تفسير قوله تعالى: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الر كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم إلى صراط العزيز الحميد}.
قال أبو جعفرٍ الطّبريّ: قد تقدّم منّا البيان عن معنى قوله: {الر} فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
أمّا قوله: {كتابٌ أنزلناه إليك} فإنّ معناه: هذا كتابٌ أنزلناه إليك يا محمّد، يعني القرآن {لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور} يقول: لتهديهم به من ظلمات الضّلالة والكفر إلى نور الإيمان وضيائه، وتبصّر به أهل الجهل والعمى سبل الرّشاد والهدى
وقوله: {بإذن ربّهم} يعني: بتوفيق ربّهم لهم بذلك ولطفه بهم، {إلى صراط العزيز الحميد} يعني: إلى طريق اللّه المستقيم، وهو دينه الّذي ارتضاه وشرعه لخلقه.
والحميد: فعيلٌ، صرف من مفعولٍ إلى فعيلٍ، ومعناه: المحمود بآلائه، وأضاف تعالى ذكره إخراج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم لهم بذلك إلى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو الهادي خلقه والموفّق من أحبّ منهم للإيمان، إذ كان منه دعاؤهم إليه، وتعريفهم ما لهم فيه وعليهم، فبيّن بذلك صحّة قول أهل الإثبات الّذين أضافوا أفعال العباد إليهم كسبًا، وإلى اللّه جلّ ثناؤه إنشاءً وتدبيرًا، وفساد قول أهل القدر الّذين أنكروا أن يكون للّه في ذلك صنعٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور}: " أي من الضّلالة إلى الهدى "
القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه الّذي له ما في السّموات وما في الأرض، وويلٌ للكافرين من عذابٍ شديدٍ}.
اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والشّام: ( اللّه الّذي له ما في السّموات )، برفع اسم اللّه على الابتداء، وتصيير قوله: {الّذي له ما في السّموات} خبره.
وقرأته عامّة قرّاء أهل العراق والكوفة والبصرة: {اللّه الّذي} بخفض اسم اللّه على اتّباع ذلك {العزيز الحميد} وهما خفضٌ.
وقد اختلف أهل العربيّة في تأويله إذا قرئ كذلك، فذكر عن أبي عمرو بن العلاء أنّه كان يقرؤه بالخفض، ويقول: معناه: بإذن ربّهم إلى صراط العزيز الحميد، الّذي له ما في السّموات، ويقول: هو من المؤخّر الّذي معناه التّقديم، ويمثّله بقول القائل: مررت بالظّريف عبد اللّه، والكلام الّذي يوضع مكان الاسم: النّعت، ثمّ يجعل الاسم مكان النّعت، فيتبع إعرابه إعراب النّعت الّذي وضع موضع الاسم، كما قال بعض الشّعراء:
لو كنت ذا نبلٍ وذا شزيب = ما خفت شدّات الخبيث الذّيب
وأمّا الكسائيّ فإنّه كان يقول فيما ذكر عنه: من خفض أراد أن يجعله كلامًا واحدًا وأتبع الخفض الخفض، وبالخفض كان يقرأه.
والصّواب من القول في ذلك عندي، أنّهم قراءتان مشهورتان قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما أئمّةٌ من القرّاء معناهما واحدٌ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وقد يجوز أن يكون الّذي قرأه بالرّفع، أراد معنى من خفض في إتباع الكلام بعضه بعضًا، ولكنّه رفع لانفصاله من الآية الّتي قبله، كما قال جلّ ثناؤه: {إنّ اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم} إلى آخر الآية، ثمّ قال: {التّائبون العابدون}). [جامع البيان: 13/588-590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 1 - 4
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} قال: من الضلالة إلى الهدى). [الدر المنثور: 8/486]
تفسير قوله تعالى: (اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ومعنى قوله: {اللّه الّذي له ما في السّموات وما في الأرض} اللّه الّذي يملك جميع ما في السّموات وما في الأرض، يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنزلنا إليك هذا الكتاب لتدعو عبادي إلى عبادة من هذه صفته، ويدعوا عبادة من لا يملك لهم ولا لنفسه ضرًّا ولا نفعًا من الآلهة والأوثان، ثمّ توعّد جلّ ثناؤه من كفر به ولم يستجب لدعاء رسوله إلى ما دعاه إليه من إخلاص التّوحيد له، فقال: {وويلٌ للكافرين من عذابٍ شديدٍ} يقول: الوادي الّذي يسيل من صديد أهل جهنّم، لمن جحد وحدانيّته وعبد معه غيره، من عذاب اللّه الشّديد). [جامع البيان: 13/590]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({يبغونها عوجًا} [إبراهيم: 3] : «يلتمسون لها عوجًا»). [صحيح البخاري: 6/79]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تبغونها عوجًا تلتمسون لها عوجًا كذا وقع هنا للأكثر ولأبي ذرٍّ قبل الباب الّذي يليه وصنيعهم أولى لأنّ هذا من قول مجاهدٍ فذكره مع غيره من تفاسيره أولى وقد وصله عبد بن حميدٍ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله وتبغونها عوجًا قال تلتمسون لها الزّيغ وذكر يعقوب بن السّكّيت أنّ العوج بكسر العين في الأرض والدّين وبفتحها في العود ونحوه ممّا كان منتصبًا). [فتح الباري: 8/376]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وعن ابن عيينة في قوله تعالى 6 إبراهيم {اذكروا نعمة الله عليكم} قال اذكروا أيادي الله عليكم وأيّام الله
وقال ابن جرير ثنا المثنى ثنا محمّد بن إسحاق ثنا عبد الله بن الزبير عن ابن عيينة في قوله {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم} قال أيادي الله عندكم وأيامه وفي قوله 3 إبراهيم {ويبغونها عوجا} يلتمسون). [تغليق التعليق: 4/232] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يبغونها عوجاً يلتمسون لها عوجاً
أشار به إلى قوله تعالى: {ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا} (إبراهيم: 3) الآية، هذا وقع هنا في رواية الأكثرين وهو الصّواب لأنّه من تفسير مجاهد أيضا، وفسّر قوله: يبغونها، بقوله: يلتمسون لها، وقد وصله عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: يلتمسون لها الزيغ والعوج بالفتح فيما كان مائلاً منتصباً كالحائط، والعود وبالكسر في الأرض والدّين وشبههما، قاله ابن السّكيت وابن فارس). [عمدة القاري: 19/3]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يبغونها عوجًا) قال مجاهد فيما وصله عبد بن حميد (يلتمسون) ولأبي ذر تبعونها تلتمسون بالفوقية بدل التحتية فيهما (لها عوجًا) أي زيغًا ونكوبًا عن الحق ليقدحوا فيه وأشار بقوله لها إلى الأصل ولكنه حذف الجار وأوصل الفعل والإضلال يكون بالسعي في صدّ الغير وبإلقاء الشك والشبهات في المذهب الحقة ويحاول تقبيح الحق بكل ما يقدر عليه وهذا النهاية). [إرشاد الساري: 7/187]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين يستحبّون الحياة الدّنيا على الآخرة ويصدّون عن سبيل اللّه ويبغونها عوجًا، أولئك في ضلالٍ بعيدٍ}.
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {الّذين يستحبّون الحياة الدّنيا على الآخرة} الّذين يختارون الحياة الدّنيا، ومتاعها، ومعاصي اللّه فيها على طاعة اللّه، وما يقرّبهم إلى رضاه، من الأعمال النّافعة في الآخرة {ويصدّون عن سبيل اللّه} يقول: ويمنعون من أراد الإيمان باللّه واتّباع رسوله على ما جاء به من عند اللّه من الإيمان به واتّباعه {ويبغونها عوجًا} يقول: ويلتمسون سبيل اللّه، وهي دينه الّذي ابتعث به رسوله عوجًا: تحريفًا وتبديلاً بالكذب والزّور " والعوج " بكسر العين وفتح الواو في الدّين والأرض وكلّ ما لم يكن قائمًا، فأمّا في كلّ ما كان قائمًا كالحائط والرّمح والسّنّ فإنّه يقال بفتح العين والواو جميعًا " عوجٌ ". يقول اللّه عزّ ذكره: {أولئك في ضلالٍ بعيدٍ} يعني: هؤلاء الكافرين الّذين يستحبّون الحياة الدّنيا على الآخرة، يقول: هم في ذهابٍ عن الحقّ بعيدٍ، وأخذٍ على غير هدًى، وجورٍ عن قصد السّبيل.
وقد اختلف أهل العربيّة في وجه دخول " على " في قوله: {على الآخرة} فكان بعض نحويّي البصرة يقول: أوصل الفعل بـ " على "، كما قيل: ضربوه في السّيف، يريد بالسّيف، وذلك أنّ هذه الحروف يوصل بها كلّها وتحذف، نحو قول العرب: نزلت زيدًا، ومررت زيدًا، يريدون: مررت به، ونزلت عليه.
وقال بعضهم: إنّما أدخل ذلك، لأنّ الفعل يؤدّي عن معناه من الأفعال، ففي قوله: {يستحبّون الحياة الدّنيا على الآخرة} ولذلك أدخلت " على " وقد بيّنت هذا ونظائره في غير موضعٍ من الكتاب، بما أغنى عن الإعادة). [جامع البيان: 13/591-592]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك - رضي الله عنه - في قوله: {يستحبون} قال: يختارون). [الدر المنثور: 8/486]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولٍ إلاّ بلسان قومه ليبيّن لهم، فيضلّ اللّه من يشاء، ويهدي من يشاء، وهو العزيز الحكيم}.
يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا إلى أمّةٍ من الأمم يا محمّد من قبلك ومن قبل قومك رسولاً إلاّ بلسان الأمّة الّتي أرسلناه إليها ولغتهم، {ليبيّن لهم} يقول: ليفهمهم ما أرسله اللّه به إليهم من أمره ونهيه، ليثبت حجّة اللّه عليهم، ثمّ التّوفيق والخذلان بيد اللّه، فيخذل عن قبول ما أتاه به رسوله من عنده من شاء منهم، ويوفّق لقبوله من شاء، ولذلك رفع " فيضلّ "، لأنّه أريد به الابتداء لا العطف على ما قبله، كما قيل: {لنبيّن لكم، ونقرّ في الأرحام ما نشاء} وهو العزيز الّذي لا يمتنع ممّا أراده من ضلالٍ أو هدايةٍ من أراد ذلك به، والحكيم في توفيقه للإيمان من وفّقه له وهدايته له من هداه إليه، وفي إضلاله من أضلّ عنه، وفي غير ذلك من تدبيره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أرسلنا من رسولٍ إلاّ بلسان قومه}: " أي بلغة قومه ما كانت، قال اللّه عزّ وجلّ: {ليبيّن لهم} الّذي أرسل إليهم ليتّخذ بذلك الحجّة، قال اللّه عزّ وجلّ: {فيضلّ اللّه من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم} "). [جامع البيان: 13/592-593]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ يزيد بن أبي حكيمٍ، ثنا الحكم بن أبان، قال: سمعت عكرمة، يقول: قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: " إنّ اللّه فضّل محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم على أهل السّماء، وفضّله على أهل الأرض. قالوا: يا ابن عبّاسٍ فبما فضّله اللّه على أهل السّماء، قال: قال اللّه عزّ وجلّ {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} [الأنبياء: 29] وقال لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر} [الفتح: 2] الآية. قالوا: فبما فضّله اللّه على أهل الأرض؟ قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه} [إبراهيم: 4] الآية وقال لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم {وما أرسلناك إلّا كافّةً للنّاس بشيرًا ونذيرًا} [سبأ: 28] فأرسله إلى الجنّ والإنس «هذا حديثٌ صحيح الإسناد» فإنّ الحكم بن أبان قد احتجّ به جماعةٌ من أئمّة الإسلام ولم يخرّجه الشّيخان "). [المستدرك: 2/381]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه} [إبراهيم: 4].
- عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: " «لم يبعث اللّه نبيًّا إلّا بلغة قومه» ".
رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح، إلّا أنّ مجاهدًا لم يسمع من أبي ذرٍّ). [مجمع الزوائد: 7/43]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن الله فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء عليهم السلام، قيل: ما فضله على أهل السماء قال: إن الله قال لأهل السماء: (ومن يقل منهم أني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم) (سورة الأنبياء آية 29) وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: (ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر) (سورة الفتح آية 2) فكتب له براءة من النار قيل له: فما فضله على الأنبياء قال: إن الله تعالى يقول {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: (وما أرسلناك إلا كافة للناس) (سورة سبأ آية 28) فأرسله إلى الإنس والجن). [الدر المنثور: 8/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يبعث الله نبيا إلا بلغة قومه). [الدر المنثور: 8/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان جبريل عليه السلام يوحى إليه بالعربية وينزل هو إلى كل نبي بلسان قومه). [الدر المنثور: 8/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} قال: بلغة قومه إن كان عربيا فعربيا وإن كان عجميا فعجميا وإن كان سريانيا فسريانيا ليبين لهم الذي أرسل الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة علهم). [الدر المنثور: 8/487-488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن ابن عمر - رضي الله - عنهما {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} قال: أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي). [الدر المنثور: 8/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (إلا بلسان قومه) قال: نزل القرآن بلسان قريش). [الدر المنثور: 8/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: نزل القرآن بلسان قريش). [الدر المنثور: 8/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال: لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم يترجم كل نبي لقومه بلسانهم، قال: لسان يوم القيامة السريانية ومن دخل الجنة تكلم بالعربية). [الدر المنثور: 8/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر - رضي الله عنهما - قال: لا تأكلوا ذبيحة المجوس ولا ذبيحة نصارى العرب أترونهم أهل الكتاب فإنهم ليسوا بأهل كتاب، قال الله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} وإنما أرسل عيسى عليه السلام بلسان قومه وأرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي فلا لسان عيسى عليه السلام أخذوا ولا ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم اتبعوا فلا تأكلوا ذبائحهم فإنهم ليسوا بأهل كتاب). [الدر المنثور: 8/488-489]