العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 09:24 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"كأن"
قال هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ): ("كأن"
وأما قوله: "كأن". يعني: "كأنما"، فذلك قوله في النساء: {كأن لم تكن بينكم وبينه} [73] يقول: "كأنما" لم تكن بينكم وبينه مودة. وقال: {كأنما أغشيت وجوهم قطعا من الليل مظلما} يقول: "لكأنما" أغشيت وجوههم). [الوجوه والنظائر: 263]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:39 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي




"كأن"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (
"كأن"لها ثلاثة أوجه: تكون تشبيها، وشكا، وتكون مخفّفة.
فإذا وقعت على الأسماء كانت تشبيها، كقولك: "كأن" زيدا أخوك.
وإذا كان خبرها مشتقا من الفعل كانت شكا، كقولك: "كأن" زيدا منطلق، و"كأنّي" أنطلق، فهذا شكّ، وذلك لأنّه لا يشبه بالفعل، فهذه لا يتقدّم خبرها؛ لأن الفعل لا يلي "كأن".
والمخففة: يجوز رفع اسمها ونصبه، قال الشّاعر:
(جموم الشد شائلة الذنابي ... وهاديها كأن جذع سحوق)
وقال آخر:
(فيوما توافينا بوجه مقسم ... كأن ظبية تعطو إلى وارف السّلم) ).
[حروف المعاني والصفات: 28 - 29]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:40 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


باب "الكاف" المركبة
باب "كأن"
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "الكاف" المركبة
اعلم أن "الكاف" تتركب مع "الهمزة" و"النون" مشددة: "كأن"، ومع "اللام" المشددة و"الألف"، "كلا"، ومع "الميم" و"الألف": "كما"، ومع "الياء": "كي".

باب "كأن"
اعلم أنه قد اختلف أئمة النحويين في "كأن": هل هي حرفٌ مركبةٌ أو بسيطةٌ، فذهب الخليل وبعض البصريين المتأخرين إلى أنه مركبٌ، وذهب أكثرهم إلى أنه بسيط، وعضد أبو الفتح ابنُ جني المذهب الأول لوجود "كاف" التشبيه وحدها، ولوجود "أن" التي للتوكيد وحدها [ومنع التركيب].
وقد قلنا في مواضع من الكتاب: إنه إذا وجد المعنى الذي كان في الإفراد مع التركيب صح ادعاؤه، ولكن هنا يعضد في البساطة مذهب الأكثرين لوجوه:
منها: أن الألفاظ في الأصل بسيطةٌ والتركيب طارئ فالالتفات إلى الأصل أحسن، إذ لا ضرورة توجب التركيب ولا قطع بموجبه.
ومنها: – وهو الأقوى – أنه لو كان مركبًا لكانت "الكافُ" حرف جر، فيلزمها: بم تتعلق قبلها، إذ ليس زائدةً، ألا ترى أن المعنى عند الخليل ومن عضد مذهبه في نحو:
"كأن" زيدًا الأسد: إن زيدًا كالأسد، وهذا وإن كان المعنى عليه "فالكاف" [لها] في التأخر متعلقٌ، وليس لها ذلك في التقديم.
ومنها: أن "الكاف" إذا كانت داخلةً على "أن" لزم أن تكون وما عملت فيه في موضع مصدرٍ مخفوضٍ "بالكاف"، فترجع الجملة التامة جزء جملةٍ فيكون التقدير في:
"كأن" زيدًا قائمٌ: كقيام زيد، فيحتاج إلى ما يتم الجملة، و«"كأن" زيدًا قائم» كلامٌ قائمٌ بنفسه لا محالة.
ومنها: أنه لا تتقدر بالتقديم والتأخير في بعض المواضع، فتقول:
"كأن" زيدًا قام، و"كأن" زيدًا في الدار، و"كأن" زيدًا عندك، و"كأن" زيدًا أبوه قائمٌ، ولو كان على التقديم والتأخير لكنت تقول: إن أصل ذلك: أن زيدًا كقام، وأن زيدًا كفي الدار، وأن زيدًا كعندك، وأن زيدًا كأبوه قائم، وذلك لا يجوزُ لأن "الكاف" التي للتشبيه الجارة لا يصح دخولها إلا على الأسماء لا غير، فدل ذلك على أنها ليست مركبة كما ذهبوا إليه، وإن كان المعنى يعطي ما يعطي التركيب من التشبيه والتوكيد الموجودين قبل التركيب، ولا حجة في العمل رفعًا أو نصبًا لأنه قد وجد ذلك في "لعل" و"ليت" وهما غيرُ مركبين من "أن" فاعلم ذلك.
فإذا ثبتت البساطة فإن
"كأن" تكون مشددةً وتخفف، فإذا كانت مشددةً فإنها تعمل عمل "أن" المفتوحة المشددة، ولا فرق بينهما في أكثر الأحكام المذكورة في بابها، إلا أنها لا تكون في موضع معمولٍ بخلاف "أن" إذ هي مصدرية كما ذُكر، وهذه مع ما بعدها كلامٌ قائمٌ بنفسه، فتكون في ابتداء الكلام كقولك: "كأن" زيدًا قائمٌ.
ويجوز وقوعها في موضع وقوع الجمل إذا كان المعنى على التشبيه، والجمل تقع صفة لموصوفٍ، وصلةً لموصولٍ، وخبرًا لذي خبرٍ، وحالًا لذي حالٍ، فتقول في الصفة: مررتُ برجلٍ
"كأنه" قائمٌ، وفي الصلة: جاء الذي "كأنه" قائمٌ، وفي الخبر: زيدٌ "كأنه" قائمٌ، وفي الحال: رأيت زيدًا "كأنه" قائمٌ، ومن الحال قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ}، ومن الخبر قول الشاعر:
وهو كأنهن نعاجُ رملٍ ..... يسوين الذيول على الخدام
ومن أحكامها: أنها يجوز أن تعمل في الحال لوجود معنى التشبيه فيها كقوله:
كأنه خارجًا من جنب صفحته ..... سفودُ شربٍ نسوه عند مفتأد
وإذا كانت مخففة يُحكم أيضًا عليها بما يحكم على "أن" المشددة من الأحكام المذكورة في بابها، إلا أنها يجوز أن يكون اسمها ظاهرًا وضمير أمرٍ وشأنٍ، كقوله:
.... .... .... .... ..... كأن وريديه رشاءُ خُلب
وقول الآخر:
.... .... .... .... .....كأن ظبيةً تعطو إلى وارق السلم
على رواية من نصب «ظبية»، وروي فيها الرفع على أن يكون اسمها مضمرًا خُفف اختصارًا، أراد: «"كأنها" ظبية»، وروي فيها الخفض على أن تكون "الكاف" جارةً و"أن" زائدةً وهو شاذ.
وقد تقدم إحالةُ ما تجتمع "إن" المكسورة مع "أن" المفتوحة من الأحكام في بابيها، فقس أحكام
"كأن" على أحكام المفتوحة في غير ما استثني هنا تصب). [رصف المباني: 208 - 211]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:41 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"كأنّ"
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ):"كأنّ": ومعناها التشبيه، وقيل: التحقيق، كقوله:
وأصبح بطن مكّة مقشعراً
كأنّ الأرض ليس بها هشام
وهي مركّبةٌ من "كاف" التشبيه و"إنّ"، ثمّ صارا كحرف واحدٍ، فلا تتعلّق "الكاف" بشيءٍ، ولا ما بعدها في موضع جرٍّ بها خلافاً لزاعمه). [التحفة الوفية: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:42 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("كأن"
حرف، ينصب الاسم، ويرفع الخبر، من أخوات "إن". ومذهب الخليل، وسيبويه، والأخفش، وجمهور البصريين، والفراء، أنها مركبة من "كاف" التشبيه و"إن". فأصل الكلام عندهم: "إن" زيداً كالأسد. ثم قدما "الكاف"، اهتماماً بالتشبيه، ففتحت "إن"، لأن المكسورة لا يدخل عليها حرف الجر. قال الزمخشري: والفصل بينه وبين الأصل أنك ههنا بان كلامك على التشبيه، من أول الأمر. وثم بعد مضي صدره على الإثبات.
وهل تتعلق "الكاف"، على هذا، بشيء؟ قال أبو الفتح: لا تتعلق بشيء، وليست بزائدة، لأن معنى التشبيه فيها موجود. وقد بقي النظر في "أن" التي دخلت عليها؛ هل هي مجرورة بها أو غير مجرورة؟ فأقوى الأمرين عندي أن تكون مجرورة "بالكاف". انتهى. وقال الزجاج: "الكاف" في موضع رفع. فإذا قلت "كأني" أخوك ففي الكلام عنده حذف، وتقديره: كأخوتي إياك موجود. لأن "أن" و"ما" عملت فيه بتقدير مصدر. قال ابن عصفور: وما ذهب إليه أبو الفتح أظهر، من جهة أن العرب لم تظهر ما ادعي أبو إسحاق إضماره.
قلت: الصحيح أن "الكاف" لا تتعلق بشيء، وأن ما بعدها ليس في موضع جر بها، لأن التركيب صير أن و"الكاف" حرفاً واحداً. وفي هذا الموضع بحث، لا يليق بهذا المختصر.
وذهب بعضهم إلى أن "كأن" بسيطة غير مركبة. واختاره صاحب رصف المباني، ونسبه إلى أكثرهم، واستدل له بأوجه:
منها: أن الأصل البساطة، والتركيب طارئ.
ومنها: أنه لو كان مركباً لكانت "الكاف" حرف جر، فيلزمها ما تتعلق به، إذ ليست بزائدة.
ومنها: أن "الكاف" إذا كانت داخلة على "أن" لزم أن تكون وما عملت فيه في موضع مصدر، مخفوض "بالكاف"، فترجع الجملة التامة جزء جملة، فيكون التقدير في "كأن" زيداً قائم: كقيام زيد. فيحتاج إلى ما يتم الجملة، و"كأن" زيداً قائم كلام قائم بنفسه، لا محاله.
ومنها: أنه لا يتقدر بالتقديم والتأخير، في بعض المواضع. فتقول: "كأن" زيداً قام و"كأن" زيداً في الدار، و"كأن" زيداً عندك، و"كأن" زيداً أبوه قائم.
قلت: وفي نسبة القول بالبساطة إلى أكثرهم نظر. فإن الظاهر أن الأكثر يقولون بالتركيب. ولعدم اشتهار القول بالبساطة، قال ابن هشام: لا خلاف في أن "كأن" مركبة، من "أن" و"كاف" التشبيه.
وجملة معاني "كأن" أربعة معان:
الأول: التشبيه. ولم يثبت لها أكثر البصريين غيره. وقال ابن مالك: هي للتشبيه المؤكد؛ فإن الأصل "إن" زيداً كالأسد، فقدمت "الكاف"، وفتحت "أن"، وصار الحرفان واحداً، مدلولاً به على التشبيه، والتوكيد.
الثاني: التحقيق. ذهب الكوفيون، والزجاجي، إلى أنها قد تكون للتحقيق، دون تشبيه. وجعلوا منه قول عمر بن أبي ربيعة:
كأنني، حين أمسي لا تكلمني ... ذو بغية، يشتهي ما ليس موجوداً
ورد بأن التشبيه فيه بين بأدنى تأمل. واستدلوا أيضاً، بقول الشاعر:
فأصبح بطن مكة مقشعراً ... كأن الأرض ليس بها هشام
وأجيب بأن بالمعنى: أن بطن مكة كان حقه ألا يقشعر، لأن هشاماً في أرضه، وهو قائم مقام الغيث، فلما اقشعر صارت أرضه "كأنها" ليس بها هشام، فهي للتشبيه. وقال ابن مالك: يتخرج على أن هشاماً وإن مات فهو باق ببقاء من خلفه، سائراً بسيرته. قال: وأجود من هذا أن تجعل "الكاف" من "كأن" للتعليل، في هذا الموضع، وهي المرادفة "للام"، "كأنه" قيل: "لأن" الأرض ليس بها هشام.
الثالث: أن تكون للشك، بمنزلة ظننت. ذهب إلى ذلك الكوفيون، والزجاجي. قالوا: إن كان خبرها اسماً جامداً كانت للتشبيه. وإن كان مشتقاً كانت للشك، بمنزلة ظننت. وإلى هذا ذهب ابن الطراوة، وابن السيد. قال ابن السيد: إذا كان خبرها فعلاً، أو جملة، أو صفة، فهي للظن والحسبان، نحو: "كأن" زيداً قام، و"كأن" زيداً أبوه قائم، و"كأن" زيداً قائم.
والصحيح أنها للتشبيه؛ فإذا قلت "كأن" زيداً قائم كنت قد شبهت زيداً، وهو غير قائم، به قائماً. والشيء يشبه، في حالة ما، به في حالة أخرى. قاله ابن ولاد. وقيل: في الكلام حذف، والمعنى: "كأن" هيئة زيد هيئة قائم. فحذف. قاله أبو علي. قال بعضهم: والتوجيه الأول أظهر.
الرابع: التقريب. هذا مذهب الكوفيين؛ ذهبوا إلى أن "كأن" تكون للتقريب. وذلك في نحو: "كأنك" بالشتاء مقبل، و"كأنك" بالفرج آت، وقول الحسن البصري: "كأنك" بالدنيا لم تكن، و"كأنك" بالآخرة لم تزل. والمعنى على تقريب إقبال الشتاء، وإتيان الفرج، وزوال الدنيا، ووجود الآخرة.
والصحيح أن "كأن" في هذا كله للتشبيه. وخرج الفارسي هذه المثل، على أن "الكاف" في "كأنك" للخطاب، و"الباء" زائدة، والشتاء والفرج والدنيا والآخرة اسم "كأن". والتقدير: "كأن" الشتاء مقبل. وكذا في البواقي. وخرجه بعضهم على حذف مضاف، والتقدير: "كأن" زمانك بالشتاء مقبل، و"كأن" زمانك بالفرج آت.
ويتأول قول الحسن البصري، على أن "الكاف" اسم "كأن"، ولم تكن خبرها، وبالدنيا متعلق بالخبر. والتقدير: "كأنك" لم تكن بالدنيا. والضمير في تكن للمخاطب، وتكن تامة. ويحتمل أن تكون ناقصة، والتشبيه في الحقيقة للحالين.
وقال ابن عصفور: "الكاف" للخطاب، و"كأن" ملغاة، والشتاء مبتدأ، و"الباء" زائدة كما زيدت في بحسبك، ومقبل هو الخبر.
وخرج بعضهم قول الحسن، على أن "الكاف" اسم "كأن"، والمجرور هو الخبر، والجملة بعده حال، وإن لم يستغن الكلام عنها، لأن من الفضلات ما لا يتم الكلام إلا به، كقوله تعالى: {فما لهم عن التذكرة معرضين}.
ومن أحكام "كأن" أنها قد تخفف. وإذا خففت لم يبطل عملها. وقال الزمخشري في المفصل: وتخفف، فيبطل عملها. قال
الشاعر:
ونحر، مشرق اللون ... كأن ثدياه حقان
ومنهم من يعملها. وحمل ابن يعيش قوله يبطل عملها على معنى: يبطل ظاهراً، وتعمل في ضمير الشأن.
وقد أطلق بعضهم عليها أنها ملغاة. وقد فسر أبو موسى الإلغاء المذكور، فقال: ومعنى الإلغاء فيها معناه في "أن" المفتوحة. يعني أنها تكون عاملة في اسم مضمر، فسميت ملغاة، إذ لم يظهر عملها، لأن اسمها في الغالب منوي، كاسم "أن". وقد ورد ملفوظاً به، في قول الشاعر:
كأن وريده رشاءا خلب
وقول الآخر "كأن" ثدييه حقان، على إحدى الروايتين، وقول الآخر:
ويوماً، توافينا بوجه مقسم ... كأن ظبية تعطو، إلى وارق السلم
على رواية من مصب ظبية. وكلام ابن مالك في التسهيل يقتضي أن يكون ظهور اسمها مخصوصاً بالشعر. فإنه قال: وقد يبرز اسمها في الشعر. وأما على رواية "كأن" ظبية بالرفع فظبية خبر "كأن"، واسمها محذوف. والتقدير: "كأنها" ظبية. ويروى أيضاً بجر ظبية "بكاف" التشبيه، وأن زائدة.
و"لكأن" أحكام أخر، مذكورة في مواضعها من كتب النحو، لا حاجة إلى ذكرها، في هذا الموضع. والله عز وجل أعلم). [الجنى الداني:568 - 576]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:44 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("كأن"
"كأن": حرف مركب عند أكثرهم حتّى ادّعى ابن هشام وابن الخباز الإجماع عليه، وليس كذلك قالوا والأصل في "كأن" زيدا أسدا، "إن" زيدا كأسد، ثمّ قدم حرف التّشبيه اهتماما به، ففتحت "همزة" "أن" لدخول الجار عليه، ثمّ قال الزّجاج وابن جني: ما بعد "الكاف" جر بها، قال ابن جني: وهي حرف لا يتعلّق بشيء؛ لمفارقته الموضع الّذي تتعلّق فيه بالاستقرار، ولا يقدر له عامل غيره لتمام الكلام بدونه، ولا هو زائد لإفادته التّشبيه، وليس قوله بأبعد من قول أبي الحسن: إن "كاف" التّشبيه لا تتعلّق دائما، ولما رأى الزّجاج أن الجار غير الزّائد حقه التّعلّق قدر "الكاف" هنا اسما بمنزلة "مثل"، فلزمه أن يقدر له موضعا، فقدره مبتدأ، فاضطر إلى أن قدر له خبرا لم ينطق به قطّ، ولا المعنى مفتقر إليه، فقال معنى "كأن" زيدا أخوك، "مثل" أخوة زيد إياك كائن.
وقال الأكثرون: لا موضع "لأن" وما بعدها؛ لأن "الكاف" و"أن" صارا بالتركيب كلمة واحدة وفيه نظر، لأن ذاك في التّركيب الوضعي لا في التّركيب الطارئ في حال التّركيب الإسنادي.
والمخلص عندي من الإشكال أن يدعى أنّها بسيطة، وهو قول بعضهم.
وفي شرح الإيضاح لابن الخباز ذهب جماعة إلى أن فتح "همزتها" لطول الحرف بالتركيب لا لأنّها معمولة "للكاف"، كما قال أبو الفتح: وإلّا لكان الكلام غير تامّ، والإجماع على أنه تامّ، انتهى. وقد مضى أن الزّجاج يراه ناقصا.
وذكروا "لكأن" أربعة معان:
أحدها: وهو الغالب عليها والمتفق عليه، التّشبيه، وهذا المعنى أطلقه الجمهور "لكأن"، وزعم جماعة منهم ابن السّيّد البطليوسي أنه لا يكون إلّا إذا كان خبرها اسما جامدا، نحو: "كأن" زيدا أسد، بخلاف "كأن" زيدا قائم أو في الدّار أو عندك أو يقوم، فإنّها في ذلك كله للظن.
والثّاني: الشّك والظّن، وذلك فيما ذكرنا، وحمل ابن الأنباري عليه"كأنّك" بالشتاء مقبل، أي: أظنه مقبلا.
والثّالث: التّحقيق، ذكره الكوفيّون والزجاجي وأنشدوا عليه:
(فأصبح بطن مكّة مقشعرا ... كأن الأرض ليس بها هشام)
أي: لأن الأرض إذ لا يكون تشبيها؛ لأنّه ليس في الأرض حقيقة.
فإن قيل فإذا كانت للتحقيق فمن أين جاء معنى التّعليل.
قلت من جهة أن الكلام معها في المعنى جواب عن سؤال، عن العلّة مقدّر، ومثله: {اتّقوا ربكم إن زلزلة السّاعة شيء عظيم}،
وأجيب بأمور:
أحدها: أن المراد بالظرفية الكون في بطنها لا الكون على ظهرها، فالمعنى أنه كان ينبغي ألا يقشعر بطن مكّة مع دفن هشام فيه؛ لأنّه لها كالغيث.
الثّاني: أنه يحتمل أن هشاما قد خلف من يسد مسده،"فكأنّه" لم يمت.
الثّالث: أن "الكاف" للتّعليل، و"أن" للتوكيد، فهما كلمتان لا كلمة، ونظيره: {ويكأنه لا يفلح الكافرون}، أي: أعجب لعدم فلاح الكافرين.
والرّابع: التّقريب، قاله الكوفيّون، وحملوا عليه "كأنّك" بالشتاء مقبل، و"كأنك" بالفرج آتٍ، و"كأنك" بالدنيا لم تكن وبالآخرة لم تزل،
وقول الحريري:
(كأنّي بك تنحط ... )
وقد اختلف في إعراب ذلك فقال الفارسي: "الكاف" حرف خطاب، و"الباء" زائدة في اسم "كأن"، وقال بعضهم: "الكاف" اسم "كأن"، وفي المثال الأول حذف مضاف، أي: "كأن" زمانك مقبل بالشتاء، ولا حذف في"كأنّك" بالدنيا لم تكن، بل الجملة الفعلية خبر، و"الباء" بمعنى "في"، وهي متعلقة بتكن، وفاعل تكن ضمير المخاطب.
وقال ابن عصفور: "الكاف" و"الياء" في "كأنّك" و"كأنّي" زائدتان كافتان "لكأن" عن العمل، كما تكفها "ما" و"الباء" زائدة في المبتدأ.
وقال ابن عمرون: المتّصل "بكأن" اسمها، والظرف خبرها، والجملة بعده حال، بدليل قولهم: "كأنّك" بالشمس، وقد طلعت "بالواو"، ورواية بعضهم ولم تكن ولم تزل "بالواو"، وهذه الحال متممة لمعنى الكلام، كالحال في قوله تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين}، و"كحتى" وما بعدها، في قولك: ما زلت بزيد "حتّى" فعل.
وقال المطرزي: الأصل "كأنّي" أبصرك تنحط، و"كأنّي" أبصر الدّنيا لم تكن، ثمّ حذف الفعل وزيدت "الباء".

مسألة
زعم قوم أن "كأن" قد تنصب الجزأين، وأنشدوا:
(كأن أذنيه إذا تشوفا ... قادمة أو قلما محرفا)
فقيل الخبر محذوف، أي: يحكيان، وقيل إنّما الرّواية تخال أذنيه، وقيل الرّواية قادمتا أو قلما محرفا "بألفات" غير منونة على أن الأسماء مثناة، وحذفت "النّون" للضّرورة، وقيل أخطأ قائله، وهو أبو نخيلة، وقد أنشده بحضرة الرشيد، فلحنه أبو عمرو، والأصمعي، وهذا وهم، فإن أبا عمرو توفّي قبل الرشيد). [مغني اللبيب: 3 / 72 - 83]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:46 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

الباب الرابع: الحروف الرباعية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الرابع: الحروف الرباعية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف وبعضها بين الكلم الثلاث كان هذا الباب ثلاثة أنواع أيضًا). [جواهر الأدب: 190]

الفصل الثالث: "كأن" لإنشاء التشبيه
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الثالث: من النوع الأول وهو الرباعية المحضة هو "كأن" لإنشاء التشبيه، كما أن "ليت" لإنشاء التمني، و"لعل" لإنشاء الترجي.
قال الزجاج: "كان" تفيد التشبيه إن كان خبرها جامدًا نحو: "ان" زيدًا الأسد، والظن إذا كان مشتقًا نحو: "كان" زيدًا قائم؛ لعدم المشبه به؛ لأن زيدًا عبارة عن قائم، والشيء لا يشبه بنفسه وهو حسن، وحكم الأكثر بإفرادها.
قال ابن الحاجب: وهو الصحيح؛ لأن التركيب خلاف الأصل، وزعم الخليل وجماعة أنها مركبة من "إن" المكسورة و"كاف" التشبيه، وقولنا: "كأن" زيدًا الأسد، في الأصل: "إن" زيدًا كالأسد، فقدموا "الكاف" للاهتمام بحال التشبيه ليدل من أول الأمر على أن الكلام قد تضمنه، كتقديمهم "همزة" الاستفهام وغيرها، وإنما فتحت "الهمزة"؛ لأن "الكاف" لكونه جارًا وجب أن يدخل على المفرد، فراعوا الصورة، وإن كان المعنى على الكسر، وهذا مثل ما فعلوه في الضارب زيدًا فإنه لما امتنع دخول "لام" التعريف على الفعل أدخلوها على ضارب؛ لأنه اسم، وإن كان بمعنى الفعل في الحقيقة؛ لأنه بمعنى الذي يضرب زيدًا، وصار "الكاف" مع "أن" كلمة واحدة، فلا محل "للكاف" كما كان لها قبل التركيب؛ لأنها كانت في محل خبر "إن"، فهي "كالكاف" في "كذا" و"كا" ولأنها صارت جزءً من الحرف والله أعلم). [جواهر الأدب: 196]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:48 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

(فصل) "كان" بالتخفيف، و"كأن" بفتح "الهمزة" وتشديد "النون"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (وأما "كأن" "بالهمز" والتشديد: فإنه حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وهو مركب من "أن" و"الكاف" الجارة التي معناها التشبيه، والأصل في قولك: "كأن" زيدًا أسد، إن زيدًا كالأسد، بكسر "الهمزة" من "إن" ثم قدمت "الكاف" اهتمامًا بالتشبيه ففتحت "همزة" "إن" لدخول حرف الجر عليها، وقد تخفف، قال الله عز وجل: {كأن لم يدعنا إلى ضر مسه}، ومنه قول الخنساء:
كأن لم يكونوا حمى يتقى .... إذ الناس إذ ذاك من عزبزا
أرادت: "كأنهم" لم يكونوا.
ولها أربعة معان:
أحدها: وهو الغالب عليها التشبيه وأطلقه الجمهور، وقيده جماعة منهم ابن السيد بكون خبرها اسمًا جامدًا نحو: "كأن" زيدًا أسد، بخلاف "كأن" زيدًا قائم، و"كأن" زيدًا في الدار، و"كأن" زيدًا عندك، و"كأن" زيدًا قام، فإنها في ذلك كله للظن الذي هو المعنى الثاني.
ثالثها: التحقيق، ذكره الكوفيون والزجاجي وأنشدوا:
فأصبح بطن مكة مقشرعًا .... كأن الأرض ليس بها هشام
أي: لأن الأرض، والتعليل حصل مع التحقيق من جهة أن الكلام في المعنى جواب لسؤال عن العلة، وأجيب بأن المراد كون هشام في باطن الأرض لا على ظهرها، فشبه كونها مقشعرة بكونها ليس فيها هشام، ولكنه فيها فما كان ينبغي أن يقشعر بطن مكة مع دفن هشام فيه، ففيه إنكار عليها.
رابعًا: التقريب قاله الكوفيون وحملوا عليه قولهم: "كأنك" بالشتاء مقبل، و"كأنك" بالفرج آت، و"كأنك" بالدنيا لم تكن، و"كأنك" بالآخر لم تزل). [مصابيح المغاني: 354 - 355]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:49 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
دعوى كأن جاء بالإجماع .... مُركبًا لم تخل من نزاع
ومدعو ذلك فيه مالُوا
.... للنقل في تركيبه فقالوا
إنك كالبدر اجعلن أصلًا
.... كأنك البدرُ إذا تجلى
ففتحت إن لكاف الجر
.... وما لهذا الكاف من مقر
أي متعلقٍ كما قد قيل في
.... رُب وفي لعل ذلك اصطفي
لذلك الزجاج قال فيها
.... اسمٌ كمثل مُعطٍ التشبيها
مبتدأٌ ما إن له قطُّ خبر
.... في اللفظ والأحسن منه ما ذكر
ابن هشامٍ كونه بسيطا
.... ليُعدم الإفراط والتفريطا
ونصبه الجزأين قيل وردا
.... بقلةٍ ومُدَّعيه أنشدا
كأن أذنيه إذا تشوفا
.... قادمةً أو قلمًا مُحرفًا
وإن تُرد تأويل ما قد ذكرا
.... فتحكيان قدرنه خبرا
وفي روايةٍ تخالُ لا كأن
.... فوهن استدلاله به إذن
والغالب التشبيه فيه وندر
.... للشك والظن وتحقيق الخبر
كذا لتقريبٍ فقل كأنا
.... بدر الدجى وجهك حين عنا
هيمني الغرام والولوع
.... حتى كأني في الهوى صريعُ
قد حاربت جنوبي المضاجعا
.... كأنها فارقت المُضاجِعَا
كأنني بقلبي المكروب
.... ما كان مما فيه من وجيب
وإن يُخفف فاقبل الإعمالا
.... له ومنهم من يرى الإهمالا
وما أتى منها لتحقيق يُرى .... مُفيدًا التعليل مهما ذُكرا).
[كفاية المعاني: 291 - 293]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2 محرم 1439هـ/22-09-2017م, 08:12 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قسم معاني الحروف من دليل"دراسات في أساليب القرآن"
للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة