وضع المصحف في القبلة

[عبد العزيز بن داخل المطيري]

وضع المصحف في القبلة

● وضع المصحف في القبلة
...- أثر مجاهد: (كان ابن عمر يكره أن يصلّي وبين يديه سيفٌ أو مصحفٌ)
...- أثر إبراهيم النخعي: (أنّه كره أن يكون في مصلّى الرّجل حيث يصلّي في قبلته مصحفٌ)
...- أثر خصيف: (كان ابن عمر إذا دخل بيتًا لم ير شيئًا معلّقًا في قبلة المسجد، مصحفًا أو غيره، إلّا نزعه)

[ريم الحربي]

وضع المصحف في القبلة

أثر مجاهد: (كان ابن عمر يكره أن يصلّي وبين يديه سيفٌ أو مصحفٌ)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (المصحف يجعل في القبلة
حدّثنا عبد اللّه حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، حدّثنا يعقوب يعني ابن إسحاق الحضرميّ، حدّثنا زائدة بن قدامة، وأبو عوانة،
عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ قال: «كان ابن عمر يكره أن يصلّي وبين يديه سيفٌ أو مصحفٌ»). [المصاحف: 408-409]

أثر إبراهيم النخعي: (أنّه كره أن يكون في مصلّى الرّجل حيث يصلّي في قبلته مصحفٌ)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عبد اللّه حدّثنا موسى بن سفيان، أخبرنا عمرٌو، عن منصورٍ، عن إبراهيم، «أنّه كره أن يكون في مصلّى الرّجل حيث يصلّي في قبلته مصحفٌ أو غيره»).[المصاحف: 409]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عبد اللّه حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم قال: «كانوا يكرهون أن يصلّوا وبين أيديهم شيءٌ حتّى المصحف»). [المصاحف: 409]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عبد اللّه حدّثنا أحمد بن سنانٍ، حدّثنا عبد الرّحمن، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم قال: «كانوا يكرهون أن يجعلوا في قبلة المسجد شيئًا حتّى المصحف يكرهونه»).[المصاحف: 410]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عبد اللّه حدّثنا أحمد بن المفضّل، حدّثنا هشيمٌ، عن أبي حصينٍ، عن إبراهيم، «أنّه كان يكره أن يصلّي الرّجل وفي قبلته المصحف أو غيره»). [المصاحف: 410]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عبد اللّه حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أبان، حدّثنا بكرٌ، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي حصينٍ، عن إبراهيم، «أنّه كان يكره أن يصلّي وبين يديه المصحف أو شيءٌ معلّقٌ»). [المصاحف: 410]

أثر خصيف: (كان ابن عمر إذا دخل بيتًا لم ير شيئًا معلّقًا في قبلة المسجد، مصحفًا أو غيره، إلّا نزعه)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عبد اللّه حدّثنا محمّد بن سوّارٍ، وعليّ بن حربٍ قالا: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن خصيفٍ قال: «كان ابن عمر إذا دخل بيتًا لم ير شيئًا معلّقًا في قبلة المسجد، مصحفًا أو غيره، إلّا نزعه، وإن كان عن يمينه أو شماله تركه»).[المصاحف: 409]

[أم سهيلة]

الخلاصة في وضع المصحف في القبلة

قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م): (المصحف في قبلة المصلي مر في مسألة تعليق المصحف كلام طائفة من أهل العلم في حكم تعليق المصحف في قبلة المصلي أو وضع المصحف فيها أن جمهور السلف كانوا يكرهون أن يعلق المصلي بينه وبين القبلة شيئا[وكان ابن عمر رضي الله عنه إذا دخل بيتا لم ير شيئا معلقا في قبلة المسجد مصحفا أو غيره إلا نزعه وإن كان عن يمينه أو شماله تركه]
وعن إبراهيم النخعي [أنه: كره أن يكون في مصلى الرجل حيث يصلي في قبلته مصحف أو غيره وقال: كانوا يكرهون أن يصلوا بين أيديهم شيء حتى المصحف]
وقال الإمام مالك: أكره أن يوضع المصحف في القبلة ليصلي إليه.
وقال: فأنا أكره أن يجعل المصحف في القبلة ليصلي إليه؛ ولا أحب ذلك؛ وأما إذا كان موضعه؛ أو ذلك الموضع أحفظ له ومعلق له ليس يجعل لمكان الصلاة إليه؛ فلا أرى بذلك بأسا.
قال ابن رشد عن المصحف: (كره القصد بالصلاة إليه على ما قاله في هذه الرواية، ومثله في المدونة سواء، لأن ذلك بدعة).
وذكر اسحاق بن منصور الكوسج في مسائله عن الإمامين أحمد وإسحاق بن راهويه قال: [قلت ما يكره للمصلي أن يكون بين يديه؟ قال كل شيء في القبلة فهو مكروه حتى المصحف]
قال إسحاق: كما قال "قال": (وعن يمينه وعن شماله لا بأس).
وذكر الموفق في المغني عن الإمام أحمد أنه قال أكره كل شيء يعني بين المصلي والقبلة قال حتى [كانوا يكرهون أن يجعلوا شيئا في القبلة حتى المصحف].
وقال يكره أن يكون في القبلة شيء معلق مصحف أو غيره ولا بأس أن يكون موضوعا بالأرض. قال أحمد ولا يكتب في القبلة شيء لأنه يشغل قلب المصلي وربما اشتغل بقراءته عن صلاته.
وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية وهو بصدد الكلام عن المسجد[ويصان عن تعليق مصحف أو غيره في قبلته دون وضعه بالأرض]
قال جعفر بن محمد أبو عبد الله الكوفي: سمعت أحمد يقول: يكره أن يعلق في القبلة شيء يحول بينه وبين القبلة، ولم يكره أن يوضع في المسجد المصحف أو نحوه.
وذكر في الفروع معناه، ثم قال: ولم يكره ذلك الحنفية، قال بعضهم: وهو قول الجمهور.
ونقل الجراعي الحنبلي نحوا مما في المغني والآداب واقتصر عليه.
ورخص قوم من أهل العلم في وضع المصحف في قبلة المسجد وهو مذهب الحنفية وعليه الفتوى عندهم. قالوا: لا بأس بأن يصلي وبين يديه أو فوق رأسه المصحف أو سيف معلق أو ما أشبه ذلك.
وفي الدر لا يكره الصلاة إلى مصحف أو سيف، وعلله في الحاشية عن شرح المنية: بأن وجه عدم الكراهة. أن كراهة استقبال بعض الأشياء باعتبار التشبه بعبادها، والمصحف والسيف لم يعبدهما أحد واستقبال أهل الكتاب للمصحف للقراءة فيه لا للعبادة.
وعند أبي حنيفة: يكره استقباله للقراءة، ولذا قيد بكونه معلقا.
وذكر ابن همام والبابرتي نحوا مما نقله ابن عابدين واقتصر عليه.
فتلخص مما مر أن لأهل العلم في مسألة وضع المصحف في قبلة المصلي أقوالا ثلاثة:
أحدها: المنع مطلقا معلقا كان المصحف أو موضوعا على الأرض.
وثانيها: المنع من التعليق في القبلة والترخيص فيما كان على الأرض.
وثالثها: الترخيص في ذلك كله.
ثم إن القائلين بالمنع قد اختلفوا في تعليل ذلك فمنهم من علله بكونه بدعة ومنهم من علله بكونه مشغلا للمصلي ومنهم من علله بكونه تشبها بأهل الكتاب ومنهم من علله بكونه قصدا للمصحف في الصلاة يشبه عبادته ولو صورة فيكون التوقي من ذلك كله مرعيا على سبيل الاستبراء للدين والله أعلم بالصواب).
[المتحف: 700-702]