تفسير قوله تعالى: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى واستبقا الباب قال استبق هو والمرأة وقدت قميصه من دبر). [تفسير عبد الرزاق: 1/322]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {وألفيا سيدها لدى الباب} فقال: وجد سيّدها لدى الباب [الآية: 25]). [تفسير الثوري: 141]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثني أحمد بن سعيدٍ، حدّثنا بشر بن عمر، حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: {هيت لك} [يوسف: 23]. قال: «وإنّما نقرؤها كما علّمناها» {مثواه} [يوسف: 21] : «مقامه» . {وألفيا} [يوسف: 25] : «وجدا» ، {ألفوا آباءهم} [الصافات: 69] : «ألفينا» وعن ابن مسعودٍ: (بل عجبت ويسخرون) ). [صحيح البخاري: 6/77] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وألفيا وجدا ألفوا آباءهم وألفى قال أبو عبيدة في قوله تعالى وألفيا سيّدها لدى الباب أي وجداه وفي قوله إنّهم ألفوا آباءهم أي وجدوا وفي قوله ألفى أي وجد). [فتح الباري: 8/364] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وألفيا وجد ألفوا باءهم ألفينا
أشار به إلى قوله تعالى: {واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيّدها لدى الباب} (يوسف: 25) ومعنى: ألفيا وجدا، وكذا معنى ألفوا وألفينا. قوله: (واستبقا الباب) يعني: يوسف وزليخا، يعني: تبادرا إلى الباب، أما يوسف ففارا من ركوب الفاحشة، وأما زليخا فطالبة ليوسف ليقضي حاجتها، فأدركته فتعلقت بقميصه من خلفه فقدت، أي: خرقت وشقت من دبر يعني: من خلف لا من قدّام، فلمّا خرجا (ألفيا سيّدها) أي: وجداز وجها قطفير عند الباب جالسا مع ابن عم له، وبقيّة القصّة مشهورة). [عمدة القاري: 18/305] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وألفيا}) أي (وجدا ألفوا آباءهم ألفينا. وعن ابن مسعود) عبد الله مما وصله الحاكم في مستدركه من طريق جرير عن الأعمش في قوله تعالى في سورة الصافات ({بل عجبت ويسخرون}) [الصافات: 12] بضم التاء كما يقرأ هيت بالضم. وعند ابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه قرأ بل عجبت بالرفع وعن سعيد بن جبير بل عجبت الله عجب، وإذا ثبت الرفع فليس لإنكاره معنى بل يحمل على ما يليق به تعالى). [إرشاد الساري: 7/179-180] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبرٍ وألفيا سيّدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ}.
يقول جلّ ثناؤه: واستبق يوسف وامرأة العزيز باب البيت. أما يوسف ففرارًا من ركوب الفاحشة لمّا رأى برهان ربّه فزجره عنها. وأمّا المرأة فطلبها يوسف لتقضي حاجتها منه الّتي راودته عليها، فأدركته فتعلّقت بقميصه، فجذبته إليها مانعةً له من الخروج من الباب، فقدّته من دبرٍ، يعني: شقّته من خلفٍ لا من قدّامٍ، لأنّ يوسف كان هو الهارب وكانت هي الطّالبة كما؛
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {واستبقا الباب} قال: استبق هو والمرأة الباب، {وقدّت قميصه من دبرٍ}
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا رأى برهان ربّه، انكشف عنها هاربًا، واتّبعته، فأخذت قميصه من دبرٍ فشقّته عليه.
وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب} يقول جلّ ثناؤه: وصادفا سيّدها وهو زوج المرأة لدى الباب، يعني: عند الباب
- كالّذي حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا الثّوريّ، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، {وألفيا سيّدها} قال: سيّدها: زوجها، {لدى الباب} قال: عند الباب
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن أشعث، عن الحسن، عن زيد بن ثابتٍ، قال: السّيّد: الزّوج
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب} أي عند الباب
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، {وألفيا سيّدها لدى الباب} قال: جالسًا عند الباب، وابن عمّها معه, فلمّا رأته {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} إنّه راودني عن نفسي، فدفعته عن نفسي، فشققت قميصه قال يوسف: بل هي راودتني عن نفسي، وفررت منها فأدركتني، فشقّت قميصي فقال ابن عمّها: تبيان هذا في القميص، فإن كان القميص، قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين. فأتي بالقميص، فوجده قدّ من دبرٍ {قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين}
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، {وألفيا سيّدها لدى الباب} إطفير قائمًا على باب البيت. {فقالت} وهابته: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ} ولطّخته مكانها بالسّيّئة فرقًا من أن يتّهمها صاحبها على القبيح فقال هو، وصدقه الحديث: {هي راودتني عن نفسي}
وقوله: {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} يقول تعالى ذكره: قالت امرأة العزيز لزوجها لمّا ألفياه عند الباب، فخافت أن يتّهمها بالفجور: ما ثواب رجلٍ أراد بامرأتك الزّنا إلاّ أن يسجن في السّجن أو إلاّ عذابٌ أليمٌ؟ يقول: موجعٌ.
وإنّما قال: {إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ} لأنّ قوله: {إلاّ أن يسجن} بمعنى إلاّ السّجن، فعطف العذاب عليه؛ وذلك أنّ أن وما عملت فيه بمنزلة الاسم). [جامع البيان: 13/101-103]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبرٍ وألفيا سيّدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلّا أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ (25)
قوله تعالى: واستبقا الباب
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمّدٍ، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: فلم يتّعظ بالنّداء، حتّى صكّه جبريل في صدره فطارت كلّ شهوةٍ في رأسه، فخرجت من أنامله، فوثب إلى الباب، فوجده مغلقًا، فرفع يوسف رجله، فضرب بها الباب الأدنى، فانفرج له، فانفرجت له الأبواب الّتي دونه، واتّبعته فأدركته عند آخر بابٍ منها.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة واستبقا الباب قال: واستبق هو والمرأة الباب.
قوله تعالى: وقدّت قميصه من دبرٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا زهيرٌ، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ في قوله: وقدّت قميصه من دبرٍ قال: فوضعت يداها في قميصه، فشقّته حتّى بلغت عظمة ساقيه، وسقط عنه، وتبعته ف ألفيا سيّدها لدى الباب.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن زكريّا أحسبه، عن سماك ابن حربٍ، عن الشّعبيّ قال: كان في قميص يوسف ثلاث آياتٍ: حيث سعى نحو الباب، فأدركته. فشقّ قميصه من خلفه، فعرف الملك أنّه لو كان هو الّذي راودها لكان الشّقّ من بين يديه.
قوله تعالى: وألفيا
- حدّثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان، قال: قال يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة: وفي قراءة عبد اللّه ووجدا سيّدها يعني وألفيا
قوله: سيّدها.
حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ (ح) وحدّثنا أبو زرعة، ثنا قبيصة، عن سفيان، عن عيسى، عن مجاهدٍ وألفيا سيّدها لدى الباب قال: سيّدها: زوجها.
قوله تعالى: لدى الباب
- وبهما، عن مجاهدٍ قوله: لدى الباب قال: عند الباب، وروي عن عكرمة مثل ذلك.
قوله تعالى: قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلا أن يسجن
- حدّثنا أبي، ثنا أبو كريبٍ، ثنا معاوية بن هشامٍ، عن شيبان بن عبد الرّحمن، عن أبي إسحاق، عن نوفٍ قال: ما كان يوسف يريد أن يذكره حتّى قالت امرأة العزيز: ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا فغضب يوسف وقال: هي راودتني، عن نفسي.
قوله: أو عذابٌ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ أو عذابٌ يقول: نكال.
قوله تعالى: أليمٌ
- حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصمٍ النّبيل، حدّثني أبي: عمرو بن الضّحّاك، ثنا أبي، أنا شبيب بن بشرٍ، أنا بشرٌ، أنا عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: عذابٌ أليمٌ قال: كلّ شيءٍ موجعٍ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2126-2128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 25
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {واستبقا الباب} قال: استبق هو والمرأة الباب). [الدر المنثور: 8/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة رضي الله عنه قال: في قراءة عبد الله [ووجدا سيدها] ). [الدر المنثور: 8/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: السيد الزوج). [الدر المنثور: 8/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وألفيا سيدها} قال: زوجها، {لدى الباب} قال: عند الباب). [الدر المنثور: 8/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف الشامي رضي الله عنه قال: ما كان يوسف عليه السلام يريد أن يذكره حتى {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا} فغضب يوسف عليه السلام وقال {هي راودتني عن نفسي}). [الدر المنثور: 8/230-231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إلا أن يسجن أو عذاب أليم} قال: القيد). [الدر المنثور: 8/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: عثر يوسف عليه السلام ثلاث عثرات: حين هم بها فسجن وحين قال: اذكرني عند ربك فلبث في السجن بضع سنين فأنساه الشيطان ذكر ربه وحين قال: إنكم لسارقون، قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل). [الدر المنثور: 8/231]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وشهد شاهد من أهلها قال رجل حكيم من أهلها). [تفسير عبد الرزاق: 1/322]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس وشهد شاهد من أهلها قال ذو لحية). [تفسير عبد الرزاق: 1/322]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ {وشهد شاهد من أهلها} قال: كان رجلا [الآية: 26].
سفيان [الثوري] عن جابر عن ابن أبي مليكة عن ابن عبّاسٍ {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان خاصة للملك). [تفسير الثوري: 141]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين (26) وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين (27) فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: قال يوسف لمّا قذفته امرأة العزيز بما قذفته من إرادته الفاحشة منها مكذّبًا لها فيما قذفته به، ودفعًا لما نسب إليه: ما أنا راودتها عن نفسها، بل هي راودتني عن نفسي.
وقد قيل: إنّ يوسف لم يرد ذكر ذلك لو لم تقذفه عند سيّدها بما قذفته به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا شيبان، عن أبي إسحاق، عن نوفٍ الشّاميّ، قال: ما كان يوسف يريد أن يذكره حتّى {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا}. الآية، قال: فغضب فقال: هي راودتني عن نفسي
وأمّا قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} فإنّ أهل العلم اختلفوا في صفة الشّاهد، فقال بعضهم: كان صبيًّا في المهد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا العلاء بن عبد الجبّار، عن حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: تكلّم أربعةٌ في المهد وهم صغارٌ: ابن ماشطة بنت فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريجٍ، وعيسى ابن مريم عليه السّلام
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي هريرة، قال: عيسى، وصاحب يوسف، وصاحب جريجٍ. يعني تكلّموا في المهد
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زائدة، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: صبيّ
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان في المهد صبيًّا
- حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: حدّثنا أيوب بن جابرٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: صبيّ.
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، بمثله
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيع؛ وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شريكٍ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: كان صبيًّا في مهده
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن حصينٍ، عن هلال بن يسافٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال. صبيّ في المهد
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أبي روّقٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: صبيّ أنطقه اللّه. ويقال: ذو رأي برأيه
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: أخبرنا عفّان، قال: حدّثنا حمّادٌ، قال: أخبرني عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: تكلّم أربعةٌ وهم صغارٌ فذكر فيهم شاهد يوسف
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} يزعمون أنّه كان صبيًّا في الدّار
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: حدّثنا عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان صبيًّا في المهد.
وقال آخرون: كان رجلاً ذا لحيةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان ذا لحيةٍ
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن جابرٍ، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان من خاصّة الملك
- وبه قال: حدّثنا أبي، عن عمران بن حديرٍ، سمع عكرمة، يقول: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: ما كان بصبيٍّ، ولكن كان رجلاً حكيمًا
- حدّثنا سوّار بن عبد اللّه، قال: حدّثنا عبد الملك بن الصّبّاح، قال: حدّثنا عمران بن حديرٍ، عن عكرمة، وذكره عنده: {وشهد شاهدٌ من أهلها} فقالوا: كان صبيًّا، فقال: إنّه ليس بصبيٍّ ولكنّه رجلٌ حكيمٌ
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان رجلاً
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: أخبرنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: ذو لحيةٍ
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: ابن عمّها كان الشّاهد من أهلها
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: ذو لحيةٍ
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو غسّان، قال: حدّثنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان ذا لحيةٍ
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا قيسٌ، عن جابرٍ، عن ابن أبي مليكة، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان من خاصّة الملك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ حكيمٌ كان من أهلها
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ حكيمٌ من أهلها
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان رجلاً
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن بعض أصحابه، عن الحسن، في قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ له رأي أشار برأيه
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: يقال: إنّما كان الشّاهد مشيرًا رجلاً من أهل إطفير، وكان يستعين برأيه. إلاّ أنّه قال: أشهد إن كان قميصه قدّ من قبلٍ لقد صدقت وهو من الكاذبين.
وقيل: معنى قوله: {وشهد شاهدٌ}: حكم حاكمٌ حدّثت بذلك، عن الفرّاء، عن معلّى بن هلالٍ، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ.
وقال آخرون: إنّما عني بالشّاهد القميص المقدود.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: قميصه مشقوقٌ من دبرٍ، فتلك الشّهادة
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قميصه مشقوقٌ من دبرٍ، فتلك الشّهادة
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} لم يكن من الإنس
- قال: حدّثنا حفصٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان من أمر اللّه، ولم يكن إنسيًّا.
والصّواب من القول في ذلك، قول من قال: كان صبيًّا في المهد؛ للخبر الّذي ذكرناه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه ذكر من تكلّم في المهد، فذكر أنّ أحدهم صاحب يوسف. فأمّا ما قاله مجاهدٌ من أنّه القميص المقدود، فما لا معنى له؛ لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبر عن الشّاهد الّذي شهد بذلك أنّه من أهل المرأة فقال: {وشهد شاهدٌ من أهلها} ولا يقال للقميص هو من أهل الرّجل ولا المرأة). [جامع البيان: 13/104-111]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين (26)
قوله تعالى: قال هي راودتني، عن نفسي
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: واشتدّ نحو الباب وألفيا سيّدها جالسًا عند الباب هو وابن عمّ المرأة فلمّا رأته قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلا أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ إنّه راودني، عن نفسي، فدفعته عنّي، فشققت قميصه فقال يوسف: لا بل هي راودتني، عن نفسي فأبيت وفررت منها فأدركتني فأخذت بقميصي فشقّته عليّ.
قوله تعالى: وشهد شاهدٌ من أهلها
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبدة بن سليمان، عن أبي سعدٍ البقّال، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ وشهد شاهدٌ من أهلها قال: صبيّ في المهد- وروي، عن الحسن وسعيد بن جبيرٍ والضّحّاك نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق ، أنا إسرائيل، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ذو لحيةٍ
- وروي، عن مجاهدٍ أنّه كان رجلا.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا المحاربيّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ليس من الإنس.
- حدّثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا حفص بن غياثٍ، عن ليث، عن مجاهدٍ وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ليس بإنسيٍّ ولا جانٍّ، هو: خلقٌ من خلق اللّه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ذكر لنا أنّه رجلٌ حكيمٌ من أهلها- وروي عن عكرمة مثل ذلك.
- حدّثنا أحمد بن الحسين بن عبّاد البغداديّ، ثنا عفّان، ثنا عبد الوارث، عن يونس، عن الحسن وشهد شاهدٌ من أهلها قال: رجلٌ له فهمٌ وعلمٌ.
قوله تعالى: من أهلها
- حدّثنا محمّد بن الوزير، ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان ، عن جابرٍ، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ، وشهد شاهدٌ من أهلها قال: كان من خاصّة الملك.
- وحدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن المثنّى، ثنا إبراهيم بن سليمان، ثنا محمّد بن أبان قال: سألت زيد بن أسلم، عن قوله: وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ابن عمٍّ كان لها حكيمًا.
قوله تعالى: إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا يعلى، ثنا زكريّا، عن سماك بن حربٍ، عن عامرٍ قال: كان في قميص يوسف ثلاث آياتٍ: حين قدّ قميصه من دبرٍ، وحين ألقي على وجه أبيه فارتدّ بصيرًا، وحين جاؤ على قميصه بدمٍ كذبٍ، عرف أنّ الذّئب لو أكله خرق قميصه.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: وشهد شاهدٌ من أهلها: رجلٌ حكيمٌ كان من أهلها، فقال: القميص يقضي بينكما، إن كان قميصه قدّ من قبلٍ، فصدقت وهو من الكاذبين.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق: يقال: إنّ الشّاهد مشيوا، رجلٌ من أهل أطيفير، كان يستعين برأيه ويسمع منه إلا أنّه قال: أشهد إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين، وذلك أنّ الرّجل إنّما يريد المرأة مقبلا، وذلك أنّ الرّجل لا يأتي المرأة مدبرًا، وقال: إنّه لا ينبغي أن يكون في الحقّ إلا ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 7/2128-2130]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وشهد شاهد من أهلها قال يعني قميصه أي القميص هو الشاهد والشاهد إن كان مشقوقا من دبره فتلك الشهادة). [تفسير مجاهد: 314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 26 - 28.
أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {وشهد شاهد} قال: حكم حاكم). [الدر المنثور: 8/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: صبي في المهد). [الدر المنثور: 8/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {وشهد شاهد من أهلها} قال: صبي أنطقه الله كان في الدار). [الدر المنثور: 8/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تكلم أربعة وهم صغار: ابن ماشطة فرعون وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم). [الدر المنثور: 8/231-232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عيسى وصاحب يوسف وصاحب جريج تكلموا في المهد). [الدر المنثور: 8/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جريج، وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: كان صبيا في المهد). [الدر المنثور: 8/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: كان رجلا ذا لحية). [الدر المنثور: 8/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: كان من خاصة الملك). [الدر المنثور: 8/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: رجل له عقل وفهم). [الدر المنثور: 8/232-233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: ابن عم لها كان حكيما). [الدر المنثور: 8/233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: ذكر لنا أنه رجل حكيم من أهلها، قال: القميص يقضي بينهما إن كان قميصه قد إلى آخره.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 8/233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: ليس بإنسي ولا جان هو خلق من خلق الله، وفي لفظ قال: قميصه مشقوق من دبر فتلك الشهادة). [الدر المنثور: 8/233]
تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين} لأنّ المطلوب إذا كان هاربًا فإنّما يؤتى من قبل دبره، فكان معلومًا أنّ الشّقّ لو كان من قبلٍ لم يكن هاربًا مطلوبًا، ولكن كان يكون طالبًا ممنوعا مدفوعًا، وكان يكون ذلك شهادةٌ على كذبه
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال: أشهد إن كان قميصه قدّ من قبلٍ لقد صدقت وهو من الكاذبين، وذلك أنّ الرّجل إنّما يريد المرأة مقبلاً. {وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} وذلك أنّ الرّجل لا يأتي المرأة من دبرٍ. وقال: إنّه لا ينبغي أن يكون في الحقّ إلاّ ذاك. فلمّا رأى إطفير قميصه قدّ من دبرٍ عرف أنّه من كيدها، فقال: {إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ}
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال: يعني الشّاهد من أهلها: القميص يقضي بينهما {إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ}.
وإنّما حذفت أن الّتي تتلقّى بها الشّهادة، لأنّه ذهب بالشّهادة إلى معنى القول، كأنّه قال: وقال قائلٌ من أهلها: إن كان قميصه، كما قيل: {يوصيكم اللّه في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين} لأنّه ذهب بالوصيّة إلى القول). [جامع البيان: 13/111-112]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين (27)
قوله تعالى: وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصادقين
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، فقال ابن عمّها: في القميص تبيان الأمر انظروا إن كان قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين فلمّا أتى بالقميص وجد قد قدّ من دبرٍ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه قال: كان في قميص يوسف عليه السلام ثلاث آيات: حين قد قميصه من دبر وحين ألقي على وجه أبيه فارتد بصيرا وحين جاؤوا على قميصه بدم كذب عرف أن الذئب لو أكله خرق قميصه). [الدر المنثور: 8/233]
تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ} خبرٌ عن زوج المرأة، وهو القائل لها: إنّ هذا الفعل من كيدكنّ: أي صنيعكنّ، يعني من صنيع النّساء، إنّ كيدكنّ عظيمٌ. وقيل: إنّه خبرٌ عن الشّاهد أنّه القائل ذلك). [جامع البيان: 13/113]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ (28)
قوله تعالى: فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنّه من كيدكن إن كيدكن عظيم
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال: فلمّا رأى أطيفير قميصه قدّ من دبرٍ عرف أنّه من كيدها قال: إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه قال: كان في قميص يوسف عليه السلام ثلاث آيات: حين قد قميصه من دبر وحين ألقي على وجه أبيه فارتد بصيرا وحين جاؤوا على قميصه بدم كذب عرف أن الذئب لو أكله خرق قميصه). [الدر المنثور: 8/233] (م)
تفسير قوله تعالى: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين}.
وهذا فيما ذكر عن ابن عبّاسٍ، خبرٌ من اللّه تعالى ذكره عن قيل الشّاهد أنّه قال للمرأة وليوسف.
يعني بقوله: {يوسف} يا يوسف {أعرض عن هذا} يقول: أعرض عن ذكر ما كان منها إليك، فيما راودتك عليه فلا تذكره لأحدٍ كما؛
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {يوسف أعرض عن هذا} قال: لا تذكره.
{واستغفري} أنت زوجك، يقول: سليه أن لا يعاقبك على ذنبك الّذي أذنبت، وأن يصفح عنه فيستره عليك {إنّك كنت من الخاطئين} يقول: إنّك كنت من المذنبين في مراودة يوسف عن نفسه، يقال منه: خطئ في الخطيئة يخطأ خطأً وخطئًا، كما قال جلّ ثناؤه: إنّه {كان خطئًا كبيرًا} والخطأ في الأمر.
وحكي في الصّواب أيضًا الصّوب، والصّوب كما قال الشّاعر:
لعمرك إنّما خطئي وصوبي = عليّ وإنّ ما أهلكت مال
وينشد بيت أميّة:
عبادك يخطئون وأنت ربٌّ = بكفّيك المنايا والحتوم
من خطئ الرّجل.
وقيل: {إنّك كنت من الخاطئين} ولم يقل: من الخاطئات، لأنّه لم يقصد بذلك قصد الخبر عن النّساء، وإنّما قصد به الخبر عمّن يفعل ذلك فيخطئ). [جامع البيان: 13/113-114]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين (29)
قوله تعالى: يوسف أعرض عن هذا
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: يوسف أعرض عن هذا: الأمر والحديث.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنا أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: يوسف أعرض عن هذا قال: لا تذكره.
قوله تعالى: واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ، حدّثني أبي عن قرّة، عن الحسن في قوله: واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين قال: حلمًا.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: واستغفري لذنبك أيّتها المرأة إنّك كنت من الخاطئين.
- حدّثنا عبد اللّه ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ عن السّدّيّ واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين يقول: لا تعودنّ لذنبك). [تفسير القرآن العظيم: 7/2130-2131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 29.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يوسف أعرض عن هذا} قال: عن هذا الأمر والحديث {واستغفري لذنبك} أيتها المرأة). [الدر المنثور: 8/234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {يوسف أعرض عن هذا} قال: لا تذكره). [الدر المنثور: 8/234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله {واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين} قال: حلما). [الدر المنثور: 8/234]