العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:35 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "الحاء"
اعلم أن "الحاء" لم تجئ في كلام العرب مفردةً، وإنما أتت مركبة مع "الألف" و"الشين" و"الألف": "حاشا"، ومع "التاء" مشددة و"الألف": "حتى".

باب "حاشى"
اعلم أن "حاشى" تكون فعلًا، ومضارعها «أحاشي»، وليست غرضنا، وتكون حرفًا خافضًا، والغالب عليها الحرفية، ولذلك جعلها سيبويه تخفض أبدًا، وجعلها بعض المتقدمين فعلًا قياسًا على قول العرب:
«اللهم اغفر لي ولك من سمع، "حاشى" الشيطان وأبا الأصبغ»، ولا يُعول على ذلك لقلته، وإنما يعول على فعليتها إذا [كان] مضارعها «أحاشي» بمعنى أستثني وأقول: "حاش" لله.
فإذا كانت خافضة كانت حرفًا على كل حال وهو المستعمل فيها كثيرًا، ومعناها الاستثناء كـ "إلا"، وهي وما بعدها في موضع معمول كسائر حروف الجر كما تقدم في "الباء"، فإذا كان الفعل لا يتعدى صار يتعدى بها فتقول: قام القوم "حاشى" زيدٍ، فيتعدى «قام» إلى «زيد» بواسطة "حاشى"، كما يتعدى بواسطة "الباء" إلى «زيد»، إذا قلت: «قمت بزيد».
وفيها لغتان: إثبات "الألف" قبل "الشين" وحذفها، وإثباتها الكثير ومن حذفها قول الشاعر:
حشى رهط النبي فإن منهم ..... بحورًا لا تكدرها الدلاءُ
وقد يجوزُ حذفُ "ألفها" الآخرة اختصارًا كقوله تعالى: {حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا}، و{حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}، وذلك لكثرة الاستعمال، ويظهر من مذهب الزجاج أنها اسمٌ مضافٌ تارة إلى ما بعده وتارة تظهر "اللام" قبل المضاف إليه، يقال: "حاشى" الله، و"حاش" لله، كما يقال: معاذ الله ومعاذ لله، وحُكي عن الفراء أنه فعلٌ لا فاعل له، وحُكي عن بعض الكوفيين أنها فعل في الأصل وحكى أنها كـ "نُعْم" في قول الشاعر:
فقد بُدلت ذلك بِنُعْمِ بال ..... .... .... .... ....
هذا قول بعضهم، والصحيح أن "حاش" في الآيتين فعلٌ حذف آخره لكثرة الاستعمال، وفاعله مضمر يعود على يوسف عليه السلام، ومفعوله محذوفٌ اختصارًا كأنه قال: "حاشى" يوسف الفعلة لأجل الله، وهذه التي مضارعها "يُحاشى" ومعناها المجانبة، وما فسره به بعضهم من التفسير وخرجوا به عن الأصول بعيدٌ). [رصف المباني: 178 - 180]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:36 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"خلا" و"عدا" و"حاشا"

قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ):
(ومنها "خلا"، و"عدا"، و"حاشا" في باب الاستثناء، ومعناها معنى "إلا".
و"حاشا" عند سيبويه لا تكون إلا حرفاً جارّاً، وسمع غيره النصب بها، فتكون فعلاً: (اللهمّ اغفر لي ولمن يسمع "حاشا" الشيطان وأبا الأصبع) ).
[التحفة الوفية: ؟؟]

حروف الاستثناء
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها الاستثناء:
وحروفه: "إلا"، و"حاشا" عند سيبويه، و"خلا" و"عدا" إذا خفض ما بعدهما). [التحفة الوفية: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:37 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("حاشا"
لها ثلاثة أقسام:
الأول: أن تكون فعلاً ماضياً، بمعنى استثنى، ومضارعها "أحاشي". كقول النابغة:
ولا أحاشي، من الأقوام، من أحد
وحكى ابن سيده أن حاشيت بمعنى: استثنيت، و"أحاشي" بمعنى: أستثني. ولا إشكال في فعلية هذه.
الثاني: أن تكون للتنزيه. كقوله: "حاشى" لزيد. و"حاشى" هذه ليس معناها الاستثناء، بل معناها التنزيه عما لا يليق بالمذكور. وقد يراد به تنزيه اسم، فيبتدرون تنزيه اسم الله تعالى، على جهة التعجب، والإنكار على من ذكر السوء فيمن لم يروه منه. و"حاشى" هذه - أعني التي للتنزيه - ليست حرفاً، بلا خلاف. كذا قال ابن مالك. وفيها قولان:
أحدهما أنها فعل. وهو قول المبرد، والكوفيين. وبه قال ابن جني، وغيره، في قوله تعالى: {وقلن: حاشى لله}. واستدلوا على فعليتها، بدخولها على الحرف، وبالتصرف فيها بالحذف. قلت: وهذان الوجهان يدلان على انتفاء حرفيتها - أما الأول فظاهر. وأما الثاني فلأن الحذف من الحروف قليل - ولكنهما لا يدلان على الفعلية، لأن الاسم يشارك الفعل، في هذين الأمرين.
ثم اختلف القائلون بفعليتها. فقال أكثرهم: فيها ضمير الفاعل. قدره بعضهم: "حاشى" يوسف نفسه من الفاحشة لله. وقيل: "حاشى" يوسف الفعلة لأجل الله. وهو بمعناه. وقال ابن عطية: "حاشى" يوسف لطاعته لله، أو لمكانته عند الله، أو لترفيع الله له أن يرمى بما رمته به، أو يدعى إلى مثله. لأن تلك أفعال البشر، وهو ليس منهم، إنما هو ملك.
وقال الفراء: "حاشى" فعل، ولا فاعل له. فإذا قلت: "حاشى" لله، "فاللام" موصولة بمعنى الفعل، والخفض بها. وإذا قلت: "حاشى" الله، بحذف "اللام"، "فاللام" مرادة، والخفض بها. وهذا قول ظاهر الضعف.
وثانيهما أنها اسم. وهو ظاهر قول الزجاج. وصححه ابن مالك.
قال: الصحيح أنها اسم منتصب انتصاب المصدر، الواقع بدلاً من اللفظ بالفعل. فمن قال: "حاشى" لله، فكأنه قال: تنزيهاً لله. ويؤيد هذا قراءة أبي السمال ["حاشى" لله] بالتنوين. فهذا مثل قولهم: رعياً لزيد. وقراءة ابن مسعود ["حاشى" الله] بالإضافة. فهذا مثل: سبحان الله، ومعاذ الله. وقال الزمخشري في المفصل: وقولهم "حاشى" لله بمعنى براءة لله من السوء.
قلت: وخرج ابن عطية قراءة ابن مسعود على أنها "حاشا" الجارة. فإن قلت: إذا قلنا باسمية "حاشى" فما وجه ترك التنوين، في قراءة الجماعة، وهي غير مضافة؟ قلت: قال ابن مالك: الوجه فيها أن يكون "حاشى" مبنياً، لشبهه "بحاشا" الذي هو حرف. فإنه شابهه لفظاً ومعنى، فجرى مجراه في البناء.
الثالث: أن تكون من أدوات الاستثناء. نحو: قام القوم "حاشا" زيد. وفيها مذاهب:
أحدهما: مذهب سيبويه، وأكثر البصريين، أنها حرف خافض، دال على الاستثناء "كإلا". ولا يجيز سيبويه النصب بها، لأنه لم يبلغه.
والثاني: أنها تكون حرفاً، فتجر، كما ذكر سيبويه. وتكون فعلاً، فتنصب. بمنزلة "خلا" و"عدا". وهذا مذهب الجرمي، والمازني، والمبر، والزجاج. وهو الصحيح، لأنه قد ثبت عن العرب الوجهان. وممن حكى النصب بها، عن العرب، أبو زيد، والفراء، والأخفش، والشياني، وابن خروف، حكى الشيباني، عن بعض العرب اللهم، اغفر لي، ولمن سمع "حاشى" الشيطان وابا الإصبع بالنصب ويروى وابن الأصبغ، وهو "بالصاد" المهملة و"الغين" المعجمة. ويروى بالوجهين قول الجميح:
حاشا أبي ثوبان، إن به ... ضناً، عن الملحاة، والشتم
هكذا أنشده المبرد، والسيرافي، وكثير من النحويين. وفيه تخليط من جهة الرواية. وذلك أنهم ركبوا صدره على عجز غيره. والصواب ما أنشده المفضل:
حاشا أب ثوبان، إن أبا ... ثوبان ليس ببكمة، فدم
عمرو بن عبد الله، إن به ... ضناً، عن الملحاة، والشتم
واستدل المبرد على فعلية "أحاشى" بتصرفها. فتقول: حاشيت "أحاشي". قال النابغة:
ولا أحاشي، من الأقوام، من أحد
وأجيب بأن "أحاشي" يجوز أن يكون تصريف فعل، من لفظ "حاشا" الذي هو حرف يستثى به. قال بعضهم: ولا ينكر سيبويه أن ينطق بها فعلاً، في غير الاستثناء. فتكون في الاستثناء حرفاً، وفي غيره فعلاً. تقول: "حاشى" لك أن تفعل كذا. ومعناه: جانب لك السوء. ويتعدى بنفسه، و"باللام".
والثالث: أن "حاشى" فعل لا فاعل له. وإذا خفض الاسم بعده فخفضه "باللام" المقدرة. وهو مذهب الفراء، وتقدم ذكره، في القسم الثاني. وقال بعضهم: ذهب بعض الكوفيين إلى أنها فعل، استعملت استعمال الحروف، فحذف فاعلها. قلت: والظاهر أن هذا مذهب الفراء.
ويتعلق "بحاشا" التي يستثنى بها مسائل:
الأولى: إذا جر "بحاشا" فالكلام على ما يتعلق به كالكلام على ما يتعلق به "خلا" و"عدا"، وقد تقدم. وإذا نصب ففي محل الجملة الخلاف المتقدم في "خلا" و"عدا" أيضاً.
الثانية: "حاشا" تفارق "خلا" و"عدا" من وجهين:
أحدهما أن الجر "بحاشا" أكثر والآخر أن "حاشا" لا تصحب ما. قال سيبويه لو قلت: أتوني ما "حاشى" زيداً، لم يكن كلاماً. وأجازه بعضهم على قلة. وقال ابن مالك: وربما قيل ما "حاشى" وهو مسموع من كلامهم. قال الشاعر:
رأيت الناس ما حاشى قريشاً ... وأنا نحن أفضلهم فعالا
وذكر ابن مالك أن في مسند أبي أمية الطرسوسي، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسامة أحب الناس إلي، ما حاشى فاطمة».
الثالثة: إذا استثني "بحاشى" ضمير المتكلم، وقصد الجر قيل "حاشاي"، كما قال الشاعر:
في فتية، جعلوا الصليب إلههم ... حاشاي، إني مسلم، معذور
وإذا قصد النصب قيل "حاشاني"، "بنون" الوقاية. قال الفراء: من نصب "بحاشى" قال "حاشاني"، كما يقال عداني. قال الشاعر:
تمل الندامى، ما عداني، فإنني ... بكل الذي، يهوى نديمي، مولع
الرابعة: إذا نصب "بحاشى" فهي فعل غير متصرف، لأنها واقعة موقع "إلا"، ومؤدية معناها. فلا تتصرف كما لا تتصرف "عدا" و"خلا" و"ليس" و"لا" يكون. بل هي أحق بالمنع، لأن فيها، مع مساواتها للأربع، شبهها "بحاشا" الحرفية لفظاً ومعنى.
وزعم المبرد أن "حاشى" مضارع "حاشى" التي يستثنى بها. وقد تقدم أنه استدل بذلك على فعليتها. قال ابن مالك: وهذا غلط، وأما "أحاشي" فإنه مضارع حاشيت بمعنى: استثيت. وهو فعل متصرف، مشتق من لفظ "حاشى" المستثنى بها، كما اشتق سوفت من لفظ سوف، ولوليت من لفظ لولا، ولاليت من لفظ لا، وأيهت من لفظ إيهاً. وأمثال ذلك كثيرة.
الخامسة: في "حاشى" التي يستثنى بها لغتان: "حاشى" بإثبات "الألفين"، و"حشى" بحذف "الألف" الأولى، كقول الشاعر:
حشى رهط النبي، فإن منهم ... بحوراً، لا تكدرها الدلاء
وأما التي للتنزيه ففيها ثلاث لغات: هاتان المذكورتان، و"حاش" بحذف "الألف" الثانية. وزاد في التسهيل: "حاش" بإسكان "الشين". وقد قرئ بالأربع ["حاشا" لله]: قرأ أبو عمرو "حاشا" لله "بالألف". وقرأ باقي السبعة "حاش" لله بحذفها. وقرأ بعضهم "حشى" لله بحذف "الألف" الأولى. وقرأ الحسن "حاش" لله بالإسكان. وفيه جمع بين ساكنين، على غير حده. وظاهر كلام ابن مالك في الألفية أن اللغات الثلاث في "حاشا" التي يستثنى بها. وقال غيره: إن "حاش" لم يستثن بها. والله أعلم). [الجنى الداني:558 - 568]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:39 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


حرف "الحاء" المهملة
"حاشا"

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (حرف "الحاء" المهملة
"حاشا"
حاشا على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون فعلا متعدّيا متصرفا، تقول: حاشيته بمعنى استثنيته، ومنه الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: «أسامة أحب النّاس إليّ ما حاشى فاطمة».
"ما" نافية والمعنى: أنه صلى الله عليه وسلم لم يستثن فاطمة، وتوهم ابن مالك أنّها "ما" المصدرية، و"حاشا" الاستثنائية بناء على أنه من كلامه صلى الله عليه وسلم، فاستدل به على أنه قد يقال: قام القوم "ما" "حاشا" زيدا، كما قال:
رأيت النّاس ما حاشا قريشًا ... فإنّا نحن أفضلهم فعالا
ويرده أن في معجم الطّبرانيّ "ما" "حاشى" فاطمة ولا غيرها، ودليل تصرفه قوله:
ولا أرى فاعلا في النّاس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوام من أحد
وتوهم المبرد أن هذا مضارع "حاشا" الّتي يستثنى بها، وإنّما تلك حرف أو فعل جامد لتضمّنه معنى الحرف.
الثّاني: أن تكون تنزيهية، نحو: {حاش لله}، وهي عند المبرد وابن جني والكوفيين فعل قالوا لتصرفهم فيها بالحذف، ولإدخالهم
إيّاها على الحرف.
وهذان الدليلان ينافيان الحرفية ولا يثبتان الفعلية، قالوا والمعنى في الآية جانب يوسف المعصية لأجل الله، ولا يتأتّى هذا التّأويل في مثل: {حاش لله ما هذا بشرا}، والصّحيح أنّها اسم مرادف للبراءة من كذا بدليل قراءة بعضهم ("حاشا" لله) بالتّنوين، كما يقال براءة لله من كذا، وعلى هذا فقراءة ابن مسعود رضي الله عنه ("حاش" الله) كمعاذ الله ليسا جارا ومجرورا كما وهم ابن عطيّة؛ لأنّها إنّما تجر في الاستثناء ولتنوينها في القراءة الأخرى؛ ولدخولها على "اللّام" في قراءة السّبعة؛ والجار لا يدخل على الجار؛ وإنّما ترك التّنوين في قراءتهم
لبناء "حاشا" لشبهها "بحاشا" الحرفية؛ وزعم بعضهم أنّها اسم فعل معناها أتبرأ أو برئت؛ وحامله على ذلك بناؤها ويرده إعرابها في بعض اللّغات.
الثّالث: أن تكون للاستثناء فذهب سيبويه وأكثر البصريين إلى أنّها حرف دائما بمنزلة "إلّا"، لكنّها تجر المستثنى.
وذهب الجرمي والمازني والمبرد والزجاج والأخفش وأبو زيد والفراء وأبو عمرو الشّيبانيّ إلى أنّها تستعمل كثيرا حرفا جارا، وقليلا فعلا متعدّيا جامدا لتضمّنه معنى "إلّا"، وسمع اللّهمّ اغفر لي، ولمن يسمع "حاشا" الشّيطان، وأبا الأصبغ.
وقال:
حاشا أبا ثوبان إن به ... ضنا على الملحاة والشتم
ويروى أيضا "حاشا" أبي "بالياء"، ويحتمل أن تكون رواية "الألف" على لغة من قال:
إن أباها وأبا أباها ...
وفاعل "حاشا" ضمير مستتر عائد على مصدر الفعل المتقدّم عليها أو اسم فاعله، أو البعض المفهوم من الاسم العام فإذا قيل: قام القوم "حاشا" زيدا، فالمعنى جانب هو أي قيامهم، أو القائم منهم أو بعضهم زيدا). [مغني اللبيب: 2 / 247 - 259]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:40 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

الباب الرابع: الحروف الرباعية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الرابع: الحروف الرباعية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف وبعضها بين الكلم الثلاث كان هذا الباب ثلاثة أنواع أيضًا). [جواهر الأدب: 190]

النوع الثالث: من الباب الرابع المشترك بين الأفعال والحروف هو "حاشا"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الثالث: من الباب الرابع المشترك بين الأفعال والحروف هو "حاشا" بمعنى: التنزيه والبراءة، وهو حرف جر عند سيبويه، وفعل عند الكسائي والمازني، وفعل لا فاعل له عند الفراء، وتارة فعلًا وتارة حرف جر عند المبرد، أما سيبويه فاستد بأمور منها الجر بها في قوله:
حاشا أبي ثوبان إن أبا ..... ثوبان ليس ببكمة فدم
ولا قائل بالاسمية فيه فتعين أنه حرف، ومنها دخولها على "ياء" المتكلم دون تقدم "نون" وقاية، كقوله:
من معشر عبدوا الصليب كراهة ..... حاشاي إني مسلم معذور
ولو كان فعلًا لقال: "حاشاني"، ومنها عدم إمالتها، ومنها عدم دخول "ما" المصدرية عليها، ولو كانت فعلًا أمليت ودخلتها "ما" المصدرية، وما استدل به الكسائي من أنها تتصرف تصرف الأفعال، كقوله: ولا "أحاشي" من الأقوام من أحد، ومن تعلق الجار بها، ومن حذف "ألفها" نحو: "حاش" لله في قراءة بعضهم، ومن ورود النصب بها في قوله: "حاشا" الشيطان وأبا الأصبغ، فمردود،
أما الأول فلأن المتصرف ليس "حاشا" التي حكم بحرفيتها، بل فعل بمعنى جانب مأخوذ من الحشا وهو الجانب، واتفاق الألفاظ لا يدل على اتفاق المعاني، وحينئذٍ لا يبعد النصب بها، فالناصبة ليست المبحوث عنها هنا،
وأما الثاني فلأن "اللام" زائدة كما: {ردف لكم} فلا تتعلق بشيء.
وأما الثالث: فلأن الحذف بعوض يدخل الحروف أيضًا كما في "عل" و"لعن" "بالنون" مخففتين.
وأما الرابع: فعلمه ظاهر، وبطلان مذهب الفراء بديهي لاستحالة فعل دون فاعل.
وعندي: أن الصحيح هو مذهب المبرد، ولورود الجر والنصب بها، فإذا جرت تكون حرفًا، وإذا نصبت تكون فعلًا، وما قولهم: الناصب فعل من الحشاء بمعنى الجانب، وإن وجد هذا الفعل في نفس الأمر فلا مدخل له في هذا الباب؛ لأنه يبطله ما صرح به العلماء أن "حاشا" مشتركة بين الحروف والأفعال؛ إذ الحكم بأن الناصب كلمة أخرى دون هذه يبطل الحكم بالاشتراك.

تذنيب:
منع البصريون من دخول "ما" على "حاشا"، وكأنه لما خصها به سيبويه من ملازمة الحرفية وعمل الجر، وقد ورود تقدم "ما" عليها في الحديث والشعر وتجويزه، رأى الكسائي والكلام على "ما" هل هي زائدة أو مصدرية أو توقيتية أو موصولة أو لا، وهل للجملة مع "ما" موضع من الإعراب أم لا، وهل لها إذا جردت عن "ما" موض أم لا، وإذا نصبت فكيف التقدير، وإنها هل تفتقر إلى فاعل أم لا، كل ذلك على قياس ما ذكر في "عدا" و"خلا" على دخول ما عليها من أن فعليتهما راجحة على حرفيتهما في "حاشا" الأمر بالعكس، أي: "إن" الحرفية غالبة على الفعلية، وأجاز الكسائي دخول "لا" عليها، وحكاه الأخفش عن العرب، ومنعه جمهور البصريين وحملوا ما استدل به على ذلك على الشذوذ والضرورة والله تعالى أعلم). [جواهر الأدب: 211 - 212]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:41 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



(فصل) "حاشا"

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) "حاشا"
كلمة معناها التنزيه، قال الشاعر:
حاشا أبي ثوبان إن به ..... ضنا عن الملحاة والشتم
واشتقاقها من الحشا وهو الناحية، قال الشاعر:
= بأي حشًا أمسى الخليط المباين =
تقول: خرجوا "حاشا" زيدًا، أي: اجعله في ناحية من لم يخرج ولا تجعله فيمن خرج، ومن ذلك قولهم: لا "أحاشي" بك أحدًا، أي: لا أجعله وإياك في "حشا" واحد، أي: في ناحية واحدة.
وتستعمل على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون فعلًا متعديًا متصرفًا، تقول: حاشيته بمعنى استثنيته، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «أسامة أحب إلي ما حاشا فاطمة».
قال ابن هشام: و"ما" نافية والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم لم يستثن فاطمة، وتوهم ابن مالك أنها "ما" المصدرية و"حاشا" الاستثنائية، فاستدل به على أنه قد يقال: قام القوم ما "حاشا" زيدًا قال: ويرده أن في معجم الطبراني: ما "حاشا" فاطمة ولا غيرها، انتهى.
قلت: ويشهد لقول ابن هشام قول سيبويه في استدلاله على حرفية "حاشا" الاستثنائية لو كانت فعلًا لجاز أن تكون صلة لـ "ما" كما يجوز ذلك في "خلا" فلما امتنع أن يقال: جاءني القوم ما "حاشا" زيدًا، دل على أنها ليست بفعل ويشهد له أيضًا قول الشاعر:
رأيت الناس ما حاشا قريشًا ..... وإنا نحن أفضلهم فعالا
ولو كانت "ما" في البيت مصدرية لم يكن له التفضيل على قريش والمراد خلافه، ودليل تصرف هذا الفعل قول النابغة:
ولا أرى فاعلًا في الناس يشبهه ..... ولا أحاشي من الأقوام من أحد
وتوهم المبرد أن هذا مضارع "حاشا" التي يستثنى بها، وإنما تلك حرف أو فعل جامد لتضمنه معنى الحرف.
ثانيها: أن تكون حرف استثناء، فذهب سيبويه وأكثر البصريين إلى أنها حرف دائمًا بمنزلة "إلا" لكنها تجر المستثنى، وذهب الجرمي والمازني والمبرد، والزجاجي، والأخفش، وأبو زيد، والفراء، وأبو عمرو إلى أنها تستعمل كثيرًا حرفًا فتخفض بها، وقليلًا فعلًا متعديًا جامدًا لتضمنه معنى "إلا" فتنصب بها، واحتجوا بأنه سمع: اللهم اغفر لي ولمن يسمع "حاشا" الشيطان وأبا الأصبغ، ويقول الشاعر:
حاشا أبا ثوبان إن به ..... ضنا عن الملحاة والشتم
ويروى أيضًا: "حاشا" أبي.
واحتج المبرد أيضًا ببيت النابغة المتقدم، وقد تقدم توهيمه، واستدلوا أيضًا بأنها يدخلها الحذف كقولهم: "حاش" لزيد، والحذف إنما يقع في الأسماء والأفعال دون الحروف، وبأنه يقال: "حاشا" لزيد، وحرف الجر لا يدخل على حرف الجر.
ثالثها: أن تكون اسمًا مرادفًا للتنزيه، فيقال: "حاشا" لله، كما يقال تنزيهًا لله، بدليل قراءة بعضهم: ("حاشًا" لله) بالتنوين، وقراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ("حاش" الله)، كمعاذ الله، وليسا جارا ومجرورًا خلافًا لتوهم ابن عطية ذلك لتنوينها في قراءة بعضهم كما مر ولدخولها على "اللام" في قراءة السبعة، والجار لا يدخل على الجار، وإنما ترك التنوين في قراءتهم، لبناء "حاشا" لشبهها "بحاشا" الحرفية، وزعم المبرد وابن جني والكوفيون أن هذه فعل أيضًا). [مصابيح المغاني: 237 - 242]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:42 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
فعلًا أتى حاشــــــــــــــــــــا ولاستثناء ..... حرفًــــــــــا وللتنزيه أيضًـــــــــــــــا جــــــــــــــــــــائي
أحلى المــــــــــــــــلاح بدري المقنع
..... ولا أُحــــــــــــاشي الشمس حين تطلــــــــــــع
ألان دمعي في الهوى الأحجــــــــارا
..... حاشـــــــــــــــا حبيبٍ لم يُـــــــــــــراع الجــــــــــــــــــــار
مالك تجفو مغرمًـــــــــــا يهواكــــــــــــــــــا
..... حاشاك من هذا الجفــــــــــــا حاشاكـــــــــــــــــــــــا
ومـــــــا للاستثنــــــــــــــــــاء قيل ربمـــــــــــــــــا
..... يجيءُ فعلًا جامــــــــــــــــــــدًا عُدِّي كمـــــــــــــــــــــــا
قد قـــــال في الثـــــــــــــــــــــالث بالفعلية
..... بعضٌ ومـــــــــــــــــــا أحراه بالخطيــــــــــــــــــــــــــــــة
إذ حـــــــــــــــــــــــاش لله أتت منــــــــــــــــــونة ..... في الــــــــــــــــــــذكر فاسميتهـــــــــــــــــــــــا مبينـــــــــــــة).
[كفاية المعاني: 290 - 291]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:43 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح أحمد بن فارس الشدياق (ت: 1305هـ)

(حرف "الحاء")
قال أحمد بن فارس الشدياق (ت: 1305هـ): ( (حرف "الحاء")
"حاشا": كلمة للتنزيه نحو: "حاشا" لله، أي: تذكر لتنزيه المولى ابتداء وتنزيه من يراد تنزيهه بعد ذلك، وذلك أنهم إذا أرادوا تنزيه شخص عن أمر قدموا عليه تنزيه المولى جل وعلا، فكأنهم يقولون: تنزه المولى عن أن يوجد هذا الأمر في هذا الشخص، وفيه من المبالغة ما لا يخفى.
وقرأ بعضهم:
"حاشا" لله بالتنوين، كما يقال: براءة لله من كذا، وقرأ ابن مسعود: {حاشا لله} كمعاذ الله، وتكون للاستثناء، وهي عند سيبويه وأكثر البصرين حرف بمنزلة "إلا"، لكنها تجر المستثنى.
وذهب المبرد والمازني وغيرهما إلى أنها تستعمل كثيرًا حرفا جارًا، وقليلًا فعلًا متعديًا جامدًا لتضمنه معنى "إلا"، وسمع اللهم اغفر لي ولمن يسمع
"حاشا" الشيطان، وأبا الأصمع: ويحتمل أن تكون رواية "الألف" على لغة من قال "إن" أباها وأبا أباها، فإذا قيل: قام القوم "حاشا" زيدًا، فالمعنى جانب هو أي: قيامهم، أو القائم منهم أو بعضهم زيدًا. وقد تكون فعلًا متصرفًا، تقول: "حاشيته" بمعنى: استثنيته، ومنه الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: «أسامة أحب الناس إلى ما حاشى فاطمة»، "ما": نافية، والمعنى: أنه عليه الصلاة والسلام لم يستثن فاطمة، وقال النابغة:
ولا أرى فاعلًا في الناس يشبهه..... ولا أحاشى من الأقوام من أحد
وتوهم المبرد أن هذه مضارع "حاشى" التي يستثنى بها، وإنما تلك حرف أو فعل جامد لتضمنه معنى الحرف.
"حبذا": فعل وضع للمدح نحو: "حبذا" زيد، وهو مركب من "حب" و"ذا"، جعلا كشيء واحد، وتقول في المؤنث: "حبذا" هند لا حبذه.
"حتى": تكون حرفا جارا مثل: "إلى" في المعنى والعمل لكنها تخالف "إلى" من جهة أنها لا تقترن بالضمير، أما قوله: أتت "حتاك" تقصد كل فج، فضرورة، ومن جهة أن مسبوقها يكون "ذا" أجزاء نحو: أكلت السمكة "حتى" رأسها، فالرأس هو جزؤها الأخير أو ملاقيها لآخر جزء نحو: {سلام هي حتى مطلع الفجر}، فمطلع الفجر ليس جزءً أخيرًا من الليل، وإنما هو ملاق لآخر جزء منه، وسمع: نذرت قتالكم حتى الممات.
وزعم الشيخ شهاب الدين القرافي أنه لا خلاف في دخول "ما" بعد "حتى"، وليس كما ذكر، بل الخلاف فيها مشهور، وإنما الاتفاق في "حتى" العاطفة لا الخافضة؛ لأن العاطفة بمنزلة "الواو"، والقاعدة أنه إذا لم يكن مع "حتى" قرينة تدل على دخول "ما" بعدها فيما قبلها كما في قوله:
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ..... والزاد حتى نعله ألقاها
حمل الدخول ويحكم في مثل ذلك لما بعد "إلى" بعدم الدخول على العكس حملًا على الغالب في البابين، فإن قلت: إن الذي أخبر أولًا بأنه ألقاها إنما هو الصحيفة والزاد والنعل لم تدخل فيها، فليست جزءًا، قلت: يؤول ذلك بالمثقل، فكأنه قال: ألقي ما يثقله "حتى" نعله، فالنعل جزء مما قبلها تأويلًا، ومما انفردت به "إلى" عن "حتى" أنه يجوز سرت من البصرة "إلى" الكوفة، ولا يجوز ذلك في "حتى"؛ لأن الأصل في الغاية أن تكون "بإلى"؛ إذ لا تخرج عنه "إلى" معنى آخر، و"حتى" ضعيفة في معنى الغاية فإنها تخرج "إلى" غيرها من المعاني.

الوجه الثاني من أوجه حتى: أن ينتصب الفعل المضارع بعدها بتقدير "أن"، نحو: سرت "حتى" أدخلها، وإنما قلنا: "إن" النصب "بأن" مضمرة لا بنفس "حتى"، كما يقول الكوفيون؛ لأن "حتى" قد ثبت أنها تخفض الأسماء وما يعمل في الأسماء لا يعمل في الأفعال، وكذا العكس.
و"لحتى" الداخلة على المضارع المنصوب ثلاثة معان:
أحدها: مرادفة "إلى" "أن"، نحو: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}، أي: "إلى" "أن" يرجع.
والثاني: مرادفة "كي" التعليلية، نحو: أسلم "حتى" تدخل الجنة.
والثالث: مرادفة "إلا" في الاستثناء، كقوله:
ليس العطاء من الفضول سماحة ..... حتى تجود وما لديك قليل
أي: "إلا" "أن" تجود، وقوله:
والله لا يذهب شخصي باطلًا ..... حتى أبير مالكًا وكاهلًا
ولا ينتصب الفعل بعد "حتى" إلا إذا كان مستقبلًا. ثم إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم فالنصب واجب نحو: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}، فإن رجوع موسى عليه السلام كان مستقبلًا بالنظر إلى الزمن الذي تكلموا فيه بقولهم: {لن نبرح عليه عاكفين}، وبالنسبة إلى عدم انفكاكهم عن عبادة العجل أيضًا.
وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة فالوجهان نحو: {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه}، فإن قولهم: إنما هو مستقبل بالنظر إلى الزلزال لا بالنظر إلى زمن قص ذلك علينا، فإن الله تعالى أخبرنا به بعد ما وقع، فأما وجبوب الرفع فهو عند تمحص الفعل للحال فلا يصح النصب بها في هذه الحالة، وذلك نحو قولك: سرت "حتى" أدخلها، إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول، ويشترط في الفعل أيضًا أن يكون مسببًا عما قبل "حتى" فلا يجوز: سرت "حتى" تطلع الشمس؛ لأن طلوع الشمس لا يتسبب عن السير، ولا ما سرت "حتى" أدخلها؛ لأن الدخول لا يتسبب عن عدم السير.

الوجه الثالث من اوجه حتى: أن تكون عاطفة بمنزلة "الواو"، بشرط أن يكون معطوفها ظاهرًا لا مضمرًا، كما أن ذلك شرط مجرورها، كذا ذكره بعضهم.
والثاني: أن يكون بعضًا من جمع ذكر قبلها نحو: قدم الحاج "حتى" المشاة، أو جزءً من كل، نحو: أكلت السمكة "حتى" رأسها، أو بمنزلة الجزء نحو: أعجبتني الجارية "حتى" حديثها، ويمتنع أن تقول: "حتى" ولدها، والذي يضبط لك ذلك أنها تدخل حين يصح دخول الاستثناء المتصل، وتمتنع حين يمتنع؛ إذ يصح أن تقول قدم الحاج "إلا" المشاة، وأكلت السمكة "إلا" رأسها، ولا يصح: أعجبتني الجارية "إلا" ولدها "إلا" على أن الاستثناء منقطع.
والثالث: أن يكون المعطوف غ اية لما قبلها، أما في زيادة أو في نقص مثال الأول: مات الناس
"حتى" الأنبياء، ومثال الثاني: زارك الناس "حتى" الحجامون، والكوفيون ينكرون العطف "بحتى"، ويحملون نحو: جاء القوم "حتى" أبوك، ورأيتهم "حتى" أباك، ومررت بهم "حتى" أبيك، على أن "حتى" فيه حرف ابتداء، وأن ما بعدها على إضمار عامل، والتقدير في الأول: "حتى" جاء أبوك، وفي الثاني: "حتى" رأيت أباك، وفي الثالث: "حتى" مررت بأبيك، وهلم جرا.

الوجه الرابع من أوجه حتى: أن تكون حرف ابتداء، أي: حرفًا تبتدئ بعده الجمل، فيدخل على الجملة الاسمية، كقول جرير:
فما زالت القتلى تمج دماءها ..... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
الأشكل الذي فيه بياض وحمرة مختلطان، وقول الفرزدق:
فوا عجبًا حتى كليب تسبني ..... كأن أباها نهشل أو مجاشع
ولابد هنا من تقدير محذوف قبل "حتى" يكون ما بعدها غاية له، أي: فوا عجبًا يسبني الناس "حتى" كليب تسبني، وتدخل أيضًا على الفعلية التي يكون فعلها مضارعًا كقول حسان:
يغشون حتى ما تهر كلابهم ..... لا يسألون عن السواد المقبل
ومنه قراءة نافع: {حتى يقول الرسول}، وعلى الفعلية التي فعلها ماض نحو: {حتى عفوا}، وقالوا: ونحو: {حتى إذا فشلتم وتنازعتم}، وزعم ابن مالك والأخفش أنها هنا جارة، وأن إذا في موضع جربها، والجمهور على خلاف ذلك، وأنها حرف ابتداء، وقد دخلت "حتى" الابتدائية على الجملتين الاسمية والفعلية في قوله:
سريت بهم حتى تكل مطيهم ..... وحتى الجياد ما يقدمن بارسان
فيمن رواه برفع تكل والمعنى "حتى" كلت، وقد يكون الموضع صالحًا لأقسام "حتى" الثلاثة، كقولك: أكلت السمكة "حتى" رأسها، فلك أن تخفض على معنى "إلى"، وأن تنصب على معنى العطف، وأن ترفع على الابتداء، وقد روي بالأوجه الثلاثة "حتى" نعله ألقاها، وإذا قلت: قام القوم "حتى" زيد، جاز الرفع والخفض دون النصب، وكان لك في الرفع أوجه أحدها الابتداء، والثاني: العطف، والثالث: إضمار الفعل على شريطة التفسير.
"حس": في الروض الأنف "حس" بمهملتين كلمة تقولها العرب عند الألم، وقال الأزهري: العرب تقول عند لذعة النار: "حس"، وقولهم: جيء به من "حسك" و"بسك"، المراد به: جيء به من رفقك وصعوبتك، وقال الأصمعي: من حيث كان أو لم يكن.
"حسب": قال في الصحاح: "حسبك" درهم أي: كفاك، وهو اسم، وهذا رجل "حسبك" من رجل وهو مدح، كأنه قال: "محسب" لك أي، كاف لك من غيره يستوي فيه الواحد والجمع والتثنية؛ لأنه في الأصل مصدر، وتقول في المعرفة: هذا عبد الله "حسبك" من رجل فتنصب، "حسبك" على الحال، ولك أن تتكلم "بحسب" مفردة، تقول: رأيت زيدًا "حسب" يا فتى، كأنك قلت: "حسبي" أو "حسبك"، فأضمرت هذا، فلذلك لم تنون لأنك أردت الإضافة، كما تقول: جاءني زيد ليس غير، تريد: ليس غيره.
"حسب": الحسب المقدار والعدد، وهو فعل بمعنى مفعول، ومنه قولهم: ليكن عملك "بحسب" ذلك، أي: على قدره وعدده، قال الكسائي: ما أدري ما "حسب" حديثك، أي: ما قدره، وربما سكن في ضرورة الشعر.
"حلا": كلمة تقولها العرب في أمر تكرهه مثل "كلا".
"حيث": وطي يقولون: حوث، ومن العرب من يعربها، وقراءة من قرأ: {من حيث لا يعلمون} تحتملها، وتحتمل لغة البناء على الكسر، وهي للمكان.
وقال الأخفش: إنها ترد للزمان، ويلزمها الإضافة إلى جملة اسمية كانت أو فعلية، نحو: اجلس "حيث" زيد جالس، أو "حيث" جلس زيد، وإضافتها إلى الفعلية أكثر، ومن ثم رجع النصب في نحو: جلست "حيث" زيد أراه، وندرت إضافتها إلى المفرد كقوله:
ونطعنهم حتى الكلى بعد ضربهم .....بيض المواضي حيث لي العمائم
والكسائي يقيسه. وأندر من ذلك إضافتها إلى جملة محذوفة، ومن أضاف حيث إلى المفرد أعربها.
ووجد بخط الضابطين، أما ترى "حيث" سهيل طالعًا بفتح "ثاء" "حيث"، وخفض سهيل، وإذا قلت: "حيث" سهيل، بضم "حيث" رفع سهيل، كان الخبر محذوفًا تقديره: موجود وطالعًا حال، وإذا اتصلت بها "ما" الكافة ضمن معنى الشرط، وجزمت الفعلين كقوله:
حيثما تستقم يقدر لك اللـ ..... ـــه نجاحًا في غابر الأزمان
وهذا البيت دليل على مجيئها للزمان، وغابر هنا بمعنى المستقبل، والمعنى: أي وقت تستقيم يقدر لك الله فوزًا وسلامة في الأزمان المستقبلة.
ويحتمل المعنى أي مكان تستقيم فلا يكون دليلًا قطعيًا على ورودها للزمان.
قال أبو البقاء: وقد يراد "بحيث": الإطلاق، وذلك في مثل قولنا: الإنسان من "حيث" هو إنسان، أي: نفس مفهومه الموجود من غير اعتبار أمر آخر، وقد يراد بها التقييد، وذلك في مثل: الإنسان من "حيث" أنه يصح، وتزول عنه الصحة موضوع الطب، وقد يراد التعليل نحو: النار من "حيث" أنها حارة تسخن الماء، أي: حرارة النار علة تسخن الماء. اهـ، قلت: والناس يستعملون "حيث" للتعليل بدون "ما"، كقولك: "حيث" أنه زارني تعين على إكرامه، ويقولون أيضًا من هذه الحيثية أي من هذه الجهة، وهذه العلة.
"حي على": معناها "هلم" وأقبل، نحو: "حي على" الصلاة، ويقال أيضًا: "حي هلا"، و"حي هلا" على كذا، وإلى كذا، و"حي هل" كصه وحيهل بسكون "الهاء" وفتح "اللام"، و"حتى هلا" بفلان أي: عليك به، وادعه كما في القاموس). [غنية الطالب: 180 - 185]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م, 09:00 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قسم معاني الحروف من دليل "دراسات في أساليب القرآن"
للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة

- حاشا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة