قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (في في: حرف جر له عشرة معان
أحدها الظّرفيّة وهي إمّا مكانية أو زمانية وقد اجتمعتا في قوله تعالى {الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين} أو مجازية نحو {ولكم في القصاص حياة}
ومن المكانية أدخلت الخاتم في أصبعي والقلنسوة في رأسي إلّا أن فيهما قلبا
الثّاني المصاحبة نحو {ادخلوا في أمم} أي معهم وقيل التّقدير ادخلوا في جملة أمم فحذف المضاف {فخرج على قومه في زينته}
والثّالث التّعليل نحو {فذلكن الّذي لمتنني فيه} {لمسكم فيما أفضتم} وفي الحديث أن امرأة دخلت النّار في هرة حبستها
والرّابع الاستعلاء نحو {ولأصلبنكم في جذوع النّخل}
وقال
(هم صلبوا العبدي في جذع نخلة ... )
وقال آخر
(بطل كأن ثيابه في سرحة ... )
والخامس مرادفة الباء كقوله
(ويركب يوم الروع منا فوارس ... بصيرون في طعن الأباهر والكلى)
وليس منه قوله تعالى {يذرؤكم فيه} خلافًا لزاعمه بل هي للتّعليل أي يكثركم بسبب هذا الجعل والأظهر قول الزّمخشريّ إنّها للظرفية المجازية قال جعل هذا التّدبير كالمنبع أو المعدن
للبث والتكثير مثل {ولكم في القصاص حياة}
السّادس مرادفة إلى نحو {فردّوا أيديهم في أفواههم}
السّابع مرادفة من كقوله
(ألا عم صباحا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي)
(وهل يعمن من كان أحدث عهده ... ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال)
وقال ابن جني التّقدير في عقب ثلاثة أحوال ولا دليل على هذا المضاف وهذا نظير إجازته جلست زيدا بتقدير جلوس زيد مع احتماله لأن يكون أصله إلى زيد
وقيل الأحوال جمع حال لا حول أي ثلاث حالات نزول المطر وتعاقب الرّياح ومرور الدهور
وقيل يريد أن أحدث عهده خمس سنين ونصف ففي بمعنى مع
الثّامن المقايسة وهي الدّاخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق نحو
{فما متاع الحياة الدّنيا في الآخرة إلّا قليل}
التّاسع التعويض وهي الزّائدة عوضا من أخرى محذوفة كقولك ضربت فيمن رغبت أصله ضربت من رغبت فيه أجازه ابن مالك وحده بالقياس على نحو قوله
( ... فانظر بمن تثق)
على حمله على ظاهره وفيه نظر
العاشر التوكيد وهي الزّائدة لغير التعويض أجازه الفارسي في الضّرورة وأنشد
(أنا أبو سعد إذا اللّيل دجا ... يخال في سواده يرندجا)
وأجازه بعضهم في قوله تعالى {وقال اركبوا فيها} ). [مغني اللبيب: 2 / 513 - 521]