"إلا"
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (
تفسير "إلا"على أربعة أوجه:
الاستثناء – الاستئناف، وهو يشبه الاستثناء – خبر – غير
فوجه منها، "إلا" يعني: الاستثناء، قوله تعالى في سورة الزخرف: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} يعني منهم، فإنهم ليسوا بأعداء بعضهم لبعض، وكذلك قوله تعالى {إلا من تاب وآمن} ونحوه كثير.
والوجه الثاني, "إلا": وهو الذي يشبه الاستثناء، وليس باستثناء ولكن استئناف، قوله تعالى:{قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا} انقطع الكلام، ثم استأنف، فقال: {إلا ما شاء الله} فإنه يصيبني {ما شاء} مثلها في سورة يونس، ونظيرها في سورة الأنعام: {ولا أخاف ما تشركون به} ثم انقطع الكلام, ثم استأنف فقال: {إلا أن يشاء ربي شيئا}، وقال في قصة شعيب في سورة الأعراف: {وما يكون لنا أن نعود فيها} يعني: في ملة الشرك, ثم استأنف فقال: {إلا أن يشاء الله ربنا} يعني: فيدخلنا فيها, وقوله تعالى في سورة الدخان: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى}، مثلها في سورة (والليل) {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه}، ونحوه في سورة الغاشية وسورة (والتين) وسورة الجن وسورة سبأ.
والوجه الثالث، "إلا" بمعنى الخبر: بخبر عن شيء، قوله تعالى في سورة الحجر: {وإن من شيء إلا عندنا}، فأخبر بقوله: {إلا عندنا خزائنه}، وأخبر عنه أيضا فقال: {إلا بقدر معلوم}، وقوله تعالى: {إن نحن}، ثم أخبر فقال: {إلا بشر مثلكم}، وقال: {إن أنتم}، ثم أخبر فقال: {إلا في ضلال مبين}.
والوجه الرابع، "إلا" بمعنى غير: قوله تعالى في سورة الأنبياء: {لم كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}، يعني: غير الله. وقوله تعالى: {إلا الله}، يعني: غير الله، وكل لا إله "إلا" الله فهو كذلك). [الوجوه والنظائر: 78 - 79]