العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الرعد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 04:58 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الرعد [ من الآية (12) إلى الآية (15) ]

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 11:38 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يريكم البرق خوفا وطمعا قال خوف للمسافر وطمعا للمقيم). [تفسير عبد الرزاق: 1/333]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {هو الّذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا} قال: خوفًا للمسافر وطمعًا للمقيم [الآية: 12]). [تفسير الثوري: 152]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {ينشئ السحاب الثقال} قال: الذي فيه المطر [الآية: 12]). [تفسير الثوري: 152]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({السّحاب الثّقال} [الرعد: 12] : «الّذي فيه الماء» ). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله السّحاب الثّقال الّذي فيه الماء وصله الفريابيّ أيضًا عن مجاهدٍ مثله). [فتح الباري: 8/374]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {متجاورات} طيبها وخبيثها السباخ {صنوان} النخلتان أو أكثر في أصل واحد {وغير صنوان} وحدها {بماء واحد} كصالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد {السّحاب الثقال} الّذي فيه الماء {كباسط كفيه إلى الماء} يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا {فسالت أودية بقدرها} تملأ بطن كل واد {زبدا رابيا} زبد السّيل {زبد مثله} خبث الحديد والحلية
قال الفريابيّ ثنا ورقاء ثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 4 الرّعد {قطع متجاورات} قال طيبها عذبها وخبيثها السباخ
وفي قوله
الرّعد {صنوان} النخلتان وأكثر في أصل واحد {وغير صنوان} وحدها {يسقى بماء واحد} قال بماء السّماء كمثل صالح بني آدم وخبيثهم وأبوهم واحد
وبه في قوله
- الرّعد {وينشئ السّحاب الثقال} قال السّحاب الّذي فيه المطر). [تغليق التعليق: 4/230-231] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (السّحاب الثّقال الّذي فيه الماء كباسط كفّيه يدعو الماء
أشار به إلى قوله: {يريكم البرق خوفًا وطعما وينشئ السّحاب الثقال} (الرّعد: 12) أي يسير السّحاب وهو جمع سحابة، والثقال صفة السّحاب أي: الثقال بالمطر). [عمدة القاري: 18/312]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: ({السحاب الثقال}) يريد قوله تعالى: {وينشئ السحاب الثقال} [الرعد: 12] أي (الذي فيه الماء) قال: والسحاب اسم جنس والواحد سحابة والثقال جمع ثقيلة لأنك تقول سحابة ثقيلة وسحاب ثقال كما تقول امرأة كريمة ونساء كرام وقال عليّ: السحاب غربال الماء). [إرشاد الساري: 7/185]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو الّذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا، وينشئ السّحاب الثّقال (12) ويسبّح الرّعد بحمده، والملائكة من خيفته، ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء، وهم يجادلون في اللّه، وهو شديد المحال}.
يقول تعالى ذكره: {هو الّذي يريكم البرق} يعني أنّ الرّبّ هو الّذي يري عباده البرق، وقوله: {هو} كناية اسمه جلّ ثناؤه، وقد بيّنّا معنى البرق فيما مضى، وذكرنا اختلاف أهل التّأويل فيه، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وقوله {خوفًا} يقول: خوفًا للمسافر من أذاه.
وذلك أنّ البرق الماء في هذا الموضع، كما؛
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: حدّثنا حمّادٌ، قال: أخبرنا موسى بن سالمٍ أبو جهضمٍ مولى ابن عبّاسٍ، قال: كتب ابن عبّاسٍ إلى أبي الجلد يسأله عن البرق، فقال: البرق: الماء
وقوله {وطمعًا} يقول: وطمعًا للمقيم أن يمطر فينتفع، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {هو الّذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا} يقول: خوفًا للمسافر في أسفاره، يخاف أذاه ومشقّته، وطمعًا للمقيم، يرجو بركته ومنفعته، ويطمع في رزق اللّه
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {خوفًا وطمعًا} خوفًا للمسافر، وطمعًا للمقيم
وقوله: {وينشئ السّحاب الثّقال} ويثير السّحاب الثّقال بالمطر، ويبدئه، يقال منه: أنشأ اللّه السّحاب: إذا أبدأه، ونشأ السّحاب: إذا بدأ ينشأ نشأً، والسّحاب في هذا الموضع وإن كان في لفظٍ واحدٍ فإنّها جمعٌ واحدتها سحابةٌ، ولذلك قال: الثّقال، فنعتها بنعت الجمع، ولو كان جاء: السّحاب الثّقيل كان جائزًا، وكان توحيدًا للفظ السّحاب، كما قيل: {جعل لكم من الشّجر الأخضر نارًا}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وينشئ السّحاب الثّقال} قال: الّذي فيه الماء.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وينشئ السّحاب الثّقال} قال: الّذي فيه الماء). [جامع البيان: 13/474-476]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وينشئ السحاب الثقال يعني الذي فيه الماء). [تفسير مجاهد: 326]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 12.
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا} قال: خوفا للمسافر يخاف أذاه ومشقته {وطمعا} للمقيم يطمع في رزق الله ويرجو بركة المطر ومنفعته). [الدر المنثور: 8/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {يريكم البرق خوفا وطمعا} قال {خوفا} لأهل البحر {وطمعا} لأهل البر). [الدر المنثور: 8/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {يريكم البرق خوفا وطمعا} قال: الخوف: ما يخاف من الصواعق والطمع: الغيث). [الدر المنثور: 8/395-396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي جهضم موسى بن سالم مولى ابن عباس – رضي الله عنهما - قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن البرق فقال: البرق: الماء). [الدر المنثور: 8/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {يريكم البرق} قال شعيب الجياني في كتاب الله: الملائكة حملة العرش أسماؤهم في كتاب الله الحيات لكل ملك وجه إنسان وأسد ونسر فإذا حركوا أجنحتهم فهو البرق، قال أمية بن أبي الصلت:
رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث مرصد). [الدر المنثور: 8/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {يريكم البرق} قال: ملائكة تمصع بأجنحتها فذلك البرق، زعموا أنها تدعى الحيات). [الدر المنثور: 8/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم - رضي الله عنه - قال: بلغنا أن البرق له أربعة وجوه: وجه إنسان ووجه ثور ووجه نسر ووجه أسد فإذا مصع بذنبه فذلك البرق). [الدر المنثور: 8/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: البرق مصع ملك يسوق السحاب). [الدر المنثور: 8/396-397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: البرق ملك يترايا). [الدر المنثور: 8/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي في "سننه" من طرق عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: البرق مخاريق من نار بأيدي ملائكة السحاب يزجرون به السحاب). [الدر المنثور: 8/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: البرق مخاريق يسوق به الرعد السحاب). [الدر المنثور: 8/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: البرق اصطفاق البرد). [الدر المنثور: 8/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن كعب - رضي الله عنه - قال: البرق تصفيق الملك البرد ولو ظهر لأهل الأرض لصعقوا). [الدر المنثور: 8/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشافعي عن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال: إذا رأى أحدكم البرق أو الودق فلا يشر إليه وليصف ولينعت). [الدر المنثور: 8/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وينشئ السحاب الثقال} قال: الذي فيه الماء). [الدر المنثور: 8/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي الدنيا في كتاب المطر وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق ويضحك أحسن الضحك، قال إبراهيم بن سعد: النطق الرعد، والضحك البرق). [الدر المنثور: 8/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج العقيلي وضعفه، وابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشئ الله السحاب ثم ينزل فيه الماء، فلا شيء أحسن من ضحكه ولا شيء أحسن من منطقه ومنطقه الرعد وضحكه البرق). [الدر المنثور: 8/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن بجاد الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسم السحاب عند الله العنان والرعد ملك يزجر السحاب، والبرق طرف ملك يقال له روقيل). [الدر المنثور: 8/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن خزيمة بن ثابت - وليس بالأنصاري - رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن منشأ السحاب فقال: إن ملكا موكل بالسحاب يلم القاصية ويلحم الدانية في يده مخراق فإذا رفع برقت وإذا زجر رعدت وإذا ضرب صعقت). [الدر المنثور: 8/399]

تفسير قوله تعالى: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى شديد المحال قال إذا تمحل يعني الهلال يقول فهو شديد قال معمر وقال قتادة شديد الحيلة). [تفسير عبد الرزاق: 1/333]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الحكم عن مجاهد قال الرعد ملك يزجر السحاب بصوته). [تفسير عبد الرزاق: 1/333]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن فضل عن ليث عن مجاهد قال الرعد ملك). [تفسير عبد الرزاق: 1/333]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر في قوله تعالى يسبح الرعد بحمده قال سألت الزهري عن الرعد ما هو فقال الله أعلم). [تفسير عبد الرزاق: 1/333-334]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {وهو شديد المحال} قال: شديد الانتقام [الآية: 13]). [تفسير الثوري: 152]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (13) : قوله تعالى: {ويسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في اللّه وهو شديد المحال} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، قال: نا إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي صالحٍ - في قوله عزّ وجلّ: {ويسبّح الرّعد بحمده} - قال: الرّعد: ملكٌ من الملائكة يسبح.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا مروان بن معاوية، قال: نا عليّ بن أبي الوليد، عن زيادٍ الجعفيّ، عن أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ، قال: الصّواعق تصيب المسلم وغير المسلم ولا تصيب ذاكرًا.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيم، قال: نا إسماعيل بن سالمٍ، عن الحكم، قال: تنزل مع المطر من الملائكة أكثر من ولد آدم وولد إبليس.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا مهديّ بن ميمونٍ، عن غيلان بن جريرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: من سمع صوت الرّعد (فليقل) : سبحان (من) سبّحت له، سبحان الله العظيم مرتين.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سلاّم الطّويل، عن ثور بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن فلانٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: من سمع صوت الرّعد، (فقال) : سبحان الّذي يسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، فإن أصابته صاعقةٌ فعليّ ديته). [سنن سعيد بن منصور: 5/429-432]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({المحال} [الرعد: 13] : «العقوبة»). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله المحال العقوبة هو قول أبي عبيدة أيضا وروى بن أبي حاتم من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله شديد المحال قال شديد القوّة ومثله عن قتادة ونحوه عن السّدّيّ وفي روايةٍ عن مجاهدٍ شديد الانتقام وأصل المحال بكسر الميم القوّة وقيل أصله المحل وهو المكر وقيل الحيلة والميم مزيدةٌ وغلّطوا قائله ويؤيّد التّأويل الأوّل قوله في الآية ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وروى النّسائيّ في سبب نزولها من طريق عليّ بن أبي سارّة عن ثابتٍ عن أنسٍ قال بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى رجلٍ من فراعنة العرب يدعوه الحديث وفيه فأرسل اللّه صاعقةً فذهبت بقحف رأسه فأنزل اللّه هذه الآية وأخرجه البزّار من طريق أخرى عن ثابتٍ والطّبرانيّ من حديث بن عبّاسٍ مطوّلًا). [فتح الباري: 8/372]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (المحال العقوبة
أشار به إلى قوله تعالى: {وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال} (الرّعد: 13) وفسره بقوله: العقوبة، وعن عليّ، رضي الله تعالى عنه: شديد الأخذ، وعن مجاهد، شديد القوّة، وعن الحسن: شديد المماحلة والمماكرة والمغالبة، وعن مجاهد في رواية: شديد انتقام). [عمدة القاري: 18/310]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({المحال}) يريد قوله: {وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال} [الرعد: 13] هو (العقوبة) قاله أبو عبيدة). [إرشاد الساري: 7/184]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن، قال: أخبرنا أبو نعيمٍ، عن عبد الله بن الوليد، وكان يكون في بني عجلٍ، عن بكير بن شهابٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: أقبلت يهود إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن الرّعد ما هو؟ قال: ملكٌ من الملائكة موكّلٌ بالسّحاب معه مخاريق من نارٍ يسوق بها السّحاب حيث شاء اللّه فقالوا: فما هذا الصّوت الّذي نسمع؟ قال: زجرةٌ بالسّحاب إذا زجره حتّى ينتهي إلى حيث أمر قالوا: صدقت. فقالوا: فأخبرنا عمّا حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال: اشتكى عرق النّسا فلم يجد شيئًا يلائمه إلاّ لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرّمها قالوا: صدقت.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ). [سنن الترمذي: 5/145]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء}
- أخبرنا عمرو بن منصورٍ، حدّثنا عبد الله بن عبد الوهّاب، قال: حدّثني عليّ بن أبي سارة، حدّثنا ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: بعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرّةً رجلًا إلى رجلٍ من فراعنة العرب: أن ادعه لي، قال: يا رسول الله، إنّه أعتى من ذلك، قال: «اذهب إليه فادعه» قال: فأتاه فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يدعوك»، قال: أرسول الله؟ وما الله؟ أمن ذهبٍ هو؟ أم من فضّةٍ هو؟ أمن نحاسٍ هو؟ فرجع إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، قد أخبرتك أنّه أعتى من ذلك، وأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بما قال، قال: «فارجع إليه فادعه» فرجع فأعاد عليه المقالة الأولى، فردّ عليه مثل الجواب، فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبره، فقال: «ارجع إليه فادعه» فرجع إليه، فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما إذ بعث الله سحابةً حيال رأسه، فرعدت ووقعت منها صاعقةٌ فذهبت بقحف رأسه، وأنزل الله عزّ وجلّ {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال} [الرعد: 13]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/137]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويسبّح الرّعد بحمده} قال أبو جعفرٍ: وقد بيّنّا معنى الرّعد فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وذكر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا سمع صوت الرّعد، قال كما؛
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا كثير بن هشامٍ، قال: حدّثنا جعفرٌ، قال: بلغنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا سمع صوت الرّعد الشّديد قال: اللّهمّ لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبيه، عن رجلٍ، عن أبي هريرة، رفع الحديث: أنّه كان إذا سمع الرّعد قال: سبحان من يسبّح الرّعد بحمده
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا مسعدة بن اليسع الباهليّ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، كان إذا سمع صوت الرّعد قال: سبحان من سبّحت له
- قال: حدّثنا إسماعيل بن عليّة، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان إذا سمع الرّعد قال: سبحان الّذي سبّحت له
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا يعلى بن الحارث، قال: سمعت أبا صخرة يحدّث، عن الأسود بن يزيد، أنّه كان إذا سمع الرّعد قال: سبحان من سبّحت له، أو سبحان الّذي يسبّح الرّعد بحمده، والملائكة من خيفته.
- قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه، وعبد الكريم، عن طاوسٍ، أنّه كان إذا سمع الرّعد قال: سبحان من سبّحت له
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ميسرة، عن الأوزاعيّ، قال: كان ابن أبي زكريّا يقول: من قال حين يسمع الرّعد: سبحان اللّه وبحمده، لم تصبه صاعقةٌ.
ومعنى قوله: {ويسبّح الرّعد بحمده} ويعظّم اللّه الرّعد ويمجّده، فيثني عليه بصفاته، وينزّهه ممّا أضاف إليه أهل الشّرك به وممّا وصفوه به من اتّخاذ الصّاحبة والولد، تعالى ربّنا وتقدّس
وقوله: {من خيفته} يقول: وتسبّح الملائكة من خيفة اللّه ورهبته
وأمّا قوله: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء} فقد بيّنّا معنى الصّاعقة فيما مضى، بما أغنى عن إعادته، بما فيه الكفاية من الشّواهد، وذكرنا ما فيها من الرّواية.
وقد اختلف فيمن أنزلت هذه الآية فقال بعضهم: نزلت في كافرٍ من الكفّار ذكر اللّه تعالى وتقدّس بغير ما ينبغي ذكره، فأرسل عليه صاعقةً أهلكته.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا أبان بن يزيد، قال: حدّثنا أبو عمران الجونيّ، عن عبد الرّحمن بن صحارٍ العبديّ، أنّه بلغه: أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث إلى جبّارٍ يدعوه، فقال: أرأيتم ربّكم أذهبٌ هو أم فضّةٌ، هو أم لؤلؤٌ هو؟ قال: فبينما هو يجادلهم، إذ بعث اللّه سحابةً فرعدت، فأرسل اللّه عليه صاعقةً فذهبت بقحف رأسه فأنزل اللّه هذه الآية: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء، وهم يجادلون في اللّه، وهو شديد المحال}
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي بكر بن عيّاشٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: جاء يهوديٌّ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أخبرني عن ربّك، من أي شيءٍ هو، من لؤلؤٍ أو من ياقوتٍ؟ فجاءت صاعقةٌ فأخذته، فأنزل اللّه: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في اللّه وهو شديد المحال}.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا الحمّانيّ قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن هاشمٍ، قال: حدّثنا سيفٌ، عن أبي روقٍ، عن أبي أيّوب، عن عليٍّ، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد، حدّثني من هذا الّذي تدعو إليه؟ أياقوتٌ هو، أذهبٌ هو، أم ما هو؟ قال: فنزلت على السّائل الصّاعقة فأحرقته، فأنزل اللّه: {ويرسل الصّواعق} الآية
- حدّثنا محمّد بن مرزوقٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهّاب، قال: حدّثني عليّ بن أبي سارة الشّيبانيّ قال: حدّثنا ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مرّةً رجلاً إلى رجلٍ من فراعنة العرب، أن ادعه لي، فقال: يا رسول اللّه، إنّه أعتى من ذلك، قال: اذهب إليه فادعه قال: فأتاه، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يدعوك، فقال: من رسول اللّه، وما اللّه؟ أمن ذهبٍ هو أم من فضّةٍ، أم من نحاس؟ قال: فأتى الرّجل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره، فقال: ارجع إليه فادعه قال: فأتاه فأعاد عليه وردّ عليه مثل الجواب الأوّل، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره، فقال: ارجع إليه فادعه قال: فرجع إليه فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما، إذ بعث اللّه سحابةً بحيال رأسه فرعدت، فوقعت منها صاعقةٌ فذهبت بقحف رأسه، فأنزل اللّه: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء، وهم يجادلون في اللّه، وهو شديد المحال}.
وقال آخرون: نزلت في رجلٍ من الكفّار أنكر القرآن وكذّب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا، أنّ رجلاً أنكر القرآن وكذّب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأرسل اللّه عليه صاعقةً فأهلكته، فأنزل اللّه عزّ وجلّ فيه: {وهم يجادلون في اللّه، وهو شديد المحال}.
وقال آخرون: نزلت في أربد أخي لبيد بن ربيعة، وكان همّ بقتل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو وعامر بن الطّفيل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: نزلت يعني قوله: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء} في أربد أخي لبيد بن ربيعة، لأنّه قدم أربد وعامر بن الطّفيل بن مالك بن جعفرٍ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال عامرٌ: يا محمّد، أأسلم وأكون الخليفة من بعدك؟ قال: لا قال: فأكون على أهل الوبر وأنت على أهل المدر؟ قال: لا، قال: فما ذاك؟ قال: أعطيك أعنّة الخيل تقاتل عليها، فإنّك رجلٌ فارسٌ قال: أو ليست أعنّة الخيل بيدي؟ أما واللّه لأملأنّها عليك خيلاً ورجالاً من بني عامرٍ وقال لأربد: إمّا أن تكفينيه وأضربه بالسّيف، وإمّا أن أكفيكه وتضربه بالسّيف، قال أربد: اكفنيه وأضربه فقال عامر بن الطّفيل: يا محمّد إنّ لي إليك حاجةً، قال: ادن، فلم يزل يدنو ويقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ادن حتّى وضع يديه على ركبتيه وحنى عليه، واستلّ أربد السّيف، فاستلّ منه قليلاً؛ فلمّا رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بريقه، تعوّذ بآيةٍ كان يتعوّذ بها، فيبست يد أربد على السّيف، فبعث اللّه عليه صاعقةً فأحرقته، فذلك قول أخيه:
أخشى على أربد الحتوف ولا = أرهب نوء السّماك والأسد
فجّعني البرق والصّواعق بالـ = فارس يوم الكريهة النّجد
وقد ذكرت قبل خبر عبد الرّحمن بن زيدٍ بنحو هذه القصّة
وقوله: {وهم يجادلون في اللّه} يقول: وهؤلاء الّذين أصابهم اللّه بالصّواعق أصابهم في حال خصومتهم في اللّه عزّ وجلّ لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم
وقوله: {وهو شديد المحال} يقول تعالى ذكره: واللّه شديدةٌ مماحلته في عقوبة من طغى عليه وعتا وتمادى في كفره، والمحال: مصدرٌ من قول القائل: ماحلت فلانًا فأنا أماحله مماحلةً ومحالاً، وفعلت منه: محلت أمحل محلاً: إذا عرّض رجلٌ رجلاً لما يهلكه، ومنه قوله: وماحلّ مصدّقٌ، ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
فرع نبعٍ يهتزّ في غصن المجـ = د غزير النّدى شديد المحال
هكذا كان ينشده معمر بن المثنّى فيما حدّثت عن عليّ بن المغيرة عنه، وأمّا الرّواة بعد فإنّهم ينشدونه:
فرع فرعٍ يهتزّ في غصن المجـ د كثير النّدى عظيم المحال
وفسّر ذلك معمر بن المثنّى، وزعم أنّه عنى به العقوبة والمكر والنّكال، ومنه قول الآخر:
ولبسٍ بين أقوامٍ فكلٌّ = أعدّ له الشّغازب والمحالا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن هاشمٍ، قال: حدّثنا سيفٌ، عن أبي روقٍ، عن أبي أيّوب، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه: {وهو شديد المحال} قال: شديد الأخذ.
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: {وهو شديد المحال} قال: شديد القوّة
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وهو شديد المحال} أي القوّة والحيلة
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن: {شديد المحال} يعني: الهلاك، قال: إذا محل فهو شديدٌ. وقال قتادة: شديد الحيلة
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا رجلٌ، عن عكرمة: {وهم يجادلون في اللّه وهو شديد المحال} قال: المحال: جدال أربد، {وهو شديد المحال} قال: ما أصاب أربد من الصّاعقة
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {وهو شديد المحال} قال: قال ابن عبّاسٍ: شديد الحول
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وهو شديد المحال} قال: شديد القوّة المحال: القوّة.
والقول الّذي ذكرناه عن قتادة في تأويل المحال أنّه الحيلة، والقول الّذي ذكره ابن جريجٍ عن ابن عبّاسٍ يدلاّن على أنّهما كانا يقرآن: وهو شديد المحال بفتح الميم، لأنّ الحيلة لا يأتي مصدرها محالاً بكسر الميم، ولكن قد يأتي على تقدير المفعلة منها، فيكون محالةً، ومن ذلك قولهم: المرء يعجز لا محالة، والمحالة في هذا الموضع: المفعلة من الحيلة فأمّا بكسر الميم فلا تكون إلاّ مصدرًا، من ماحلت فلانًا أماحله محالاً، والمماحلة بعيدة المعنى من الحيلة، ولا أعلم أحدًا قرأه بفتح الميم فإذا كان ذلك كذلك.
فالّذي هو أولى بتأويل ذلك ما قلنا من القول). [جامع البيان: 13/476-485]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، وهشام بن عليٍّ السّدوسيّ، قالا: ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا صدقة بن موسى، عن محمّد بن واسعٍ، عن سميرٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " إنّ ربّكم تعالى يقول: لو أنّ عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر باللّيل، وأطلعت عليهم الشّمس بالنّهار، ولم أسمعهم صوت الرّعد «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/380]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا عبدة بن عبد اللّه، أبنا يزيد بن هارون، أبنا ديلم بن غزوان، ثنا ثابتٌ، عن أنسٍ، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلًا من أصحابه إلى رجلٍ من عظماء الجاهليّة يدعوه إلى اللّه تبارك وتعالى، فقال: أيش ربّك الّذي تدعوني إليه؟ من حديدٍ هو؟ من نحاسٍ هو؟ من فضّةٍ هو؟ من ذهبٍ هو؟ فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره، فأعاده النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الثّانية، فقال مثل ذلك، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره، فأرسله إليه الثّالثة، فقال مثل ذلك، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره فأرسل اللّه تبارك وتعالى صاعقةً فأحرقته، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ اللّه تبارك وتعالى قد أرسل على صاحبك صاعقةً فأحرقته فنزلت هذه الآية: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في اللّه وهو شديد المحال} [الرعد: 13] " قال البزّار: ديلمٌ بصريٌّ صالحٌ). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/54]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا إسحاق، ثنا عليّ بن أبي سارّة، الشّيبانيّ، ثنا ثابتٍ، عن أنسٍ- رضي اللّه عنه- "أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث رجلًا مرّةً إلى رجلٍ من فراعنة العرب، فقال: اذهب فادعه لي. قال: يا رسول اللّه، إنّه أعتى من ذلك. قال: اذهب فادعه لي. قال: فذهب إليه. قال: يدعوك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال له: من رسول اللّه وما اللّه من ذهبٍ هو أم من فضّةٍ هو أم من نحاسٍ هو؟ قال: فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره، فقال: يا رسول الله، قد أخبرتك إنه أعتى من ذلك، قال لي: كذا وكذا. فقال: ارجع إليه الثانية فقل له مثلها- أراه فذهب- فقال له مثلها، فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، قد أخبرتك إنه أعتى من ذلك. قال: ارجع إليه فادعه. فرجع إليه الثّالثة، قال: فأعاد عليه ذلك الكلام فبينما هو يكلّمه إذ بعث اللّه- عزّ وجلّ- سحابةً حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل اللّه- عزّ وجلّ- (ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء) إلى (المحال) .
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لضعف عليّ بن أبي سارة. لكن لم ينفرد به؟ فقد تابعه عليه ديلم بن غزوان كما رواه البزار نحو ما تقدم ورواه النّسائيّ في التّفسير). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/225-226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 13.
أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبئتانا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال (والله على ما نقول وكيل) (سورة القصص آية 28) قال: هاتوا، قالوا: أخبرنا عن علامة النّبيّ، قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه، قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال: يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت، قالوا: أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه فقال: كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - يعني الإبل - فحرم لحومها، قالوا: صدقت قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد قال: ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله قالوا: فماذا الصوت الذي نسمع قال: صوته، قالوا: صدقت إنما بقيت واحدة وهي التي نتابعك إن أخبرتنا أنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك قال: جبريل، قالوا: جبريل، ذلك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والمطر لكان، فأنزل الله (قل من كان عدوا لجبريل) (سورة البقرة آية 97) إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 8/399-400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" والخرائطي في مكارم الأخلاق عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: الرعد ملك، والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد). [الدر المنثور: 8/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخرائطي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه). [الدر المنثور: 8/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب المفرد، وابن أبي الدنيا في المطر، وابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان الذي سبحت له وقال: إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه). [الدر المنثور: 8/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد وهو الذي تسمعون صوته والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب). [الدر المنثور: 8/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال: الرعد ملك اسمه الرعد وصوته هذا تسبيحه فإذا اشتد زجره احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه). [الدر المنثور: 8/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير). [الدر المنثور: 8/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ما خلق الله شيئا أشد سوقا من السحاب ملك يسوقه، والرعد صوت الملك يزجر به والمخاريق يسوقه بها). [الدر المنثور: 8/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو أنه سئل عن الرعد فقال: ملك وكله الله بسياق السحاب فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد أمره فساقه فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرد أحدكم ركانه ثم تلا هذه الآية {ويسبح الرعد بحمده}). [الدر المنثور: 8/401-402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: الرعد ملك ينشئ السحاب ودويه صوته). [الدر المنثور: 8/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {ويسبح الرعد بحمده} قال: هو ملك يسمى الرعد وذلك الصوت تسبيحه). [الدر المنثور: 8/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ عن أبي صالح - رضي الله عنه - {ويسبح الرعد بحمده} قال: ملك من الملائكة). [الدر المنثور: 8/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" عن عكرمة - رضي الله عنه - قال: إن الرعد ملك من الملائكة وكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعي الإبل). [الدر المنثور: 8/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن شهر بن حوشب - رضي الله عنه - قال: إن الرعد ملك يزجر السحاب كما يحث الراعي الإبل فإذا شذت سحابة ضمها فإذا اشتد غضبه طار من فيه النار فهي الصواعق). [الدر المنثور: 8/402-403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد أن رجلا سأله عن الرعد فقال: ملك يسبح بحمده). [الدر المنثور: 8/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد الملك والبرق الماء). [الدر المنثور: 8/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخرائطي عن عكرمة - رضي الله عنه - قال: الرعد ملك يزجر السحاب بصوته.
وأخرج الخرائطي عن مجاهد - رضي الله عنه - مثله). [الدر المنثور: 8/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عمرو بن أبي عمرو عن الثقة: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: هذا سحاب ينشئ الله عز وجل فينزل الله منه الماء فما من منطق أحسن من منطقه ولا من ضحك أحسن من ضحكه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم منطقه الرعد وضحكه البرق). [الدر المنثور: 8/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن ربكم يقول: لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليه الشمس بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد). [الدر المنثور: 8/403-404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب والترمذي والنسائي، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم، وابن مردويه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك). [الدر المنثور: 8/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يرفع الحديث أنه كان إذا سمع الرعد قال: سبحان من يسبح الرعد بحمده). [الدر المنثور: 8/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، وابن جرير عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا هبت الريح أو سمع صوت الرعد تغير لونه حتى عرف ذلك في وجهه ثم يقول للرعد: سبحان من سبحت له ويقول للريح: اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا). [الدر المنثور: 8/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشافعي عن المطلب بن حنطب - رضي الله عنه - أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا برقت السماء أو رعدت عرف ذلك في وجهه فإذا أمطرت سري عنه). [الدر المنثور: 8/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا). [الدر المنثور: 8/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في مراسيله عن عبيد الله بن أبي جعفر - رضي الله عنه - أن قوما سمعوا الرعد فكبروا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا). [الدر المنثور: 8/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع الرعد قال: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم). [الدر المنثور: 8/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان من سبحت له). [الدر المنثور: 8/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مالك، وابن سعد، وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبخاري في الأدب، وابن المنذر والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن الزبير: إنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول: إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديد). [الدر المنثور: 8/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الرعد وعيد من الله فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الحديث). [الدر المنثور: 8/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: من سمع صوت الرعد فقال: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وهو على كل شيء قدير فإن أصابته صاعقة فعلي ديته). [الدر المنثور: 8/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن أبي زكريا - رضي الله عنه - قال: بلغني أن من سمع صوت الرعد فقال: سبحان الله وبحمده لم تصبه صاعقة). [الدر المنثور: 8/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أحمد بن داود - رضي الله عنه - قال: بينما سليمان بن داود عليه السلام يمشي مع أبويه وهو غلام إذا سمع صوت الرعد فخر فلصق بفخذ أبيه فقال: يا بني هذا صوت مقدمات رحمته فكيف لو سمعت صوت مقدمات عضبه). [الدر المنثور: 8/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن كعب - رضي الله عنه - قال: من قال حين يسمع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا عوفي مما يكون في ذلك الرعد). [الدر المنثور: 8/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع الرعد فقال: أتدرون ما يقول فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه يقول: موعدك لمدينة كذا). [الدر المنثور: 8/407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا هو رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له: يا عبد الله ما اسمك فقال: فلان - للاسم الذي سمع في السحابة - فقال له: لم سألتني عن اسمي قال: سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه اسق حديقة فلان لاسمك بما تصنع فيها، قال: أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيه ثلثه). [الدر المنثور: 8/407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي والبزار وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعث رجلا من أصحابه إلى رأس من رؤساء المشركين يدعوه إلى الله فقال المشرك: هذا الإله الذي تدعوني إليه أمن ذهب هو أم من فضة أم من نحاس فتعاظم مقالته فرجع إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: ارجع إليه فرجع إليه فأعاد عليه القول الأول فرجع فأعاده الثالثة فبينما هما يتراحعان الكلام بينهما إذ بعث الله سحابة حيال رأسه فرعدت وأبرقت ووقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله تعالى {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء} الآية). [الدر المنثور: 8/407-408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عبد الرحمن بن صحار العبدي أنه بلغه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى جبار يدعوه فقال: أرأيتم ربكم أذهب هو أم فضة هو أم لؤلؤ هو قال: فبينما هو يجادلهم إذ بعث الله سحابة فرعدت فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه، فأنزل الله هذه الآية {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال} ). [الدر المنثور: 8/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني عن ربك من ذهب هو أم من لؤلؤ أم ياقوت فجاءته الصاعقة فأخذته فأنزل الله {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء} الآية). [الدر المنثور: 8/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد حدثني عن إلهك هذا الذي تدعو إليه أياقوت هو أذهب هو أم ما هو، فنزلت على السائل صاعقة فأحرقته، فأنزل الله تعالى {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء}). [الدر المنثور: 8/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي كعب المكي - رضي الله عنه - قال: قال خبيث من خبثاء قريش: أخبرونا عن ربكم من ذهب هو أم من فضة أم من نحاس فقعقعت السماء قعقعة فإذا قحف رأسه ساقط بين يديه فأنزل الله تعالى {ويرسل الصواعق} الآية). [الدر المنثور: 8/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والخرائطي عن قتادة - رضي الله عنه - ذكر لنا أن رجلا أنكر القرآن وكذب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته فأنزل الله تعالى فيه {وهم يجادلون في الله} الآية). [الدر المنثور: 8/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {ويرسل الصواعق} قال: نزلت في عامر بن الطفيل وفي أربد بن قيس أقبل عامر فقال: إن لي حاجة فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: اقترب فاقترب حتى جثا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسل أربد بعض سيفه فلما رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بريقه تعوذ بآية من القرآن كان يتعوذ بها فأيبس الله يد أربد على السيف وأرسل عليه صاعقة فاحترق، فذلك قول أخيه:
أخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماك والأسد
فجعني البرق والصواعق بالفا * رس [ بالفارس ] يوم الكريهة النجد). [الدر المنثور: 8/410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة عن أبي عمران الجوني قال: إن بحورا من النار دون العرش يكون فيها الصواعق). [الدر المنثور: 8/410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال: الصواعق نار). [الدر المنثور: 8/410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان - رضي الله عنه - قال: الصواعق من نار السموم وهذا صوت الحجب التي بحرها ما بيننا وبينه من الحجاب يسوق السحاب). [الدر المنثور: 8/410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن دينار - رضي الله عنه - قال: لم أسمع أحدا ذهب البرق ببصره لقول الله تعالى (يكاد البرق يخطف أبصارهم) (سورة البقرة آية 20) والصواعق تحرق لقول الله تعالى {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء}). [الدر المنثور: 8/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي نجيح - رضي الله عنه - قال: رأيت صاعقة أصابت نخلتين بعرفة فأحرقتهما). [الدر المنثور: 8/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي جعفر - رضي الله عنه - قال: الصاعقة تصيب المؤمن والكافر ولا تصيب ذاكر الله). [الدر المنثور: 8/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم الثقفي - رضي الله عنه - قال: من قال: سبحان الله شديد المحال لم تصبه عقوبة). [الدر المنثور: 8/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وهو شديد المحال} قال: شديد القوة). [الدر المنثور: 8/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وهو شديد المحال} قال: شديد المكر شديد القوة). [الدر المنثور: 8/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {وهو شديد المحال} قال: شديد الحول). [الدر المنثور: 8/411-412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال: شديد الأخذ). [الدر المنثور: 8/412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال: شديد الانتقام). [الدر المنثور: 8/412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال: شديد الحقد). [الدر المنثور: 8/412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال: شديد القوة والحيلة). [الدر المنثور: 8/412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - {وهو شديد المحال} قال: شديد الحول والقوة). [الدر المنثور: 8/412]

تفسير قوله تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى له دعوة الحق قال شهادة أن لا إله إلا الله). [تفسير عبد الرزاق: 1/334]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى دعوة الحق قال لا إله إلا الله). [تفسير عبد الرزاق: 1/334]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا كباسط كفيه إلى الماء قال كباسط يديه إلى الماء فليس ببالغ فاه ما دام باسطا كفيه لا يقبضهما وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلل قال هذا مثل ضربه الله لمن اتخذ من دون الله إلها أنه غير نافعه ولا يدفع عنه شيئا حتى يموت على ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/334]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {له دعوة الحق} قال: لا إله إلّا اللّه [الآية: 14].
سفيان [الثوري] في قوله: {والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفّيه إلى الماء} قال: القائم على البئر يناول بكفّيه الماء ولا يناول الماء كذلك آلهتهم لا يستجيبون لهم). [تفسير الثوري: 152]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {كباسط كفّيه} [الرعد: 14] : «مثل المشرك الّذي عبد مع اللّه إلهًا آخر غيره، كمثل العطشان الّذي ينظر إلى ظلّ خياله في الماء من بعيدٍ وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر»). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قال بن عبّاس كباسط كفيه مثل المشرك الّذي عبد مع اللّه إلهًا آخر غيره كمثل العطشان الّذي ينظر إلى ظلّ خياله في الماء من بعيدٍ وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر وصله بن أبي حاتم وبن جريرٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه الآية فذكر مثله وقال في آخره ولا يقدر عليه تنبيهٌ وقع في رواية الأكثر فلا يقدر بالرّاء وهو الصّواب وحكى عياضٌ أنّ في رواية غير القابسيّ يقدم بالميم وهو تصحيفٌ وإن كان له وجهٌ من جهة المعنى وروى الطّبريّ أيضًا من طريق العوفيّ عن بن عبّاسٍ في هذه الآية قال مثل الأوثان الّتي تعبد من دون اللّه كمثل رجل قد بلغه العطش حتّى كربه الموت وكفّاه في الماء قد وضعهما لا يبلغان فاه يقول اللّه لا يستجيب له الأوثان ولا تنفعه حتّى تبلغ كفًّا هذا فاه وما هما ببالغتين فاه أبدًا ومن طريق أبي أيّوب عن عليٍّ قال كالرّجل العطشان يمدّ يده يه إلى البئر ليرتفع الماء إليه وما هو بمرتفعٍ ومن طريق سعيدٍ عن قتادة الّذي يدعو من دون اللّه إلهًا لا يستجيب له بشيءٍ أبدًا من نفعٍ أو ضرٍّ حتّى يأتيه الموت مثله كمثل الّذي بسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه ولا يصل ذلك إليه فيموت عطشًا ومن طريق معمرٍ عن قتادة نحوه ولكن قال وليس الماء ببالغٍ فاه ما دام باسطًا كفّيه لا يقبضهما وسيأتي قول مجاهدٍ في ذلك فيما بعد). [فتح الباري: 8/371]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس كباسط كفيه مثل المشرك الّذي عبد مع الله إلهًا غيره كمثل العطشان الّذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس بهذا). [تغليق التعليق: 4/230]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {كباسط كفّيه} مثل المشرك الّذي عبد مع الله إلهًا غيره كمثل العطشان الّذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر (الرّعد: 14).
أشار به إلى قوله تعالى: {والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلاّ كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه} الآية قوله: (والّذين) أي: المشركون الّذين يدعون الأصنام من دون الله يريدون منها دفعا أو رفعا لا يستجيبون لهم بشيء ممّن ذلك. قوله: (كباسط كفيه) أي: إلاّ كباسط كفيه، وقال ابن عبّاس: فيه مثل المشرك الّذي عبده مع الله إلهًا آخر إلى آخره، ووصله أبو محمّد عن أبيه: حدثنا أبو صالح حدثنا معاوية عن عليّ عن ابن عبّاس. قوله: (ولا يقدر) بالراء في رواية ألا كثرين، وروي: فلا يقدم، بالميم وهو تصحيف، وإن كان له وجه من حيث المعنى). [عمدة القاري: 18/309]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس): سقطت البسملة لغير أبي ذر وزاد واوًا قبل قال ابن عباس: ({كباسط كفيه}) يريد قوله تعالى: {له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} [الرعد: 14] أي (مثل المشرك الذي عبد مع الله إلهًا غيره) ولأبي ذر إلهًا آخر غيره (كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله) ولأبي ذر: إلى ظل خياله (في الماء من بعيد وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر) أي عليه وهذا وصله ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ويجوز أن يراد بالموصول في قوله والذين يدعون المشركون فالواو في يدعون عائده ومفعوله محذوف وهو الأصنام والواو في لا يستجيبون عائد على مفعول يدعون المحذوف وعاد عليه الضمير كالعقلاء لمعاملتهم إياه معاملتهم، والتقدير والمشركون الذين يدعون الأصنام لا تستجيب لهم الأصنام إلا استجابة كاستجابة الماء من بسط كفيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه والماء جماد لا يشعر ببسط كفيه ولا بعطشه ولا يقدر أن يجيبه ويبلغ فاه فوجه التشبيه عدم قدره المدعو على تحصيل مراده بل عدم العلم بحال الداعي أو شبهوه في عدم فائدة دعائهم بمن بلغه العطش حتى كربه الموت وكفاه في الماء قد وضعهما لا يبلغان فاه رواه
الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس أو كطالب الماء من البئر بلا دلو ولا رشاء يمدّ يده إليها ليرتفع الماء إليه. رواه الطبري أيضًا من طريق أبي أيوب عن علي). [إرشاد الساري: 7/182-183]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({كباسط كفّيه إلى الماء} [الرعد: 14] : «ليقبض على الماء»). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله كباسط كفّيه إلى الماء ليقبض على الماء هو كلام أبي عبيدة أيضًا قال في قوله إلّا كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه أي أنّ الّذي يبسط كفّيه ليقبض على الماء حتّى يؤدّيه إلى فمه لا يتمّ له ذلك ولا تجمعه أنامله قال صابئ بن الحارث وإنّي وإيّاكم وشوقًا إليكم كقابض ماءٍ لم تسقه أنامله تسقه بكسر المهملة وسكون القاف أي لم تجمعه). [فتح الباري: 8/372]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (كباسط كفّيه إلى الماء ليقبض على الماء
أشار به إلى قوله تعالى: {لا يستجيبون لهم بشيء إلّا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو بالغه} (الرّعد: 14) قوله: (لا يستجيبون) ، يعني: الّذين يشركون ويدعون الأصنام من دون الله لا يستجيبون لهم بشيء إلاّ كباسط كفيه أي: إلاّ كما ينفع باسط كفيه إلى الماء من العطش ليقبضه حتّى يؤدّيه إلى فمه فلا يتم له ذلك ولا يجمعه، وعن عليّ، رضي الله تعالى عنه، يعني: كالرّجل العطشان الجالس على شفير الماء ويمد يديه إلى البئر فلا يبلغ قعرها فلا يبلغ إلى الماء والماء لا ينزو ولا يرتفع إلى يده، كذلك لا ينفعهم ما كانوا يدعون من دون الله عز وجل. والعرب تضرب لمن سعى فيما لا يدركه طلب ما لا يجده مثلا بالقابض على الماء، لأن القابض على الماء لا يحصل شيء في يده). [عمدة القاري: 18/310]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقوله تعالى: {كباسط كفيه على الماء} [الرعد: 14] ليقبض على الماء) فلا يحصل منه على شيء قال:
فأصبحت مما كان بيني وبينها = من الودّ مثل القابض الماء باليد
والمعنى أن الذي يبسط يده إلى الماء ليقبضه كما لا ينتفع به كذلك المشركون الذين يعبدون مع الله آلهة غيره لا ينتفعون بها أبدًا وقد مر قريبًا مزيد لهذا). [إرشاد الساري: 7/184]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({كباسط كفّيه} [الرعد: 14] : «إلى الماء يدعو الماء بلسانه، ويشير إليه بيده، فلا يأتيه أبدًا»). [صحيح البخاري: 6/78-79]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله كباسط كفيه إلى الماء يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدًا وصله الفريابيّ والطّبريّ من طرقٍ عن مجاهدٍ أيضًا وقد تقدّم قول غيره في أوّل السّورة). [فتح الباري: 8/374]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {متجاورات} طيبها وخبيثها السباخ {صنوان} النخلتان أو أكثر في أصل واحد {وغير صنوان} وحدها {بماء واحد} كصالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد {السّحاب الثقال} الّذي فيه الماء {كباسط كفيه إلى الماء} يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا {فسالت أودية بقدرها} تملأ بطن كل واد {زبدا رابيا} زبد السّيل {زبد مثله} خبث الحديد والحلية
قال الفريابيّ ثنا ورقاء ثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 4 الرّعد {قطع متجاورات} قال طيبها عذبها وخبيثها السباخ
وفي قوله
الرّعد {صنوان} النخلتان وأكثر في أصل واحد {وغير صنوان} وحدها {يسقى بماء واحد} قال بماء السّماء كمثل صالح بني آدم وخبيثهم وأبوهم واحد
وبه في قوله
- الرّعد {وينشئ السّحاب الثقال} قال السّحاب الّذي فيه المطر
وبه في قوله
- الرّعد {والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلّا كباسط كفيه إلى الماء} قال يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده ولا يأتيه أبدا). [تغليق التعليق: 4/230-231]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: ({كباسط كفيه}) زاد أبو ذر إلى الماء أي (يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدًا) إذ لا إشعار له به وهذا وصله الفريابي والطبري من طرق عن مجاهد وهو مثل الذين يدعون آلهة غير الله وسبق هذا في موضعين من هذه السورة). [إرشاد الساري: 7/185]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {له دعوة الحقّ والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيءٍ إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلاّ في ضلالٍ}.
يقول تعالى ذكره: للّه من خلقه الدّعوة الحقّ، والدّعوة هي الحقّ كما أضيفت الدّار إلى الآخرة في قوله: {ولدار الآخرة} وقد بيّنّا ذلك فيما مضى وإنّما عنى بالدّعوة الحقّ: توحيد اللّه، وشهادة أن لا إله إلاّ اللّه.
وبنحو الّذي قلنا تأوّله أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {دعوة الحقّ} قال: لا إله إلاّ اللّه.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {له دعوة الحقّ} قال: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن هاشمٍ، قال: حدّثنا سيفٌ، عن أبي روقٍ، عن أبي أيّوب، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه: {له دعوة الحقّ} قال: التّوحيد
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {له دعوة الحقّ} قال: لا إله إلاّ اللّه
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قال: قال ابن عبّاسٍ في قوله: {له دعوة الحقّ} قال: لا إله إلاّ اللّه
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {له دعوة الحقّ}: لا إله إلاّ اللّه، ليست تنبغي لأحدٍ غيره، لا ينبغي أن يقال: فلان إله بني فلانٍ
وقوله: {والّذين يدعون من دونه} يقول تعالى ذكره: والآلهة الّتي يدعونها المشركون أربابًا وآلهةً وقوله {من دونه} يقول: من دون اللّه، وإنّما عنى بقوله: {من دونه} الآلهة أنّها مقصّرةٌ عنه، وأنّها لا تكون إلهًا، ولا يجوز أن يكون إلهًا إلاّ اللّه الواحد القهّار؛ ومنه قول الشّاعر:
أتوعدني وراء بني رياحٍ = كذبت، لتقصرنّ يداك دوني
يعني: لتقصرنّ يداك عنّي
وقوله: {لا يستجيبون لهم بشيءٍ} يقول: لا تجيب هذه الآلهة الّتي يدعوها هؤلاء المشركون آلهةً بشيءٍ يريدونه من نفعٍ أو دفع ضرٍّ {إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء} يقول: لا ينفع داعي الآلهة دعاؤه إيّاهما إلاّ كما ينفع باسط كفّيه إلى الماء، بسطه إيّاهما إليه من غير أن يرفعه إليه في إناءٍ، ولكن ليرتفع إليه بدعائه إيّاه وإشارته إليه وقبضه عليه، والعرب تضرب لمن سعى فيما لا يدركه مثلاً بالقابض على الماء، قال بعضهم:
فإنّي وإيّاكم وشوقًا إليكم = كقابض ماءٍ لم تسقه أنامله
يعني بذلك: أنّه ليس في يده من ذلك إلاّ كما في يد القابض على الماء، لأنّ القابض على الماء لا شيء في يده، وقال آخر:
فأصبحت ممّا كان بيني وبينها = من الودّ مثل القابض الماء باليد
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا سيفٌ، عن أبي روقٍ، عن أبي أيّوب، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، في قوله: {إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} قال: كالرّجل العطشان، يمدّ يده إلى البئر ليرتفع الماء إليه، وما هو ببالغه
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {كباسط كفّيه إلى الماء} يدعو الماء بلسانه، ويشير إليه بيده، ولا يأتيه أبدًا
- قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قال: أخبرني الأعرج، عن مجاهدٍ: {ليبلغ فاه} يدعوه ليأتيه وما هو يأتيه، كذلك لا يستجيب من هو دونه
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {كباسط كفّيه إلى الماء} يدعو الماء بلسانه، ويشير إليه بيده، فلا يأتيه أبدًا.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ.
- قال: وحدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثل حديث الحسين، عن حجّاجٍ.
- قال ابن جريجٍ: وقال الأعرج عن مجاهدٍ: {ليبلغ فاه} قال: يدعوه لأن يأتيه وما هو بآتيه، فكذلك لا يستجيب من دونه
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيءٍ إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} وليس ببالغه حتّى يتمزّع عنقه ويهلك عطشًا قال اللّه تعالى: {وما دعاء الكافرين إلاّ في ضلالٍ} هذا مثلٌ ضربه اللّه، أي هذا الّذي يدعو من دون اللّه هذا الوثن وهذا الحجر، لا يستجيب له بشيءٍ أبدًا، ولا يسوق إليه خيرًا، ولا يدفع عنه سوءًا، حتّى يأتيه الموت، كمثل هذا الّذي بسط ذراعيه إلى الماء ليبلغ فاه ولا يبلغ فاه ولا يصل إليه ذلك حتّى يموت عطشًا.
وقال آخرون: معنى ذلك: والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيءٍ إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء ليتناول خياله فيه، وما هو ببالغٍ ذلك
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه} فقال: هذا مثل المشرك مع اللّه غيره، فمثله كمثل الرّجل العطشان الّذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيدٍ، فهو يريد أن يتناوله ولا يقدر عليه.
وقال آخرون في ذلك ما؛
- حدّثني به محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيءٍ} إلى: {وما دعاء الكافرين إلاّ في ضلالٍ} يقول: مثل الأوثان الّذين يعبدون من دون اللّه كمثل رجلٍ قد بلغه العطش حتّى كربه الموت، وكفّاه في الماء قد وضعهما لا يبلغان فاه، يقول اللّه: لا تستجيب له الآلهة ولا تنفع الّذين يعبدونها حتّى يبلغ كفّا هذا فاه، وما هما ببالغتين فاه أبدًا
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيءٍ إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} قال: لا ينفعونهم بشيءٍ إلاّ كما ينفع هذا بكفّيه، يعني بسطهما إلى ما لا ينال أبدًا
وقال آخرون في ذلك ما؛
- حدّثنا به محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه} وليس الماء ببالغ فاه ما قام باسطًا كفّيه لا يقبضهما {وما هو ببالغه، وما دعاء الكافرين إلاّ في ضلالٍ} قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه لمن اتّخذ من دون اللّه إلهًا أنّه غير نافعه، ولا يدفع عنه سوءًا حتّى يموت على ذلك.
وقوله: {وما دعاء الكافرين إلاّ في ضلالٍ} يقول: وما دعاء من كفر باللّه ما يدعو من الأوثان والآلهة إلاّ في ضلالٍ: يقول: إلاّ في غير استقامةٍ ولا هدًى، لأنّه يشرك باللّه). [جامع البيان: 13/485-491]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد كباسط كفيه إلى الماء يقول يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيديه فلا يأتيه أبدا). [تفسير مجاهد: 326]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 14.
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قوله {له دعوة الحق} قال: التوحيد لا إله إلا الله). [الدر المنثور: 8/412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء من طرق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {له دعوة الحق} قال: شهادة أن لا إله إلا الله.
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {له دعوة الحق} قال: لا إله إلا الله ليست تنبغي لأحد غيره لا ينبغي أن يقال فلان إله بني فلان). [الدر المنثور: 8/413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - في قوله {إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} قال: كالرجل العطشان يمد يده إلى البئر ليرتفع الماء إليه وما هو ببالغه). [الدر المنثور: 8/413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {كباسط كفيه إلى الماء} قال: يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا كذلك لا يستجيب من هو دونه). [الدر المنثور: 8/413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} وليس ببالغه حتى يتمزع عنقه ويهلك عطشا، قال الله تعالى {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} فهذا مثل ضربه الله تبارك وتعالى إن هذا الذي يدعون من دون الله هذا الوثن وهذا الحجر لا يستجيب له بشيء في الدنيا ولا يسوق إليه خيرا ولا يدفع عنه سوءا حتى يأتيه الموت كمثل هذا الذي يبسط ذراعيه إلى الماء ليبلغ فاه ولا يبلغ فاه ولا يصل ذلك إليه حتى يموت عطشا). [الدر المنثور: 8/413-414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله {والذين يدعون من دونه} الآية، قال: الرجل يقعد على شفة البئر فيبسط كفيه إلى قعر البئر ليتناول بهما فيده لا تبلغ الماء والماء لا ينزو إلى يده فكذلك لا ينفعهم ما كانوا يدعون من دون الله). [الدر المنثور: 8/414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن بكير بن معروف - رضي الله عنه - قال: لما قتل قابيل أخاه جعله الله بناصيته في البحر ليس بينه وبين الماء إلا أصبع وهو يجد برد الماء من تحت قدميه ولا يناله، وذلك قول الله {إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} فإذا كان الصيف ضرب عليه سبع حيطان من سموم وإذا كان الشتاء ضرب عليه سبع حيطان من ثلج). [الدر المنثور: 8/414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه} قال: هذا مثل المشرك الذي عبد مع الله غيره فمثله كمثل الرجل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد هو يريد أن يتناوله ولا يقدر عليه). [الدر المنثور: 8/414]

تفسير قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، قال: كان الربيع بن خثيم إذا تلا هذه الآية: {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعًا وكرهًا} [سورة الرعد: 15] قال: بل طوعًا يا رباه). [الزهد لابن المبارك: 2/505]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: كان الرّبيع بن خثيمٍ إذا قرأ السّجدة الّتي في الرّعد قال: طوعًا ربّنا بلى طوعًا [الآية: 15]). [تفسير الثوري: 153]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وظلالهم بالغدو والآصال}. قال: ظلّ الكافر يصلّي وهو لا يصلّي). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 50]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وللّه يسجد من في السّموات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال}.
يقول تعالى ذكره: فإن امتنع هؤلاء الّذين يدعون من دون اللّه الأوثان والأصنام للّه شركاء من إفراد الطّاعة والإخلاص بالعبادة له، فللّه يسجد من في السّموات من الملائكة الكرام ومن في الأرض من المؤمنين به طوعًا، فأمّا الكافرون به فإنّهم يسجدون له كرهًا حين يكرهون على السّجود، كما؛
- حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وللّه يسجد من في السّموات والأرض طوعًا وكرهًا} فأمّا المؤمن فيسجد طائعًا، وأمّا الكافر فيسجد كارهًا
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان قال: كان ربيع بن خيثمٍ إذا تلا هذه الآية: {وللّه يسجد من في السّموات والأرض طوعًا وكرهًا} قال: بلى يا ربّاه
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وللّه يسجد من في السّموات والأرض طوعًا وكرهًا} قال: من دخل طائعًا هذا طوعًا، وكرهًا من لم ير يدخل إلاّ بالسّيف.
وقوله: {وظلالهم بالغدوّ والآصال} يقول: ويسجد أيضًا ظلال كلّ من سجد للّه طوعًا وكرهًا بالغدوات والعشايا، وذلك أنّ ظلّ كلّ شخصٍ فإنّه يفيء بالعشيّ كما قال جلّ ثناؤه: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيء يتفيّؤ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدًا للّه وهم داخرون}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وظلالهم بالغدوّ والآصال} يعني: حين يفيء ظلّ أحدهم عن يمينه أو شماله
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن سفيان، قال في تفسير مجاهدٍ: {وللّه يسجد من في السّموات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} قال: ظلّ المؤمن يسجد طوعًا وهو طائعٌ، وظلّ الكافر يسجد طوعًا وهو كارهٌ
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وظلالهم بالغدوّ والآصال} قال: ذكر أنّ ظلال الأشياء كلّها تسجد له، وقرأ: {سجّدًا للّه وهم داخرون} قال: تلك الظّلال تسجد للّه.
والآصال: جمع أصلٍ، والأصل: جمع أصيلٍ، والأصيل: هو العشيّ، وهو ما بين العصر إلى مغرب الشّمس، قال أبو ذؤيبٍ:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله = وأقعد في أفيائه بالأصائل). [جامع البيان: 13/491-493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 15.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: (ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والأصال) قال: ظل المؤمن يسجد طوعا وهو الطائع لله، وظل الكافر يسجد طوعا وهو كاره). [الدر المنثور: 8/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة: (ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها) . قال: أما المؤمن فيسجد طائعا، وأما الكافر فيسجد كارها، يسجد ظله). [الدر المنثور: 8/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في الآية قال الطائع المؤمن والكاره ظل الكافر). [الدر المنثور: 8/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال} قال: ظل المؤمن يسجد {طوعا} وهو طائع لله وظل الكافر يسجد {كرها} وهو كاره). [الدر المنثور: 8/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها} قال: أما المؤمن فيسجد طائعا.
وأمّا الكافر فيسجد كارها يسجد ظله). [الدر المنثور: 8/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في الآية قال: الطائع المؤمن، والكاره ظل الكافر). [الدر المنثور: 8/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال: يسجد من في السموات طوعا ومن في الأرض طوعا وكرها). [الدر المنثور: 8/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد - رضي الله عنه - في الآية قال: من دخل طائعا هذا طوعا، وكرها: من لم يدخل إلا بالسيف). [الدر المنثور: 8/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن منذر قال: كان ربيع بن خيثم إذا سجد في سجدة الرعد قال: بل طوعا يا ربنا). [الدر المنثور: 8/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وظلالهم بالغدو والآصال} يعني حين يفيء ظل أحدهم عن يمينه أو شماله). [الدر المنثور: 8/416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {وظلالهم بالغدو والآصال} قال: ذكر لنا أن ظلال الأشياء كلها تسجد لله وقرأ (سجدا لله وهم داخرون) (سورة النحل آية 48) قال: تلك الظلال تسجد لله). [الدر المنثور: 8/416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وظلالهم بالغدو والآصال} قال: ظل الكافر يصلي وهو لا يصلي). [الدر المنثور: 8/416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في الآية قال: إذا طلعت الشمس يسجد ظل كل شيء نحو المغرب، فإذا زالت الشمس سجد ظل كل شيء نحو المشرق حتى تغيب). [الدر المنثور: 8/416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - أنه سئل عن قوله {وظلالهم} قال: ألا ترى إلى الكافر فإن ظلاله جسده كله أعضاؤه لله مطيعة غير قلبه). [الدر المنثور: 8/416]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 11:41 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)}


تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هو الّذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً...}:
خوفاً على المسافر وطمعاً للحاضر.
وقوله: {وينشئ السّحاب الثّقال} السحاب وإن كان لفظه واحداً فإنه جمع، واحدته سحابة. جعل نعته على الجمع كقوله: {متّكئين على رفرفٍ خضرٍ وعبقري حسانٍ} ولم يقل: أخضر، ولا حسن، ولا الثقيل، للسحاب. ولو أتى بشيء من ذلك كان صواباً؛ كقوله: {جعل لكم من الشّجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون} فإذا كان نعت شيء من ذا يرجع إلى صغر أو كبر لم تقله إلاّ على تأويل الجمع. فمن ذلك أن تقول: هذا تمر طيّب، ولا تقول تمر
صغير ولا كبير من قبل أن الطّيب عامٌّ فيه، فوحّد، وأن الصغر والكبر والطول والقصر في كل تمرة على حدتها). [معاني القرآن: 2/60-61]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يريكم البرق خوفاً وطمعاً} أي ترهبونه وتطمعون أن يحييكم وأن يغيثكم.
{وينشىّ السّحاب} أي يبدأ السحاب، ويقال: إذا بدأ نشأ). [مجاز القرآن: 1/325]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يريكم البرق خوفا}: ترهبونه {وطعما} لحياتكم وعيشكم.
{ينشئ السحاب}: يبدأ). [غريب القرآن وتفسيره: 191-192]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يريكم البرق خوفاً} للمسافر، {وطمعاً} للمقيم). [تفسير غريب القرآن: 225]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {هو الّذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السّحاب الثّقال}
خوفا للمسافر، لأن في المطر خوفا على المسافر، كما قال الله تعالى: {إن كان بكم أذى من مطر}.
وطمعا للحاضر لانتفاعه بالمطر.
ويجوز أن يكون - واللّه أعلم - {خوفا وطمعا} خوفا لمن يخاف ضرّ المطر، لأنه ليس كل بلد ينتفع فيه بالمطر نحو مصر وما أشبهها، وطمعا لمن يرجو الانتفاع به.
{وينشئ السّحاب الثّقال} أي التي قد ثقلت بالماء). [معاني القرآن: 3/142-143]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا}
قال الحسن ومجاهد وقتادة أي خوفا للمسافر وطمعا للحاضر
والمعنى أن المسافر يخاف من المطر ويتأذى به
قال الله تعالى: {أذى من مطر}
والحاضر المنتفع بالمطر يطمع فيه إذا رأى البرق
ثم قال تعالى: {وينشئ السحاب الثقال}
قال مجاهد التي فيها المطر). [معاني القرآن: 3/481]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خوفا وطمعا} أي خوفا للمسافر، وطمعا للمقيم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 118]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خَوْفًا}: ترهبونه
{وَطَمَعًا}: يرجون مطره
{يُنْشِئُ}: يبدؤه). [العمدة في غريب القرآن: 166]

تفسير قوله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ويسبّح الرّعد بحمده} إما أن يكون اسم ملك قد وكّل بالرّعد وإما أن يكون صوت سحاب واحتجوا بآخر الكلام:
{والملائكة من خيفته} يقال: ألا ترى أن العرب تقول:
جون هزيمٌ رعده أجشّ
ولا يكون هكذا إلا الصوت.
{شديد المحال} أي العقوبة والمكر والنكال، قال الأعشى:
فرع تبعٍ يهتزّ في غصن المجد غزير النّدى شديد المحال
إن يعاقب يكن غراماً وإن يع= ط جزيلاً فإنه لا يبالي
غرام: هلاك وفي القرآن: (إنّ عذابها كان غراماً) أي هلاكاً وقد فسرناه في موضعه، وقال ذو الرّمّة:

أبرّ على الخصوم فليس خصمٌ= ولا خصمان يغلبه جدالا
ولبسٍ بين أقوامٍ فكلٌ=أعدّ له الشّغازب والمحالا
والشّغزبة الالتواء). [مجاز القرآن: 1/325-326]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {شديد المحال} يقال: ماحله محالاً، ومماحلة؛ أي قاواه؛ كأنه يقول شديد المقاواة إذا قووي). [معاني القرآن لقطرب: 769]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {شديد المحال}: من المماحلة وهي المجادلة وفي الحديث" إن هذا القرآن شافع فمشفع وماحل فمصدق ومنه
" اللهم لا تجعل القرآن بنا ماحلا"). [غريب القرآن وتفسيره:192-193]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وهو شديد المحال} أي الكيد والمكر. وأصل المحال: الحيلة. والحول: الحيلة.
قال ذو الرّمة:
وليس بين أقوام فكلّ أعدّ له الشغازب والمحالا).
[تفسير غريب القرآن: 226]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والصاعقة: نار من السحاب، قال الله تعالى: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ}.
وأراها سمّيت صاعقة، لأنها إذا أصابت قتلت، يقال: صعقتهم، أي: قتلتهم). [تأويل مشكل القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ويسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في اللّه وهو شديد المحال}
جاء في التفسير أنه ملك يزجر السحاب، وجائز أن يكون صوت الرعد تسبيحه لأن صوت الرعد من أعظم الأشياء.
