العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > كتاب الأسماء والصفات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 رمضان 1438هـ/7-06-2017م, 09:46 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي آثار الأسماء الحسنى


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 11:09 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الأحاديث والآثار


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 11:10 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

بيانِ أنَّ أسماءَ اللهِ الحسنَى وصفاتِهِ العُلَى تَسْتَلْزِمُ آثارَها

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى
: (البابُ السادسُ والعشرونَ:
في بيانِ أنَّ أسماءَ اللهِ الحسنَى وصفاتِهِ العُلَى تَسْتَلْزِمُ آثارَها

(الربُّ - سُبحانَهُ وتعالَى - لهُ الأسماءُ الْحُسْنَى، وأسماؤُهُ مُتَضَمِّنَةٌ لصفاتِ كمالِهِ، وأفعالُهُ ناشئةٌ عنْ صفاتِهِ... وأسماؤُهُ الحسنَى تَقتضِي آثارَها، وتَستلزِمُها استلزامَ المقتضِي الموجِبِ لِمُوجَبِهِ ومُقتضاهُ، فلا بُدَّ مِنْ ظهورِ آثارِها في الوُجودِ فإنَّ مِنْ أسمائِهِ الْخَلاَّقَ المقتضِيَ لوُجودِ الْخَلْقِ، ومِنْ أسمائِهِ الرزَّاقَ المقتضِيَ لوُجودِ الرزْقِ والمرزوقِ)([1])، ([و] مِنْ أسمائِهِ: الغفورَ، الرحيمَ، العفوَّ، الحليمَ، الخافضَ الرافعَ، المعِزَّ المذِلَّ، الْمُحْيِيَ المميتَ، الوارثََ، الصبورَ)([2]) (وكذلكَ... التوَّابَ والحكيمَ... و... الرحمنَ الرحيمَ، وكذلكَ الحَكَمَ العَدْلَ، إلَى سائرِ الأسماءِ)([3]).
(ولا بُدَّ مِنْ ظهورِ آثارِ هذهِ الأسماءِ. فاقْتَضَتْ حِكمتُهُ سُبحانَهُ أن يُنْـزِلَ آدمَ وذُرِّيَّتَهُ دَاراً يَظْهَرُ عليهم فيها أَثَرُ أسمائِهِ الحسنَى، فيَغفِرُ فيها لِمَنْ يَشاءُ، ويَرحَمُ مَنْ يَشاءُ، ويَخْفِضُ مَنْ يَشاءُ، ويَرفَعُ مَنْ يَشاءُ، ويُعِزُّ مَنْ يَشاءُ، ويُذِلُّ مَنْ يَشاءُ، ويَنتقمُ مِمَّنْ يَشاءُ، ويُعْطِي ويَمْنَعُ، ويَقْبِضُ ويَبْسُطُ، إلَى غيرِ ذلكَ مِنْ ظهورِ أَثَرِ أسمائِهِ وصِفاتِه)([4]).
(فهو - سُبحانَهُ - لكمالِ مَحَبَّتِهِ لأسمائِهِ وصِفاتِهِ اقْتَضَى حَمْدُهُ وحِكمتُهُ أن يَخْلُقَ خَلْقاً يُظْهِرَ فيهم أحكامَها وآثارَها. فلِمَحَبَّتِهِ للعَفْوِ خَلَقَ مَنْ يَحْسُنُ العَفْوُ عنهُ، ولمحبَّتِهِ للمغفرةِ خَلَقَ مَنْ يَغْفِرُ لهُ ويَحْلُمُ عنهُ ويَصبرُ عليهِ ولا يُعاجِلُهُ، بلْ يكونُ يُحِبُّ أمانَهُ وإمهالَهُ، ولِمَحَبَّتِهِ لعَدْلِهِ وحِكمتِهِ خَلَقَ مَنْ يُظهرُ فيهم عَدْلَهُ وحِكمتَهُ، ولمحبَّتِهِ للجُودِ والإحسانِ والبِرِّ خَلَقَ مَنْ يُعامِلُهُ بالإساءةِ والعِصيانِ وهوَ - سُبحانَهُ - يُعامِلُهُ بالمغفرةِ والإحسانِ) ([5]).
(وقدْ أَشارَ إلَى هذا أَعْلَمُ الخلْقِ باللهِ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ حيث يقولُ: ((لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ)) ([6]).
((فإنَّهُ سُبحانَهُ وتعالَى يُحِبُّ المغفرةَ وإنْ كَرِهَ مَعاصيَ عِبادِهِ، ويُحِبُّ السَّتْرَ وإنْ كَرِهَ ما يَسْتُرُ عَبْدَهُ عليهِ، ويُحِبُّ العِتْقَ وإنْ كَرِهَ السببَ الذي يُعْتِقُ عليهِ مِن النارِ، ويُحِبُّ العفوَ كما في الحديثِ: ((اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)) ([7]) وإن كَرِهَ ما يَعْفُو عنهُ مِن الأوزارِ، ويُحِبُّ التوَّابينَ وتوبتَهم وإن كَرِهَ مَعاصِيَهم التي يَتوبونَ إليهِ منها، ويُحِبُّ الجهادَ وأهلَهُ , بلْ هم أَحَبُّ خَلْقِهِ إليهِ وإن كَرِهَ أفعالَ مَنْ يُجاهدونَهُ، وهذا بابٌ واسعٌ قدْ فُتِحَ لكَ فادْخُلْ منهُ يُطْلِعْكَ علَى رياضٍ مِن المعرفةِ مُونِقَةٍ ماتَ مَنْ فاتَتْهُ بِحَسْرَتِهِ، وباللهِ التوفيقُ.
وهذا مَوضِعٌ يَضيقُ عنهُ عِدَّةُ أسفارٍ، واللبيبُ يَدخلُ إليهِ مِنْ بابِهِ، وسِرُّ هذا البابِ أنَّهُ سُبحانَهُ كاملٌ في أسمائِهِ وصِفاتِهِ، فلهُ الكمالُ المطلَقُ مِنْ جميعِ الوجوهِ الذي لا نَقْصَ فيهِ بوجهٍ ما، وهوَ يُحِبُّ أسماءَهُ وصِفاتِهِ، ويُحِبُّ ظُهورَ آثارِها في خَلْقِهِ، فإنَّ ذلكَ مِنْ لَوازِمِ كمالِهِ، فإنَّهُ سُبحانَهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، جَميلٌ يُحِبُّ الجمالَ، عَليمٌ يُحِبُّ العُلماءَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الأجوادَ، قَوِيٌّ، والمؤمنُ القويُّ أَحَبُّ إليهِ مِن المؤمنِ الضعيفِ، حَيِيٌّ يُحِبُّ أهلَ الحياءِ، وَفِيٌّ يُحِبُّ أَهْلَ الوَفاءِ، شَكورٌ يُحِبُّ الشاكرينَ، صادقٌ يُحِبُّ الصادقينَ، مُحْسِنٌ يُحِبُّ المحسنينَ.
فـ[لمحبتِه]…العفوَ والمغفرةَ والحِلْمَ والصفْحَ والسَّتْرَ…[قَدَّرَ] الأسبابَ التي تَظْهَرُ آثارُ هذهِ الصِّفَاتِ فيها، [لـ]يَسْتَدِلَّ بها عِبادُهُ علَى كمالِ أَسمائِهِ وصِفاتِهِ، ويكونَ ذلكَ أَدْعَى لهم إلَى مَحَبَّتِهِ وحَمْدِهِ وتَمجيدِهِ والثناءِ عليهِ بما هوَ أَهْلُهُ، فتَحْصُلُ الغايَةُ التي خَلَقَ لها الْخَلْقَ)).([8])
وأنتَ إذا فَرَضْتَ الحيوانَ بجُمْلَتِهِ مَعدوماً؛ فمَنْ يَرْزُقُ سُبحانَهُ؟ وإذا فَرَضْتَ المعصيَةَ والخطيئةَ مُنْتَفِيَةً مِن العالمِ؛ فلِمَنْ يَغْفِرُ؟ وعَمَّنْ يَعْفُو؟ وعلَى مَنْ يَتوبُ ويَحْلُمُ؟ وإذا فَرَضْتَ الفاقاتِ كلَّها قدْ سُدَّتْ، والعبيدَ أَغنياءَ مُعافينَ؛ فأينَ السؤالُ والتضَرُّعُ والابتهالُ والإجابةُ وشهودُ الفضْلِ والْمِنَّةِ، والتخصيصُ بالإنعامِ والإكرامِ؟!.
فسُبحانَ مَنْ تَعرَّفَ إلَى خَلْقِهِ بجميعِ أنواعِ التعريفاتِ، ودَلَّهمْ عليهِ بأنواعِ الدَّلالاتِ، وفَتَحَ لهم إليهِ جميعَ الطُّرُقاتِ، ثُمَّ نَصَبَ إليهِ الصراطَ المستقيمَ. وعَرَّفَهُم بهِ ودَلَّهُم عليهِ {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)} [الأنفال: 42]) ([9]).
(ومِن الحِكَمِ في ذلكَ أنَّهُ سُبحانَهُ أَرادَ أن يَتَّخِذَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدمَ رُسُلاً وأَنْبِيَاءَ وشُهَدَاءَ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ، ويُنَـزِّلُ عليهم كُتُبَهُ، ويَعْهَدُ إليهم عَهْدَهُ، ويَستعبدُهم لهُ في السَّرَّاءِ والضرَّاءِ، ويُؤثرونَ مَحَابَّهُ ومَراضِيَهُ علَى شَهواتِهمْ وما يُحِبُّونَهُ ويَهْوَوْنَهُ. فاقْتَضَتْ حِكمتُهُ أن أَنْزَلَهُمْ إلَى دارٍ ابتلاهم فيها بما ابتلاهم ليُكْمِلُوا بذلكَ الابتلاءِ مَراتِبَ عُبوديَّتِهِ، ويَعْبُدُوهُ بما تَكْرَهُهُ نفوسُهم، وذلكَ مَحْضُ العُبوديَّةِ، وإلاَّ فمَنْ لا يَعبدُ اللهَ إلاَّ بما يُحِبُّهُ ويَهواهُ فهوَ في الحقيقةِ إِنَّمَا يَعبدُ نفسَهُ، وهوَ سُبحانَهُ يُحِبُّ مِنْ أوليائِهِ أنْ يُوَالُوا فيهِ ويُعَادُوا فيهِ، ويَبْذُلُوا نفوسَهم في مَرضاتِهِ ومَحَابِّهِ، وهذا كلُّهُ لا يَحْصُلُ في دارِ النعيمِ المطلَقِ.
ومِن الحكمةِ في إخراجِهِ مِن الجَنَّةِ ما تَقَدَّمَ التنبيهُ عليهِ مِن اقتضاءِ أسماءِ اللهِ الحسنَى لِمُسمَّيَاتِها ومُتعلَّقَاتِها، كالغفورِ الرحيمِ، التوَّابِ، العَفُوِّ، المنتقِمِ، الخافضِ الرافعِ، المعِزِّ المذِلِّ، الْمُحْيِي المميتِ، الوارثِ.
ولا بُدَّ مِنْ ظهورِ أَثَرِ هذهِ الأسماءِ ووُجودِ ما يَتَعَلَّقُ بهِ. فاقْتَضَتْ حِكمتُهُ أن أَنْزَلَ الأبوينِ مِن الجنَّةِ ليُظْهِرَ مُقْتَضَى أسمائِهِ وصفاتِهِ فيهما وفي ذُرِّيَّتِهِما، فلوْ تَرَبَّت الذُّرِّيَّةُ في الجنَّةِ لفَاتَتْ آثارُ هذهِ الأسماءِ وتَعَلُّقَاتُها، والكمالُ الإلهيُّ يَأْبَى ذلكَ، فإنَّهُ الملِكُ الحقُّ المبينُ، والملِكُ هوَ الذي يَأمرُ ويَنْهَى، ويُكرمُ ويُهينُ، ويُثيبُ ويُعاقبُ، ويُعطِي ويَمْنَعُ، ويُعِزُّ ويُذِلُّ، فأَنْزَلَ الأبوينِ والذرِّيَّةَ إلَى دارٍ تُجْرَى عليهم فيها هذهِ الأحكامُ)([10]).
(والمقصودُ أنَّ تنويعَ المخلوقاتِ واختلافَها مِنْ لوازمِ الحكمةِ والربوبيَّةِ والملْكِ، و... مُوجَباتِ أسمائِهِ وصِفاتِهِ، فلكلِّ اسمٍ وصِفةٍ أَثَرٌ لا بُدَّ مِنْ ظُهورِهِ فيهِ واقتضائِهِ لهُ، فيَمتنِعُ تعطيلُ آثارِ أسمائِهِ وصِفاتِهِ، كما يَمتنِعُ تعطيلُ ذاتِهِ عنها، وهذه الآثارُ لها مُتَعَلَّقاتٌ ولوازمُ يَمتنِعُ أن لا تُوجَدَ كما تَقَدَّمَ التنبيهُ عليهِ؛ واللهُ الموَفِّقُ الهادي للصوابِ)([11])
).[المرتبع الأسنى: ؟؟]


([1]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (1563).
([2]) مِفتاحُ دارِ السعادةِ (1/ 106).
([3]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (1563).
([4]) مِفتاحُ دارِ السعادةِ (1/ 106-107).
([5]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/ 189).
([6]) رَوَاهُ الإمامُ أَحْمَدُ (7983) ، ومسلمٌ في كتابِ التَّوْبَةِ / بابٌ سُقوطُ الذُّنوبِ بالاستغفارِ توبةٌ (6899) ، والتِّرْمِذِيُّ في كتابِ صِفةِ الجنةِ / بابُ ما جاءَ في صفةِ الجنةِ ونعيمِها (2526) من حديثِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه.
([7]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 280.
([8]) رَوضةُ المُحِبِّينَ (80-82).
([9]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/ 225).
([10]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/ 194-195)
([11]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (126).


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة