شرح ابن القيم (ت:751هـ) [الشرح المختصر]
قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (البَابُ التَّاسِعُ والعِشْرونَ: فِي ذِكْرِ شَرْحٍ مُخْتَصَرٍ لبَعْضِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى([1])
اللهُ:
(اللهُ … هوَ المَأْلُوهُ المَعْبودُ)، (وَلِهَذا كَانَ القَوْلُ الصَّحِيحُ أَنَّ " اللهَ " أَصْلُهُ " الإِلَهُ " كَمَا هوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وجُمْهُورِ أَصْحَابِهِ إِلاَّ مَنْ شَذَّ مِنْهم، وأَنَّ اسْمَ اللهَ تَعَالَى هوَ الجَامِعُ لجَمِيعِ مَعَانِي الأَسْمَاءِ الحُسْنَى والصِّفَاتِ العُلَى) ([2]) (وَلِهَذَا تُضَافُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى كُلُّها إِلَيْهِ فيُقَالُ: الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، العَزِيزُ، الغَفَّارُ، القَهَّارُ، مِنْ أسْمَاءِ اللهِ، وَلا يُقَالُ: اللهُ مِنْ أَسْمَاءِ الرَّحْمَنِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: 180]) ([3]).
(فاسْمُ " اللهِ " دَالٌّ عَلَى كَوْنِهِ مَأْلُوهاً مَعْبُوداً، تأْلَهُهُ الخَلائِقُ مَحَبَّةً وتَعْظِيماً وخُضُوعاً، وفَزَعاً إليهِ في الحَوَائجِ والنَّوائبِ، وذلكَ مُسْتَلْزِمٌ لكَمَالِ رُبُوبِيَّتِهِ ورَحْمَتِهِ، المُتَضَمِّنَيْنِ لكَمَالِ المُلْكِ والحَمْدِ. وإِلَهِيَّتُهُ ورُبُوبِيَّتُهُ ورَحْمَانِيَّتُهُ ومُلْكُهُ مُسْتَلزِمٌ لجَمِيعِ صِفَاتِ كَمَالِهِ؛ إِذْ يَسْتَحِيلُ ثُبُوتُ ذلكَ لِمَنْ لَيْسَ بِحَيٍّ، ولا سَمِيعٍ , ولا بَصِيرٍ , وَلا قَادِرٍ , ولا مُتَكَلِّمٍ , ولا فَعَّالٍ لِمَا يُرِيدُ , ولا حَكِيمٍ في أَفْعَالِه) ([4]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]
([1]) تنبيهٌ: يَتضمَّنُ هذا البابُ شَرحًا مُختصَرًا للأسماءِ الحُسنَى المَذكورَةِ في البابِ السابقِ بالإضافةِ إلى شروحٍ مُختصرَةٍ لبَعْضِ الأسماءِ الحُسنَى التي لم تُذْكَرْ فيه وهي: البارئُ، البَرُّ، الجليلُ، الحفيظُ، الحليمُ، الحييُّ السِّتِّيرُ، الخالقُ، الخبيرُ، الرزاقُ، الرشيدُ، الرفيقُ، الرقيبُ، العفوُّ، الغفورُ، الفتاحُ، القهارُ، الكفيلُ، المُجيبُ، المُحيطُ، المُستَعانُ، المُغِيثُ، الواسِعُ، الولِيُّ، الوهابُ، بديعُ السماواتِ والأرضِ؛ والتي لم يَجْتَمِعْ لنا مِن كلامِ ابنِ القيمِ –رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى- في شرحِها إلا كلماتٍ يسيرةً. وهي من الأهميةِ بحيثُ لا يُمكِنُ إِغفالُها.
ولمَّا كانَ في إدراجِها ضِمْنَ الشروحِ المُطوَّلَةِ تَفاوُتٌ ظاهرٌ رأينَا أن نُفرِدَ بابًا نَختَصِرُ فيه ما تقدمَ من الشروحِ حتى يتناسَقَ معَ بقيةِ الشروحِ المُختصَرةِ ولِيَنْتُجَ من المجموعِ شرحٌ مُختصَرٌ يَسْهُلُ حِفظُه واستذكارُه والرجوعُ إليه. واللهُ الموفقُ والمُعينُ.
([2]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/32).
([3]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/249).
([4]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (45).