قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (ومنه «قط» وتستعمل على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون ظرفًا لاستغراق ما مضى من الزمان وتختص بالنفي فيقال: ما فعلته قط، والعامة تقول: لا أفعله قط وهي لحن، واشتقاقه من قططته أي قطعته، فمعنى ما فعلته قط: ما فعلته فيما انقطع من عمري؛ لأن الماضي منقطع عن الحال والاستقبال، وأفصح لغات هذه الكلمة: فتح القاف وتشديد الطاء مع الضم، قال الكسائي: كانت قَطُطُ فلما سكن الحرف للإدغام جعل الآخر متحركًا إلى إعرابه، وقد تكسر على التقاء الساكنين وقد تتبع قافه طاءه في الضم، وقد تخفف طاؤه مع ضمها أو إسكانها.
الثاني: أن تكون اسم فعل بمعنى يكفي، فيقال: قطني، بنون الوقاية كما يقال: يكفيني.
الثالث: تكون بمعنى حسب، وهذه مفتوحة القاف ساكنة الطاء، يقال: قَطْني وقَطك وقَطْ زيد، كما يقال: حسبي حسبك وحسب زيد درهم، ويجوز إثبات نون الوقاية حفظًا للبناء على السكون كما يجوز في لدن وقد وعن، قال الراجز:
امتلأ الحوض وقال قَطْني = مهلًا رويدًا قد ملأت بطني). [مصابيح المغاني: 325 - 326]