- أدلة هذا الاسم:
{قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42)} [الإسراء: 42]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون} [الإسراء: 42] وهي تقرأ أيضًا بالتّاء.
فمن قرأها بالتّاء فيقول للنّبيّ: قل لهم: لو كان معه آلهةٌ، ثمّ أقبل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كما تقولون.
ومن قرأها بالياء يقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم: لو كان معه آلهةٌ كما يقولون.
{إذًا لابتغوا} [الإسراء: 42]، يعني: الآلهة لو كانت آلهةً.
{إلى ذي العرش سبيلا} [الإسراء: 42] إذًا لطلبوا إليه الوسيلة والقربة.
وقال قتادة: إذًا لعرفوا له فضله عليهم، ولابتغوا إليه ما يقرّبهم إليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/137]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذًا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين الّذين جعلوا مع اللّه إلهًا آخر: لو كان الأمر كما تقولون: من أنّ معه آلهةً وليس ذلك كما تقولون، إذن لابتغت تلك الآلهة القربة من اللّه ذي العرش العظيم، والتمست الزّلفة إليه، والمرتبة منه. كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذًا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً} يقول: لو كان معه آلهةٌ إذن لعرفوا فضله ومرتبته ومنزلته عليهم، فابتغوا ما يقرّبهم إليه.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {إذًا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً} قال: لابتغوا القرب إليه، مع أنّه ليس كما يقولون). [جامع البيان: 14/603]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا }
فمن قرأ (كما تقولون) فعلى مخاطبة القائلين {إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}.
أي لتقربوا إلى ذي العرش، كما قال: {أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب}.
وقال بعضهم: {إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} أي لكانوا مضادّين له يطلبون الانفراد بالربوبية.
والقول الأول عليه المفسرون). [معاني القرآن: 3/242-241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}
قال قتادة المعنى إذا لتقربوا إلى الله
وقال سعيد بن جبير إذا لطلبوا إليه طريقا للوصول ليزيلوا ملكه جل وعز). [معاني القرآن: 4/159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):({إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} لو كان معه آلهة كما تقولون، لابتغوا -أولئك الآلهة- التقرب إلى الله، لأنه رب كل شيء.
وقيل: لابتغوا سبيلا: أي طريقا إليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 137]
{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)} [غافر: 15]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده...}.
الروح في هذا الموضع: النبوة؛ لينذر من يلقى عليه الروح يوم التلاق, وإنما قيل "التلاق"؛ لأنه يلتقي فيه أهل السماء , وأهل الأرض). [معاني القرآن: 3/6]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة يلقي الروح قال الوحي والرحمة). [تفسير عبد الرزاق: 2/179]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى يوم التلاق يوم يتلاقى أهل السماء وأهل الأرض والخالق وخلقه). [تفسير عبد الرزاق: 2/180]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({رفيع الدّرجات ذو العرش يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التّلاق}
وقال: {رفيع الدّرجات ذو العرش} :رفيع ,رفع على الابتداء, والنصب جائز لو كان في الكلام على المدح). [معاني القرآن: 4/2]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يلقي الرّوح من أمره}: أي: الوحي).[تفسير غريب القرآن: 386]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {رفيع الدّرجات ذو العرش يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التّلاق (15) يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}.
يقول تعالى ذكره: هو رفيع الدّرجات؛ ورفع قوله: {رفيع الدّرجات} على الابتداء؛ ولو جاء نصبًا على الرّدّ على قوله: فادعوا اللّه، كان صوابًا. {ذو العرش} يقول: ذو السّرير المحيط بما دونه). [جامع البيان: 20/294]
{ذي قُوَّةٍ عِنْدَ ذي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)} [التكوير: 20]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {ذي قُوَّةٍ عِنْدَ ذي الْعَرْشِ مَكِينٍ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ذي قُوَّةٍ، يعنِي جِبْرِيلَ على ما كُلِّفَ مِنْ أَمْرٍ غيرِ عاجِزٍ، {عِنْدَ ذي الْعَرْشِ مَكِينٍ}، يقولُ: هوَ مَكِينٌ عندَ ربِّ العرْشِ العظيمِ). [جامع البيان: 24/ 163]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في تعلّق قوله تعالى: {عند ذي العرش}؛ فذهب بعض المتأوّلين إلى تعلّقه بقوله سبحانه: {ذي قوّةٍ}، وذهب آخرون إلى أنّ الكلام تمّ في قوله: {ذي قوّةٍ}، وتعلّق الظرف بقوله: {مكينٍ}، ومعناه: له مكانةٌ ورفعةٌ).[المحرر الوجيز: 8/ 551]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذي قوّةٍ}، كقوله: {علّمه شديد القوى * ذو مرّةٍ}؛ أي: شديد الخلق شديد البطش والفعل، {عند ذي العرش مكينٍ}. أي: له مكانةٌ عند اللّه عزّ وجلّ ومنزلةٌ رفيعةٌ، قال أبو صالحٍ في قوله: {عند ذي العرش مكينٍ}. قال: جبريل يدخل في سبعين حجاباً من نورٍ بغير إذنٍ).[تفسير القرآن العظيم: 8/ 338-339]
{ذو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)} [البروج: 15]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ذو العرش المجيد...} خفضه يحيى وأصحابه. وبعضهم رفعه جعله من صفة الله تبارك وتعالى. وخفضه من صفة العرش، كما قال: {بل هو قرآنٌ مجيدٌ} فوصف القرآن بالمجادة).[معاني القرآن: 3/ 254]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ذو العرش المجيد}وقال: {ذو العرش المجيد} فـ{المجيد} جرّ على {العرش} والرفع على قوله: {ذو} وكذلك {مّحفوظٍ} جر على "اللّوح" ورفع على "القرآن").[معاني القرآن: 4/ 49]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ في قَولِهِ تَعَالَى:{الوَدُودُ}: الَحبيبُ. {الَمجيدُ}: الكَريمُ). [متن فتح الباري: 8 / 698] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {الوَدُودُ}: الحَبِيبُ، {المجيدُ}: الكريمُ، ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، ويَأتِي في التَّوحيدِ.
- وأخرجَ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَولِهِ: {الْغَفُورُ الْوَدُودُ} قَالَ: {الوَدُودُ}: الحَبِيبُ، وفي قولِهِ: {ذو الْعَرْشِ المَجِيدُ} يَقولُ: الكريمُ). [فتح الباري: 8 / 699] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْوَدُودُ}: هو الْحَبِيبُ الْمُتَوَدِّدُ إلى أَوْلِيَائِهِ بِالْكَرَامَةِ. {الْمَجِيدِ} أي: (الْكَرِيمِ) وقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ هذا سَاقِطٌ في الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ، ثَابتٌ في روايةِ النَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [إرشاد الساري: 7 / 416] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {ذو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ذو الْعَرْشِ الْكَرِيمُ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني عَلِيٌّ، قالَ: ثنا أبو صَالِحٍ، قالَ: ثني معاويةُ، عن عَلِيٍّ، عن ابْنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {ذو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}. يقولُ: الْكَرِيمُ.
واختلفت القَرَأَةُ فِي قراءةِ قولِه: {الْمَجِيدُ}؛ فقرأتْه عامَّةُ قَرَأَةِ الْمَدِينَةِ ومكَّةَ والبصرةِ وبعضُ الكوفيِّينَ رفعاً، ردًّا عَلَى قولِه: {ذو}. عَلَى أنَّه مِن صفةِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ. وقرأَ ذَلِكَ عامَّةُ قرَأَةِ الكوفةِ خفضاً، عَلَى أنَّه مِن صفةِ "الْعَرْشِ".
والصوابُ مِن الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِندَنَا أَنَّهُمَا قراءتانِ معروفتانِ، فبأيَّتِهما قرأَ القارئُ فمصيبٌ). [جامع البيان: 24 / 284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ذو العرش المجيد (15)}
(المجيد) ويقرأ (المجيد). ومعنى المجيد الكريم. فمن جرّ (المجيد) فمن صفة العرش، ومن رفع فمن صفة (ذو)). [معاني القرآن: 5/ 308]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({المجيد} أي: الرفيع).[ياقوتة الصراط: 566]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المجِيدٌ}: الكريم).[العمدة في غريب القرآن: 343]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وخصّص العرش بإضافة نفسه إليه؛ تشريفاً للعرش، وتنبيهاً على أنه أعظم المخلوقات.
وقرأ حمزة، والكسائيّ، والمفضّل عن عاصمٍ، والحسن، وابن وثّابٍ، والأعمش، وعمرو بن عبيدٍ: (المجيد) بخفض الدّال صفةً للعرش، وهذا على أنّ المجد والتّمجّد قد يوصف به كثيرٌ من الموجودات، وقد قالوا: مجدت الدابّة. إذا سمنت، وأمجدتها. إذا أحسنت عليها. وقالوا: (في كلّ شجرٍ نارٌ، واستمجد المرخ والعفار). أي: كثرت نارهما.
وقرأ الباقون والجمهور: {المجيد} بالرّفع؛ صفةً للّه تعالى.
وقرأ الجمهور: {ذو العرش}. وروي عن ابن عامرٍ: (ذي العرش) نعتاً لقوله تعالى: {إنّ بطش ربّك}).[المحرر الوجيز: 8/ 580]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذو العرش}. أي: صاحب العرش المعظّم العالي على جميع الخلائق،
والمجيد فيه قراءتان: الرّفع على أنّه صفةٌ للرّبّ عزّ وجلّ، والجرّ على أنّه صفةٌ للعرش، وكلاهما معنًى صحيحٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {الوَدُودُ}. قَالَ: الحَبِيبُ. وفي قَوْلِهِ: {ذو العَرْشِ المَجِيدُ}. قَالَ: الكَرِيمُ). [الدر المنثور: 15 / 344]