جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {والطارق}؛ قال: هو ظهور النجوم بالليل يقول تطرقك بالليل النجم الثاقب المضيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {الطَّارقِ}؛ هُو النَّجْمُ، وما أَتَاكَ لَيْلاً فهو طَارِقٌ). [متن فتح الباري: 8/ 699]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : ({الطَّارقِ} هُو النَّجْمُ، وما أَتَاكَ لَيْلاً فهُو طَارِقٌ) ثم فَسَّرَهُ فقال: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ: المُضِيءُ) يُقَالُ: أَثقِبْ نَارَكَ للمُوقِدِ. ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وأبِي نُعَيْمٍ وسَيأتِي للباقِينَ في كِتابِ الاعتِصامِ
وهُو كَلامُ الفَرَّاءِ قَالَ في قَولِهِ تَعَالَى:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} إلخ، وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ: الثَّاقِبُ: المُضِيءُ. وأَخرَجَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ مِثلَهُ). [فتح الباري: 8/ 699] (م)
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (هُوَ النَّجْمُ وَمَا أتَاكَ لَيْلاً فَهُوَ طَارِقٌ)
أَيِ: الطَّارِقُ هُوَ النَّجْمُ قَوْلُهُ: {وَمَا أَتَاكَ} أَيِ الَّذِي أَتَاكَ فِي اللَّيْلِ يُسَمَّى طَارِقًا مِنَ الطَّرْقِ وَهُوَ الدَّقُّ، وَسُمِّيَ بِهِ لِحَاجَتِهِ إِلَى دَقِّ الْبَابِ، هَذَا لِلنَّسَفِيِّ). [عمدة القاري: 19/ 287]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (هُوَ) أي الطَّارِقُ النَّجْمُ، وَمَا أَتَاكَ لَيْلاً فهو طارقٌ ولا يُسَمَّى ذلك بالنَّهَارِ، فَسُمِّيَ به النَّجْمُ لِظُهُورِهِ لَيْلاً). [إرشاد الساري: 7/ 416]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (أقسمَ ربُّنا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بالسماءِ، وبالطارقِ الذي يطرُقُ ليلاً؛ من النجومِ المضيئةِ، ويخفَى نهاراً، وكلُّ ما جاءَ ليلاً فقد طرَقَ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قالَ: السماءِ وما يَطْرُقُ فيها.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ}. قالَ: طارقٌ يطرقُ باللَّيلِ، ويخفَى بالنهارِ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ في قولِهِ: {وَالطَّارِقِ}. قالَ: ظهورُ النجومِ. يقولُ: تطرقُكَ ليلاً.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {وَالطَّارِقِ}: النجمِ). [جامع البيان: 24/ 288-289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءِ والطَّارِقِ}. قَالَ: أَقْسَمَ رَبُّكَ بالطَّارِقِ، وكُلُّ شَيْءٍ طَرَقَكَ باللَّيْلِ فهو طَارِقٌ). [الدر المنثور: 15/ 347-348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لابنِ عَبَّاسٍ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. فقَالَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ}. فقُلْتُ: {فَلاَ أُقْسِمُ بالخُنَّسِ}. فقَالَ: {الجَوَارِي الكُنَّسِ}. فقلتُ: {وَالمُحْصَنَاتِ مِنَ النِّسَاءِ}. فقَالَ: {إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}. فقلتُ: مَا هَذَا؟ فقَالَ: لا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَسْمَعُ). [الدر المنثور: 15/ 348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءِ والطَّارِقِ}. قَالَ: ومَا يَطْرُقُ فِيهَا، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: كُلُّ نَفْسٍ عَلَيْهَا حَفَظَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ). [الدر المنثور: 15/ 348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ جُرَيْجٍ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: النَّجْمُ يَخْفَى بالنَّهارِ ويَبْدُو بالليلِ، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: يَحْفَظُ عَمَلَهُ وأَجَلَهُ ورِزْقَهُ). [الدر المنثور: 15/ 348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: هو ظُهُورُ النُّجُومِ باللَّيْلِ، يَقُولُ: تَطْرُقُكَ باللَّيْلِ). [الدر المنثور: 15/ 349] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ: وما أشعرَكَ يا محمَّدُ ما الطارقُ الذي أقسمْتُ به؟). [جامع البيان: 24/ 289]
تفسير قوله تعالى: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة؟، في قوله: {والطارق}؛ قال: هو ظهور النجوم بالليل يقول تطرقك بالليل، {النجم الثاقب}؛ المضيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: المُضِيءُ، وقَالَ مُجَاهِدٌ: {الثَّاقِبُ} الذي يَتَوَهَّجُ). [متن فتح الباري: 8/ 699]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (الطَّارقِ هُو النَّجْمُ، وما أَتَاكَ لَيْلاً فهُو طَارِقٌ ثم فَسَّرَهُ فقال: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: المُضِيءُ، يُقَالُ: أَثقِبْ نَارَكَ للمُوقِدِ. ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وأبِي نُعَيْمٍ وسَيأتِي للباقِينَ في كِتابِ الاعتِصامِ
وهُو كَلامُ الفَرَّاءِ قَالَ في قَولِهِ تَعَالَى:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} إلخ، وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ: {الثَّاقِبُ}: المُضِيءُ. وأَخرَجَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ مِثلَهُ.
قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: الثَّاقِبُ الذي يَتوهَّجُ ثَبَتَ هَذَا لأبِي نُعَيْمٍ عنِ الجُرْجَانِيِّ ووَصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ والطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بهذا.
- وأَخرَجَ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ: هُو النَّجْمُ الذي يُرمَى بِه. ومِن طريقِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ زيدٍ قَالَ: النَّجْمُ الثَّاقِبُ الثُّرَيَّا). [فتح الباري: 8/ 699]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: المُضِيءُ.
هذا أَيْضًا لِلنَّسَفِيِّ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الثَّاقِبُ} الَّذِي يَتَوَهَّجُ.
ثَبَتَ هَذَا لأَبِي نُعَيْمٍ عَنِ الْجُرْجَانِيِّ عَنِ السُّدِّيِّ: الَّذِي يُرْمَى بِهِ، وَقِيلَ: الثَّاقِبُ: الثُّرَيَّا). [عمدة القاري: 19/ 287]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} هو (الْمُضِيءُ) وهذا كُلُّهُ ثَابِتٌ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ، سَاقِطٌ في الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ). [إرشاد الساري: 7/ 416]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {النّجم الثّاقب} قال: ثقوبه: استنارته). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 109]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمَّ بيَّنَ ذلك جلَّ ثناؤُهُ، فقالَ: هو النجمُ الثاقبُ، يعني: يتوقَّدُ ضياؤُهُ ويتوهَّجُ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قولِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: يعني المضيءُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ:{النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قالَ: هي الكواكبُ المضيئةُ، وثقوبُهُ: إذا أضاءَ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قالَ: ثنا الحسينُ، عن يزيدَ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قالَ: الذي يثقُبُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوْلِ اللَّهِ: {الثَّاقِبُ}. قالَ: الذي يتوهَّجُ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ثقوبُه: ضوءُه.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ:{النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: المضيءُ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قالَ: كانت العربُ تسمِّي الثُّرَيَّا النجمَ، ويُقالُ: إنَّ الثاقبَ النجمُ الذي يُقالُ له: زُحَلُ. والثاقبُ أيضاً الذي قد ارتفعَ علَى النجومِ، والعربُ تقولُ للطائرِ إذا هو لحِقَ ببطنِ السماءِ ارتفاعاً: قد ثَقَبَ، والعربُ تقول: أثْقِبْ نارَكَ: أي أضِئْها). [جامع البيان: 24/ 289-290]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {النجم الثاقب}؛ الذي يتوهج). [تفسير مجاهد: 2/ 749]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العظمةِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: النَّجْمُ المُضِيءُ, {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: إِلاَّ عليها حَافِظٌ). [الدر المنثور: 15/ 348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: هو ظُهُورُ النُّجُومِ باللَّيْلِ، يَقُولُ: تَطْرُقُكَ باللَّيْلِ، {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: المُضِيءُ). [الدر المنثور: 15/ 349] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: الذي يَتَوَهَّجُ). [الدر المنثور: 15/ 349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ زيدٍ قَالَ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: الثُّرَيَّا). [الدر المنثور: 15/ 349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن خَصِيفٍ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: يَثْقُبُ مَنْ يَسْتَرِقُ السَّمْعَ). [الدر المنثور: 15/ 349]
تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {إن كل نفس لما عليها حافظ}؛ قال قرينه يحفظ عليه عمله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {لَقَوْلٌ فَصْلٌ}: لحقٌّ. {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}: إلا عليها حافِظٌ). [متن فتح الباري: 8/ 699]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}: إلا عليها حافظٌ، وصَلَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ يزيدَ النَّحْويِّ عن عِكْرِمَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، وإسنادُهُ صحيحٌ لكنْ أَنكرَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وقَالَ: لم نَسْمَعْ لِقَولِ " لمَّا " بمعنَى " إلا " شَاهِدًا في كلامِ العربِ.
وقُرِئتْ (لَمَا) بالتَّخْفِيفِ والتَّشدِيدِ، فقَرَأهَا ابنُ عامرٍ وعاصِمٌ وحَمزَةُ بالتَّشْدِيدِ.
وأَخرَجَ أَبُو عُبَيْدَةَ عنِ ابنِ سِيرينَ أنَّه أَنكَرَ التَّشدِيدَ علَى مَن قَرَأَ بِهِ). [فتح الباري: 8/ 699]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( لَمَّا عَلَيْها حَافِظٌ: إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: إلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ. وَوَصَلَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، لَكِنْ أَنْكَرَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ: لَمْ نَسْمَعْ لِقَوْلِ: لَمَّا بمَعْنَى إِلاَّ شَاهِدًا فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ، وَقَالَ النَّسَفِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَحَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ: لَمَّا بتشديدِ الميمِ، عَلَى أَنْ تَكُونَ نَافِيةً، وَتَكُونَ لَمَّا بمَعْنَى إِلاَّ، وَهِيَ لغةُ هُذَيْلٍ يَقُولُونَ: نَشَدْتُكَ اللهَ لَمَّا قُمْتَ يَعْنُونَ: إِلاَّ قُمْتَ، وَالمَعْنَى: مَا نَفْسٌ إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ مِنْ رَبِّهَا، وَالْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ: جَعَلُوا مَا صِلَةً، وِإِنْ مُخَفَّفَةً مِنَ الْمُثَقَّلَةِ أَيْ: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَعَلَيْهَا حَافِظٌ مِنْ رَبِّهَا يَحْفَظُ عَلَيْهَا وَيُحْصِي عَلَيْهَا مَا تَكْسِبُهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، قُلْتُ: فِي كَلاَمِهِ رَدٌّ عَلَى إِنْكَارِ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي مَجِيءِ شَاهِدٍ لِلَمَّا بمَعْنَى إِلاَّ). [عمدة القاري: 19/ 287]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} أي: إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ وهذا التَّفْسِيرُ على تَشْدِيدِ مِيمِ لَمَّا، وهي قراءَةُ عَاصِمٍ وابْنِ عَامِرٍ وَحَمْزَةَ، وإنْ نَافِيَةٌ وَثَبَتَ قَوْلُهُ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ.. إلى آخِرِهِ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ، وَسَقَطَ مِنَ الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ). [إرشاد الساري: 7/ 416]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. اختلفت القَرَأَةُ في قراءةِ ذلك، فقرأَهُ مِن قَرَأَةِ المدينةِ أبو جعفرٍ، ومِن قَرَأَةِ الكوفةِ حمزةُ: {لَمَّا عَلَيْهَا} بتشديدِ الميمِ. وذُكِرَ عن الحسنِ أنَّهُ قرأَ ذلك كذلك.
حدَّثني أحمدُ بنُ يوسفَ، قالَ: ثنا أبو عبيدٍ، قالَ: ثنا حجَّاجٌ، عن هارونَ، عن الحسنِ أنَّهُ كانَ يقرؤُها: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} مشدَّدةً، ويقولُ: إلاَّ عليها حافظٌ، وهكذا كلُّ شيءٍ في القرآنِ بالتثقيلِ.
وقرأَ ذلك من أهلِ المدينةِ نافعٌ، ومن أهلِ البصرةِ أبو عمرٍو: (لَمَا) بالتخفيفِ، بمعنَى: إنْ كلُّ نفسٍ لَعلَيْها حافظٌ. وعلَى أنَّ اللامَ جوابُ " إنْ " و " ما " التي بعدَها صلةٌ. وإذا كانَ ذلك كذلك لم يكنْ فيهِ تشديدٌ.
والقراءةُ التي لا أختارُ غيرَها في ذلك التخفيفُ؛ لأنَّ ذلك هو الكلامُ المعروفُ من كلامِ العربِ، وقد أنكرَ التشديدَ جماعةٌ من أهلِ المعرفةِ بكلامِ العربِ، أنْ يكونَ معروفاً من كلامِ العربِ، غيرَ أنَّ الفرَّاءَ كانَ يقولُ: لا نَعْرِفُ جهةَ التثقيلِ في ذلك، ونرَى أنَّها لغةٌ في هُذَيْلٍ، يجعلونَ (إلاَّ) مع (إنْ) المُخَفَّفةِ (لَمَّا)، ولا يُجاوِزونَ ذلك، كأنَّهُ قالَ: ما كلُّ نفسٍ إلاَّ عليها حافظٌ، فإنْ كانَ صحيحاً ما ذكرَ الفرَّاءُ من أنَّها لغةُ هذيلٍ، فالقراءةُ بها جائزةٌ صحيحةٌ، وإنْ كانَ الاختيارُ أيضاً إذا صحَّ ذلك عندَنا -القراءةَ الأخرَى، وهي التخفيفُ؛ لأنَّ ذلك هو المعروفُ من كلامِ العربِ، ولا ينبغي أنْ يُتركَ الأعرفُ إلَى الأنكرِ.
وقد حدَّثني أحمدُ بنُ يوسفَ، قالَ: ثنا أبو عبيدٍ، قالَ: ثنا معاذٌ، عن ابنِ عونٍ، قالَ: قرأتُ عندَ ابنِ سيرينَ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} فأنكرَهُ، وقال: سبحانَ اللَّهِ! سبحانَ اللَّهِ!
فتأويلُ الكلامِ إذنْ: إنْ كُلُّ نفسٍ لعَلَيْها حافظٌ من ربِّها، يحفظُ عملَها، ويُحصي عليها ما تكتَسِبُ من خيرٍ أو شرٍّ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قالَ: كلُّ نفسٍ عليها حَفَظةٌ من الملائكةِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}: حفظةٌ يحفظونَ عملَكَ ورزقَكَ وأجلَكَ، إذا توفَّيتَهُ يا ابنَ آدمَ قُبِضْتَ إلَى ربِّكَ). [جامع البيان: 24/ 290-292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءِ والطَّارِقِ}. قَالَ: ومَا يَطْرُقُ فِيهَا، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: كُلُّ نَفْسٍ عَلَيْهَا حَفَظَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ). [الدر المنثور: 15/ 348] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العظمةِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: النَّجْمُ المُضِيءُ, {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: إِلاَّ عليها حَافِظٌ). [الدر المنثور: 15/ 348] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ جُرَيْجٍ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: النَّجْمُ يَخْفَى بالنَّهارِ ويَبْدُو بالليلِ، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: يَحْفَظُ عَمَلَهُ وأَجَلَهُ ورِزْقَهُ). [الدر المنثور: 15/ 348] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: هو ظُهُورُ النُّجُومِ باللَّيْلِ، يَقُولُ: تَطْرُقُكَ باللَّيْلِ، {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: المُضِيءُ، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: مَا كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ. قَالَ: وهُمْ حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَ عَمَلَكَ ورِزْقَكَ وأَجَلَكَ، فإِذَا تُُوُفِِّيتَ يَا ابنَ آدَمَ قُبِضْتَ إِلَى رَبِّكَ). [الدر المنثور: 15/ 349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عاصِمٍ أنَّه قرَأ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. مُثَقَّلَةً مَنْصُوبَةَ اللاَّمِ). [الدر المنثور: 15/ 349]
تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ}. يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فلينظرِ الإنسانُ المكذِّبُ بالبعثِ بعدَ المماتِ، المنكرُ قدرةَ اللَّهِ علَى إحيائِهِ بعدَ مماتِهِ، {مِمَّ خُلِقَ}. يقولُ: من أيِّ شيءٍ خلقَهُ ربُّهُ؟ ). [جامع البيان: 24/ 292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ}. قَالَ: هو أبو الأَشَدَّيْنِ، كانَ يَقومُ علَى الأَدِيمِ، فيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَن أَزَالَنِي عَنْهُ فَلَهُ كَذَا وكَذَا. ويقولُ: إِنَّ مُحَمَّداً يَزْعُمُ أنَّ خَزَنَةَ جَهَنَّمَ تِسْعَةَ عَشَرَ، فأَنَا أَكْفِيكُمْ وَحْدِي عَشَرَةً، واكْفُونِي أَنْتُم تِسْعَةً). [الدر المنثور: 15/ 349-350]
تفسير قوله تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثم أخبرَ جلَّ ثناؤُهُ عمَّا خلقَهُ منه، فقالَ: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}. يعني: من ماءٍ مدفوقٍ، وهو ممَّا أخرجتْهُ العربُ بلفظِ "فاعلٍ" وهو بمعنَى المفعولِ، ويُقالُ: إنَّ أكثرَ مَن يستعملُ ذلك من أحياءِ العربِ سكَّانُ الحجازِ إذا كانَ في مذهبِ النعتِ، كقولِهم: هذا سرٌّ كاتمٌ، وهَمٌّ ناصِبٌ، ونحوِ ذلك). [جامع البيان: 24/ 292]
تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني الليث بن سعد أن معمر بن أبي حبيبة المديني حدثه أنه بلغه في قول الله: {يخرج من بيت الصلب [والترائب}، .. .. عصارة القلب من هناك يكون الولد). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 64-65]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {من بين الصلب والترائب}؛ قال: هو أسفل من التراقي). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري قال: يقال {الصلب والترائب}؛ صلب الرجل وترائب المرأة يقول يخرج من صلب الرجل وترائب المرأة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 366]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن الأعمش، أنه كان يقول يخلق العظم والعصب من ماء الرجل ويخلق الدم واللحم من ماء المرأة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 366]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيدٍ في قوله: {من بين الصّلب والترائب} قال: الأضلاع الّتي أسفل الصّلب). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 37] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {يخرج من بين الصلب والترائب} قال: التّرائب: الصّدر). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. يقولُ: يخرجُ مِن صُلْبِ الرَّجُلِ وَتَرَائِبِ المرْأَةِ. وَقِيلَ: يَخْرُجُ مِن بينِ ذلك. ومعنَى الكلامِ: منهما، كما يُقالُ: سيخرجُ من بينِ هذينِ الشيئينِ خيرٌ كثيرٌ، بمعنَى: يخرجُ منهما.
واختلفَ أهلُ التأويلِ في معنَى "الترائبِ" وموضعِها؛ فقالَ بعضُهم: الترائبُ: موضعُ القِلادةِ من صدرِ المرأةِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عبدُ الرَّحْمنِ بنُ الأسودِ الطفاويُّ، قالَ: ثنا محمَّدُ بنُ ربيعةَ، عن سلمةَ بنِ سابورَ، عن عطيَةَ العَوْفِيِّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: الترائبُ: موضعُ القِلادةِ.
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}؛ يقولُ: من بينِ ثديَيِ المرأةِ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، قالَ: سُئِلَ عكرمةُ عن الترائبِ، فقالَ: هذه، ووضعَ يدَهُ علَى صدرِهِ بين ثديَيْهِ.
- حدَّثني ابنُ المثنَّى، قالَ: ثني سَلْمُ بنُ قتيبةَ، قالَ: ثني عبدُ اللَّهِ بنُ النعمانِ الحُدَّانيُّ، أنَّهُ سمعَ عكرمةَ يقولُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: صلبِ الرجلِ، وترائبِ المرأةِ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن شَريكٍ، عن عطاءٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، قالَ: الترائبُ: الصدرُ.
قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن مِسْعَرٍ، عن الحكمِ، عن أبي عِياضٍ، قالَ: {وَالتَّرَائِبِ}: الصدرِ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: الترائبُ الصدرُ، وهذا الصلبُ، وأشارَ إلَى ظهرِهِ.
وقال آخرُونَ: الترائبُ ما بينَ المَنْكِبَيْنِ والصدرِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن إسرائيلَ، عن ثُويرٍ، عن مجاهدٍ، قالَ: {وَالتَّرَائِبِ}: ما بينَ المنكبينِ والصدرِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: أسفلَ من التراقِي.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، قالَ: الصلبُ للرجلِ، والترائبُ للمرأةِ، والترائبُ فوقَ الثديينِ.
وقال آخرُونَ: هو اليدانِ والرجلانِ والعينانِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: فالترائبُ أطرافُ الرَّجُلِ، واليدانِ والرجلانِ والعينانِ، فتلك الترائبُ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن أبي رَوْقٍ، عن الضحَّاكِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: الترائبُ اليدانِ والرجلانِ.
قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، قالَ: قالَ غيرُهُ: الترائبُ ماءُ المرأةِ وصلبُ الرَّجُلِ.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}: عيناهُ ويداهُ ورجلاهُ.
وقال آخرُونَ: معنَى ذلك أنَّهُ يخرجُ من بينِ صلبِ الرَّجُلِ ونحرِه.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. يقولُ: يخرجُ من بينِ صلبِ الرجلِ ونحرِهِ.
وقالَ آخرُونَ: هي الأضلاعُ التي أسفلَ الصلبِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن أشعثَ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ في قولِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: الترائبُ الأضلاعُ التي أسفلَ الصلبِ.
وقالَ آخرُونَ: هي عُصَارةُ القلبِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني محمَّدُ بنُ إسحاقَ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني الليثُ، أنَّ معمرَ بنَ أبي حَبِيبةَ المدنِيَّ حدَّثَهُ، أنَّهُ بلغَهُ في قوْلِ اللَّهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: هو عُصارةُ القلبِ، ومنه يكونُ الوَلَدُ.
والصوابُ من القولِ في ذلك عندَنا قولُ مَن قالَ: هو موضعُ القلادةِ من المرأةِ حيثُ تقعُ عليهِ من صدرِها؛ لأنَّ ذلك هو المعروفُ في كلامِ العربِ، وبه جاءتْ أشعارُهم، قالَ المثقِّبُ العبديُّ:
ومِنْ ذَهَبٍ يسنُّ علَى تريبٍ.......كلوْنِ العاجِ ليسَ بذِي غضونِ
وقالَ آخرُ:
والزعفرانُ علَى ترائبِها.......شَرِقا به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ ).
[جامع البيان: 24/ 292-296]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {الترائب}؛ أسفل من التراقي). [تفسير مجاهد: 749]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني أبو عليٍّ الحسين بن عليٍّ الحافظ، أنبأ عبد اللّه بن محمّدٍ البغويّ، حدّثني جدّي أحمد بن منيعٍ، ثنا أبو يوسف القاضي، ثنا مطرّف بن طريفٍ، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}قال: {الصّلب} هو الصّلب، {والتّرائب} أربعة أضلاعٍ من كلّ جانبٍ من أسفل الأضلاع «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: صُلْبِ الرَّجُلِ، وتَرَائِبِ المَرْأَةِ، لا يَكونُ الوَلَدُ إلاَّ مِنْهُما). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ أَبْزَى قَالَ: الصُّلْبُ مِن الرجُلِ، والتَّرائِبُ مِن المرأةِ). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}؛ قَالَ: مَا بَيْنَ الجِيدِ والنَّحْرِ). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: التَّرائبُ أَسْفَلُ مِنَ التَّرَاقِي). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالتَّرَائِبِ}؛ قَالَ: تَرِيبَةُ المَرْأَةِ، وهو مَوْضِعُ القِلادَةِ). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، أنَّ نافِعَ بنَ الأزْرَقِ قَالَ له: أخْبِرْنِي عن قولِه عَزَّ وجلَّ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: التَّرَائِبُ مَوْضِعُ القِلادَةِ مِنَ المَرْأةِ. قَالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشاعرِ:
والزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائِبِهَا.......شَرِقاً بِهِ اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ ).
[الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أنَّه سُئِلَ عن قولِه: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: صُلْبِ الرجُلِ وتَرَائِبِ المَرْأَةِ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
ونِظَامُ اللُّولِي عَلَى تَرَائِبِهَا.......شَرِقاً بِهِ اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ ).
[الدر المنثور: 15/ 350-351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {التَّرائِبُ}؛ بين ثَدْيَيِ المرأةِ). [الدر المنثور: 15/ 351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ قالَ: {التَّرائِبُ}: الصَّدْرُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ وعَطِيَّةَ وأَبِي عِيَاضٍ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15/ 351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحه، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {التَّرَائِبُ}؛ أَرْبَعَةُ أَضْلاعٍ مِن كُلِّ جانبٍ مِن أَسْفَلِ الأَضْلاعِ ). [الدر المنثور: 15/ 351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وابنُ المُنْذِرِ، عن الأَعْمشِ قَالَ: يُخْلَقُ العِظَامُ والعَصَبُ مِن مَاءِ الرجُلِ، ويُخْلَقُ اللَّحْمُ والدَّمُ مِن مَاءِ المَرْأةِ). [الدر المنثور: 15/ 351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}؛ قَالَ: يَخْرُجُ مِن بَيْنِ صُلْبِه ونَحْرِه). [الدر المنثور: 15/ 351] (م)
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) }
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): ( ثنا يزيد بن موهبٍ قال: ثنا يحيى بن يمانٍ قال: ثنا أشعث عن جعفرٍ عن سعيدٍ وعكرمة في قوله عزّ وجلّ: {إنّه على رجعه لقادر} قال: يردّه في صلب أبيه). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 34]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {إنه على رجعه لقادر} قال: في الإحليل). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: إنَّ هذا الذي خلقَكم أيُّها النَّاسُ من هذا الماءِ الدافقِ، فجعلكم بشراً سَويًّا، بعدَ أنْ كنتم ماءً مدفوقاً {عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}.
واختلفَ أهلُ التأويلِ في الهاءِ التي في قولِهِ: {عَلَى رَجْعِهِ} علَى ما هي عائدةٌ؟ فقالَ بعضُهُم: هي عائدةٌ علَى الماءِ. وقالوا: معنَى الكلامِ: إنَّ اللَّهَ علَى ردِّ النطفةِ في الموضعِ الذي خرجتْ منه، {لَقَادِرٌ}.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: إنَّهُ علَى ردهِّ في صلبِهِ لقادرٌ.
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى، قالَ: ثنا أبو النعمانِ الحكمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، قالَ: ثنا شعبةُ، عن أبي رجاءٍ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: للصلبِ.
- حدَّثني عبيدُ بنُ إسماعيلَ الهباريُّ، قالَ: ثنا عبدُ الرَّحْمنِ بنُ محمَّدٍ المحاربيُّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: علَى أنْ يَرُدَّ الماءَ في الإحْليلِ.
- حدَّثني نصرُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ الأوديُّ الوشَّاءُ، قالَ: ثنا أبو قطنٍ عمرُو بنُ الهيثمِ، عن ورقاءَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نجيحٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي بكرٍ، عن مجاهدٍ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: علَى ردِّ النطفةِ في الإحْليلِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: رجعِ النطفةِ في الإحليلِ.
- حدثَّنَا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قال: في الإحليلِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: ردِّه في الإحْليلِ.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: إنَّهُ علَى ردِّ الإنسانِ ماءً كما كانَ قبلَ أنْ يخلُقَه منه.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}: إنْ شئْتُ رددْتُه كما خلقْتُه من ماءٍ.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: إنَّهُ علَى حبسِ ذلك الماءِ لقادرٌ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: علَى رجعِ ذلك الماءِ لقادرٌ حتَّى لا يخرجَ، كما قدَرَ علَى أنْ يخلقَ منه ما خلقَ، قادرٌ علَى أنْ يَرجِعَهُ.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: إِنَّهُ قادرٌ علَى رجعِ الإنسانِ من حالِ الكِبَرِ إلَى حالِ الصِّغَرِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قالَ: ثنا الحسينُ، عن مقاتلِ بنِ حيَّانَ، عن الضحَّاكِ، قالَ: سمعْتُهُ يقولُ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. يقولُ: إنْ شئْتُ رددْتُه من الكبرِ إلَى الشبابِ، ومن الشبابِ إلَى الصِّبا، ومن الصِّبا إلَى النطفةِ.
وعلَى هذا التأويلِ تكونُ الهاءُ في قولِهِ: {عَلَى رَجْعِهِ} من ذكْرِ الإنسانِ.
وقالَ آخرُونَ ممَّن زعمَ أنَّ الهاءَ للإنسانِ: معنَى ذلك: إنَّهُ علَى إحيائِهِ بعدَ مماتِهِ لقادرٌ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}: إنَّ اللَّهَ تعالَى ذِكْرُهُ علَى بعثِهِ وإعادتِهِ لقادرٌ.
وأوْلَى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قوْلُ مَن قالَ: معنَى ذلك: إنَّ اللَّهَ علَى ردِّ الإنسانِ المخلوقِ من ماءٍ دافقٍ من بعدِ مماتِهِ حيًّا، كهيئتِهِ قبلَ مماتِهِ لقادرٌ.
وإنَّما قلْتُ: هذا أوْلَى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ؛ لقولِهِ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. فكانَ في إتباعِهِ قولَهُ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} أنباءً من أنباءِ القيامةِ، دلالةٌ علَى أنَّ السابقَ قبلَها أيضاً منه، ومنه: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: إنَّهُ علَى إحيائِهِ بعدَ مماتِهِ لقادرٌ، يوم تُبلَى السرائرُ؛ ف"اليومُ" من صفةِ "الرجعِ"؛ لأنَّ المعنَى: إنَّهُ علَى رجعِهِ يوم تُبلَى السرائرُ لقادرٌ). [جامع البيان: 24/ 297-300]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {إنه على رجعه لقادر} قال: يقول: أنه لعلى رجع النطفة في الإحليل لقادر). [تفسير مجاهد: 749]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: يَخْرُجُ مِن بَيْنِ صُلْبِه ونَحْرِه، {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى بَعْثِه وإِعَادَتِه لَقَادِرٌ). [الدر المنثور: 15/ 351] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: علَى أَنْ يَجْعَلَ الشَّيْخَ شَابًّا والشَّابَّ شَيْخاً). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: علَى رَجْعِ النُّطْفَةِ فِي الإِحْلِيلِ). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}؛ قَالَ: عَلَى أَنْ يَرْجِعَهُ في صُلْبِه). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ أَبْزَى قَالَ: علَى أَنْ يَرُدَّه نُطْفَةً في صُلْبِ أَبِيهِ). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عَنِ الحَسَنِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}؛ قَالَ: على إِحْيائِه). [الدر المنثور: 15/ 352]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وعَنَى بقولِهِ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}: يومَ تُختبرُ سرائرُ العبادِ، فيظهرُ منها يومئذٍ ما كانَ في الدُّنيا مُسْتَخْفِياً عن أعينِ العبادِ، من الفرائضِ التي كانَ اللَّهُ ألزمَهُ إيَّاها، وكلَّفه العملَ بها.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حُدِّثْتُ عن عبدِ اللَّهِ بنِ صالحٍ، عن يحيَى بنِ أيُّوبَ، عن ابنِ جُريجٍ، عن عطاءِ بن أبي رباحٍ في قولِهِ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قالَ: ذلك الصومُ والصلاةُ وغُسْلُ الجنابةِ، وهو السرائرُ؛ ولو شاءَ أنْ يقولَ: قد صمْتُ. وليس بصائمٍ، و: قد صلَّيْتُ ولم يُصَلِّ، و: قد اغتسَلْتُ ولم يَغتَسِلْ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}: إنَّ هذه السرائرَ مُخْتَبَرَةٌ، فأسِرُّوا خيراً وأعلنوهُ إن استطعتم، ولا قوَّةَ إلاَّ باللَّهِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قالَ: تُخْتَبَرُ). [جامع البيان: 24/ 300-301]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: يَخْرُجُ مِن بَيْنِ صُلْبِه ونَحْرِه، {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى بَعْثِه وإِعَادَتِه لَقَادِرٌ، {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قَالَ: إنَّ هذه السَّرائرَ مُخْتَبَرَةٌ، فأَسِرُّوا خَيْراً وأَعْلِنُوه). [الدر المنثور: 15/ 351] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قَالَ: السَّرَائِرُ التي تَخْفَيْنَ مِنَ النَّاسِ، وَهُنَّ للَّهِ بَوَادٍ، دَاوُوهُنَّ بدَوائِهِنَّ. قِيلَ: وَمَا دَواؤُهُنَّ؟ قَالَ: أَنْ تَتُوبَ ثُمَّ لا تَعُودَ). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن عَطَاءٍ في قَوْلِهِ: {تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قَالَ: الصَّوْمُ والصَّلاةُ وغُسْلُ الجَنابَةِ.
- وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ، عن أبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: « ضَمَّنَ اللَّهُ خَلْقَهُ أَرْبَعَةً؛ الصَّلاةَ والزَّكَاةَ وصَوْمَ رَمَضانَ والغُسْلَ مِن الجَنَابَةِ، وهُنَّ السَّرَائِرُ التي قَالَ اللَّهُ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} » ). [الدر المنثور: 15/ 352-353]
تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {من قوة ولا ناصر}؛ قال: من قوة يمتنع بها ولا ناصر ينصره من الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَمَا لَهُ من قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فما للإنسانِ الكافرِ يومئذٍ من قوَّةٍ يمتنعُ بها من عذابِ اللَّهِ، وأليمِ نَكالِهِ، ولا ناصرٍ يَنْصرُهُ، فيَستَقيدَ له ممَّن نالَهُ بمكروهٍ، وقد كانَ في الدنيا يرجعُ إلَى قوَّةٍ من عشيرتِهِ، يمتنعُ بهم ممَّن أرادَهُ بسوءٍ، وناصرٍ من حليفٍ ينصرُهُ علَى مَن ظلَمَهُ واضطهدَهُ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {فَمَا لَهُ من قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ}: ينصرُه من اللَّهِ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ في قولِهِ: {فَمَا لَهُ من قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ}؛ قالَ: من قوَّةٍ يمتنعُ بها، ولا ناصرٍ ينصرُهُ من اللَّهِ.
- حدَّثني عليٌّ بنُ سهلٍ، قالَ: ثنا ضَمْرةُ بنُ ربيعةَ، عن سفيانَ الثوريِّ في قولِهِ: {من قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ}؛ قالَ: القوَّةُ العشيرةُ، والناصرُ الحليفُ). [جامع البيان: 24/ 301-302]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ضمرة عن ربيعة، عن سفيان الثوري، في قوله: {فماله من قوة ولا ناصر}؛ قال: القوة العشيرة والناصر الحليف). [تفسير مجاهد: 749]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: يَخْرُجُ مِن بَيْنِ صُلْبِه ونَحْرِه، {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى بَعْثِه وإِعَادَتِه لَقَادِرٌ، {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قَالَ: إنَّ هذه السَّرائرَ مُخْتَبَرَةٌ، فأَسِرُّوا خَيْراً وأَعْلِنُوه, {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ} يَمْتَنِعُ بِهَا، {وَلا نَاصِرٍ} يَنْصُرُه مِن اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 351]