تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وادخلوا من أبوب متفرقة قال كانوا قد أوتوا صورة وجمالا فخشي عليهم أنفس الناس). [تفسير عبد الرزاق: 1/325]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (67) : قوله تعالى: {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ وما أغني عنكم من الله من شيءٍ إن الحكم إلّا لله عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خلف بن خليفة، قال: نا رجلٌ، من أهل الكوفة، عن إبراهيم - في قوله عزّ وجلّ: {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ... } إلى قوله: {فليتوكّل المتوكّلون} - قال: أحبّ يعقوب أن يلقى أخوة يوسف يوسف في خلوةٍ). [سنن سعيد بن منصور: 5/401]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ، وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ، وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ، إن الحكم إلاّ للّه، عليه توكّلت، وعليه فليتوكّل المتوكّلون}.
يقول تعالى ذكره: قال يعقوب لبنيه لمّا أرادوا الخروج من عنده إلى مصر ليمتاروا الطّعام: يا بنيّ لا تدخلوا مصر من طريقٍ واحدٍ، وادخلوها من أبوابٍ متفرّقةٍ.
وذكر أنّه قال ذلك لهم، لأنّهم كانوا رجالاً لهم جمالٌ وهيئةٌ، فخاف عليهم العين إذا دخلوا جماعةً من طريقٍ واحدٍ وهم ولد رجلٍ واحدٍ، فأمرهم أن يفترقوا في الدّخول إليها، كما؛
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا يزيد الواسطيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ، وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} قال: خاف عليهم العين
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ}. خشي نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم العين على بنيه، كانوا ذوي صورةٍ وجمالٍ
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} قال: كانوا قد أوتوا صورةً وجمالاً، فخشي عليهم أنفس النّاس
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ، وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} قال: خاف يعقوب عليه السّلام عليهم العين.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذٍ قال: أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ} خشي يعقوب على ولده العين
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا زيد بن الحباب، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ: {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ} قال: خشي عليهم العين
- قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: خاف يعقوب صلّى اللّه عليه وسلّم على بنيه العين فقال: {يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ} فيقال: هؤلاء لرجلٍ واحدٍ، ولكن ادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا أجمعوا الخروج يعني ولد يعقوب، قال يعقوب: {يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ، وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} خشي عليهم أعين النّاس لهيئتهم، وأنّهم لرجلٍ واحدٍ
وقوله: {وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ} يقول: وما أقدر أن أدفع عنكم من قضاء اللّه الّذي قد قضاه عليكم من شيءٍ صغيرٍ ولا كبيرٍ، لأنّ قضاءه نافذٌ في خلقه {إن الحكم إلاّ للّه} يقول: ما القضاء والحكم إلاّ للّه دون ما سواه من الأشياء، فإنّه يحكم في خلقه بما يشاء، فينفذ فيهم حكمه، ويقضي فيهم، ولا يردّ قضاؤه
{عليه توكّلت} يقول: على اللّه توكّلت، فوثقت به فيكم، وفي حفظكم عليّ حتّى يردّكم إليّ وأنتم سالمون معافون، لا على دخولكم مصر إذا دخلتموها من أبوابٍ متفرّقةٍ {وعليه فليتوكّل المتوكّلون} يقول: وإلى اللّه فليفوّض أمورهم المفوّضون). [جامع البيان: 13/236-239]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ إن الحكم إلّا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون (67)
قوله تعالى: وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، ثنا محمّد المصفّى، ثنا معاوية بن حفصٍ، عن هشيمٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك وشريكٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ. قال: خاف عليهم العين.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قال: ورهب عليهم أن تصيبهم العين إن دخلوا مصر، فيقال هؤلاء لرجل واحد، قال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ يقول: من طريقٍ واحدٍ.
قوله تعالى: وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ.
- حدّثنا أبي يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، ثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن الحسن بن عمرٍو، عن فضيلٍ، عن إبراهيم: لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ قال: علم أنّه سيلقى إخوته في بعض الأبواب.
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا عبد الرّزّاق ثنا معمرٌ، عن قتادة: وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ قال: كانوا قد أوتوا صورًا، وجمالا، فخشي عليهم أنفس النّاس.
قوله: وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ إن الحكم إلّا لله عليه توكلت.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنبأ سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ إن الحكم إلّا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكل المتوكّلون قال: خشي نبيّ اللّه أنفس النّاس، على بنيه وكانوا ذوي صورةٍ وجمالٍ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2168-2169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 67 - 68.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد} قال: رهب يعقوب عليهم العين). [الدر المنثور: 8/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال: خشي عليهم العين). [الدر المنثور: 8/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال: خشي يعقوب على ولده العين). [الدر المنثور: 8/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال: خاف عليهم العين). [الدر المنثور: 8/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال: كانوا قد أوتوا صورا وجمالا فخشي عليهم أنفس الناس). [الدر المنثور: 8/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - في قوله {وادخلوا من أبواب متفرقة} قال: أحب يعقوب أن يلقى يوسف أخاه في خلوة). [الدر المنثور: 8/287]
تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها} قال: خشي عليهم العين [الآية: 68].
سفيان [الثوري] قال: {وإنه لذو علم لما علمناه} قال: علمناه [الآية: 68]). [تفسير الثوري: 144]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال قتادة: {لذو علمٍ لما علّمناه} [يوسف: 68] : «عاملٌ بما علم»). [صحيح البخاري: 6/75]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال قتادة لذو علم لما علمناه عامل بما علم وصله بن أبي حاتم من طريق بن عيينة عن سعيد بن أبي عروبة عنه بهذا). [فتح الباري: 8/359]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول قتادة فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي ثنا سفيان بن عيينة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله 68 يوسف {وإنّه لذو علم لما علمناه} قال عامل بما علم
وأما قول سعيد بن جبير فقال مسدّد في مسنده ثنا أبو عوانة عن أ بي بشر عن سعيد بن جبير به
ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن مسدّد به). [تغليق التعليق: 4/228]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال قتادة لذو علمٍ عاملٌ بما علم
أشار به إلى قوله تعالى: {وإنّه لذو علم لما علمناه} (يوسف: 68) . . الآية، وفسّر قتادة قوله: لذو علم، بقوله: عامل بما علم. ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه: حدثنا أبو معمر عن إسماعيل بن إبراهيم القطيعي حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي عروبة عن قتادة، والضّمير في: أنه، يرجع إلى يعقوب عليه السّلام، وهذا لا يتّضح إلاّ إذا وقف الشّخص على القضيّة من قوله تعالى: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد} (يوسف: 67) إلى قوله: {ولكن أكثر النّاس لا يعلمون} (يوسف: 72) ). [عمدة القاري: 18/299]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال قتادة) في قوله تعالى: {وإنه} ({لذو علم}) [يوسف: 68] وزاد أبو ذر: لما علمناه أي (عامل بما علم) وصله ابن أبي حاتم والضمير في وأنه ليعقوب كما يرشد إليه قوله: {إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها}). [إرشاد الساري: 7/174]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيءٍ، إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها، وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه، ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: ولمّا دخل ولد يعقوب {من حيث أمرهم أبوهم} وذلك دخولهم مصر من أبوابٍ متفرّقةٍ {ما كان يغني} دخولهم إيّاها كذلك {عنهم } من قضاء {اللّه} الّذي قضاه فيهم فحتمه، {من شيءٍ، إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها} إلاّ أنّهم قضوا وطرًا ليعقوب بدخولهموها من طرق متفرقة فبروا صدره مما كان يخاف عليهم بدخولهم من طريقٍ واحدٍ من العين عليهم، فاطمأنّت نفسه أن يكونوا أوتوا من قبل ذلك، أو نالهم من أجله مكروهٌ، كما؛
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها}: خيفة العين على بنيه.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: أخبرنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا ابن نميرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها} قال: خشية العين عليهم
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: قوله: {إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها} قال: ما تخوّف على بنيه من أعين النّاس لهيئتهم وعدّتهم
وقوله: {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه} يقول تعالى ذكره: وإنّ يعقوب لذو علمٍ لتعليمنا إيّاه.
وقيل معناه: وإنّه لذو حفظٍ لما استودعنا صدره من العلم.
واختلف عن قتادة في ذلك
- فحدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه}: أي ممّا علّمناه
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن سفيان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة: {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه} قال: إنّه لعاملٍ بما علم.
- قال المثنّى: قال إسحاق: قال عبد اللّه: قال سفيان: {إنّه لذو علمٍ} أى عمل بما علّمناه، وقال: من لا يعمل لا يكون عالمًا.
{ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون} يقول جلّ ثناؤه: ولكنّ كثيرًا من النّاس غير يعقوب لا يعلمون ما يعلمه، لأنّا حرمناه ذلك فلم يعلمه). [جامع البيان: 13/239-241]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيءٍ إلّا حاجةً في نفس يعقوب قضاها وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (68)
قوله تعالى: ولمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: ف لما دخلوا على يوسف، قالوا: هذا أخونا الّذي أمرتنا أن نأتيك به، وقد جئناك به.
قوله تعالى: إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: حاجةً في نفس يعقوب قضاها أي: خيفة العين على بنيه.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، قوله: إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها والحاجة الّتي كانت في نفس يعقوب ما تخوّف على بنيه من أنفس النّاس لعدّتهم ولهيئتهم.
قوله عزّ وجلّ وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنبأ سعيدٌ، ثنا قتادة قوله: وإنّه لذو علمٍ وأعلمه أنّ خير العلم ما نفع، وأنّ أفضل الهدى ما اتّبع وأنّ أغوى الضّلالة، الضّلالة بعد الهدى، وإنّما ينتفع بالعلم من علّمه، ثمّ عمل به ولا ينتفع به من علّمه ثمّ تركه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: لما علّمناه أي: ممّا علّمناه.
- حدثنا أبى، ثنا أبو معمرة إسماعيل بن إبراهيم القطيعيّ، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة قوله: وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه قال: عاملٌ لما علم). [تفسير القرآن العظيم: 7/2169-2170]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها قال خيفة العين على بنيه). [تفسير مجاهد: 318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها} قال: خيفة العين على بنيه). [الدر المنثور: 8/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وإنه لذو علم لما علمناه} قال: إنه لعامل بما علم ومن لا يعمل لا يكون عالما). [الدر المنثور: 8/287]