العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فكّ رقبةٍ * أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ * يتيمًا ذا مقربةٍ * أو مسكينًا ذا متربةٍ * ثمّ كان من الّذين آمنوا وتواصوا بالصّبر وتواصوا بالمرحمة * أولئك أصحاب الميمنة * والّذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة * عليهم نارٌ مّؤصدةٌ}
العقبة: في هذه الآية - على عرف كلام العرب - استعارةٌ لهذا العمل الشاقّ على النفس من حيث هو بذل مالٍ، تشبيهٌ بالعقبة من الجبل، وهي ما صعب منه وكان صعودًا.
و{اقتحم} معناه: دخلها وجاوزها بسرعةٍ وضغطٍ وشدّةٍ، وأما المفسرون فرأوا أنّ العقبة يراد بها جبلٌ في جهنّم، لا ينجّي منه إلا هذه الأعمال ونحوها. قاله ابن عبّاسٍ، وقتادة، وكعبٌ.
قال الحسن: العقبة: جهنّم. قال هو وقتادة: فاقتحموها بطاعة اللّه تعالى. وفي الحديث: «إنّ اقتحامها للمؤمن كما بين صلاة العصر إلى العشاء».
واختلف الناس في قوله تعالى: {فلا}؛ فقال جمهور المفسرين: هو تحضيضٌ بمعنى (فألا). وقال آخرون: هو دعاءٌ بمعنى أنه يستحقّ أن يدعى عليه بألاّ يفعل خيرًا.
وقيل: هو نفيٌ، أي: فما اقتحم. وقاله أبو عبيدة، والزّجّاج: وهذا نحو قوله تعالى: {فلا صدّق ولا صلّى} فهو نفيٌ محضٌ، كأنه تعالى قال: وهبنا له الجوارح ودللناه على السبيل، فما فعل خيرًا). [المحرر الوجيز: 8/ 622]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ عظّم تعالى أمر العقبة في النفوس بقوله سبحانه: {وما أدراك ما العقبة}). [المحرر الوجيز: 8/ 622]

تفسير قوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ فسّر تعالى اقتحام العقبة بقوله عزّ وجلّ: {فكّ رقبةٍ}؛ وذلك أنّ التقدير: وما أدراك ما اقتحام العقبة؟ هذا على قراءة من قرأ: {فكّ رقبةٍ} بالرفع على المصدر.
وأمّا من قرأ: (فكّ) على الفعل ونصب (الرّقبة) فليس يحتاج أن يقدّر: (وما أدراك ما اقتحام؟) بل يكون التعظيم للعقبة نفسها، ويجيء (فكّ) بدلًا من (اقتحم) ومبيّنًا له.
وقرأ نافعٌ، وعاصمٌ، وابن عامرٍ، وحمزة: {فكّ رقبةٍ * أو إطعامٌ}. وقرأ أبو عمرٍو: (فكّ رقبةً * أو أطعم). وقرأ بعض التابعين: (فكّ رقبةٍ) بالخفض، وقرأ ابن كثيرٍ، والكسائيّ، وأبو عمرٍو أيضًا: (فكّ رقبةً) بالنصب {أو إطعامٌ}، وترتيب هذه القراءات ووجوهها بيّنةٌ.
وفكّ الرقبة معناه: بالعتق من ربقة الأسر والرّقّ، وفي الحديث عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أعتق نسمةً مؤمنةً أعتق اللّه بكلّ عضوٍ منها عضوًا من النّار».
وقال أعرابيٌّ للنبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: دلّني على عملٍ أنجو به؟ فقال: «لئن قصّرت القول لقد عرّضت المسألة، فكّ الرّقبة وأعتق النّسمة». فقال الأعرابيّ: أليس هذا واحدًا؟ فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا، عتق النّسمة أن تنفرد بعتقها، وفكّ الرّقبة أن تعين في ثمنها».
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه: وكذلك فكّ الأسير إن شاء اللّه تعالى، وفداؤه أن ينفرد الفادي.
ثمّ قال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم للأعرابيّ: «وأبق على ذي الرّحم الظّالم، فإن لم تطق هذا كلّه فكفّ لسانك إلاّ من خيرٍ» ). [المحرر الوجيز: 8/ 622-623]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(المسغبة): المجاعة، والسّاغب: الجائع، وقرأ جمهور الناس: {ذي مسغبةٍ} على نعت {يومٍ}. وقرأ عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، والحسن، وأبو رجاءٍ: (ذا مسغبةٍ) على أن يعمل فيه (أطعم) أو {إطعامٌ}، على القراءتين المذكورتين. وفي هذا حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه؛ لأنّ التقدير: إنسانًا ذا مسغبةٍ.
و{يتيمًا} بدلٌ على هذه القراءة، ويصحّ أن يكون صفةً لقوله تعالى: (ذا مسغبةٍ)، ووصفت الصفة لمّا قامت مقام موصوفها المحذوف، فأشبهت الأسماء.
و(المسغبة) الجوع العامّ، وقد يقال في الخاصّ: سغب الرجل. إذا جاع.
وقوله تعالى: {ذا مقربةٍ} معناه: ذا قرابةٍ؛ لتجتمع الصدقة والصلة، وهذا نحو ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لزينب امرأة عبد اللّه بن مسعودٍ: «تصدّقي على زوجك؛ فهي لك صدقةٌ وصلةٌ» ). [المحرر الوجيز: 8/ 623]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{أو} في قوله تعالى: {أو مسكينًا} فيها معنى الإباحة ومعنى التخيير؛ لأنّ الكلام يتضمّن معنى الحضّ والأمر، وفيها أيضًا معنى التفصيل المجرّد؛ لأنّ الكلام يجري مجرى الخبر الذي لا تكون {أو} فيه إلا مفصّلةً، وأمّا معنى الشكّ والإبهام فلا مدخل لهما في هذه الآية، والإبهام نحو قوله تعالى: {وإنّا أو إيّاكم}، وقول أبي الأسود:
أحبّ محمّدًا حبًّا شديدًا.......وعبّاسًا وحمزة أو عليًّا
و{ذا متربةٍ} معناه: مدقعًا قد لصق بالتراب، وهذا مما ينحو إلى أنّ المسكين أشدّ فاقةً من الفقير. قال سفيان: هم المطروحون إلى ظهر الطريق قعودًا على التراب، لا بيوت لهم.
وقال ابن عبّاسٍ: «هو الذي يخرج من بيته ثمّ يقلب وجهه إلى بيته مستيقنًا أنه ليس فيه إلا التراب»). [المحرر الوجيز: 8/ 623-624]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ثمّ كان} معطوفٌ على قوله تعالى: {اقتحم}، ويتوجّه فيه معاني {فلا اقتحم} المذكورة؛ من النفي، والتحضيض، والدعاء، ورجّح أبو عمرو بن العلاء قراءته: (فكّ رقبةً) بقوله تعالى: {ثمّ كان}.
ومعنى {ثمّ كان} أي: كان وقت اقتحامه للعقبة من الذين آمنوا، وليس المعنى أنه يقتحم ثمّ يكون بعد ذلك؛ لأنّ الاقتحام كان يقع من غير مؤمنٍ، وذلك غير نافعٍ.
وقوله تعالى: {وتواصوا بالصّبر} معناه: على طاعة اللّه تعالى وبلائه وقضائه، وعن الشّهوات والمعاصي.
و(المرحمة) قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: «كلّ ما يؤدّي إلى رحمة اللّه تعالى». وقال آخرون: هو التراحم وعطف بعض الناس على بعضٍ، وفي ذلك قوام الناس، ولو لم يتراحموا هلكوا). [المحرر الوجيز: 8/ 624-625]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الميمنة) مفعلةٌ، وهي فيما روي عن يمين العرش، وهو موضع الجنة، ومكان المرحومين من الناس). [المحرر الوجيز: 8/ 625]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(المشأمة) الجانب الأشأم، وهو الأيسر، وفيه جهنم، وهو طريق المعذبين، يؤخذ بهم ذات الشّمال، وهذا مأخوذٌ من اليمن والشام للواقف بباب الكعبة متوجّهًا إلى مطلع الشمس، واليد الشّؤمى هي اليسرى، وذهب الزّجّاج وقومٌ إلى أن ذلك مأخوذٌ من اليمن والشّؤم). [المحرر الوجيز: 8/ 625]

تفسير قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثيرٍ، وابن عامرٍ، ونافعٌ، والكسائيّ، وأبو بكرٍ عن عاصمٍ: (موصدةٌ) على وزن (موعدة)، وكذلك في سورة (الهمزة)، وقرأ أبو عمرٍو، وحمزة، وحفصٌ عن عاصمٍ بالهمز في السورتين، ومعناهما جميعًا: مطبقةٌ مغلقةٌ، يقال: (أوصدت وآصدت) بمعنى: أطبقت وأغلقت، فموصدةٌ - دون همزٍ - من (أوصدت)، وقد يحتمل أن يهمز من يراها من (أوصدت) من حيث قيل: الواو حرف مضمومٍ على لغة من قرأ: (بالسّؤق) ومنه قول الشاعر:
لحبّ المؤقدان إليّ مؤسى.......... ... ... ...
بالهمز فيهما.
و{مؤصدةٌ} من (آصدت)، ويحتمل أن يسهّل الهمزة فيجيء (موصدةٌ) من (آصدت)، ومن اللفظة (الوصيد)، وقال الشاعر:
قومًا يعالج قمّلًا أبناؤهم.......وسلاسلًا حلقًا وبابًا مؤصدا). [المحرر الوجيز: 8/ 625-626]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فكّ رقبةٍ * أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ * يتيمًا ذا مقربةٍ * أو مسكينًا ذا متربةٍ * ثمّ كان من الّذين آمنوا وتواصوا بالصّبر وتواصوا بالمرحمة * أولئك أصحاب الميمنة * والّذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة * عليهم نارٌ مّؤصدةٌ}
قال ابن جريرٍ: حدّثني عمر بن إسماعيل بن مجالدٍ، حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن عطيّة، عن ابن عمر في قوله: {فلا اقتحم العقبة} قال: «جبلٌ في جهنّم آزلٌ».
وقال كعب الأحبار: {فلا اقتحم العقبة} «هو سبعون درجةً في جهنّم».
وقال الحسن البصريّ: {فلا اقتحم العقبة} قال: «عقبةٌ في جهنّم».
وقال قتادة: «إنها عقبةٌ قحمةٌ شديدةٌ، فاقتحموها بطاعة الله تعالى».
وقال قتادة: {وما أدراك ما العقبة} ثمّ أخبر عن اقتحامها فقال: {فكّ رقبةٍ أو إطعامٌ}.
وقال ابن زيدٍ: {فلا اقتحم العقبة} أي: «أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير»، ثمّ بيّنها فقال تعالى: {وما أدراك ما العقبة * فكّ رقبةٍ أو إطعامٌ}.
قرئ: {فكّ رقبةٍ} بالإضافة، وقرئ على أنه فعلٌ، وفيه ضمير الفاعل، والرّقبة مفعوله، وكلتا القراءتين معناهما متقاربٌ.
قال الإمام أحمد: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله - يعني: ابن سعيد بن أبي هندٍ - عن إسماعيل بن أبي حكيمٍ مولى آل الزّبير، عن سعيد ابن مرجانة، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق الله بكلّ إربٍ منها إرباً من النّار، حتّى إنّه ليعتق باليد اليد، وبالرّجل الرّجل، وبالفرج الفرج». فقال عليّ بن الحسين: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيدٌ: نعم. فقال عليّ بن الحسين لغلامٍ له أفره غلمانه: ادع مطرّفاً. فلمّا قدم بين يديه قال: اذهب فأنت حرٌّ لوجه الله.
وقد رواه البخاريّ، ومسلمٌ، والتّرمذيّ، والنّسائيّ من طرقٍ عن سعيد ابن مرجانة به، وعند مسلمٍ أن هذا الغلام الذي أعتقه عليّ بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة الآف درهمٍ.
وقال قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيحٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «أيّما مسلمٍ أعتق رجلاً مسلماً فإنّ الله جاعلٌ وقاء كلّ عظمٍ من عظامه عظماً من عظام محرّره من النّار، وأيّما امرأةٍ مسلمةٍ أعتقت امرأةً مسلمةً فإنّ الله جاعلٌ وقاء كلّ عظمٍ من عظامها عظماً من عظامها من النّار».
رواه ابن جريرٍ هكذا. وأبو نجيحٍ هذا هو عمرو بن عبسة السّلميّ رضي الله عنه.
قال الإمام أحمد: حدّثنا حيوة بن شريحٍ، حدّثنا بقيّة، حدّثني بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرّة، عن عمرو بن عبسة، أنه حدّثهم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من بنى مسجداً ليذكر الله فيه، بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن أعتق نفساً مسلمةً كانت فديته من جهنّم، ومن شاب شيبةً في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة».
طريقٌ أخرى: قال أحمد: حدّثنا الحكم بن نافعٍ، حدّثنا حريزٌ، عن سليم بن عامرٍ، أن شرحبيل بن السّمط، قال لعمرو بن عبسة: حدّثنا حديثاً ليس فيه تزيّدٌ ولا نسيانٌ. قال عمرٌو: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من أعتق رقبةً مسلمةً كانت فكاكه من النّار عضواً بعضوٍ، ومن شاب شيبةً في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهمٍ فبلغ فأصاب أو أخطأ كان كمعتق رقبةٍ من بني إسماعيل».
وروى أبو داود والنّسائيّ بعضه.
طريقٌ أخرى:
قال أحمد: حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا الفرج، حدّثنا لقمان، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة السّلميّ: قلت له: حدّثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ليس فيه انتقاصٌ، ولا وهمٌ. قال: سمعته يقول: «من ولد له ثلاثة أولادٍ في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنّة بفضل رحمته إيّاهم، ومن شاب شيبةً في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهمٍ في سبيل الله فبلغ به العدوّ أصاب أو أخطأ، كان له عتق رقبةٍ، ومن أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق الله بكلّ عضوٍ منه عضواً منه من النّار، ومن أنفق زوجين في سبيل الله فإنّ للجنّة ثمانية أبوابٍ، يدخله الله من أيّ بابٍ شاء منها».
وهذه أسانيد جيّدةٌ قويّةٌ ولله الحمد.
حديثٌ آخر: قال أبو داود: حدّثنا عيسى بن محمدٍ الرّمليّ، حدّثنا ضمرة، عن ابن أبي عبلة، عن الغريف بن الدّيلميّ، قال: أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له: حدّثنا حديثاً ليس فيه زيادةٌ ولا نقصانٌ. فغضب وقال: إنّ أحدكم ليقرأ، ومصحفه معلّقٌ في بيته فيزيد وينقص. قلنا: إنما أردنا حديثاً سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
قال: أتينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في صاحبٍ لنا قد أوجب - يعني: النار - بالقتل، فقال: «أعتقوا عنه يعتق الله بكلّ عضوٍ منه عضواً من النّار».
وكذا رواه النّسائيّ من حديث إبراهيم بن أبي عبلة، عن الغريف بن عيّاشٍ الدّيلميّ، عن واثلة به.
حديثٌ آخر: قال أحمد: حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا هشامٌ، عن قتادة، عن قيسٍ الجذاميّ، عن عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أعتق رقبةً مسلمةً فهو فداؤه من النّار».
وحدّثنا عبد الوهّاب = الخفاف، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: ذكر أنّ قيساً الجذاميّ حدّث عن عقبة بن عامرٍ، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أعتق رقبةً مؤمنةً فهي فكاكه من النّار».
تفرّد به أحمد من هذا الوجه.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا: حدّثنا عيسى بن عبد الرحمن البجليّ من بني بجيلة، من بني سليمٍ، عن طلحة، قال أبو أحمد: حدّثنا طلحة بن مصرّفٍ، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ، قال: جاء أعرابيٌّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، علّمني عملاً يدخلني الجنّة. فقال: «لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النّسمة، وفكّ الرّقبة» فقال: يا رسول الله، أو ليستا بواحدةٍ؟
قال: «لا؛ إنّ عتق النّسمة أن تنفرد بعتقها، وفكّ الرّقبة أن تعين في عتقها، والمنحة الوكوف، والفيء على ذي الرّحم الظّالم، فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع، واسق الظّمآن، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكفّ لسانك إلاّ من الخير» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 405-408]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ} قال ابن عبّاسٍ: «ذي مجاعةٍ». وكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، والضحّاك، وقتادة، وغير واحدٍ. والسّغب: هو الجوع.
وقال إبراهيم النّخعيّ: «في يومٍ، الطعام فيه عزيزٌ».
وقال قتادة: «في يومٍ يشتهى فيه الطعام»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 408]

تفسير قوله تعالى: {يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قوله: {يتيماً} أي: أطعم في مثل هذا اليوم يتيماً {ذا مقربةٍ} أي: ذا قرابةٍ منه. قاله ابن عبّاسٍ، وعكرمة، والحسن، والضّحّاك، والسّدّيّ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد.
حدّثنا يزيد، أخبرنا هشامٌ، عن حفصة بنت سيرين، عن سلمان بن عامرٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الصّدقة على المسكين صدقةٌ، وعلى ذي الرّحم اثنتان: صدقةٌ وصلةٌ». وقد رواه التّرمذيّ والنّسائيّ، وهذا إسنادٌ صحيحٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 408]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أو مسكيناً ذا متربةٍ} أي: فقيراً مدقعاً لاصقاً بالتراب، وهو الدّقعاء أيضاً.
قال ابن عبّاسٍ: {ذا متربةٍ} «هو المطروح في الطريق، الذي لا بيت له، ولا شيء يقيه من التراب».
وفي روايةٍ: «وهو الذي لصق بالدّقعاء؛ من الفقر والحاجة، ليس له شيءٌ».
وفي روايةٍ عنه: «هو البعيد التّربة».
قال ابن أبي حاتمٍ: «يعني: الغريب عن وطنه».
وقال عكرمة: «هو الفقير المديون المحتاج».
وقال سعيد بن جبيرٍ: «هو الذي لا أحد له».
وقال ابن عبّاسٍ، وسعيدٌ، وقتادة، ومقاتل بن حيّان: «هو ذو العيال». وكلّ هذه قريبة المعنى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 408]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ كان من الّذين آمنوا} أي: ثمّ هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمنٌ بقلبه، محتسبٌ ثواب ذلك عند الله عزّ وجلّ، كما قال تعالى: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكوراً}.
وقال: {من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ} الآية.
وقوله: {وتواصوا بالصّبر وتواصوا بالمرحمة} أي: كان من المؤمنين العاملين صالحاً، المتواصين بالصبر على أذى الناس، وعلى الرحمة بهم، كما جاء في الحديث:«الرّاحمون يرحمهم الرّحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السّماء». وفي الحديث الآخر: «لا يرحم الله من لا يرحم النّاس».
وقال أبو داود: حدّثنا ابن أبي شيبة، حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن ابن عامرٍ، عن عبد الله بن عمرٍو يرويه، قال: «من لم يرحم صغيرنا ويعرف حقّ كبيرنا فليس منّا» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 408-409]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أولئك أصحاب الميمنة} أي: المتّصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 409]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {والّذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة} أي: أصحاب الشّمال). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 409]

تفسير قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({عليهم نارٌ مؤصدةٌ} أي: مطبقةٌ عليهم، فلا محيد لهم عنها، ولا خروج لهم منها.
قال أبو هريرة، وابن عبّاسٍ، وعكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٌ، ومحمد بن كعبٍ القرظيّ، وعطيّة العوفيّ، والحسن، وقتادة، والسّدّيّ: {مؤصدةٌ} أي: «مطبقةٌ».
قال ابن عبّاسٍ: «مغلقة الأبواب».
وقال مجاهدٌ: «أصد الباب بلغة قريشٍ، أي: أغلقه». وسيأتي في ذلك حديثٌ في سورة {ويلٌ لكلّ همزةٍ لمزةٍ}.
وقال الضّحّاك: {مؤصدةٌ} «حيطٌ لا باب له».
وقال قتادة: {مؤصدةٌ} «مطبقةٌ، لا ضوء فيها، ولا فرج، ولا خروج منها آخر الأبد».
وقال أبو عمران الجونيّ: «إذا كان يوم القيامة أمر الله بكلّ جبّارٍ، وكلّ شيطانٍ، وكلّ من كان يخاف الناس في الدنيا شرّه، فأوثقوا بالحديد، ثمّ أمر بهم إلى جهنّم، ثمّ أوصدوها عليهم. أي: أطبقوها. قال: فلا والله لا تستقرّ أقدامهم على قرارٍ أبداً، ولا والله لا ينظرون فيها إلى أديم سماءٍ أبداً، ولا والله لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نومٍ أبداً، ولا والله لا يذوقون فيها بارد شرابٍ أبداً». رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 409]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة