جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ}؛ يعني: يومَ القيامةِ {نَاعِمَةٌ}؛ يقولُ: هي ناعمةٌ بتنعيمِ اللَّهِ أهْلَها في جنَّاتِهِ، وهم أهلُ الإيمانِ باللَّهِ). [جامع البيان: 24 / 333]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، أنَّه قَرَأَ في سورةِ الغاشيةِ: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا}؛ نَاعِمِينَ فِيهَا).[الدر المنثور: 15 / 385]
تفسير قوله تعالى: {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ}؛ يقولُ: لعملِها الذي عمِلَتْ في الدنيا من طاعةِ ربِّها راضيَةٌ. وقيل: {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ}؛ والمعنَى: لثوابِ سعيِها في الآخرةِ راضيَةٌ). [جامع البيان: 24 / 334]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن سُفْيَانَ في قَوْلِهِ: {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ}؛ قالَ: رَضِيَتْ عَمَلَهَا).[الدر المنثور: 15 / 385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عاصِمٍ، أنَّه قَرَأَ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا}؛ بالتاءِ، ونَصَبَ التاءَ، {لاَغِيَةً}؛ مَنْصُوبَةً مُنَوَّنَةً). [الدر المنثور: 15 / 385]
تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} وهي بستانٌ. {عاليَةٌ}: يعني: رفيعةٌ).[جامع البيان: 24 / 334]
تفسير قوله تعالى: {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {لاغية}؛ قال: لا يسمع فيها باطل ولا مأثم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 368]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لا تسمع فيها لاغيةً}: شتمًا). [صحيح البخاري: 6 / 168]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {لاَ تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةٌ}: شَتمًا وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ أيضًا عن مُجَاهِدٍ.
وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ: لا تَسْمَعُ فيها بَاطِلاً ولا مَأثَمًا. وهذا على قراءةِ الجُمهورِ بفَتحِ تَسْمَعُ- بمُثَنَّاةٍ فَوقِيَّةٍ- وقَرأَها الجَحْدَرِيُّ بتَحتَانِيَّةٍ كذلك.
وأَمَّا أَبُو عَمْرٍو وابنُ كَثِيرٍ فضَمَّا التَّحتَانِيَّةَ وضَمَّ نافِعٌ أيضًا لَكْنْ بفَوقَانِيَّةٍ).[فتح الباري: 8 / 700]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً شَتْمًا} أَيْ لاَ تَسْمَعُ فِي الْجَنَّةِ لاَغِيَةً، وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: شَتْمًا، وَقِيلَ: كَلِمَةَ لَغْوٍ، وَاللاَّغِيَةُ مَصْدَرٌ كَالْعَافِيَةِ، وَالْمَعْنَى لاَ تَسْمَعُ فِيهَا كَذِبًا وَبُهْتَانًا وَكُفْرًا، وَقِيلَ: بَاطِلاً، وَقِيلَ: مَعْصِيَةً، وَقِيلَ: حَالِفًا بِيَمِينٍ بَرَّةٍ وَلاَ فَاجِرَةٍ، وَقِيلَ: لاَ تَسْمَعُ فِي كَلاَمِهِمْ كَلِمَةً تُلْغَى لأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ بِالْحِكْمَةِ. وقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو تُسْمَعُ؛ بِضَمِّ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقُ، وَلاَغِيَةٌ بِالرَّفْعِ. وَنَافِعٌ كَذَلِكَ، إِلاَّ أَنَّهُ قَرَأَ بِالياءِ آخِرِ الْحُرُوفِ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَلاَغِيَةً بِالنَّصْبِ). [عمدة القاري: 19 / 289]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {لا تَسْمَعُ فِيهَا}؛ أي الْجَنَّةِ (لاَغِيَةً) أي: شَتْمًا ولا غَيْرَهُ من الْبَاطِلِ). [إرشاد الساري: 7/ 417]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً}؛ يقولُ: لا تسمعُ هذه الوجوهُ - المعنَى لأهلِها – فيها - في الجنَّةِ العاليَةِ - لاغيَةً. يعني باللاغيَةِ: كلمةَ لغوٍ. واللغوُ: الباطلُ، فقِيلَ للكلمةِ التي هي لغوٌ: لاغيَةٌ، كما قِيلَ لصاحبِ الدرعِ: دارعٌ، ولصاحبِ الفرسِ: فارسٌ، ولقائلِ الشِّعرِ: شاعِرٌ؛ وكما قالَ الحُطَيْئةُ:
أغررْتَنِي وزعَمْتَ أنَّـ ....... ـكَ لابِنٌ بالصَّيْفِ تَامِرْ
يعني: صاحبُ لبنٍ، وصاحبُ تمْرٍ. وزعمَ بعضُ نَحَويي الكوفيِّينَ أنَّ معنَى ذلك: لا تسمعُ فيها حالفةً علَى الكذبِ، ولذلك قِيلَ لاغيَةٌ؛ ولهذا الذي قالَه مذهَبٌ ووجهٌ، لولا أنَّ أهلَ التأويلِ من الصحابةِ والتابعينَ علَى خلافِهِ، وغيرُ جائزٍ لأحدٍ خلافُهم فيما كانوا عليهِ مُجمِعينَ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً}؛ يقولُ: لا تسمعُ أذًى ولا باطلاً.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً}؛ قالَ: شتماً.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً}؛ لا تسمعُ فيها باطلاً، ولا شاتِماً.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ، مثلَهُ.
واختلفَت القرأةُ في قراءةِ ذلك، فقرأتْهُ عامَّةُ قرأةِ الكوفةِ وبعضُ قرأةِ المدينةِ, وهو أبو جعفرٍ: {لاَ تَسْمَعُ} بفتحِ التاءِ، بمعنَى: لا تَسمعُ الوجوهُ. وقرأَ ذلك ابنُ كثيرٍ ونافعٌ وأبو عمرٍو: {لا تُسْمَعُ} بضمِّ التاءِ، بمعنَى ما لم يُسَمَّ فاعلُهُ، ويؤنَّثُ تسمعُ، لتأنيثِ لاغيَةٍ. وقرأَ ابنُ محيصنٍ بالضمِّ أيضاً، غيرَ أنَّهُ كانَ يقرؤُها بالياءِ، علَى وجهِ التذكيرِ.
والصوابُ من القولِ في ذلك عندي، أنَّ كلَّ ذلك قراءاتٌ معروفاتٌ صحيحاتُ المعانِي، فبأيِّ ذلك قرأَ القارئُ فمصيبٌ). [جامع البيان: 24 / 324-336]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {لا تسمع فيها لاغية}؛ يقول: لا تسمع فيها شتما). [تفسير مجاهد: 2/ 753-754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عاصِمٍ، أنَّه قَرَأَ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا}؛ بالتاءِ، ونَصَبَ التاءَ، {لاَغِيَةً}؛ مَنْصُوبَةً مُنَوَّنَةً).[الدر المنثور: 15 / 385] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاغيةً} يَقُولُ: لاَ تَسْمَعُ أَذًى ولا بَاطِلاً، وفي قَوْلِهِ: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ}؛ قالَ: بَعْضُها فوْقَ بَعْضٍ، {وَنَمَارِقُ}؛ قالَ: مَجَالِسُ). [الدر المنثور: 15 / 385-386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، عن مُجَاهِدٍ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً}؛ قالَ: شَتْماً). [الدر المنثور: 15 / 386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الأَعْمَشِ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً}؛ قالَ: مُؤْذِيَةً).[الدر المنثور: 15 / 386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً}؛ قالَ: لاَ تَسْمَعُ فِيهَا باطِلاً ولاَ مَأْثَماً، وفي قَوْلِهِ: {وَنَمَارِقُ}؛ قالَ: الوَسَائِدُ، وفي قَوْلِهِ: {مَبْثُوثَةٌ}؛ قالَ: مَبْسُوطَةٌ).[الدر المنثور: 15/ 386]
تفسير قوله تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ}؛ يقولُ: في الجنَّةِ العاليَةِ عينٌ جاريَةٌ في غيرِ أُخْدودٍ).[جامع البيان: 24 / 336]
تفسير قوله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ}؛ والسُّررُ: جمعُ سريرٍ، مرفوعةٌ ليرَى المؤمنُ إذا جلسَ عليها جميعَ ما خوَّلَهُ ربُّهُ من النعيمِ والمُلْكِ فيها، ويلحَقُ جميعَ ذلك بصرُهُ.
وقيلَ: عُنِيَ بقولِهِ: مرفوعةٌ: موضونةٌ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ}؛ يعني: موضونةٌ، كقولِهِ: سُررٌ مصفوفةٌ: بعضُها فوقَ بعضٍ). [جامع البيان: 24 / 336]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاغيةً}؛ يَقُولُ: لاَ تَسْمَعُ أَذًى ولا بَاطِلاً، وفي قَوْلِهِ: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ}؛ قالَ: بَعْضُها فوْقَ بَعْضٍ، {وَنَمَارِقُ}؛ قالَ: مَجَالِسُ). [الدر المنثور: 15 / 385-386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ جُرَيْجٍ: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ}؛ قالَ: مُرْتَفِعَةٌ). [الدر المنثور: 15 / 386]
تفسير قوله تعالى: {وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14)}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {أكوابٌ}؛ قال: الأكواب الأقساط).[جزء تفسير عطاء الخراساني: 94]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ}؛ وهي جمعُ كوبٍ، وهي الأباريقُ التي لا آذانَ لها. وقد بيَّنَّا ذلك فيما مضَى، وذكرْنَا ما فيهِ من الروايَةِ، بما أغنَى عن إعادتِهِ. وعُنِيَ بقولِهِ: {مَوْضُوعَةٌ} أنَّها موضوعةٌ علَى حافَةِ العينِ الجاريَةِ، كلَّما أرادُوا الشُّربَ، وجدوهَا ملأَى من الشرابِ).[جامع البيان: 24 / 336]
تفسير قوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ}؛ يعني بالنمارقِ: الوسائدَ والمرافقَ؛ واحدُها نُمْرُقةٌ، بضمِّ النونِ.
وقد حُكِيَ عن بعضِ كلبٍ سماعاً: نِمْرِقةٌ، بكسرِ النونِ والراءِ. وقيل: مصفوفةٌ؛ لأنَّ بعضَها بجنبِ بعضٍ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ} يقولُ: المرافقُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ} يعني بالنمارقِ: المجالسَ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ}؛ والنمارقُ: الوسائدُ). [جامع البيان: 24 / 336-337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاغيةً} يَقُولُ: لاَ تَسْمَعُ أَذًى ولا بَاطِلاً، وفي قَوْلِهِ: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ}؛ قالَ: بَعْضُها فوْقَ بَعْضٍ، {وَنَمَارِقُ}؛ قالَ: مَجَالِسُ).[الدر المنثور: 15 / 385-386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً}؛ قالَ: لاَ تَسْمَعُ فِيهَا باطِلاً ولاَ مَأْثَماً، وفي قَوْلِهِ: {وَنَمَارِقُ}؛ قالَ: الوَسَائِدُ، وفي قَوْلِهِ: {مَبْثُوثَةٌ}؛ قالَ: مَبْسُوطَةٌ). [الدر المنثور: 15 / 386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَنَمَارِقُ}؛ قالَ: الوَسَائِدُ، {وَزَرَابِيُّ}؛ قالَ: البُسُطُ).[الدر المنثور: 15 / 386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَنَمَارِقُ}؛ قالَ: المَرَافِقُ).[الدر المنثور: 15 / 386]
تفسير قوله تعالى: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: وفيها طنافسُ وبُسُطٌ كثيرةٌ مبثوثةٌ مفروشةٌ، والواحدةُ: زَرْبِيَّةٌ، وهي الطَّنْفَسةُ التي لها خَمْلٌ رقيقٌ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا أحمدُ بنُ منصورٍ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سفيانُ، قالَ: ثنا توبةُ العنبريُّ، عن عكرمةَ بنِ خالدٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمَّارٍ، قالَ: رأيتُ عمرَ بنَ الخطَّابِ -رضيَ اللَّهُ عنه- يصلِّي علَى عبقريٍّ، وهو الزرابيُّ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} المبسوطةُ).[جامع البيان: 24 / 337-338]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً}؛ قالَ: لاَ تَسْمَعُ فِيهَا باطِلاً ولاَ مَأْثَماً، وفي قَوْلِهِ: {وَنَمَارِقُ}؛ قالَ: الوَسَائِدُ، وفي قَوْلِهِ: {مَبْثُوثَةٌ}؛ قالَ: مَبْسُوطَةٌ).[الدر المنثور: 15 / 386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَنَمَارِقُ}؛ قالَ: الوَسَائِدُ، {وَزَرَابِيُّ}؛ قالَ: البُسُطُ). [الدر المنثور: 15 / 386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الحَسَنِ: {وَزَرَابِيُّ}؛ قالَ: البُسُطُ). [الدر المنثور: 15 / 386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عِكْرِمَةَ: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}؛ قالَ: بَعْضُها على بعضٍ).[الدر المنثور: 15 / 387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ في المَصَاحِفِ، عن عَمَّارِ بنِ محمدٍ، قالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ مَنْصُورِ بنِ المُعْتَمِرِ فَقَرَأَ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}؛ فَقَرَأَ فيها: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}؛ مُتَّكِئِينَ فِيهَا نَاعِمِينَ). [الدر المنثور: 15 / 387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي الهُذَيْلِ، أن مُوسَى أو غَيْرَه مِن الأنبياءِ قالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ يَكُونُ هَذَا مِنْكَ؟ أَوْلِيَاؤُكَ فِي الأَرْضِ خَائِفُونَ يُقَتَّلُونَ، ويَطْلُبُونَ فَلاَ يُعْطَوْنَ، وأَعْدَاؤُكَ يَأْكُلُونَ مَا شَاؤُوا، ويَشْرَبُونَ ما شَاؤُوا ونَحْوَ هذا. فقالَ: انْطَلِقُوا بِعَبْدِي إلى الجَنَّةِ، فيَنْظُرُ ما لَمْ يَرَ مِثْلَه قَطُّ؛ إلى أكوَابٍ مَوْضُوعَةٍ، ونَمَارِقَ مَصْفُوفَةٍ، وزَرَابِيَّ مَبْثُوثَةٍ، وإلى الحُورِ العِينِ، وإلى الثِّمَارِ، وإلى الخَدَمِ كأَنَّهُم لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ. فقالَ: مَا ضَرَّ أَوْلِيَائِي ما أَصَابَهم في الدنيا إِذَا كانَ مَصِيرُهم إلى هذا؟ ثم قالَ: انْطَلِقُوا بعَبْدِي هذا. فانْطُلِقَ بِهِ إلى النارِ، فخَرَجَ مِنْهَا عُنُقٌ فَصَعِقَ العبدُ ثم أَفَاقَ، فقالَ: مَا نَفَعَ أَعْدَائِي مَا أَعْطَيْتُهُم في الدُّنْيَا إِذَا كانَ مَصِيرُهم إلى هذا؟ قالَ: لا شَيْءَ).[الدر المنثور: 15 / 387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أَبِي شَيْبَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ: قالَ نبيٌّ من الأنبياءِ: اللَّهُمَّ, العَبْدُ مِن عَبِيدِكَ يَعْبُدُكَ ويُطِيعُكَ ويَجْتَنِبُ سَخَطَكَ، تَزْوِي عنه الدنيا وتَعْرِضُ له البَلاَءَ، والعبدُ يَعْبُدُ غَيْرَكَ، ويَعْمَلُ بِمَعَاصِيكَ، فتَعْرِضُ له الدنيا وتَزْوِي عنه البلاءَ. قالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إليه أنَّ العِبَادَ والبلادَ لِي، كلٌّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِي، فأمَّا عَبْدِيَ المُؤْمِنُ فتَكُونُ له سَيِّئَاتٌ، فَإِنَّمَا أَعْرِضُ له البَلاَءَ وأَزْوِي عنه الدنيا، فتَكُونُ كَفَّارَةً لِسَيِّئَاتِه، وأَجْزِيه إِذَا لَقِيَنِي، وأَمَّا عَبْدِيَ الكافِرُ فتَكُونُ له الحَسَنَاتُ فأَزْوِي عنه البلاءَ، وأَعْرِضُ له الدنيا فيكونُ جَزَاءً لِحَسَنَاتِهِ وأَجْزِيه بِسَيِّئَاتِهِ حِينَ يَلْقَانِي).[الدر المنثور: 15 / 387-388]