جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد}؛ قال: البلد مكة وأنت حل بهذا البلد يقول أنت به حل و لست بآثم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قالَ أَبُو جَعْفرٍ رحِمَهُ اللهُ: يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ أُقْسِمُ يا مُحَمَّدُ بهذا البَلَدِ الحَرَامِ، وهوَ مَكَّةُ، وكذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ ثَنِي أَبِي قَالَ ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، يعنِي: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنَا أبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عنْ سُفْيانَ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنَا سَوَّارُ بنُ عبدِ اللَّهِ قالَ: ثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عنْ عبْدِ المَلِكِ، عنْ عَطاءٍ في قَوْلِهِ: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قال: هي مكَّةَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: البَلَدُ مَكَّةُ.
- حَدَّثَنَا بشرٌ، قَال: ثَنَا يزيدُ، قَالَ: ثَنَا سعيد، عنْ قَتَادَةَ قولَهُ: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد}؛ يعني مكةَ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: مَكَّةَ). [جامع البيان: 24 / 401-402]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} قالَ: مَكَّةُ. {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} قالَ: آدَمُ. {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعْتِدَالٍ وانْتِصابٍ.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عُبَيْدُ بنُ إسحاقَ العَطَّارُ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعنِ ابنِ عبَّاسٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: قَسَمُ القَسَمِ.
رَوَاه البَزَّارُ، ورِجالُه رِجالُ الصحيح). [مجمع الزوائد: 7/ 137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قَالَ: قَسَمُ الْقَسَمِ). [كشف الأستار: 3/ 81]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (واتَّفقُوا على أنَّ المرادَ بالبلدِ مَكَّةَ شرَّفَها اللهُ تَعَالَى). [فتح الباري: 8/ 703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 432] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15 / 432] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ ، قالَ: لَمَّا فَتَحَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] مكةَ أَخَذَ أبو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ - وهو سعيدُ بنُ حُرَيْثٍ - عبدَ اللَّهِ بنَ خَطَلٍ، وهو الذي كانَت قريشٌ تُسَمِّيه ذَا القَلْبَيْنِ، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}، فقَدَّمَه أبو بَرْزَةَ فضَرَبَ عُنُقَهُ وهو مُتَعَلِّقٌ بأستارِ الكعبةِ، فأنزلَ اللَّهُ فيه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}. وإنما كانَ ذلك؛ لأنَّه قالَ لقريشٍ: أنا أُعَلِّمُ لكم عِلْمَ محمدٍ. فأتَى النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، إني أُحِبُّ أن تَسْتَكْتِبَنِي. قالَ: «فَاكْتُبْ» فكانَ إذا أمْلَى عليه مِن القرآنِ: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}؛ كَتَبَ: "وكانَ اللَّهُ حكيماً عليماً" وإذا أمْلَى عليه: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}؛ كَتَبَ: "وَكَانَ اللَّهُ رَحِيماً غَفُوراً". ثم يقولُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَقْرَأُ عليكَ ما كَتَبْتُ؟ فيقولُ: «نَعَمْ»، فإذا قَرَأَ عليه: وكانَ اللَّهُ حكيماً عليمًا، أو رَحِيماً غفوراً قالَ له النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «مَا هَكَذَا أَمْلَيْتُ عَلَيْكَ، وَإِنَّ اللَّهَ لَكَذَلِكَ إنَّه لغفورٌ رحيمٌ، وإنَّه لَرَحِيمٌ غَفُورٌ». فرَجَعَ إلى قريشٍ فقالَ: ليسَ آمُرُه بشيءٍ كُنْتُ آخُذُ به فيَتَصَرَّفُ. فلم يُؤَمِّنْهُ، فكانَ أحدَ الأربعةِ الذين لم يُؤَمِّنْهُم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 433-434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ}؛ قالَ: لاَ. رَدًّا عليهم {أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} ). [الدر المنثور: 15/ 434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن مُجَاهِدٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني: مكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 434] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن منصورٍ، قالَ: سألَ رجلٌ مُجَاهِداً عن هذه الآيةِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: لا أَدْرِي. ثُمَّ فَسَّرَها لِي فقالَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ الحرامِ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ الحرامِ، أُحِلَّ له ساعةً مِن النهارِ, قِيلَ له: ما صَنَعْتَ فيه مِن شيءٍ فأنتَ في حِلٍّ). [الدر المنثور: 15/ 434-435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أبي صالِحٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّتْ له ساعةً مِن نَهَارٍ.
- وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ عن الضَّحَّاكِ مثلَه). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أنتَ به غيرُ حَرِجٍ ولا آثِمٍ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ، عن عَطِيَّةَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّتْ مكةُ للنبيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ساعةً مِن النهارِ ثُم أُطْبِقَتْ إلى يومِ القيامةِ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ والطبَرَانِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15 / 437] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {وأنت حلٌّ بهذا البلد}: «بمكّة ليس عليك ما على النّاس فيه من الإثم»). [صحيح البخاري: 6 / 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: وأنتَ حِلٌّ بهذا البلدِ مَكَّةَ ليسَ عليك مَا على النَّاسِ فيه مِنَ الإثمِ، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ ابنِ أَبِي نَجِيحٍ عن مُجَاهِدٍ بلفظِ: يقولُ: لا تُؤَاخَذُ بما عَمِلْتَ فيه، ولَيْسَ عليكَ فيه مَا علَى النَّاسِ. وقد أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ من طَرِيقِ منصورٍ عن مُجَاهِدٍ فزادَ فيه عنِ ابنِ عَبَّاسٍ بلفظِ: أَحَلَّ اللهُ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ فِيهِ مَا شاءَ.
ولابنِ مَردَوَيْهِ من طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ: يَحِلُّ لكَ أن تُقاتِلَ فيه، وعلى هَذَا فالصيغةُ للوَقْتِ الحاضِرِ والمرادُ الآتِي لتحَقُقِ وقُوعِهِ؛ لأن السُّورةَ مكيَّةٌ والفَتْحُ بعدَ الهجرةِ بثَمانِ سِنينَ). [فتح الباري: 8 / 703]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد: وأنت حل بهذا البلد مكّة ليس عليك ما على النّاس فيه من الإثم ووالد آدم وما ولد لبدا كثيرا والنجدين الخير والشّر مسغبة مجاعة متربة السّاقط في التّراب.
قرأت على مريم بنت الأذرعيّ، أخبركم أحمد بن أبي طالب إجازة، عن خليل بن أحمد الجوسقي، قال: قرئ على شهدة وأنا أسمع أخبركم ثابت بن بندر، أن الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد، ثنا يحى بن جعفر، ثنا أبو بكر الحنفيّ، ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد: {وأنت حل بهذا البلد}؛ قال: ما صنعت فأنت في حل
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وأنت حل بهذا البلد}؛ يقول: لا تؤخذ بما عملت فيه وليس عليك فيه ما على النّاس). [تغليق التعليق: 4 / 367-368]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ مَكَّةَ لَيْسَ عَلَيْكَ مَا عَلَى النَّاسِ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}: هِيَ مَكَّةُ، وَيُرْوَى بِمَكَّةَ. ومَعْنَى حِلٌّ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ حَلاَلٌ بِهَذَا الْبَلَدِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ تَصْنَعُ فِيهِ مَا تُرِيدُ مِنَ الْقَتْلِ وَالأَسْرِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحَلَّ لِنَبِيِّهِ يَوْمَ الْفَتْحِ حَتَّى قَتَلَ مَنْ قَتَلَ، وَأَخَذَ مَا شَاءَ، وَحَرَّمَ مَا شَاءَ، فَقَتَلَ ابْنَ خَطَلٍ وَأَصْحَابَهُ، وَحَرَّمَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَالَ الْوَاسِطِيُّ: الْمُرَادُ الْمَدِينَةُ حَكَاهُ فِي الشِّفَاءِ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ؛ لأَنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ، وَرَوَى قَوْلَ مُجَاهِدٍ: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ مَكَّةَ الْحَنْظَلِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْوَاسِطِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ. وقَالَهُ أَيْضًا عَطَاءٌ وَقَتَادَةُ وَابْنُ زَيْدٍ، وَرَوَى قَوْلَهُ: لَيْسَ عَلَيْكَ مَا عَلَى النَّاسِ مِنَ الإِثْمِ الطَّبَرِيُّ عَنِ ابْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْهُ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أبي نَجِيحٍ عَنْهُ). [عمدة القاري: 19/ 291-292]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ فيما وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ: بِهَذَا الْبَلَدِ مَكَّةُ ولأَبِي ذَرٍّ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} مَكَّةُ لَيْسَ عَلَيْكَ مَا عَلَى النَّاسِ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ أي: أنْتَ على الخصُوصِ تَسْتَحِلُّهُ دون غَيْرِكَ؛ لِجَلاَلَةِ شَأْنِكَ، كما جَاءَ: ((لَمْ تَحِلَّ لأحدٍ قبْلِي ولا تَحِلُّ لأحَدٍ بَعْدِي)) وأنت على هذا مِن بابِ التَّقَدُّمِ للاخْتِصَاصِ؛ نَحْوُ: أنا عَرَفْتُ، وَقَالَ الْوَاحِدِيُّ: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى لمَّا ذَكَرَ الْقَسَمَ بِمَكَّةَ دَلَّ ذلك على عِظَمِ قَدْرِهَا مع كَوْنِهَا حَرَامًا فَوَعَدَ نَبِيَّهُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أن يُحَلِّهَا له يُقَاتِلُ فيها، وأن يَفْتَحَهَا على يَدِهِ ويكونَ فيها حِلاًّ، والْجُمْلَةُ اعتراضٌ بين الْمُقْسَمِ به وما عُطِفَ عَلَيْهِ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يقولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأنتَ يا مُحَمَّدُ حِلٌّ بهذا البَلَدِ، يعنِي: بِمَكَّةَ، يقولُ: أنتَ بهِ حَلالٌ تَصْنَعُ فيهِ مِنْ قَتْلِ مَنْ أَرَدْتَ قَتْلَهُ، وأَسْرِ مَنْ أَرَدْتَ أَسْرَهُ، مُطْلَقُ ذلكَ لَكَ.
يُقالُ مِنهُ: هوَ حِلٌّ، وهوَ حَلالٌ، وهوَ حِرْمٌ، وهوَ حَرامٌ، وهوَ مُحِلٌّ، وهوَ مُحْرِمٌ، وأَحْلَلْنَا، وأَحْرَمْنَا.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، يعنِي بذلكَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أحَلَّ اللَّهُ لهُ يومَ دَخَلَ مَكَّةَ أنْ يَقْتُلَ مَنْ شَاءَ، ويَسْتَحْيِيَ مَنْ شاءَ، فقَتَلَ يَوْمَئِذٍ ابنَ خَطَلٍ صَبْراً وهوَ آخِذٌ بأستارِ الكعبةِ، فلمْ تَحِلَّ لأحَدٍ مِن الناسِ بعدَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ يَقْتُلَ فيها حَرَاماً حَرَّمَهُ اللَّهُ، فأَحَلَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لهُ ما صَنَعَ بأهلِ مَكَّةَ، أَلَمْ تَسْمَعْ أنَّ اللَّهَ قالَ في تَحْريمِ الحَرَمِ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، يعنِي بالناسِ أهلَ القِبلَةِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عنْ سُفْيانَ، عنْ منصورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: ما صَنَعْتَ فَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ أَمْرِ القِتَالِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أُحِلَّ لرسولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ما صَنَعَ فيهِ سَاعَةً.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عنْ منصورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أُحِلَّ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ فِيهِ مَا شَاءَ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ مَنْصُورٍ عن مجاهدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أُحِلَّتْ لرَسُولِ اللهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ: اصْنَعْ فيها ما شِئْتَ.
- حَدَّثَنِي موسَى بنُ عبدِ الرَّحْمَنِ قالَ: ثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عنْ زائِدَةَ، عنْ منصورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِ اللَّهِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أَنْتَ في حِلٍّ مِمَّا صَنَعْتَ فِيهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا حَكَّامٌ، عنْ عَمْرٍو، عنْ منصورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أُحِلُّ اللَّهُ لَكَ يا مُحَمَّدُ ما صَنَعْتَ في هذا البلَدِ مِنْ شيءٍ، يعنِي: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: لا تُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْتَ فيهِ، وليسَ عَلَيْكَ فيهِ ما على الناسِ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، يقولُ: نقيٌّ لا حَرِجٌ ولا آثِمٌ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، يقولُ: أَنْتَ بهِ حِلٌّ لَسْتَ بآثِمٍ.
- حَدَّثَني يُونُسُ قالَ: أخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: لمْ يَكُنْ بِهَا أحَدٌ حِلاًّ غَيْرَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّ مَنْ كانَ بِها حَرَاماً لمْ يُحَلَّ لهم أنْ يُقَاتِلُوا فيها، ولا يَسْتَحِلُّوا حُرْمَةً، فأحَلَّهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لرسولِهِ، فقاتَلَ المُشركينَ فيهِ.
- حَدَّثَنَا سَوَّارُ بنُ عبدِ اللَّهِ قالَ: ثَنَا يَحْيَى بنُ سعيدٍ، عنْ عبدِ المَلِكِ، عنْ عَطاءٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: إنَّ اللَّهَ جلَّ وعزَّ حَرَّمَ مَكَّةَ، لمْ تَحِلَّ لنَبِيٍّ إلاَّ نَبِيَّكُمْ سَاعَةً مِنْ نهارٍ.
- حَدَّثَنَا المَرْوَزِيُّ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} يعني: مُحَمَّداً [صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ]، يقولُ: أنْتَ حِلٌّ بالحَرَمِ، فَاقْتُلْ إِنْ شِئْتَ، أَوْ دَعْ). [جامع البيان: 24/ 402-405]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا شيبان، عن منصور وورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل: وأنت حل بهذا البلد يعني مكة يقول: لا تؤاخذ بما عملت فيه ليس عليه فيه ما على الناس من الإثم). [تفسير مجاهد: 2/ 758]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {لا أقسم بهذا البلد (1) وأنت حلٌّ بهذا البلد} قال: «أحلّ له أن يصنع فيه ما شاء» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 569]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} قالَ: مَكَّةُ. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} قالَ: مَكَّةُ. {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} قالَ: آدَمُ. {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} قالَ: في اعْتِدَالٍ وانْتِصابٍ.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عُبَيْدُ بنُ إسحاقَ العَطَّارُ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 137] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني بذلك النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، أحَلَّ اللَّهُ له يومَ دَخَلَ مكةَ أنْ يَقْتُلَ مَن شاءَ ويَسْتَحْيِيَ مَن شاءَ، فقَتَلَ يَوْمَئِذٍ ابنَ خَطَلٍ صَبْراً، وهو آخِذٌ بأستارِ الكعبةِ، فلم يَحِلَّ لأحدٍ مِن الناسِ, بعدَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أن يَقْتُلَ فيها حَرَاماً حَرَّمَهُ اللَّهُ، فأحَلَّ اللَّهُ له ما صَنَعَ بأهلِ مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 432]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أنتَ يا محمدُ يَحِلُّ لكَ أنْ تُقَاتِلَ به، وأمَّا غَيْرُكَ فلاَ). [الدر المنثور: 15/ 432]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قالَ: فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ خَرَجْتُ فوَجَدْتُ عبدَ اللَّهِ بنَ خَطَلٍ وهو مُتعلِّقٌ بأستارِ الكعبةِ، فضَرَبْتُ عُنُقَه بينَ الركنِ والمَقامِ). [الدر المنثور: 15/ 433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن مُجَاهِدٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني: مكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني: رسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، يقولُ: أنتَ في حِلٍّ مِمَّا صَنَعْتَ فيه). [الدر المنثور: 15/ 434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن مُجَاهِدٍ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يقولُ: لاَ تُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْتَ فِيهِ وَلَيْسَ عَلَيْكَ فِيهِ مَا على الناسِ). [الدر المنثور: 15/ 434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن منصورٍ، قالَ: سألَ رجلٌ مُجَاهِداً عن هذه الآيةِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: لا أَدْرِي. ثُمَّ فَسَّرَها لِي فقالَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ الحرامِ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ الحرامِ، أُحِلَّ له ساعةً مِن النهارِ, قِيلَ له: ما صَنَعْتَ فيه مِن شيءٍ فأنتَ في حِلٍّ). [الدر المنثور: 15/ 434-435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أبي صالِحٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّتْ له ساعةً مِن نَهَارٍ.
- وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ عن الضَّحَّاكِ مثلَه). [الدر المنثور: 15/ 435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أنتَ به غيرُ حَرِجٍ ولا آثِمٍ). [الدر المنثور: 15/ 435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ، عن عَطِيَّةَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّتْ مكةُ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعةً مِن النهارِ ثُم أُطْبِقَتْ إلى يومِ القيامةِ). [الدر المنثور: 15/ 435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحسَنِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أَحَلَّهَا اللَّهُ لمحمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعةً من نهارٍ يومَ الفَتْحِ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن الضَّحَّاكِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني: محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقولُ: أنتَ حِلٌّ بالحَرَمِ فاقْتُلْ إِنْ شِئْتَ أو دَعْ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن عَطَاءٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يومَ خَلْقِ السماواتِ والأرضَ، فهي حرامٌ إلى أن تَقُومَ الساعةُ، لم تَحِلَّ لبشرٍ إلاَّ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعةً مِن نهارٍ، لا يُخْتَلَى خَلاَها، ولا يُعْضَدُ عِضَاهُها، ولا يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلا لِمُعَرِّفٍ). [الدر المنثور: 15 / 436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ زَيْدٍ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: لم يَكُنْ بها أحدٌ حِلاًّ غيرُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّ مَن كانَ بها حرامٌ لم يَحِلَّ لهم أنْ يُقَاتِلُوا فيها، ولا يَسْتَحِلُّوا فيها حُرْمَةً). [الدر المنثور: 15/ 436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ عن شُرَحْبِيلَ بنِ سَعْدٍ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: يُحَرِّمُونَ أنْ يَقْتُلُوا بها الصيدَ ويَعْضُدُوا بها شَجَرَةً ويَسْتَحِلُّونَ إِخْرَاجَكَ وقَتْلَكَ). [الدر المنثور: 15/ 436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَه مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّ له أنْ يَصْنَعَ فيه ما شاءَ، {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ يعني بالوالِدِ آدَمَ، {وَمَا َوَلَدَ}؛ وَلَدَه). [الدر المنثور: 15 / 436-437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ والطبَرَانِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 437] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {ووالد وما ولد}؛ قال: آدم وما ولد). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ووالدٍ}: «آدم» ، {وما ولد}). [صحيح البخاري: 6 / 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {ووالدٍ} آدَمَ {وما وَلَدَ} وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بهذا، وقد أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ أيضًا وَزَادَ فيه عنِ ابنِ عَبَّاسٍ). [فتح الباري: 8/ 703]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وفي قوله: {ووالد وما ولد}؛ قال: يعني آدم وما ولد). [تغليق التعليق: 4/ 368]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {وَوَالِدٍ}: آدَمَ وَمَا وَلَدَ
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} وَفَسَّرَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: آدَمَ وَمَا وَلَدَ أَيْ آدَمَ وَأَوْلاَدَهُ، وَقِيلَ: إِبْرَاهِيمُ [عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ]، وَرَسُولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]؛ لأَنَّهُ مِنْ نَسْلِهِ.
وَعَنْ عِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْوَالِدُ الَّذِي يُولَدُ لَهُ وَمَا وَلَدَ الْعَاقِرُ الَّذِي لاَ يُولَدُ لَهُ، وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَا نَفْيًا، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: وَهُوَ بَعِيدٌ وَلاَ يَصِحُّ إِلاَّ بِإِضْمَارٍ، وَالصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَوَالِدٍ وَوَلَدِهِ). [عمدة القاري: 19/ 292]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {وَوَالِدٍ} آدَمَ، وَمَا وَلَدَ، أي: من الأنبياءِ والصالِحِينَ من ذُرِّيَّتِهِ لأنَّ الكافرَ وإن كَانَ من ذُرِّيَّتِهِ، لكنْ لا حُرْمَةَ له حتى يُقْسِمَ به، أو الْمُرَادُ بِوَالِدٍ إِبْرَاهِيمُ، وَبِمَا وَلَدَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما بِمَعْنَى مَن، قَالَ في الأنْوَارِ: وإيثارُ ما على مَن لِمَعْنَى التَّعَجُّبِ، كما في قَوْلِهِ تَعَالَى: {واللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وأُقْسِمُ بوالِدٍ وبوَلَدِهِ الذي وَلَدَ.
ثُمَّ اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في المَعْنِيِّ بذلكَ مِن الوَالِدِ وما وَلَدَ؛ فقالَ بعضُهم: عُنِيَ بالوالِدِ كُلُّ وَالِدٍ، وَبِقولِهِ: {وَمَا وَلَدَ}: كُلُّ عاقِرٍ لمْ يَلِدْ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ عَطِيَّةَ، عنْ شُرَيْكٍ، عنْ خُصيفٍ، عنْ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: الوَالِدُ الذي يَلِدُ، وما وَلَدَ: العَاقِرُ الذي لا يُولَدُ لهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: العاقِرُ، والتي تَلِدُ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عن النَّضْرِ بنِ عَرَبِيٍّ، عنْ عِكْرِمَةَ {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: العاقِرُ، والتي تَلِدُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي عَمِّي، قال: ثَني أَبِي عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: هوَ الوَالِدُ وَوَلَدُهُ.
وقالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بذلكَ آدَمُ وَوَلَدُهُ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أبي زَائِدَةَ قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: الوالِدُ آدَمُ، وما وَلَدَ: وَلَدُهُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قَوْلَهُ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدمُ، {وَمَا وَلَدَ} قال: وَلَدُهُ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وما وَلَدَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وما وَلَدَ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ أبي زَائِدَةَ، عن ابنِ أبي خالِدٍ، عنْ أبي صالِحٍ في قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وما وَلَدَ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: الوالِدُ آدَمُ، وَمَا وَلَدَ: وَلَدُهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وما وَلَدَ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ بنُ عبدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، عنْ إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ، عنْ أبي صالِحٍ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وَمَا وَلَدَ.
وقالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بذلكَ إِبراهيمُ عليه السلامُ وما وَلَدَ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى الحَرَشِيُّ قالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ قالَ: سَمِعْتُ أبا عِمْرانَ الجَوْنِيَّ يَقْرَأُ {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: إبراهيمَ وما وَلَدَ.
والصوابُ مِن القَوْلِ في ذَلِكَ ما قالَهُ الذينَ قالُوا: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ أَقْسَمَ بكلِّ والِدٍ ووَلَدِهِ؛ لأنَّ اللَّهَ جلَّ ثَناؤُه عَمَّ كُلَّ وَالِدٍ وما وَلَدَ. وغَيْرُ جائِزٍ أنْ يُخَصَّ ذلكَ إلاَّ بِحُجَّةٍ يَجِبُ التسليمُ لها مِنْ خَبَرٍ، أوْ عَقْلٍ. ولا خَبَرَ بخُصُوصِ ذلكَ، ولا بُرْهَانَ يَجِبُ التسليمُ لهُ بخصوصِهِ، فهوَ على عُمُومِهِ كمَا عَمَّهُ). [جامع البيان: 24 / 405-408]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {ووالد وما ولد}؛ قالوا: الوالد آدم وما ولد يعني ولده). [تفسير مجاهد: 2/ 758]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا شريك، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أما الوالد: فهو الذي يولد وأما ما ولد فالعاقر الذي لا يولد له من الرجال والنساء). [تفسير مجاهد: 2/ 758-759]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسين القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاءٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {ووالدٍ وما ولد}؛ قال: «يعني بالوالد آدم وما ولد ولده» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 569]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ. {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعْتِدَالٍ وانْتِصابٍ.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عُبَيْدُ بنُ إسحاقَ العَطَّارُ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 137] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَه مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّ له أنْ يَصْنَعَ فيه ما شاءَ، {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ يعني بالوالِدِ آدَمَ، {وَمَا َوَلَدَ}؛ وَلَدَه). [الدر المنثور: 15 / 436-437] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، من طريقِ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ الذي يَلِدُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ العاقِرُ الذي لا يَلِدُ مِن الرجالِ والنساءِ). [الدر المنثور: 15 / 437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: إبراهيمُ وما وَلَدَ). [الدر المنثور: 15 / 437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ والطبَرَانِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ). [الدر المنثور: 15 / 437] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وما وَلَدَ). [الدر المنثور: 15 / 437] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ آدَمُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ وَلَدُهُ). [الدر المنثور: 15/ 437-438] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وَمَا وَلَدَ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ في انتصابٍ). [الدر المنثور: 15/ 438]
تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا علي بن علي الرفاعي، عن سعيد بن أبي الحسن، أنه قرأ هذه الآية، يعني: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} [سورة البلد: 4] قال: يكابد مضايق الدنيا، وشدة الآخرة). [الزهد لابن المبارك: 2/ 101]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (عن علي بن علي الرفاعي عن الحسن، أنه قرأ هذه الآية: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال: لا أعلم خليقة يكابد من هذا الأمر ما تكابد هذا الإنسان). [الزهد لابن المبارك: 2/ 101]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلمة بن عليٍّ، عن رجلٍ، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن عبّاسٍ: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ}، قال: خلقنا مستويًا وخلق كلّ دابّةٍ على أربعٍ). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 8]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرنا أيضاً عن ابن عبّاسٍ قال في قول اللّه: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ}، قال: خلق اللّه كلّ شيءٍ هكذا على أربع، وخلق [ .......). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 50]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {في كبد}؛ قال: يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر: قال بعضهم: {في كبد}؛ قال: شيء من خلق لم يخلق خلقه شيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، وهذا هوَ جوابُ القَسَمِ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ قالَ: وَقَعَ القَسَمُ هاهنا: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}.
واخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في تأويلِ ذلكَ؛ فقالَ بعضُهم: معناهُ: لقَدْ خَلَقْنَا ابنَ آدَمَ في شِدَّةٍ وعَنَاءٍ ونَصَبٍ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قولُه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ يقولُ: في نَصَبٍ.
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ قالَ: ثَنَا شعبةُ، عنْ منصورِ بنِ زَاذَانَ، عن الحَسَنِ أَنَّهُ قالَ في هذهِ الآيَة: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، خُلِق حين خُلِق في مشقةٍ، لا تُلْفِي ابنَ آدمَ إلَّا يُكابدُ أمْرَ الدُّنيا والآخرةِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {فِي كَبَدٍ}، قالَ: يُكَابِدُ أمْرَ الدُّنيا وَأَمْرَ الآخِرَةِ.
وقالَ بَعْضُهم: خُلِقَ خَلْقاً لمْ يُخْلَقْ خَلْقَهُ شَيْءٌ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ عليِّ بنِ عليِّ بنِ رِفَاعَةَ قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يقولُ: لمْ يَخْلُقِ اللَّهُ خَلْقاً يُكَابِدُ ما يُكابِدُ ابنُ آدَمَ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ عليِّ بنِ عليِّ بنِ رِفَاعَةَ قالَ: سَمِعْتُ سعيدَ بنَ أبي الحَسَنِ يقولُ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: يُكابِدُ مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وشَدَائِدَ الآخِرَةِ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عن النَّضْرِ، عنْ عِكْرِمَةَ قالَ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في شِدَّةٍ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عطاءٍ، عنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في شِدَّةٍ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عنْ عَطَاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: في شِدَّةِ مَعِيشَتِهِ، وحَمْلِهِ، وحَيَاتِهِ، ونَبَاتِ أَسْنَانِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، قَال: ثَنَا سُفْيَانُ قالَ: قالَ مُجَاهِدٌ: {الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: شِدَّةِ خُرُوجِ أَسْنَانِهِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: شِدَّةٍ.
وقالَ آخَرُونَ: بل معنى ذلكَ أنَّهُ خُلِقَ مُنْتَصِباً مُعْتَدِلَ القَامَةِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في انْتِصَابٍ، ويُقالُ: في شِدَّةٍ.
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَي حِرْمِيُّ بنُ عِمَارَةَ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ قالَ: أخْبَرَنِي عُمَارَةُ، عنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في انْتِصَابٍ، يعني: الخِلْقةَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عنْ منصورٍ، عنْ إبراهِيمَ {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: مُنْتَصِباً.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ. وحَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، جميعاً عنْ سُفْيَانَ، عنْ منصورٍ، عنْ إبراهيمَ، مِثلَهُ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ أبي زَائِدَةَ، عنْ إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ شَدَّادٍ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: مُعْتَدِلاً بالقامَةِ. قالَ أبو صالِحٍ: مُعْتَدِلاً في القامَةِ.
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ دَاوُدَ الوَاسِطِيُّ قالَ: ثَنَا يَحْيَى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ، عنْ إسماعيلَ، عنْ أبي صالِحٍ {خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: قائِماً.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} قَائِمًا، خُلِقَ مُنْتَصِباً على رِجْلَيْنِ، لمْ تُخْلَقْ دابَّةٌ على خَلْقِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عنْ مُغِيرَةَ، عنْ مُجَاهِدٍ {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: فِي صَعَدٍ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنَى ذلكَ أنَّهُ خُلِقَ في السماءِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في السماءِ خلَقه، خُلق آدمُ في السماءِ، فَسُمِّي ذلكَ الكَبَدَ.
وأَوْلَى الأقوالِ في ذلكَ بالصوابِ قولُ مَنْ قالَ: معنَى ذلكَ أنَّهُ خُلِقَ يُكَابِدُ الأُمُورَ ويُعَالِجُها؛ فقولُهُ: {فِي كَبَدٍ} معناهُ: في شِدَّةٍ.
وإنَّما قُلْنَا: ذلكَ أَوْلَى بالصوابِ؛ لأنَّ ذلكَ هوَ المعروفُ في كلامِ العرَبِ مِنْ معاني الكَبَدِ، ومِنهُ قَوْلُ لَبِيدِ بنِ رَبِيعَةَ:
يَا عَيْنُ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذْ ....... قُمْنَا وَقَامَ الْخُصُومُ فِي كَبَدِ).
[جامع البيان: 24 / 408-412]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}؛ يعني في شدة). [تفسير مجاهد: 2/ 759]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: يعني منتصبا). [تفسير مجاهد: 2/ 759]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبد اللّه الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ} قال: «في شدّة خلقٍ في ولادته ونبت أسنانه وسوره ومعيشته وختانه» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 570]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ. {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعْتِدَالٍ وانْتِصابٍ.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عُبَيْدُ بنُ إسحاقَ العَطَّارُ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 137] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {في كَبَدٍ}؛ في شدَّةِ خَلْقٍ، ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، وقد أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بنُ منصورٍ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ: حَمَلَتْهُ أُمُّه كُرهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا، وَمَعِيشةً في نَكَدٍ وهُو يُكابِدُ ذلكَ.
- وأَخرَجَهُ الحَاكِمُ من طَرِيقِ سُفْيَانَ عنِ ابنِ جُرَيجٍ عن عَطَاءٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ مثلَه وَزَادَ: في وِلادَتِهِ ونَبْتِ أَسنانِهِ وسَرَرِهِ وخِتَانِه ومَعِيشَتِهِ). [فتح الباري: 8/ 703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ والطبَرَانِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعتدالٍ وانتصابٍ). [الدر المنثور: 15/ 437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وما وَلَدَ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ}؛ قالَ: وَقَعَ هاهنا القَسَمُ، {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في مَشَقَّةٍ يُكَابِدُ أمرَ الدنيا وأمرَ الآخرةِ). [الدر المنثور: 15/ 437] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ آدَمُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ وَلَدُهُ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةٍ). [الدر المنثور: 15/ 437-438] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وَمَا وَلَدَ {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ في انتصابٍ). [الدر المنثور: 15/ 438] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في نَصَبٍ). [الدر المنثور: 15/ 438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةٍ). [الدر المنثور: 15 / 438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والحاكِمُ وصَحَّحَه من طريقِ عَطَاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةِ خَلْقٍِ؛ في وِلاَدَتِه ونَبْتِ أسنانِه وسَرَرِهِ ومَعِيشَتِه وخِتَانِه). [الدر المنثور: 15 / 438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ كلَّ شيءٍ يَمْشِي على أَرْبَعَةٍ إلا الإنسانَ فإنه خُلِقَ مُنْتَصِباً). [الدر المنثور: 15/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: مُنْتَصِباً في بَطْنِ أُمِّه). [الدر المنثور: 15/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو الشيخِ في العَظَمَةِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: مُنْتَصِباً في بطنِ أمِّه، أنَّه قدْ وُكِّلَ به مَلَكٌ إِذَا نامَتِ الأمُّ أو اضْطَجَعَتْ رَفَعَ رَأْسَه، لولاَ ذلك لَغَرِقَ في الدَّمِ). [الدر المنثور: 15/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في مسائِلِه، عن ابنِ عبَّاسٍ، أن نَافِعَ بنَ الأزرقِ سَأَلَه عن قوْلِه عزَّ وجَلَّ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعْتِدالٍ واسْتِقامةٍ. قالَ: وهل تَعْرِفُ العربُ ذلك؟ قالَ: نعمْ، أما سَمِعْتَ قولَ لَبِيدِ بنِ رَبِيعَةَ:
يَا عَيْنُ هَلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إِذْ ....... قُمْنَا وقامَ الخُصُومُ فِي كَبَدِ).
[الدر المنثور: 15/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وسعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن إبراهيمَ ، أَحْسَبُه عن عبدِ اللَّهِ: {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: مُنْتَصِباً). [الدر المنثور: 15 / 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُبَارَكِ في الزهدِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحسَنِ : {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: يُكَابِدُ مَضَايِقَ الدنيا وشَدَائِدَ الآخِرَةِ). [الدر المنثور: 15/ 439-440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُبَارَكِ، عن الحسَنِ ، أنَّه قَرَأَ هذه الآيةَ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: لا أَعْلَمُ خَلِيقَةً يُكَابِدُ مِن الأمرِ ما يُكَابِدُ هذا الإنسانُ). [الدر المنثور: 15/ 440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحسَنِ : {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: يُكَابِدُ أمورَ الدنيا وأمورَ الآخرةِ). [الدر المنثور: 15/ 440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عِكْرِمَةَ : {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: شِدَّةٍ وطُولٍ). [الدر المنثور: 15/ 440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ زيدٍ {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في السماءِ خُلِقَ آدَمُ). [الدر المنثور: 15/ 440]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {فِي كَبَدٍ}؛ أي: شدَّةٍ أي: شِدَّةِ خَلْق، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: في نَصَبٍ. وقِيلَ: شِدَّةُ مَكَايِدِ مَصَائِبِ الدُّنْيَا وشدائِدِ الآخرةِ وهذا ثابتٌ للنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [إرشاد الساري: 7/ 419]
تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}، ذُكِرَ أنَّ ذلكَ نَزَلَ في رَجُلٍ بعَيْنِهِ مِنْ بَنِي جُمَحَ، كانَ يُدْعَى أبا الأَشَدَّيْنِ، وكانَ شديداً، فقال جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أَيَحْسَبُ هذا القَوِيُّ لِجَلَدِهِ وقُوَّتِهِ أنْ لنْ يَقْهَرَهُ أحدٌ فَيَغْلِبَهُ، فاللَّهُ غالِبُهُ وقاهِرُهُ). [جامع البيان: 24/ 412]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، ثنا نعيم بن ميسرة، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ من بني عامرٍ، عن أبيه- رضي اللّه عنه- قال: "صلّيت خلف النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] فسمعته يقول: «{أيحسب أن لن يقدر عليه أحد}»
(أيحسب أن لم يره أحد) هذا إسناد ضعيف). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/ 300-301]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أبو يعلى: حدثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، ثنا نعيم بن ميسرة، ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ من بني عامرٍ، عن أبيه رضي الله عنه قال: صلّيت خلف النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] فسمعته يقول: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ} (أيحسب أن لم يره أحدٌ)، يعني: بفتح السّين من يحسب). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو يَعْلَى والبَغَوِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن رجلٍ من بنِي عامِرٍ ، قالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسَمِعْتُه يَقْرَأُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}، (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ). يعني: بفتحِ السينِ مِن يَحْسَبُ). [الدر المنثور: 15 / 440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عنِ السُّدِّيِّ في قولِه: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}... الآيةَ. قالَ: الكافرُ يَحْسَبُ أنْ لَنْ يَقْدِرَ اللَّهُ عليه ولم يَرَه). [الدر المنثور: 15 / 441]
تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال مجاهد في قول الله: {أهلكت مالاً لبداً}، قال: مالاً كثيراً). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 21]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {مالا لبدا}؛ قال: مالا كثيرا). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : («لبدًا كثيرًا»). [صحيح البخاري: 6 / 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {لُبَدًا}: كثيرًا، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ بهذا، وهي بِتخفِيفِ المُوَحَّدَةِ، وشَدَّدَها أَبُو جَعْفَرٍ وحدَهُ، وقد تَقَدَّمَ تفسيرُها في تَفْسِيرِ سُورَةِ الجِنِّ). [فتح الباري: 8 / 703]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وفي قوله: {أهلكت مالا لبدا}؛ قال: كثيرا). [تغليق التعليق: 4 / 368]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {لُبَدًا}: كَثِيرًا
أَشَارَ به إِلَى قَوْله تَعَالَى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا} وَفَسَّرَ {لُبَدًا}؛ بِقَوْلِهِ: كَثِيرًا. قَوْلُهُ: يَقُولُ أَيِ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: أَهْلَكْتُ أَنْفَقْتُ مَالاً لُبَدًا أَيْ: مَالاً كَثِيرًا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فِي عَدَاوَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. وَاللُّبَدُ مِنَ التَّلْبِيدِ وَهُوَ كَوْنُ الشَّيْءِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، وَمِنْهُ اللَّبْدُ، وَقُرِئَ بِتَشْدِيدِ البَاءِ وَتَخْفِيفِهَا). [عمدة القاري: 19/ 292]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {لُبَدًا}: بِضَمِّ اللاَّمِ وَفَتْحِ الموحَّدَةِ لأَبِي ذَرٍّ جَمْعُ لُبْدَةٍ كَغُرْفَةٍ وَغُرَفٍ، وهي قراءةُ العامَّةِ ولغيرِ أَبِي ذَرٍّ (لِبَدًا) بِكَسْرِ اللاَّمِ أي: (كَثِيرًا) مِن: تَلَبَّدَ الشَّيْءُ إذَا اجْتَمَعَ). [إرشاد الساري: 7 / 418-419]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُه هذا الجَلِيدُ الشديدُ: أَهْلَكْتُ مالاً كَثيراً في عَدَاوَةِ مُحَمَّدٍ، فأَنْفَقْتُ ذلكَ فيهِ. هوَ كاذِبٌ في قوْلِهِ ذلكَ. وهوَ فُعَلٌ مِن التَّلْبِيدِ، وهوَ الكثيرُ بَعْضُهُ على بعضٍ، يُقالُ مِنهُ: لَبَدَ بالأرضِ يَلْبُدُ: إذا لَصِقَ بِهَا.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ {مَالاً لُبَداً}، يعني باللُّبَدِ: المالَ الكَثِيرَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ:قَولهُ: {مَالاً لُبَداً}، قالَ: كثيراً.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: أخْبَرَنِي مُسْلمٌ، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِ الله عزَّ وجلَّ: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}، أَيْ: كَثيراً.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ أيْ: كثيراً.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، مثلَهُ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {يَقُول أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}، قالَ: اللُّبَدُ الكثيرُ.
واخْتَلَفَت القرأةُ في قِراءَةِ ذلكَ؛ فقَرَأَتْهُ عامَّةُ قرأةِ الأمصارِ {مَالاً لُبَداً} بتخفيفِ الباءِ. وقَرَأَهُ أبو جَعْفَرٍ بتشدِيدِها.
والصوابُ بتخفيفِها؛ لإجماعِ الحُجَّةِ عليهِ). [جامع البيان: 24 / 412-414]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {مالا لبدا}؛ قال: مالا كثيرا). [تفسير مجاهد: 2/ 759]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وما وَلَدَ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ}؛ قالَ: وَقَعَ هاهنا القَسَمُ، {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في مَشَقَّةٍ يُكَابِدُ أمرَ الدنيا وأمرَ الآخرةِ، {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: كثيراً). [الدر المنثور: 15/ 437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ آدَمُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ وَلَدُهُ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةٍ، {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: كثيراً). [الدر المنثور: 15 / 437-438] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: كثيراً). [الدر المنثور: 15 / 441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضَّحَّاكِ في قَوْلِهِ: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: أَنْفَقْتُ مالاً في الصدِّ عن سبيلِ اللَّهِ، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}؛ قالَ: الأَحَدُ: اللَّهُ عزَّ وجلَّ). [الدر المنثور: 15 / 441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: أَيَمُنُّ عَلينا؟ فما فَضَّلْنَاه أَفْضَلُ، {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ}؛ وكذا وكذا). [الدر المنثور: 15/ 441]
تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر: تلا قتادة: {أيحسب أن لم يره أحد}؛ قال يا ابن آدم إنك مسؤول عن مالك من أين اكتسبته وأين أنفقته). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر: وسمعت رجلا، يحدث عن أبي ذر، قال: لا يتحول قدما عبد حتى يسأل عن أربع عمره فيما أفناه وجسده فيما أبلاه وكسبه من أين أخذه وأين وضعه). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 374]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَيَظُنُّ هذا القائِلُ {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}، أنْ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ في حالِ إِنْفَاقِهِ ما يَزْعُمُ أنَّهُ أَنْفَقَهُ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}، ابنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَسْئُولٌ عنْ هذا المالِ؛ مِنْ أينَ اكْتَسَبْتَهُ؟ وأينَ أَنْفَقْتَهُ؟
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، مثلَهُ). [جامع البيان: 24/ 414]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، ثنا نعيم بن ميسرة، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ من بني عامرٍ، عن أبيه- رضي اللّه عنه- قال: "صلّيت خلف النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] فسمعته يقول: «{أيحسب أن لن يقدر عليه أحد}»
(أيحسب أن لم يره أحد) هذا إسناد ضعيف). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 300-301] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أبو يعلى: حدثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، ثنا نعيم بن ميسرة، ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ من بني عامرٍ، عن أبيه رضي الله عنه قال: صلّيت خلف النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] فسمعته يقول: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ} (أيحسب أن لم يره أحدٌ)، يعني: بفتح السّين من يحسب). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/ 435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ آدَمُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ وَلَدُهُ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةٍ، {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: كثيراً، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}؛ قالَ: لم يَقْدِرْ عليه أحدٌ). [الدر المنثور: 15/ 437-438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو يَعْلَى والبَغَوِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن رجلٍ من بنِي عامِرٍ ، قالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النبيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، فسَمِعْتُه يَقْرَأُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}. يعني: بفتحِ السينِ مِن يَحْسَبُ). [الدر المنثور: 15/ 440] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضَّحَّاكِ في قَوْلِهِ: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: أَنْفَقْتُ مالاً في الصدِّ عن سبيلِ اللَّهِ، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}؛ قالَ: الأَحَدُ: اللَّهُ عزَّ وجلَّ). [الدر المنثور: 15/ 441] (م)
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قَالَ أبُو جَعفَرٍ رحِمَه اللهُ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَمْ نَجْعَلْ لِهَذا القائِلِ {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً} عَيْنَيْنِ يُبْصِرُ بِهِمَا حُجَجَ اللَّهِ عليهِ، ولِسَاناً يُعَبِّرُ بِهِ عنْ نَفْسِهِ ما أَرَادَ، وشَفَتَيْنِ؛ نِعْمَةً مِنَّا بذلكَ عليهِ.
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قَوْلُهُ: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ}، نِعَمٌ مِن اللَّهِ مُتَظَاهِرَةٌ يُقَرِّرُكَ بِها؛ كَيْمَا تَشْكُرَ). [جامع البيان: 24 / 415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: أَيَمُنُّ عَلينا؟ فما فَضَّلْنَاه أَفْضَلُ، {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ}؛ وكذا وكذا). [الدر المنثور: 15 / 441] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ} الآيةَ. قالَ: نِعَمٌ مِنَ اللَّهِ مُتَظَاهِرَةٌ، يُقَرِّرُكَ بها؛ كيما تَشْكُرَ). [الدر المنثور: 15/ 441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ، عن مَكْحُولٍ ، قالَ: قالَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «يَقُولُ اللَّهُ: يَا ابنَ آدَمَ, قَدْ أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ نِعَماً عِظَاماً لاَ تُحْصِي عَددَهَا، وَلاَ تُطِيقُ شُكْرَهَا، وَإِنَّ مِمَّا أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ أَنْ جَعَلْتُ لَكَ عَيْنَيْنِ تَنْظُرُ بِهِمَا، وَجَعَلْتُ لَهُمَا غِطَاءً، فَانْظُرْ بِعَيْنَيْكَ إِلَى مَا أَحْلَلْتُ لَكَ، فَإِنْ رَأَيْتَ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فَأَطْبِقْ عَلَيْهِمَا غِطَاءَهُمَا، وَجَعَلْتُ لَكَ لِسَاناً وَجَعَلْتُ لَهُ غِلاَفاً، فَانْطِقْ بِمَا أَمَرْتُكَ وَأَحْلَلْتُ لكَ، فَإِنْ عَرَضَ لَكَ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فَأَغْلِقْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَجَعَلْتُ لَكَ فَرْجاً وَجَعَلْتُ لَكَ سِتْراً، فَأَصِبْ بِفَرْجِكَ مَا أَحْلَلْتُ لَكَ، فَإِنْ عَرَضَ لَكَ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فَأَرْخِ عَلَيْكَ سِتْرَكَ، ابنَ آدَمَ، إِنَّكَ لاَ تَحَمَّلُ سَخَطِي وَلاَ تُطِيقُ انْتِقَامِي» ). [الدر المنثور: 15/ 441-442]
تفسير قوله تعالى: {وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قَالَ أبُو جَعفَرٍ رحِمَه اللهُ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَمْ نَجْعَلْ لِهَذا القائِلِ {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً} عَيْنَيْنِ يُبْصِرُ بِهِمَا حُجَجَ اللَّهِ عليهِ، ولِسَاناً يُعَبِّرُ بِهِ عنْ نَفْسِهِ ما أَرَادَ، وشَفَتَيْنِ؛ نِعْمَةً مِنَّا بذلكَ عليهِ.
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قَوْلُهُ: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ}، نِعَمٌ مِن اللَّهِ مُتَظَاهِرَةٌ يُقَرِّرُكَ بِها؛ كَيْمَا تَشْكُرَ). [جامع البيان: 24 / 415](م)
تفسير قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الحسن، في قوله تعالى: {وهدينه النجدين}؛ قال: قال النبي: «إنما هما النجدان فما يجعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 374]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أن عمرو بن أبي بكر القرشي أخبره، عن محمد بن كعب القرظي، أن ابن عباس، قال: في قوله تعالى: {وهدينه النجدين}؛ قال: الثديين). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 374]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، قال: في قوله تعالى: {وهديناه النجدين}؛ قال سبيل الخير وسبيل الشر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 374]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (و {النّجدين}: «الخير والشّرّ»). [صحيح البخاري: 6/ 169]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (و{النَّجدَينِ}: الخيرَ والشَّرَّ)، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ سبيلَ الخيرِ وسبيلَ الشَّرِ يَقُولُ: عَرَّفْنَاهُ.
- أَخرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بإسنادٍ حَسَنٍ عنِ ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: {النَّجدَينِ}: سبيلُ الخيرِ والشَّرِّ. وصَحَّحَهُ الحَاكِمُ وله شاهدٌ عِندَ ابنِ مَرْدَوَيهِ مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ.
- وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عنِ الحَسَنِ عنِ النَّبِيِّ [صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ]: «إِنَّمَا هُمَا النَّجْدَانِ فما جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيرِ؟» ). [فتح الباري: 8/ 703-704]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وفي قوله: {وهديناه النجدين}؛ قال: سبيل الخير وسبيل الشّرّ يقول عن قتادة سبيل الخير وسبيل الشّرّ). [تغليق التعليق: 4/ 368]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَ{النَّجْدَيْنِ}؛ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجِدَيْنِ} يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ وَسَبِيلَ الشَّرِّ، وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى هَذَا. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {النَّجْدَيْنِ}: الثَّدْيَيْنِ. وَإِلَيْهِ ذَهَبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالضَّحَّاكُ. وَالنَّجْدُ فِي الأَصْلِ الطَّرِيقُ فِي ارْتِفَاعٍ). [عمدة القاري: 19 / 292]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( و{النَّجْدَيْنِ}؛ هُمَا (الْخَيْرُ والشَّرُّ) قَالَ الزَّجَّاجُ: النَّجْدَانِ الطَّرِيقَانِ الْوَاضِحَانِ، وَالنَّجْدُ: الْمُرْتَفِعُ من الأرضِ، والْمَعْنَى: أَلَمْ نُبَيِّنْ له طَرِيقَيِ الْخَيْرِ والشَّرِّ؟.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النَّجْدَيْنِ: الثَّدْيَيْنِ، وهما مما يُقْسِمُ به الْعَرَبُ تَقُولُ: أَمَا وَنَجْدَيْهَا مَا فَعَلْتُ؛ تُرِيدُ ثَدْيَيِ الْمَرْأَةِ لأنَّهُمَا كَالنَّجْدَيْنِ لِلْبَطْنِ). [إرشاد الساري: 7/ 419]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {وهديناه النّجدين}؛ قال: سبيل الخير والشّرّ).[جزء تفسير عطاء الخراساني: 109]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَهَدَيْنَاهُ الطَّرِيقَيْنِ. وَالنَّجْدُ: طريقٌ في ارْتِفاعٍ.
واخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في معنى ذلكَ؛ فقالَ بعضُهم: عُنِيَ بذلكَ: نَجْدُ الخَيْرِ، ونَجْدُ الشرِّ، كما قالَ عزَّ وجلَّ: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً}
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ، عنْ عبدِ اللَّهِ {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: الخَيْرَ والشَّرَّ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ، عنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَهُ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عن ابنِ مُنْذِرٍ، عنْ أبيهِ، عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ قالَ: لَيْسَا بالثَّدْيَيْنِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفيانُ. وحَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا حَكَّامٌ قالَ: ثَنَا عَمْرُو، جَمِيعاً عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ، عنْ عبدِ اللَّهِ {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: نَجْدَ الخَيْرَ، ونَجْدَ الشرِّ.
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنِي هشامُ بنُ عبدِ المَلِكِ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ قالَ: أخْبَرَنِي عاصِمٌ قالَ: سَمِعْتُ أبا وائِلٍ يقولُ: كانَ عبدُ اللَّهِ يقولُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: نَجْدَ الخَيْرَ، ونَجْدَ الشرِّ.
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولُهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، يقولُ: الهُدَى والضلالَةَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قَالَ: سَبِيلَ الخَيْرِ والشرِّ.
- حَدَّثَنَا هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ قالَ: ثَنَا أبو الأَحْوَصِ، عنْ سِمَاكٍ، عنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: الخيرَ والشرَّ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سفيانُ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ، عنْ أبي بُرْدَةَ قالَ: مَرَّ بِنا الربيعُ بنُ خُثَيْمٍ، فَسَأَلْنَاهُ عنْ هذهِ الآيَةِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، فقالَ: أَمَا إِنَّهُما لَيْسَا بالثَّدْيَيْنِ.
- حَدَّثَنَا أبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ قالَ: الخيرَ والشرَّ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: سَبِيلَ الخَيْرِ والشَّرِّ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} نَجْدَ الخيرِ، ونَجْدَ الشرِّ.
- حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ موسَى قالَ: ثَنَا عبدُ الوارِثِ قالَ: ثَنَا يُونُسُ، عن الحَسَنِ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ خَيْرٍ، ونَجْدُ شَرٍّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- حَدَّثَنَا مُجاهِدُ بنُ موسَى قالَ: ثَنَا يَزِيدُ بن هارونَ قالَ: أخبَرَنَا عَطِيَّةُ أبو وَهْبٍ قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يقولُ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:«أَلا إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ الْخَيْرِ، وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟»
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا هشامُ بنُ عبدِ المَلِكِ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عنْ حَبِيبٍ، عن الحَسَنِ، عن النبيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، نحوَهُ.
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عنْ أبي رَجَاءٍ قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يقولُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: ذُكِرَ لنا أنَّ نبيَّ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] كانَ يقولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هُمَا النَّجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، ذُكِرَ لنا أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] كانَ يقولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هُمَا النَّجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عن الحَسَنِ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: قالَ رَسُول اللهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:«إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِ اللَّهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}: قاطِعُ طريقِ الخيرِ والشرِّ. وقَرَأَ قوْلَ اللَّهِ: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ}.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنَى ذلكَ: وَهَدَيْنَاهُ الثَّدْيَيْنِ؛ سَبِيلَي اللَّبَنِ الذي يَتَغَذَّى بهِ، ويَنْبُتُ عليهِ لَحْمُهُ وجِسْمُهُ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ قالَ: ثَنَا عيسى بنُ عِقَالٍ، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: هما الثَّدْيَانِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عن المُبَارَكِ بنِ مُجاهِدٍ، عنْ جُوَيْبِرٍ، عن الضَّحَّاكِ قالَ: الثَّدْيَانِ.
وأَوْلَى القَوْلَيْنِ بالصوابِ في ذلكَ عندَنا قولُ مَنْ قالَ: عُنِيَ بذلكَ طريقُ الخَيْرِ والشرِّ؛ وذلكَ أنَّهُ لا قَوْلَ في ذَلِكَ نَعْلَمُهُ غيرَ القَوْلَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهما. والثَّدْيَانِ، وإنْ كانَا سَبِيلَي اللَّبَنِ، فإنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ إذْ عَدَّدَ على العَبْدِ نِعَمَهُ بقولِهِ: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} إنَّما عدَّدَ عليهِ هِدَايَتَهُ إِيَّاهُ إلى سبيلِ الخيرِ مِنْ نِعَمِهِ، فكذلكَ قولُهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ). [جامع البيان: 24 / 415-419]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا شريك، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، {وهديناه النجدين}؛ قال: هديناه السبيلين سبيل الخير وسبيل الشر يقول عرفناه سبيل الخير وسبيل الشر). [تفسير مجاهد: 2/ 759]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا شريك، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن ابن مسعود، قال: يقول: هديناه سبيل الخير وسبيل الشر
- نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا قيس، عن زياد بن علاقة، عن أبي عمارة، عن علي بن أبي طالب [عليه السلام] مثله
- ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله
- نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك مثله). [تفسير مجاهد: 2/ 759-760]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبّار العطارديّ، ثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، ثنا عاصمٌ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، {وهديناه النّجدين}؛ قال: «الخير والشّرّ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 570]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن عبدِ اللهِ - يعني: ابنَ مسعودٍ -: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: سَبِيلَ الخيرِ والشرِّ.
رَوَاه الطبرانيُّ بإسناديْنِ، وفيه عاصِمُ بنُ أبي النَّجُودِ، وهو ثِقَةٌ وفيه ضَعْفٌ، وبقيَّةُ رِجالِه رِجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7 / 137-138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والطبرانيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَه، عن ابنِ مسعودٍ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: سَبِيلَ الخيرِ والشرِّ). [الدر المنثور: 15/ 442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفريابيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: عَرَّفْنَاهُ سبيلَ الخيرِ والشرِّ). [الدر المنثور: 15/ 442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ : {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: الهدَى والضلالةَ.
- وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، عن محمدِ بنِ كعبٍ مثلَه). [الدر المنثور: 15 / 442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: سبيلَ الخيرِ والشرِّ.
- وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عِكْرِمَةَ والضَّحَّاكِ مثلَه). [الدر المنثور: 15 / 443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عليٍّ ، أنَّه قِيلَ له: إنَّ ناساً يقولونَ: {النجديْنِ}؛ الثديَيْنِ. قالَ: الخيرُ والشرُّ). [الدر المنثور: 15 / 443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، من طريقِ سِنَانِ بنِ سعيدٍ، عن أنسٍ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «هُمَا نَجْدَانِ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟» ). [الدر المنثور: 15/ 443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، من طُرُقٍ عن الحسَنِ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: ذُكِرَ لنا أن النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] كانَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ الْخَيْرِ وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطبرانِيُّ، عن أبي أُمَامَةَ ، أن النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ خَيْرٍ وَنَجْدُ شَرٍّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ ، قالَ: ذُكِرَ لنا أن النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ. فَذَكَرَ مِثلَه). [الدر المنثور: 15/ 443-444]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هريرةَ ، عن رسولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ:«إِنَّمَا هُمَا النَجْدَانِ: نَجْدُ الْخَيْرِ وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَلاَ يَكُنْ نَجْدُ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيكم مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ»). [الدر المنثور: 15/ 444]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ من طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: الثَّدْيَيْنِ). [الدر المنثور: 15 / 444]