربّما يضطرب في حديثه. وعن أحمد أيضًا أنّه قال: روي عنه أحاديث منكرةٌ. وقال أبو داود: ليس بذاك. وضعّفه الدّارقطنيّ، وقال ابن عديٍّ: لا بأس به ممّن يكتب حديثه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 479-480]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعًا فإنّ اللّه لغنيٌّ حميدٌ} أي: هو غنيٌّ عن شكر عباده، وهو الحميد المحمود، وإنّ كفره من كفره، كما قال: {إن تكفروا فإنّ اللّه غنيٌّ عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم} [الزّمر: 7] وقال تعالى: {فكفروا وتولّوا واستغنى اللّه واللّه غنيٌّ حميدٌ} [التّغابن: 6].
وفي صحيح مسلمٍ، عن أبي ذرٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يرويه عن ربّه، عزّ وجلّ، أنّه قال: "يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم، كانوا على أفجر قلب رجلٍ منكم، ما نقص ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني، فأعطيت كلّ إنسانٍ مسألته، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر". فسبحانه وتعالى الغنيّ الحميد). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 480]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة