شرح ابن القيم (ت:751هـ)[الشرح المطول]
قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( (الكَبِيرُ – المُتَكَبِّرُ):
(وكذلكَ (( الكبيرُ )) مِنْ أسمائِهِ وَ (( المُتَكَبِّرُ )). قالَ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ: هوَ الذي تَكَبَّرَ عن السوءِ. وقالَ أيضاً: الذي تَكَبَّرَ عن السَّيِّئَاتِ. وقالَ مُقَاتِلٌ: المُتَعَظِّمُ عنْ كلِّ سوءٍ. وقالَ أبو إِسْحَاقَ:
الذي يَكْبُرُ عنْ ظُلْمِ عِبَادِهِ)([1]).
([و] (( الكبيرُ )) يُوصَفُ بهِ الذَّاتُ وَصِفَاتُهَا القائمةُ بها)([2]).
(ومِنْ هذا قولُ المُسْلِمِينَ: اللهُ أَكْبَرُ؛ فإنَّهُ " أَفْعَلُ " تَفْضِيلٍ يَقْتَضِي كونَهُ أَكْبَرَ منْ كلِّ شيءٍ بجميعِ الاعتباراتِ، وبهذا فَسَّرَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديثِ الذي رَوَاهُ أحمدُ والترمذيُّ وابنُ حِبَّانَ في صحيحِهِ منْ حديثِ عَدِيِّ بنِ حاتمٍ في قصَّةِ إسلامِهِ، حيثُ قالَ لهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عَدِيُّ، مَا يُفِرُّكَ؟! أَيُفِرُّكَ أنْ يُقَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟! فَهَلْ تَعْلَمُ مِنْ إِلَهٍ سِوَى اللهِ))؟! ثُمَّ قَالَ: ((يَا عَدِيُّ، مَا يُفِرُّكَ؟! أَيُفِرُّكَ أَنْ يُقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ؟! فَهَلْ تَعْلَمُ شَيْئاً أَكْبَرَ مِنَ اللهِ))؟! ([3])
فاللهُ سبحانَهُ أكبرُ منْ كلِّ شيءٍ: ذَاتاً، وَقَدْراً، وَمَعْنًى، وَعِزَّةً، وجلالةً؛ فهوَ أَكْبَرُ منْ كلِّ شيءٍ في ذاتِهِ وصفاتِهِ وأفعالِهِ كما هوَ فوقَ كلِّ شيءٍ، وعالٍ على كلِّ شيءٍ، وأعظمُ منْ كلِّ شيءٍ، وَأَجَلُّ منْ كلِّ شيءٍ في ذاتِهِ وصفاتِهِ وأفعالِهِ)([4]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]
([1]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/66) .
([2]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (4/1375) .
([3]) رَوَاهُ الإمامُ أَحْمَدُ (18891) والتِّرْمِذِيُّ في كتابِ تفسيرِ القرآنِ / بابُ "ومِن سُورةِ الفَاتِحَةِ" (2953).
([4]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (4/1378 - 1379).