العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 09:34 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة القارعة [ من الآية (1) إلى آخر السورة ]

{الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:27 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {الْقَارِعَةُ (1) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: {الْقَارِعَةُ}: الساعةُ التي يَقْرَعُ قلوبَ الناسِ هولُها، وعظيمُ ما ينزلُ بهم من البلاءِ عندَها، وذلك صبيحةٌ لا ليلَ بعدَها.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك.
- حدَّثني عليٌّ قالَ: ثنا أبو صالحٍ قالَ: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، فِي قولِهِ: {الْقَارِعَةُ} من أسماءِ يومِ القيامةِ، عظَّمَهُ اللَّهُ وحذَّرَهُ عبادَهُ.
-حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قولِهِ: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ} قالَ: هي الساعةُ.
- حَدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ} قالَ: هي الساعةُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ قالَ: سمِعْتُ أنَّ القارعةَ والواقعةَ والحاقَّةَ: القيامةُ). [جامع البيان: 24 / 592-593]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَالْقَارِعَةُ: الْقِيَامَةُ؛ لأَنَّهَا تَقْرَعُ الْقُلُوبَ). [عمدة القاري: 19 / 312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، مِن طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ: القارِعَةُ مِن أسماءِ يومِ القيامةِ). [الدر المنثور: 15 / 609]

تفسير قوله تعالى:{مَا الْقَارِعَةُ (2) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {مَا الْقَارِعَةُ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ معظِّماً شأنَ القيامةِ والساعةِ التي يقرعُ العبادَ هوْلُها: أيُّ شيءٍ القارعةُ؟! يعني بذلك: أيُّ شيءٍ الساعةُ التي يقرَعُ الخلقَ هوْلُها؛ ما أعظَمَها وأفْظَعَها وأَهْوَلَها). [جامع البيان: 24 / 593]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وما أشْعَرَكَ يا محمَّدُ أيُّ شيءٍ القارعةُ؟ ). [جامع البيان: 24 / 593]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({كالفراش المبثوث} [القارعة: 4] : «كغوغاء الجراد، يركب بعضه بعضًا، كذلك النّاس يجول بعضهم في بعضٍ»). [صحيح البخاري: 6 / 176]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ كَغَوْغَاءِ الجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كذلك النَّاسُ يَجُولُ بَعْضُهُمْ في بَعْضٍ) هُو كلامُ الفَرَّاءِ قَالَ في قَولِهِ: {كَالْفَرَاشِ}: يُرِيدُ كَغَوْغَاءِ الجَرَادِ إلخ. وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الفَرَاشُ طَيْرٌ لا ذُبَابٌ ولا بَعُوضٌ، والمَبْثُوثُ: المُتَفَرِّقُ، وحَمْلُ الفَرَاشِ على حَقِيقَتِهِ أَوْلَى، والعَرَبُ تُشَبِّهُ بِالفَرَاشِ كَثِيرًا كقَوْلِ جَرِيرٍ:
إِنَّ الْفَرَزْدَقَ مَا عَلِمْتَ وَقَوْمُهُ.......مِثْلُ الْفَرَاشِ غَشِينَ نَارَ الْمُصْطَلِي
وَصَفَهُمْ بِالْحِرْصِ والتَّهَافُتِ، وفي تَشْبِيهِ النَّاسِ يَوْمَ البَعْثِ بالفَرَاشِ مُنَاسَبَاتٌ كَثِيرَةٌ بَلِيغَةٌ؛ كالطَّيْشِ، والانتِشارِ، والكَثْرَةِ، والضَّعْفِ، والذِّلَّةِ، والمَجِيءِ بِغَيْرِ رُجُوعٍ، والقَصْدِ إلى الدَّاعِي، والإسراعِ، ورُكُوبِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، والتَّطَايُرِ إلى النارِ). [فتح الباري: 8 / 728]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ: كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَذَلِكَ النَّاسُ يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ. {كَالْعِهْنِ}: كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ. وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: كَالصُّوفِ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} وَفَسَّرَ الْفَرَاشَ الْمَبْثُوثَ بِقَوْلِهِ: كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ إِلَى آخِرِهِ، وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْفَرَاشُ طَيْرٌ +ذيابٌ وَلاَ بَعُوضٌ. وَالْمَبْثُوثُ الْمُتَفَرِّقُ، وَقِيلَ: الْفَرَاشُ: الطَّيْرُ الَّتِي تَتَسَاقَطُ فِي النَّارِ، وَالْغَوْغَاءُ الصَّوْتُ وَالْجَلَبَةُ، وَفِي الأَصْلِ الْغَوْغَاءُ الْجَرَادُ حِينَ يَخِفُّ لِلطَّيَرَانِ). [عمدة القاري: 19 / 312] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {كَالْفِرَاشِ الْمَبْثُوثِ} أي: كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا كَذَلِكَ النَّاسُ) يَوْمَ الْقِيَامَةِ (يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ) وَإِنَّمَا شَبَّهَ النَّاسَ بِذَلِكَ عِنْدَ الْبَعْثِ؛ لأنَّ الْفِرَاشَ إِذَا ثَارَ لَمْ يَتَّجِهْ لِجِهَةٍ وَاحِدَةٍ، بَلْ كُلُّ وَاحِدَةٍ تَذْهَبُ إلى غَيْرِ جِهَةِ الأُخْرَى، فَدَلَّ بِهَذَا التَّشْبِيهِ على أنَّ النَّاسَ في الْبَعْثِ يَفْزَعُونَ، فَيَذْهَبُ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى غَيْرِ جِهَةِ الآخَرِ، وَقَالَ في الدُّرِّ: وفِي تَشْبِيهِ النَّاسِ بِالْفَرَاشِ مُبَالَغَاتٌ شَتَّى؛ مِنْهَا الطَّيْشُ الَّذِي يَلْحَقُهُمْ، وَانْتِشَارُهُمْ في الأرْضِ، وَرُكُوبُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، وَالْكَثْرَةُ وَالضَّعْفُ والذِّلَّةُ، وَالْمَجِيءُ مِنْ غَيْرِ ذَهَابٍ، والْقَصْدُ إِلَى الدَّاعِي من كُلِّ جِهَةٍ، والتَّطَايُرُ إِلَى النَّارِ). [إرشاد الساري: 7 / 432-433]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: {كالفراش} هو الطير الذي يتساقط في النار، وقيل: هو الهمج من البعوض، والجراد وغيرهم. وقوله: {المبثوث} أي المتفرق.
قوله: (كغوغاء الجراد الخ) تفسير للفراش المبثوث، وإنما شبه الناس بذلك عند البعث لأن الفراش إذا ثار لم يتجه لجهة واحدة بل كل واحدة تذهب إلى غير جهة الأخرى، وغوغاء الجراد جولانه، وظاهر كلام "القاموس"، وغيره أن الغوغاء نفس الجراد، حيث قال: الغوغاء الجراد بعد أن ينبت جناحه وبه سمى الغوغاء من الناس، وعليه فالإضافة فيه للبيان). [حاشية السندي على البخاري: 3 / 80]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: القارعةُ يومَ يكونُ الناسُ كالفراشِ، وهو الذي يتساقطُ فِي النارِ والسِّراجِ، ليسَ ببعوضٍ ولا ذبابٍ، ويعني بالمبثوثِ: المفرَّقَ. وكالذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} هذا الفَرَاشُ الذي رأيتُم يتهافتُ فِي النارِ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، فِي قولِهِ: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} قالَ: هذا شبَهٌ شبَّهَهُ اللَّهُ.
وكانَ بعضُ أهلِ العربيَّةِ يقولُ: معنى ذلك: كغوغاءِ الجرادِ، يركبُ بعضُهُ بعضاً، كذلك الناسُ يومئذٍ، يجولُ بعضُهم فِي بعضٍ). [جامع البيان: 24 / 593-594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ في قَوْلِه: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} قالَ: هذا هو الفَرَاشُ الذي رَأَيْتُمْ، يَتَهَافَتُ في النار). [الدر المنثور: 15 / 609] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة في قوله: {كالعهن} قال: هو الصوف). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 392]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({كالعهن} [القارعة: 5] : «كألوان العهن» وقرأ عبد اللّه: «كالصّوف»). [صحيح البخاري: 6 / 176]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (كَالْعِهْنِ: كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ) سَقَطَ هَذَا لأبِي ذَرٍّ وهُو قَوْلُ الفَرَّاءِ قَالَ: {كَالْعِهْنِ}؛ لأنَّ أَلْوَانَهَا مُخْتَلِفَةٌ كَالْعِهْنِ وهُو الصوفُ. وأَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَالْعِهْنِ كالصُّوفِ.
قولُهُ: (وقَرَأَ عَبْدُ اللهِ كَالصُّوفِ) سَقَطَ هَذَا لأبِي ذَرٍّ وهُو بَقِيَّةُ كَلامِ الفَرَّاءِ، قَالَ: في قِرَاءَةِ عبدِ اللهِ- يَعْنِي- ابنَ مَسْعُودٍ: كَالصُّوفِ الْمَنْفُوشِ). [فتح الباري: 8 / 728]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقرأ عبد الله كالصوف
قد تقدم إسناد القراءات إلى ابن مسعود في سورة الزخرف). [تغليق التعليق: 4 / 376]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ: كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَذَلِكَ النَّاسُ يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ. {كَالْعِهْنِ}: كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ. وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: كَالصُّوفِ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} وَفَسَّرَ الْفَرَاشَ الْمَبْثُوثَ بِقَوْلِهِ: كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ إِلَى آخِرِهِ، وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْفَرَاشُ طَيْرٌ ذيابٌ وَلاَ بَعُوضٌ. وَالْمَبْثُوثُ الْمُتَفَرِّقُ، وَقِيلَ: الْفَرَاشُ: الطَّيْرُ الَّتِي تَتَسَاقَطُ فِي النَّارِ، وَالْغَوْغَاءُ الصَّوْتُ وَالْجَلَبَةُ، وَفِي الأَصْلِ الْغَوْغَاءُ الْجَرَادُ حِينَ يَخِفُّ لِلطَّيَرَانِ.
قَوْلُهُ: (كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ) أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} وَهُوَ الصُّوفُ وَكَذَلِكَ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بَدَلَ الْعِهْنِ، ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْهُ، وَالْمَنْفُوشُ: الْمَنْدُوفُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ). [عمدة القاري: 19 / 312]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({كَالْعِهْنِ} أي (كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ) أي: الْمُخْتَلِفَةِ قَالَهُ الْفَرَّاءُ (وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ) بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (كَالصُّوفِ) يَعْنِي أنَّ الْجِبَالَ تَتَفَرَّقُ أَجْزَاؤُهَا فِي ذلك الْيَوْمِ حَتَّى تَصِيرَ كَالصُّوفِ الْمُتَطَايِرِ عِنْدَ النَّدْفِ، وإِذَا كَانَ هَذَا تَأْثِيرَ الْقَارِعَةِ في الجبالِ الْعَظِيمَةِ الصَّلْدَةِ فَكَيْفَ حالُ الإِنْسَانِ الضَّعِيفِ عند سماعِ صوْتِ القارعَةِ؟ وَسَقَطَ لأَبِي ذَرٍّ: كَالْعِهْنِ إلخ). [إرشاد الساري: 7 / 433]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: ويومَ تكونُ الجبالُ كالصوفِ المنفوشِ؛ والعِهْنُ: هو الألوانُ من الصوفِ.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، فِي قولِهِ: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} قالَ: الصوفُ المنفوشُ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ قالَ: هو الصوفُ.
وذُكِرَ أنَّ الجبالَ تسيرُ على الأرضِ وهي فِي صورةِ الجبالِ كالهَباءِ). [جامع البيان: 24 / 594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ في قَوْلِه: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} قالَ: هذا هو الفَرَاشُ الذي رَأَيْتُمْ، يَتَهَافَتُ في النارِ.
وفي قَوْلِه: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} قالَ: كالصُّوفِ). [الدر المنثور: 15 / 609] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} يقولُ: فأمَّا مَن ثقُلَتْ موازينُ حسناتِهِ، يعني بالموازينِ: الوزنَ، والعربُ تقولُ: لك عندي درهمٌ بميزانِ درهمِكَ، ووزنِ درهمِكَ، ويقولونَ: داري بميزانِ دارِكَ ووزنِ دارِكَ، يُرادُ: حِذاءَ دارِكَ. قالَ الشاعرُ:
قد كنْتُ قبْلَ لقائِكُم ذا مرةٍ.......عندي لكلِّ مخاصِمٍ ميزانُهُ
يعني بقولِهِ: " لكلِّ مخاصِمٍ ميزانُهُ " كلامُهُ، وما ينقُضُ عليهِ حُجَّتَهُ. وكانَ مجاهدٌ يقولُ: ليسَ ميزانٌ، إنَّما هو مَثَلٌ ضُرِبَ). [جامع البيان: 24 / 594-595]

تفسير قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدَّثنا بذلك أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} يقولُ: فِي عيشةٍ قد رَضِيَها فِي الجنَّةِ.
كما حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} يعني: فِي الجنةِ). [جامع البيان: 24 / 595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ في قَوْلِه: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} قالَ: هذا هو الفَرَاشُ الذي رَأَيْتُمْ، يَتَهَافَتُ في النارِ.
وفي قَوْلِه: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} قالَ: كالصُّوفِ.
وفي قَوْلِه: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} قالَ: هي الجنَّةُ). [الدر المنثور: 15 / 609] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، في قوله: {وأما من خفت موازينه} قال: يؤتى بالرجل العظيم الطويل الأكول الشروب يوم القيامة فيوضع الميزان فما يزن عند الله جناح بعوضة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 392]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} يقولُ: وأمَّا مَن خفَّ وزنُ حسناتِهِ، فمأوَاهُ ومسكنُهُ الهاويةُ، التي يهوِي فيها على رأسِهِ فِي جهنَّمَ). [جامع البيان: 24 / 595](م)

تفسير قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {فأمه هاوية} قال: مصيره إلى النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 392]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر وقال قتادة هي كلمة عربية وكان الرجل إذا وقع في أمر شديد قالوا هوت به أمه). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 392]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن أشعث بن عبد الله الأعمى، قال: إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين فيقولون روحوا أخاكم مرتين فإنه كان في غم الدنيا قال ويسألونه ما فعل فلان فيخبرهم فيقول صالح حتى يسألوه فيقولون ما فعل فلان فيقول مات أما جاءكم فيقولون لا ذهب به إلى أمه الهاوية). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 392]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} يقولُ: وأمَّا مَن خفَّ وزنُ حسناتِهِ، فمأوَاهُ ومسكنُهُ الهاويةُ، التي يهوِي فيها على رأسِهِ فِي جهنَّمَ.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} وهي النارُ، هي مأواهم.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} قالَ: مصيرُهُ إلى النارِ هي الهاويةُ.
قالَ قتادةُ: هي كلمةٌ عربيَّةٌ، كانَ الرجلُ إذا وقعَ فِي أمْرٍ شديدٍ قالَ: هَوَتْ أمُّهُ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الأشعثِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأعمى قالَ: إذا ماتَ المؤمنُ ذُهِبَ بروحِهِ إلى أرواحِ المؤمنينَ، فيقولونَ: روِّحوا أخاكُم، فإنَّه كانَ فِي غمِّ الدنيا؛ قالَ: ويسألونَهُ: ما فعَلَ فلانٌ؟ فيقولُ: ماتَ، أو ما جاءَكم؟ فيقولونَ: ذهبُوا به إلى أمِّهِ الهاويةِ.
- حدَّثني إسماعيلُ بنُ سيفٍ العجليُّ قالَ: ثنا عليُّ بنُ مُسْهِرٍ قالَ: ثنا إسماعيلُ، عن أبي صالحٍ، فِي قولِهِ: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} قالَ: يَهْوُونَ فِي النارِ على رءوسِهِم.
- حدَّثنا ابنُ سيفٍ قالَ: ثنا محمَّدُ بنُ سوَّارٍ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} قالَ: يهوي فِي النارِ على رأسِهِ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، فِي قولِهِ: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} قالَ: الهاويةُ: النارُ هي أمُّهُ ومأواهُ التي يرجعُ إليها، ويأوِي إليها، وقرأَ: {وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ}.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} وهو مثلُها، وإنَّما جعلَ النارَ أمَّهُ؛ لأنَّها صارتْ مأواهُ، كما تُؤوي المرأةُ ابنَها، فجعلَها إذْ لم يكنْ لهُ مأوًى غيرُها بمنزلةِ أمٍّ لهُ). [جامع البيان: 24 / 595-596]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: نا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا مات العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين فيقولون له ما فعل فلان فإذا قال مات قبلي قالوا ذهب به إلى أمه الهاوية وبئست الأم وبئست المربية»). [تفسير مجاهد: 2/ 778]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «إذا مات العبد المؤمن تلقى روحه أرواح المؤمنين فيقولوا له: ما فعل فلانٌ؟ فإذا قال: مات، قالوا: ذهب به إلى أمّه الهاوية، فبئست الأمّ وبئست المربيّة». «هذا حديثٌ مرسلٌ صحيح الإسناد، فإنّي لم أجد لهذه السّورة تفسيرًا على شرط الكتاب فأخرجته إذ لم أستجز إخلاءه من حديثٍ»). [المستدرك: 2 / 581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ في قَوْلِه: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} قالَ: هذا هو الفَرَاشُ الذي رَأَيْتُمْ، يَتَهَافَتُ في النارِ.
وفي قَوْلِه: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} قالَ: كالصُّوفِ.
وفي قَوْلِه: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} قالَ: هي الجنَّةُ.
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} قالَ: هي النارُ مَأْوَاهُم وأُمُّهم ومَصِيرُهم ومَوْلاَهُم). [الدر المنثور: 15 / 609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، عن قَتَادَةَ في قَوْلِه: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} قالَ: مَصِيرُهُ إلى النارِ، وهي الهاوِيَةُ). [الدر المنثور: 15 / 609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ عبَّاسٍ: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} كقولِك: هَوَتْ أُمُّه). [الدر المنثور: 15 / 609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن قَتَادَةَ، قالَ: هي كلمةٌ عربيةٌ، إذا وَقَعَ رجلٌ في أمرٍ شديدٍ قالوا: هَوَتْ أُمُّه). [الدر المنثور: 15 / 610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن أبي خالِدٍ الوَالِبِيِّ: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} قالَ: أُمُّ رأسِه). [الدر المنثور: 15 / 610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن عكرمةَ، قالَ: أمُّ رأسِه هاوِيَةٌ في جهنَّمَ). [الدر المنثور: 15 / 610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن أبي صالحٍ، قالَ: يَهْوُونَ في النارِ على رُؤُوسِهم). [الدر المنثور: 15 / 610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ زيدٍ، قالَ: الهاويةُ: النارُ، هي أُمُّه ومأواه التي يَرْجِعُ إليها ويَأْوِي إليها). [الدر المنثور: 15 / 610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ وابنُ جَرِيرٍ، عن الأَشْعَثِ بنِ عبدِ اللهِ الأَعمى، قالَ: إذا مات المؤمِنُ ذُهِبَ برُوحِه إلى أَرْوَاحِِ المؤمنينَ، فتقولُ: رَوِّحُوا أخاكم؛ فإنه كانَ في غَمِّ الدنيا، ويسألونه ما فَعَلَ فلانٌ؟ ما فَعَلَتْ فُلانةُُ؟ فيُخْبِرُهم فيقولُ: صالحٌ. حتى يسأَلُوه: ما فعَلَ فلانٌ، فيقولُ: ماتَ، أمَا جاءَكُم؟ فيقولونَ: لا، ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاويةِ). [الدر المنثور: 15 / 610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ، عن الحَسَنِ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ تَلْقَى رُوحَهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَقُولُونَ لَهُ: مَا فَعَلَ فُلانٌ؟ فَإِذَا قَالَ: مَاتَ. قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ، فَبِئْسَتِ الأُمُّ وَبِئْسَتِ الْمُرَبِّيَةُ» ). [الدر المنثور: 15 / 611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ تَلَقَّتْهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُونَهُ مَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ مَا فَعَلَتْ فُلاَنَةُ؟ فَإِنْ كَانَ مَاتَ وَلَمْ يَأْتِهِمْ قَالُوا: خُولِفَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ، فَبِئْسَتِ الأُمُّ وَبِئْسَتِ الْمُرَبِّيَةُ. حَتَّى يَقُولُونَ: مَا فَعَلَ فُلانٌ؟ هَلْ تَزَوَّجَ؟ مَا فَعَلَتْ فُلاَنَةُ؟ هَلْ تَزَوَّجَتْ؟ فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ فَيَسْتَرِيحَ فَقَدْ خَرَجَ مِنْ كَرْبٍ عَظيمٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي أَيُّوبَ الأنصاريِّ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ إِذَا قُبِضَتْ تَلَقَّاهَا أَهْلُ الرَّحْمَةِ مِنْ عِبَادِ اللهِ كَمَا يَلْقَوْنَ الْبَشِيرَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: أنْظِرُوا صَاحِبَكُمْ يَسْتَرِيحُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ فِي كَرْبٍ شَدِيدٍ. ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ: مَا فَعَلَ فُلاَنٌ وَفُلاَنَةُ؟ هَلْ تَزَوَّجَتْ؟ فَإِذَا سَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ قَدْ مَاتَ قَبْلَهُ فَيَقُولُ: هَيْهَاتَ قَدْ مَاتَ ذَاكَ قَبْلِي. فَيَقُولُونَ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ، فَبِئْسَتِ الأُمُّ وَبِئْسَتِ الْمُرَبِّيَةُ» ). [الدر المنثور: 15 / 611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُبَارَكِ، عن أبي أيوبَ الأنصاريِّ، قالَ: إذا قُبِضَتْ نفسُ العبدِ تَلَقَّاها أهلُ الرحمةِ مِن عبادِ اللهِ كما يَلْقَوْنَ البشيرَ في الدنيا، فيُقْبِلُون عليه لِيَسْأَلُوه فيقولُ بعضُهم لبعضٍ: أنْظِرُوا أخاكم حتى يَسْتَرِيحَ؛ فإنه كانَ في كَرْبٍ.
فيُقْبِلُونَ عليه يَسْأَلُونه: ما فَعَلَ فلانٌ؟ ما فَعَلَتْ فلانةُ؟ هَلْ تَزَوَّجَتْ؟ فَإِذَا سَأَلُوه عن الرجلِ ماتَ قبلَه قالَ لهم: إنه قد هَلَكَ. فيقولون: إنَّا للهِ وإنا إليه راجِعُون، ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاوِيَةِ، فبِئْسَتِ الأمُّ وبِئْسَتِ المُرَبِّيَةُ.
فيَعْرِضُ عليهم أعمالَهم، فإِذَا رَأَوْا حُسْناً فَرِحُوا واسْتَبْشَرُوا وقالوا: هذه نِعْمَتُكَ على عبدِك فأَتِمَّها، وإنْ رَأَوْا سُوءاً قالوا: اللَّهُمَّ رَاجِعْ عَبْدَكَ. قالَ ابنُ المُبَارَكِ: ورَوَاه سَلاَّمٌ الطويلُ عن ثورٍ فرَفَعَه). [الدر المنثور: 15 / 612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المباركِ عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، أنه قِيلَ له: هل يأتي الأمواتَ أخبارُ الأحياءِ؟ قالَ: نعمْ، ما مِن أحدٍ له حميمٌ إلا يأتيه أخبارُ أقارِبِه، فإن كانَ خيراً سُرَّ به وفَرِحَ به، وإن كانَ شرًّا ابْتَأَسَ لذلك وحَزِنَ، حتى إنهم ليَسْأَلُون عن الرجلِ قد ماتَ فيُقالُ: ألم يَأْتِكم؟ فيقولونَ: لقد خُولِفَ به إلى أمِّه الهاويةِ). [الدر المنثور: 15 / 612]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ}؟ يقولُ جلَّ ثناؤُه لنبيِّهِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وما أشْعَرَكَ يا محمَّدُ: ما الهاويةُ). [جامع البيان: 24 / 597]

تفسير قوله تعالى: {نَارٌ حَامِيَةٌ (11) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمَّ بَيَّنَ ما هي، فقالَ: (هِيَ نَارٌ حَامِيةٌ) يعني بالحاميةِ: التي قد حَمِيتْ من الوقودِ عليها).
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ، عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قالَ: مَرَّ عيسى عليه السلامُ بقريةٍ قد ماتَ أهلُها؛ إنسُها وجِنُّها، وهوامُّها وأنعامُها وطيورُها، فقامَ يَنْظُرُ إليها ساعةً.
ثم أقْبَلَ على أصحابِه فقالَ: ماتَ هؤلاء بعذابِ اللهِ، ولو ماتُوا بغيرِ ذلك ماتُوا مُتَفَرِّقِينَ. ثم ناداهُمْ: يا أهلَ القريةِ. فأجابَه مُجيبٌ: لَبَّيْكَ يا رُوحَ اللهِ.
قالَ: ما كانَ جِنَايَتَكُمْ؟ قالوا: عِبَادَةُ الطاغوتِ وحبُّ الدنيا.
قالَ: وما كانَتْ عِبَادَتُكُمُ الطاغوتَ؟ قالَ: الطاعةُ لأهلِ معاصي اللهِ تعالى.
قالَ: فما كانَ حُبُّكُم الدنيا؟ قالوا: كحُبِّ الصبيِّ لأمِّه، كنَّا إذا أَقْبَلَتْ فَرِحْنا، وإذا أدْبَرَتْ حَزِنَّا معَ أملٍ بعيدٍ وإدبارٍ عن طاعةِ اللهِ وإقبالٍ في سَخَطِ اللهِ.
قالَ: وكيفَ كانَ شَأْنُكم؟ قالوا: بِتْنَا ليلةً في عافيةٍ وأصبحنا في الهاوِيَةِ. فقالَ عيسى: وما الهاويةُ؟ قالَ: سِجِّينٌ.
قالَ: وما سِجِّينٌ؟ قالَ: جَمْرَةٌ مِن نارٍ مثلُ أطباقِ الدنيا كلِّها، دُفِنَتْ أرواحُنا فيها.
قالَ: فما بالُ أصحابِك لا يَتَكَلَّمُون؟ قالَ: لا يَسْتَطِيعون أن يَتَكَلَّمُوا؛ مُلْجَمُونَ بِلِجَامٍ مِن نارٍ.
قالَ: فكيفَ كَلَّمْتَنِي أنتَ مِن بَيْنِهم؟ قالَ: إني كنتُ فيهم ولم أكُنْ على حالِهم، فلمَّا جاءَ البلاءُ عَمَّنِي معَهم، فأنا مُعَلَّقٌ بشَعْرةٍ في الهاويةِ، لا أدري أُكَرْدَسُ في النارِ أم أَنْجُو. فقالَ عيسى: بحقٍّ أقولُ لَكُمْ: لأَكْلُ خُبْزِ الشَّعِيرِ وشُرْبُ ماءِ القَرَاحِ والنومُ على المَزَابِلِ معَ الكِلابِ كثيرٌ معَ عافِيَةِ الدنيا والآخِرَةِ). [الدر المنثور: 15 / 612-613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو يَعْلَى، قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا فَقَدَ الرجلَ من إخوانِه ثلاثةَ أيامٍ سأَلَ عنه، فإن كانَ غائِباً دَعا له، وإنْ كانَ شاهِداً زَارَه، وإنْ كانَ مَريضاً عادَه، فَفَقَدَ رجلاً مِن الأنصارِ في اليومِ الثالِثِ فسَأَلَ عنه فقالوا: تَرَكْنَاه مثلَ الفَرْخِ لا يَدْخُلُ في رأسِه شيءٌ إلا خَرَجَ مِن دُبُرِه. قالَ: «عُودُوا أَخَاكُمْ».
فخَرَجْنا معَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُه، فلمَّا دَخَلْنَا عليه قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟» قالَ: لا يَدْخُلُ في رأسي شيءٌ إلاَّ خَرَجَ مِن دُبُري.
قالَ: «وَمِمَّ ذَاكَ؟» قالَ: يا رسولَ اللهِ، مَرَرْتُ بِكَ وأنتَ تُصَلِّي المغربَ فصَلَّيْتُ معَكَ، وأنتَ تَقْرَأُ هذه السورةَ: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ} إلى آخِرِها، {نَارٌ حَامِيَةٌ} فقلتُ: اللهمَّ ما كانَ من ذنْبٍ أنتَ مُعَذِّبِي عليه في الآخرةِ فعَجِّلْ لي عقوبَتَه في الدنيا، فنَزَل بي ما تَرَى.
قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِئْسَ مَا قُلْتَ، أَلاَ سَأَلْتَ اللهَ أَنْ يُؤْتِيَكَ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَيَقِيَكَ عَذَابَ النَّارِ». فأَمَرَه النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدَعا بذلك ودعا له النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقَامَ كَأَنَّما نَشِطَ مِن عِقَالٍ). [الدر المنثور: 15 / 614]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 04:49 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({القارعة}: القيامة، لأنها تقرع [الخلائق بأحوالها وأفزاعها]. ويقال: أصابتهم قوارع الدهر). [تفسير غريب القرآن: 537]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {القارعة (1) ما القارعة (2)} القارعة والواقعة والحاقّة من صفات ساعة القيامة. والقارعة التي تقرع بالأهوال. وقد فسرنا إعراب {الحاقّة * ما الحاقّة} ومثلها {القارعة * ما القارعة}). [معاني القرآن: 5/ 355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْقَارِعَةُ}: القيامة). [العمدة في غريب القرآن: 355]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث...}.يريد: كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يومئذ يجول بعضهم في بعض). [معاني القرآن: 3/ 286]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كالفراش المبثوث} طير لا بعوض ولا ذباب هو الفراش؛ والمبثوث المتفرق). [مجاز القرآن: 2/ 309]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المبثوث}: المتفرق). [غريب القرآن وتفسيره: 439]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({كالفراش}: ما تهافت في النار: من البعوض.
{المبثوث}: المنتشر). [تفسير غريب القرآن: 537]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث (4)} {يوم} منصوب على الظرف، المعنى يكون يوم يكون الناس كالفراش المبثوث، والفراش ما تراه كصغار البق يتهافت في النار، وشبه الناس في وقت البعث بالجراد المنتشر، والفراش المبثوث لأنهم إذا بعثوا يموج بعضهم في بعض كالجراد الذي يموج بعضه في بعض). [معاني القرآن: 5/ 355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الفراش} ما تهافت في النار من البعوض. {الْمَبْثُوثِ} المنتشر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْفَرَاشِ}: ذباب يطير بالليل {الْمَبْثُوثِ}: المتفرق). [العمدة في غريب القرآن: 355]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كالعهن المنفوش...} وفي قراءة عبد الله: "كالصوف المنفوش"، وذكر: أن صور الجبال تسيّر على الأرض، وهي في صور الجبال كالهباء.
وقوله عز وجل: {كالعهن المنفوش} لأن ألوانها مختلفة، كألوان العهن). [معاني القرآن: 3/ 286-287]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({العهن} الصوف الألوان). [مجاز القرآن: 2/ 309]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وتكون الجبال كالعهن المنفوش} قال: {كالعهن المنفوش} وواحدها: "العهنة" مثل: "الصوف" و"الصّوفة"). [معاني القرآن: 4/ 52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({العهن}: الصوف). [غريب القرآن وتفسيره: 439]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(والعهن): الصّوف المصبوغ).
[تفسير غريب القرآن: 537]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش (5)} {العهن} الصوف، واحدته عهنة، يقال عهنة وعهن، مثل صوفة وصوف). [معاني القرآن: 5/ 355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((والعهن) الصوف المصبوغ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْعِهْنِ}: الصوف). [العمدة في غريب القرآن: 355]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأمّا من ثقلت موازينه...} ووزنه، والعرب تقول: هل لك في درهم بميزان درهمك ووزن درهمك، ويقولون: داري بميزان دارك ووزن دارك، وقال الشاعر:
قد كنت قبل لقائكم ذا مرّةٍ.......عندي لكلٍ مخاصم ميزانه
يريد: عندي وزن كلامه ونقضه). [معاني القرآن: 3/ 287]

تفسير قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأمّا من ثقلت موازينه (6) فهو في عيشة راضية (7)} ذات رضى، معناه من ثقلت موازينه بالحسنات، كما تقول: لفلان عندي وزن ثقيل، تأويله له وزن في الخير ثقيل.
ومعنى {في عيشة راضية} ذات رضى يرضاها من يعيش فيها. وقال قوم: معناه مرضية، وهو يعود إلى هذا المعنى في التفسير). [معاني القرآن: 5/ 355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَّاضِيَةٍ}: ذات رضى). [العمدة في غريب القرآن: 355]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)}

تفسير قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {فأمّه هاويةٌ...} صارت مأواه، كما تؤوي المرأة ابنها، فجعلها إذ لا مأوى له غيرها أمًّا له). [معاني القرآن: 3/ 287]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فأمه هاوية}: النار، قالوا الدعاء). [غريب القرآن وتفسيره: 439]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فأمّه هاويةٌ} أي النار له كالأم يأوي إليها).
[تفسير غريب القرآن: 537]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله تعالى في الكافر: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: 9] لمّا كانت الأمّ كافلة الولد وغاذيته، ومأواه ومربّيته، وكانت النار للكافر كذلك- جعلها أمّه). [تأويل مشكل القرآن: 104]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وأمّا من خفّت موازينه (8) فأمّه هاوية (9) وما أدراك ما هيه (10)} أي فمسكنه النار. وقيل (أمّه) لمسكنه لأن الأصل في السكون إلى الأمّهات فأبدل فيما يسكن إليه {نار حامية}). [معاني القرآن: 5/ 356]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ}: جهنم). [العمدة في غريب القرآن: 355]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (وأما قوله: {ما هيه (10)} بالهاء فلأن السكت عليها بالهاء لأنها رأس آية). [معاني القرآن: 4/ 52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما أدراك ما هيه (10)} الوقف "هيه"، والوصل (هي نار حامية) إلا أن الهاء دخلت في الوقف تبين فتحة الياء، والذي يجب اتباع المصحف فيوقف عليها ولا توصل، فيقرأ {وما أدراك ما هيه (10) نار حامية (11)} لأن السنة اتباع المصحف، والهاء ثابتة فيه). [معاني القرآن: 5/ 356]

تفسير قوله تعالى: {نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 04:51 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {الْقَارِعَةُ (1) }

تفسير قوله تعالى: {مَا الْقَارِعَةُ (2) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عمرو: ..... غيره: الفراش ما يتطاير من عظام الرأس. والفراش أيضًا مثل البعوض). [الغريب المصنف: 3/ 963]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال أنفشت الإبل والغنم إنفاشا إذا أرسلتها ترعى بالليل بلا راع وهي إبل نفاش ونفش ونفش وقد نفشت الصوف أنفشه نفشا). [إصلاح المنطق: 260] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والعهن: الصوف الملون في قول أكثر أهل اللغة. وأما الأصمعي فقال: كل صوف عهن). [الكامل: 2/ 995]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) }

تفسير قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال الراجز: ولا الفغام دون أن تفاقما، والفغمة الريح الطيبة والقنمة الريح المنتنة. ويقال فغمتني ريح طيبة ولا يقال قنمتني ريح
منتنة ويقال وجدت قنمة ويجوز أن يكون مفغوم في تأويل فاغم والعرب قد تجعل المفعول فاعلاً والفاعل مفعولاً: قال الله عز وجل: {خلق من ماءٍ دافقٍ} بمعنى مدفوقٍ. وقال جل وعز: {في عيشةٍ راضية} بمعنى مرضيةٍ. قالت أم ناشرة:
لقد عيل الأقوام طعنة ناشره.......أناشر لا زالت يمينك آشره
).[شرح المفضليات: 816-817] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) }

تفسير قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب اللفظ بالحروف
قال سيبويه: خرج الخليل يوماً على أصحابه فقال: كيف تلفظون بالباء من ضربْ والدال من قدْ وما أشبه ذلك من السواكن؟ فقالوا: با، دال، فقال: إنَّما سمّيتم باسم الحرف، ولم تلفظوا به. فرجعوا في ذلك إليه فقال: أرى - إذا أردت اللفظ به -: أن أزيد ألف الوصل فأقول اِبْ، اِدْ؛ لأن العرب إذا أرادت الابتداء بساكن زادت ألف الوصل فقالت: اِضربْ، اُقتلْ إذا لم يكن سبيل إلى أن تبتدي بساكن.
وقال: كيف تلفظون بالباء من ضَربَ والضاد من ضُحَى؟ فأجابوه كنحو جوابهم في الأول فقال: أرى - إذا لفظ بالمتحرك - أن تزاد هاءٌ لبيان الحركة كما قالوا: ارمه {وما أدراك ما هيه} فأقول: بَهْ، ضُهْ وكذلك كل متحرك. وبعد هذا ما لا يجوز في القياس غيره.
فإن سميت بحرف من كلمة فإن في ذلك اختلافا). [المقتضب: 1/ 170]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والهاء تزاد لبيان الحركة، ولخفاء الألف.
فأما بيان الحركة فنحو قولك: ارمه {وما أدراك ما هيه} و{فبهداهم اقتده}.
وأما بعد الألف فقولك: يا صاحباه، ويا حسرتاه). [المقتضب: 1/ 198]

تفسير قوله تعالى: {نَارٌ حَامِيَةٌ (11) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة * يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش * فأمّا من ثقلت موازينه * فهو في عيشةٍ رّاضيةٍ * وأمّا من خفّت موازينه * فأمّه هاويةٌ * وما أدراك ما هيه * نارٌ حاميةٌ}
قرأ: {القارعة * ما القارعة} ـ بالنصب ـ عيسى، قال جمهور المفسّرين: القارعة: القيامة نفسها؛ لأنّها تقرع القلوب بهولها. وقال قومٌ من المتأوّلين: القارعة: صيحة النفخة في الصّور؛ لأنّها تقرع الأسماع، وفي ضمن ذلك القلوب). [المحرر الوجيز: 8/ 677]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما أدراك} تعظيمٌ لأمرها، وقد تقدّم مثله). [المحرر الوجيز: 8/ 677]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{يوم} ظرفٌ، والعامل فيه {القارعة}. وأمال أبو عمرٍو: (القارعة).
و(الفراش) طيرٌ دقيقٌ يتساقط في النار ويقصدها، ولا يزال يتقحّم على المصباح ونحوه حتى يحترق، ومنه قول النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:
«وأنا آخذٌ بحجزكم عن النّار، وأنتم تتقحّمون فيها تقاحم الفراش والجنادب».
وقال الفرّاء:
«الفراش في الآية غوغاء الجراد، وهو صغيره الذي ينتشر في الأرض والهواء».
و(المبثوث) معناه: المتفرّق جمعه وجملته موجودةٌ متّصلةٌ. وقال بعض العلماء: الناس أوّل قيامهم من القبور كالفراش المبثوث؛ لأنهم يجيئون ويذهبون على غير نظامٍ، ثمّ يدعوهم الداعي فيتوجّهون إلى ناحية المحشر، فهم حينئذٍ كالجراد المنتشر؛ لأنّ الجراد إنّما توجّهه أبدًا إلى ناحيةٍ مقصودةٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 677-678]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف اللّغويّون في (العهن)؛ فقيل: هو الصّوف عامًّا. وقيل: هو الصوف الأحمر. وقيل: هو الصوف الملوّن ألوانًا. واحتجّ هؤلاء بقول زهيرٍ:
كأنّ فتات العهن في كلّ منزلٍ ....... نزلن به حبّ الفنا لم يحطّم
والفنا: عنب الثّعلب، وحبّه قبل التحطيم منه: الأخضر، والأحمر، والأصفر، وكذلك الجبال جددٌ بيضٌ وحمرٌ وصفرٌ وسودٌ، فجاء التشبيه ملائمًا، وكون الجبال كالعهن إنما هو قبل وقت التفتيت وقبل النّسف ومصيرها هنا، وهي درجاتٌ.
و(النّفش) خلخلة الأجزاء وتفريقها عن تراصّها، وفي قراءة ابن مسعودٍ وابن جبيرٍ: (كالصّوف المنفوش) ). [المحرر الوجيز: 8/ 678]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الموازين) هي التي في القيامة، قال جمهور العلماء والفقهاء والمحدّثين: ميزان القيامة بعمودٍ وكفّتين؛ ليبيّن اللّه تعالى أمر العباد بما عهدوه وتيقّنوه.
وقال مجاهدٌ:
«ليس ثمّ ميزانٌ إنما هو العدل مثّل ذكره بالميزان؛ إذ هو أعدل ما يدري الناس، وجمعت الموازين للإنسان لمّا كانت له موزوناتٌ كثيرةٌ متغايرةٌ، وثقل هذا الميزان هو بالإيمان والأعمال، وخفّته بعدمها وقلّتها، ولن يخفّ خفّةً موبقةً ميزان مؤمنٍ»). [المحرر الوجيز: 8/ 678]

تفسير قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(عيشةٌ راضيةٌ) معناه: ذات رضًى، على النّسب. هذا قول الخليل وسيبويه). [المحرر الوجيز: 8/ 678]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فأمّه هاويةٌ} قال كثيرٌ من المفسّرين: المراد بالأمّ نفس الهاوية، وهي دركٌ من أدراك النار، وهذا كما يقال للأرض: (أمّ الناس)؛ لأنها تؤويهم، وكما قال عتبة بن أبي سفيان في الحرب: (فنحن بنوها وهي أمّنا).
فجعل اللّه تعالى الهاوية أمّ الكافر لمّا كانت مأواه.
وقال آخرون: هذا تفاؤلٌ بشرٍّ فيه تجوّزٌ، كما قالوا: (أمّه ثاكلٌ) و(هوى نجمه).
وقال أبو صالحٍ وغيره: المراد: أمّ رأسه؛ لأنهم يهوون على رؤوسهم. وقرأ طلحة: (فإمّه) بكسر الهمزة وضمّ الميم مشدّدةً). [المحرر الوجيز: 8/ 678-679]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قرّر تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم على دراية أمرها وتعظيمه، ثمّ أخبره أنها نارٌ حاميةٌ.
وقرأ (ما هي) بطرح الهاء في الوصل ابن أبي إسحاق والأعمش. وروى المبرّد أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال لرجلٍ:
«لا أمّ لك». فقال: يا رسول اللّه، تدعوني إلى الهدى وتقول: لا أمّ لك. فقال: «إنّما أريد: لا نار لك»؛ قال اللّه تعالى: {فأمّه هاويةٌ}). [المحرر الوجيز: 8/ 679]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:09 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:09 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
{القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة * يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش * فأمّا من ثقلت موازينه * فهو في عيشةٍ رّاضيةٍ * وأمّا من خفّت موازينه * فأمّه هاويةٌ * وما أدراك ما هيه * نارٌ حاميةٌ}.
{القارعة}
: من أسماء يوم القيامة، كالحاقّة والطّامّة والصّاخّة والغاشية وغير ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 468]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثم قال معظّماً أمرها ومهوّلاً لشأنها: {وما أدراك ما القارعة}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 468]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ فسّر ذلك بقوله: {يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث}. أي: في انتشارهم وتفرّقهم وذهابهم ومجيئهم من حيرتهم ممّا هم فيه، كأنّهم فراشٌ مبثوثٌ، كما قال في الآية الأخرى: {كأنّهم جرادٌ منتشرٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 468]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش}. يعني أنّها قد صارت كأنّها الصّوف المنفوش الّذي قد شرع في الذّهاب والتّمزّق.
وقال مجاهدٌ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ والحسن وقتادة وعطاءٌ الخراسانيّ والضّحّاك والسّدّيّ:
«العهن: الصّوف»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 468]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عمّا يؤول إليه عمل العاملين وما يصيرون إليه من الكرامة والإهانة بحسب أعمالهم؛ فقال: {فأمّا من ثقلت موازينه}. أي: رجحت حسناته على سيّئاته). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 468]

تفسير قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فهو في عيشةٍ راضيةٍ}. يعني في الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 468]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا من خفّت موازينه}. أي: رجحت سيّئاته على حسناته). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 468]

تفسير قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فأمّه هاويةٌ}. قيل: معناه: فهو ساقطٌ هاوٍ بأمّ رأسه في نار جهنّم، وعبّر عنه بأمّه، يعني دماغه.
روي نحو هذا عن ابن عبّاسٍ وعكرمة وأبي صالحٍ وقتادة، قال قتادة:
«يهوي في النّار على رأسه». وكذا قال أبو صالحٍ: «يهوون في النّار على رؤوسهم».
وقيل: معناه: {فأمّه}: التي يرجع إليها ويصير في المعاد إليها. {هاويةٌ}: وهي اسمٌ من أسماء النّار.
قال ابن جريرٍ:
«وإنّما قيل للهاوية: أمّه؛ لأنّه لا مأوى له غيرها».
وقال ابن زيدٍ:
«الهاوية: النّار، هي أمّه ومأواه التي يرجع إليها ويأوي إليها». وقرأ: {ومأواهم النّار}.
قال ابن أبي حاتمٍ:
«وروي عن قتادة أنّه قال: «هي النار، وهي مأواهم»؛ ولهذا قال تعالى مفسّراً للهاوية: {وما أدراك ماهيه * نارٌ حاميةٌ}.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الأشعث بن عبد اللّه الأعمى قال:
«إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين فيقولون: «روّحوا أخاكم؛ فإنّه كان في غمّ الدّنيا»، قال: «ويسألونه: ما فعل فلانٌ؟» فيقول: «مات،، أوما جاءكم؟!»فيقولون: «ذهب به إلى أمّه الهاوية».
وقد رواه ابن مردويه من طريق أنس بن مالكٍ مرفوعاً بأبسط من هذا، وقد أوردناه في كتاب (صفة النّار) أجارنا اللّه منها بمنّه وكرمه.
وقوله: {نارٌ حاميةٌ}. أي: حارّةٌ شديدة الحرّ قويّة اللّهب والسّعير.
قال أبو مصعبٍ: عن مالكٍ، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«نار بني آدم الّتي توقدون جزءٌ من سبعين جزءاً من نار جهنّم». قالوا: يا رسول اللّه، إن كانت لكافيةً! فقال: «إنّها فضّلت عليها بتسعةٍ وستّين جزءاً».
ورواه البخاريّ عن إسماعيل بن أبي أويسٍ، عن مالكٍ، ورواه مسلمٌ عن قتيبة، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزّناد به، وفي بعض ألفاظه:
«إنّها فضّلت عليها بتسعةٍ وستّين جزءاً، كلّهنّ مثل حرّها».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حمّادٌ -وهو ابن سلمة- عن محمّد بن زيادٍ، سمع أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:
«نار بني آدم الّتي توقدون جزءٌ من سبعين جزءاً من نار جهنّم». فقال رجلٌ: إن كانت لكافيةً! فقال «لقد فضّلت عليها بتسعةٍ وستّين جزءاً حرًّا فحرًّا».
تفرّد به أحمد من هذا الوجه، وهو على شرط مسلمٍ.
وقال الإمام أحمد أيضاً: حدّثنا سفيان، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وعمرٌو، عن يحيى بن جعدة:
«إنّ ناركم هذه جزءٌ من سبعين جزءاً من نار جهنّم، وضربت بالبحر مرّتين، ولولا ذلك ما جعل اللّه فيها منفعةً لأحدٍ». وهذا على شرط الصّحيحين، ولم يخرجوه من هذا الوجه، وقد رواه مسلمٌ في صحيحه من طريقٍ. [؟؟]
ورواه البزّار من حديث عبد اللّه بن مسعودٍ وأبي سعيدٍ الخدريّ:
«ناركم هذه جزءٌ من سبعين جزءاً».
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا قتيبة، حدّثنا عبد العزيز -هو ابن محمدٍ الدّراورديّ- عن سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«هذه النّار جزءٌ من مائة جزءٍ من جهنّم».
تفرّد به أيضاً من هذا الوجه، وهو على شرط مسلمٍ أيضاً.
وقال أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا أحمد بن عمرٍو الخلاّل، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، حدّثنا معن بن عيسى القزّاز، عن مالكٍ، عن عمّه أبي سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«أتدرون ما مثل ناركم هذه من نار جهنّم؟ لهي أشدّ سواداً من دخان ناركم هذه بسبعين ضعفاً».
وقد رواه أبو مصعبٍ عن مالكٍ، ولم يرفعه. وروى التّرمذيّ وابن ماجه، عن عبّاسٍ الدّوريّ، عن يحيى بن أبي بكيرٍ، حدّثنا شريكٌ، عن عاصمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«أوقد على النّار ألف سنةٍ حتّى احمرّت، ثمّ أوقد عليها ألف سنةٍ حتّى ابيضّت، ثمّ أوقد عليها ألف سنةٍ حتّى اسودّت، فهي سوداء مظلمةٌ».
وقد روي هذا من حديث أنسٍ وعمر بن الخطّاب.
وجاء في الحديث عند الإمام أحمد من طريق أبي عثمان النّهديّ، عن أنسٍ وأبي نضرة العبديّ، عن أبي سعيدٍ وعجلان مولى المشمعلّ، عن أبي هريرة،، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال:
«إنّ أهون أهل النّار عذاباً من له نعلان، يغلي منهما دماغه».
وثبت في الصّحيح أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«اشتكت النّار إلى ربّها؛ فقالت: يا ربّ، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين: نفسٍ في الشّتاء ونفسٍ في الصّيف، فأشدّ ما تجدون في الشّتاء من بردها، وأشدّ ما تجدون في الصّيف من حرّها».
وفي الصّحيحين:
«إذا اشتدّ الحرّ فأبردوا عن الصّلاة؛ فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنّم» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 468-471]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة