العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الرعد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 05:00 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الرعد [ من الآية (30) إلى الآية (31) ]

{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 10:07 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وإليه متاب} [الرعد: 30] : «توبتي»). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والمتاب إليه توبتي قال أبو عبيدة المتاب مصدرٌ تبت إليه وتوبتي وروى بن أبي حاتم من طريق بن أبي نجيح في قوله وإليه متاب قال توبتي). [فتح الباري: 8/373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وإليه متاب توبتي
أشار به إلى قوله تعالى: {لا إله إلاّ هو عليه توكلت وإليه متاب} (الرّعد: 30) وفي التّفسير: وإليه رجوعي، والمتاب مصدر ميمي، يقال: تاب الله توبة ومتابا، والتوبة الرّجوع من الذّنب). [عمدة القاري: 18/311]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وإليه متاب}) [الرعد: 35] أي (توبتي). ومرجعي فيثيبني على المشاق أو إليه أتوب عن سالف خطيئتي ولأبي ذر والمتاب إليه توبتي). [إرشاد الساري: 7/185]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: { كذلك أرسلناك في أمّةٍ قد خلت من قبلها أممٌ لتتلو عليهم الّذي أوحينا إليك، وهم يكفرون بالرّحمن، قل هو ربّي، لا إله إلاّ هو، عليه توكّلت، وإليه متاب }.
يقول تعالى ذكره: هكذا أرسلناك يا محمّد في جماعةٍ من النّاس، يعني إلى جماعةٍ قد خلت من قبلها جماعاتٌ على مثل الّذي هم عليه، فمضت؛ { لتتلو عليهم الّذي أوحينا إليك } يقول: لتبلّغهم ما أرسلتك به إليهم من وحيي الّذي أوحيته إليك { وهم يكفرون بالرّحمن } يقول: وهم يجحدون وحدانيّة اللّه، ويكذّبون بها { قل هو ربّي } يقول: إن كفر هؤلاء الّذين أرسلتك إليهم يا محمّد بالرّحمن فقل: أنت اللّه ربّي { لا إله إلاّ هو، عليه توكّلت، وإليه متاب } يقول: وإليه مرجعي وأوبتي، وهو مصدرٌ من قول القائل: تبت متابًا وتوبةً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: { وهم يكفرون بالرّحمن }: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زمن الحديبية حين صالح قريشًا كتب: " هذا ما صالح عليه محمّدٌ رسول اللّه " فقال مشركو قريشٍ: لئن كنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قاتلناك لقد ظلمناك، ولكن اكتب: هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد اللّه، فقال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: دعنا يا رسول اللّه نقاتلهم فقال: " لا، ولكن اكتبوا كما يريدون، إنّي محمّد بن عبد اللّه " فلمّا كتب الكاتب: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم "
قالت قريشٌ: أمّا الرّحمن فلا نعرفه، وكان أهل الجاهليّة يكتبون: " باسمك اللّهمّ "، فقال أصحابه: يا رسول اللّه، دعنا نقاتلهم، قال: " لا، ولكن اكتبوا كما يريدون "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثنى حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: قوله: { كذلك أرسلناك في أمّةٍ قد خلت } الآية، قال: هذا لمّا كاتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قريشًا في الحديبية كتب: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم " قالوا: لا تكتب الرّحمن، وما ندري ما الرّحمن، ولا نكتب إلاّ باسمك اللّهمّ قال اللّه: { وهم يكفرون بالرّحمن، قل هو ربّي لا إله إلاّ هو } الآية "). [جامع البيان: 13/529-531]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 30.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وهم يكفرون بالرحمن} قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية - حين صالح قريش كتب في الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، فقالت قريش: أما الرحمن فلا نعرفه وكان أهل الجاهلية يكتبون: باسمك اللهم، فقال أصحابه: دعنا نقاتلهم، قال: لا ولكن اكتبوا كما يريدون). [الدر المنثور: 8/452-453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: هذا لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا في الحديبية كتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقالوا: لا نكتب الرحمن وما ندري ما الرحمن، وما نكتب إلا باسمك اللهم فأنزل الله تعالى {وهم يكفرون بالرحمن} الآية). [الدر المنثور: 8/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - {وإليه متاب} قال: توبتي). [الدر المنثور: 8/453]

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث عن محمّد بن عبيد الله، عن القاسم بن أبى بزة أن قريشا قالوا للنبي: نح عنا هذين الجبلين، وأنشر لنا موتانا وافجر لنا عيون ماءٍ، فأنزل الله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}). [الجامع في علوم القرآن: 1/141]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أن كفار قريش قالوا للنبي أذهب عنا جبال تهامة حتى نتخذها زرعا وتكون لنا أرضين وأحيي لنا فلانا وفلانا حتى يخبرونا أحق ما تقول فقال الله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى يقول لو كان فعل ذلك بشيء من الكتاب فيما مضى لكان ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/336-337]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم قال يعني النبي تحل قريبا من دارهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/337]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر وقال الحسن تحل القارعة قريبا من دارهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/337]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى حتى يأتي وعد الله قال فتح مكة). [تفسير عبد الرزاق: 1/337]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: لم ييأس الذين آمنوا [الآية: 31]). [تفسير الثوري: 154]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: السرايا [الآية: 31].
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ في قوله: {أو تحل قريبا من دارهم} قال: أنت يا محمّد {حتّى يأتي وعد الله}: فتح مكة [الآية: 31]). [تفسير الثوري: 154]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (31) : قوله تعالى: {ولو أنّ قرآناً سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى بل للّه الأمر جميعاً أفلم ييئس الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعاً ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريباً من دارهم حتّى يأتي وعد اللّه إنّ اللّه لا يخلف الميعاد} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خالد بن عبد الله، عن حنظلة السّدوسيّ، قال: قرأت عند عكرمة: {أفلم ييأس الّذين كفروا}، فقال: أمّا هي: {فليتبيّن الّذين آمنوا}، قال: فذكرت ذلك لشهر بن حوشب فقال: صدق، ردّني عليه ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ - في قوله {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريباً من دارهم} - قال: أنت تحلّ قريبًا من دارهم). [سنن سعيد بن منصور: 5/439-440]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أفلم ييئس} : «أفلم يتبيّن»). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أفلم ييأس أفلم يتبيّن قال أبو عبيدة في قوله تعالى أفلم ييأس الّذين آمنوا أي أفلم يعلم ويتبيّن قال سحيم اليربوعيّ ألم تيأسوا أنّي بن فارسٍ زهدمٍ أي لم تبيّنوا وقال آخر ألم ييأس الأقوام أنّي أنا ابنه وإن كنت عن أرض العشيرة نائيًا ونقل الطّبريّ عن القاسم بن معنٍ أنّه كان يقول إنّها لغة هوازنٍ تقول يئست كذا أي علمته قال وأنكره بعض الكوفيّين يعني الفرّاء لكنّه سلّم أنّه هنا بمعنى علمت وإن لم يكن مسموعًا وردّ عليه بأنّ من حفظ حجّةٌ على من لم يحفظ ووجّهوه بأنّ اليأس إنّما استعمل بمعنى العلم لأنّ الآيس عن الشّيء عالمٌ بأنّه لا يكون وروى الطّبريّ من طرقٍ عن مجاهدٍ وقتادة وغيرهما أفلم ييأس أي أفلم يعلم وروى الطّبريّ وعبد بن حميدٍ بإسنادٍ صحيحٍ كلّهم من رجال البخاريّ عن بن عبّاسٍ أنّه كان يقرؤها أفلم يتبيّن ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس ومن طريق بن جريج قال زعم بن كثيرٍ وغيره أنّها القراءة الأولى وهذه القراءة جاءت عن عليّ وبن عبّاس وعكرمة وبن أبي مليكة وعليّ بن بديمة وشهر بن حوشب وعلي بن الحسين وابنه زيدٍ وحفيده جعفر بن محمّد في آخر من قرؤوا كلّهم أفلم يتبيّن وأمّا ما أسنده الطّبريّ عن بن عبّاسٍ فقد اشتدّ إنكار جماعةٍ ممّن لا علم له بالرّجال صحّته وبالغ الزّمخشريّ في ذلك كعادته إلى أن قال وهي واللّه فريةٌ ما فيها مريةٌ وتبعه جماعةٌ بعده والله المستعان وقد جاء عن بن عبّاسٍ نحو ذلك في قوله تعالى وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه قال ووصّى التزقت الواو في الصّاد أخرجه سعيد بن منصورٍ بإسنادٍ جيّدٍ عنه وهذه الأشياء وإن كان غيرها المعتمد لكن تكذيب المنقول بعد صحّته ليس من دأب أهل التّحصيل فلينظر في تأويله بما يليق به). [فتح الباري: 8/373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أفلم ييأس فلم يتبيّن
