الأسماء الحسنى مترادفة باعتبار دلالتها على الذات ومتباينة باعتبار دلالتها على الصفات
قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( [فصلٌ]: (ويَجِبُ أن يُعْلَمَ هنا أُمورٌ:
[أحدُها]: (أنَّ أسماءَهُ الْحُسْنَى لها اعتبارانِ:
اعتبارٌ مِنْ حيثُ الذاتُ.
واعتبارٌ مِنْ حيثُ الصِّفَاتُ.
فهيَ بالاعتبارِ الأوَّلِ مُترادِفَةٌ، وبالاعتبارِ الثاني مُتبايِنَةٌ) ([9]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]
(9) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 162).
وقال -رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى- في جلاءِ الأفهامِ (91): (وقد اختلَفَ النُّظَّارُ في هذه الأسماءِ هل هي متباينةٌ نَظرًا إلى تبايُنِ مَعانِيها وأنَّ كلَّ اسمٍ يَدُلُّ على معنًى غيرِ ما يَدُلُّ عليه الآخَرُ أم هي مترادفةٌ لأنها تدُلُّ على ذاتٍ واحدةٍ فمَدْلُولُها لا تَعَدُّدَ فيه، وهذا شأنُ المُترادِفاتِ؟ والنزاعُ لفظيٌّ في ذلك. والتحقيقُ أن يُقالَ: هي مترادفةٌ بالنظرِ إلى الذاتِ مُتباينةٌ بالنظرِ إلى الصفاتِ، وكلُّ اسمٍ منها يَدُلُّ على الذاتِ الموصوفةِ بتلك الصفةِ بالمُطابَقةِ، وعلى أحدَهِما وَحْدَهُ بالتضمُّنِ، وعلى الصِّفَةِ الأُخْرَى بالالتزامِ).