جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لنبيِّه محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قلْ يا محمدُ أَسْتَجِيرُ {بِرَبِّ النَّاسِ}). [جامع البيان: 24 / 753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «إِذَا قَرَأْتَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} فَقُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَإِذَا قَرَأْتَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فَقُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ»). [الدر المنثور: 15 / 791] (م)
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (فإنْ قُلْتَ أَنَّهُ تَعَالَى رَبُّ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ فَلِمَ خَصَّ النَّاسَ، أُجِيبُ لِشَرَفِهِمْ أَوْ لأنَّ الْمَأْمُورَ هو النَّاسُ، وَسَقَطَ لَفْظُ "سُورَةُ" لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ). [إرشاد الساري: 7 / 442]
تفسير قوله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ (2) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {مَلِكِ النَّاسِ} وهو مَلِكُ جميعِ الخلْقِ؛ إِنْسِهم وجِنِّهِم، وغيرِ ذلك؛ إِعلاماً مِنه بذلك مَن كانَ يُعَظِّمُ الناسَ تَعظيمَ المؤمنين رَبَّهم، أنَّه مَلِكُ مَن يُعَظِّمُه، وأن ذلك في مُلْكِهِ وسُلْطَانِهِ، تَجْرِي عليه قُدْرَتُه، وأنه أوْلَى بالتعظيمِ، وأحقُّ بالتعَبُّدِ له مِمَّنْ يُعَظِّمُهُ، ويَتَعَبَّدُ له، مِن غيرِه مِن الناسِ). [جامع البيان: 24 / 753]
تفسير قوله تعالى: {إِلَهِ النَّاسِ (3) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {إِلَهِ النَّاسِ}؛ يقولُ: مَعْبودِ الناسِ، الذي له العِبَادَةُ دونَ كلِّ شيءٍ سِوَاه). [جامع البيان: 24 / 753]
تفسير قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال مجاهد في قول الله: {الوسواس الخناس}، قال: «هو الشيطان على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خنس وانقبض»). [الجامع في علوم القرآن: 2 /53]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {الوسواس}؛ قال:«هو الشيطان وهو الخناس أيضا إذا ذكر الله خنس قال فهو يوسوس ويخنس»). [تفسير عبد الرزاق: 2 /410]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: «ما من مولود إلا وعلى قلبه وسواس فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس وهو الوسواس الخناس»). [تفسير عبد الرزاق: 2 /410]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، قال: «يقال الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب يوسوس في صدور الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 410]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {الوسواس الخنّاس} قال: الشّيطان جاثمٌ على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر اللّه خنس). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 242]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (ويذكر عن ابن عبّاسٍ: {الوسواس} : «إذا ولد خنسه الشّيطان، فإذا ذكر اللّه عزّ وجلّ ذهب، وإذا لم يذكر اللّه ثبت على قلبه»). [صحيح البخاري: 6 / 181]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ:«الوَسْوَاسُ إِذَا وُلِدَ خَنَسَهُ الشيطانُ فَإِذَا ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وجَلَّ ذَهَبَ، وإذا لم يَذكُرِ اللهَ ثَبَتَ علَى قَلْبِهِ» كذا لأبِي ذَرٍّ ولغيرِهِ ويُذْكَرِ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ وكَأَنَّهُ أَوْلَى؛ لأنَّ إِسْنَادَهُ إِلَى ابنِ عَبَّاسٍ ضعيفٌ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ والحَاكِمُ، وفي إسنادِهِ حَكِيمُ بْنُ جُبَيرٍ، وهُو ضعيفٌ ولَفْظُهُ: مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ عَلَى قَلْبِهِ الوَسْوَاسُ، فَإِذَا عَمِلَ فَذَكَرَ اللهَ خَنَسَ، وإذا غَفَلَ وَسْوَسَ. ورُوِّينَاهُ في الذِّكْرِ لجَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، وفي إسنادِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ وفيه مَقالٌ، ولَفْظُه: يَحُطُّ الشَّيْطَانُ فَاهُ عَلَى قَلْبِ ابنِ آدَمَ، فَإِذَا سَهَا وغَفَلَ وَسْوَسَ وَإِذَا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ. وأَخرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنصورٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ ولَفْظُهُ: يُولَدُ الإنسانُ وَالشَّيْطَانُ جَاثِمٌ على قَلْبِهِ، فإذا عَقَلَ وذَكَرَ اسمَ اللهِ خَنَسَ، وإذا غَفَلَ وَسْوَسَ.
وجاثِمٌ بجِيمٍ ومُثَلَّثَةٍ، وعَقَلَ الأُولَى بمُهْمَلَةٍ وقَافٍ والثَّانِيَةُ بمُعْجَمَةٍ وفاءٍ، ولأبي يَعْلَى مِن حَدِيثِ أَنَسٍ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا، وإسنادُهُ ضَعِيفٍ، ولسعيدِ بْنِ مَنصورٍ مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ: سَأَلَ عِيسَى عليه السلامُ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ مَوْضِعَ الشَّيْطَانِ مِنِ ابْنِ آدَمَ فَإِذَا رَأْسُهُ مِثْلُ رَأْسِ الحَيَّةِ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى ثَمَرَةِ الْقَلْبِ فَإِذَا ذَكَرَ العَبْدُ رَبَّهُ خَنَسَ، وإذا تَرَكَ مَنَّاهُ وحَدَّثَهُ. قَالَ ابنُ التِّينِ: يُنْظَرُ في قَولِهِ: خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ؛ فَإِنَّ المَعْرُوفَ في اللُّغَةِ: خَنَسَ إِذَا رَجَعَ وانْقَبَضَ. وقَالَ عِيَاضٌ: كذا في جميعِ الرِّوَايَاتِ وهُو تصحيفٌ وتَغْيِيرٌ، ولَعَلَّهُ كَانَ فِيهِ نَخَسَهُ أي بِنُونٍ ثُمَّ خَاءٍ مُعْجَمَةٍ ثُمَّ سِينٍ مُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَاتٍ لِمَا جَاءَ في حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ يَعْنِي الماضِيَ في تَرْجَمَةِ عِيسَى عليه السلامُ. قَالَ: لَكِنَّ اللَّفْظَ المَرْوِيَّ عنِ ابن عَبَّاسٍ ليسَ فِيهِ نَخَسَ فَلَعَلَّ البُخارِيَّ أَشَارَ إلى الحديثَيْنِ مَعًا. كذا قَالَ، وادَّعَى فيه التصحيفَ ثُمَّ فَرَّعَ على مَا ظَنَّهُ مِنْ أَنَّهُ نَخَسَ، والتفريعُ لَيْسَ بصَحِيحٍ؛ لأنَّه لو أَشَارَ إلى حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ لم يَخُصَّ الحَدِيثَ بابنِ عَبَّاسٍ، ولعلَّ الروايةَ الَّتِي وَقَعَتْ له باللفظِ المَذْكُورِ، وتَوْجِيهُهُ ظَاهِرٌ، ومَعْنَى يُخْنِسُهُ يَقْبِضُهُ أي: يَقْبِضُ عَلَيْهِ وهُو بمَعْنَى قولِهِ في الرِّوَايَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا عنِ ابنِ فَارِسٍ وسَعِيدِ بنِ مَنصورٍ، وقد أَخْرَجَهُ ابنُ مَرْدَوَيهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الوَسْوَاسُ هُو الشَّيْطَانُ يُولَدُ المَوْلُودُ، والوَسْوَاسُ عَلَى قَلْبِهِ فهُوَ يَصْرِفُهُ حَيْثُ شَاءَ فَإِذَا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَلَ جَثَمَ على قَلْبِهِ فَوَسْوَسَ وقَالَ الصَّغَانِيُّ: الأَوْلَى خَنَسَهُ مَكَانَ يُخْنِسُهُ، قَالَ: فإِنْ سَلِمَتِ اللَّفْظَةُ مِنَ التَّصْحِيفُ فَالْمَعْنَى أَخَّرَهُ وأَزَالَهُ عَنْ مَكَانِهِ لِشِدَّةِ نَخْسِهِ وطَعْنِهِ بأُصْبُعِهِ). [فتح الباري: 8 / 741-742]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (ويذكر، عن ابن عبّاس {الوسواس}؛ إذا ولد خنسه الشّيطان فإذا ذكر الله عزّ وجلّ ذهب فإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه.
قال ابن جرير، ثنا أبو كريب، ثنا يحيى بن عيسى، عن سفيان، عن حكيم بن جبير، عن ابن عبّاس، قال:«ما من مولود إلّا على قلبه الوسواس فإذا عمل بذكر الله خنس وإذا غفل وسوس»
ورواه الحاكم في المستدرك من حديث سفيان به.
وكذا رواه عبثر بن القاسم، عن الأعمش، عن حكيم بن جبير به وحكيم ضعيف الحديث.
وقد روي، عن منصور، عن سعيد بن جبير، وفي إسناده ضعف أيضا
قرأته على أحمد بن بلغاق أخبركم إسحاق بن يحيى حضورا أن عبد الله بن بركات الخشوعي أخبره ح وقرأت على إبراهيم بن محمّد، عن عبد الله بن إبراهيم بن محمّد بن القاسم القزويني: أن جده أخبره قالا: أنا يحيى بن محمود، أنا الحسن ابن أحمد الحداد، أنا محمّد بن علّي بن إبراهيم بن مصعب، أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا أبي، ثنا ابن حميد، ثنا جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: {الوسواس الخناس}؛ قال: «الشّيطان يحط فاه على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس وإذا ذكر الله خنس»). [تغليق التعليق: 4 / 381-382]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {الْوَسْوَاسُ}: إِذَا وُلِدَ خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- ذَهَبَ وَإِذَا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهُ ثَبَتَ عَلَى قَلْبِهِ).
كَذَا وَقَعَ هَذَا لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ، وَوَقَعَ لَهُ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَالأَوَّلُ أَوْلَى»؛ لأَنَّ إِسْنَادَ الْحَدِيثِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ضَعِيفٌ، أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَالْحَاكِمُ، وَفِي إِسْنَادِهِ حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَفْظُهُ: مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ عَلَى قَلْبِهِ الْوَسْوَاسُ فَإِذَا عَمِلَ فَذُكِرَ اللَّهُ خَنَسَ وَإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ.
قَوْلُهُ: (خَنَسَ الشَّيْطَانُ). قَالَ الصَّاغَانِيُّ: الأَوْلَى: "نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ" مَكَانَ: "خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ" فَإِنْ سَلِمَتِ اللَّفْظَةُ مِن الانْقِلاَبِ وَالتَّصْحِيفِ فَالْمَعْنَى -وَاللَّهُ أَعْلَمُ-: أَخَّرَهُ وَأَزَالَهُ عَنْ مَكَانِهِ لِشِدَّةِ نَخْسِهِ وَطَعْنِهِ فِي خَاصِرَتِهِ). [عمدة القاري: 20/ 10-11]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) ولأَبِي ذَرٍّ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «الْوَسْوَاسُ إِذَا وُلِدَ» بِضَمِّ الْوَاوِ وَكَسْرِ اللاَّمِ (خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ) اعْتَرَضَهُ السَّفَاقُسِيُّ بِأَنَّ الْمَعْرُوفَ في اللُّغَةِ، خَنَسَ إذا رَجَعَ وَانْقَبَضَ، وَقَالَ الصَّغَانِيُّ: الأَوْلَى نَخَسَهُ مَكَانَ خَنَسَهُ، فإن سَلِمَتِ اللَّفْظَةُ مِنَ الانْقِلاَبِ والتَّصْحِيفِ، فَالْمَعْنَى أَزَالَهُ عن مَكَانِهِ؛ لِشِدَّةِ نَخْسِهِ وَطَعْنِهِ بِإِصْبَعِهِ في خَاصِرَتِهِ (فَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَهَبَ، وَإِذَا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهُ) بِضَمِّ أَوَّلِهِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ (ثَبَتَ عَلَى قَلْبِهِ) والتَّعْبِيرُ بِيُذْكَرُ أَوْلَى؛ لأنَّ إِسْنَادَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ضَعِيفٌ. أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ، وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْوَسْوَاسُ هُوَ الشَّيْطَانُ؛ يُولَدُ الْمَوْلُودُ وَالْوَسْوَاسُ عَلَى قَلْبِهِ فَهُوَ يَصْرِفُهُ حَيْثُ شَاءَ، فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وإذَا غَفَلَ جَثَمَ عَلَى قَلْبِهِ فَوَسْوَسَ، وَعِنْدَ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ من طَرِيقِ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ: سَأَلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ مَوْضِعَ الشَّيْطَانِ مِنِ ابْنِ آدَمَ، فَأَرَاهُ فَإِذَا رَأْسُهُ مِثْلُ رَأْسِ الْحَيَّةِ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى ثَمَرَةِ الْقَلْبِ، فَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ خَنَسَ، وإِذَا تَرَكَ مَنَّاهُ وَحَدَّثَهُ.
وقَوْلُهُ: (يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) هَلْ يَخْتَصُّ بِبَنِي آدَمَ أَوْ يَعُمُّ بَنِي آدَمَ وَالْجِنَّ فِيهِ قَوْلاَنِ، وَيَكُونُونَ قَدْ دَخَلُوا فِي لَفْظِ النَّاسِ تَغْلِيبًا). [إرشاد الساري: 7 / 444]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {الخناس} قال: «الشّيطان إذا ذكر اللّه خنس»). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 69]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} يعني: من شرِّ الشيطانِ {الْخَنَّاسِ} الذي يَخْنِسُ مَرَّةً ويُوَسْوِسُ أُخرَى، وإنما يَخْنِسُ فيما ذُكِر عندَ ذِكْرِ العبدِ ربَّه.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قالَ: ثَنَا يَحْيَى بنُ عيسى، عن سُفْيَانَ، عن حَكِيمِ بنِ جُبَيْرٍ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: «ما مِن مولودٍ إلاَّ على قَلْبِهِ الوَسْوَاسُ، فإِذَا عَقَلَ فذَكَرَ اللهَ خَنَسَ، وإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ»، قالَ: فذلك قولُه: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قَوْلِهِ: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} قالَ:«الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدَمَ، فإِذَا سَهَا وغَفَلَ وَسْوَسَ، وَإِذَا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ».
قالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عن عثمانَ بنِ الأسودِ، عن مُجَاهِدٍ: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} قالَ: يَنْبَسِطُ، فإذا ذُكِرَ اللهُ خَنَسَ وانْقَبَضَ، فإذا غَفَلَ انْبَسَطَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ، قالَ: ثَنَا عيسَى؛ وحَدَّثَنِي الحَارِثُ، قالَ: ثَنَا الحسَنُ، قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عن مُجَاهِدٍ، في قَوْلِهِ: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} قالَ: الشيطانُ يكونُ على قلبِ الإنسانِ، فإذا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلى، قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قَتَادَةَ: {الْوَسْوَاسِ} قالَ: «هو الشيطانُ، وهو الخنَّاسُ أيضاً، إذا ذَكَرَ العبدُ رَبَّه خَنَسَ، وهو يُوَسْوِسُ ويَخْنِسُ».
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عن قَتَادَةَ: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} يعني: الشيطانِ، يُوَسْوِسُ في صدْرِ ابنِ آدَمَ، ويَخْنِسُ إذا ذَكَرَ اللهَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلى، قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عن أبيه، قالَ: «ذُكِرَ لي أن الشيطانَ»، أو قالَ: «الوَسواسَ، يَنْفُثُ في قلبِ الإنسانِ عندَ الحُزْنِ وعندَ الفَرَحِ، وإذا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ».
- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قَوْلِهِ: {الْخَنَّاسِ} قالَ: «الخناسُ الذي يُوَسْوِسُ مَرَّةً، ويَخْنِسُ مرَّةً مِن الجنِّ والإنسِ»، وكانَ يُقالُ: شيطانُ الإنسِ أشدُّ على الناسِ من شيطانِ الجنِّ؛ شيطانُ الجنِّ يُوَسْوِسُ ولا تَراه، وهذا يُعَايِنُكَ مُعَايَنَةً.
ورُوِيَ عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّه كانَ يقولُ في ذلك: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ}: الذي يُوَسْوِسُ بالدعاءِ إلى طاعَتِهِ في صدورِ الناسِ، حتى يُسْتَجَابَ له إلى ما دعا إليه مِن طاعَتِه، فإذا اسْتُجِيبَ له إلى ذلك خَنَسَ.
ذِكْرُ الروايَةِ بذلك:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، قالَ: ثَنِي أَبِي، قالَ: ثَنِي عَمِّي، قالَ: ثَنِي أَبِي، عن أبيه، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قَوْلِهِ: {الْوَسْوَاسِ} قالَ: «هو الشيطانُ يَأْمُرُهُ، فإِذَا أُطِيعَ خَنَسَ».
والصَّوَابُ مِنَ القَوْلِ في ذلك عندي: أن يقالَ: إنَّ اللهَ تعالى ذكره أَمَرَ نبيَّه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ يَسْتَعِيذَ بِهِ مِن شرِّ شيطانٍ يُوَسْوِسُ مَرَّةً ويَخْنِسُ أُخْرَى، ولم يَخُصَّ وَسْوَسَتَه على نَوْعٍ مِن أنواعِها، ولا خُنُوسَه على وَجْهٍ دونَ وَجْهٍ، وقد يُوَسْوِسُ بالدعاءِ إلى مَعْصِيَةِ اللهِ، فإذا أُطِيعَ فيها خَنَسَ، وقد يُوَسْوِسُ بالنهيِ عن طاعَةِ اللهِ, فإِذَا ذَكَرَ العبدُ أَمْرَ رَبِّهِ، فأَطَاعَه فيه، وعصَى الشيطانَ خَنَسَ، فهو في كلِّ حَالَتَيْهِ وَسْوَاسٌ خَنَّاسٌ، وهذه الصفَةُ صِفَتُه). [جامع البيان: 24 / 753-756]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حبان عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله الوسواس الخناس قال: «الوسواس هو الشيطان يولد المولود والوسواس على قلبه فهو يصرفه الله عز وجل خنس وإذا غفل جثم على قلبه فوسوس»). [تفسير مجاهد: 2 /797]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: «الوسواس الشيطان فمه على قلب الإنسان فإذا ذكر الله عز وجل خنس فذلك قوله الخناس»). [تفسير مجاهد: 2 /797]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا أبو فضالة قال ثنا عروة بن رويم اللخمي أن عيسى ابن مريم عليه السلام دعا ربه تبارك وتعالى أن يريه موضع إبليس من بني آدم فتجلى له إبليس فإذا رأسه مثل رأس الحية واضعا رأسه على ثمرة القلب فإذا ذكر العبد ربه عز وجل خنس إبليس برأسه وإذا ترك الذكر مناه وحدثه يقول الله عز وجل من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس). [تفسير مجاهد: 2 /798]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ بمكّة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّادٍ، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ سفيان الثّوريّ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «ما من مولودٍ إلّا على قلبه الوسواس، فإن ذكر اللّه خنس، وإن غفل وسوس وهو قوله تعالى {الوسواس الخنّاس} «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 590]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «الوسواس: إذا ولد خنسه الشّيطان، فإذا ذكر الله ذهب، وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه، ذكره البخاري بغير إسناد». وفي رواية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشّيطان جاثمٌ على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس».
والله أعلم
[شرح الغريب]
(خنسه) الخنوس: التأخر، والانقباض). [جامع الأصول: 2 / 445-446]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ، وإنْ نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَه، فذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ».
رَوَاهُ أبو يَعلَى، وفيه عَدِيُّ بنُ أبي عِمَارَةَ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 149]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا محمّد بن بحرٍ، ثنا عديّ بن أبي عمارة، ثنا زيادٌ النّميريّ، عن أنس بن مالكٍ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «إنّ الشّيطان واضعٌ خطمه على قلب ابن آدم، فإذا ذكر اللّه خنس، وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخنّاس» .
هذا إسناد ضعيف، لضعف بعض رواته، ورواه ابن أبي الدّنيا والبيهقيّ
خطمه- بفتح الخاء المعجمة وسكون الطّاء المهملة- هو فمه.
لكن له شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَن الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيِّ ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَذَرَ أَيُّهَا النَّاسُ، وَإِيَّاكُمْ وَالْوَسْوَاسَ الْخَنَّاسَ، فَإِنَّمَا يَبْلُوكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» ). [الدر المنثور: 15 / 806]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ:«أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ الوَسْوَاسُ مِنَ الوُضُوءِ»). [الدر المنثور: 15 / 806]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: «البَوْلُ فِي المُغْتَسَلِ يَأْخُذُ مِنْهُ الوَسْوَاسُ»). [الدر المنثور: 15 / 806]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَمرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: مَا وَسْاوَسَهُ بِأَوْلَعَ مِمَّنْ يَرَاهَا تَعْمَلُ فِيهِ»). [الدر المنثور: 15 / 806-807]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي كِتَابِ (ذَمِّ الْوَسْوَسَةِ) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللَّهُمَّ أَعْمِرْ قَلْبِي مِنْ وَسْاوِسِ ذِكْرِكَ, وَاطْرُدْ عَنِّي وَسْاوِسُ الشَّيْطَانِ» ). [الدر المنثور: 15 / 807]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}. قَالَ: «مَثَلُ الشَّيْطَانِ كَمَثَلِ ابْنِ عِرْسٍ, وَاضِعٌ فَمَهُ عَلَى فَمِ الْقَلْبِ فَيُوَسْوِسُ إِلَيْهِ، فَإِن ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِنْ سَكَتَ عَادَ إِلَيْهِ, فَهُوَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ»). [الدر المنثور: 15 / 807]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا في مَكَايِدِ الشَّيْطَانِ، وَأَبُو يَعْلَى، وَابْنُ شَاهِينَ فِي التَّرْغِيبِ فِي الذِّكْرِ، والبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الإِيمَانِ) عَنْ أَنَسٍ، عَن النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِنْ نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ» ). [الدر المنثور: 15 / 807]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ شَاهِينَ عَنْ أَنَسٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِلْوَسْوَاسِ خَطْماً كَخَطْمِ الطَّائِرِ، فَإِذَا غَفَلَ ابْنُ آدَمَ وَضَعَ ذَلِكَ الْمِنْقَارَ فِي أُذُنِ الْقَلْبِ يُوَسْوِسُ، فَإِنِ ابْنُ آدَمَ ذَكَرَ اللَّهَ نَكَصَ وَخَنَسَ؛ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْوَسْوَاسَ الْخَنَّاسَ» ). [الدر المنثور: 15 / 807-808]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدُويَهْ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}، قَالَ: «الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ، وَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ»). [الدر المنثور: 15 / 808]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَالحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ والضياءُ فِي (المختارةِ) عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ عَلَى قَلْبِهِ الْوَسْوَاسُ، فَإِذَا عقَلَ فذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}» ). [الدر المنثور: 15 / 808]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَن ابْنِ زَيْدٍ قَالَ: «الْخَنَّاسُ الَّذِي يُوَسْوِسُ مَرَّةً وَيَخْنِسُ مَرَّةً مِن الْجِنِّ وَالإِنْسِ، وَكَانَ يُقَالُ: شَيْطَانُ الإنسِ أَشَدُّ عَلَى النَّاسِ مِنْ شَيْطَانِ الْجِنِّ، شَيْطَانُ الْجِنِّ يُوَسْوِسُ وَلا تَرَاهُ، وَهَذَا يُعَايِنُكَ مُعَايَنَةً»). [الدر المنثور: 15 / 808]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ:«إِنَّ الوَسْوَاسَ لَهُ بَابٌ فِي صَدْرِ ابْنِ آدَمَ يُوَسْوِسُ مِنْهُ»). [الدر المنثور: 15 / 808]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ, أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ دَعَا رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ مَوْضِعَ الشَّيْطَانِ مِن ابْنِ آدَمَ، فَجُلِّيَ لَهُ، فَإِذَا رَأْسُهُ مِثْلُ رَأْسِ الْحَيَّةِ وَاضِعاً رَأْسَهُ عَلَى ثَمَرَةِ الْقَلْبِ، فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْهُ وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى ثَمَرَةِ قَلْبِهِ فَحَدَّثَهُ). [الدر المنثور: 15 / 808-809]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ:«الوسواسُ مَحَلُّهُ عَلَى فؤادِ الإِنْسَانِ وَفِي عينِهِ وَفِي ذَكَرِهِ، وَمَحَلُّهُ مِن الْمَرْأَةِ فِي عَيْنِهَا وَفِي فَرْجِهَا إِذَا أَقْبَلَتْ، وَفِي دُبُرِهَا إِذَا أَدْبَرَتْ، هَذِهِ مَجَالِسُهُ»). [الدر المنثور: 15 / 809]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ}؛ يعني بذلك: الشيطانَ الوَسْوَاسَ، الذي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ؛ جِنَّهُم وإِنْسَهُم). [جامع البيان: 24 / 756] (م)
تفسير قوله تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {من الجنة والناس}؛ قال: «إن من الناس شياطين ومن الجن شياطين فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن»). [تفسير عبد الرزاق: 2 /410]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ}، يعني بذلك: الشيطانَ الوَسْوَاسَ، الذي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ؛ جِنَّهُم وإِنْسَهُم.
فإن قالَ قائِلٌ: فالجنُّ ناسٌ، فيقالُ: الذي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}، قِيلَ: قد سَمَّاهُم اللهُ في هذا الموْضِعِ نَاساً، كما سَمَّاهُم في مَوْضِعٍ آخَرَ رِجَالاً، فقالَ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ}، فجَعَلَ الجنَّ رجالاً، وكذلك جعَلَ مِنْهم ناساً.
وقد ذُكِرَ عن بَعْضِ العربِ أنَّه قالَ وهو يُحَدِّثُ، إذ جاءَ قومٌ مِن الجِنِّ فوَقَفُوا، فقيلَ: مَن أنتم؟ فقالوا: ناسٌ مِن الجِنِّ. فجَعَلَ مِنهم ناساً، فكذلك ما في التنزيلِ مِن ذلك). [جامع البيان: 24 / 756]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَن ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}، قَالَ:«هُمَا وَسْوَاسَانِ؛ فَوَسْوَاسٌ مِن الْجِنَّةِ وَهُوَ الْجِنُّ، وَوَسْوَاسُ نَفْسِ الإِنْسَانِ، فَهُوَ قَوْلُهُ: {وَالنَّاسِ}» ). [الدر المنثور: 15 / 809]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}، قَالَ: «إِنَّ مِن النَّاسِ شَيَاطِينَ، فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَيَاطِينِ الإنسِ وَالجِنِّ»). [الدر المنثور: 15 / 809]