التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) }
تفسير قوله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) }
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (تفسير قوله تعالى {وهو شديد المحال} [الرعد: 13]
قال: وحدّثنا أبو بكر، عن أبي حاتم، عن ابن الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: معنى قوله عز وجل: {وهو شديد المحال} [الرعد: 13] شديد المكر والعقوبة
وأنشدنا ابن الأنباري لعبد المطلب بن هاشم:
لا هم إن المرء يمنع = رحله فامنع حلالك
لا يغلبنّ صليبهم = ومحالهم غدرًا محالك
وقال الأعشى:
فرع نبعٍ يهتز في غصن المجد = عزير الندى عظيم المحال
معناه عظيم المكر، وقال نابغة بني شيبان:
إنّ من يركب الفواحش سرًّا = حين يخلو بسره غير خالي
كيف يخلو وعنده كاتباه = شاهداه وربّه ذو المحال
وقال الآخر:
أبرّ على الخصوم فليس خصمٌ = ولا خصمان يغلبه جدالا
ولبس بين أقوامٍ فكلٌّ = أعدّ له الشغازب والمحالا
الشغزبية: ضرب من الصراع، يقال: اعتقله الشغزبيّة، وهو أن يدخل المصارع رجله بين رجلي الآخر فيصرعه.
قال أبو بكر سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى النحوي، قال: يقال: المحال مأخوذ من قول العرب: محل فلانٌ بفلان إذا سعى به إلى السلطان وعرّضه لما يوبقه ويهلكه، قال أبو بكر ومن ذلك قولهم في الدعاء: لا تجعل القرآن بنا ماحلًا أي لا تجعله شاهدًا علينا بالتضييع والتقصير.
ومن ذلك قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: القرآن شافع مشفع، وماحل مصدّقٌ، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن كبّه الله على وجهه في النار وروى عن الأعرج أنه قرأ: (شديد المَحَال) [الرعد: 13] ، بفتح الميم، أي شيد الحول، وتفسير ابن عباس يدّل على فتح الميم، لأنه قال: وهو شديد الحول والمحالة في كلام العرب على أربعة معانٍ: المحالة: الحيلة، والمحالة، البكرة التي تعلّق على رأس البئر، والمحالة: الفقرة من فقر الظهر، وجمعها محالٌ، والمحالة مصدر قولهم: حلت بين الشيئين، قال أبو زيد: ماله حيلةٌ ولا محالة ولا محالٌ ولا محيلةٌ ولا محتالٌ ولا احتيالٌ ولا حولٌ ولا حويلٌ، وأنشد: قد أركب الآلة بعد الآلة وأترك العاجز بالجدالة منعفرا ليست له محاله أي حيلة، والجدالة: الأرض، يقال: تركت فلانًا مجدّلًا أي ساقطًا على الجدالة،
وأنشدنا أبو بكر ابن الأنباري:
ما للرجال من القضاء محالةٌ = ذهب القضاء بحيلة الأقوم).
[الأمالي: 2/268-269]
تفسير قوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14) }
تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (والآصالُ: العَشِيَّاتُ, واحدُها أَصيلٌ). [شرح لامية العرب: --] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (الآصال: من نصف النهار إلى العصر). [مجالس ثعلب: 398] (م)