العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يوسف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:01 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يوسف [ الآيتين (41) ، (42) ]

تفسير سورة يوسف
[ الآيتين (41) ، (42) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:01 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عمارة عن إبراهيم عن عبد اللّه {إنّي أراني أعصر خمرا وقال الآخر إن أراني أحمل فوق رأسي خبزا} قال: {أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه} قالا: إنا لم نر شيئا فقال: {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان} [الآية: 36-41]). [تفسير الثوري: 142-143] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}.
يقول جلّ ثناؤه مخبرًا عن قيل يوسف للّذين دخلا معه السّجن: {يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا} هو الّذي رأى أنّه يعصر خمرًا، فيسقي ربّه: يعني سيّده وهو ملكهم، خمرًا: يقول: يكون صاحب شرابه
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فيسقي ربّه خمرًا} قال: سيّده.
وأمّا الآخر، وهو الّذي رأى أنّ على رأسه خبزًا تأكل الطّير منه فيصلب فتأكل الطّير من رأسه؛ فذكر أنّه لمّا عبّر ما أخبراه به أنّهما رأياه في منامهما، قالا له: ما رأينا شيئًا، فقال لهما: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} يقول: فرغ من الأمر الّذي فيه استفتيتما، ووجب حكم اللّه عليكما بالّذي أخبرتكما به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل العلم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عمارة، عن إبراهيم، عن عبد اللّه، قال: قال اللّذان دخلا السّجن على يوسف: ما رأينا شيئًا فقال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ؛ وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن عمارة بن القعقاع، عن إبراهيم، عن عبد اللّه: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} قال: لمّا قالا ما قالا، أخبرهما، فقالا: ما رأينا شيئًا فقال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عمارة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه في الفتيين اللّذين أتيا يوسف والرّؤيا: إنّما كانا تحالما ليجرّباه. فلمّا أوّل رؤياهما قالا: إنّما كنّا نلعب قال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عمارة، عن إبراهيم، عن عبد اللّه، قال: ما رأى صاحبا يوسف شيئًا، إنّما كانا تحالما ليجرّبا علمه؛ فقال أحدهما: إنّي أراني أعصر خمرا، وقال الآخر: إنّي أراني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطّير منه، نبّئنا بتأويله إنّا نراك من المحسنين قال: يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا، وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه. فلمّا عبّر، قالا: ما رأينا شيئًا، قال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} على ما عبّر يوسف
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال لمجلث: أمّا أنت فتصلب فتأكل الطّير من رأسك، وقال لنبو: أمّا أنت فتردّ على عملك، فيرضى عنك صاحبك. {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} أو كما قال
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ: {فيه تستفتيان}
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} عند قولهما: ما رأينا رؤيا إنّما كنّا نلعب قال: قد وقعت الرّؤيا على ما أوّلت.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {الّذي فيه تستفتيان} فذكر مثله). [جامع البيان: 13/166-169]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان (41)
قوله تعالى: يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ ثمّ قال لمجلث: أمّا أنت فتصلب فتأكل الطّير من رأسك، وقال لنبو: أمّا أنت فتردّ على عملك، يرضى عنك صاحبك قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا إسحاق بن إبراهيم حدّثني هشام بن يوسف ثنا ابن جريجٍ لا يأتيكما طعامٌ ترزقانه زعم محمّد بن عبّاسٍ، قال: كره العبارة لهما، فغدا، فقال: لا يأتيكما طعامٌ فلم يدعاه استعبراه، فكره العبارة لمّا وعد فقال يا صاحبي السّجن أأربابٌ متفرّقون خيرٌ حتّى يعلمون فلم يدعاه استعبراه، فعبر لهما يا صاحبي السّجن... لا يأتيكما طعامٌ زادهما هذا ولم يسألاه عنه لأن يعلما أنّ عنده علمًا، وكان الملك إذا أراد قتل أحدٍ أرسل إليه بطعامٍ، ولا يرسل به إلى أحدٍ إلا وهو يريد أن يقتله.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا فيعاد على مكانه وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه ففزعا، وقالا ممّا عبر؟ واللّه ما رأينا شيئًا قال يوسف: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان.
قوله تعالى: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: لمّا قصّا على يوسف، فأخبرهما قالا: إنّا لم نر شيئًا، قال: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان يقول: وقعت العبارة.
- حدّثنا أبي، ثنا نعيم بن حمّادٍ وعليّ بن جعفر بن زيادٍ الأحمر، قالا: ثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عمارة بن القعقاع، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، أنّه قال في الفتيين الذين أتيا يوسف في الرّؤيا: إنّما كذبا ليجرّباه فلمّا أوّل رؤياهما، قالا: إنّا كنّا نلعب، فقال: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال يوسف: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان إن هذا كائن لا بد منه). [تفسير القرآن العظيم: 7/2147-2148]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني الشّيخ أبو بكرٍ أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأ محمّد بن غالبٍ، ثنا موسى بن مسعودٍ، ثنا سفيان، عن عمارة بن القعقاع الضّبّيّ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، " {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} [يوسف: 41] قال: لمّا حكيا ما رأياه، وعبّر يوسف عليه السّلام قال أحدهما: ما رأينا شيئًا. فقال: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان «هذا حديثٌ صحيحٌ ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 41.
أخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال: أتاه فقال: رأيت فيما يرى النائم أني غرست حبة من عنب فنبتت فخرج فيه عناقيد فعصرتهن ثم سقيتهن الملك، فقال: تمكث في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتسقيه خمرا). [الدر المنثور: 8/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {فيسقي ربه خمرا} قال: سيده). [الدر المنثور: 8/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ما رأى صاحبا سجن يوسف عليه السلام شيئا إنما تحاكما إليه ليجربا علمه فلما أول رؤياهما قالا: إنما كنا نلعب ولم نر شيئا فقال {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان} يقول: وقعت العبارة فصار الأمر على ما عبر يوسف عليه السلام). [الدر المنثور: 8/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي مجلز رضي الله عنه قال: كان أحد اللذين قصا على يوسف الرؤيا كاذبا). [الدر المنثور: 8/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان} قال عند قولهما: ما رأينا رؤيا إنما كنا نلعب، قال: قد وقعت الرؤيا على ما أولت). [الدر المنثور: 8/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال: قال يوسف عليه السلام للخباز: إنك تصلب فتأكل الطير من رأسك، وقال لساقيه: أما أنت فترد على عملك فذكر لنا أنهما قالا حين عبر: لم نر شيئا، قال {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان}). [الدر المنثور: 8/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه أنه قرأ {أما أحدكما فيسقي ربه خمرا}). [الدر المنثور: 8/257]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى اذكرني عند ربك قال بلغني أن النبي قال لو لم يستعن يوسف على ربه ما لبث في السجن كل ما لبث). [تفسير عبد الرزاق: 1/323]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلبث في السجن بضع سنين قال بلغنا أنه لبث في السجن سبع سنين). [تفسير عبد الرزاق: 1/323]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أن عمران أبا الهذيل الصنعاني قال سمعت وهب بن منبه يقول أصاب أيوب البلاء سبع سنين ولبث يوسف في السجن سبع سنين وعذب بخت نصر حول في السباع سبع سنين). [تفسير عبد الرزاق: 1/323]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال: قال رسول الله لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ولو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى أشرط عليهم أن يخرجوني ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين أتاه الرسول ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب ولكنه أراد أن يكون له العذر ولولا أنه قال الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث). [تفسير عبد الرزاق: 1/323]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال قتادة لولا أن يوسف استعان على ربه ما لبث في السجن كل الذي لبث). [تفسير عبد الرزاق: 2/4] (م)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (42) : قوله تعالى: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه فلبث في السّجن بضع سنين} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم في قراءة عبد اللّه: {بضع سنين قريبًا}). [سنن سعيد بن منصور: 5/394]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا الحسين بن حريثٍ الخزاعيّ، قال: حدّثنا الفضل بن موسى، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، قال: ولو لبثت في السّجن ما لبث يوسف ثمّ جاءني الرّسول أجبت ثمّ قرأ {فلمّا جاءه الرّسول قال ارجع إلى ربّك فاسأله ما بال النّسوة اللاّتي قطّعن أيديهنّ} قال ورحمة الله على لوطٍ إن كان ليأوي إلى ركنٍ شديدٍ، إذ قال: {قال لو أنّ لي بكم قوّةً أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ} فما بعث اللّه من بعده نبيًّا إلاّ في ذروةٍ من قومه.
حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبدة، وعبد الرّحيم، عن محمّد بن عمرٍو، نحو حديث الفضل بن موسى، إلاّ أنّه قال: ما بعث اللّه بعده نبيًّا إلاّ في ثروةٍ من قومه.
قال محمّد بن عمرٍو: الثّروة: الكثرة والمنعة.
وهذا أصحّ من رواية الفضل بن موسى.
وهذا حديثٌ حسنٌ). [سنن الترمذي: 5/144]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه فلبث في السّجن بضع سنين}.
يقول تعالى ذكره: قال يوسف للّذي علم أنّه ناجٍ من صاحبيه اللّذين استعبراه الرّؤيا {اذكرني عند ربّك} يقول: اذكرني عند سيّدك، وأخبره بمظلمتي وأنّي محبوسٌ بغير جرمٍ كما؛
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال، يعني لنبو: {اذكرني عند ربّك}: أي اذكر للملك الأعظم مظلمتي، وحبسي في غير شيءٍ. قال: أفعل
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {اذكرني عند ربّك} قال للّذي نجا من صاحبي السّجن، يوسف يقول: اذكرني عند الملك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن ابن سابط، {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك} قال: عند ملك الأرض
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {اذكرني عند ربّك} يعني بذلك الملك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك} الّذي نجا من صاحبي السّجن للملك، يقول يوسف له: اذكرني للملك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام بن حوشبٍ، عن إبراهيم التّيميّ، أنّه لمّا انتهى إلى باب السّجن قال له صاحبٌ له. حاجتك أوصني بحاجتك قال: حاجتي أن تذكرني عند ربّك.سوى الرّبّ الّذي ملك يوسف.
وكان قتادة يوجّه معنى الظّنّ في هذا الموضع إلى الظّنّ الّذي هو خلاف اليقين
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك} وإنّما عبارة الرّؤيا بالظّنّ، فيحقّ اللّه ما يشاء ويبطل ما يشاء وهذا الّذي قاله قتادة من أنّ عبارة الرّؤيا ظنٌّ، فإنّ ذلك كذلك من غير الأنبياء. فأمّا الأنبياء فغير جائزٍ منها أن تخبر بخبرٍ عن أمرٍ أنّه كائنٌ ثمّ لا يكون، أو أنّه غير كائنٍ ثمّ يكون مع شهادتها على حقيقة ما أخبرت عنه أنّه كائنٌ أو غير كائنٍ؛ لأنّ ذلك لو جاز عليها في إخبارها لم يؤمن مثل ذلك في كلّ أخبارها، وإذا لم يؤمن ذلك في أخبارها سقطت حجّتها على من أرسلت إليه. فإذا كان ذلك كذلك كان غير جائزٍ عليها أن تخبر بخبرٍ إلاّ وهو حقٌّ وصدقٌ. فمعلومٌ إذ كان الأمر على ما وصفت أنّ يوسف لم يقطع الشّهادة على ما أخبر الفتيين اللّذين استعبراه أنّه كائنٌ، فيقول لأحدهما: {أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه} ثمّ يؤكّد ذلك بقوله: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} عند قولهما: لم تر شيئًا، إلاّ وهو على يقينٍ أنّ ما أخبرهما بحدوثه، وكونه أنّه كائنٌ لا محالة لا شكّ فيه، وليقينه بكون ذلك قال للناجي منهما: {اذكرني عند ربّك} فبيّن إذن بذلك فساد القول الّذي قاله قتادة في معنى قوله: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما}
وقوله: {فأنساه الشّيطان ذكر ربّه} وهذا خبرٌ من اللّه جلّ ثناؤه عن غفلةٍ عرضت ليوسف من قبل الشّيطان نسي لها ذكر ربّه الّذي لو به استغاث لأسرع بما هو فيه خلاصه، ولكنّه زلّ بها، فأطال من أجلها في السّجن حبسه، وأوجع لها عقوبته كما؛
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعيّ، عن بسطام بن مسلمٍ، عن مالك بن دينارٍ، قال: لمّا قال يوسف للسّاقي: {اذكرني عند ربّك} قال: قيل: يا يوسف اتّخذت من دوني وكيلاً؟ لأطيلنّ حبسك فبكى يوسف وقال: يا ربّ أنسى قلبي كثرة البلوى، فقلت كلمةً، فويلٌ لإخوتي
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لولا أنّه يعني يوسف قال الكلمة الّتي قال ما لبث في السّجن طول ما لبث
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا يونس، عن الحسن، قال: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: رحم اللّه يوسف لولا كلمته ما لبث في السّجن طول ما لبث، يعني قوله: {اذكرني عند ربّك} قال: ثمّ يبكي الحسن فيقول: نحن إذا نزل بنا أمرٌ فزعنا إلى النّاس
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك} قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لولا كلمة يوسف ما لبث في السّجن طول ما لبث
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لو لم يقل يعني يوسف الكلمة الّتي قال ما لبث في السّجن طول ما لبث يعني حيث يبتغي الفرج من عند غير اللّه
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: بلغني أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لو لم يستعن يوسف على ربّه ما لبث في السّجن طول ما لبث
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: لولا أنّ يوسف استشفع على ربّه ما لبث في السّجن طول ما لبث، ولكن إنّما عوقب باستشفاعه على ربّه
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: قال له: {اذكرني عند ربّك} قال: فلم يذكره حتّى رأى الملك الرّؤيا؛ وذلك أنّ يوسف أنساه الشّيطان ذكر ربّه، وأمره بذكر الملك، وابتغاء الفرج من عنده. فلبث في السّجن بضع سنين بقوله: {اذكرني عند ربّك}.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه، غير أنّه قال: {فلبث في السّجن بضع سنين} عقوبةً لقوله: {اذكرني عند ربّك}.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثل حديث محمّد بن عمرٍو سواءً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثل حديث المثنّى، عن أبي حذيفة.
وكان محمّد بن إسحاق يقول: إنّما أنسى الشّيطان السّاقي ذكر أمر يوسف لملكهم
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا خرج، يعني الّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما، ردّ على ما كان عليه، ورضي عنه صاحبه. فأنساه الشّيطان ذكر ذلك للملك الّذي أمره يوسف أن يذكره، فلبث يوسف بعد ذلك في السّجن بضع سنين. يقول جلّ ثناؤه: فلبث يوسف في السّجن لقيله للناجي من صاحبي السّجن من القيل: اذكرني عند سيّدك، بضع سنين عقوبةً له من اللّه بذلك.
واختلف أهل التّأويل في قدر البضع الّذي لبث يوسف في السّجن، فقال بعضهم: هو سبع سنين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد أبو عثمان، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: لبث يوسف في السّجن سبع سنين
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فلبث في السّجن بضع سنين} قال: سبع سنين
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا عمران أبو الهذيل الصّنعانيّ، قال: سمعت وهبًا، يقول: أصاب أيّوب البلاء سبع سنين، وترك في السّجن يوسف سبع سنين، وعذّب بختنصّر يجول في السّباع سبع سنين
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: زعموا أنّها، يعني البضع: سبع سنين، كما لبث يوسف.
وقال آخرون: البضع: ما بين الثّلاث إلى التّسع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمان، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، قال: سمعت قتادة، يقول: البضع: ما بين الثّلاث إلى التّسع
- حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {بضع سنين} قال: ما بين الثّلاث إلى التّسع.
وقال آخرون: بل هو ما دون العشر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، قال ابن عبّاسٍ: {بضع سنين} دون العشرة.
وزعم الفرّاء أنّ البضع لا يذكر إلاّ مع عشر، ومع العشرين إلى التّسعين، وهو نيّفٌ ما بين الثّلاثة إلى التّسعة. وقال: كذلك رأيت العرب تفعل، ولا يقولون: بضع ومئةٌ، ولا بضع وألفٌ، وإذا كانت للذكران قيل: بضعٌ.
والصّواب في البضع من الثّلاث إلى التّسع إلى العشر، ولا يكون دون الثّلاث، وكذلك ما زاد على العقد إلى المئة، وما زاد على المئة، فلا يكون فيه بضعٌ). [جامع البيان: 13/169-177]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه فلبث في السّجن بضع سنين (42)
قوله تعالى: وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك.
- حدّثنا أبي، ثنا مسدّدٌ، ثنا خالد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يرحم اللّه يوسف، لولا الكلمة الّتي قالها: اذكرني عند ربّك ما لبث في السّجن ما لبث
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن عليّة، عن يونس، عن الحسن، قال: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: رحم اللّه يوسف، لولا كلمته ما لبث في السّجن طول ما لبث، قال: ثمّ يبكي الحسن، ويقول: إذا نزل بنا أمرٌ فزعنا إلى النّاس.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: اذكرني عند ربّك للّذي نجا من صاحبى السّجن، يوسف يقول: اذكرني للملك فلم يذكره حتّى رأى الملك الرؤيا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ اذكرني عند ربّك أي: الملك الأعظم، مظلمتي وحبسي في غير شيءٍ، قال: أفعل.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عبد السّلام بن مطهّرٍ، ثنا جعفر بن سليمان، عن بسطام بن مسلمٍ، عن مالك بن دينارٍ، عن الحسن قال: لمّا قال يوسف للسّاقي:
اذكرني عند ربّك قيل له يا يوسف، اتّخذت من دوني وكيلا؟ لأطيلنّ حبسك فبكى يوسف وقال: يا ربّ أنسي قلبي من كثرة البلوى فقلت كلمةً فويلٌ لإخوتي.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وقال يوسف للسّاقي اذكرني عند ربّك يعني قوله: وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما.
قوله: فأنساه الشّيطان ذكر ربّه.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: فأنساه الشّيطان ذكر ربّه وذلك أنّ يوسف أنساه الشّيطان ذكر ربّه وأمره بذكر الملك وابتغاء الفرج من عنده فلبث في السّجن بضع سنين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: فلمّا خرج السّاقي ردّ على ما كان عليه، ورضي عنه صاحبه، وأنساه الشّيطان ذكر الملك الّذي أمره يوسف أن يذكره له فلبث يوسف بعد ذلك في السّجن بضع سنين.
قوله: فلبث في السّجن بضع سنين
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي وأبو زرعة قالا: ثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدّميّ، ثنا سلام بن أبي الصّهباء، ثنا ثابتٌ، عن أنسٍ قال: أوحي إلى يوسف، يا يوسف، من استنقذك من الجبّ إذ ألقوك فيه؟ قال: أنت يا ربّ قال: من استنقذك من القتل إذ همّ إخوتك أن يقتلوك؟ قال: أنت يا رب، قال: فمالك نسيتني وذكرت آدميا؟ قال: جزعا بذنبي، وكلمة تكلم بها لساني، قال: وعزّتي لأخلدنّك السّجن بضع سنين، قال: فلبث فيه سبع سنين- وروي عن الثّوريّ مثل ذلك.
- حدّثنا أبي، ثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، ثنا أبو سعيد بن أبي الوضّاح، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: عوقب يوسف ثلاث مرّاتٍ الثّانية: فلقوله: اذكرني عند ربّك فلبث في السّجن بضع سنين عوقب بطول الحبس
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، ثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ فلبث في السّجن بضع سنين قال: البضع من ثلاثةٍ إلى تسعةٍ.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: فلبث في السّجن بضع سنين قال: اثنتا عشرة سنةً.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد المصفّى، ثنا محمّد بن حميرٍ، عن محمّد بن عمر، عن طاوسٍ، والضّحّاك بن مزاحمٍ في قوله: فلبث في السّجن بضع سنين قالا: أربع عشرة سنةً). [تفسير القرآن العظيم: 7/2148-2150]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك يوسف يقول هذا للذي نجا من السجن اذكرني للملك فلم يذكره حتى رأى الملك الرؤيا وذلك لأن يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه وأمره بذكر الملك وابتغاء الفرج من عند الملك فلبث في السجن بضع سنين لقوله اذكرني عند ربك). [تفسير مجاهد: 316]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لبث في السجن بضع سنين وقال البضع ما بين الثلاث إلى التسع). [تفسير مجاهد: 317]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران الأصبهانيّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " عثر يوسف ثلاث عثراتٍ، حين همّ بها فسجن وقوله للرّجل {اذكرني عند ربّك} [يوسف: 42] فلبث في السّجن بضع سنين فأنساه الشّيطان ذكر ربّه، وقوله لهم {إنّكم لسارقون} [يوسف: 70] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/377]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {اذكرني عند ربّك} [يوسف: 42] وغير ذلك.
- عن ابن عبّاسٍ عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: " «عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه واللّه يغفر له، حيث أرسل إليه ليستفتى في الرّؤيا، ولو كنت أنا لم أفعل حتّى أخرج. وعجبت لصبره وكرمه واللّه يغفر له حتّى أتي ليخرج، فلم يخرج حتّى أخبرهم بعذره، ولو كنت أنا لبادرت الباب، ولولا الكلمة لما لبث في السّجن حيث يبتغي [الفرج] من عبدٍ غير اللّه، قوله: " اذكرني عند ربّك».
رواه الطّبرانيّ، وفيه إبراهيم بن يزيد القرشيّ المكّيّ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/39-40]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحيّ حدّثنا مسدّد بن مسرهدٍ حدّثنا خالد بن عبد اللّه حدّثنا محمّد بن عمرٍو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: "رحم اللّه يوسف لولا الكلمة الّتي قالها" {اذكرني عند ربّك} {ما لبث في السجن} ما لبث قلت فذكر الحديث). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/432]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحيّ حدّثنا مسدّد بن مسرهدٍ حدّثنا خالد بن عبد اللّه حدّثنا محمّد بن عمرٍو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: "رحم اللّه يوسف لولا الكلمة الّتي قالها" {اذكرني عند ربّك} {ما لبث في السجن} ما لبث قلت فذكر الحديث). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/432] (م)
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا يحيى بن أبي بكيرٍ ثنا إسرائيل، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: "عيّر يوسف بثلاثٍ: قوله: (اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه) وقوله لإخوته (إنكم لسارقون) (قالوا إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل) قال أبو إسرائيل (وذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) فقال له جبريل: ولا حين هممت؟ فقال: (وما أبرّئ نفسي إنّ النّفس لأمّارةٌ بالسّوء إلا ما رحم ربي) .
هذا إسناد موقوف ضعيف، لضعف خصيف ولاسيما فيما رواه في حقّ الأنبياء وهم معصومون قبل البعثة وبعدها هذا هو الحقّ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/225]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الحارث: حدثنا يحيى ابن أبي (بكيرٍ)، ثنا إسرائيل عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنه قال: عيّر يوسف عليه الصلاة والسلام بقوله: {اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه} وقوله لإخوته: {إنّكم لسارقون (70) }، قالوا: إن يسرق فقد سرق (أخٌ له) من قبل، وقال: ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب، فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام: ولا حين هممت؟ (قال): {وما أبرّئ نفسي} الآية). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/749]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 42.
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن سابط رضي الله عنه {وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك} قال: عند ملك الأرض). [الدر المنثور: 8/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {اذكرني عند ربك} يعني بذلك الملك). [الدر المنثور: 8/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال لما انتهى به إلى باب السجن قال له: أوصني بحاجتك، قال: حاجتي أن تذكرني عند ربك، ينوي الرب الذي ملك يوسف عليه السلام). [الدر المنثور: 8/258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وقال للذي ظن أنه ناج} قال إنما عبارة الرؤيا بالظن فيحق الله ما يشاء ويبطل ما يشاء). [الدر المنثور: 8/258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في كتب العقوبات، وابن جرير والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يقل يوسف عليه السلام الكلمة التي قالها: ما لبث في السجن طول ما لبث، حيث يبتغي الفرج من عند غير الله تعالى). [الدر المنثور: 8/258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنه يعني يوسف قال الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث). [الدر المنثور: 8/258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله يوسف لو لم يقل: اذكرني عند ربك ما لبث في السجن طول ما لبث). [الدر المنثور: 8/258-259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله يوسف لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث قوله اذكرني عند ربك ثم بكى الحسن رضي الله عنه وقال: نحن إذا نزل بنا أمر فزعنا إلى الناس). [الدر المنثور: 8/259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لنا أن النّبيّ اله صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن يوسف استشفع على ربه ما لبث في السجن طول ما لبث، ولكن إنما عوقب باستشفاعه على ربه). [الدر المنثور: 8/259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أنس رضي الله عنه قال: أوحي إلى يوسف: من استنقذك من القتل حين هم إخوتك أن يقتلوك قال: أنت يا رب، قال: فمن استنقذك من الجب إذ ألقوك فيه قال: أنت يا رب، قال: فمن استنقذك من المرأة إذ هممت بها قال: أنت يا رب، قال: فما لك نسيتني وذكرت آدميا قال: جزعا وكلمة تكلم بها لساني، قال: فوعزتي لأخلدنك في السجن بضع سنين، فلبث في السجن بضع سنين). [الدر المنثور: 8/259-260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال: لما قال يوسف عليه السلام للساقي: اذكرني عند ربك قيل له يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا لأطيلن حبسك: فبكى يوسف عليه السلام وقال: يا رب تشاغل قلبي من كثرة البلوى فقلت كلمة). [الدر المنثور: 8/260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك} قال يوسف للذي نجا من صاحبي السجن: اذكرني للملك فلم يذكره حتى رأى الملك الرؤيا وذلك أن يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه وأمره بذكر الملك وابتغاء الفرج من عنده فلبث في السجن بضع سنين عقوبة لقوله {اذكرني عند ربك}). [الدر المنثور: 8/260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فلبث في السجن بضع سنين} قال: بلغنا أنه لبث في السجن سبع سنين). [الدر المنثور: 8/260-261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: أصاب أيوب عليه السلام البلاء سبع سنين وترك يوسف عليه السلام في السجن سبع سنين وعذب بخت نصر خون في السباع سبع سنين). [الدر المنثور: 8/261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فلبث في السجن بضع سنين} اثنتي عشرة سنة). [الدر المنثور: 8/261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش عن الكلبي رضي الله عنه قال: قال يوسف عليه السلام كلمة واحدة حبس بها سبع سنين قال أبو بكر: وحبس قبل ذلك خمس سنين). [الدر المنثور: 8/261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، عن طاووس والضحاك في قوله {فلبث في السجن بضع سنين} قالا: أربع عشرة سنة). [الدر المنثور: 8/261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال: البضع ما بين الثلاث إلى التسع). [الدر المنثور: 8/261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: البضع ما بين الثلاث إلى التسع). [الدر المنثور: 8/262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: البضع دون العشرة). [الدر المنثور: 8/262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: عثر يوسف عليه السلام ثلاث عثرات: قوله اذكرني عند ربك وقوله لإخوته إنكم لسارقون وقوله ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب، فقال له جبريل عليه السلام ولا حين هممت فقال: وما أبرئ نفسي). [الدر المنثور: 8/262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال: ذهب يوسف عليه السلام وهو ابن سبع عشرة ولبث في الجب سبعا وفي السجن سبعا وجمع الطعام في سبعا فيرون أنه التقى هو وأبوه عند ذلك). [الدر المنثور: 8/262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن أبي المليح رضي الله عنه قال: كان دعاء يوسف عليه السلام في السجن اللهم إن كان خلق وجهي عندك فإني أتقرب إليك بوجه يعقوب أن تجعل لي فرجا ومخرجا ويسرا وترزقني من حيث لا أحتسب). [الدر المنثور: 8/262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الله مؤذن الطائف قال: جاء جبريل عليه السلام إلى يوسف عليه السلام فقال: يا يوسف اشتد عليك الحبس قال نعم، قال: قل اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دنياي وأمر آخرتي فرجا ومخرجا وارزقني من حيث لا أحتسب واغفر لي ذنبي وثبت رجائي واقطعه من سواك حتى لا أرجو أحدا غيرك). [الدر المنثور: 8/262-263]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:02 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان...}
ذكروا أنه لما عبّر لهما الرؤيا فقال للآخر: تصلب رجعا عن الرؤيا، فقالا: لم نر شيئاً فقال يوسف: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} ). [معاني القرآن: 2/46]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {أما أحدكما} فلغة أخرى: أيما زيد فمنطلق بالياء؛ فيما زعم يونس.
وقال ابن مقبل:
أيما الأداة ففينا ضمر صنع = حرد عواجر بالإلباب واللجم
وقال الآخر أيضًا:
وأيما مالكم فأخذتموه لحاجتنا وليس له طلاب
[وأنشد محمد بن صالح]:
أيما حكيم فالتمست دماغه = ومقيل هامته بحد المنصل). [معاني القرآن لقطرب: 744]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}
فكان هذا صاحب شراب الملك، فأعلمه أن تأويل ما رأى هو هذا.
ويجوز فيسقي، والأجود فيسقي، تقول سقيته بمنزلة ناولته فشرب.
وأسقيته جعلت له سقيا، تقول أسقيته من كذا وكذا أي جعلت له سقيا.
وقوله عزّ وجلّ: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}.
لمّا تأول لهما الرؤيا قال الذي أنبأه بأنّه يصلب أنه لم ير شيئا فأعلمه أنّ ذلك واقع به وإن لم ير، كما أعلمهما بخبر ما يأتيهما من الطعام). [معاني القرآن: 3/111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا}
أي يكون على شراب الملك
قال عبد الله بن مسعود لما عبر لهما الرؤيا قالا ما رأينا شيئا فقال قضي الأمر الذي فيه تستفتيان
وقال أبو مجلز كان أحدهما صادقا والآخر كاذبا فقال قضي الأمر الذي فيه تستفتيان أي وقع على ما قلت حقا كان أو باطلا). [معاني القرآن: 3/428]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فيسقي ربه} أي: مالكه ومولاه). [ياقوتة الصراط: 274]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأنساه الشّيطان...}.
يقول: أنسى الشيطان يوسف أن يجعل ذكره ومستغاثه إلى الله. ويقال: أنسى الشيطان الساقي أن يذكر أمر يوسف.
وقوله: {ذكر ربّه} يقول: ذكر يوسف لمولاه.
وقوله: {فلبث في السّجن بضع سنين} ذكروا أنه لبث سبعاً بعد خمس والبضع ما دون العشرة). [معاني القرآن: 2/46]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (اذكرني عند ربّك) أي عند سيدك من بني آدم ومولاك وقال:
فإن يك ربّ أذوادٍ بحسمي= اصابوا من لقائك ما أصابوا
قال الأعشى:
ربّي كريم لا يكدّر نعمةً=وإذا تنوشد في المهارق أنشدا
يعني النٌّعمان إذا سئل بالمهارق الكتب، أنشدا: أعطى كقولك: إذا سئل أعطى). [مجاز القرآن: 1/312-311]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {بضع سنين} ما بين خمس إلى سبع.
قال أبو علي: وحكي لنا: ما بين ثلاث إلى خمس). [معاني القرآن لقطرب: 745]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عند ربك}: عند سيدك). [غريب القرآن وتفسيره: 183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اذكرني عند ربّك} أي عند سيدك. قال الأعشى يصف ملكا:
ربي كريم لا يكدر نعمة =وإذا يناشد بالمهارق أنشدا
{فلبث في السّجن بضع سنين} يقال: ما بين الواحد إلى تسعة.
وقال أبو عبيدة: هو ما [لم] يبلغ العقد ولا نصفه. يريد: ما بين الواحد إلى الأربعة). [تفسير غريب القرآن: 217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال للّذي ظنّ أنّه ناج منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه فلبث في السّجن بضع سنين}
أي عند الملك صاحبك.
{فأنساه الشّيطان ذكر ربّه} أنسى يوسف الشيطان أن يذكر اللّه.
{فلبث في السّجن بضع سنين} اختلفوا في البضع فقال بعضهم: البضع ما بين الثلاث إلى الخمس.
وقال قطرب إلى السبع.
وقال الأصمعي وهو القول الصحيح: البضع ما بين الثلاث إلى التسع، واشتقاق البضع والبضعة من قطعت الشيء فمعناه القطعة ممن العدد، فجعل لما دون العشرة من الثلاث إلى التسع). [معاني القرآن: 3/112-111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك}
قال مجاهد عند الملك وذلك معروف في اللغة أن يقال للسيد رب قال الأعشى:
ربي كريم لا يكدر نعمة = وإذا تنوشد بالمهارق أنشدا
وقوله جل وعز: {فأنساه الشيطان ذكر ربه}
قال مجاهد فأنسى يوسف الشيطان ذكر ربه أن يسأله ويتضرع إليه حتى قال لأحد الفتيين اذكرني عند ربك
وروى إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لولا كلمة يوسف يعني قوله: {اذكرني عند ربك} ما لبث في السجن ما لبث
قال ثم يبكي الحسن ويقول نحن ينزل بنا الأمر فنشكوا إلى الناس
وقوله جل وعز: {فلبث في السجن بضع سنين}
روى معمر عن قتادة قال يعني أنه لبث في السجن سبع سنين
وقال وهب أقام أيوب في البلاء سبع سنين وأقام يوسف في السجن سبع سنين
قال الفراء ذكروا أنه لبث سبعا بعد خمس سنين بعد قوله: {اذكرني عند ربك} قال والبضع ما دون العشر
قال الأخفش البضع من واحد إلى عشرة
وقال قتادة البضع يكون بين الثلاث والتسع والعشر وهو قول الأصمعي
قال العتبي قال أبو عبيدة ليس البضع العقد ولا نصف العقد نذهب إلى أنه من الواحد إلى الأربعة
وقال قطرب البضع ما بين الثلاث إلى التسع
قال أبو جعفر قيل أصحهما قول الأصمعي لأن داود بن هند روى عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رحمه الله حين خاطر قريشا في غلبة الروم فارس فمضى ست سنين وقال أبو بكر سيغلبون في بضع سنين فقال النبي صلى الله عليه وسلم كم البضع فقال ما بين الثلاث إلى التسع فخاطرهم أبو بكر وزاد فجاء الخبر بعد ذلك أن الروم قد غلبت فارس). [معاني القرآن: 3/431-428]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقال للذي ظن أنه} أي: تيقن أنه ناج منهما). [ياقوتة الصراط: 274]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {اذكرني عند ربك} أي: عند مولاك ومالكك). [ياقوتة الصراط: 275]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عند ربك} عند سيدك.
و(البضع) من الواحد إلى تسعة، وقيل: هو من الواحد إلى الأربعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَبِّكَ}: سيدك). [العمدة في غريب القرآن: 161]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:04 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) }


تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:04 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:05 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 ذو القعدة 1439هـ/24-07-2018م, 04:27 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نادى {يا صاحبي السجن} ثانية لتجتمع أنفسهما لسماع الجواب، فروي أنه قال لنبو: أما أنت فتعود إلى مرتبتك وسقاية ربك، وقال لمجلث: أما أنت فتصلب، وذلك كله بعد ثلاث، فروي أنهما قالا له: ما رأينا شيئا وإنما تحالمنا لنجربك، وروي أنه لم يقل ذلك إلا الذي حدثه بالصلب، وقيل: كانا رأيا ثم أنكرا.
وقرأت فرقة: "فيسقي ربه" من سقى، وقرأت فرقة: "فيسقى" من أسقى، وهما لغتان لمعنى واحد. وقرأ عكرمة، والجحدري، "فيسقى" بضم الياء وفتح القاف، أي: ما يرويه. وأخبرهما يوسف عليه السلام -عن غيب علمه من قبل الله تعالى- أن الأمر قد قضي ووافق القدر). [المحرر الوجيز: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وقال للذي ظن أنه ناج} الآية. الظن هاهنا بمعنى اليقين؛ لأن ما تقدم من قوله: {قضي الأمر} يلزم ذلك، وهو يقين فيما لم يخرج بعد إلى الوجود، وقال قتادة: الظن هنا على بابه لأن عبارة الرؤيا ظن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقول يوسف عليه السلام: قضي الأمر دال على وحي، ولا يترتب قول قتادة إلا بأن يكون معنى قوله: {قضي الأمر}، أي: قضي كلامي وقلت ما عندي والله أعلم بما يكون بعد.
[المحرر الوجيز: 5/91]
وفي الآية تأويل آخر، وهو: أن يكون "ظن" مسندا إلى الذي قيل له: إنه يسقي ربه خمرا، لأنه دخلته أبهة السرور بما بشر به، وصار في رتبة من يؤمل حين ظن وغلب على معتقده أنه ناج وذلك بخلاف ما نزل بالآخر المعرف بالصلب.
ومعنى الآية: قال يوسف لساقي الملك حين علم أنه سيعود إلى حالته الأولى مع الملك: اذكرني عند الملك، فيحتمل أن يريد أن يذكره بعلمه ومكانته، ويحتمل أن يذكره بمظلمته وما امتحن به بغير حق، أو يذكره بهما.
والضمير في "فأنساه" قيل: هو عائد على يوسف عليه السلام، أي: نسي في ذلك الوقت أن يشتكي إلى الله، وجنح إلى الاعتصام بمخلوق، فروي أن جبريل عليه السلام جاءه فعاتبه عن الله عز وجل في ذلك، وطول سجنه عقوبة على ذلك، وقيل: أوحي إليه: يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا لأطيلن حبسك، وقيل: إن الضمير في "فأنساه" عائد على الساقي، قاله ابن إسحاق، أي: نسي ذكر يوسف عند ربه، فأضاف الذكر إلى ربه إذ هو عنده، والرب - على هذا التأويل: الملك.
والبضع في كلام العرب اختلف فيه -فالأكثر على أنه من الثلاثة إلى العشرة، قاله ابن عباس. وعلى هذا هو فقه مالك رحمه الله في الدعاوي والأيمان، وقال أبو عبيدة: البضع لا يبلغ العقد ولا نصف العقد، وإنما هو من الواحد إلى الأربعة، وقال الأخفش: البضع من الواحد إلى العشرة، وقال قتادة: البضع من الثلاثة إلى التسعة، ويقوي هذا ما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر الصديق في قصة خطره مع قريش في غلبة الروم لفارس: "أما علمت أن البضع من الثلاث إلى التسع؟!"، وقال مجاهد:
[المحرر الوجيز: 5/92]
من الثلاثة إلى السبعة. قال الفراء: ولا يذكر البضع إلا مع العشرات، لا يذكر مع مائة ولا مع ألف، والذي روي في هذه الآية أن يوسف عليه السلام سجن خمس سنين، ثم نزلت له قصة الفتيين، وعوقب على قوله: {اذكرني عند ربك} بالبقاء في السجن سبع سنين، فكانت مدة سجنه اثنتي عشرة سنة، وقيل: عوقب ببقاء سنتين، وقال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث"، ثم بكى الحسن وقال: نحن إذا نزل بنا أمر فزعنا إلى الناس). [المحرر الوجيز: 5/93]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 07:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 07:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان (41)}
يقول لهما: {يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا} وهو الّذي رأى أنّه يعصر خمرًا، ولكنّه لم يعينّه لئلّا يحزن ذاك، ولهذا أبهمه في قوله: {وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه} وهو في نفس الأمر الّذي رأى أنّه يحمل فوق رأسه خبزًا.
ثمّ أعلمهما أنّ هذا قد فرغ منه، وهو واقعٌ لا محالة؛ لأنّ الرّؤيا على رجل طائرٍ ما لم تعبر، فإذا عبّرت وقعت.
وقال الثّوريّ، عن عمارة بن القعقاع عن إبراهيم، عن عبد اللّه قال: لمّا قالا ما قالا وأخبرهما، قالا ما رأينا شيئًا. فقال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}
ورواه محمّد بن فضيلٍ عن عمارة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعودٍ به، وكذا فسّره مجاهدٌ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وغيرهم. وحاصله أنّ من تحلّم بباطلٍ وفسّره، فإنّه يلزم بتأويله، واللّه أعلم، وقد ورد في الحديث الّذي رواه الإمام أحمد، عن معاوية بن حيدة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "الرّؤيا على رجل طائرٍ ما لم تعبر فإذا عبّرت وقعت"
وفي مسند أبي يعلى، من طريق يزيد الرّقاشي، عن أنسٍ مرفوعًا: "الرّؤيا لأوّل عابرٍ"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 390-391]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه فلبث في السّجن بضع سنين (42)}
لمّا ظنّ يوسف، عليه السّلام، نجاة أحدهما -وهو السّاقي -قال له يوسف خفيةً عن الآخر واللّه أعلم، لئلّا يشعره أنّه المصلوب قال له: {اذكرني عند ربّك} يقول: اذكر قصّتي عند ربّك -وهو الملك -فنسي ذلك الموصى أن يذكّر مولاه بذلك، وكان من جملة مكايد الشّيطان، لئلّا يطلع نبيّ اللّه من السّجن.
هذا هو الصّواب أنّ الضّمير في قوله: {فأنساه الشّيطان ذكر ربّه} عائدٌ على النّاجي، كما قال مجاهدٌ، ومحمّد بن إسحاق وغير واحدٍ. ويقال: إنّ الضّمير عائدٌ على يوسف، عليه السّلام، رواه ابن جريرٍ، عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ أيضًا، وعكرمة، وغيرهم. وأسند ابن جريرٍ هاهنا حديثًا فقال:
حدّثنا ابن وكيع، حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "لو لم يقل -يعني: يوسف -الكلمة الّتي قال: ما لبث في السّجن طول ما لبث. حيث يبتغي الفرج من عند غير اللّه".
وهذا الحديث ضعيفٌ جدًّا؛ لأنّ سفيان بن وكيع ضعيفٌ، وإبراهيم بن يزيد -هو الخوزي -أضعف منه أيضًا. وقد روي عن الحسن وقتادة مرسلًا عن كلٍّ منهما، وهذه المرسلات هاهنا لا تقبل لو قبل المرسل من حيث هو في غير هذا الموطن، واللّه أعلم.
وأمّا "البضع"، فقال مجاهدٌ وقتادة: هو ما بين الثّلاث إلى التسع. وقال وهب بن منبّه: مكث أيّوب في البلاء سبعًا ويوسف في السّجن سبعًا، وعذاب بختنصّر سبعًا.
وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما: فلبث في السّجن بضع سنين قال: ثنتا عشرة سنةً. وقال الضّحّاك: أربع عشرة سنةً). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 391-392]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة