تفسير قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}
تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)}
تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)}
تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)}
تفسير قوله تعالى:{فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)}
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت: 209هـ): (
أأن أمرعت معزى عطية وارتعت ....... تلاعا من المروت أحوى جميمها
والأحوى: الشديد الخضرة). [نقائض جرير والفرزدق: 108]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وغيث من الوسمي حُوّ تلاعه ....... تمنع زهوا نبته وسوابله
والحُوّ: من الأحوى وهو سواد إلى الخضرة، قال أبو جعفر: الحوة سواد الشفتين واللثة). [رواية أبي سعيد السكري لديوان أبي الأسود الدؤلي: 57-58]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
وبعض الرجال في الحروب غثاء
فالغثاء: ما يبس من البقل حتى يصير حطامًا، وينتهي في اليبس فيسود، فيقال له: غثاء وهشيم ودندن وثن، على قدر اختلاف أجناسه، ويقال له: الدرين، قال الله عز وجل: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} وقال: {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ}، وقال الشاعر يصف سحابًا:
إذا ما هبطن الأرض قد مات عودها ....... بكين بها حتى يعيش هشيم
وقال الراجز:
تكفي الفصيل أكلةٌ من ثن
وقد يقال للشيء الذي لا خير فيه: هذا غثاء، أي قد صار كذلك الذي وصفناه، ويضرب هذا مثلاً للكلام الذي لا وجه له). [الكامل: 1/ 113-114]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
ليشرب ماء القوم بين الصرائم
فهي جمع صريمةٍ، وهي الرملة التي تنقطع من معظم الرمل، وقوله: " صريمة " يريد مصرومة، والصرم: القطع، وأتشد الأصمعي:
فبات يقول أصبح ليل حتى = تجلى على صريمته الظلام
يعني ثورًا، وصريمته: رملته التي هو فيها. وقال المفسرون في قول الله عز وجل: {فأصبحت كالصريم} [القلم: 20] قولين، قال قوم: كالليل المظلم، وقال قوم: كالنهار المضيء، أي بيضاء لا شيء فيها، فهو من الأضداد. ويقال: لك سواد الأرض وبياضها، أي عامرها وغامرها، فهذا ما يحتج به لأصحاب القول الأخير، ويحتج لأصحاب القول الأول في السواد بقول الله تبارك وتعالى: {فجعله غثاءً أحوى} [الأعلى: 5]، وإنما سمي السواد سوادًا لعمارته، وكل خضرةٍ عند العرب سواد). [الكامل: 1/304-305] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وقال في قوله عز وجل: {غُثَاءً أَحْوَى}: يقول أخرج المرعى أحوى فجعله غثاءً. ويقال أسود من القدم). [مجالس ثعلب: 370]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (ومن الأضداد أيضا أو ما يشبهها الأحوى؛ يقال: أحوى للأخضر من النبات الطري الريان من الماء، ويقال أحوى للنبات الذي اسود وجف، قال الشاعر:
فما أم أحوى قد تحمم روقه ....... تراعي به سدرا وضالا تناسقه
أراد بالأحوى الذي قد اخضر موضع الزغب منه والشعر.
وقال الله تبارك وتعالى: {والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى}، فيه تفسيران:
أحدهما: والذي أخرج المرعى أحوى أي أخضر غضا، فجعله بعد خضرته غثاء، أي يابسا.
والتفسير الآخر: والذي أخرج المرعى فجعله يابسا أسود، على غير معنى تقديم وتأخير.
أجازهما كليهما الفراء. وقال نابغة بني شيبان:
وإن أنيابها منها إذا ابتسمت ....... أحوى اللثات شتيت نبته رتل
أراد بالحوة سواد اللثة، والعرب تمدح بها إذا كانت تبين صفاء الأسنان). [كتاب الأضداد: 352-353]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والأحوى الذي اشتدت خضرته حتى ضرب إلى السواد). [شرح المفضليات: 455]
تفسير قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)}
تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)}
تفسير قوله تعالى: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)}
تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (وقال بعض أهل العلم: إنْ حرف من الأضداد. أعني المكسورة الهمزة المسكنة النون، يقال: إن قام عبد الله. يراد به: ما قام عبد الله؛ حكى الكسائي عن العرب: إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية؛ فمعناه ما احد. وحكى الكسائي أيضا عن العرب: إن قائما؛ على معنى (إن أنا قائما)، فترك الهمز من (أنا)، وأدغمت نون (إن) في (أنا)؛ فصارتا نونا مشددة، كما قال الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ....... وتقلينني لكن إياك لا أقلي
أراد لكن أنا إياك؛ فترك الهمز وأدغم؛ يقال: إن قام عبد الله، بمعنى (قد قام عبد الله).
قال جماعة من العلماء في تفسير قوله جل وعز: {فذكر إن نفعت الذكرى}، معناه: فذكر قد نفعت الذكرى. وكذلك قالوا في قوله: {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه}، معناه (في الذي قد مكناكم فيه).
وقال الفراء: لا تكون (إن) بمعنى (قد)؛ حتى تدخل
معها اللام أو أَلاَ؛ فإذا قالت العرب: إن قام لعبد الله، وأَلاَ إن قام عبد الله، فمعناه (قد قام عبد الله)، قال الشاعر:
ألا إن بليل بان مني حبائبي ....... وفيهن ملهى لو أردن للاعب
معناه: قد بان مني حبائبي بليل. وقال في إدخال اللام:
هبلتك أمك إن قتلت لمسلما ....... وجبت عليك عقوبة المتعمد
معناه: قد قتلت مسلما، فالذي احتج به أصحاب القول الأول من قوله عز وجل: {ما إن مكناكم فيه} ليس الأمر فيه كما قالوا؛ لأنه أراد: في الذي ما مكناكم فيه وفي الذي لم نمكنكم فيه؛ فإن معناها الجحد، وليست إيجابا. ولا حجة لهم أيضا في قوله: {فذكر إن نفعت الذكرى} لأن (إن) ليست إيجابا، وإنما معناها الشرط، والتأويل: فذكر إن نفعهم تذكيرك، أي إن دمت على ذاك وثبت، فكأنه تحضيض للنبي صلى الله عليه وسلم وتوكيد عليه أن يديم تذكيرهم وتعليمهم، والله أعلم وأحكم). [كتاب الأضداد: 189-190]
تفسير قوله تعالى: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)}