العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > كتاب الأسماء والصفات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 شعبان 1434هـ/7-07-2013م, 08:05 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي معنى إحصاء أسماء الله الحسنى

معنى إحصاء أسماء الله الحسنى

العناصر:
- الأحاديث والآثار
- إحصاءُ الأسماءِ الْحُسنى والعلْمُ بها أصلٌ للعلْمِ بكلِّ معلومٍ(شرح ابن القيم)
-باب تفسير هذه الأسماء(شرح أبي سليمان الخطابي)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 شعبان 1434هـ/7-07-2013م, 08:05 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الأحاديث والآثار


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 شعبان 1434هـ/7-07-2013م, 08:05 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي


إحصاءُ الأسماءِ الْحُسنى والعلْمُ بها أصلٌ للعلْمِ بكلِّ معلومٍ

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( [السادسَ عشرَ]: (إحصاءُ الأسماءِ الْحُسنى والعلْمُ بها أصلٌ للعلْمِ بكلِّ معلومٍ، فإنَّ المعلوماتِ سِواهُ إمَّا أن تكونَ خَلْقاً لهُ تعالى أوْ أَمْراً، إما علمٌ بما كَوَّنَهُ أوْ عِلْمٌ بما شَرَعَهُ.
ومَصْدَرُ الخلْقِ والأمْرِ عنْ أسمائِهِ الْحُسْنَى، وهما مُرْتَبِطانِ بها ارتباطَ المقتضَى بمقْتَضِيهِ. فالأمرُ كلُّهُ مَصدرُهُ عنْ أسمائِهِ الْحُسْنَى، وهذا كلُّهُ حَسَنٌ لا يَخْرُجُ عنْ مَصالِحِ العِبادِ والرأفةِ والرحمةِ بهم، والإحسانِ إليهم بتكميلِهم بما أَمَرَهم بهِ ونَهاهُمْ عنهُ، فأمْرُهُ كلُّهُ مَصلحةٌ وحِكمةٌ ورحمةٌ ولُطْفٌ وإحسانٌ؛ إذ مَصْدَرُهُ أسماؤُهُ الْحُسْنَى، وفِعْلُهُ كلُّهُ لا يَخْرُجُ عن العَدْلِ والحكمةِ والمصلَحَةِ والرحمةِ؛ إذ مَصدرُهُ أسماؤُهُ الْحُسْنَى، فلا تَفاوُتَ في خَلْقِهِ ولا عَبَثَ، ولم يَخْلُقْ خَلْقَهُ باطِلاً، ولا سُدًى ولا عَبَثاً.
وكما أنَّ كلَّ مَوجودٍ سِواهُ فبِإيجادِهِ، فوُجودُ مَنْ سِواهُ تابعٌ لوُجودِهِ تَبَعَ المفعولِ المخلوقِ لخالقِهِ، فكذلكَ العلْمُ بها أَصْلٌ للعلْمِ بكلِّ ما سِواهُ، فالعلْمُ بأسمائِهِ وإحصاؤُها أَصْلٌ لسائرِ العلومِ، فمَنْ أَحْصَى أسماءَهُ كما يَنبغِي للمخلوقِ أَحْصَى جميعَ العلومِ؛ إذ إِحصاءُ أسمائِهِ أصْلٌ لإحصاءِ كلِّ معلومٍ؛ لأنَّ المعلوماتِ هيَ مِنْ مُقتضاها ومُرتبطةٌ بها.
وَتَأَمَّلْ صدورَ الخلْقِ والأمرِ عنْ عِلْمِهِ وحِكمتِهِ تعالى، ولهذا لا تَجِدُ فيها خَلَلاً ولا تَفاوُتاً؛ لأن الخلَلَ الواقعَ فيما يَأمُرُ بهِ العبدُ أوْ يَفعلُهُ إمَّا أن يكونَ لِجَهْلِهِ بهِ أوْ لعَدَمِ حِكمتِهِ. وأمَّا الربُّ تعالى فهوَ العليمُ الحكيمُ فلا يَلْحَقُ فِعْلَهُ ولا أَمْرَهُ خللٌ ولا تَفاوُتٌ ولا تَناقُضٌ)([46]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( [السابعَ عشرَ]: (في بيانِ مَراتبِ إحصاءِ أسمائِهِ التي مَنْ أَحصاهَا دَخَلَ الجنَّةَ، وهذا هوَ قُطْبُ السعادةِ ومَدارُ النجاةِ والفلاحِ:
الْمَرتبةُ الأُولَى: إحصاءُ ألفاظِها وعَدَدِها.
الْمَرتبةُ الثانيَةُ: فَهْمُ مَعانِيهَا ومَدلولِها.
المرتبةُ الثالثةُ: دُعاؤُهُ بها كما قالَ تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: 180] وهوَ مَرتبتانِ:
- إحداهما: دُعاءُ ثناءٍ وعِبادةٍ.
- والثاني: دُعاءُ طَلَبٍ ومسألةٍ.
فلا يُثْنَى عليهِ إلاَّ بأسمائِهِ الْحُسْنَى وصفاتِهِ العُلَى، وكذلكَ لا يُسألُ إلاَّ بها، فلا يُقالُ: يا موجودُ أوْ يَا شيءُ أوْ يا ذاتُ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي، بلْ يُسأَلُ في كلِّ مطلوبٍ باسمٍ يكونُ مُقْتَضِياً لذلكَ المطلوبِ، فيكونُ السائلُ مُتَوَسِّلاً إليهِ بذلكَ الاسمِ؛ ومَنْ تَأَمَّلَ أَدعيَةَ الرسُلِ - ولا سِيَّما خاتَمُهم وإمامُهم - وَجَدَها مُطابِقَةً لهذا.
وهذه العبارةُ أَوْلَى مِنْ عبارةِ مَنْ قالَ: يَتَخَلَّقُ بأسماءِ اللهِ؛ فإنَّها ليستْ بعبارةٍ سَديدةٍ، وهيَ مُنْتَزَعَةٌ مِنْ قولِ الفَلاسفةِ بالتَّشَبُّهِ بالإلهِ على قَدْرِ الطاقةِ.
وأَحْسَنُ منها عبارةُ أبي الحكَمِ بنِ بَرهانَ وهيَ: التعَبُّدُ.
وأحسَنُ منها العِبارةُ المطابِقَةُ للقرآنِ وهيَ: الدُّعاءُ، المتضمِّنُ للتَّعَبُّدِ والسُّؤالِ.
فمَراتبُها أربعةٌ:
- أشَدُّها إنكاراً عبارةُ الفلاسفةِ وهيَ التَّشَبُّهُ.
- وأحسَنُ منها عبارةُ مَنْ قالَ: التخَلُّقُ.
- وأحسَنُ منها عِبارةُ مَنْ قالَ: التعَبُّدُ.
- وأَحْسَنُ مِن الجميعِ الدعاءُ ، وهيَ لفظُ القرآنِ)([47]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( [الثامنَ عشرَ]: (أنَّ الأسماءَ الْحُسْنَى لا تَدْخُلُ تحتَ حَصْرٍ ولا تُحَدُّ بعَددٍ، فإنَّ للهِ تعالى أسماءً وصفاتٍ اسْتَأْثَرَ بها في عِلْمِ الغَيْبِ عندَهُ، لا يَعْلَمُها مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، كما في الحديثِ الصحيحِ: ((أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ /أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ/ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنوْدَكَ)).
فجَعَل أسماءَهُ ثلاثةَ أَقسامٍ:
- قِسمٌ سَمْعِيٌّ سَمَّى بهِ نفسَهُ: فأَظْهَرَهُ لِمَنْ شاءَ مِنْ ملائكتِهِ أوْ غيرِهم، ولم يُنْـزِلْ بهِ كتابَهُ.
- وقِسْمٌ أَنْزَلَ بهِ كتابَهُ: فتَعَرَّفَ بهِ إلى عِبادِهِ.
- وقِسمٌ اسْتَأْثَرَ بهِ في عِلْمِ غَيْبِهِ: فلم يَطَّلِعْ عليهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، ولهذا قالَ: ((اسْتَأْثَرْتَ بِهِ)) أي: انْفَرَدْتَ بعِلْمِهِ، وليسَ المرادُ انفرادَهُ بالتَّسَمِّي بهِ؛ لأن هذا الانفرادَ ثابتٌ في الأسماءِ التي أَنْزَلَ بها كتابَهُ.
ومِنْ هذا قولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في حديثِ الشفاعةِ: ((فَيَفْتَحُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ بِمَا لا أُحْسِنُهُ الْآنَ)) وتلكَ الْمَحامدُ تَفِي بأسمائِهِ وصفاتِهِ. ومنهُ قولُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلم:((لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)) ([48]).
وأمَّا قولُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ))([49]) فالكلامُ جُملةٌ واحدةٌ. وقولُهُ ((مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)) صِفَةٌ لا خَبَرٌ مُسْتَقْبَلٌ، والمعنى: لهُ أسماءٌ مُتعدِّدَةٌ مِنْ شأنِها أنَّ مَنْ أَحصاهَا دَخَلَ الجنَّةَ، وهذا لا يَنْفِي أن يكونَ لهُ أسماءٌ غيرُها. وهذا كما تقولُ: لفلانٍ مائةُ مَملوكٍ قدْ أَعَدَّهُمْ للجهادِ، فلا يَنْفِي هذا أن يكونَ لهُ مَماليكُ سِواهُمْ مُعَدُّونَ لغيرِ الجهادِ. وهذا لا خِلافَ بينَ العلماءِ فيه)([50]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

([46]) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 163).
([47]) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 164).
([48]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 117.
([49]) رَوَاهُ الإمامُ أَحْمَدُ (7450،7568،10103،10154،10307)، والبُخَارِيُّ في كتابِ التوحيدِ / بابُ إنَّ للهِ مائةَ اسمٍ إلا واحدًا (7392)، ومسلمٌ في كتابِ الذكرِ والدعاءِ / بابٌ في أسماءِ اللهِ تعالَى وفضلِ مَنْ أَحْصاهَا (6750)، والتِّرْمِذِيُّ في كتابِ الدَّعَوَاتِ / بابُ (83)، الحديثُ رقْمُ (3506)، وابْنُ مَاجَهْ في كتابِ الدُّعاءِ / بابُ أسماءِ اللهِ عزَّ وجلَّ (3860) من حديثِ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه.
(50) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 166-167).


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 11:38 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

(باب تفسير هذه الأسماء)

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (
حدثنا مكرم بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي، قال: حدثنا إسحق بن محمد الفروي، قال: حدثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر».
قال الشيخ: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا» فيه إثبات هذه الأسماء المحصورة بهذا العدد، وليس فيه نفي ما عداها من الزيادة عليها، وإنما وقع التخصيص بالذكر لهذه الأسماء؛ لأنها أشهر الأسماء، وأبينها معاني وأظهرها، وجملة قوله: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة» قضية واحدة لا قضيتان، ويكون تمام الفائدة في خبر «إن» في قوله: «ومن أحصاها دخل الجنة»، لا في قوله: «تسعة وتسعين اسمًا»، وإنما هو بمنزلة قولن: إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة. وكقولك: إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه. وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب، وإنما دلالته: أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، وأن الذي أرصده عمرو من الثياب للخلع مائة ثوب، والذي يدل على صحة هذا التأويل حديث عبد الله بن مسعود، وقد ذكره محمد بن إسحق [بن خزيمة] في المأثور:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو: «اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ... الخ...». فهذا يدلك على أن لله أسماء لم ينزلها في كتابه، حجبها عن خلقه، ولم يظهرها لهم.وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا»، دليل على أن أشهر الأسماء، وأعلاها في الذكر الله ولذلك أضيفت سائر الأسماء إليه. وقد جاء في بعض الروايات: «أن اسم الله الأعظم الله -».
وقوله: «من أحصادها دخل الجنة» : في الإحصاء أربعة أوجه:
أحدها وهو أظهرها الإحصاء الذي هو بمعنى العد، يريد: أنه يعدها ليستوفيها حفظًا، فيدعو ربه بها. كقوله سبحانه: {وأحصى كل شيء عددا} [الجن: 28].
ويدل على صحة هذا التأويل رواية سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، حدثناه: أحمد بن إبراهيم بن مالك، قال: حدثنا: بشر بن موسى، قال: حدثنا: الحميدي، قال: حدثنا: سفيان، قال: أخبرنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد من حفظها دخل الجنة، وهو وتر، يحب الوتر».
والوجه الثاني: أن يكون الإحصاء بمعنى الطاقة، كقوله سبحانه: {علم أن لن تحصوه} [المزمل: 20]، أي: لن تطيقوه. وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: «استقيموا، ولن تحصوا»، أي: لن تطيقا كل الاستقامة. والمعنى: أن يطيقها، يحسن المراعاة لها، والمحافظة على حدودها في معاملة الرب سبحانه بها، وذلك مثل أن يقول: يا رحمن، يا رحيم، فيخطر بقلبه الرحمة, ويعتقدها صفة لله عز وجل فيرجو رحمته، ولا ييأس من مغفرته. كقوله تعالى: {لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53]. وإذا قال: (السميع البصير) علم أنه لا يخفى على الله خافية، وأنه بمرأى منه ومسمع؛ فيخافه في سره، وعلنه، ويراقبه في كافة أحواله، وإذا قال: (الرزاق) اعتقد أنه المتكلف برزقه، يسوقه إليه في وقته، فيثق بوعده، ويعلم أنه لا رازق له غيره، ولا كافي له سواه، وإذا قال: المنتقم، استشعر الخوف من نقمته، واستجار به من سخطه، وإذا قال: (الضار النافع)؛ اعتقد أن الضر والنفع من قبل الله جل وع لا شريك له، وأن أحدًا من الخلق، لا يجلب إليه خيرًا، ولا يصرف عنه شرًا، وأن لا حول لأحد، ولا قوة إلا به. وكذلك إذا قال: (القابض الباسط)، و(الخافض الرافع)، و(المعز المذل). وعلى هذا سائر هذه الأسماء.
والوجه الثالث: أن يكون الإحصاء بمعنى العقل والمعرفة، فيكون معناه أن من عرفها وعقل معانيها، وآمن بها دخل الجنة، مأخوذ من الحصاة، وهي العقل. قال طرفة:
وإن لسان المرء ما لم تكن له.......حصاة على عوراته لدليل
والعرب تقول: فلان ذو حصاة، أي: ذو عقل، ومعرفة بالأمور.
والوجه الرابع: أن يكون معنى الحديث أن يقرأ القرآن حتى يختمه فيستوفي هذه الأسماء كلها في أضعاف التلاوة. فكأنه قال: من حفظ القرآن وقرأه فقد استحق دخول الجنة، وذهب إلى نحو من هذا أبو عبد الله الزبيري رحمه الله وقال: تأملت الأسماء التي جاءت في الأخبار، والآثار، فلما قابلتها بما جاء في القرآن وجدتها مائة، وثلاثة عشر اسمًا، وإنما زادت على المبلغ المذكور في الخبر؛ لأني حسبتها متكررة. كقوله: القدير، والقادر، والمقتدر، والرازق، والرزاق، والغفور والغافر، والغفار، فحذفت التكرير، فوجدتها سواء على ما وصفت لك، ثم سردت الأسماء من القرآن، سورة سورة وتركتها كراهة التطويل.
وقوله: إنه وتر يحب الوتر. فإن الوتر: الفرد. ومعنى الوتر فيصفة الله جل، وعلا الواحد الذي لا شريك له، ولا نظير له، المتفرد عن خلقه، البائن منهم بصفاته. فهو سبحانه وتر.
وجميع خلقه شفع، خلقوا أزواجًا. فقال سبحانه: {ومن كل شيء خلقنا زوجين} [الذاريات: 49]. وقوله صلى الله عليه وسلم: «يحب الوتر»، معناه والله أعلم أنه: فضل الوتر في العدد على الشفع في أسمائه؛ ليكون أدل على معنى الوحدانية في صفاته، وقد يحتمل أن يكون معنى قوله: «يحب الوتر» منصرفًا إلى صفة من يعبد الله بالوحدانية والتفرد على سبيل الإخلاص، لا يشفع إليه شيئًا، ولا يشرك بعبادته أحدًا). [شأن الدعاء:23-29]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة