قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (تفسير (كان) على خمسة أوجه:
ينبغي – صلة – هو – تفسير – صار
فوجه منها: كان يعني: ينبغي، قوله تعالى في سورة آل عمران {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله} أي: ما ينبغي لبشر, وكقوله تعالى في سورة الأحزاب {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا} أي: ما ينبغي، وكقوله تعالى في سورة النور {قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} أي: ما ينبغي لنا، ونحوه.
والوجه الثاني: كان: صلة في الكلام, مثل قوله تعالى {وكان الله عليما حكيما} يعني: والله عليم حكيم, وكان هاهنا صلة في الكلام, ونحوه كثير.
والوجه الثالث: كان يعني: هو، قوله تعالى في سورة مريم {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} يعني: من هو في المهد صبيا.
والوجه الرابع: كان تفسير، قوله تعالى {وكان الله على كل شيء قديرا} يقول: والله على كل شيء قدير, وقوله تعالى في سورة مريم {إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}
والوجه الخامس: كان يعني: صار, قوله تعالى في سورة البقرة {وكان من الكافرين} يعني: وصار، وكقوله تعالى في سورة النبأ {وفتحت السماء فكانت أبوابا} وكقوله تعالى في سورة الواقعة {فكانت هباء منبثا} يعني: فصارت، وكقوله تعالى في سورة سأل سائل {يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن} يعني: تصير، ونحوه كثير). [الوجوه والنظائر: 393]