أشار به إلى قوله تعالى: {أفلم ييأس الّذين آمنوا إن لو يشاء الله لهدى النّاس جميعًا} (الرّعد: 31) وفسّر: (أفلم ييأس) بقوله: (فلم يتبيّن) وعن ابن عبّاس: أفلم يعلم قال الكلبيّ: ييأس يعلم في لغة النخع. وهو قول مجاهد والحسن وقتادة والطبري عن القاسم بن معن أنه كان يقول: إنّها لغة هوزان، تقول: يئست كذا أي: علمته). [عمدة القاري: 18/311]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: ({أفلم ييأس}) [الرعد: 31] أي (لم) ولأبي ذر فلم (يتبين) وبها قرأ عليّ وابن عباس وغيرهما وردّه الفرّاء بأنه لم يسمع يئست بمعنى علمت وأجيب: بأن من حفظ حجة على من لم يحفظ ويدل على ذلك قراءة عليّ وغيره كما مر وقد قال القاسم بن معن وهو من ثقات الكوفيين: هي لغة هوازن وقال ابن الكلبي: هي لغة حيّ من النخع ومنه قول رباح بن عدي:
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه = وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
وقول سحيم الرياحي:
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني = ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
والمعنى أفلم يعلم المؤمنون أنه لو تعلقت مشيئة الله تعالى على وجه الإلجاء بإيمان الناس جميعًا لآمنوا). [إرشاد الساري: 7/185]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قارعةٌ} [الرعد: 31] : «داهيةٌ»). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قارعةٌ داهيةٌ قال أبو عبيدة في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة أي داهيةٌ مهلكةٌ تقول قرعت عظمه أي صدعته وفسّره غيره بأخصّ من ذلك فأخرج الطّبريّ بإسناد حسن عن بن عبّاسٍ في قوله تعالى ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة قال سريّةٌ أو تحلّ قريبًا من دارهم قال أنت يا محمّد حتّى يأتي وعد اللّه فتح مكّة ومن طريق مجاهدٍ وغيره نحوه). [فتح الباري: 8/373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قارعةٌ داهيةٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} (الرّعد: 31) أي: داهية مهلكة، قاله أبو عبيدة). [عمدة القاري: 18/311]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({قارعة}) أي (داهية) تقرعهم وتقلقلهم). [إرشاد الساري: 7/185]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى، بل للّه الأمر جميعًا}.
اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: وهم يكفرون بالرّحمن { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال }: أي يكفرون باللّه، ولو سيّر لهم الجبال بهذا القرآن. وقالوا: هو من المؤخّر الّذي معناه التّقديم وجعلوا جواب " لو " مقدّمًا قبلها، وذلك أنّ الكلام على معنى قيلهم: ولو أنّ هذا القرآن سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض، لكفروا بالرّحمن
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى } قال: " هم المشركون من قريشٍ، قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لو وسّعت لنا أودية مكّة، وسيّرت جبالها، فاحترثناها، وأحييت من مات منّا، أو قطّع به الأرض، أو كلّم به الموتى، فقال اللّه تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى، بل للّه الأمر جميعًا } "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى } قول كفّار قريشٍ لمحمّدٍ: سيّر جبالنا تتّسع لنا أرضنا فإنّها ضيّقةٌ، أو قرّب لنا الشّام فإنّا نتّجر إليها، أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلّمهم فقال اللّه تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى }.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
- وحدثنا اسحاق، قال حدثنا عبد الله، عن ورقاء عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، نحوه
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه
- قال ابن جريجٍ: وقال عبد اللّه بن كثيرٍ: قالوا: " لو فسّحت عنّا الجبال، أو أجريت لنا الأنهار، أو كلّمت به الموتى، فنزل ذلك "
- قال ابن جريجٍ، وقال ابن عبّاسٍ: قالوا: " سيّر بالقرآن الجبال، قطّع بالقرآن الأرض، أخرج به موتانا ".
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن كثيرٍ: قالوا: " لو فسّحت عنّا الجبال أو أجريت لنا الأنهار أو كلّمت به الموتى فنزل: { أفلم ييأس الّذين آمنوا }.
وقال آخرون: بل قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال } كلامٌ مبتدأٌ منقطعٌ عن قوله: { وهم يكفرون بالرّحمن } قال: " وجواب " لو " محذوفٌ استغني بمعرفة السّامعين المراد من الكلام عن ذكر جوابها. قالوا: والعرب تفعل ذلك كثيرًا، ومنه قول امرئ القيس:
فلو أنّها نفسٌ تموت سريحةً = ولكنّها نفسٌ تقطّع أنفسا
وهو آخر بيتٍ في القصيدة، فترك الجواب اكتفاءً بمعرفة سامعه مراده، وكما قال الآخر:
فأقسم لو شيءٌ أتانا رسوله = سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
ذكر من قال نحو معنى ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى } ذكر لنا أنّ قريشًا قالوا: إن سرّك يا محمّد اتّباعك، أو أن نتّبعك، فسيّر لنا جبال تهامة، أو زد لنا في حرمنا، حتّى نتّخذ قطائع نخترف فيها، أو أحي لنا فلانًا وفلانًا ناسًا ماتوا في الجاهليّة، فأنزل اللّه تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى } يقول: " لو فعل هذا بقرآنٍ قبل قرآنكم لفعل بقرآنكم "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " أنّ كفّار قريشٍ قالوا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أذهب عنّا جبال تهامة حتّى نتّخذها زرعًا فتكون لنا أرضين، أو أحي لنا فلانًا وفلانًا يخبروننا حقّ ما تقول فقال اللّه: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى، بل للّه الأمر جميعًا } يقول: " لو كان فعل ذلك بشيءٍ من الكتب فيما مضى كان ذلك "
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال } الآية قال: قال كفّار قريشٍ لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: سيّر لنا الجبال كما سخّرت لداود، أو قطّع لنا الأرض كما قطّعت لسليمان فاغتدى بها شهرًا وراح بها شهرًا، أو كلّم لنا الموتى كما كان عيسى يكلّمهم يقول: " لم أنزل بهذا كتابًا، ولكن كان شيئًا أعطيته أنبيائي ورسلي "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال } الآية قال: قالوا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إن كنت صادقًا فسيّر عنّا هذه الجبال، واجعلها حروثًا كهيئة أرض الشّام ومصر والبلدان، أو ابعث موتانا فأخبرهم، فإنّهم قد ماتوا على الّذي نحن عليه فقال اللّه تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى }: " لم يصنع ذلك بقرآنٍ قطّ ولا كتابٍ، فيصنع ذلك بهذا القرآن "

القول في تأويل قوله تعالى: { أفلم ييأس الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعًا }.
اختلف أهل المعرفة بكلام العرب في معنى قوله: { أفلم ييأس } فكان بعض أهل البصرة يزعم أنّ معناه: ألم يعلم ويتبيّن، ويستشهد لقيله ذلك ببيت سحيم بن وثيلٍ الرّياحيّ:
أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني = ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم
ويروى: " ييسرونني "، فمن رواه: " ييسرونني " فإنّه أراد: يقسمونني من الميسر، كما يقسّم الجزور ومن رواه: " يأسرونني "، فإنّه أراد: الأسر وقال: عنى بقوله: ألم تيأسوا: ألم تعلموا وأنشدوا أيضًا في ذلك:
ألم ييأس الأقوام أنّي أنا ابنه = وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
وفسّروا معنى قوله: { أفلم ييأس }: ألم يعلم ويتبيّن، وذكر عن ابن الكلبيّ أنّ ذلك لغة لحيٍّ من النّخع، يقال لهم وهبيل، تقول: ألم تيأس كذا بمعنى: ألم تعلمه، وذكر عن القاسم بن معنٍ أنّها لغة هوازن، وأنّهم يقولون: يئست كذا: علمت.
وأمّا بعض الكوفيّين فكان ينكر ذلك، ويزعم أنّه لم يسمع أحدًا من العرب يقول: " يئست " بمعنى: " علمت "، ويقول هو في المعنى وإن لم يكن مسموعًا: " يئست " بمعنى: " علمت "، يتوجّه إلى ذلك أنّ اللّه قد أوقع إلى المؤمنين أنّه لو شاء لهدى النّاس جميعًا، فقال: ألم ييأسوا علمًا، يقول: يؤيّسهم العلم، فكان فيه العلم مضمرًا، كما يقال: قد يئست منك أن لا تفلح علمًا، كأنّه قيل: علمته علمًا، قال: وقول الشّاعر:
حتّى إذا يئس الرّماة وأرسلوا = غضفًا دواجن قافلاً أعصامها
معناه: حتّى إذا يئسوا من كلّ شيءٍ ممّا يمكن إلاّ الّذي ظهر لهم أرسلوا.
فهو في معنى: حتّى إذا علموا أن ليس وجهٌ إلاّ الّذي رأوا وانتهى علمهم، فكان ما سواه يأسًا.
وأمّا أهل التّأويل فإنّهم تأوّلوا ذلك بمعنى: أفلم يعلم ويتبيّن
ذكر من قال ذلك منهم
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن أبي إسحاق الكوفيّ، عن مولًى يخبر، أنّ عليًّا، رضي اللّه عنه كان يقرأ: " أفلم يتبيّن الّذين آمنوا "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، عن هارون، عن حنظلة، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ: { أفلم ييأس } يقول: أفلم يتبيّن "
- حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا يزيد، عن جرير بن حازمٍ، عن الزّبير بن الخريت أو يعلى بن حكيمٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرؤها: " أفلم يتبيّن الّذين آمنوا " قال: " كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، عن ابن جريجٍ، قال في القراءة الأولى زعم ابن كثيرٍ وغيره: " أفلم يتبيّن "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: " { أفلم ييأس الّذين آمنوا } يقول: ألم يتبيّن "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ قوله: " { أفلم ييأس الّذين آمنوا } يقول: يعلم "
- حدّثنا عمران بن موسى، قال: حدّثنا عبد الوارث، قال: حدّثنا ليثٌ، عن مجاهدٍ، في قوله: { أفلم ييأس الّذين آمنوا } قال: " أفلم يتبيّن "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: { أفلم ييأس الّذين آمنوا } قال: " ألم يتبيّن الّذين آمنوا "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: { أفلم ييأس الّذين آمنوا } قال: " ألم يعلم الّذين آمنوا "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: { أفلم ييأس الّذين آمنوا } قال: " ألم يعلم الّذين آمنوا "
والصّواب من القول في ذلك ما قاله أهل التّأويل: إنّ تأويل ذلك: أفلم يتبيّن ويعلم لإجماع أهل التّأويل على ذلك، والأبيات الّتي أنشدناها فيه.
فتأويل الكلام إذن: ولو أنّ قرآنًا سوى هذا القرآن كان سيّرت به الجبال لسيّر بهذا القرآن، أو قطّعت به الأرض لقطّعت بهذا، أو كلّم به الموتى لكلّم بهذا، ولو يفعل ذلك بقرآنٍ قبل هذا القرآن فيفعل بهذا { بل للّه الأمر جميعًا } يقول: ذلك كلّه إليه وبيده، يهدي من يشاء إلى الإيمان فيوفّقه له، ويضلّ من يشاء فيخذله، أفلم يتبيّن الّذين آمنوا باللّه ورسوله إذ طمعوا في إجابتي من سأل نبيّهم من تسيير الجبال عنهم وتقريب أرض الشّام عليهم وإحياء موتاهم، أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعًا إلى الإيمان به من غير إيجاد آيةٍ ولا إحداث شيءٍ ممّا سألوا إحداثه، يقول تعالى ذكره: فما معنى محبّتهم ذلك مع علمهم بأنّ الهداية والإهلاك إليّ وبيدي أنزلت آيةً أو لم أنزلها، أهدي من أشاء بغير إنزال آيةٍ، وأضلّ من أردت مع إنزالها

القول في تأويل قوله تعالى: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريبًا من دارهم حتّى يأتي وعد اللّه، إنّ اللّه لا يخلف الميعاد }.
يقول تعالى ذكره: ولا يزال يا محمّد الّذين كفروا من قومك تصيبهم بما صنعوا، من كفرهم باللّه، وتكذيبهم إيّاك، وإخراجهم لك من بين أظهرهم قارعةٌ، وهي ما يقرعهم من البلاء والعذاب والنّقم، بالقتل أحيانًا، وبالجدوب أحيانًا، والقحط أحيانًا، أو تحلّ أنت يا محمّد، يقول: أو تنزل أنت قريبًا من دارهم بجيشك وأصحابك، حتّى يأتي وعد اللّه الّذي وعدك فيهم، وذلك ظهورك عليهم، وفتحك أرضهم، وقهرك إيّاهم بالسّيف { إنّ اللّه لا يخلف الميعاد } يقول: إنّ اللّه منجزك يا محمّد ما وعدك من الظّهور عليهم، لأنّه لا يخلف وعده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا المسعوديّ، عن قتادة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " سريّةٌ { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: محمّدٌ، { حتّى يأتي وعد اللّه }، قال: " فتح مكّة ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن المسعوديّ، عن قتادة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ بنحوه، غير أنّه لم يذكر سريّةً
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو قطنٍ قال: حدّثنا المسعوديّ، عن قتادة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه تلا هذه الآية: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " القارعة: السّريّة ". { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " هو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم " { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " فتح مكّة "
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو غسّان، قال: حدّثنا زهيرٌ، أنّ خصيفًا، حدّثهم عن عكرمة، في قوله: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " نزلت بالمدينة في سرايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ أو تحلّ أنت يا محمّد قريبًا من دارهم ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن النّضر بن عربيٍّ، عن عكرمة: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " سريّةٌ. { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أنت يا محمّد "
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } يقول: عذابٌ من السّماء ينزل عليهم { أو تحلّ قريبًا من دارهم } يعني: نزول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بهم وقتاله إيّاهم "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ }: " تصاب منهم سريّةٌ، أو تصاب منهم مصيبةٌ، أو يحلّ محمّدٌ قريبًا من دارهم، وقوله: { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " الفتح "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ: " { أو تحلّ قريبًا من دارهم } يعني النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، نحو حديث الحسن، عن شبابة.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا قيسٌ، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: قال: " { قارعةٌ }، قال: السّرايا "
- قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا عبد الغفّار، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: { قارعةٌ }: " مصيبةٌ من محمّدٍ { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أنت يا محمّد { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " الفتح "
- قال: حدّثنا إسرائيل، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ: { قارعةٌ } قال: " كتيبةٌ "
- قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا عمرو بن ثابتٍ، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ: { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " سريّةٌ { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أنت يا محمّد "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ }: " أي بأعمالهم أعمال السّوء، وقوله: { أو تحلّ قريبًا من دارهم } أنت يا محمّد { حتّى يأتي وعد اللّه } ووعد اللّه: فتح مكّة "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " { قارعةٌ } قال: " وقيعةٌ { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " يعني النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول: أو تحلّ أنت قريبًا من دارهم "
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا محمّد بن طلحة عن طلحة، عن مجاهدٍ: " { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " سريّةٌ ".
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: " { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " السّرايا: كان يبعثهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم { أو تحلّ قريبًا من دارهم } أنت يا محمّد { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " فتح مكّة "
- قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا إسرائيل، عن بعض أصحابه، عن مجاهدٍ: { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " كتيبةٌ "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " قارعةٌ من العذاب ".
وقال آخرون: معنى قوله: { أو تحلّ قريبًا من دارهم } تحلّ القارعة قريبًا من دارهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: قال الحسن: " { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أو تحلّ القارعة قريبًا من دارهم "
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن قال: " { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أو تحلّ القارعة ".
وقال آخرون في قوله: { حتّى يأتي وعد اللّه } هو: يوم القيامة.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا معلّى بن أسدٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن حكيمٍ، عن رجلٍ قد سمّاه، عن الحسن، في قوله: { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " يوم القيامة "). [جامع البيان: 13/531-544]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كفار قريش يا محمد سير لنا جبالنا فتتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة أو قرب لنا الشام فإنا نتجر إليها أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم فأنزل الله عز وجل ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض إلى آخر الآية). [تفسير مجاهد: 328]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال تصاب منهم سرية أو تصاب فيهم مصيبة أو تحل يا محمد قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله يعني فتح مكة). [تفسير مجاهد: 329]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا المسعودي عن قتادة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله أو تحل قريبا من دارهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم حتى يأتي وعد الله يعني فتح مكة). [تفسير مجاهد: 330-331]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال} [الرعد: 31].
- «عن ابن عبّاسٍ {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى} [الرعد: 31] قال: قالوا للنّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -: إن كان كما تقول فأرنا أشياخنا الأول من الموتى نكلّمهم، وافتح لنا هذه الجبال جبال مكّة الّتي قد ضمّتنا. فنزلت {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى} [الرعد: 31]».
رواه الطّبرانيّ، وفيه قابوس بن أبي ظبيان وهو ضعيفٌ، وقد وثّق. قلت: ويأتي حديث الزّبير في سورة طسم الشّعراء). [مجمع الزوائد: 7/42-43]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وحديث الزّبير بن العوّام رضي الله عنه، في نزول قوله تعالى: {ولو أنّ قرءانا سيّرت به الجبال أو قطعت} يأتي إن شاء اللّه تعالى في تفسير سورة الشّعراء). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 31 - 34.
أخرج الطبراني وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كان كما تقول فأرنا أشياخنا الذين من الموتى نكلمهم وأفسح لنا هذه الجبال - جبال مكة - التي قد ضمتنا، فنزلت {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}). [الدر المنثور: 8/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن عطية العوفي - رضي الله عنه - قال: قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان عليه السلام يقطع لقومه بالريح أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى لقومه، فأنزل الله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية إلى قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يتبين الذين آمنوا قالوا: هل تروي هذا الحديث عن أحد من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/453-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال المشركون من قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو وسعت لنا أودية مكة وسيرت جبالها فاحترثناها وأحييت من مات منا واقطع به الأرض أو كلم به الموتى، فأنزل الله {ولو أن قرآنا}). [الدر المنثور: 8/454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل، وابن مردويه عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) (سورة الشعراء آية 214) صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قبيس: يا آل عبد مناف إني نذير فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم، فقالوا: تزعم أنك نبي يوحى إليك وإن سليمان عليه السلام سخرت له الريح والجبال وإن موسى عليه السلام سخر له البحر وإن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذها محارث فنزرع ونأكل وإلا فادع الله أن يحيي لنا الموتى فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله أن يجعل هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم، فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سري عنه الوحي قال: والذي نفسي بيده لقد أعطاني الله ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة ولا يؤمن مؤمنكم فاخترت باب الرحمة ويؤمن مؤمنكم وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم يعذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، فنزلت (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا إن كذب بها الأولون) (سورة الإسراء آية 59) حتى قرأ ثلاث آيات، ونزلت {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية). [الدر المنثور: 8/454-455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة أن هذه الآية {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} مكية). [الدر المنثور: 8/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية قال: قول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم: سير جبالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة أو قرب لنا الشام فإنا نتجر إليها أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم). [الدر المنثور: 8/455-456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالوا: سير بالقرآن الجبال قطع بالقرآن الأرض أخرج به موتانا). [الدر المنثور: 8/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - قال: قال كفار مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم: سير لنا الجبال كما سخرت لداود وقطع لنا الأرض كما قطعت لسليمان عليه السلام فاغد بها شهرا ورح بها شهرا أو كلم لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يكلمهم، يقول: لم أنزل بهذا كتابا ولكن كان شيئا أعطيته أنبيائي ورسلي). [الدر المنثور: 8/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الشعبي - رضي الله عنه - قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نبيا كما تزعم فباعد عن مكة أخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام أو خمسة أيام فإنها ضيقة حتى نزرع فيها أو نرعى وابعث لنا آبائنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا أنك نبي أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة حتى نذهب ونجيء في ليلة كما زعمت أنك فعلته، فأنزل الله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية). [الدر المنثور: 8/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {بل لله الأمر جميعا} لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء ولم يكن ليفعل). [الدر المنثور: 8/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ {أفلم ييأس الذين آمنوا}). [الدر المنثور: 8/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ [ أفلم يتبين الذين آمنوا ] فقيل له: إنها في المصحف {أفلم ييأس} فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس). [الدر المنثور: 8/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ [ أفلم يتبين الذين آمنوا ]). [الدر المنثور: 8/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {أفلم ييأس} يقول: يعلم). [الدر المنثور: 8/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعلم بلغة بني مالك، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت مالك بن عوف يقول:
لقد يئس الأقوام أني أنا ابنه * وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا). [الدر المنثور: 8/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري عن أبي صالح - رضي الله عنه - قال: في قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعلم بلغة هوازن، وأنشد قول مالك بن عوف النضري:
أقول لهم بالشعب إذا ييئسونني * ألم تعلم أني ابن فارس زهدم). [الدر المنثور: 8/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعلم الذين آمنوا). [الدر المنثور: 8/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: ألم يعرف الذين آمنوا). [الدر المنثور: 8/458-459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - {أفلم ييأس} قال: أفلم يعلم، ومن الناس من يقرؤها ((أفلم يتبين)) وإنما هو كالاستنقاء أفلم يعقلوا ليعلموا أن الله يفعل ذلك لم ييأسوا من ذلك وهم يعلمون أن الله تعالى لو شاء فعل ذلك). [الدر المنثور: 8/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية - رضي الله عنه - {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: قد يئس الذين آمنوا أن يهدوا ولو شاء الله {لهدى الناس جميعا}). [الدر المنثور: 8/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن مردويه من طريق عكرمة - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: السرايا). [الدر المنثور: 8/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن جبير - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: سرية {أو تحل قريبا من دارهم} قال: أنت يا محمد {حتى يأتي وعد الله} قال فتح مكة). [الدر المنثور: 8/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم {أو تحل} يا محمد {قريبا من دارهم}). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: {القارعة} السرايا {أو تحل قريبا من دارهم} قال: الحديبية {حتى يأتي وعد الله} قال: فتح مكة). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {ولا يزال الذين كفروا} الآية، قال: نزلت بالمدينة في سرايا النّبيّ صلى الله عليه وسلم، {أو تحل} أنت يا محمد {قريبا من دارهم}). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: نكبة). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: عذاب من السماء {أو تحل قريبا من دارهم} يعني نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله إياهم). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {أو تحل قريبا من دارهم} قال: أو تحل القارعة قريبا من دارهم {حتى يأتي وعد الله} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 8/461]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 11:55 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {خلت من قبلها أممٌ} أي مضت قرون من قبلها وملل.
{وإليه متاب} مصدر تبت إليه، وتوبتي إليه سواء). [مجاز القرآن: 1/330]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولو أنّ قرآناً سيّرت به الجبال...}
لم يأت بعده جواب للو فإن شئت جعلت جوابها متقدّماً: وهم يكفرون - ولو أنزلنا عليهم الذي سألوا. وإن شئت كان جوابه متروكا لأن أمره معلوم: والعرب تحذف جواب الشيء إذا كان معلوماً إرادة الإيجاز،
كما قال الشاعر:
وأقسم لو شيء أتانا رسوله =سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
وقوله: {بل للّه الأمر جميعاً أفلم ييأس الّذين آمنوا} قال المفسّرون: ييأس: يعلم. وهو في المعنى على تفسيرهم لأن الله قد أوقع إلى المؤمنين أنه لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً فقال: أفلم ييأسوا علماً. يقول: يؤيسهم العلم، فكان فيهم العلم مضمرا كما تقول في الكلام: قد يئست منك ألاّ تفلح علماً كأنك قلت: علمته علماً.
وقال الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس قال: ييأس في معنى يعلم لغة للنخع. قال الفراء: ولم نجدها في العربية إلاّ على ما فسّرت.
وقول الشاعر:
حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا = غضفاً دواجن قافلا أعصامها
معناه حتى إذا يئسوا من كل شيء ممّا يمكن إلا الذي ظهر لهم أرسلوا. فهو معنى حتى إذا علموا أن ليس وجه إلا الذي رأوا أرسلوا. كان ما وراءه يأساً.
وقوله: {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ} القارعة: السريّة من السرايا (أو تحلّ) أنت يا محمد بعسكرك {قريباً مّن دارهم}). [معاني القرآن: 2/64-63]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولو أنّ قرآناً سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى} مجازه مجاز المكفوف عن خبره، ثم استؤنف فقال: {بل لله الأمر جميعاً} فمجازه: لو سيّرت به الجبال لسارت، أو قطّعت به الأرض لتقطعت، ولو كلّم به الموّتى لنشرت، والعرب قد تفعل مثل هذا لعلم المستمع به استغناءً عنه واستخفافاً في كلامهم،
قال الأخطل:
خلا أنّ حيّاً من قريشٍ تفضّلوا= على الناس أو أنّ الأكارم نهشلا
وهو آخر قصيدة، ونصبه وكفّ عن خبره واختصره وقال عبد مناف ابن ربع الهذليّ:

الطّعن شغشغةٌ والضّرب هيقعةٌ= ضرب المعوّل تحت الأّيمة العضدا
وللقسىّ أزاميلٌ وغمغمةٌ= حسن الجنوب تسوق الماء والبردا
حتى إذا اسلكوهم في قتائدةٍ= شلاّ كما تطرد الجمّالة الشردا
وهو آخر قصيدة، وكف عن خبره. وقوله شغشغة: أي يدخله ويخرجه؛ والهيقعة أن يضرب بالحد من فوق والمعول: صاحب العالة وهي ظلة يتخذها رعاة البهم بالحجاز إذا خافت البرد على بهمها. فيقول: فيعتضد العضد من الشجر لبهمه أي يقطعه؛ والدّيمة المطر الضعيف الدائم؛ والأزاميل: الأصوات واحدها أزمل وجمعها أزامل زاد الياء اضطراراً؛
والغماغم: الأصوات التي لم تفهم؛ حسّ الجنوب: صوتها؛ قتائدة طريق. أسلكوهم وسلكوهم واحد.
{أفلم ييئس الّذين آمنوا} مجازه: ألم يعلم ويتبين،
قال سحيم بن وثيل اليربوعيّ:
أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني= ألم تيئسوا أنّي ابن فارس زهدم
(قارعةٌ) أي داهية مهلكة، ويقال: قرعت عظمه، أي صدعته). [مجاز القرآن: 1/333-331]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {أفلم ييأس الذين آمنوا}.
[معاني القرآن لقطرب: 761]
ابن عباس "أفلم يتبين الذين آمنوا".
والمعنى في {أفلم ييأس} أفلم يتبين؛ وحكي عن ابن عباس: إنها لغة وهبيل؛ كأنه فخذ من النخع أنها لغتهم ييأس: يتبين.
وقال سحيم بن وثيل:
أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني = أم تيأسوا إني ابن فارس زهدم
وقال الآخر:
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه = وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
على مثل الآية.
وقراءة ابن عباس قد أبانت عن المعنى). [معاني القرآن لقطرب: 762]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولو أنّ قرآناً سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى} أراد لكان هذا القرآن. فحذف اختصارا.
{أفلم ييأس الّذين آمنوا} أي أفلم يعلم. ويقال: هي لغة للنخع.
وقال الشاعر:
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني =ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم
أي ألم تعلموا.
{قارعةٌ} داهية تقرع أو مصيبة تنزل. وأراد أن ذاك لا يزال يصيبهم من سرايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم). [تفسير غريب القرآن: 228-227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أفلم ييأس}: يعلم في التفسير.[غريب القرآن وتفسيره: 194]
{قارعة}: داهية مهلكة). [غريب القرآن وتفسيره: 195]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(يئست) بمعنى: (علمت) من قول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا}،
لأنّ في علمك الشيء وتيقّنك له يأسك من غيره.
قال لبيد:
حتّى إذا يَئِسَ الرّماة فأرسلوا = غضفاً دواجنَ قافلاً أعصامُها
أي: علموا ما ظهر لهم فيئسوا من غيره.
وقال آخر:
أقول لهم بالشِّعب إِذْ يأسرونني: = ألم تيئسوا أنِّي ابنُ فارس زهدم
أي: ألم تعلموا). [تأويل مشكل القرآن: 192]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى}، أراد لكان هذا القرآن، فحذف). [تأويل مشكل القرآن: 305] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله سبحانه: {ولو أنّ قرآنا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى بل للّه الأمر جميعا أفلم ييأس الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعا ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحلّ قريبا من دارهم حتّى يأتي وعد اللّه إنّ اللّه لا يخلف الميعاد}
ترك جواب " لو " لأن في الكلام دليلا عليه، وكان المشركون سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يفسح لهم في مكة ويباعد بين جبالها حتى يتخذوا فيها قطائع وبساتين وأن يحيي لهم قوما سمّوهم له، فأعلمهم اللّه - عزّ وجلّ - أن لو فعل ذلك بقرآن لكان يفعل بهذا القرآن.
والذي أتوهّمه - واللّه أعلم - وقد قاله بعض أهل اللغة، أن المعنى: لو أنّ قرآنا سيّرت به الأرض أو كلّم به الموتى لما آمنوا به.
ودليل هذا القول قوله: {ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كلّ شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلّا أن يشاء اللّه}.
وقوله - عزّ وجلّ: {أفلم ييأس الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعا}.
قيل إنها لغة للنخع، ييأس في معنى يعلم.
وأنشدوا
أقول لهم بالشّعب إذ ييسرونني= ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
وقرئت: أفلم يتبين الذين آمنوا.
وقال بعض أهل اللغة: أفلم يعلم الذين آمنوا علما ييأسوا معه من أن يكون غير ما علموه.
والقول عندي واللّه أعلم أن معناه: أفلم ييأس الّذين آمنوا من إيمان هؤلاء الذين وصفهم اللّه بأنهم لا يؤمنون لأنه قال:
{لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعا} ، جميعا: منصوب على الحال.
{ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} قيل سريّة، ومعنى قارعة في اللغة نازلة شديدة تزل بأمر عظيم). [معاني القرآن: 3/149-148]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}
قال ابن عباس قال الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم سير لنا الجبال قطع لنا الأرض أحيي لنا الموتى
وقال مجاهد قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم بعد لنا هذه الجبال وادع لنا أن يكون لنا زرع وقرب منا الشام فإنا نتجر إليه وأحيي لنا الموتى
قال قتادة قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم أحيي لنا الموتى حتى نسألهم عن الذي جئت به أحق هو فأنزل الله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}
قال لو فعل هذا بأهل الكتاب لفعل بكم
وهذه الأقوال كلها توجب أن الجواب محذوف لعلم السامع لأنهم سألوا فكان سؤالهم دليلا على جواب لو ونظيره لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد
وقال الشاعر:
فلو لأنها نفس تموت سوية = ولكنها نفس تساقط أنفسا
فحذف جواب لو أي لتسلت
وفي الحذف من الآية قولان:
أكثر أهل اللغة يذهب إلى أن المعنى ولو أن قرآن سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى لكان هذا القرآن
وقال بعضهم المعنى لو فعل بهم هذا لما آمنوا كما قال تعالى: {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله}
قال أبو جعفر وقيل في الكلام تقديم وتأخير والمعنى وهم يكفرون بالرحمن ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أي وهم يكفرون ولو وقع هذا
وقوله جل وعز: {أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا}
قال أبو جعفر في هذه الآية اختلاف كثير
روى جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم وعكرمة عن ابن عباس أنه قرأ أفلم يتبين الذين آمنوا مختصر
وفي كتاب خارجة أن ابن عباس قرأ أفلم يتبين للذين آمنوا
وروى المنهال بن عمير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أفلم ييأس الذين آمنوا أي أفلم يعلم
وأكثر أهل اللغة على هذا القول
وممن قال به أبو عمرو بن العلاء وأبو عبيدة قال سحيم بن وثيل:
أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني = الم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
ويروى إذ يأسرونني
فمعنى أفلم ييأس الذين آمنوا ألم يعلموا
وروى معاوية بن صالح بن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {أفلم ييأس الذين آمنوا قال} أفلم يعلم وفي الآية قول آخر
قال الكسائي لا أعرف هذه اللغة ولا سمعت من يقول يئست بمعنى علمت ولكنه عندي من اليأس بعينه والمعنى إن الكفار لما سألوا تسيير الجبال بالقرآن وتقطيع الأرض وتكليم الموتى اشرأب لذلك المؤمنون وطمعوا في أن يعطى الكفار ذلك فيؤمنوا فقال الله أفلم ييأس الذين آمنوا أي أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء لعلمهم أن الله لو أراد أن يهديهم لهداهم كما تقول قد يئست من فلان أن يفلح والمعنى لعلمي به
وقوله تعالى: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة}
قال ابن عباس يعني السرايا
وكذلك قال عكرمة وعطاء الخراساني إلا أن أبا عاصم روى عن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس قال النكبة
وقال مجاهد قارعة أي سرية ومصيبة تصيبهم
والقارعة في اللغة المصيبة العظيمة
ثم قال جل وعز: {أو تحل قريبا من دارهم}
قال مجاهد وعكرمة وقتادة أو تحل أنت يا محمد قريبا من دارهم
حدثنا سعيد بن موسى بقرقيسيا قال حدثنا مخلد بن مالك
عن محمد بن سلمة عن خصيف قال القارعة السرايا التي كان يبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تحل أنت يا محمد قريبا من دارهم
قال الحسن أو تحل القارعة قريبا من دارهم
ثم قال تعالى: {حتى يأتي وعد الله}
قال مجاهد وقتادة أي فتح مكة). [معاني القرآن: 3/500-494]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً}
قال ثعلب: هذا محذوف الجواب،
والمعنى: لكان هذا القرآن. وقال أبو عمر: سألت المبرد عنه، فقال: صحيح فصيح من كلام العرب). [ياقوتة الصراط: 282-281]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قَارِعَةٌ} أي: داهية). [ياقوتة الصراط: 282]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أَوْ تَحُلّ} أنت بجيشك. (قريبا) منهم، وليست تحل القارعة). [ياقوتة الصراط: 282]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أفلم ييأس الذين} أي يعلم.
{قارعة} داهية تقرع رؤوسهم، وجمعها دواه، وهي خطوة الزمن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 119]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَيْأَسِ}: من اليأس
{قَارِعَةٌ}: داهية). [العمدة في غريب القرآن: 167]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 05:17 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) }


تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر، لأن الذي بعده تفسير له؛ كما كان في الاستفهام في قولك: أزيداً ضربته، {أبشراً منا واحداً نتبعه}. وذلك قولك: إن زيداً تره تكرمه، ومن زيداً يأته يعطه، وإن زيداً لقيته أكرمته، وكذلك إذا لأنها لا تقع إلا على فعل. تقول: إذا زيداً لقيته فأكرمه، قال:
لا تجزعي إن منفساً أهلكـتـه = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الآخر:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته = فقام بفاسٍ بين وصليك جازر
ولو رفع هذا رافعٌ على غير الفعل لكان خطأ، لأن هذه الحروف لا تقع إلا على الأفعال. ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر بلغ، فيكون إذا بلغ ابن أبي موسى. وقوله: بلغته إظهارٌ للفعل وتفسيرٌ للفاعل.
وكذلك: لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته على أن يكون المضمر هلك.
وكذلك هذه الآيات كلها، وهي: {إذا السماء انشقت} و {إذا الشمس كورت} وإنما المعنى والله أعلم إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء.
والجواب في جميع هذا موجود، لأن هذه لا تكون إلا بأجوبة. فالجواب في قوله: {إذا الشمس كورت} {علمت نفسٌ ما أحضرت}. والجواب في قوله: {إذا السماء انفطرت} {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}.
فأما قوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} فقد قيل فيه أقاويل:
فقوم يقولون: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} هو الجواب، لأن الفاء وما بعدها جواب، كما تكون جواباً في الجزاء؛ لأن إذا في معنى الجزاء. وهو كقولك: إذا جاء زيد فإن كلمك فكلمه. فهذا قول حسن جميل.
وقال قوم: الخبر محذوف؛ لعلم المخاطب. كقول القائل عند تشديد الأمر: إذا جاء زيد، أي إذا جاء زيد علمت؛ وكقوله: إن عشت، ويكل ما بعد هذا إلى ما يعلمه المخاطب. كقول القائل: لو رأيت فلاناً وفي يده السيف.
وقال قوم آخرون: الواو في مثل هذا تكون زائدة. فقوله: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت} يجوز أن يكون {إذا الأرض مدت} والواو زائدة. كقولك: حين يقوم زيدٌ حين يأتي عمرو.
وقالوا أيضاً: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت}. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو.
ومن قول هؤلاء: إن هذه الآية على ذلك {فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه} قالوا: المعنى: ناديناه أن يا إبراهيم. قالوا: ومثل ذلك في قوله: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}. المعنى عندهم: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، كما كان في الآية التي قبلها. في مواضع من القرآن كثيرة من هذا الضرب قولهم واحد، وينشدون في ذلك:

حتى إذا امتلأت بطونكـم = ورأيتم أبناءكم شـبـوا
وقلبتم ظهر المجن لنـا = إن الغدور الفاحش الخب
قال: وإنما هو: قلبتم ظهر المجن.
وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين، والله أعلم بالتأويل. فأما حذف الخبر فمعروف جيد من ذلك قوله {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً} ). [المقتضب: 2/74-78] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا} قال: أفلم يعلموا.
وقال في قوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ} قال: بعضهم يقول: ويلك، وبعضهم يقول: اعلم أن الله. وأنشد:
ويكأن من يكن له نشب يح = بب ومن يفتقر يعش عيش ضر
وقال في قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}: ذلك في موضع رفع ونصب أراد فعلنا ذلك، ومن رفع أراد فعلنا ليعلم ذلك، فيرفع باللام.
{أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}، الحقب سنة، والأحقاب السنون.
{كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ}، فأنشد:
كذاك ابنة الأعيار خافى بسالة الـ = ـرجال فأصلان الرجال أقاصره).
[مجالس ثعلب: 322]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:39 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:40 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:43 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب}
الكاف في قوله: "كذلك" متعلقة بالمعنى الذي في قوله: {قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب}، أي: كما أنفذ الله هذا كذلك أرسلناك، هذا قول، والذي يظهر لي أن المعنى: كما أجرينا العادة بأن الله يضل من يشاء ويهدي، لا الآيات المقترحة، فكذلك أيضا فعلنا في هذه الأمة، أرسلناك إليها بوحي لا بالآيات المقترحة، فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء.
وقوله تعالى: {وهم يكفرون بالرحمن}، قال قتادة، وابن جريج: نزلت في قريش حين عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، فكتب الكتاب: "بسم الله الرحمن الرحيم"، فقال قائلهم: نحن لا نعرف الرحمن ولا نقرأ اسمه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والذي أقول في هذا: إن "الرحمن" هنا يراد به الله تعالى وذاته، ونسب إليهم الكفر به على الإطلاق، وقصةالحديبية وقصة أمية بن خلف مع عبد الرحمن بن عوف، إنما هي عن إباية الاسم فقط، وهروب عن هذه العبارة التي لم يعرفوها إلا من قبل محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أمر الله نبيه بالتصريح بالدين والإفصاح بالدعوة في قوله تعالى: {قل هو
[المحرر الوجيز: 5/204]
ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب}، و"المتاب": المرجع كالمآب، لأن التوبة: الرجوع). [المحرر الوجيز: 5/205]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ويحتمل قوله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية أن يكون متعلقا بقوله: {وهم يكفرون بالرحمن} فيكون معنى الآية الإخبار عنهم أنهم لا يؤمنون ولو نزل قرآن سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض، هذا تأويل الفراء وفرقة من المتأولين. وقالت فرقة: بل جواب "لو" محذوف تقديره: ولو أن قرآنا يكون صفته كذا لما آمنوا بوجه، وقال أهل هذا التأويل: ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما: إن الكفار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أزح عنا، أو سير جبلي مكة فقد ضيقا علينا، واجعل لنا أرضا قطع غراسة وحرث، وأحي لنا آباءنا وأجدادنا وفلانا وفلانا، فنزلت الآية في ذلك معلمة أنهم لا يؤمنون ولو كان ذلك كله. وقالت فرقة: جواب "لو" محذوف ولكنه ليس في هذا المعنى، بل تقديره: لكان هذا القرآن الذي يصنع به هذا، وتتضمن الآية -على هذا- تعظيم القرآن، وهذا قول حسن يحرر فصاحة الآية. وقوله تعالى: {بل لله الأمر جميعا} يعضد التأويل الأخير ويترتب مع الآخرين.
وقوله تعالى: {أفلم ييأس الذين آمنوا} بمعنى: يعلم، وهي لغة هوازن، قاله القاسم بن معن، وقال ابن الكلبي: هي لغة "هبيل" حي من النخع، ومنه قول سحيم بن وثيل الرياحي:
أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني ... ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم؟
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
[المحرر الوجيز: 5/205]
ويحتمل أن يكون "اليأس" في هذه الآية على بابه، وذلك أنه لما أبعد إيمانهم في قوله: {ولو أن قرآنا} الآية، على التأويلين في المحذوف المقدر قال في هذه: أفلم ييأس المؤمنون من إيمان هؤلاء الكفرة، علما منهم أن لو شاء الله لهدى الناس جميعا؟
وقرأ ابن كثير، وابن محيصن "يأيس"، وقرأ ابن عباس، وعلي بن أبي طالب، وابن أبي مليكة، وعكرمة، والجحدري، وعلي بن حسين، وزيد بن علي، وجعفر بن محمد: "أفلم يتبين".
ثم أخبر تعالى عن كفار قريش والعرب أنهم لا يزالون تصيبهم قوارع من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزواته، وقرأ ابن مسعود ومجاهد: "ولا يزال الذين ظلموا"، ثم قال: {أو تحل} أنت يا محمد {قريبا من دارهم}، هذا تأويل فرقة منهم الطبري، وعزاه إلى ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وقال الحسن بن أبي الحسن: المعنى: أو تحل القارعة قريبا من دارهم، وقرأ سعيد بن جبير، ومجاهد: "أو تحل قريبا من ديارهم" بالجمع.
[المحرر الوجيز: 5/206]
ووعد الله -على قول ابن عباس وقوم- فتح مكة، وقال الحسن بن أبي الحسن: الآية عامة في الكفار إلى يوم القيامة، وإن حال الكفرة هكذا هي أبدا، ووعد الله قيام الساعة، و"القارعة": الرزية التي تقرع قلب صاحبها بفظاعتها كالقتل والأسر ونهب المال وكشف الحريم ونحوه). [المحرر الوجيز: 5/207]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذلك أرسلناك في أمّةٍ قد خلت من قبلها أممٌ لتتلو عليهم الّذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرّحمن قل هو ربّي لا إله إلا هو عليه توكّلت وإليه متاب (30)}
يقول تعالى: وكما أرسلناك يا محمّد في هذه الأمّة: {لتتلو عليهم الّذي أوحينا إليك} أي: تبلغهم رسالة اللّه إليهم، كذلك أرسلنا في الأمم الماضية الكافرة باللّه، وقد كذّب الرّسل من قبلك، فلك بهم أسوةٌ، وكما أوقعنا بأسنا ونقمتنا بأولئك، فليحذر هؤلاء من حلول النّقم بهم، فإنّ تكذيبهم لك أشدّ من تكذيب غيرك من المرسلين، قال اللّه تعالى: {تاللّه لقد أرسلنا إلى أممٍ من قبلك فزيّن لهمالشّيطان أعمالهم فهو وليّهم اليوم ولهم عذابٌ أليمٌ} [النّحل: 63] وقال تعالى: {ولقد كذّبت رسلٌ من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتّى أتاهم نصرنا ولا مبدّل لكلمات اللّه ولقد جاءك من نبإ المرسلين} [الأنعام: 34] أي: كيف نصرناهم، وجعلنا العاقبة لهم ولأتباعهم في الدّنيا والآخرة.
وقوله: {وهم يكفرون بالرّحمن} أي: هذه الأمّة الّتي بعثناك فيهم يكفرون بالرّحمن، لا يقرّون به؛ لأنّهم كانوا يأنفون من وصف اللّه بالرّحمن الرّحيم؛ ولهذا أنفوا يوم الحديبية أن يكتبوا "بسم اللّه الرّحمن الرّحيم" وقالوا: ما ندري ما الرّحمن الرّحيم. قاله قتادة، والحديث في صحيح البخاريّ وقد قال اللّه تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} [الإسراء: 110] وفي صحيح مسلمٍ عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أحبّ الأسماء إلى اللّه عبد اللّه وعبد الرّحمن .
{قل هو ربّي لا إله إلا هو} أي: هذا الّذي تكفرون به أنا مؤمنٌ به، معترفٌ مقرٌّ له بالرّبوبيّة والإلهيّة، هو ربّي لا إله إلّا هو، {عليه توكّلت} أي: في جميع أموري، {وإليه متاب} أي: إليه أرجع وأنيب، فإنّه لا يستحقّ ذلك أحدٌ سواه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 459-460]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى بل للّه الأمر جميعًا أفلم ييأس الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعًا ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريبًا من دارهم حتّى يأتي وعد اللّه إنّ اللّه لا يخلف الميعاد (31)}
يقول تعالى مادحًا للقرآن الّذي أنزله على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومفضّلًا له على سائر الكتب المنزّلة قبله: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال} أي: لو كان في الكتب الماضية كتابٌ تسير به الجبال عن أماكنها، أو تقطّع به الأرض وتنشقّ أو تكلّم به الموتى في قبورها، لكان هذا القرآن هو المتّصف بذلك دون غيره، أو بطريق الأولى أن يكون كذلك؛ لما فيه من الإعجاز الّذي لا يستطيع الإنس والجنّ عن آخرهم إذا اجتمعوا أن يأتوا بمثله، ولا بسورةٍ من مثله، ومع هذا فهؤلاء المشركون كافرون به، جاحدون له، {بل للّه الأمر جميعًا} أي: مرجع الأمور كلّها إلى اللّه، عزّ وجلّ، ما شاء اللّه كان، وما لم يشأ لم يكن، ومن يضلل فلا هادي له، ومن يهد اللّه فلا مضلّ له.
وقد يطلق اسم القرآن على كلٍّ من الكتب المتقدّمة؛ لأنّه مشتقٌّ من الجميع، قال الإمام أحمد:
حدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمر، عن همّام بن منبّهٍ قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "خفّفت على داود القراءة، فكان يأمر بدابّته أن تسرج، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابّته، وكان لا يأكل إلّا من عمل يديه". انفرد بإخراجه البخاريّ.
والمراد بالقرآن هنا الزّبور.
وقوله: {أفلم ييأس الّذين آمنوا} أي: من إيمان جميع الخلق ويعلموا أو يتبيّنوا {أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعًا} فإنّه ليس ثمّ حجّةٌ ولا معجزةٌ أبلغ ولا أنجع في النّفوس والعقول من هذا القرآن، الّذي لو أنزله اللّه على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية اللّه. وثبت في الصّحيح أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من نبيٍّ إلّا وقد أوتي ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الّذي أوتيته وحيًا أوحاه اللّه إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" معناه: أنّ معجزة كلّ نبيٍّ انقرضت بموته، وهذا القرآن حجّةٌ باقيةٌ على الآباد، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرّدّ، ولا يشبع منه العلماء، هو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبّارٍ قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضلّه اللّه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا منجاب بن الحارث، أنبأنا بشر بن عمارة، حدّثنا عمر بن حسّان، عن عطيّة العوفيّ قال: قلت له: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال} الآية، قالوا لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: لو سيّرت لنا جبال مكّة حتّى تتّسع فنحرث فيها، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالرّيح، أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى يحيي الموتى لقومه فأنزل اللّه هذه الآية. قال: قلت: هل تروون هذا الحديث عن أحدٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: نعمٍ، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وكذا روي عن ابن عبّاسٍ، والشّعبيّ، وقتادة، والثّوريّ، وغير واحدٍ في سبب نزول هذه الآية، فاللّه أعلم.
وقال قتادة: لو فعل هذا بقرآنٍ غير قرآنكم، فعل بقرآنكم.
وقوله: {بل للّه الأمر جميعًا} قال ابن عبّاسٍ: [أي] لا يصنع من ذلك إلّا ما يشاء، ولم يكن ليفعل، رواه ابن إسحاق بسنده عنه، وقاله ابن جريرٍ أيضًا.
وقال غير واحدٍ من السّلف في قوله: {أفلم ييأس الّذين آمنوا} أفلم يعلم الّذين آمنوا. وقرأ آخرون: "أفلم يتبيّن الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعًا".
وقال أبو العالية: قد يئس الّذين آمنوا أن يهدوا، ولو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعًا.
وقوله: {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريبًا من دارهم} أي: بسبب تكذيبهم، لا تزال القوارع تصيبهم في الدّنيا، أو تصيب من حولهم ليتّعظوا ويعتبروا، كما قال تعالى: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرّفنا الآيات لعلّهم يرجعون} [الأحقاف: 27] وقال {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون} [الأنبياء: 44].
قال قتادة، عن الحسن: {أو تحلّ قريبًا من دارهم} أي: القارعة. وهذا هو الظّاهر من السّياق.
قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا المسعوديّ، عن قتادة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ} قال: سريّةٌ، {أو تحلّ قريبًا من دارهم} قال: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، {حتّى يأتي وعد اللّه} قال: فتح مكّة.
وهكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٌ، في روايةٍ.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ} قال: عذابٌ من السّماء ينزل عليهم {أو تحلّ قريبًا من دارهم} يعني: نزول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بهم وقتاله إيّاهم.
وكذا قال مجاهدٌ، وقتادة، وقال عكرمة في روايةٍ عنه، عن ابن عبّاسٍ: {قارعةٌ} أي: نكبةٌ.
وكلّهم قال: {حتّى يأتي وعد اللّه} يعني: فتح مكّة. وقال الحسن البصريّ: يوم القيامة.
وقوله: {إنّ اللّه لا يخلف الميعاد} أي: لا ينقض وعده لرسله بالنّصرة لهم ولأتباعهم في الدّنيا والآخرة، {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} [إبراهيم: 47]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 460-462]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة