تفسير قوله تعالى: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عمارة عن إبراهيم عن عبد اللّه {إنّي أراني أعصر خمرا وقال الآخر إن أراني أحمل فوق رأسي خبزا} قال: {أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه} قالا: إنا لم نر شيئا فقال: {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان} [الآية: 36-41]).
[تفسير الثوري: 142-143] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}.
يقول جلّ ثناؤه مخبرًا عن قيل يوسف للّذين دخلا معه السّجن: {يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا} هو الّذي رأى أنّه يعصر خمرًا، فيسقي ربّه: يعني سيّده وهو ملكهم، خمرًا: يقول: يكون صاحب شرابه
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فيسقي ربّه خمرًا} قال: سيّده.
وأمّا الآخر، وهو الّذي رأى أنّ على رأسه خبزًا تأكل الطّير منه فيصلب فتأكل الطّير من رأسه؛ فذكر أنّه لمّا عبّر ما أخبراه به أنّهما رأياه في منامهما، قالا له: ما رأينا شيئًا، فقال لهما: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} يقول: فرغ من الأمر الّذي فيه استفتيتما، ووجب حكم اللّه عليكما بالّذي أخبرتكما به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل العلم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عمارة، عن إبراهيم، عن عبد اللّه، قال: قال اللّذان دخلا السّجن على يوسف: ما رأينا شيئًا فقال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ؛ وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن عمارة بن القعقاع، عن إبراهيم، عن عبد اللّه: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} قال: لمّا قالا ما قالا، أخبرهما، فقالا: ما رأينا شيئًا فقال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عمارة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه في الفتيين اللّذين أتيا يوسف والرّؤيا: إنّما كانا تحالما ليجرّباه. فلمّا أوّل رؤياهما قالا: إنّما كنّا نلعب قال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عمارة، عن إبراهيم، عن عبد اللّه، قال: ما رأى صاحبا يوسف شيئًا، إنّما كانا تحالما ليجرّبا علمه؛ فقال أحدهما: إنّي أراني أعصر خمرا، وقال الآخر: إنّي أراني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطّير منه، نبّئنا بتأويله إنّا نراك من المحسنين قال: يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا، وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه. فلمّا عبّر، قالا: ما رأينا شيئًا، قال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} على ما عبّر يوسف
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال لمجلث: أمّا أنت فتصلب فتأكل الطّير من رأسك، وقال لنبو: أمّا أنت فتردّ على عملك، فيرضى عنك صاحبك. {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} أو كما قال
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ: {فيه تستفتيان}
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} عند قولهما: ما رأينا رؤيا إنّما كنّا نلعب قال: قد وقعت الرّؤيا على ما أوّلت.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {الّذي فيه تستفتيان} فذكر مثله).
[جامع البيان: 13/166-169]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان (41)
قوله تعالى: يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ ثمّ قال لمجلث: أمّا أنت فتصلب فتأكل الطّير من رأسك، وقال لنبو: أمّا أنت فتردّ على عملك، يرضى عنك صاحبك قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا إسحاق بن إبراهيم حدّثني هشام بن يوسف ثنا ابن جريجٍ لا يأتيكما طعامٌ ترزقانه زعم محمّد بن عبّاسٍ، قال: كره العبارة لهما، فغدا، فقال: لا يأتيكما طعامٌ فلم يدعاه استعبراه، فكره العبارة لمّا وعد فقال يا صاحبي السّجن أأربابٌ متفرّقون خيرٌ حتّى يعلمون فلم يدعاه استعبراه، فعبر لهما يا صاحبي السّجن... لا يأتيكما طعامٌ زادهما هذا ولم يسألاه عنه لأن يعلما أنّ عنده علمًا، وكان الملك إذا أراد قتل أحدٍ أرسل إليه بطعامٍ، ولا يرسل به إلى أحدٍ إلا وهو يريد أن يقتله.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا فيعاد على مكانه وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه ففزعا، وقالا ممّا عبر؟ واللّه ما رأينا شيئًا قال يوسف: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان.
قوله تعالى: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: لمّا قصّا على يوسف، فأخبرهما قالا: إنّا لم نر شيئًا، قال: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان يقول: وقعت العبارة.
- حدّثنا أبي، ثنا نعيم بن حمّادٍ وعليّ بن جعفر بن زيادٍ الأحمر، قالا: ثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عمارة بن القعقاع، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، أنّه قال في الفتيين الذين أتيا يوسف في الرّؤيا: إنّما كذبا ليجرّباه فلمّا أوّل رؤياهما، قالا: إنّا كنّا نلعب، فقال: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال يوسف: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان إن هذا كائن لا بد منه). [تفسير القرآن العظيم: 7/2147-2148]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني الشّيخ أبو بكرٍ أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأ محمّد بن غالبٍ، ثنا موسى بن مسعودٍ، ثنا سفيان، عن عمارة بن القعقاع الضّبّيّ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، " {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} [يوسف: 41] قال: لمّا حكيا ما رأياه، وعبّر يوسف عليه السّلام قال أحدهما: ما رأينا شيئًا. فقال: قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان «هذا حديثٌ صحيحٌ ولم يخرجاه»).
[المستدرك: 2/377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 41.
أخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال: أتاه فقال: رأيت فيما يرى النائم أني غرست حبة من عنب فنبتت فخرج فيه عناقيد فعصرتهن ثم سقيتهن الملك، فقال: تمكث في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتسقيه خمرا).
[الدر المنثور: 8/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {فيسقي ربه خمرا} قال: سيده).
[الدر المنثور: 8/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ما رأى صاحبا سجن يوسف عليه السلام شيئا إنما تحاكما إليه ليجربا علمه فلما أول رؤياهما قالا: إنما كنا نلعب ولم نر شيئا فقال {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان} يقول: وقعت العبارة فصار الأمر على ما عبر يوسف عليه السلام).
[الدر المنثور: 8/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي مجلز رضي الله عنه قال: كان أحد اللذين قصا على يوسف الرؤيا كاذبا).
[الدر المنثور: 8/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان} قال عند قولهما: ما رأينا رؤيا إنما كنا نلعب، قال: قد وقعت الرؤيا على ما أولت).
[الدر المنثور: 8/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال: قال يوسف عليه السلام للخباز: إنك تصلب فتأكل الطير من رأسك، وقال لساقيه: أما أنت فترد على عملك فذكر لنا أنهما قالا حين عبر: لم نر شيئا، قال {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان}).
[الدر المنثور: 8/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه أنه قرأ {أما أحدكما فيسقي ربه خمرا}).
[الدر المنثور: 8/257]
تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى اذكرني عند ربك قال بلغني أن النبي قال لو لم يستعن يوسف على ربه ما لبث في السجن كل ما لبث).
[تفسير عبد الرزاق: 1/323]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلبث في السجن بضع سنين قال بلغنا أنه لبث في السجن سبع سنين).
[تفسير عبد الرزاق: 1/323]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أن عمران أبا الهذيل الصنعاني قال سمعت وهب بن منبه يقول أصاب أيوب البلاء سبع سنين ولبث يوسف في السجن سبع سنين وعذب بخت نصر حول في السباع سبع سنين).
[تفسير عبد الرزاق: 1/323]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال: قال رسول الله لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ولو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى أشرط عليهم أن يخرجوني ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين أتاه الرسول ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب ولكنه أراد أن يكون له العذر ولولا أنه قال الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث).
[تفسير عبد الرزاق: 1/323]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال قتادة لولا أن يوسف استعان على ربه ما لبث في السجن كل الذي لبث).
[تفسير عبد الرزاق: 2/4] (م)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (42) : قوله تعالى: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه فلبث في السّجن بضع سنين} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم في قراءة عبد اللّه: {بضع سنين قريبًا}).
[سنن سعيد بن منصور: 5/394]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا الحسين بن حريثٍ الخزاعيّ، قال: حدّثنا الفضل بن موسى، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، قال: ولو لبثت في السّجن ما لبث يوسف ثمّ جاءني الرّسول أجبت ثمّ قرأ {فلمّا جاءه الرّسول قال ارجع إلى ربّك فاسأله ما بال النّسوة اللاّتي قطّعن أيديهنّ} قال ورحمة الله على لوطٍ إن كان ليأوي إلى ركنٍ شديدٍ، إذ قال: {قال لو أنّ لي بكم قوّةً أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ} فما بعث اللّه من بعده نبيًّا إلاّ في ذروةٍ من قومه.
حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبدة، وعبد الرّحيم، عن محمّد بن عمرٍو، نحو حديث الفضل بن موسى، إلاّ أنّه قال: ما بعث اللّه بعده نبيًّا إلاّ في ثروةٍ من قومه.
قال محمّد بن عمرٍو: الثّروة: الكثرة والمنعة.
وهذا أصحّ من رواية الفضل بن موسى.
وهذا حديثٌ حسنٌ).
[سنن الترمذي: 5/144]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه فلبث في السّجن بضع سنين}.
يقول تعالى ذكره: قال يوسف للّذي علم أنّه ناجٍ من صاحبيه اللّذين استعبراه الرّؤيا {اذكرني عند ربّك} يقول: اذكرني عند سيّدك، وأخبره بمظلمتي وأنّي محبوسٌ بغير جرمٍ كما؛
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال، يعني لنبو: {اذكرني عند ربّك}: أي اذكر للملك الأعظم مظلمتي، وحبسي في غير شيءٍ. قال: أفعل
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {اذكرني عند ربّك} قال للّذي نجا من صاحبي السّجن، يوسف يقول: اذكرني عند الملك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن ابن سابط، {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك} قال: عند ملك الأرض
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {اذكرني عند ربّك} يعني بذلك الملك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك} الّذي نجا من صاحبي السّجن للملك، يقول يوسف له: اذكرني للملك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام بن حوشبٍ، عن إبراهيم التّيميّ، أنّه لمّا انتهى إلى باب السّجن قال له صاحبٌ له. حاجتك أوصني بحاجتك قال: حاجتي أن تذكرني عند ربّك.سوى الرّبّ الّذي ملك يوسف.
وكان قتادة يوجّه معنى الظّنّ في هذا الموضع إلى الظّنّ الّذي هو خلاف اليقين
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك} وإنّما عبارة الرّؤيا بالظّنّ، فيحقّ اللّه ما يشاء ويبطل ما يشاء وهذا الّذي قاله قتادة من أنّ عبارة الرّؤيا ظنٌّ، فإنّ ذلك كذلك من غير الأنبياء. فأمّا الأنبياء فغير جائزٍ منها أن تخبر بخبرٍ عن أمرٍ أنّه كائنٌ ثمّ لا يكون، أو أنّه غير كائنٍ ثمّ يكون مع شهادتها على حقيقة ما أخبرت عنه أنّه كائنٌ أو غير كائنٍ؛ لأنّ ذلك لو جاز عليها في إخبارها لم يؤمن مثل ذلك في كلّ أخبارها، وإذا لم يؤمن ذلك في أخبارها سقطت حجّتها على من أرسلت إليه. فإذا كان ذلك كذلك كان غير جائزٍ عليها أن تخبر بخبرٍ إلاّ وهو حقٌّ وصدقٌ. فمعلومٌ إذ كان الأمر على ما وصفت أنّ يوسف لم يقطع الشّهادة على ما أخبر الفتيين اللّذين استعبراه أنّه كائنٌ، فيقول لأحدهما: {أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرًا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه} ثمّ يؤكّد ذلك بقوله: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} عند قولهما: لم تر شيئًا، إلاّ وهو على يقينٍ أنّ ما أخبرهما بحدوثه، وكونه أنّه كائنٌ لا محالة لا شكّ فيه، وليقينه بكون ذلك قال للناجي منهما: {اذكرني عند ربّك} فبيّن إذن بذلك فساد القول الّذي قاله قتادة في معنى قوله: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما}
وقوله: {فأنساه الشّيطان ذكر ربّه} وهذا خبرٌ من اللّه جلّ ثناؤه عن غفلةٍ عرضت ليوسف من قبل الشّيطان نسي لها ذكر ربّه الّذي لو به استغاث لأسرع بما هو فيه خلاصه، ولكنّه زلّ بها، فأطال من أجلها في السّجن حبسه، وأوجع لها عقوبته كما؛
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعيّ، عن بسطام بن مسلمٍ، عن مالك بن دينارٍ، قال: لمّا قال يوسف للسّاقي: {اذكرني عند ربّك} قال: قيل: يا يوسف اتّخذت من دوني وكيلاً؟ لأطيلنّ حبسك فبكى يوسف وقال: يا ربّ أنسى قلبي كثرة البلوى، فقلت كلمةً، فويلٌ لإخوتي
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لولا أنّه يعني يوسف قال الكلمة الّتي قال ما لبث في السّجن طول ما لبث
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا يونس، عن الحسن، قال: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: رحم اللّه يوسف لولا كلمته ما لبث في السّجن طول ما لبث، يعني قوله: {اذكرني عند ربّك} قال: ثمّ يبكي الحسن فيقول: نحن إذا نزل بنا أمرٌ فزعنا إلى النّاس
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك} قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لولا كلمة يوسف ما لبث في السّجن طول ما لبث
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لو لم يقل يعني يوسف الكلمة الّتي قال ما لبث في السّجن طول ما لبث يعني حيث يبتغي الفرج من عند غير اللّه
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: بلغني أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لو لم يستعن يوسف على ربّه ما لبث في السّجن طول ما لبث
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: لولا أنّ يوسف استشفع على ربّه ما لبث في السّجن طول ما لبث، ولكن إنّما عوقب باستشفاعه على ربّه
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: قال له: {اذكرني عند ربّك} قال: فلم يذكره حتّى رأى الملك الرّؤيا؛ وذلك أنّ يوسف أنساه الشّيطان ذكر ربّه، وأمره بذكر الملك، وابتغاء الفرج من عنده. فلبث في السّجن بضع سنين بقوله: {اذكرني عند ربّك}.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه، غير أنّه قال: {فلبث في السّجن بضع سنين} عقوبةً لقوله: {اذكرني عند ربّك}.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثل حديث محمّد بن عمرٍو سواءً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثل حديث المثنّى، عن أبي حذيفة.
وكان محمّد بن إسحاق يقول: إنّما أنسى الشّيطان السّاقي ذكر أمر يوسف لملكهم
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا خرج، يعني الّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما، ردّ على ما كان عليه، ورضي عنه صاحبه. فأنساه الشّيطان ذكر ذلك للملك الّذي أمره يوسف أن يذكره، فلبث يوسف بعد ذلك في السّجن بضع سنين. يقول جلّ ثناؤه: فلبث يوسف في السّجن لقيله للناجي من صاحبي السّجن من القيل: اذكرني عند سيّدك، بضع سنين عقوبةً له من اللّه بذلك.
واختلف أهل التّأويل في قدر البضع الّذي لبث يوسف في السّجن، فقال بعضهم: هو سبع سنين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد أبو عثمان، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: لبث يوسف في السّجن سبع سنين
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فلبث في السّجن بضع سنين} قال: سبع سنين
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا عمران أبو الهذيل الصّنعانيّ، قال: سمعت وهبًا، يقول: أصاب أيّوب البلاء سبع سنين، وترك في السّجن يوسف سبع سنين، وعذّب بختنصّر يجول في السّباع سبع سنين
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: زعموا أنّها، يعني البضع: سبع سنين، كما لبث يوسف.
وقال آخرون: البضع: ما بين الثّلاث إلى التّسع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمان، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، قال: سمعت قتادة، يقول: البضع: ما بين الثّلاث إلى التّسع
- حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {بضع سنين} قال: ما بين الثّلاث إلى التّسع.
وقال آخرون: بل هو ما دون العشر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، قال ابن عبّاسٍ: {بضع سنين} دون العشرة.
وزعم الفرّاء أنّ البضع لا يذكر إلاّ مع عشر، ومع العشرين إلى التّسعين، وهو نيّفٌ ما بين الثّلاثة إلى التّسعة. وقال: كذلك رأيت العرب تفعل، ولا يقولون: بضع ومئةٌ، ولا بضع وألفٌ، وإذا كانت للذكران قيل: بضعٌ.
والصّواب في البضع من الثّلاث إلى التّسع إلى العشر، ولا يكون دون الثّلاث، وكذلك ما زاد على العقد إلى المئة، وما زاد على المئة، فلا يكون فيه بضعٌ).
[جامع البيان: 13/169-177]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه فلبث في السّجن بضع سنين (42)
قوله تعالى: وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك.
- حدّثنا أبي، ثنا مسدّدٌ، ثنا خالد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يرحم اللّه يوسف، لولا الكلمة الّتي قالها: اذكرني عند ربّك ما لبث في السّجن ما لبث
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن عليّة، عن يونس، عن الحسن، قال: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: رحم اللّه يوسف، لولا كلمته ما لبث في السّجن طول ما لبث، قال: ثمّ يبكي الحسن، ويقول: إذا نزل بنا أمرٌ فزعنا إلى النّاس.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: اذكرني عند ربّك للّذي نجا من صاحبى السّجن، يوسف يقول: اذكرني للملك فلم يذكره حتّى رأى الملك الرؤيا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ اذكرني عند ربّك أي: الملك الأعظم، مظلمتي وحبسي في غير شيءٍ، قال: أفعل.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عبد السّلام بن مطهّرٍ، ثنا جعفر بن سليمان، عن بسطام بن مسلمٍ، عن مالك بن دينارٍ، عن الحسن قال: لمّا قال يوسف للسّاقي:
اذكرني عند ربّك قيل له يا يوسف، اتّخذت من دوني وكيلا؟ لأطيلنّ حبسك فبكى يوسف وقال: يا ربّ أنسي قلبي من كثرة البلوى فقلت كلمةً فويلٌ لإخوتي.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وقال يوسف للسّاقي اذكرني عند ربّك يعني قوله: وقال للّذي ظنّ أنّه ناجٍ منهما.
قوله: فأنساه الشّيطان ذكر ربّه.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: فأنساه الشّيطان ذكر ربّه وذلك أنّ يوسف أنساه الشّيطان ذكر ربّه وأمره بذكر الملك وابتغاء الفرج من عنده فلبث في السّجن بضع سنين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: فلمّا خرج السّاقي ردّ على ما كان عليه، ورضي عنه صاحبه، وأنساه الشّيطان ذكر الملك الّذي أمره يوسف أن يذكره له فلبث يوسف بعد ذلك في السّجن بضع سنين.
قوله: فلبث في السّجن بضع سنين
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي وأبو زرعة قالا: ثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدّميّ، ثنا سلام بن أبي الصّهباء، ثنا ثابتٌ، عن أنسٍ قال: أوحي إلى يوسف، يا يوسف، من استنقذك من الجبّ إذ ألقوك فيه؟ قال: أنت يا ربّ قال: من استنقذك من القتل إذ همّ إخوتك أن يقتلوك؟ قال: أنت يا رب، قال: فمالك نسيتني وذكرت آدميا؟ قال: جزعا بذنبي، وكلمة تكلم بها لساني، قال: وعزّتي لأخلدنّك السّجن بضع سنين، قال: فلبث فيه سبع سنين- وروي عن الثّوريّ مثل ذلك.
- حدّثنا أبي، ثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، ثنا أبو سعيد بن أبي الوضّاح، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: عوقب يوسف ثلاث مرّاتٍ الثّانية: فلقوله: اذكرني عند ربّك فلبث في السّجن بضع سنين عوقب بطول الحبس
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، ثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ فلبث في السّجن بضع سنين قال: البضع من ثلاثةٍ إلى تسعةٍ.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: فلبث في السّجن بضع سنين قال: اثنتا عشرة سنةً.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد المصفّى، ثنا محمّد بن حميرٍ، عن محمّد بن عمر، عن طاوسٍ، والضّحّاك بن مزاحمٍ في قوله: فلبث في السّجن بضع سنين قالا: أربع عشرة سنةً). [تفسير القرآن العظيم: 7/2148-2150]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك يوسف يقول هذا للذي نجا من السجن اذكرني للملك فلم يذكره حتى رأى الملك الرؤيا وذلك لأن يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه وأمره بذكر الملك وابتغاء الفرج من عند الملك فلبث في السجن بضع سنين لقوله اذكرني عند ربك
). [تفسير مجاهد: 316]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لبث في السجن بضع سنين وقال البضع ما بين الثلاث إلى التسع
). [تفسير مجاهد: 317]