شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الهادي
الله عز وجل الهادي يهدي عباده إليه ويدلهم عليه وعلى سبيل الخير والأعمال المقربة منه عز وجل. يقال: هديت الرجل الطريق هداية وهديت الرجل في الدين هدى.
والهادي: الدليل، ويقال: هديته الطريق، وهديته للطريق، وهديته إلى الطريق بثلاث لغات قد جاءت في التنزيل، قال عز وجل: {اهدنا الصراط المستقيم} وقال: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}. وقال: {وهديناه النجدين} {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}. ويقال: هديت العروس إلى زوجها هداء قال زهير:
فإن تكن النساء مخبآت = فحق لكل محصنة هداء
ويقال: أهديت الهداية أهداء، وأهديت إلى البيت هديًا وهدًا، وواحد الهدي هدية وهو ما أهدي إلى البيت للنحر، وقد أجاز بعضهم في العروس أهديتها كأنه ذهب بها مذهب الهدية، وأكثر الناس على: هديتها هداء.
والهادي: العنق، والهوادي: أول الخيل: وأول كل شيء ومتقدمه هاديه، ويقال: هديت الرجل الطريق، وفي الدين فأنا هاد وهو مهدي، وهديت العروس فأنا هادي وهي هدي فعيل بتأويل مفعول، ومهدية أيضًا. وأهديت الهدية فأنا مهد وهي مهداة.
والهدى: البيان، والاهتداء: اتباع الهدى، والمهتدي: «مفتعل» منه وقوله: {أمن لا يهدي إلا أن يهدي} أصله يهتدي فأدغمت التاء في الدال فصارت دالاً مثلها، ونقلت حركتها إلى الهاء. فأما من قال «يهدي » بإسكان الهاء على الجمع بين ساكنين فذلك متعذر النطق به ولكنه تختلس الحركة فيه اختلاسًا، وكذلك قوله: {إن الله نعما يعظكم به} في اختلاس الحركة في مذهب من يرى ذلك. فأما الإسكان على الحقيقة فغير ممكن لتعذر الجمع بين الساكنين.
والمستهدي: طالب الهدية). [اشتقاق أسماء الله: 187-189]