وقد قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن من شيء إلّا يسبّح بحمده}.
وخص ذكر الرعد لعظم صوته - واللّه أعلم.
{ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في اللّه}.
جائز أن يكون الواو واو حال.
فيكون المعنى فيصيب بها من يشاء في حال جداله في اللّه، وذلك أنه أتى في التفسير أن رجلا من الجاهلية يقال له " اربد " سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أخبرني عن ربنا أمن نحاس أم حديد؟ فأنزل اللّه عليه صاعقة فقتلته، فعلى هذا يجوز أن يكون الواو واو حال. ويجوز أن يكون: لما تمم الله أوصاف ما يدل على توحيده وقدرته على البعث قال بعد ذلك {وهم يجادلون في اللّه وهو شديد المحال} أي شديد القدرة والعذاب.
ويقال في اللغة ماحلته محالا، إذا قاويته.
حتى يتبين له أيكما أشدّ. والمحل في اللغة الشدة، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 3/143]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته}
روى سفيان عن سالم عن أبي صالح قال الرعد ملك يسبح
وروى عثمان بن الأسود عن مجاهد قال الرعد ملك يسمى الرعد ألا تسمع إلى قوله: {ويسبح الرعد بحمده}
وروى سفيان عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد قال الرعد ملك يزجر السحاب بصوته
وقال عكرمة الرعد ملك يصوت بالسحاب كالحادي بالإبل
وروي أن ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له
وروى مالك عن عامر بن عبد الله عن أبيه كان إذا سمع صوت الرعد لهي من حديثه وقال سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول إن هذا وعيد لأهل الأرض شديد
ثم قال تعالى: {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله}
يجوز أن تكون الواو واو حال أي يصيب بها من يشاء في حال مجادلته
لأنه يروى أن أربد سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخبرنا عن ربنا أهو من نحاس أو من حديد فأرسل الله صاعقة فقتلته
ويجوز أن يكون قوله: {وهم يجادلون في الله} منقطعا من الأول
ثم قال تعالى: {وهو شديد المحال}
قال ابن عباس أي الحول
وقال قتادة أي الحيلة
وقال الحسن المكر
وروي عن الحسن أنه قال أي الهلاك
وهذه أقوال متقاربة وأشبهها بالمعنى والله أعلم أنه الإهلاك لأن المحل الشدة فكأن المعنى شديد العذاب والإهلاك
وقد قال جماعة من أهل اللغة منهم أبو عبيدة وأبو عبيد هو المكر من قولهم محل به وأنشد بيت الأعشى:
فرع نبع يهتز في غصن المجد = غزير الندى شديد المحال
وقال أبو عبيد الشبه بقول ابن عباس أن يكون قرأ شديد المحال بفتح الميم
فأما الأعرج فالمعروف من قراءته المحال بفتح الميم
ومعناه كمعنى الحول من قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله
فأما معنى المكر من الله فهو إيصال المكروه إلى من يستحقه من حيث لا يشعر). [معاني القرآن: 3/482-485]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} قال: والمحال: المكر، والمكر من الله - جل وعز: التدبير بالحق). [ياقوتة الصراط: 280]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {شديد المحال} أي الكيد والمكر، وأصله من الحول، وقيل: من ''محل'' إذا مكر، وفيه اختلاف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 119]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْمِحَالِ}: العقاب). [العمدة في غريب القرآن: 166]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {له دعوة الحقّ...}
لا إله إلا الله {والّذين يدعون من دونه} يعني الأصنام لا تجيب داعيها بشيء إلا كما ينال الظمآن المشرف على ماء ليس معه ما يستقى به.
وذلك قوله عزّ وجلّ: {إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء} ثم بيّن الله عزّ وجلّ ذلك: {ليبلغ فاه وما هو ببالغه}). [معاني القرآن: 2/61]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والّذين يدعون من دونه} مجازه: والذين يدعون غيره من دونه، أي يقصرون عنه. (يدعون) من الدعاء، ومجاز دونه مجاز عنه قال:
أتوعدوى وراء بني رياحٍ= كذبت لتقصرنّ يداك دوني
أي عنّي.
{لا يستجيبون} مجازه: لا يجيبون،
وقال كعب:
وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النّدى= فلم يستجبه عند ذاك مجيب
). [مجاز القرآن: 1/326]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يستجيبون لهم بشيءٍ إلّا كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه} أي لا يصير في أيديهم منه إذا دعوهم إلّا ما يصير في يدي من قبض على الماء ليبلغه فاه. والعرب تقول لمن طلب ما لا يجد: هو كالقابض على الماء.
قال الشاعر:
فإني وإيّاكم وشوقا إليكم كقابض ماء لم تسقه أنامله
لم تسقه: أي لم تحمله، والوسق: الحمل). [تفسير غريب القرآن: 226]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار قوله: {إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ} أراد: كباسط كفيه إلى الماء ليقبض عليه فيبلّغه فاه.
قال ضابئ:
فإنّي وإياكم وشوقاً إليكم = كقابضِ ماءٍ لم تَسِقْهُ أناملُه
و(العرب) تقول لمن تعاطى ما لا يجد منه شيئا: هو كالقابض على الماء). [تأويل مشكل القرآن: 224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {له دعوة الحقّ والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلّا كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلّا في ضلال}
جاء في التفسير: دعوة الحق شهادة أن لا إله إلّا اللّه، وجائز – واللّه أعلم - أن تكون دعوة الحقّ أنه من دعا اللّه موحّدا استجيب له دعاؤه.
{والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء}.
ثم بين الله عزّ وجلّ كيف استجابة الأصنام لأنّهم دعوا الأصنام من دون اللّه فقال: {إلّا كباسط كفّيه إلى الماء}، إلا كما يستجاب الذي يبسط كفّيه إلى الماء يدعو الماء إلى فيه.
والماء لا يستجيب، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن دعاءهم الأصنام كدعاء العطشان الماء إلى بلوغ فيه، {وما هو ببالغه}.
وقال بعضهم: إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه كإنسان على شفير بئر يدعو الماء من قرار البئر ليبلغ فاه، والتفسيران واحد). [معاني القرآن: 3/143-144]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {له دعوة الحق}
روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال لا إله إلا الله
وكذلك قال قتادة والضحاك
ثم قال تعالى: {والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه}
قال مجاهد أي يشير إلى الماء بيده ويدعوه بلسانه
وقال غيره أي الذي يدعو الأصنام بمنزلة القابض على الماء لا يحصل له شيء). [معاني القرآن: 3/485-486]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} قال: معناه: أن يأتي إلى بئر فيها ماء لا ينال إلا بحبل ودلو، فيمد هو يده إلى الماء، فلا يقدر عليه، فضربه الله مثلا للكفار). [ياقوتة الصراط: 281]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه} أي لا يصير في أيديهم منه إذا دعوهم إلا ما يصير في يدي من قبض على الماء ليبلغ فاه).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 119]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعاً وكرهاً...}
فيقال: من الساجد طوعاً وكرهاً من أهل السموات والأرض؟ فالملائكة تسجد طوعاً، ومن دخل في الإسلام رغبة فيه أو ولد عليه من أهل الأرض فهو أيضاً طائع. ومن أكره على الإسلام فهو يسجد كرهاً (وظلالهم) يقول: كل شخصٍ فظلّه بالغداة والعشي يسجد معه. لأن الظلّ يفيء بالعشيّ فيصير فيئاً يسجد.
وهو كقوله: {عن اليمين والشّمائل} في المعنى والله أعلم. فمعنى الجمع والواحد سواء). [معاني القرآن: 2/61]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه} مجازه: إن الذي يبسط كفّه ليقبض على الماء حتى يؤديه إلى فيه لا يتم له ذلك ولا تسقه أنامله أي تجمعه، قال ضابيّ بن الحارث البرجميّ:
فإني وإيّاكم وشوقاً إليكم= كقابض ماءٍ لم تسقه أنامله
يقول: ليس في يدي من ذلك شيء كما أنه ليس في يد القابض على الماء شيء.
وقال:
فأصبحت مما كان بيني وبينها= من الودّ مثل القابض الماء باليد
{بالغدوّ والآصال} أي بالعشىّ. واحدها: أصل وواحد الأصل أصيل وهو ما بين العصر إلى مغرب الشمس،
وقال أبو ذؤيب:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله= وأقعد في أفيائه بالأصائل
وقال النّابغة:
وقفت فيها أصيلالاً أسائلها= عيّت جواباً وما بالرّبع من أحد
أصيلال: تصغير آصال). [مجاز القرآن: 1/327-328]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدوّ والآصال}
وقال: {بالغدوّ والآصال} و{بالعشيّ والإبكار} فجعل "الغدوّ" يدل على الغداة وإنما "الغدوّ" فعلٌ، وكذلك "الإبكار" إنما هو من "أبكر" "إبكاراً"، والذين قالوا (الأبكار) احتجوا بأنهم جمعوا "بكراً" على "أبكار". و"بكرٌ" لا تجمع لأنه اسم ليس بمتمكن وهو أيضاً مصدر مثل "الإبكار" فأما الذين جمعوا فقالوا إنما جمعنا "بكرةً" و"غدوةً". ومثل "البكرة" و"الغدوة" لا يجمع هكذا. لا تجيء "فعلةٌ" و"أفعال" وإنما تجيء "فعلةٌ" و"فعل"). [معاني القرآن: 2/56]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعاً وكرهاً} أي يستسلم وينقاد ويخضع. وقد بينت هذا في تأويل «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 226]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ}، أي يستسلم من في السموات من الملائكة، ومن في الأرض من المؤمنين طوعا، ويستسلم من في الأرض من الكافرين كرها من خوف السيف.
{وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ} مستسلمة). [تأويل مشكل القرآن: 418] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عز وجل: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدوّ والآصال}
جاء في التفسير أن المؤمن يسجد طوعا، والكافر يسجد كرها، وجاء أن من النّاس من دخل في الإسلام طوعا ومنهم من لم يدخل حتى فحص عن رأسه بالسيف، أي فسجد ودخل في الإسلام في أول أمره كرها.
وجائز - واللّه أعلم - أن يكون {طوعا وكرها} أن يكون السّجود الخضوع للّه، فمن الناس من يخضع ويقبل أمر اللّه فيما سهل عليه، ومنهم من تقبّله وإن كان عليه فيه كره.
{وظلالهم بالغدوّ والآصال} أي وتسجد ظلالهم. وجاء في التفسير أن الكافر يسجد لغير اللّه، وظله يسجد للّه، وقيل وظلالهم أشخاصهم، وهذا مخالف للتفسير). [معاني القرآن: 3/144]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها}
قيل من أسلم طوعا ومن لم يسلم حتى فحص عن رأسه بالسيف فكان أول دخوله كرها
وقيل إنما وقع هذا على العموم لأن كل من عبد غير الله فإنما يقصد إلى ما يعظم في قلبه والله العظيم الكبير
والسجود في اللغة الخضوع والانقياد وليس شيء إلا وهو يخضع لله وينقاد له
ثم قال تعالى: {وظلالهم بالغدو والآصال}
يروى أن الكافر يسجد لغير الله وظله يسجد لله وهذا من الانقياد والخضوع
وقيل الظلال ههنا الأشخاص). [معاني القرآن: 3/486-487]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 05:08 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) }
تفسير قوله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) }
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (تفسير قوله تعالى {وهو شديد المحال} [الرعد: 13]
قال: وحدّثنا أبو بكر، عن أبي حاتم، عن ابن الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: معنى قوله عز وجل: {وهو شديد المحال} [الرعد: 13] شديد المكر والعقوبة
وأنشدنا ابن الأنباري لعبد المطلب بن هاشم:

لا هم إن المرء يمنع = رحله فامنع حلالك
لا يغلبنّ صليبهم = ومحالهم غدرًا محالك
وقال الأعشى:
فرع نبعٍ يهتز في غصن المجد = عزير الندى عظيم المحال
معناه عظيم المكر، وقال نابغة بني شيبان:

إنّ من يركب الفواحش سرًّا = حين يخلو بسره غير خالي
كيف يخلو وعنده كاتباه = شاهداه وربّه ذو المحال
وقال الآخر:

أبرّ على الخصوم فليس خصمٌ = ولا خصمان يغلبه جدالا
ولبس بين أقوامٍ فكلٌّ = أعدّ له الشغازب والمحالا
الشغزبية: ضرب من الصراع، يقال: اعتقله الشغزبيّة، وهو أن يدخل المصارع رجله بين رجلي الآخر فيصرعه.
قال أبو بكر سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى النحوي، قال: يقال: المحال مأخوذ من قول العرب: محل فلانٌ بفلان إذا سعى به إلى السلطان وعرّضه لما يوبقه ويهلكه، قال أبو بكر ومن ذلك قولهم في الدعاء: لا تجعل القرآن بنا ماحلًا أي لا تجعله شاهدًا علينا بالتضييع والتقصير.
ومن ذلك قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: القرآن شافع مشفع، وماحل مصدّقٌ، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن كبّه الله على وجهه في النار وروى عن الأعرج أنه قرأ: (شديد المَحَال) [الرعد: 13] ، بفتح الميم، أي شيد الحول، وتفسير ابن عباس يدّل على فتح الميم، لأنه قال: وهو شديد الحول والمحالة في كلام العرب على أربعة معانٍ: المحالة: الحيلة، والمحالة، البكرة التي تعلّق على رأس البئر، والمحالة: الفقرة من فقر الظهر، وجمعها محالٌ، والمحالة مصدر قولهم: حلت بين الشيئين، قال أبو زيد: ماله حيلةٌ ولا محالة ولا محالٌ ولا محيلةٌ ولا محتالٌ ولا احتيالٌ ولا حولٌ ولا حويلٌ، وأنشد: قد أركب الآلة بعد الآلة وأترك العاجز بالجدالة منعفرا ليست له محاله أي حيلة، والجدالة: الأرض، يقال: تركت فلانًا مجدّلًا أي ساقطًا على الجدالة،
وأنشدنا أبو بكر ابن الأنباري:
ما للرجال من القضاء محالةٌ = ذهب القضاء بحيلة الأقوم).
[الأمالي: 2/268-269]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14) }

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (والآصالُ: العَشِيَّاتُ, واحدُها أَصيلٌ). [شرح لامية العرب: --] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (الآصال: من نصف النهار إلى العصر). [مجالس ثعلب: 398] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 09:45 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 09:45 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 09:51 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {هو الذي يريكم} الآية. هذه آية تنبيه على القدرة، "والبرق" روي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مخراق بيد ملك يزجر به السحاب، وهذا أصح ما روي فيه،
[المحرر الوجيز: 5/188]
وروي عن بعض العلماء أنه قال: البرق: اصطكاك الأجرام، وهذا عندي مردود، وقال أبو الجلد في هذه الآية: البرق الماء، وذكره مكي عن ابن عباس، ومعنى هذا القول: أنه لما كان داعية الماء، وكان خوف المسافرين من الماء وطمع المقيم فيه عبر في هذا القول عنه بالماء.
وقوله: {خوفا وطمعا}، من قال ذلك في الماء فهو على ما تقدم، والظاهر أن الخوف إنما هو من صواعق البرق، والطمع في المطر الذي يكون معه، وهو قول الحسن. و"السحاب" جمع سحابة، وكذلك جمع الصفة. و"الثقال" معناه: يحمل الماء، وبذلك فسر قتادة ومجاهد، والعرب تصفها بذلك، ومنه قول قيس بن الخطيم:
فما روضة من رياض القطا ... كأن المصابيح حورانها
بأحسن منها ولا مزنة ... دلوح تكشف أدجانها
والدلوح: المثقلة). [المحرر الوجيز: 5/189]

تفسير قوله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الرعد" ملك يزجر السحاب بصوته، وصوته- هذا المسموع تسبيح، والرعد اسم الملك، وقيل: (الرعد) اسم صوت الملك، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سمع الرعد قال: "اللهم لا تهلكنا بغضبك، ولا تقتلنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك".
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره أنهم كانوا إذا سمعوا الرعد قالوا: "سبحان من سبحت له"، وروي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع الرعد قال: "سبحان من سبح الرعد بحمده"، وقال ابن أبي زكرياء: "من قال إذا سمع الرعد: سبحان الله وبحمده لم تصبه صاعقة"، وقيل في الرعد أيضا: إنه ريح يختنق بين السحاب، وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا عندي فيه نظر، لأنها نزعات الطبيعيين وغيرهم من الملاحدة، وروي أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الملك إذا غضب وزجر السحاب اضطربت من خوفه فيكون البرق، وتحتك فتكون الصواعق.
قوله تعالى: {ويرسل الصواعق} الآية. قيل: إنه أدخلها في التنبيه على القدرة بغير سبب ساق ذلك، وقال ابن جريج: كان سبب نزولها قصة أربد أخي لبيد بن ربيعة، لأمه وعامر بن الطفيل، وكان من أمرهما فيما روي أنهما قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعواه أن يجعل الأمر بعده إلى عامر بن الطفيل ويدخلا في دينه فأبى، فقال عامر: فتكون أنت على أهل المدر وأنا على أهل الوبر -فأبى، فقال له عامر: فماذا تعطيني؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أعطيك أعنة الخيل فإنك رجل فارس، فقال له عامر: والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا حتى آخذك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأبى الله ذلك وأبناء قيلة، فخرجا
[المحرر الوجيز: 5/190]
من عنده، فقال أحدهما لصاحبه: لو قتلناه ما انتطح فيه عنزان، فتآمرا في الرجوع لذلك، فقال عامر لأربد: أنا أشغله لك بالحديث واضربه أنت بالسيف، فجعل عامر يحدثه وأربد لا يصنع شيئا، فلما انصرفا قال له عامر: والله يا أربد لا خفتك أبدا، ولقد كنت أخافك قبل ذلك، فقال له أربد: والله لقد أردت إخراج السيف فما قدرت على ذلك، ولقد كنت أراك بيني وبينه أفأضربك؟ فمضيا للحشد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأصابت أربد صاعقة فقتلته، ففي ذلك يقول لبيد بن ربيعة أخوه:
أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نوء السماك والأسد
فجعني الرعد والصواعق بالـ ... ـفارس يوم الكريهة النجد
فنزلت الآية في ذلك، وروي عن عبد الرحمن بن صحار العبدي أنه بلغه أن جبارا من جبابرة العرب بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم، فقال: أخبروني عن إله محمد، أمن لؤلؤ هو أو من ذهب؟ فنزلت عليه صاعقة ونزلت الآية فيه، وقال مجاهد: إن بعض اليهود جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يناظره، فبينما هو كذلك إذ نزلت صاعقة فأخذت قحف رأسه فنزلت الآية فيه.
وقوله تعالى: {وهم يجادلون في الله}، يجوز أن تكون إشارة إلى جدال اليهودي المذكور، وتكون الواو واو حال، أو إلى جدال الجبار المذكور، ويجوز -إن كانت الآية على غير سبب- أن يكون قوله: {وهم يجادلون في الله} إشارة إلى جميع الكفرة من العرب وغيرهم الذين جلبت لهم هذه التنبيهات.
[المحرر الوجيز: 5/191]
و"المحال": القوة والإهلاك، ومنه قول الأعشى:
فرع نبع يهتز في غصن المجـ ... ـد عظيم الندى شديد المحال
ومنه قول عبد المطلب:
لا يغلبن صليبهم ... ومحالهم عدوا محالك
وقرأ الأعرج، والضحاك: "المحال" بفتح الميم بمعنى المحالة، وهي الحيلة، ومنه قول العرب في "ذكر" المثل: "المرء يعز لا محالة"، وهذا كالاستدراج والمكر ونحوه، وهذه استعارات في ذكر الله تعالى، والميم إذا كسرت أصلية، وإذا فتحت زائدة، ويقال: محل الرجل بالرجل: إذا مكر به وأخذه بسعاية شديدة). [المحرر الوجيز: 5/192]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا
[المحرر الوجيز: 5/192]
ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار}
الضمير في "له" عائد على اسم الله تبارك وتعالى، وقال ابن عباس: " دعوة الحق لا إله إلا الله". وما كان من الشريعة في معناه، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "هي التوحيد"، ويصح أن يكون معناها: له دعوة العباد بالحق ودعاء غيره من الأوثان باطل.
وقوله: "والذين" يراد به ما عبد من دون الله، والضمير في "يدعون" لكفار قريش ونحوهم من العرب، وروى اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء " تدعون من دونه " بالتاء من فوق، و"يستجيبون" بمعنى يجيبون، ومنه قول الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
ومعنى الكلام: والذين يدعونهم الكفار في حوائجهم ومنافعهم لا يجيبون بشيء.
ثم مثل تعالى مثالا لإجاباتهم بالذي يبسط كفيه نحو الماء ويشير إليه بالإقبال إلى فيه، فهو لا يبلغ فمه أبدا، فكذلك إجابة هؤلاء والانتفاع بهم لا يقع. وقوله: "هو" يريد به الماء وهو البالغ، والضمير في "بالغه" للفم، ويصح أن يكون "هو" يريد به الفم وهو البالغ أيضا، والضمير في "بالغه" للماء، لأن الفم لا يبلغ الماء أبدا على تلك الحال، ثم أخبر تعالى عن دعاء الكافرين أنه في ضلال لا يفيد فيه شيء ولا يغني). [المحرر الوجيز: 5/193]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولله يسجد} الآية. يحتمل ظاهر هذه الألفاظ أنه جرى في طريق التنبيه على قدرة الله، وتسخير الأشياء له فقط، ويحتمل أن يكون في ذلك طعن على كفار قريش وحاضري محمد صلى الله عليه وسلم، أي: إن كنتم أنتم لا توقنون ولا تسجدون فإن جميع من
[المحرر الوجيز: 5/193]
في السموات والأرض لهم سجود لله تعالى، وإلى هذا الاحتمال نحا الطبري، و"من" تقع على الملائكة عموما، وسجودهم طوع بلا خلاف، وأما أهل الأرض فالمؤمنون منهم داخلون في من وسجودهم طوع، وأما سجود الكفرة فهو الكره، وذلك على نحوين من هذا المعنى، فإن جعلنا السجود هذه الهيئة المعهودة فالمراد من الكفرة من يضمه السيف إلى الإسلام -كما قال قتادة - فيسجد كرها، إما نفاقا، وإما أن يكون الكره أول حاله فتستمر عليه الصفة وإن صح إيمانه بعد، وإن جعلنا السجود الخضوع والتذلل على حسب ما هو في اللغة كقول الشاعر:
... ... ... ... ... .... ترى الأكم فيه سجدا للحوافر
فيدخل الكفار أجمعون في "من"، لأنه ليس من كافر إلا ويلحقه من التذلل والاستكانة بقدرة الله أنواع أكثر من أن تحصى بحسب رزاياه واعتباراته، وقال النحاس، والزجاج: إن الكره يكون في سجود عصاة المسلمين وأهل الكسل منهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإن كان اللفظ يقتضي هذا فهو قلق من جهة المعنى المقصود بالآية.
وقوله تعالى: {وظلالهم بالغدو والآصال} إخبار عن أن "الظلال" لها سجود لله تعالى بالبكر والعشيات، قال الطبري: وهذا كقوله تعالى: {أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله}، قال: وذلك هو فيؤه بالعشي، وقال مجاهد: "ظل الكافر يسجد طوعا وهو كاره"، وقال ابن عباس: "يسجد ظل الكافر حين يفيء عن يمينه وشماله"، وحكى الزجاج أن بعض الناس قال: إن "الظلال" هنا يراد بها الأشخاص، وضعفه أبو إسحاق. و"الآصال" جمع أصيل، وقرأ أبو
[المحرر الوجيز: 5/194]
مجلز: "والإيصال"، قال أبو الفتح: هو مصدر آصلنا، أي: دخلنا في الأصيل، كأصبحنا وأمسينا. وروي أن الكافر إذا سجد لصنمه فإن ظله يسجد لله تعالى حينئذ). [المحرر الوجيز: 5/195]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 07:44 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 07:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هو الّذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا وينشئ السّحاب الثّقال (12) ويسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في اللّه وهو شديد المحال (13)}
يخبر تعالى أنّه هو الّذي يسخّر البرق، وهو ما يرى من النّور اللّامع ساطعًا من خلل السّحاب.
وروى ابن جريرٍ أنّ ابن عبّاسٍ كتب إلى أبي الجلد يسأله عن البرق، فقال: البرق: الماء.
وقوله: {خوفًا وطمعًا} قال قتادة: خوفًا للمسافر، يخاف أذاه ومشقّته، وطمعًا للمقيم يرجو بركته ومنفعته، ويطمع في رزق اللّه.
{وينشئ السّحاب الثّقال} أي: ويخلقها منشأةً جديدةً، وهي لكثرة مائها ثقيلةٌ قريبةٌ إلى الأرض.
قال مجاهدٌ: والسحاب الثقال: الذي فيه الماء.
{ويسبّح الرّعد بحمده} كما قال تعالى: {وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده} [الإسراء: 44].
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، أخبرني أبي قال: كنت جالسًا إلى جنب حميد بن عبد الرّحمن في المسجد، فمرّ شيخٌ من بني غفارٍ، فأرسل إليه حميدٌ، فلمّا أقبل قال: يا ابن أخي، وسّع له فيما بيني وبينك، فإنّه قد صحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فجاء حتّى جلس فيما بيني وبينه، فقال له حميدٌ: ما الحديث الّذي حدّثتني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال الشّيخ: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ اللّه ينشئ السّحاب، فينطق أحسن النّطق، ويضحك أحسن الضّحك".
والمراد -واللّه أعلم -أنّ نطقها الرعد، وضحكها البرق.
وقال موسى بن عبيدة، عن سعد بن إبراهيم قال: يبعث اللّه الغيث، فلا أحسن منه مضحكًا، ولا آنس منه منطقًا، فضحكه البرق، ومنطقه الرّعد.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا هشام بن عبيد اللّه الرّازيّ، عن محمّد بن مسلمٍ قال: بلغنا أنّ البرق ملكٌ له أربعة وجوهٍ: وجه إنسانٍ، ووجه ثورٍ، ووجه نسرٍ، ووجه أسدٍ، فإذا مصع بذنبه فذاك البرق.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا الحجّاج، حدّثني أبو مطرٍ، عن سالمٍ، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا سمع الرعد والصّواعق قال: "اللّهمّ، لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك".
ورواه التّرمذيّ، والبخاريّ في كتاب الأدب، والنّسائيّ في اليوم واللّيلة، والحاكم في مستدركه، من حديث الحجّاج بن أرطاة، عن أبي مطرٍ -ولم يسمّ به.
وقال [الإمام] أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبيه عن رجلٍ، عن أبي هريرة، رفع الحديث قال: إنّه كان إذا سمع الرّعد قال: "سبحان من يسبّح الرعد بحمده".
وروي عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، أنّه كان إذا سمع صوت الرّعد قال: سبحان من سبّحت له.
وكذا روي عن ابن عبّاسٍ، والأسود بن يزيد، وطاوسٍ: أنّهم كانوا يقولون كذلك.
وقال الأوزاعيّ: كان ابن أبي زكريّا يقول: من قال حين يسمع الرّعد: سبحان اللّه وبحمده، لم تصبه صاعقةٌ.
وعن عبد اللّه بن الزّبير أنّه كان إذا سمع الرّعد ترك الحديث وقال: سبحان الّذي يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ويقول: إنّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهل الأرض. رواه مالكٌ في الموطّأ، والبخاريّ في كتاب الأدب.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا سليمان بن داود الطّيالسيّ، حدّثنا صدقة بن موسى، حدّثنا محمّد بن واسعٍ، عن شتيز بن نهارٍ، عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "قال ربّكم عزّ وجلّ: لو أنّ عبيدي أطاعوني لأسقيتهم المطر باللّيل، وأطلعت عليهم الشّمس بالنّهار، ولما أسمعتهم صوت الرّعد".
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ، حدّثنا أبو كاملٍ الجحدري، حدّثنا يحيى بن كثيرٍ أبو النّضر، حدّثنا عبد الكريم، حدّثنا عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا سمعتم الرّعد فاذكروا اللّه؛ فإنّه لا يصيب ذاكرًا".
وقوله: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء} أي: يرسلها نقمةً ينتقم بها ممّن يشاء، ولهذا تكثر في آخر الزّمان، كما قال الإمام أحمد:
حدّثنا محمّد بن مصعبٍ، حدّثنا عمارة عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه؛ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "تكثر الصّواعق عند اقتراب السّاعة، حتّى يأتي الرّجل القوم فيقول: من صعق تلكم الغداة؟ فيقولون صعق فلانٌ وفلانٌ وفلانٌ".
وقد روي في سبب نزولها ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصليّ:
حدّثنا إسحاق، حدّثنا عليّ بن أبي سارّة الشّيباني، حدّثنا ثابتٌ، عن أنسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث رجلًا مرّةً إلى رجلٍ من فراعنة العرب فقال: "اذهب فادعه لي". قال: فذهب إليه فقال: يدعوك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال له: من رسول اللّه؟ وما اللّه؟ أمن ذهبٍ هو؟ أم من فضّةٍ هو؟ أم من نحاسٍ هو؟ قال: فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره، فقال: يا رسول اللّه، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك، قال لي كذا وكذا. فقال: "ارجع إليه الثّانية". أراه، فذهب فقال له مثلها. فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه، قد أخبرتك أنّه أعتى من ذلك. قال: "ارجع إليه فادعه". فرجع إليه الثّالثة. قال: فأعاد عليه ذلك الكلام. فبينا هو يكلّمه، إذ بعث اللّه، عزّ وجلّ، سحابةً حيال رأسه، فرعدت، فوقعت منها صاعقةٌ، فذهب بقحف رأسه فأنزل اللّه: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في اللّه وهو شديد المحال}
ورواه ابن جريرٍ، من حديث عليّ بن أبي سارّة، به ورواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار، عن عبدة بن عبد اللّه، عن يزيد بن هارون، عن ديلم بن غزوان، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، فذكر نحوه.
وقال: حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، حدّثنا عفّان، حدّثنا أبان بن يزيد، حدثنا أبو عمران الجوقي، عن عبد الرّحمن بن صحار العبديّ: أنّه بلغه أنّ نبيّ اللّه بعثه إلى جبّار يدعوه، فقال: أرأيتم ربّكم، أذهبٌ هو؟ أو فضّةٌ هو؟ ألؤلؤٌ هو؟ قال: فبينا هو يجادلهم، إذ بعث اللّه سحابةً فرعدت فأرسل عليه صاعقةً فذهبت بقحف رأسه، ونزلت هذه الآية.
وقال أبو بكر بن عيّاشٍ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ قال: جاء يهوديٌّ فقال: يا محمّد، أخبرني عن ربّك، [من أيّ شيءٍ هو] من نحاسٍ هو؟ من لؤلؤٍ؟ أو ياقوتٍ؟ قال: فجاءت صاعقةٌ فأخذته، وأنزل اللّه: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء}
وقال قتادة: ذكر لنا أنّ رجلًا أنكر القرآن، وكذّب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأرسل اللّه صاعقةً فأهلكته وأنزل: {ويرسل الصّواعق} الآية.
وذكروا في سبب نزولها قصّة عامر بن الطّفيل وأربد بن ربيعة لمّا قدما على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة، فسألاه أن يجعل لهما نصف الأمر فأبى عليهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال له عامر بن الطّفيل -لعنه اللّه: أما واللّه لأملأنّها عليك خيلًا جردا ورجالًا مردًا. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يأبى اللّه عليك ذلك وأبناء قيلة يعني: الأنصار، ثمّ إنّهما همّا بالفتك بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وجعل أحدهما يخاطبه، والآخر يستلّ سيفه ليقتله من ورائه، فحماه اللّه منهما وعصمه، فخرجا من المدينة فانطلقا في أحياء العرب، يجمعان النّاس لحربه، عليه السّلام فأرسل اللّه على أربد سحابةً فيها صاعقةٌ فأحرقته. وأمّا عامر بن الطّفيل فأرسل اللّه عليه الطّاعون، فخرجت فيه غدّة عظيمةٌ، فجعل يقول: يا آل عامرٍ، غدّة كغدّة البكر، وموتٌ في بيت سلولية ؟ حتّى ماتا لعنهما اللّه، وأنزل الله في مثل ذلك: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء} وفي ذلك يقول لبيد بن ربيعة، أخو أربد يرثيه:
أخشى على أربد الحتوف ولا = أرهب نوء السّماك والأسد
فجعني الرّعد والصّواعق بالـ = فارس يوم الكريهة النّجد
وقال الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا مسعدة بن سعدٍ العطّار، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، حدّثني عبد العزيز بن عمران، حدّثني عبد الرّحمن وعبد اللّه ابنا زيد بن أسلم، عن أبيهما، عن عطاء بن يسارٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ أربد بن قيس بن جزء بن جليد بن جعفر بن كلابٍ، وعامر بن الطّفيل بن مالكٍ، قدما المدينة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فانتهيا إليه وهو جالسٌ، فجلسا بين يديه، فقال عامر بن الطّفيل: يا محمّد، ما تجعل لي إن أسلمت؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لك ما للمسلمين، وعليك ما عليهم". قال عامر بن الطّفيل: أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ليس ذلك لك ولا لقومك، ولكنّ لك أعنّة الخيل". قال: أنا الآن في أعنّة خيل نجدٍ، اجعل لي الوبر ولك المدر. قال رسول اللّه: "لا". فلمّا قفلا من عنده قال عامرٌ: أما واللّه لأملأنّها عليك خيلًا ورجالًا فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يمنعك اللّه". فلمّا خرج أربد وعامرٌ، قال عامرٌ: يا أربد، أنا أشغل عنك محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بالحديث، فاضربه بالسّيف، فإنّ النّاس إذا قتلت محمّدًا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدّية، ويكرهوا الحرب، فنعطيهم الدّية. قال أربد: أفعل. فأقبلا راجعين إليه، فقال عامرٌ: يا محمّد، قم معي أكلّمك. فقام معه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجلسا إلى الجدار، ووقف معه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يكلّمه، وسلّ أربد السّيف، فلمّا وضع يده على السّيف يبست يده على قائم السّيف، فلم يستطع سلّ السّيف، فأبطأ أربد على عامرٍ بالضّرب، فالتفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فرأى أربد، وما يصنع، فانصرف عنهما. فلمّا خرج عامرٌ وأربد من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى إذا كانا بالحرّة، حرّة واقمٍ نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذٍ وأسيد بن حضيرٍ فقالا اشخصا يا عدوّي اللّه، لعنكما اللّه. فقال عامرٌ: من هذا يا سعد؟ قال: هذا أسيد بن حضير الكتائب فخرجا حتّى إذا كانا بالرّقم، أرسل اللّه على أربد صاعقةً فقتلته، وخرج عامرٌ حتّى إذا كان بالخريم، أرسل اللّه قرحةً فأخذته فأدركه اللّيل في بيت امرأةٍ من بني سلولٍ، فجعل يمسّ قرحته في حلقه ويقول: غدّةٌ كغدّة الجمل في بيت سلولية ترغب أن يموت في بيتها! ثمّ ركب فرسه فأحضره حتّى مات عليه راجعًا، فأنزل اللّه فيهما: {اللّه يعلم ما تحمل كلّ أنثى وما تغيض الأرحام} إلى قوله: {وما لهم من دونه من والٍ} [الرّعد: 8 -11]-قال: المعقّبات من أمر اللّه يحفظون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ ذكّر أربد وما قتله به، فقال: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء} الآية.
وقوله: {وهم يجادلون في اللّه} أي: يشكّون في عظمته، وأنّه لا إله إلّا هو، {وهو شديد المحال}
قال ابن جريرٍ: شديدةٌ مماحلته في عقوبة من طغى عليه وعتا وتمادى في كفره.
وهذه الآية شبيهةٌ بقوله: {ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم وقومهم أجمعين} [النّمل: 50، 51].
وعن عليٍّ، رضي اللّه عنه: {وهو شديد المحال} أي: شديد الأخذ. وقال مجاهدٌ: شديد القوّة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 440-445]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({له دعوة الحقّ والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيءٍ إلّا كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلّا في ضلالٍ (14)}
قال عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه: {له دعوة الحقّ} قال: التّوحيد. رواه ابن جريرٍ.
وقال ابن عبّاسٍ، وقتادة، ومالكٌ عن محمّد بن المنكدر: {له دعوة الحقّ} [قال] لا إله إلّا اللّه.
{والّذين يدعون من دونه} أي: ومثل الّذين يعبدون آلهةً غير اللّه. {كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه} قال عليّ بن أبي طالبٍ: كمثل الّذي يتناول الماء من طرف البئر بيده، وهو لا يناله أبدًا بيده، فكيف يبلغ فاه؟.
وقال مجاهدٌ: {كباسط كفّيه} يدعو الماء بلسانه، ويشير إليه [بيده] فلا يأتيه أبدًا.
وقيل: المراد كقابض يده على الماء، فإنّه لا يحكم منه على شيءٍ، كما قال الشّاعر:
فإنّي وإيّاكم وشوقًا إليكم = كقابض ماء لم تسقه أنامله
وقال الآخر:
فأصبحت ممّا كان بيني وبينها = من الودّ مثل القابض الماء باليد
ومعنى الكلام: أنّ هذا الّذي يبسط يده إلى الماء، إمّا قابضًا وإمّا متناولًا له من بعد، كما أنه لا ينتفع بالماء الّذي لم يصل إلى فيه، الّذي جعله محلًّا للشّرب، فكذلك هؤلاء المشركون الّذين يعبدون مع اللّه إلهًا غيره، لا ينتفعون بهم أبدًا في الدّنيا ولا في الآخرة؛ ولهذا قال: {وما دعاء الكافرين إلا في ضلالٍ}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 445-446]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال (15)}
يخبر تعالى عن عظمته وسلطانه الّذي قهر كلّ شيءٍ، ودان له كلّ شيءٍ. ولهذا يسجد له كلّ شيءٍ طوعًا من المؤمنين، وكرها من المشركين، {وظلالهم بالغدوّ} أي: البكر والآصال، وهو جمع أصيلٍ وهو آخر النّهار، كما قال تعالى: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّأ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدًا للّه وهم داخرون} [النّحل: 48]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 446]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة