"ثم" قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "ثمّ"
"ثمّ" حرف مبنيّ على الفتح وهو من حروف العطف ويفيد التّرتيب والمهلة تقول: جاءني (زيد "ثمّ" عمرو. فعمرو جاء) بعد زيد بمهلة وتراخ.
وذكر أهل التّفسير أنه في القرآن على ثلاثة أوجه: -
أحدها: بقاؤه على أصله، ومنه قوله تعالى في الأنعام: {ثمّ إلى ربكم مرجعكم}، وفي الأعراف: {ثمّ لأصلبنكم أجمعين}، وفي فاطر: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا}، وهو كثير في القرآن. والثّاني: بمعنى "الواو"، ومنه قوله تعالى في يونس: {ثمّ الله شهيد على ما يفعلون}، وفي القيامة: {ثمّ إن علينا بيانه}.
والثّالث: وقوعه زائدا، ومنه قوله تعالى في سورة براءة: {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلّا إليه ثمّ تاب عليهم}). [نزهة الأعين النواظر: 223 - 224]