العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الرعد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 05:00 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الرعد [ من الآية (25) إلى الآية (29) ]

{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ (29)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 10:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل، ويفسدون في الأرض، أولئك لهم اللّعنة، ولهم سوء الدّار}.
يقول تعالى ذكره: {و} أمّا {الّذين ينقضون عهد اللّه} ونقضهم ذلك: خلافهم أمر اللّه، وعملهم بمعصيته، {من بعد ميثاقه} يقول: من بعد ما وثقوا على أنفسهم للّه أن يعملوا بما عهد إليهم، {ويقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل} يقول: ويقطعون الرّحم الّتي أمرهم اللّه بوصلها، {ويفسدون في الأرض} فسادهم فيها: عملهم بمعاصي اللّه، {أولئك لهم اللّعنة} يقول: فهؤلاء لهم اللّعنة، وهي البعد من رحمته والإقصاء من جنابه، {ولهم سوء الدّار} يقول: ولهم ما يسوءهم في الدّار الآخرة.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: أكبر الكبائر الإشراك باللّه، لأنّ اللّه يقول: {ومن يشرك باللّه فكأنّما خرّ من السّماء فتخطفه الطّير}، ونقض العهد، وقطيعة الرّحم، لأنّ اللّه تعالى يقول: {أولئك لهم اللّعنة ولهم سوء الدّار} يعني: سوء العاقبة
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ قال: قال ابن جريجٍ في قوله: {ويقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل} قال: بلغنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: وإذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك، ولم تعطه من مالك، فقد قطعته
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، قال: سألت أبي عن هذه الآية: {قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا} أهم الحروريّة؟ قال: لا، ولكنّ الحروريّة {الّذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه} ويقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل، ويفسدون في الأرض، أولئك لهم اللّعنة، ولهم سوء الدّار فكان سعدٌ يسمّيهم الفاسقين.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة قال: سمعت مصعب بن سعدٍ قال: كنت أمسك على سعدٍ المصحف، فأتى على هذه الآية، ثمّ ذكر نحو حديث محمّد بن جعفرٍ). [جامع البيان: 13/514-515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) قال: بلغنا أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك ولم تعطه من مالك فقد قطعته). [الدر المنثور: 8/426] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 26.
أخرج أبو الشيخ عن ميمون بن مهران - رضي الله عنه - قال: قال لي عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -: لا تؤاخين قاطع رحم فإني سمعت الله لعنهم في سورتين: في سورة الرعد وسورة محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ولهم سوء الدار} قال: سوء العاقبة). [الدر المنثور: 8/433]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، في قوله: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}، قال: يخير له). [الزهد لابن المبارك: 2/371]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر، وفرحوا بالحياة الدّنيا، وما الحياة الدّنيا في الآخرة إلاّ متاعٌ}.

يقول تعالى ذكره: اللّه يوسّع على من يشاء من خلقه في رزقه، فيبسط له منه، لأنّ منهم من لا يصلحه إلاّ ذلك {ويقدر} يقول: ويقتر على من يشاء منهم في رزقه وعيشه، فيضيّقه عليه، لأنّه لا يصلحه إلاّ الإقتار
{وفرحوا بالحياة الدّنيا} يقول تعالى ذكره: وفرح هؤلاء الّذين بسط لهم في الدّنيا من الرّزق على كفرهم باللّه ومعصيتهم إيّاه بما بسط لهم فيها، وجهلوا ما عند اللّه لأهل طاعته والإيمان به في الآخرة من الكرامة والنّعيم.
ثمّ أخبر جلّ ثناؤه عن قدر ذلك في الدّنيا فيما لأهل الإيمان به عنده في الآخرة وأعلم عباده قلّته، فقال: {وما الحياة الدّنيا في الآخرة إلاّ متاعٌ} يقول: وما جميع ما أعطى هؤلاء في الدّنيا من السّعة، وبسط لهم فيها من الرّزق ورغد العيش فيما عند اللّه لأهل طاعته في الآخرة إلاّ متاعٌ قليلٌ، وشيءٌ حقيرٌ ذاهبٌ، كما؛
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إلاّ متاعٌ} قال: قليلٌ ذاهبٌ.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ.
- قال: وثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وما الحياة الدّنيا في الآخرة إلاّ متاعٌ} قال: قليلٌ ذاهبٌ
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، في قوله: {وفرحوا بالحياة الدّنيا وما الحياة الدّنيا في الآخرة إلاّ متاعٌ} قال: كزاد الرّاعي يزوّده أهله الكفّ من التّمر، أو الشّيء من الدّقيق، أو الشّيء يشرب عليه اللّبن). [جامع البيان: 13/516-517]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع يعني قليلا ذاهبا). [تفسير مجاهد: 328]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الرحمن بن سابط - رضي الله عنه - في قوله {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} قال: كان الرجل يخرج في الزمان الأول في إبله أو غنمه فيقول لأهله: متعوني، فيمتعونه فلقلة الخبز أو التمر، فهذا مثل ضربه الله للدنيا). [الدر المنثور: 8/433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {إلا متاع} قال: قليل ذاهب). [الدر المنثور: 8/434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي والحاكم عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك، فقال: ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها). [الدر المنثور: 8/434]

تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه قل إنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب}.
يقول تعالى ذكره: ويقول لك يا محمّد مشركو قومك: هلاّ أنزل عليك آيةٌ من ربّك، إمّا ملكٌ يكون معك نذيرًا، أو يلقى إليك كنزٌ، فقل: إنّ اللّه يضلّ منكم من يشاء أيّها القوم فيخذله عن تصديقي والإيمان بما جئته به من عند ربّي، ويهدي إليه من أناب، فرجع إلى التّوبة من كفره والإيمان به، فيوفّقه لاتّباعي وتصديقي به على ما جئته به من عند ربّه، وليس ضلال من يضلّ منكم بأن لم ينزل عليّ آيةٌ من ربّي، ولا هداية من يهتدي منكم بأنّها أنزلت عليّ، وإنّما ذلك بيد اللّه، يوفّق من يشاء منكم للإيمان، ويخذل من يشاء منكم فلا يؤمن.
وقد بيّنت معنى الإنابة في غير موضعٍ من كتابنا هذا بشواهده بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويهدي إليه من أناب}: أي من تاب وأقبل). [جامع البيان: 13/517-518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 27 - 29
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ويهدي إليه من أناب} أي من تاب، وفي قوله {وتطمئن قلوبهم بذكر الله} قال: هشت إليه واستأنست به). [الدر المنثور: 8/434-435]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {تطمئن قلوبهم بذكر اللّه ألا بذكر الله تطمئن القلوب} قال: إذا حلف الرجل لرجلٍ باللّه صدّقه واطمأنّ لذكر الله [الآية: 28]). [تفسير الثوري: 153]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (28) : قوله تعالى: {الّذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان - عن قوله عزّ وجلّ: {الّذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه} - قال: هم أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم). [سنن سعيد بن منصور: 5/435]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه، ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب (28) الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مآبٍ}.
يقول تعالى ذكره: {ويهدي إليه من أناب} بالتّوبة الّذين آمنوا والّذين آمنوا في موضع نصبٍ ردٌّ على ( من ) لأنّ الّذين آمنوا هم من أناب، ترجم بها عنها
وقوله: {وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه} يقول: وتسكن قلوبهم وتستأنس بذكر اللّه، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه} يقول: سكنت إلى ذكر اللّه، واستأنست به
وقوله: {ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب} يقول: ألا بذكر اللّه تسكن وتستأنس قلوب المؤمنين وقيل: إنّه عنى بذلك قلوب المؤمنين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب} لمحمّدٍ وأصحابه
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثنا المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب} قال: لمحمّدٍ وأصحابه
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا أحمد بن يونس، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، في قوله: {وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه} قال: هم أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 13/518-519]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ألا بذكر الله تطمئن القلوب قال يعني قلب محمد صلى الله عليه وسلم وقلوب أصحابه). [تفسير مجاهد: 328]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 27 - 29
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ويهدي إليه من أناب} أي من تاب، وفي قوله {وتطمئن قلوبهم بذكر الله} قال: هشت إليه واستأنست به). [الدر المنثور: 8/434-435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله} يقول: إذا حلف لهم بالله صدقوا {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} قال: تسكن القلوب). [الدر المنثور: 8/435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} قال: محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه). [الدر المنثور: 8/435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين نزلت هذه الآية {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}: هل تدرون ما معنى ذلك قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: من أحب الله ورسوله أحب أصحابي). [الدر المنثور: 8/435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} قال: ذاك من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا ألا بذكر الله يتحابون). [الدر المنثور: 8/435]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ (29) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث بن نبهان، عن محمد بن عبيد الله، عن قيس، عن مجاهد قال: {طوبى لهم}، قال: طوبى: الجنة، {وحسن مئابٍ} قال: حسن مرجع). [الجامع في علوم القرآن: 1/140-141]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث، عن محمّد بن عبيد اللّه، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي أمامة الباهلي قال: {طوبى}، شجرةٌ في الجنّة، ليس فيها دارٌ إلا فيها غصنٌ منها، ولا طيرٌ حسنٌ إلا وهو فيها، ولا ثمرةٌ إلا وهي فيها). [الجامع في علوم القرآن: 1/141]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى طوبى لهم قال هذه كلمة عربية يقول الرجل طوبى لك إن أصيب خيرا). [تفسير عبد الرزاق: 1/335]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأشعث بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال طوبى شجرة في الجنة يقول الله لها تفتقي لعبدي عما يشاء فتتفتق له عن الخيل بسرجها ولجمها وعن الأبل برحالتها وأزمتها وعما شاء من الكسوة). [تفسير عبد الرزاق: 1/336]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحكم بن أبان أنه سمع عكرمة يقول إن الرجل ليلبس الحلة فتتلون في ساعة سبعين لونا وإن الرجل منهم ليرى وجهه في وجه زوجته وإنها لترى وجهها في وجهه وإنه ليرى وجهه في نحرها وإنها لترى وجهها في نحره وإنه ليرى وجهه في معصمها وإنها لترى وجهها في ساعده وإنه ليرى وجهه في ساقها وإنها لترى وجهها في ساقه). [تفسير عبد الرزاق: 1/336]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن أنس قال يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلى السوق قال فينطلقون إلى كثبان مسك فيجلسون عليها وتهب عليهم تلك الريح ثم يرجعون). [تفسير عبد الرزاق: 1/336]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى طوبى لهم وحسن مآب قال الخير). [تفسير عبد الرزاق: 1/336]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن إبراهيم في قوله: {طوبى لهم} قال: الجنة [الآية: 29]). [تفسير الثوري: 153]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن أبي الأشرس عن مغيث {طوبى لهم} قال: شجرةٌ في الجنّة لو طاف عليها طائف على بكرٍ جذعٍ أو حقٍّ لم يبلغ المكان الذي ارتحل منه حتّى يهرم وليس من أهل بيتٍ في الجنّة إلّا مدلا في بيته غصن من أغصانها [الآية: 29].
سفيان [الثوري] عن الأعمش عن أبي الأشرس عن مغيثٍ فيعجبهم الطّير فيأكلون من جنبه شواءً وقديدًا ثمّ يقال له طر فيطير). [تفسير الثوري: 153-154]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (29) : قوله تعالى: {الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مآبٍ} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن حسّان بن أبي الأشرس، عن مغيث بن سميّ - في قوله عزّ وجلّ: {طوبى لهم وحسن مآبٍ} - قال: شجرةٌ في الجنّة، ليس من أهل دارٍ إلّا يظلّهم غصنٌ من أغصانها، فيها من ألوان الثّمر، ويقع عليها طيرٌ أمثال البخت، فإذا اشتهى الرّجل طائرًا دعاه حتّى يقع على خوانه، فيأكل من (أحد) جانبيه شواءً، والآخر قديدًا، ثمّ يطير فيذهب.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خلف بن خليفة، عن حميدٍ الأعرج، عن عبد اللّه بن الحارث، عن ابن مسعودٍ، قال: قال لي رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((إنّك لتنظر إلى الطّير فتشتهيه فيخرّ بين يديك مشويًّا فتأكل منه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 5/435-438]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): ([ثنا يزيد بن موهبٍ قال: ثنا يحيى بن يمانٍ قال:] ثنا أشعث عن جعفرٍ عن سعيدٍ عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ: {طوبى لهم} قال: اسم الجنّة بالحبشيّة). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 39] [سعيد: هو ابن جبير]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} الصّالحات من الأعمال، وذلك العمل بما أمرهم ربّهم {طوبى لهم}، وطوبى في موضع رفعٍ بلهم، وكان بعض أهل البصرة والكوفة يقول ذلك رفعٌ، كما يقال في الكلام: ويلٌ لعمرٍو، وإنّما أوثر الرّفع في طوبى لحسن الإضافة فيه بغير لامٍ، وذلك أنّه يقال فيه طوباك، كما يقال: ويلك وويبك، ولولا حسن الإضافة فيه بغير لامٍ لكان النّصب فيه أحسن وأفصح، كما النّصب في قولهم: تعسًا لزيدٍ وبعدًا له وسحقًا أحسن، إذ كانت الإضافة فيها بغير لامٍ لا تحسن.
وقد اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله {طوبى لهم} فقال بعضهم: معناه: نعم ما لهم.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني جعفر بن محمّدٍ البزوريّ من أهل الكوفة، قال: حدّثنا أبو زكريّا الكلبيّ، عن عمر بن نافعٍ، قال: سئل عكرمة عن {طوبى لهم}، قال: نعم ما لهم
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا عمرو بن نافعٍ، عن عكرمة، في قوله: {طوبى لهم} قال: نعم ما لهم
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا عبد العزيز قال: حدّثني عمرو بن نافعٍ قال: سمعت عكرمة في قوله: {طوبى لهم} قال: نعم ما لهم.
وقال آخرون: معناه: غبطةٌ لهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {طوبى لهم} قال: غبطةٌ لهم.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مغراء، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، مثله.
- قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، مثله.
وقال آخرون: معناه: فرحٌ وقرّة عينٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن داود، والمثنّى بن إبراهيم، قالا: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {طوبى لهم} يقول: فرحٌ وقرّة عينٍ.
وقال آخرون: معناه: حسنى لهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {طوبى لهم} يقول: حسنى لهم، وهي كلمةٌ من كلام العرب
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {طوبى لهم} هذه كلمةٌ عربيّةٌ، يقول الرّجل: طوبى لك: أي أصبت خيرًا.
وقال آخرون: معناه: خيرٌ لهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: خيرٌ لهم
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، في قوله: {طوبى لهم} قال: الخير والكرامة الّتي أعطاهم اللّه.
وقال آخرون: {طوبى لهم} اسمٌ من أسماء الجنّة، ومعنى الكلام: الجنّة لهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {طوبى لهم} قال: اسم الجنّة بالحبشيّة.
- حدّثنا أبو هشام، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {طوبى لهم} قال اسم أرض الجنّة بالحبشيّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن مسجوح، في قوله: { طوبى لهم } قال: طوبى: اسم الجنّة بالهنديّة "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا داود بن مهران قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن مشجوعٍ، قال: " اسم الجنّة بالهنديّة طوبى "
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن السّدّيّ، عن عكرمة: { طوبى لهم } قال: " الجنّة "
- قال: حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: { طوبى لهم } قال: " الجنّة.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: ثنّى عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: { الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مآبٍ } قال: " لمّا خلق اللّه الجنّة وفرغ منها قال: { الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مآبٍ } وذلك حين أعجبته "
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا شريكٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: { طوبى لهم } قال: " الجنّة ".
وقال آخرون: { طوبى لهم }: شجرةٌ في الجنّة
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا قرّة بن خالدٍ، عن موسى بن سالمٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: { طوبى لهم } شجرةٌ في الجنّة "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الأشعث بن عبد اللّه، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي هريرة: { طوبى لهم }: " شجرةٌ في الجنّة يقول لها: تفتّقي لعبدي عمّا شاء فتتفتّق له عن الخيل بسروجها ولجمها، وعن الإبل بأزمّتها، وعمّا شاء من الكسوة "
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن شهر بن حوشبٍ، قال: " طوبى: شجرةٌ في الجنّة، كلّ شجر الجنّة منها، أغصانها من وراء سور الجنّة "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ قال: أخبرنا ابن المبارك، عن معمرٍ، عن الأشعث بن عبد اللّه، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي هريرة قال: " في الجنّة شجرةٌ يقال لها طوبى، يقول اللّه لها: تفتّقي ". فذكر نحو حديث ابن عبد الأعلى، عن ابن ثورٍ
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الجبّار، قال: حدّثنا مروان، قال: أخبرنا العلاء، عن شمر بن عطيّة، في قوله: { طوبى لهم } قال: " هي شجرةٌ في الجنّة يقال لها طوبى "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان، عن منصورٍ، عن حسّان أبي الأشرس، عن مغيث بن سميٍّ، قال: " طوبى: شجرةٌ في الجنّة، ليس في الجنّة دارٌ إلاّ فيها غصنٌ منها، فيجيء الطّائر فيقع فيدعوه، فيأكل من أحد جنبيه قديدًا ومن الآخر شواءً، ثمّ يقول: طر فيطير "
- قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن بعض أهل الشّام، قال: " إنّ ربّك أخذ لؤلؤةً فوضعها على راحتيه، ثمّ دملجها بين كفّيه، ثمّ غرسها وسط أهل الجنّة، ثمّ قال لها: امتدّي حتّى تبلغي مرضاتي ففعلت، فلمّا استوت تفجّرت من أصولها أنهار الجنّة، وهي طوبى "
- حدّثنا الفضل بن الصّبّاح، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصّنعانيّ، قال: حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ، أنّه سمع وهبًا يقول: " إنّ في الجنّة شجرةٌ يقال لها طوبى، يسير الرّاكب في ظلّها مئة عامٍ لا يقطعها، زهرها رياطٌ، وورقها برودٌ، وقضبانها عنبرٌ، وبطحاؤها ياقوتٌ، وترابها كافورٌ، ووحلها مسكٌ، يخرج من أصلها أنهار الخمر واللّبن والعسل، وهي مجلسٌ لأهل الجنّة، فبينا هم في مجلسهم إذ أتتهم ملائكةٌ من ربّهم، يقودون نجبًا مزمومةً بسلاسل من ذهبٍ، وجوهها كالمصابيح من حسنها، وبرها كخزّ المرعزّيّ من لينه، عليها رحالٌ ألواحها من ياقوتٍ، ودفوفها من ذهبٍ، وثيابها من سندس وإستبرقٍ، فينيخونها ويقولون: إنّ ربّنا أرسلنا إليكم لتزوروه وتسلّموا عليه، قال: فيركبونها، قال: فهي أسرع من الطّائر، وأوطأ من الفراش نجبًا من غير مهنةٍ، يسير الرّجل إلى جنب أخيه وهو يكلّمه ويناجيه، لا تصيب أذن راحلةٍ منها أذن صاحبتها، ولا برك راحلةٍ برك صاحبتها، حتّى إنّ الشّجرة لتتنحّى عن طرقهم لئلاّ تفرّق بين الرّجل وأخيه. قال: فيأتون إلى الرّحمن الرّحيم، فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتّى ينظروا إليه، فإذا رأوه قالوا: اللّهمّ أنت السّلام ومنك السّلام، وحقّ لك الجلال والإكرام. قال: فيقول تبارك وتعالى عند ذلك: أنا السّلام، ومنّي السّلام، وعليكم حقّت رحمتي ومحبّتي، مرحبًا بعبادي الّذين خشوني بغيبٍ وأطاعوا أمري قال: فيقولون: ربّنا إنّا لم نعبدك حقّ عبادتك، ولم نقدّرك حقّ قدرك، فأذن لنا بالسّجود قدّامك قال: فيقول اللّه: إنّها ليست بدار نصبٍ ولا عبادةٍ، ولكنّها دار ملكٍ ونعيمٍ، وإنّي قد رفعت عنكم نصب العبادة، فسلوني ما شئتم، فإنّ لكلّ رجلٍ منكم أمنيّته فيسألونه حتّى إنّ أقصرهم أمنيّةً ليقول: ربّ تنافس أهل الدّنيا في دنياهم فتضايقوا فيها، ربّ فأتني كلّ شيءٍ كانوا فيه من يوم خلقتها إلى أن انتهت الدّنيا فيقول اللّه: لقد قصّرت بك اليوم أمنيّتك، ولقد سألت دون منزلتك، هذا لك منّي، وسأتحفك بمنزلتي، لأنّه ليس في عطائي نكدٌ ولا تصريدٌ، قال: ثمّ يقول: اعرضوا على عبادي ما لم تبلغ أمانيّهم ولم يخطر لهم على بالٍ قال: فيعرضون عليهم حتّى يقضوهم أمانيّهم الّتي في أنفسهم، فيكون فيما يعرضون عليهم براذين مقرّنةٌ، على كلّ أربعةٍ منها سريرٌ من ياقوتةٍ واحدةٍ، على كلّ سريرٍ منها قبّةٌ من ذهبٍ مفرغةٌ، في كلّ قبّةٍ منها فرشٌ من فرش الجنّة مظاهرةً، في كلّ قبّةٍ منها جاريتان من الحور العين، على كلّ جاريةٍ منهنّ ثوبان من ثياب الجنّة، ليس في الجنّة لونٌ إلاّ وهو فيهما، ولا ريحٌ طيّبةٌ إلاّ قد عبّقتا به، ينفذ ضوء وجوههما غلظ القبّة، حتّى يظنّ من يراهما أنّهما من دون القبّة يرى مخّهما من فوق سوقهما كالسّلك الأبيض من ياقوتةٍ حمراء، يريان له من الفضل على صحابته كفضل الشّمس على الحجارة أو أفضل، ويرى هو لهما مثل ذلك ثمّ يدخل إليهما فيحيّيانه ويقبّلانه ويعانقانه، ويقولان له: واللّه ما ظننّا أنّ اللّه يخلق مثلك ثمّ يأمر اللّه الملائكة فيسيرون بهم صفًّا في الجنّة حتّى ينتهي كلّ رجلٍ منهم إلى منزلته الّتي أعدّت له "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عليّ بن جريرٍ، عن حمّادٍ، قال: " شجرة في الجنّة، في دار كلّ مؤمنٍ غصنٌ منها "
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن حسّان بن أبي الأشرس، عن مغيث بن سميٍّ قال: " طوبى شجرةٌ في الجنّة، لو أنّ رجلاً ركب قلوصًا جذعًا أو جذعةً، ثمّ دار بها لم يبلغ المكان الّذي ارتحل منه حتّى يموت هرمًا وما من أهل الجنّة منزلٌ إلاّ فيه غصنٌ من أغصان تلك الشّجرة متدلٍّ عليهم، فإذا أرادوا أن يأكلوا من الثّمرة تدلّى إليهم فيأكلون منه ما شاءوا، ويجيء الطّير فيأكلون منه قديدًا وشواءً ما شاءوا، ثمّ يطير ".
وقد روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خبرٌ بنحو ما قال من قال هي شجرةٌ.
ذكر الرّواية بذلك
- حدّثني سليمان بن داود القومسيّ، قال: حدّثنا أبو توبة الرّبيع بن نافعٍ، قال: حدّثنا معاوية بن سلاّمٍ، عن زيدٍ، أنّه سمع أبا سلاّمٍ، قال: حدّثنا عامر بن زيدٍ البكاليّ، أنّه سمع عتبة بن عبدٍ السّلميّ، يقول: " جاء أعرابيّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، إنّ في الجنّة فاكهةً؟ قال: " نعم، فيها شجرةٌ تدعى طوبى، هي تطابق الفردوس " قال: أيّ شجر أرضنا تشبه؟ قال: " ليست تشبه من شجر أرضك، ولكن أتيت الشّام؟ " فقال: لا يا رسول اللّه، فقال: " فإنّها تشبه شجرةً تدعى الجوزة، تنبت على ساقٍ واحدةٍ، ثمّ ينتشر أعلاها " قال: ما عظم أصلها؟ قال: " لو ارتحلت جذعةٌ من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتّى تنكسر ترقوّتاها هرمًا "
- حدّثنا الحسن بن شبيبٍ، قال: حدّثنا محمّد بن زيادٍ الجريريّ، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: { طوبى لهم وحسن مآبٍ } " شجرة غرسها اللّه بيده، ونفخ فيها من روحه تنبت بالحليّ والحلل، وإنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنّة ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ درّاجًا حدّثه أنّ أبا الهيثم حدّثه عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّ رجلاً قال له: يا رسول اللّه، ما طوبى؟ قال: " شجرةٌ في الجنّة مسيرة مائة سنةٍ، ثياب أهل الجنّة تخرج من أكمامها ".
- فعلى هذا التّأويل الّذي ذكرنا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الرّواية به، يجب أن يكون القول في رفع قوله: { طوبى لهم } خلاف القول الّذي حكيناه عن أهل العربيّة فيه، وذلك أنّ الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ طوبى اسم شجرةٍ في الجنّة، فإذا كان كذلك فهو اسمٌ لمعرفةٍ كزيدٍ وعمرٍو، وإذا كان ذلك كذلك، لم يكن في قوله: { وحسن مآبٍ } إلاّ الرّفع عطفًا به على " طوبى "
وأمّا قوله: { وحسن مآبٍ } فإنّه يقول: وحسن منقلبٍ، كما؛
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: { وحسن مآبٍ } قال: " حسن منقلبٍ "). [جامع البيان: 13/519-529]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله طوبى لهم قال طوبى هي الجنة). [تفسير مجاهد: 328]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {طوبى لهم} قال: فرح وقرة عين). [الدر المنثور: 8/436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال: نعم ما لهم). [الدر المنثور: 8/436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال: غبطة لهم). [الدر المنثور: 8/436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي اللله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال: حسنى لهم، وهي كلمة من كلام العرب). [الدر المنثور: 8/436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال: هذه كلمة عربية يقول الرجل طوبى لك أي أحببت خيرا). [الدر المنثور: 8/436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن إبراهيم - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال: الخير والكرامة الذي أعطاهم الله سبحانه وتعالى). [الدر المنثور: 8/436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 8/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 8/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طوبى اسم الجنة بالحبشية). [الدر المنثور: 8/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما خلق الله الجنة وفرغ منها قال {الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب} وذلك حين أعجبته). [الدر المنثور: 8/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن مسجوح - رضي الله عنه - قال {طوبى} اسم الجنة بالهندية). [الدر المنثور: 8/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال {طوبى} اسم الجنة بالهندية). [الدر المنثور: 8/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: {طوبى} اسم شجرة في الجنة). [الدر المنثور: 8/437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: {طوبى} شجرة في الجنة يقول الله تعالى لها: تفتقي لعبدي عما شاء، فتنفتق له عن الخيل بسروجها ولجمها وعن الإبل برحالها وأزمتها وعما شاء من الكسوة). [الدر المنثور: 8/438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق معاوية بن قرة - رضي الله عنه - عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبى شجرة غرسها الله تعالى بيده ونفخ فيها من روحه تنبت بالحلى والحلل وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة). [الدر المنثور: 8/438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن عتبة بن عبد - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابي إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله في الجنة فاكهة قال: نعم فيها شجرة تدعى طوبى هي نطاق الفردوس، قال: قال أي شجر أرضنا تشبه قال: ليس تشبه شيئا من شجر أرضك، ولكن أتيت الشام قال: لا، قال: فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد ثم ينشر أعلاها، قال: ما عظم أصلها قال: لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتاها هرما، قال فهل فيها عنب قال: نعم، قال: ما عظم العنقود منه قال: مسيرة شهر للغراب الأبقع). [الدر المنثور: 8/438-439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن مردويه والخطيب في تاريخه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رجلا قال: يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك قال: {طوبى} لمن رآني وآمن وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني، قال رجل: وما طوبى، قال: شجرة في الجنة مسيرة مائة عام تخرج من أكمامها). [الدر المنثور: 8/439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في صفة الجنة، وابن أبي حاتم عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتنفتح له أكمامها فيأخذ له من أي ذلك شاء، إن شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر وإن شاء أسود، مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن). [الدر المنثور: 8/440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سيرين - رضي الله عنه - قال: شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي وليس في الجنة حجرة إلا وفيها غصن من أغصانها). [الدر المنثور: 8/440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر رجل من أهل الشام قال: إن ربك أخذ لؤلؤة فوضعها ثم دملجها ثم فرشها وسط الجنة فقال لها امتدي حتى تبلغي مرضاتي، ففعلت ثم أخذ شجرة فغرسها وسط اللؤلؤة ثم قال لها: امتدي ففعلت فلما استوت تفجرت من أصولها أنهار الجنة وهي طوبى). [الدر المنثور: 8/440-441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن فرقد السبخي - رضي الله عنه - قال: أوحى الله إلى عيسى ابن مريم عليه السلام في الإنجيل: يا عيسى جد في أمري ولا تهزل واسمع قولي وأطع أمري، يا ابن البكر البتول إني خلقتك من غير فحل وجعلتك وأمك آية للعالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل وخذ الكتاب بقوة، قال عيسى عليه السلام: أي رب أي كتاب آخذ بقوة، قال: خذ كتاب الإنجيل بقوة ففسره لأهل السريانية وأخبرهم أني أنا الله لا إله إلا أنا الحي القيوم البديع الدائم الذي لا زوال له فآمنوا بالله ورسوله النّبيّ الأمي الذي يكون في آخر الزمان فصدقوه واتبعوه صاحب الجمل والمدرعة والهراوة والتاج الأنجل العين المقرون الحاجبين صاحب الكساء الذي إنما نسله من المباركة - يعني خديجة - يا عيسى لها بيت من لؤلؤ من قصب موصل بالذهب لا يسمع فيه أذى ولا نصب لها ابنة - يعني فاطمة ولها ابنان فيستشهدان - يعني الحسن والحسين – طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيامه، قال عيسى عليه السلام: يا رب وما طوبى قال: شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي وأسكنتها ملائكتي أصلها من رضوان وماؤها من تسنيم). [الدر المنثور: 8/441-442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال {طوبى} في الجنة حملها مثال ثدي النساء فيه حلل أهل الجنة). [الدر المنثور: 8/442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء، وابن أبي حاتم عن خالد بن معدان - رضي الله عنه - قال: إن في الجنة شجرة يقال له طوبى ضروع كلها ترضع صبيان أهل الجنة فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى وإن سقط المرأة يكون في نهر من أنهار الجنة يتقلب فيه حتى تقوم القيامة فيبعث ابن أربعين سنة). [الدر المنثور: 8/442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن شهر بن حوشب قال {طوبى} شجرة في الجنة كل شجرة في الجنة منها أغصانها من وراء سور الجنة). [الدر المنثور: 8/442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال: إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها زهرها رياط وورقها برود وقضبانها عنبر وبطحاؤها ياقوت وترابها كافور ووحلها مسك يخرج من أصلها أنهار الخمر واللبن والعسل وهي مجلس من مجالس أهل الجنة ومتحدث بينهم، فبينما هم في مجلسهم إذ أتتهم ملائكة من ربهم يقودون خيما مزمومة بسلاسل من ذهب وجوهها كالمصابيح من حسنها ووبرها كخد المرعزي من لينه عليها رحال ألواحها من ياقوت ودفوفها من ذهب وثيابها من سندس واستبرق فينيخونها ويقولون: ربنا أرسلنا إليكم لتزوره، فيركبوها فهي أسرع من الطائر وأوطأ من الفراش نجباء من غير مهنة يسير الرجل إلى جنب أخيه وهو يكلمه ويناجيه لا يصيب أذن راحلة منها أذن صاحبتها ولا تزل راحلة بزلل صاحبتها حتى أن الشجرة لتنحى عن طرقهم لئلا يفرق بين الرجل وأخيه، فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه فإذا رأوه قالوا: اللهم أنت السلام ومنك السلام وحق لك الجلال والإكرام، ويقول عز وجل عند ذلك: أنا السلام ومني السلام وعليكم حقت رحمتي ومحبتي مرحبا بعبادي الذين خشوني بالغيب وأطاعوا أمري، فيقولون: ربنا إنا لم نعبدك حق عبادتك ولم نقدرك حق قدرك فأذن لنا في السجود قدامك، فيقول الله عز وجل: إنها ليست بدار نصب ولا عبادة ولكنها دار ملك ونعيم وإني قد رفعت عنكم نصب العبادة فسلوني ما شئتم فإن لكل رجل منكم أمنيته، فيسألونه حتى إن أقصرهم أمنية ليقول: رب تنافس أهل الدنيا في دنياهم فتضايقوا فيها، رب فائتني كل شيء كانوا فيه من يوم خلقتها إلى أن انتهت الدنيا فيقول الله عز وجل: لقد قصرت بك أمنيتك ولقد سألت دون منزلتك هذا لك مني وسأتحفك بمنزلتي لأنه ليس في عطائي نكد ولا تصريد ثم يقول: اعرضوا على عبادي ما لم تبلغ أمانيهم ولم يخطر على بال، فيعرضون عليهم حتى تقصر بهم أمانيهم التي في أنفسهم فيكون فيما يعرضون عليهم: براذين مقرنة على كل أربعة منهم سرير من ياقوتة واحدة على كل منها قبة من ذهب مفرغة في كل قبة منها فرش من فرش الجنة مظاهرة في كل قبة منها جاريتان من الحور العين على كل جارية منهن ثوبان من ثياب الجنة وليس في الجنة ألوان إلا وهو فيهما ولا ريح طيبة إلا وقد عبقتا به ينفذ ضوء وجوههما غلظ القبة حتى يظن من يراهما أنهما من دون القبة يرى مخهما من فوق أسرتهما كالسلك الأبيض من ياقوتة حمراء يريان له من الفضل على صاحبته كفضل الشمس على الحجارة أو أفضل، ويرى هو لهما مثل ذلك ثم يدخل إليهما فيجيئآنه ويقبلانه ويعانقانه ويقولان له: والله ما ظننا أن الله يخلق مثل ذلك، ثم يأمر الله تعالى الملائكة فيسيرون بهم صفا في الجنة حتى ينتهي كل رجل منهم إلى منزله الذي أعد له). [الدر المنثور: 8/442-445]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - عن محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى لو يسير الراكب الجواب في ظلها لسار فيه مائة عام قبل أن يقطعه وورقها برود خضر وزهرها رياط صفر وأقتادها سندس واستبرق وثمرها حلل خضر وصمغها زنجبيل وعسل وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرد أخضر وترابها مسك وعنبر وكافور أصفر وحشيشها زعفران منبع والأجوج ناججان في غير وقود ينفجر من أصلها، أنهارها السلسبيل والمعين في الرحيق وظلها مجلس من مجالس أهل الجنة يألفونه ومتحدث يجمعهم، فبينما هم يوما في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم ملائكة يقودون نجبا جبلت من الياقوت ثم نفخ فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة وبرها خز أحمر ومرعز أحمر يخترطان، لم ينظر الناظرون إلى مثله حسنا وبهاء ولا من غير مهانة عليها رحال ألواحها من الدر والياقوت مفضضة باللؤلؤ والمرجان فأناخوا إليهم تلك النجائب ثم قالوا لهم: ربكم يقرئكم السلام ويستزيركم لتنظروا إليه وينظر إليكم وتحيونه ويحييكم وتكلمونه ويكلمكم ويزيدكم من فضله وسعته إنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم، فتحول كل رجل منهم على راحلته حتى انطلقوا صفا واحدا معتدلا لا يفوت منه شيء ولا يفوت أذن ناقة أذن صاحبتها ولا بركة ناقة بركة صاحبها ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة إلا أتحفتهم بثمرها ورجلت لهم عن طريقها كراهية أن تثلم صفهم أو تفرق بين رجل ورفيقه فلما دفعوا إلى الجبار تعالى سفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في عظمته العظيم يحييهم بالسلام، فقالوا: ربنا أنت السلام ومنك السلام لك حق الجلال والإكرام، قال لهم ربهم: أنا السلام ومني السلام ولي حق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي ورعوا عهدي وخافوني بالغيب وكانوا مني على كل حال مشفقين، قالوا: أما وعزتك وعظمتك وجلالك وعلو مكانك ما قدرناك حق قدرك ولا أدينا إليك كل حقك فأذن لنا بالسجود لك، قال لهم ربهم: إني قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم أبدانكم طالما نصبتم لي الأبدان وأعنتم لي الوجوه فالآن أفضتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي وطولي وجلالي وعلو مكاني وعظمة شأني، فما يزالون في الأماني والعطايا والمواهب حتى أن المقصر منهم في أمنيته ليتمنى مثل جميع الدنيا منذ يوم خلقها الله تعالى إلى يوم يفنيها، قال لهم ربهم: لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم وألحقت بكم وزدتكم ما قصرت عنه أمانيكم، فانظروا إلى مواهب ربكم التي وهبكم، فإذا بقباب في الرفيق الأعلى وغرف مبنية من الدر والمرجان أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت وفرشها من سندس واستبرق ومنابرها من نور يفور من أبوابها وأعراصها نور مثل شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري في النهار المضيء وإذا بقصور شامخة في أعلى عليين من الياقوت يزهر نورها، فلولا أنه مسخر إذن لالتمع الأبصار فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالحرير الأبيض، وما كان منها من الياقوت الأحمر فهو مفروش بالعبقري، وما كان منها من الياقوت الأخضر فهو مفروش بالسندس الأخضر، وما كان منها من الياقوت الأصفر فهو مفروش بالأرجوان الأصفر مبوبة بالزمرد الأخضر والذهب الأحمر والفضة البيضاء، قواعدها وأركانها من الجوهر وشرفها قباب من لؤلؤ وبروجها غرف من المرجان، فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم قربت لهم براذين من ياقوت أبيض منفوخ فيها الروح بجنبها الولدان المخلدون بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين ولجمها وأعنتها من فضة بيضاء منظومة بالدر والياقوت سروجها سرر موضونة مفروشة بالسندس والاستبرق فانطلقت بهم تلك البراذين تزف بهم وتطأ رياض الجنة، فلما انتهوا إلى منازلهم وجدوا الملائكة قعودا على منابر من نور ينتظرونهم ليزوروهم ويصافحوهم ويهنوهم كرامة ربهم، فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به عليهم ربهم مما سألوا وتمنوا وإذا على باب كل قصر من تلك القصور أربعة جنان {جنتان} {ذواتا أفنان} وجنتان {مدهامتان} و(فيهما عينان نضاختان) (سورة الرحمن آية 66) وفيهما من كل فاكهة زوجان و(حور مقصورات في الخيام) (سورة الرحمن آية 72) فلما تبوأوا منازلهم واستقروا قرارهم قال لهم ربهم: هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا: نعم وربنا، قال: هل رضيتم بثواب ربكم قالوا: ربنا رضينا فارض عنا، قال: برضاي عنكم حللتم داري ونظرتم إلى وجهي وصافحتم ملائكتي فهنيئا هنيئا لكم عطاء غير مجذوذ ليس فيه تنغيص ولا تصريد فعند ذلك قالوا: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب إن ربنا لغفور شكور). [الدر المنثور: 8/445-449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن زيد مولى بني مخزوم قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرؤوا إن شئتم (وظل ممدود) فبلغ ذلك كعبا - رضي الله عنه - فقال: صدق والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم، لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما، إن الله عز وجل غرسها بيده ونفخ فيها من روحه وإن أفنانها من وراء سور الجنة وما في الجنة نهر إلا يخرج من أصل تلك الشجرة). [الدر المنثور: 8/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مغيث بن سمي - رضي الله عنه - قال: {طوبى} شجرة في الجنة لو أن رجلا ركب قلوصا جذعا أو جذعة ثم دار بها لم يبلغ المكان الذي ارتحل منه حتى يموت هرما، وما من أهل الجنة منزل إلا غصن من تلك الشجرة متدل عليهم فإذا أرادوا أن يأكلوا من الثمرة تدلى إليهم فيأكلون ما شاؤوا، ويجيء الطير فيأكلون منه قديدا وشويا ما شاؤوا ثم يطير). [الدر المنثور: 8/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح - رضي الله عنه - قال: {طوبى} شجرة في الجنة لو أن راكبا ركب حقة أو جذعة فأطاف بها ما بلغ ذلك الموضع الذي ركب فيه حتى يقتله الهرم). [الدر المنثور: 8/450-451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ذكر عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم {طوبى} فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر هل بلغك طوبى قال: الله تعالى ورسوله أعلم، قال: {طوبى} شجرة في الجنة لا يعلم طولها إلا الله تعالى يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا، ورقها الحلل يقع عليها الطير كأمثال البخت، قال أبو بكر - رضي الله عنه -: إن ذلك الطير ناعم قال: أنعم منه من يأكله وأنت منهم يا أبا بكر إن شاء الله). [الدر المنثور: 8/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبى شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت الحلي والثمار منهدلة على أفواهها). [الدر المنثور: 8/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وهناد بن السري في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مغيث بن سمي - رضي الله عنه - قال: {طوبى} شجرة في الجنة ليس في الجنة دار إلا يظلها غصن من أغصانها فيه من ألوان الثمر، ويقع عليها طير أمثال البخت فإذا اشتهى الرجل طيرا دعاه فيقع على خوانه فيأكل من إحدى جانبيه شواء والآخر قديدا ثم يصير طائرا فيطير فيذهب). [الدر المنثور: 8/451-452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء، وابن أبي حاتم عن خالد بن معدان - رضي الله عنه - قال: إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى). [الدر المنثور: 8/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {طوبى لهم} قال: غبطة {وحسن مآب} قال: حسن مرجع). [الدر المنثور: 8/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - {وحسن مآب} قال: حسن منقلب.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - مثله). [الدر المنثور: 8/452]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 11:51 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ (29)}


تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)}


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر...}
أي يوسّع ويقدر (أي يقدر ويقتّر) ويقال يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له في ذلك أي يخير له.
قال ابن عباس: إنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق وهو بهم عالم، فجعل الغنى لبعضهم صلاحاً والفقر لبعضهم صلاحاً، فذلك الخيار للفريقين). [معاني القرآن: 2/63-62]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وما الحياة الدّنيا في الآخرة إلاّ متاعٌ} إلاّ متعة وشيء طفيف حقير). [مجاز القرآن: 1/330]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع}
قال مجاهد أي تذهب). [معاني القرآن: 3/492]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من أناب} من تاب). [مجاز القرآن: 1/330]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {من أناب}: أي تاب). [غريب القرآن وتفسيره: 194]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربّه قل إنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب}
{ويهدي إليه من أناب} يعني من رجع إلى الحق). [معاني القرآن: 3/147]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله عز وجل: {قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب} أناب إذا رجع إلى الطاعة). [معاني القرآن: 3/492]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَنَابَ}: تاب ورجع). [العمدة في غريب القرآن: 167]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب}
{الّذين آمنوا}في موضع نصب ردّا على (من)، المعنى يهدي إليه الذين آمنوا {وتطمئن قلوبهم بذكر اللّه}، أي إذا ذكر الله بوحدانيته آمنوا به غير شاكين.
{ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب} " ألا " حرف تنبيه وابتداء.
ومعنى {ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب} أي التي هي قلوب المؤمنين لأن الكافر غير مطمئن القلب). [معاني القرآن: 3/148-147]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله}أي بتوحيده والثناء عليه
ثم قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}أي التي هي قلوب المؤمنين
قال مجاهد يعني أصحاب محمد). [معاني القرآن: 3/493]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {طوبى لهم وحسن مآبٍ...}
رفع. وعليه القراءة. ولو نصب طوبى والحسن كان صواباً ما تقول العرب: الحمد لله والحمد لله. وطوبى وإن كانت اسماً فالنصب يأخذها؛ كما يقال في السبّ: التراب له والتراب له. والرفع في الأسماء الموضوعة أجود من النصب). [معاني القرآن: 2/63]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {طوبى لهم وحسن مآبٍ} أي منقلب). [مجاز القرآن: 1/330]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مآبٍ}
وقال: {طوبى لهم وحسن مآبٍ} فـ(طوبى) في موضع رفع يدلك على ذلك رفع (وحسن مآبٍ) وهو يجري مجرى "ويلٌ لزيدٍ" لأنك قد تضيفها بغير لام تقول "طوباك" ولو لم تضفها لجرت مجرى "تعساً لزيدٍ".
وإن قلت: "لك طوبى" لم يحسن كما لا تقول: "لك ويلٌ"). [معاني القرآن: 2/58-57]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({طوبى لهم}: نعم ما لهم. وقال المفسرون {طوبى لهم} شجرة في الجنة و{وطوبى لهم} خير لهم.
{مآب}: مرجع). [غريب القرآن وتفسيره: 194]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مآب}
القراءة بالرفع في {وحسن مآب}. عطف على (طوبى) كما تقول:
الحمد للّه والكرامة وإن شئت كان نصبا على {طوبى لهم وحسن مآب}.
أي جعل اللّه لهم طوبى وحسن مآب.
(طوبى) عند النحويين فعلى من الطيب.
المعنى العيش الطيب لهم.
وجاء في التفسير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن (طوبى) شجرة في الجنة، وقيل (طوبى) لهم حسنى لهم، وقيل طوبى لهم خير لهم.
وقيل (طوبى) لهم اسم الجنة بالهندية. وقيل (طوبى) لهم خيرة لهم، وهذا التفسير كله يشبهه قول النحويين أنها فعلى من الطّيب). [معاني القرآن: 3/148]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم}
قال ابن عباس وأبو أمامة طوبى شجرة في الجنة
وكذلك قال عبيد بن عمير
وقال مجاهد هي الجنة
وقال عكرمة أي نعم ما لهم
وقال إبراهيم طوبى أي خير وكرامة وهذه الأقوال متقاربة لأن طوبى فعلى من الطيب أي من العيش الطيب لهم وهذه الأشياء ترجع إلى الشيء الطيب
ثم قال تعالى: {وحسن مآب} قال مجاهد أي مرجع). [معاني القرآن: 3/494-493]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {طُوبَى}: شجرة
{مَآبٍ}: مآب). [العمدة في غريب القرآن: 167]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 05:15 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) }


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
بجيلة دونها ورجال فهم = وكل قد أناب إلى ابتهال
...
و(أناب) رجع). [شرح أشعار الهذليين: 2/567]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ (29) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومثل الرفع: {طوبى لهم وحسن مآبٍ} يدلّك على رفعها رفع حسن مآبٍ.
وأمّا قوله تعالى جدّه: {ويل يومئذ للمكذبين} و{ويلٌ للمطففين} فإنّه لا ينبغي أن تقول إنّه دعاءٌ ههنا لأنّ الكلام بذلك قبيح واللفظ به قبيحٌ ولكنّ العباد إنّما كلموا بكلامهم وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون فكأنّه والله أعلم قيل لهم ويلٌ للمطففين وويل يومئذٍ للمكذبين أي هؤلاء ممن وجب هذا القول لهم لأنّ هذا الكلام إنّما يقال لصاحب الشّر والهلكة فقيل هؤلاء ممن دخل في الشرّ والهلكة ووجب لهم هذا.
ومثل ذلك قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}. فالعلم قد أتى من وراء ما يكون ولكن اذهبا أنتما في رجائكما وطمعكما ومبلغكما من اعلم وليسلهما أكثر من ذا ما لم يعلما
ومثله: {قاتلهم الله} فإنما أجرى هذا على كلام العباد وبه أنزل القرآن.
وتقول ويلٌ له ويلٌ طويلٌ فإن شئت جعلته بدلاً من المبتدأ الأوّل وإن شئت جعلته صفةً له وإن شئت قلت ويلٌ لك ويلاً طويلا تجعل الويل الآخر غير مبدول ولا موصوف به ولكنّك تجعله دائماً أي ثبت لك الويل دائما). [الكتاب: 1/331-332]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال: {طوبى لهم وحسن مآبٍ} فنصبٍ). [مجالس ثعلب: 486]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:32 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:33 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:37 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب}
هذه صفة حالة مضادة للمتقدمة، وقال ابن جريج في قوله تعالى: {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} أنه روي: "إذا لم تمش إلى قريبك برجلك ولم تواسه بمالك فقد قطعته"، وقال مصعب بن سعد: سألت أبي عن قوله تعالى: {هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا} أهم الحرورية؟ قال: لا، ولكن الحرورية هم الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وتلا هذه الآية، فكان سعد بن أبي وقاص رضي الله
[المحرر الوجيز: 5/201]
عنه يجعل فيهم الآيتين. و"اللعنة": الإبعاد من رحمة الله ومن الخير جملة، وسوء الدار ضد عقبى الدار، والأظهر في الدار هنا أنها دار الآخرة، ويحتمل أن تكون الدنيا على ضعف). [المحرر الوجيز: 5/202]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {الله يبسط الرزق} الآية. لما أخبر تعالى عمن تقدمت صفته بأن لهم اللعنة ولهم سوء الدار أنحى بعد ذلك على أغنيائهم، وحقر شأنهم وشأن أموالهم، والمعنى أن هذا كله بمشيئة الله، يهب الكافر المال ليهلكه به، ويقدر على المؤمن ليعظم بذلك أجره وذخره. وقوله: "ويقدر" التقدير، فهو مناقض لـ "يبسط"، ثم استجهلهم في قوله تعالى: {وفرحوا بالحياة الدنيا} وهي بالإضافة إلى الآخرة متاع ذاهب مضمحل، يستمتع به قليلا ثم يفنى. و"المتاع": ما يتمتع به مما لا يبقى، وقال الشاعر:
تمتع يا مشعث إن شيئا ... سبقت به الممات هو المتاع). [المحرر الوجيز: 5/202]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ويقول الذين كفروا} الآية، هذا رد على مقترحي الآيات من كفار قريش، كسقوط السماء عليهم كسفا، ونحو ذلك من قولهم: سير عنا الأخشبين، واجعل لنا البطاح محارث ومغترسا كالأردن، وأحي لنا مضيا وأسلافنا، فلما لم يكن ذلك بحسب أن آيات الاقتراح لم تجر عادة الأنبياء بالإتيان بها إلا إذا أراد الله تعذيب قوم قالوا هذه المقالة، فرد الله عليهم، أي أن نزول الآية لا تكون معه ضرورة إيمانكم ولا هداكم، وإنما الأمر بيد الله يضل من يشاء ويهدي إلى طاعته والإيمان به من أناب إلى الطاعة وآمن بالآيات الدالة. ويحتمل أن يعود الضمير في "إليه" على القرآن الكريم، أو على محمد صلى الله عليه وسلم). [المحرر الوجيز: 5/202]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و{الذين} بدل من "من" في قوله: {من أناب}، وطمأنينة القلوب هي الاستكانة والسرور بذكر الله والسكون به كمالا به، ورضى بالثواب عليه، وجودة اليقين. ثم
[المحرر الوجيز: 5/202]
استفتح الإخبار بأن طمأنينة القلوب بذكر الله تعالى، وفي هذا الإخبار حض وترغيب في الإيمان، والمعنى: أن بهذا تقع الطمأنينة لا بالآيات المقترحة، بل ربما كفر بعدها فنزل العذاب كما سلف في بعض الأمم). [المحرر الوجيز: 5/203]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و{الذين} الثاني ابتداء وخبره طوبى لهم، ويصح أن تكون "الذين" بدلا من الأولى. و"طوبى" ابتداء و"لهم" خبره. وطوبى اسم، يدل على ذلك كونه ابتداء، وهي فعلى من الطيب في قول بعضهم، وذهب سيبويه بها مذهب الدعاء، وقال: هي في موضع رفع، ويدل على ذلك رفع "وحسن"، قال ثعلب: وقرئ: "وحسن" بالنصب، فـ "طوبى" -على هذا- مصدر، كما قالوا: سقيا لك، ونظيره من المصادر: الرجعى والعقبى. قال ابن سيدة: والطوبى جمع طيبة -عن كراع-، ونظيره كوسى في جمع كيسة، وصوفى في جمع صيفة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والذي قرأ: "وحسن" بالنصب هو يحيى بن يعمر، وابن أبي عبلة.
واختلف في معنى "طوبى" -فقيل: معناه: خير لهم، وقال عكرمة: معناه: نعم لهم، وقال الضحاك: معناه: غبطة لهم، وقال ابن عباس: طوبى اسم الجنة بالحبشية، وقال سعيد بن مشجوح: اسم الجنة طوبى بالهندية، وقيل: طوبى اسم شجرة في الجنة، وبهذا تواترت الأحاديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى شجرة في الجنة، يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام لا يقطعها، اقرؤوا إن شئتم: وظل ممدود ".
وحكى الطبري عن أبي هريرة وعن مغيث بن سمي، وعتبة بن عبد يرفعه أخبارا
[المحرر الوجيز: 5/203]
مقتضاها أن هذه الشجرة ليس دار في الجنة دار إلا وفيها من أغصانها، وأنها تثمر بثياب أهل الجنة، وأنها تخرج منها الخيل بسرجها ولجمها، ونحو هذا مما لم يثبت سنده.
و "المآب": المرجع والمال، من آب يؤوب، ويقال في طوبى: طيبى). [المحرر الوجيز: 5/204]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:00 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللّعنة ولهم سوء الدّار (25)}
هذا حال الأشقياء وصفاتهم، وذكر مآلهم في الدّار الآخرة ومصيرهم إلى خلاف ما صار إليه المؤمنون، كما أنّهم اتّصفوا بخلاف صفاتهم في الدّنيا، فأولئك كانوا يوفون بعهد اللّه ويصلون ما أمر اللّه به أن يوصل، وهؤلاء {ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل ويفسدون في الأرض} كما ثبت في الحديث: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" وفي روايةٍ: "وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
ولهذا قال: {أولئك لهم اللّعنة} وهي الإبعاد عن الرّحمة، {ولهم سوء الدّار} وهي سوء العاقبة والمآل، ومأواهم جهنّم وبئس القرار.
وقال أبو العالية في قوله: {والّذين ينقضون عهد اللّه} الآية، قال: هي ستّ خصالٍ في المنافقين إذا كان فيهم الظّهرة على النّاس أظهروا هذه الخصال: إذا حدّثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا ائتمنوا خانوا، ونقضوا عهد اللّه من بعد ميثاقه، وقطعوا ما أمر اللّه به أن يوصل، وأفسدوا في الأرض. وإذا كانت الظّهرة عليهم أظهروا الثّلاث الخصال: إذا حدّثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا ائتمنوا خانوا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 453]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدّنيا وما الحياة الدّنيا في الآخرة إلا متاعٌ (26)}
يذكر تعالى أنّه هو الّذي يوسّع الرّزق على من يشاء، ويقتّره على من يشاء، لما له في ذلك من الحكمة والعدل. وفرح هؤلاء الكفّار بما أوتوا في الحياة الدّنيا استدراجًا لهم وإمهالًا كما قال تعالى: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56].
ثمّ حقّر الحياة الدّنيا بالنّسبة إلى ما ادّخره تعالى لعباده المؤمنين في الدّار الآخرة فقال: {وما الحياة الدّنيا في الآخرة إلا متاعٌ} كما قال: {قل متاع الدّنيا قليلٌ والآخرة خيرٌ لمن اتّقى ولا تظلمون فتيلا} [النّساء: 77] وقال {بل تؤثرون الحياة الدّنيا والآخرة خيرٌ وأبقى} [الأعلى: 16، 17].
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع ويحيى بن سعيدٍ قالا حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيسٍ، عن المستورد أخي بني فهرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما الدّنيا في الآخرة إلّا كمثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليمّ، فلينظر بم ترجع" وأشار بالسّبّابة. ورواه مسلمٌ في صحيحه.
وفي الحديث الآخر: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم مرّ بجديٍ أسكّ ميتٍ -والأسكّ الصّغير الأذنين -فقال: "واللّه للدّنيا أهون على اللّه من هذا على أهله حين ألقوه"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 453-454]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه قل إنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب (27) الّذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب (28) الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مآبٍ (29)}
يخبر تعالى عن قيل المشركين: {لولا} أي: هلّا {أنزل عليه آيةٌ من ربّه} كما قالوا: {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} [الأنبياء: 5] وقد تقدّم الكلام على هذا غير مرّةٍ، وإنّ اللّه قادرٌ على إجابةٍ ما سألوا. وفي الحديث: أنّ اللّه أوحى إلى رسوله لمّا سألوه أن يحوّل لهم الصّفا ذهبًا، وأن يجري لهم ينبوعًا، وأن يزيح الجبال من حول مكّة فيصير مكانها مروجٌ وبساتين: إن شئت يا محمّد أعطيتهم ذلك، فإن كفروا فإنّي أعذّبهم عذابًا لا أعذّبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت عليهم باب التّوبة والرّحمة، فقال: "بل تفتح لهم باب التّوبة والرّحمة" ؛ ولهذا قال لرسوله: {قل إنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب} أي: هو المضلّ والهادي، سواءٌ بعث الرّسول بآيةٍ على وفق ما اقترحوا، أو لم يجبهم إلى سؤالهم؛ فإنّ الهداية والإضلال ليس منوطًا بذلك ولا عدمه، كما قال: {وما تغني الآيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون} [يونس: 101] وقال {إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم} [يونس: 96، 97] وقال {ولو أنّنا نزلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كلّ شيءٍ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء اللّه ولكنّ أكثرهم يجهلون} [الأنعام: 111]؛ ولهذا قال: {قل إنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب} أي: ويهدي من أناب إلى اللّه، ورجع إليه، واستعان به، وتضرع لديه).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 454]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه} أي: تطيب وتركن إلى جانب اللّه، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولًى ونصيرًا؛ ولهذا قال: {ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب} أي: هو حقيقٌ بذلك). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 455]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مآبٍ} قال ابن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: فرحٌ وقرة عينٍ. وقال عكرمة: نعم مالهم.
وقال الضّحّاك: غبطةٌ لهم. وقال إبراهيم النّخعي: خيرٌ لهم.
وقال قتادة: هي كلمةٌ عربيّةٌ يقول الرّجل: "طوبى لك"، أي: أصبت خيرًا. وقال في روايةٍ: {طوبى لهم} حسنى لهم.
{وحسن مآبٍ} أي: مرجعٍ.
وهذه الأقوال شيءٌ واحدٌ لا منافاة بينها.
وقال سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {طوبى لهم} قال: هي أرض الجنّة بالحبشيّة.
وقال سعيد بن مسجوح: طوبى اسم الجنّة بالهنديّة. وكذا روى السّدّيّ، عن عكرمة: {طوبى لهم} أي: الجنّة. وبه قال مجاهدٌ.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: لمّا خلق اللّه الجنّة وفرغ منها قال: {الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مآبٍ} وذلك حين أعجبته.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن شهر بن حوشب قال: {طوبى} شجرةٌ في الجنّة، كلّ شجر الجنّة منها، أغصانها من وراء سور الجنّة.
وهكذا روي عن أبي هريرة، وابن عبّاسٍ، ومغيث بن سمىّ، وأبي إسحاق السّبيعي وغير واحدٍ من السّلف: أنّ طوبى شجرةٌ في الجنّة، في كلّ دارٍ منها غصنٌ منها.
وذكر بعضهم أنّ الرّحمن، تبارك وتعالى، غرسها بيده من حبّة لؤلؤةٍ، وأمرها أن تمتدّ، فامتدّت إلى حيث يشاء اللّه تبارك وتعالى، وخرجت من أصلها ينابيع أنهار الجنّة، من عسلٍ وخمرٍ وماءٍ ولبنٍ.
وقد قال عبد اللّه بن وهبٍ: حدّثنا عمرو بن الحارث، أنّ درّاجا أبا السّمح حدّثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، [مرفوعًا: "طوبى: شجرةٌ في الجنّة مسيرة مائة سنةٍ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسن بن موسى، سمعت عبد اللّه بن لهيعة، حدّثنا درّاج أبو السّمح، أنّ أبا الهيثم حدّثه، عن أبي سعيدٍ الخدريّ] عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّ رجلًا قال: يا رسول اللّه، طوبى لمن رآك وآمن بك. قال: "طوبى لمن رآني وآمن بي، ثمّ طوبى، ثمّ طوبى، ثمّ طوبى لمن آمن بي ولم يرني". قال له رجلٌ: وما طوبى؟ قال: "شجرةٌ في الجنّة مسيرة مائة عامٍ، ثياب أهل الجنّة تخرج من أكمامها".
وروى البخاريّ ومسلمٌ جميعًا، عن إسحاق بن راهويه، عن مغيرة المخزوميّ، عن وهيب، عن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها" قال: فحدّثت به النّعمان بن أبي عيّاشٍ الزّرقي، فقال: حدّثني أبو سعيدٍ الخدري، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب الجواد المضمّر السّريع مائة عامٍ ما يقطعها".
وفي صحيح البخاريّ، من حديث يزيد بن زريع، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في قول اللّه: {وظلٍّ ممدودٍ} [الواقعة: 30] قال: "في الجنّة شجرةٌ يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا سريج، حدّثنا فليح، عن هلال بن عليٍّ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "في الجنّة شجرةٌ يسير الرّاكب في ظلّها مائة سنةٍ اقرءوا إن شئتم {وظلٍّ ممدودٍ} أخرجاه في الصّحيحين.
وقال [الإمام] أحمد أيضًا: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ وحجّاجٌ قالا حدّثنا شعبة، سمعت أبا الضّحّاك يحدّث عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها سبعين -أو: مائة -سنةٍ هي شجرة الخلد".
وقال محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عبّاد بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكرٍ، رضي اللّه عنها، قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وذكر سدرة المنتهى، قال: "يسير في ظلّ الفنن منها الرّاكب مائة سنةٍ -أو: قال-: يستظلّ في الفنن منها مائة راكبٍ، فيها فراش الذّهب، كأنّ ثمرها القلال". رواه الترمذي.
وقال إسماعيل بن عيّاشٍ، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلّامٍ الأسود قال: سمعت أبا أمامة الباهليّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما منكم من أحدٍ يدخل الجنّة إلّا انطلق به إلى طوبى، فتفتح له أكمامها، فيأخذ من أيّ ذلك شاء، إن شاء أبيض، وإن شاء أحمر، وإن شاء أصفر، وإن شاء أسود، مثل شقائق النّعمان وأرقّ وأحسن".
وقال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمر، عن أشعث بن عبد اللّه، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: طوبى شجرةٌ في الجنّة، يقول اللّه لها: "تفتّقي لعبدي عمّا شاء؛ فتفتّق له عن الخيل بسروجها ولجمها، وعن الإبل بأزمّتها، وعمّا شاء من الكسوة".
وقد روى ابن جريرٍ عن وهب بن منبّهٍ هاهنا أثرًا غريبًا عجيبًا، قال وهبٌ، رحمه اللّه: إنّ في الجنّة شجرةً يقال لها: "طوبى"، يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها، زهرها رياطٌ، وورقها برودٌ، وقضبانها عنبرٌ، وبطحاؤها ياقوتٌ، وترابها كافورٌ، ووحلها مسكٌ، يخرج من أصلها أنهار الخمر واللّبن والعسل، وهي مجلسٌ لأهل الجنّة، فبينا هم في مجلسهم إذ أتتهم ملائكةٌ من ربّهم يقودون نجبًا مزمومةً بسلاسل من ذهبٍ وجوهها كالمصابيح حسنًا ووبرها كخزّ المرعزّي من لينه، عليها رحالٌ ألواحها من ياقوتٍ، ودفوفها من ذهبٍ، وثيابها من سندسٍ وإستبرقٍ، فينيخونها ويقولون: إنّ ربّنا أرسلنا إليكم لتزوروه وتسلّموا عليه قال: فيركبونها، فهي أسرع من الطّائر، وأوطأ من الفراش، نجيًّا من غير مهنة، يسير الرّجل إلى جنب أخيه وهو يكلّمه ويناجيه، لا تصيب أذن راحلةٍ منها أذن الأخرى، ولا برك راحلةٍ برك الأخرى، حتّى إنّ شجرةً لتتنحّى عن طريقهم، لئلّا تفرّق بين الرّجل وأخيه. قال: فيأتون إلى الرّحمن الرّحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتّى ينظروا إليه، فإذا رأوه قالوا: اللّهمّ، أنت السّلام ومنك السّلام، وحقّ لك الجلال والإكرام. قال: فيقول تعالى [عند ذلك] أنا السّلام ومنّي السّلام، وعليكم حقّت رحمتي ومحبّتي، مرحبًا بعبادي الّذين خشوني بغيبٍ وأطاعوا أمري".
قال: فيقولون: ربّنا لم نعبدك حقّ عبادتك، ولم نقدّرك حقّ قدرك، فأذن لنا في السّجود قدامك قال: فيقول اللّه: "إنّها ليست بدار نصبٍ ولا عبادةٍ، ولكنّها دار ملك ونعيمٍ، وإنّي قد رفعت عنكم نصب العبادة، فسلوني ما شئتم، فإنّ لكلّ رجلٍ منكم أمنيته" فيسألونه، حتّى إنّ أقصرهم أمنيةً ليقول: ربّ، تنافس أهل الدّنيا في دنياهم فتضايقوا فيها، ربّ فآتنى مثل كلّ شيء كانوا فيه من يوم خلقتها إلى أن انتهت الدّنيا. فيقول اللّه تعالى: "لقد قصرت بك أمنيتك، ولقد سألت دون منزلتك، هذا لك منّي، [وسأتحفك بمنزلتي] ؛ لأنّه ليس في عطائي نكدٌ ولا تصريد". قال: ثمّ يقول: "اعرضوا على عبادي ما لم يبلغ أمانيهم، ولم يخطر لهم على بالٍ". قال: فيعرضون عليهم حتّى تقصر بهم أمانيهم الّتي في أنفسهم، فيكون فيما يعرضون عليهم براذين مقرنة، على كلّ أربعةٍ منها سريرٌ من ياقوتةٍ واحدةٍ، على كلّ سريرٍ منها قبّةٌ من ذهبٍ مفرّغة، في كلّ قبّةٍ منها فرشٌ من فرش الجنّة متظاهرة، في كلّ قبّةٍ منها جاريتان من الحور العين، على كلّ جاريةٍ منهنّ ثوبان من ثياب الجنّة، وليس في الجنّة لونٌ إلّا وهو فيهما ولا ريحٌ طيّبةٌ إلّا قد عبقتا به ينفذ ضوء وجوههما غلظ القبّة، حتّى يظنّ من يراهما أنّهما دون القبّة، يرى مخّهما من فوق سوقهما، كالسّلك الأبيض في ياقوتةٍ حمراء، يريان له من الفضل على صاحبته كفضل الشّمس على الحجارة أو أفضل، ويرى هو لهما مثل ذلك، ويدخل إليهما فيحيّيانه ويقبّلانه ويعتنقانه به، ويقولان له: واللّه ما ظننّا أنّ اللّه يخلق مثلك. ثمّ يأمر اللّه تعالى الملائكة فيسيرون بهم صفًّا في الجنّة، حتّى ينتهى بكلّ رجلٍ منهم إلى منزلته الّتي أعدّت له.
وقد روى هذا الأثر ابن أبي حاتمٍ بسنده، عن وهب بن منبّهٍ، وزاد: فانظروا إلى موهوب ربّكم الّذي وهب لكم، فإذا هو بقبابٍ في الرّفيق الأعلى، وغرفٍ مبنيّةٍ من الدّرّ والمرجان، وأبوابها من ذهبٍ، وسررها من ياقوتٍ، وفرشها من سندسٍ وإستبرقٍ، ومنابرها من نورٍ، يفور من أبوابها وعراصها نورٌ مثل شعاع الشّمس عنده مثل الكوكب الدّرّيّ في النّهار المضيء، وإذا بقصورٍ شامخةٍ في أعلى علّيّين من الياقوت يزهو نورها، فلولا أنّه مسخر، إذًا لالتمع الأبصار، فما كان من تلك القصور من الياقوت [الأبيض، فهو مفروشٌ بالحرير الأبيض، وما كان منها من الياقوت الأحمر فهو مفروشٌ بالعبقريّ الأحمر، وما كان منها من الياقوت الأخضر] فهو مفروشٌ بالسّندس الأخضر، وما كان منها من الياقوت الأصفر، فهو مفروشٌ بالأرجوان الأصفر منزّهٌ بالزّمرّد الأخضر، والذّهب الأحمر، والفضّة البيضاء، قوائمها وأركانها من الجوهر، وشرفها قبابٌ من لؤلؤٍ، وبروجها غرف من المرجان. فلمّا انصرفوا إلى ما أعطاهم ربّهم، قرّبت لهم براذين من ياقوتٍ أبيض، منفوخٌ فيها الرّوح، تجنبها الولدان المخلّدون بيد كلّ وليدٍ منهم حكمة برذون من تلك البراذين، ولجمها وأعنّتها من فضّةٍ بيضاء، منظومة بالدر والياقوت، سروجها سررٌ موضونة، مفروشةٌ بالسّندس والإستبرق. فانطلقت بهم تلك البراذين تزف بهم ببطن رياض الجنّة. فلمّا انتهوا إلى منازلهم، وجدوا الملائكة قعودًا على منابر من نورٍ، ينتظرونهم ليزوروهم ويصافحوهم ويهنّئوهم كرامة ربّهم. فلمّا دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به عليهم وما سألوا وتمنّوا، وإذا على بابٍ كلّ قصرٍ من تلك القصور أربعة جنانٍ، [جنّتان] ذواتا أفنانٍ، وجنّتان مدهامتان، وفيهما عينان نضّاختان، وفيهما من كلّ فاكهةٍ زوجان، وحورٌ مقصوراتٌ في الخيام، فلمّا تبيّنوا منازلهم واستقرّوا قرارهم قال لهم ربّهم: هل وجدتم ما وعدتكم حقًّا؟ قالوا: نعم وربّنا. قال: هل رضيتم ثواب ربّكم؟ قالوا: ربّنا، رضينا فارض عنّا قال: برضاي عنكم حللتم داري، ونظرتم إلى وجهي، وصافحتكم ملائكتي، فهنيئًا هنيئًا لكم، {عطاءً غير مجذوذٍ} [هودٍ: 108] ليس فيه تنغيصٌ ولا تصريدٌ. فعند ذلك قالوا: الحمد للّه الّذي أذهب عنّا الحزن، وأدخلنا دار المقامة من فضله، لا يمسّنا فيها نصبٌ ولا يمسّنا فيها لغوبٌ، إنّ ربّنا لغفورٌ شكورٌ.
وهذا سياقٌ غريبٌ، وأثرٌ عجيبٌ ولبعضه شواهد، ففي الصّحيحين: أنّ اللّه تعالى يقول لذلك الرّجل الّذي يكون آخر أهل الجنّة دخولًا الجنّة: تمنّ"، فيتمنّى حتّى إذا انتهت به الأماني يقول اللّه تعالى: "تمنّ من كذا وتمنّ من كذا"، يذكّره، ثمّ يقول: "ذلك لك، وعشرة أمثاله".
وفي صحيح مسلمٍ، عن أبي ذرٍ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن اللّه، عزّ وجلّ يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني، فأعطيت كلّ إنسانٍ مسألته، ما نقص ذلك من ملكي شيئا، إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر"، الحديث بطوله.
وقال خالد بن معدان: إنّ في الجنّة شجرةً يقال لها طوبى، لها ضروعٌ، كلّها ترضع صبيان أهل الجنّة، وإنّ سقط المرأة يكون في نهرٍ من أنهار الجنّة، يتقلّب فيه حتّى تقوم القيامة، فيبعث ابن أربعين سنةً. رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 455-459]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة