جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني يحيى بن أزهر، عن عاصم بن عمر، عن محمّد بن طلحة، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: {والسماء ذات الرجع (11) والأرض ذات الصدع}، قال: الرّجع المطر، والصّدع النّبات). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 121]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن حصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله تعالى: {والسماء ذات الرجع}؛ قال: ذات المطر، {والأرض ذات الصدع}؛ قال: ذات النبات). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {والسماء ذات الرجع}؛ قال: ترجع بالغيث كل عام {والأرض ذات الصدع}؛ قال: تتصدع عن النبات). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {ذات الرّجع}: «سحابٌ يرجع بالمطر»). [صحيح البخاري: 6/ 168]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {ذَاتِ الرَّجعِ}؛ سَحابٌ يَرجعُ بالمطَرِ وذاتِ الصَّدعِ الأَرْضُ تَنصَدِعُ بالنَّباتِ) وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ: والسَّماءِ ذاتِ الرَّجعِ قَالَ: يَعْنِي ذاتَ السَّحابِ تُمطِرُ ثم تَرجِعُ بالمطَرِ.
وفي قولِهِ: {والأرضِ ذاتِ الصَّدعِ}: ذاتِ النَّباتِ. وللحَاكمِ من وَجهٍ آخرَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَولِهِ: ذاتِ الرَّجعِ: المطَرِ بعدَ المطَرِ. وإسنادُهُ صحيحٌ). [فتح الباري: 8/ 699]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد: {ذات الرجع}؛ سحاب يرجع بالمطر ذات الصدع يتصدع بالنبات
قال الفريابيّ: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {الطارق}، {والسّماء ذات الرجع} قال: يعني ذات السّحاب تمطر ثمّ ترجع بالقطر.
وبه في قوله: {الطارق} {والأرض ذات الصدع} ذات النّبات
وبالإسناد المتقدّم إلى أبي خليفة، ثنا يحيى، ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله
وقد روى ذلك عن ابن عبّاس قال إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث له: حدثني عبيد الله، ثنا ابن مهدي، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة عن ابن عبّاس و {والسّماء ذات الرجع}: المطر بعد المطر). [تغليق التعليق: 4/ 364-365]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ذَاتِ الرَّجْعِ}: سَحَابٌ يَرْجِعُ بِالمَطَرِ {ذَاتِ الصَّدْعِ}: الأرْضُ تَتَصَدَّعُ بِالنَّبَاتِ).
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} وتَفْسِيرُهُ ظَاهِرٌ، ويُقَالُ: يَرْجِعُ بِالْغَيْثِ، وَأَرْزَاقِ الْعِبَادِ كُلَّ عَامٍ، وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَهَلَكُوا وَهَلَكَتْ مَوَاشِيهِمْ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}: ذَاتِ الْمَطَرِ، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}: النَّبَاتِ وَالأَشْجَارِ وَالثِّمَارِ وَالأَنْهَارِ). [عمدة القاري: 19/ 287]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ فيما وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ ذَاتِ الرَّجْعِ هي سَحَابٌ يَرْجِعُ بِالْمَطَرِ ولأَبِي ذَرٍّ: تَرْجِعُ؛ بِالْفَوْقِيَّةِ بَدَلَ التَّحْتِيَّةِ، وعلى هذا يَجُوزُ أن يُرَادَ بالسَّمَاءِ السَّحَابُ. ذَاتِ ولأَبِي ذَرٍّ: وذَاتِ الصَّدْعِ هي الأَرْضُ تَتَصَدَّعُ بِالنَّبَاتِ والْعُيُونِ). [إرشاد الساري: 7/ 416]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {والسماء ذات الرجع}؛ قال: يرجع بالمطر والغيث). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ ترجعُ بالغيوثِ وأرزاقِ العبادِ كلَّ عامٍ؛ ومنه قولُ المتنخِّلِ في صفةِ سيفٍ:
أبيضُ كالرَّجْعِ رسُوبٌ إذا ....... ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلِي
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن خُصَيْفٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قالَ: السحابُ فيهِ المطرُ.
- حدَّثنا عليُّ بنُ سهلٍ، قالَ: ثنا مُؤَمِّلٌ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن خصيفٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِهِ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قالَ: ذاتِ السَّحابِ فيهِ المطرُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}: يعني بالرجعِ رجعَ القطرِ والرزقِ كلَّ عامٍ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسنِ في قولِهِ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قالَ: ترجِعُ بأرزاقِ النَّاسِ كلَّ عامٍ. قالَ أبو رجاءٍ: سُئِلَ عنها عكرمةُ، فقالَ: رَجَعَتْ بالمطرِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قالَ: ذاتِ السحابِ، تَمْطرُ ثم تَرْجِعُ بالمطرِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قالَ: ترجعُ بأرزاقِ العبادِ كلَّ عامٍ، لولا ذلك هلَكوا وهلَكتْ مواشِيهم.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ قولَهُ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قالَ: ترجعُ بالغيثِ كلَّ عامٍ.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}: يعني المطرَ.
وقالَ آخرُونَ: يعنى بذلك أنَّ شمسَها وقمرَها يغيبُ ويَطْلُعُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قالَ: شمسُها وقمرُها ونجومُها يأتِينَ من هاهُنا). [جامع البيان: 24/ 302-304]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {والسماء ذات الرجع}؛ يعني ذات السحاب يقول تمطر ثم ترجع بالمطر). [تفسير مجاهد: 750]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني إبراهيم بن حاتمٍ الزّاهد، ثنا محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، أنبأ محمّد بن جعثمٍ، ثنا سفيان، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {والسّماء ذات الرّجع} قال: «المطر»، {والأرض ذات الصّدع} قال: «ذات النّبات» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيابيُّ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبخاريُّ في تَاريخِه وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العَظَمَةِ والحَاكِمُ وصحَّحَهُ وابنُ مَرْدُويَهْ، من طُرُقٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: المَطَرِ بَعْدَ المَطَرِ، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: صَدْعُها عن النَّباتِ.
- وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ وعِكْرِمَةَ وأَبِي مَالِكٍ وابنِ أَبْزَى والرَّبيعِ بنِ أَنَسٍ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15/ 353]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: السَّحَابُ تُمْطِرُ ثُمَّ تَرْجِعُ بالمَطَرِ، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: المَأْزِمِ, غَيْرَ الأَوْدِيَةِ والجُرُوفِ). [الدر المنثور: 15/ 353]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطِيَّةَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} قَالَ: تَرْجِعُ بالمَطَرِ كُلَّ عَامٍ، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: تَصْدَعُ بالنَّباتِ كُلَّ عَامٍ). [الدر المنثور: 15/ 353]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: تَرْجِعُ إِلَى العِبَادِ برِزْقِهِم كُلَّ عَامٍ، لولا ذَلِكَ لَهَلَكُوا وهَلَكَتْ مَوَاشِيهِم). [الدر المنثور: 15/ 354] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني يحيى بن أزهر، عن عاصم بن عمر، عن محمّد بن طلحة، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: {والسماء ذات الرجع (11) والأرض ذات الصدع}، قال: الرّجع المطر، والصّدع النّبات). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 121] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ذات الصّدع}: «تتصدّع بالنّبات»). [صحيح البخاري: 6/ 168]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {ذَاتِ الرَّجعِ}؛ سَحابٌ يَرجعُ بالمطَرِ وذاتِ الصَّدعِ الأَرْضُ تَنصَدِعُ بالنَّباتِ) وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ: والسَّماءِ ذاتِ الرَّجعِ قَالَ: يَعْنِي ذاتَ السَّحابِ تُمطِرُ ثم تَرجِعُ بالمطَرِ.
وفي قولِهِ: {والأرضِ ذاتِ الصَّدعِ}: ذاتِ النَّباتِ. وللحَاكمِ من وَجهٍ آخرَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَولِهِ: ذاتِ الرَّجعِ: المطَرِ بعدَ المطَرِ. وإسنادُهُ صحيحٌ). [فتح الباري: 8/ 699] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ذات الرجع سحاب يرجع بالمطر ذات الصدع يتصدع بالنبات
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {والسّماء ذات الرجع}؛ قال: يعني ذات السّحاب تمطر ثمّ ترجع بالقطر
وبه في قوله: {والأرض ذات الصدع}؛ ذات النّبات
وبالإسناد المتقدّم إلى أبي خليفة ثنا يحيى ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله
وقد روى ذلك عن ابن عبّاس قال إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث له حدثني عبيد الله، ثنا ابن مهدي، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاس و {والسّماء ذات الرجع} المطر بعد المطر). [تغليق التعليق: 4/ 364-365] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ذَاتِ الرَّجْعِ}: سَحَابٌ يَرْجِعُ بِالمَطَرِ {ذَاتِ الصَّدْعِ}: الأرْضُ تَتَصَدَّعُ بِالنَّبَاتِ).
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} وتَفْسِيرُهُ ظَاهِرٌ، ويُقَالُ: يَرْجِعُ بِالْغَيْثِ، وَأَرْزَاقِ الْعِبَادِ كُلَّ عَامٍ، وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَهَلَكُوا وَهَلَكَتْ مَوَاشِيهِمْ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}: ذَاتِ الْمَطَرِ، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}: النَّبَاتِ وَالأَشْجَارِ وَالثِّمَارِ وَالأَنْهَارِ). [عمدة القاري: 19/ 287] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ فيما وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ ذَاتِ الرَّجْعِ هي سَحَابٌ يَرْجِعُ بِالْمَطَرِ ولأَبِي ذَرٍّ: تَرْجِعُ؛ بِالْفَوْقِيَّةِ بَدَلَ التَّحْتِيَّةِ، وعلى هذا يَجُوزُ أن يُرَادَ بالسَّمَاءِ السَّحَابُ. {ذَاتِ}؛ ولأَبِي ذَرٍّ: {وذَاتِ الصَّدْعِ}؛ هي الأَرْضُ تَتَصَدَّعُ بِالنَّبَاتِ والْعُيُونِ). [إرشاد الساري: 7/ 416] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {والأرض ذات الصّدع}؛ قال: هو الصّدّان بينهما الطّريق مثل مأزم منى).[جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: والأرضِ ذاتِ الصدعِ بالنباتِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن خصيفٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ:{وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قالَ: ذاتِ النباتِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ يقولُ: صدعُها عنْ إخراجِ النباتِ في كلِّ عامٍ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسنِ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قالَ: هذه تصدعُ عمَّا تحتَها. قالَ أبو رجاءٍ: وسئلَ عنها عكرمةُ، فقالَ: هذه تُصْدَعُ عن الرِّزقِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عنْ مجاهدٍ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}: مثلُ المَأْزِمِ مَأْزِمِ مِنًى.
- حدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قالَ: الصَّدْعُ مثلُ المَأْزِمِ، غيرَ الأوديَةِ وغيرَ الجُرُفِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}: تَصَدَّعُ عن الثمارِ وعن النباتِ كما رأيتُمْ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ:{وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قالَ: تصدَّعُ عن النباتِ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ فقرأَ: {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً}؛ إلَى آخرِ الآيَةِ. قالَ: صدعُها للحرثِ.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: أخبرنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}: النباتِ). [جامع البيان: 24/ 304-306]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {والأرض ذات الصدع}؛ قال: الصدع مثل المأزم غير الأودية وغير الجرف). [تفسير مجاهد: 750]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني إبراهيم بن حاتمٍ الزّاهد، ثنا محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، أنبأ محمّد بن جعثمٍ، ثنا سفيان، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {والسّماء ذات الرّجع}قال: «المطر» {والأرض ذات الصّدع} قال: «ذات النّبات» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 565] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيابيُّ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبخاريُّ في تَاريخِه وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العَظَمَةِ والحَاكِمُ وصحَّحَهُ وابنُ مَرْدُويَهْ، من طُرُقٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: المَطَرِ بَعْدَ المَطَرِ، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: صَدْعُها عن النَّباتِ.
- وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ وعِكْرِمَةَ وأَبِي مَالِكٍ وابنِ أَبْزَى والرَّبيعِ بنِ أَنَسٍ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15/ 353] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: السَّحَابُ تُمْطِرُ ثُمَّ تَرْجِعُ بالمَطَرِ، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: المَأْزِمِ, غَيْرَ الأَوْدِيَةِ والجُرُوفِ). [الدر المنثور: 15/ 353] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطِيَّةَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: تَرْجِعُ بالمَطَرِ كُلَّ عَامٍ، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: تَصْدَعُ بالنَّباتِ كُلَّ عَامٍ). [الدر المنثور: 15/ 353] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: صَدْعُ الأَوْدِيَةِ). [الدر المنثور: 15/ 354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَنْدَهْ والدَّيْلَمِيُّ، عن مُعَاذِ بنِ أَنَسٍ مَرْفُوعاً: {والأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: تَصْدَعُ بإِذْنِ اللَّهِ عَنِ الأَمْوَالِ والنَّبَاتِ). [الدر المنثور: 15/ 354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: تَرْجِعُ إِلَى العِبَادِ برِزْقِهِم كُلَّ عَامٍ، لولا ذَلِكَ لَهَلَكُوا وهَلَكَتْ مَوَاشِيهِم، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: تَصْدَعُ عَن النَّباتِ والثِّمارِ كَمَا رَأَيْتُم). [الدر المنثور: 15/ 354] (م)
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {لَقَوْلٌ فَصْلٌ}: لحقٌّ). [متن فتح الباري: 8/ 699] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {لَقَوْلٌ فَصْلٌ}: لَحَقٌّ وقَعَ هَذَا للنَّسَفِيِّ، وسَيأتِي في التَّوحيدِ بزيادةٍ). [فتح الباري: 8/ 699]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَقَوْلٌ فَصْلٌ}: لَحَقٌّ.
هذا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: حَقٌّ وَجِدٌّ وَجَزْلٌ يَفْصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ). [عمدة القاري: 19/ 287]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {لَقَوْلٌ فَصْل} أي: (لَحَقٌّ) وَجِدٌّ يَفْصِلُ بين الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ). [إرشاد الساري: 7/ 416]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: إنَّ هذا القولَ وهذا الخبرَ {لقولٌ فصلٌ}؛ يقولُ: لقولٌ يفصِلُ بينَ الحقِّ والباطلِ ببيانِهِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ، علَى اختلافٍ منهم في العبارةِ عنه؛ فقالَ بعضُهُم: لَقولٌ حقٌّ. وقالَ بعضُهُم: لَقولٌ حُكْمٌ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ يقولُ: حقٌّ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}: أي: حُكْمٌ). [جامع البيان: 24/ 306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: تَرْجِعُ إِلَى العِبَادِ برِزْقِهِم كُلَّ عَامٍ، لولا ذَلِكَ لَهَلَكُوا وهَلَكَتْ مَوَاشِيهِم، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: تَصْدَعُ عَن النَّباتِ والثِّمارِ كَمَا رَأَيْتُم، {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ قَالَ: قَوْلٌ حَكَمٌ). [الدر المنثور: 15/ 354] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن عليٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] يقولُ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ أُمَّتَكَ مُخْتَلِفَةٌ بَعْدَكَ. قُلْتُ: فأَيْنَ المَخْرَجُ يَا جِبْرِيلُ؟ فقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ, بِهِ يُقْصَمُ كُلُّ جَبَّارٍ، مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ نَجَا، ومَنْ تَرَكَهُ هَلَكَ، قَوْلٌ فَصْلٌ لَيْسَ بالهَزْلِ» ). [الدر المنثور: 15/ 355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ قَالَ: حَقٌّ، {وَمَا هُوَ بالهَزْلِ}؛ قَالَ: بالباطِلِ. وفي قَوْلِهِ: {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}؛ قَالَ: قَرِيباً). [الدر المنثور: 15/ 355]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)}
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ {وما هو بالهزل} قال: وما هو باللّعب). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 406]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {وما هو بالهزل}؛ قال: الهزل: الباطل). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 109]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}؛ يقولُ: وما هو باللعبِ ولا الباطلِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}؛ يقولُ: بالباطلِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}؛ قالَ: باللعبِ). [جامع البيان: 24/ 306-307]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {وما هو بالهزل}؛ يقول: ما هو باللعب). [تفسير مجاهد: 750]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: تَرْجِعُ إِلَى العِبَادِ برِزْقِهِم كُلَّ عَامٍ، لولا ذَلِكَ لَهَلَكُوا وهَلَكَتْ مَوَاشِيهِم، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: تَصْدَعُ عَن النَّباتِ والثِّمارِ كَمَا رَأَيْتُم، {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ قَالَ: قَوْلٌ حَكَمٌ، {وَمَا هُوَ بالهَزْلِ}؛ قَالَ: باللَّعِبِ). [الدر المنثور: 15/ 354] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، أنَّ نافِعَ بنَ الأزْرَقِ قَالَ له: أَخْبِرْنِي عن قولِه عزَّ وجلَّ: {وَمَا هُوَ بالهَزْلِ}؛ قَالَ: القُرآنُ ليسَ بالباطلِ واللَّعِبِ. قَالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذلك؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا سَمِعْتَ قَيْسَ بنَ رِفَاعَةَ وهو يَقُولُ:
وَمَا أَدْرِي وسَوْفَ إِخَالُ أَدْرِي ....... أَهَزْلٌ ذَاكُمُ أَمْ قَوْلُ جِدِّ).
[الدر المنثور: 15/ 354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {وَمَا هُوَ بالْهَزْلِ}؛ قَالَ: وَمَا هُوَ باللَّعِبِ.
- وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ). [الدر المنثور: 15/ 354-355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن عليٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] يقولُ:«أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ أُمَّتَكَ مُخْتَلِفَةٌ بَعْدَكَ. قُلْتُ: فأَيْنَ المَخْرَجُ يَا جِبْرِيلُ؟ فقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ, بِهِ يُقْصَمُ كُلُّ جَبَّارٍ، مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ نَجَا، ومَنْ تَرَكَهُ هَلَكَ، قَوْلٌ فَصْلٌ لَيْسَ بالهَزْلِ» ). [الدر المنثور: 15/ 355] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ قَالَ: حَقٌّ، {وَمَا هُوَ بالهَزْلِ}؛ قَالَ: بالباطِلِ. وفي قَوْلِهِ: {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}؛ قَالَ: قَرِيباً). [الدر المنثور: 15/ 355] (م)
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: إنَّ هؤلاءِ المكذبينَ باللَّهِ ورسولِهِ والوعدِ والوعيدِ يمكرونَ مكراً). [جامع البيان: 24/ 307]
تفسير قوله تعالى: {وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَأَكِيدُ كَيْداً}؛ يقولُ: وأمكرُ مكراً؛ ومكرُهُ جلَّ ثناؤُهُ بهم إملاؤهُ إيَّاهم علَى معصيتِهم وكفرِهم به). [جامع البيان: 24/ 307]
تفسير قوله تعالى: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ [صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ]: فمهِّلْ يا محمَّدُ الكافرينَ, ولا تعْجَلْ عليهم.
{أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}؛ يقولُ: أمهِلْهم آناً قليلاً، وأنْظِرْهم للموعدِ الذي هو وقتُ حلولِ النِّقمةِ بهم.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}؛ يقولُ: قريباً.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}: الرويدُ القليلُ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}؛ قالَ: مهِّلْهم، فلا تَعْجَلْ عليهم، ترَكَهُم حتَّى لمَّا أرادَ الانتصارَ منهم، أمرَهُ بجهادِهِم وقتالِهم والغِلْظةِ عليهم). [جامع البيان: 24/ 307-308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}؛ قَالَ: تَرْجِعُ إِلَى العِبَادِ برِزْقِهِم كُلَّ عَامٍ، لولا ذَلِكَ لَهَلَكُوا وهَلَكَتْ مَوَاشِيهِم، {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}؛ قَالَ: تَصْدَعُ عَن النَّباتِ والثِّمارِ كَمَا رَأَيْتُم، {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ قَالَ: قَوْلٌ حَكَمٌ، {وَمَا هُوَ بالهَزْلِ}؛ قَالَ: باللَّعِبِ، {فمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}؛ قَالَ: الرُّوَيْدُ: القَلِيلُ). [الدر المنثور: 15/ 354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ قَالَ: حَقٌّ، {وَمَا هُوَ بالهَزْلِ}؛ قَالَ: بالباطِلِ. وفي قَوْلِهِ: {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}؛ قَالَ: قَرِيباً). [الدر المنثور: 15/ 355] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: {فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}؛ قَالَ: أَمْهِلْهُمْ حَتَّى آمُرَ بالقِتَالِ). [الدر المنثور: 15/ 355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أَبِي شَيْبَةَ والدَّارِمِيُّ والتِّرْمذيُّ ومُحمدُ بنُ نَصْرٍ وابنُ الأنْبارِيِّ في المَصَاحِفِ، عن الحارثِ الأَعْوَرِ قَالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ فإِذَا النَّاسُ قَدْ وَقَعُوا في الأحاديثِ، فأَتَيْتُ عَلِيًّا فأَخْبَرْتُه، فقَالَ: أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟ سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يقولُ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ». قُلْتُ: فَمَا المَخْرَجُ مِنْهَا يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ:«كِتَابُ اللَّهِ, فِيهِ نَبَأُ مَنْ قَبْلَكُمْ، وخَبَرُ مَنْ بَعْدَكُمْ، وحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بالهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، ومَنِ ابْتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ المَتِينُ، وهُوَ الذِّكْرُ الحَكِيمُ، وهُوَ الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، ولا تَشْبَعُ مِنْهُ العُلَمَاءُ، وَلا تَلْتَبِسُ مِنْهُ الأَلْسُنُ، ولا يَخْلَقُ عنِ الرَّدِّ، ولا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}؛ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، ومَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، ومَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، ومَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» ). [الدر المنثور: 15/ 355-356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ محمدُ بنُ نَصْرٍ والطَّبَرانِيُّ، عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] يَوْماً الفِتَنَ؛ فعَظَّمَهَا وشَدَّدَها، فقَالَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طالبٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا المَخْرَجُ منها؟ قَالَ:«كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ المَخْرَجُ، فِيهِ حَدِيثُ مَا قَبْلَكُمْ، ونَبَأُ مَا بَعْدَكُمْ، وفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ، مَنْ يَتْرُكْهُ مِن جَبَّارٍ يَقْصِمْهُ اللَّهُ، ومَنْ يَبْتَغِ الهُدَى فِي غَيْرِهِ يُضِلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ المَتِينُ، والذِّكْرُ الحَكِيمُ، والصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ, هُوَ الَّذِي لَمَّا سَمِعَتْهُ الجِنُّ لَمْ تَتَناهَ أنْ قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}؛ هو الذي لا تَخْتَلِفُ بِهِ الأَلْسُنُ، ولا يُخْلِقُهُ كَثْرَةُ الرَّدِّ» ). [الدر المنثور: 15/ 356]