المعز المذل
قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المعز وهو تعالى يعز من شاء من أوليائه والإعزاز على ضروب إعزاز من جهة الحكم والفعل وإعزاز من جهة الحكم وإعزاز من جهة الفعل.
فالأول هو ما يفعله الله تعالى بكثير من أوليائه في الدنيا ببسط حالهم وعلو شأنهم فهو إعزاز حكم وفعل.
والوجه الثاني ما يفعله تعالى ذكره بأوليائه من قلة الحال في الدنيا وأنت ترى من ليس في دينه فوقه في الرتبة فذلك امتحان من الله تعالى لوليه وهو يثيبه إن شاء الله على الصبر عليه.
والوجه الثالث ما يفعله الله تعالى بكثير من أعدائه من بسط الرزق وعلو الأمر والنهي وظهور الثروة في الحال في الدنيا فذلك إعزاز فعل لا إعزاز حكم وله في الآخرة عند الله العقاب الدائم وإنما ذلك إملاء من الله تعالى له واستدراج.
وقد قال الله تعالى ذكره: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}.
المذل الله تعالى يذل طغاة خلقه وعتاتهم حكما وفعلا فمن كان منهم في ظاهر أمور الدنيا ذليلا فهو ذليل حكما وفعلا وقد أذلهم أيضا بأن أمرنا باستعبادهم وإلزام الصغار عليهم وأخذ الجزى عنهم كما قال تعالى ذكره: {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} ). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]
قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (25-26- المعز: المذل: والقول في «المعز والمذل» كهو فيما تقدم من ذكر القابض والباسط. يعز من يشاء ويذل من يشاء، لا مذل لمن أعز، ولا معز لمن أذله. كقوله: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} [المنافقون: 8]، وقال: {أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعًا} [النساء: 139]. أعز بالطاعة أولياءه؛ فأظهرهم على أعدائه في الدنيا، وأحلهم دار الكرامة في العقبى، وأذل أهل الكفر في الدنيا؛ بأن ضربهم بالرق وبالجزية والصغار, وفي الآخرة بالعقوبة والخلود في النار). [شأن الدعاء : 58]
قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: المجيد الماجد المتكبّر المصوّر المعزّ المذلّ
وفي حديث أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: المؤمن المهيمن المتكبّر المصوّر المعزّ المذلّ المغيث المجيب المحيط المبين المبدئ المعيد المحيي المميت الماجد المقتدر المقدّم المؤخّر المتعال المنتقم المقسط المغني المانع المالك.
322 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، قال: حدثنا سهل بن عبد الله أبو طاهرٍ، حدثنا صفوان بن صالحٍ، قال: حدثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للّه عزّ وجلّ تسعةٌ وتسعون اسمًا، مائةٌ إلاّ واحدًا، من أحصاها دخل الجنّة، وذكر ما تقدّم فيها.
...
المعزّ:
324 - أخبرنا أحمد بن عبد الله بن صفوان النّصريّ، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن خيرٍ، قال: حدثنا أبي، قال حدثنا الوليد بن مسلمٍ، قال إبراهيم وحدثنا هشام بن عمّارٍ، حدثنا صدقة بن خالدٍ، قالا: حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، قال: سمعت سليم بن عامرٍ، يحدّث عن المقداد بن الأسود الكنديّ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلاّ أدخله الله كلمة الإسلام بعزّ عزيزٍ أو بذلّ ذليلٍ، إمّا يعزّهم الله بها، فيجعلهم من أهلها أو يذلّهم فيدينون لها). [التوحيد: 2/178-179]