جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}. يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لنبيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ بَطْشَ رَبِّك يَا مُحَمَّدُ- لِمَنْ بَطَشَ بِه مِن خَلْقِهِ، وهُو انتقامُه مِمَّن انتقمَ منه- لَشَدِيدٌ.
وهَذا تحذيرٌ مِن اللَّهِ لِقَوْمِ رَسُولِه مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَحِلَّ بهم مِن عَذَابِهِ ونقمتِهِ نظيرُ الذي حلَّ بِأَصْحَابِ الأُخْدُودِ عَلَى كفرِهم بِه، وتكذيبِهم رَسُولَه، وفتنتِهم المؤمنينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ مِنْهُم ). [جامع البيان: 24 / 281-282]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا السّريّ بن خزيمة، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاءٍ، عن عرفجة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال قسمٌ: {والسّماء ذات البروج} [البروج: 1] {إنّ بطش ربّك لشديدٌ} إلى آخرها. «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 564] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ والحاكِمُ وصَحَّحه، عن ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَسَمٌ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ}. إلى قولِه: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} قَالَ: هَذَا قَسَمٌ علَى {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} إلى آخِرِهَا). [الدر المنثور: 15 / 343] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}؛ قَالَ: هاهنا القَسَمُ، {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ ويُعِيدُ}؛ قَالَ: يُبْدِئُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه، {وَهُوَ الغَفُورُ الوَدُودُ}؛ قَالَ: يَوَدُّ عَلَى طَاعَتِهِ مَنْ أَطَاعَهُ). [الدر المنثور: 15 / 343]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (اختلفَ أهلُ التأويلِ فِي معنَى قولِهِ: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ}؛ فقالَ بَعْضُهُم: معنَى ذَلِكَ: إِنَّ اللَّهَ أبدَأَ خَلْقَه، فهو يُبْدِئُ. بمعنى: يُحْدِثُ خَلْقَه ابتداءً، ثُمَّ يميتُهم، ثُمَّ يُعيدُهم أحياءً بَعْدَ مماتِهم، كهيئتِهم قَبْلَ مماتِهم.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حُدِّثتُ عن الحسينِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا مُعَاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ فِي قولِهِ: {يُبْدِئُ وَيُعِيدُ}: يعني الْخَلْقَ.
- حدَّثني يُونُسُ، قالَ: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: قالَ ابْنُ زيدٍ فِي قولِهِ: {يُبْدِئُ وَيُعِيدُ}. قالَ: يُبدئُ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَه، ويعيدُه يَومَ القيامةِ.
وقالَ آخرونَ: بلْ معنَى ذَلِكَ: إنَّه هو يُبدئُ العَذَابَ ويُعيدُه.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أَبِي، قالَ: ثني عَمِّي، قالَ: ثني أَبِي، عن أبيهِ، عن ابْنِ عبَّاسٍ: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ}. قالَ: يُبدئُ العَذَابَ ويُعيدُه.
وأوْلَى التأويلينِ فِي ذَلِكَ عِندِي بالصوابِ، وأشبهُهما بِظَاهِرِ مَا دلَّ عَلَيْهِ التنزيلُ -الْقَوْلُ الذي ذكرْناهُ عن ابْنِ عبَّاسٍ، وهُو أنَّه يُبدئُ العَذَابَ لأَهْلِ الكفرِ بِه وَيُعِيدُ، كما قالَ جلَّ ثناؤُه: {فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمُ} في الآخرة، { وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} فِي الدُّنيَا، فأبدأَ ذَلِكَ لهم فِي الدُّنيَا، وهُو يُعِيدُه لهم فِي الآخِرَة.
وإنَّما قُلْتُ: هَذَا أوْلَى التأويلينِ بالصوابِ؛ لأَنَّ اللَّهَ أَتْبَعَ ذَلِكَ قولَه: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}. فَكَانَ للبيانِ عن معنَى شدَّةِ بطشِهِ الذي قد ذَكَرَه قَبْلَه، أشبهُ بِه بالبيانِ عمَّا لم يَجْرِ لَه ذِكْرٌ؛ وممَّا يؤيدُ مَا قلْنا مِن ذَلِكَ وضوحاً وصحةً، قولُهُ: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}. فبيَّنَ ذَلِكَ عن أَنَّ الذي قَبْلَه مِن ذِكْرِ خبرِه عن عَذَابِهِ وشدَّةِ عقابِهِ). [جامع البيان: 24 / 282-283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}؛ قَالَ: هاهنا القَسَمُ، {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ ويُعِيدُ}؛ قَالَ: يُبْدِئُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه، {وَهُوَ الغَفُورُ الوَدُودُ}. قَالَ: يَوَدُّ عَلَى طَاعَتِهِ مَنْ أَطَاعَهُ). [الدر المنثور: 15 / 343] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ ويُعِيدُ}؛ قَالَ: يُبْدِئُ العَذَابَ ويُعِيدُه). [الدر المنثور: 15 / 344]
تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ في قَولِهِ تَعَالَى:{الوَدُودُ}: الَحبيبُ. {الَمجيدُ}: الكَريمُ). [متن فتح الباري: 8 / 698]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: الوَدُودُ: الحَبِيبُ، المجيدُ: الكريمُ) ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، ويَأتِي في التَّوحيدِ.
وأخرجَ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَولِهِ: {الْغَفُورُ الْوَدُودُ} قَالَ: الوَدُودُ: الحَبِيبُ، وفي قولِهِ: {ذُو الْعَرْشِ المَجِيدُ} يَقولُ: الكريمُ). [فتح الباري: 8 / 699]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الوَدُودُ}: الحَبِيبُ، المَجِيدُ: الكَرِيمُ)
أَيْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}، وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الْغَفُورُ الْوَدُودُ} الْحَبِيبُ، وَهَذَا ثَبَتَ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19 / 286-287]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْوَدُودُ}: هو الْحَبِيبُ الْمُتَوَدِّدُ إلى أَوْلِيَائِهِ بِالْكَرَامَةِ. {الْمَجِيدِ} أي: (الْكَرِيمِ) وقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ هذا سَاقِطٌ في الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ، ثَابتٌ في روايةِ النَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [إرشاد الساري: 7 / 416]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}. يقولُ تَعَالَى ذِكرُه: وهُوَ ذو الْمَغْفِرَةِ لِمَنْ تَابَ إِلَيهِ مِن ذنوبِهِ، وَذُو المحبَّةِ لَه.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني عَلِيٌّ، قالَ: ثنا أبو صَالِحٍ، قالَ: ثني معاويةُ، عن عَلِيٍّ، عن ابْنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {الْغَفُورُ الْوَدُودُ}. يقولُ: الحبيبُ.
- حدَّثني يُونُسُ، قالَ: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: قالَ ابْنُ زيدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: {الْغَفُورُ الْوَدُودُ}. قالَ: الرحيمُ). [جامع البيان: 24 / 283-284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}. قَالَ: هاهنا القَسَمُ، {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ ويُعِيدُ}. قَالَ: يُبْدِئُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه، {وَهُوَ الغَفُورُ الوَدُودُ}. قَالَ: يَوَدُّ عَلَى طَاعَتِهِ مَنْ أَطَاعَهُ). [الدر المنثور: 15 / 343] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو الشيخِ، عن الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ في قَوْلِهِ: {وَهُوَ الغَفُورُ الوَدُودُ}. قَالَ: الغَفُورُ للمُؤْمِنِينَ الوَدُودُ لأَوْلِيَائِه). [الدر المنثور: 15 / 344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {الوَدُودُ}. قَالَ: الحَبِيبُ). [الدر المنثور: 15 / 344] (م)
تفسير قوله تعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ في قَولِهِ تَعَالَى:{الوَدُودُ}: الَحبيبُ. {الَمجيدُ}: الكَريمُ). [متن فتح الباري: 8 / 698] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {الوَدُودُ}: الحَبِيبُ، {المجيدُ}: الكريمُ، ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، ويَأتِي في التَّوحيدِ.
- وأخرجَ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَولِهِ: {الْغَفُورُ الْوَدُودُ} قَالَ: {الوَدُودُ}: الحَبِيبُ، وفي قولِهِ: {ذُو الْعَرْشِ المَجِيدُ} يَقولُ: الكريمُ). [فتح الباري: 8 / 699] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْوَدُودُ}: هو الْحَبِيبُ الْمُتَوَدِّدُ إلى أَوْلِيَائِهِ بِالْكَرَامَةِ. {الْمَجِيدِ} أي: (الْكَرِيمِ) وقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ هذا سَاقِطٌ في الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ، ثَابتٌ في روايةِ النَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [إرشاد الساري: 7 / 416] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ذو الْعَرْشِ الْكَرِيمُ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني عَلِيٌّ، قالَ: ثنا أبو صَالِحٍ، قالَ: ثني معاويةُ، عن عَلِيٍّ، عن ابْنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}. يقولُ: الْكَرِيمُ.
واختلفت القَرَأَةُ فِي قراءةِ قولِه: {الْمَجِيدُ}؛ فقرأتْه عامَّةُ قَرَأَةِ الْمَدِينَةِ ومكَّةَ والبصرةِ وبعضُ الكوفيِّينَ رفعاً، ردًّا عَلَى قولِه: {ذُو}. عَلَى أنَّه مِن صفةِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ. وقرأَ ذَلِكَ عامَّةُ قرَأَةِ الكوفةِ خفضاً، عَلَى أنَّه مِن صفةِ "الْعَرْشِ".
والصوابُ مِن الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِندَنَا أَنَّهُمَا قراءتانِ معروفتانِ، فبأيَّتِهما قرأَ القارئُ فمصيبٌ). [جامع البيان: 24 / 284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {الوَدُودُ}. قَالَ: الحَبِيبُ. وفي قَوْلِهِ: {ذُو العَرْشِ المَجِيدُ}. قَالَ: الكَرِيمُ). [الدر المنثور: 15 / 344]
تفسير قوله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}؛ يقولُ: هوَ غفَّارٌ لذنوبِ مَن شاءَ مِن عِبَادِهِ إِذا تَابَ وَأَنَابَ مِنهَا، معاقِبٌ مَن أصرَّ عليها وأقامَ، لاَ يمنعُه مانعٌ مِن فِعْلٍ أرادَ أَنْ يَفْعَلَه، وَلاَ يَحُولُ بينَه وَبَيْنَ ذَلِكَ حائلٌ؛ لأَنَّ لَه مُلْكَ السماواتِ وَالأَرْضِ، وهُوَ العزيزُ الحكيمُ). [جامع البيان: 24 / 284-285]
تفسير قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ}. يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لنبيِّه مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ جاءَك يَا مُحَمَّدُ حَدِيثُ الْجُنُودِ الَّذِينَ تجنَّدوا عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِه بأذاهم ومكروهِهم؟ يقولُ: قد أَتَاكَ ذَلِكَ وعلِمْتَه، فَاصْبِرْ لأذَى قَوْمِك إيَّاكَ، لِمَا نالوكَ بِه مِن مكروهٍ، كما صَبَرَ الَّذِينَ تجنَّدَ هَؤُلاءِ الْجُنُودُ عَلَيْهِم مِن رُسُلِي، وَلاَ يُثْنِيكَ عن تبليغِهم رسالتي، كما لم يَثْنِ الَّذِينَ أُرْسِلُوا إلَى هَؤُلاءِ، فإنَّ عاقبةَ مَن لم يصدِّقْكَ وَيُؤْمِنْ بكَ مِنْهُم إلَى عَطَبٍ وهلاكٍ، كالذي كانَ مِن هَؤُلاءِ الْجُنُودِ). [جامع البيان: 24 / 285]
تفسير قوله تعالى: {فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثم بَيَّنَ جلَّ ثناؤُه عن الْجُنُودِ مَن هُمْ؟ فقالَ: {فِرْعَونَ وَثَمُودَ}. يقولُ: فِرْعَونَ، فاجْتُزِئَ بذكرِه -إِذْ كانَ رئيسَ جندِهِ- مِن ذِكْرِ جندِهِ وتباعِهِ. وإنَّما معنَى الكلامِ: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ، فِرْعَونَ وَقَوْمِهِ وَثَمُودَ.
وخفضُ {فِرْعَونَ} ردًّا عَلَى {الْجُنُودِ}، عَلَى الترجمةِ عَنْهُم، وإنَّما فُتِحَ؛ لأنَّه لاَ يُجْرَى، {وَثَمُودَ} ). [جامع البيان: 24 / 285]
تفسير قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَا بهؤلاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بوعيدِ اللَّهِ، أنَّهم لم يَأْتِهِمْ أنباءُ مَن قَبْلَهُم مِن الأممِ المكذِّبةِ رُسُلَ اللَّهِ، كفرعونَ وَقَوْمِه، وَثَمُودَ وأشكالِهم، وما أَحَلَّ اللَّهُ بهم مِن النِّقَمِ، بتكذيبِهم الرُّسُلَ، وَلَكِنَّهُمْ فِي تَكْذِيبٍ بوحي اللَّهِ وتنزيلِه، إيثاراً مِنْهُم لأهوائِهم، واتِّباعاً مِنْهُم لسننِ آبَائِهِمْ). [جامع البيان: 24 / 285]
تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} بأعمالِهم، مُحْصٍ لَهَا، لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنهَا شيءٌ، وهُو مجازيهم عَلَى جميعِها). [جامع البيان: 24 / 285]
تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ}}؛ يقولُ تكذيباً منه جلَّ ثناؤُه للقائلينَ للقرآنِ: هو شِعْرٌ وسجعٌ: مَا ذَلِكَ كذلكَ، بلْ هو قُرْآنٌ كَرِيمٌ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يَزِيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ}؛ يقولُ: قُرْآنٌ كَرِيمٌ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابْنُ يمانٍ، عن أشعثَ بنِ إسحاقَ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ فِي قولِهِ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مُجِيدٌ}. قالَ: كَرِيمٌ). [جامع البيان: 24 / 286]
تفسير قوله تعالى: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}. يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هو قُرْآنٌ كَرِيمٌ، مُثْبَتٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ.
واختلفت القَرَأَةُ فِي قراءةِ قولِهِ: {مَحْفُوظٍ} فقرأَ ذَلِكَ مِن قرأَةِ أهلِ الحجازِ أبو جعفرٍ القارئُ وابنُ كَثِيرٍ.
ومِن قرأَةِ الكوفةِ عَاصِمٌ والأعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ، ومن البصريِّينَ أبو عمرٍو {مَحْفُوظٍ} خفضاً عَلَى معنَى أَنَّ اللوحَ هو المنعوتُ بالحفظِ. وَإِذا كانَ ذَلِكَ كذلكَ كانَ التأويلُ: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ مِن الزيادةِ فِيه والنقصانِ منهُ، عما أثبتَهُ اللَّهُ فِيه. وقرأَ ذَلِكَ مِن المكيِّينَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ، ومن المدنيِّينَ نافعٌ (محفوظٌ) رفعاً، ردًّا عَلَى "القُرْآنِ"، عَلَى أنَّه مِن نعتِهِ وصفتِهِ. وكأنَّ معنَى ذَلِكَ عَلَى قراءتِهما: بلْ هوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ، مَحْفُوظٌ مِن التغييرِ والتبديلِ فِي لَوْحٍ.
والصوابُ مِن الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِندَنَا أَنَّهُمَا قراءتانِ معروفتانِ فِي قرأَةِ الأمصارِ، صحيحتا المعنَى، فبأيَّتِهما قرأَ القارئُ فمصيبٌ. وَإِذ كانَ ذَلِكَ كذلكَ، فَبِأَيِّ القراءتينِ قرأَ القارئُ فتأويلُ القراءةِ الَّتِي يقرؤُها عَلَى مَا بيَّنَّا.
وقد حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا يَحْيَى، قالَ: ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {فِي لَوْحٍ}. قالَ: فِي أُمِّ الكِتَابِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يَزِيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}: عِنْدَ اللَّهِ.
وقال آخرونَ: إنَّما قيلَ: {مَحْفُوظٍ}؛ لأنَّه في جبهةِ إسرافيلَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثنا عمرُو بنُ عَلِيٍّ، قالَ: سَمِعْتُ قُرَّةَ بنَ سليمانَ، قالَ: ثنا حربُ بنُ سُريجٍ، قالَ: ثنا عَبْدُ العزيزِ بنُ صُهيبٍ، عن أنسِ بنِ مَالِكٍ فِي قولِهِ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}؛ قالَ: إِنَّ اللوحَ المحفوظَ الذي ذَكَرَ اللَّهُ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}: فِي جبهةِ إسرافيلَ). [جامع البيان: 24 / 286-287]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني عليّ بن عيسى الحيريّ، ثنا إبراهيم بن أبي طالبٍ، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن أبي حمزة الثّماليّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " إنّ ممّا خلق اللّه للوحًا محفوظًا من درّةٍ بيضاء دفّتاه من ياقوتةٍ حمراء قلمه نورٌ، وكتابه نورٌ ينظر فيه كلّ يومٍ ثلاثمائةً وستّين نظرةً، أو مرّةً ففي كلّ مرّةٍ منها يخلق ويرزق، ويحيي ويميت، ويعزّ ويذلّ، ويفعل ما يشاء فذلك قوله {كلّ يومٍ هو في شأنٍ} [الرحمن: 29] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد، فإنّ أبا حمزة الثّماليّ لم ينقم عليه إلّا الغلوّ في مذهبه فقط»). [المستدرك: 2 / 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}. قَالَ: في أُمِّ الكِتَابِ). [الدر المنثور: 15 / 344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}. قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ لَوْحَ الذِّكْرِ لَوْحٌ وَاحِدٌ فيهِ الذِّكْرُ، وأَنَّ ذَلِكَ اللَّوْحَ مِن نُورٍ، وأَنَّهُ مَسِيرَةُ ثَلاثِمائةِ سَنَةٍ). [الدر المنثور: 15 / 344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {مَحْفُوظٍ}. قَالَ: مَحْفُوظٍ عِنْدَ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15 / 344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}. قَالَ: في صُدُورِ المُؤْمِنِينَ). [الدر المنثور: 15 / 345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدَةَ: {فيِ لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}. قَالَ: لَوْحٌ عندَ اللَّهِ، وهو أُمُّ الكتابِ). [الدر المنثور: 15 / 345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن أنَسٍ قَالَ: إنَّ اللَّوحَ المَحْفوظَ الذي ذكَره اللَّهُ في قَوْلِهِ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ(21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}. في جَبْهَةِ إِسْرَافِيلَ). [الدر المنثور: 15 / 345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو الشَّيْخِ بسَنَدٍ جَيِّدٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ اللَّوْحَ المَحْفوظَ كمَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ، فقَالَ للقَلَمِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: اكْتُبْ عِلْمِي في خَلْقِي. فجَرَى بما هو كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ). [الدر المنثور: 15 / 345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ في الأوسَطِ وابنُ أبي الدُّنْيَا في مَكارمِ الأخلاقِ، وأبو الشيخِ في العَظَمَةِ، وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في شُّعَبِ الإيمانِ، عن أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: «إِنَّ للَّهِ لَوْحاً مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، جَعَلَهُ تَحْتَ العَرْشِ، وكَتَبَ فِيهِ: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا، خَلَقْتُ بِضْعَةَ عَشَرَ وثَلاثَمائةٍ خُلُقاً، مَن جَاءَ بِخُلُقٍ مِنْهَا مَعَ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ أُدْخِلَ الجَنَّةَ» ). [الدر المنثور: 15 / 345-346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وأبو يَعْلَى في مُسْنَدِه بسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: « إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وتَعَالَى لَلَوْحَاً، فِيهِ ثَلاثُمِائَةٍ وخَمْسَ عَشْرَةَ شَرِيعَةً، يَقُولُ الرَّحْمَنُ: وعِزَّتِي وجَلالِي، لا يَجِيئُنِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي لا يُشْرِكُ بِي شَيْئاً، فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْكُنَّ إِلاَّ أَدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ » ). [الدر المنثور: 15 / 346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الأَزْدِيُّ في الضُّعَفاءِ وأبو الشيخِ في العَظَمَةِ، عن أنَسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: « إِنَّ للَّهِ لَوْحاً، أَحَدُ وَجْهَيْهِ يَاقُوتَةٌ، والوَجْهُ الثَّانِي زُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ، قَلَمُهُ النُّورُ، فِيهِ يَخْلُقُ وفِيهِ يَرْزُقُ، وفِيهِ يُحْيِي وفِيهِ يُمِيتُ، وفِيهِ يُعِزُّ، وفِيهِ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ » ). [الدر المنثور: 15 / 346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو الشيخِ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: « خَلَقَ اللَّهُ لَوْحاً مِن دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، دَفَّتَاهُ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، كِتَابُه مِنْ نُورٍ، يَلْحَظُ إليهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاثَمِائَةٍ وسِتِّينَ لَحْظَةً، يُحْيِي ويُمِيتُ، ويَخْلُقُ ويَرْزُقُ، ويُعِزُّ ويُذِلُّ، ويَفْعَلُ مَا يَشَاءُ » ). [الدر المنثور: 15 / 346]