العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 09:31 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة المطففين [ من الآية (29) إلى الآية (36) ]

{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:11 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ الَّذِينَ اكْتَسَبُوا المآثمَ، فَكَفَرُوا بِاللَّهِ فِي الدُّنيَا، كانوا فيها مِن الَّذِينَ أقرُّوا بوحدانيَّةِ اللَّهِ، وصدَّقوا بِه، يَضْحَكُونَ؛ استهزاءً منْهُمْ بهم.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يَزِيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ}: فِي الدُّنيَا، يقولونَ: وَاللَّهِ إِنَّ هَؤُلاءِ لكذَبَةٌ، وما هُم عَلَى شيءٍ، استهزاءً بهم). [جامع البيان: 24 / 225-226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}؛ قَالَ: في الدنيا. ويقولون: واللَّهِ إِنَّ هؤلاء لكَذَبَةٌ، وما هم على شَيْءٍ. اسْتِهْزَاءً بِهِم). [الدر المنثور: 15 / 311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أحمدُ في الزُّهْدِ, وابنُ أبي الدُّنيا في الصَّمْتِ, والبَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ, عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ-: «إِنَّ المُسْتَهْزِئِينَ بالنَّاسِ فِي الدُّنْيَا يُفْتَحُ لأَحَدِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ بَابٌ مِنْ أَبْوابِ الجَنَّةِ، فيُقَالُ: هَلُمَّ هَلُمَّ. فيَجِيءُ بكَرْبِه وغَمِّه فإِذَا جاءَ أُغْلِقَ دُونَهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ آخَرُ فيُقَالُ: هَلُمَّ هَلُمَّ. فيَجِيءُ بكَرْبِه وغَمِّه، فإِذَا جاءَ أُغْلِقَ دُونَهُ، فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى إِنَّهُ لَيُفْتَحُ لَهُ البَابُ فيَقُولُ: هَلُمَّ هَلُمَّ. فما يَأْتِيهِ مِنْ إِيَاسِهِ
» ). [الدر المنثور: 15/ 311]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وكانَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَجْرَمُوا إِذا مرَّ الَّذِينَ آَمَنُوا بهم {يَتَغَامَزُونَ}. يقولُ: كان بَعْضُهُم يَغْمِزُ بعضاً بالمؤمنِ، استهزاءً بِه وسخريةً). [جامع البيان: 24/ 226]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {وَإِذا انقَلَبُوا إلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَاكِهِينَ}؛ يقولُ: وكانَ هَؤُلاءِ الْمُجْرِمُونَ إِذا انصَرَفُوا إلَى أَهْلِهِمْ مِن مجالسِهم، انصَرَفُوا ناعمينَ مُعجبينَ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني عَلِيٌّ، قالَ: ثنا أبو صَالِحٍ، قالَ: ثني معاويةُ، عن عَلِيٍّ، عن ابْنِ عبَّاسٍ: {انقَلَبُوا فَكِهِينَ}؛ قالَ: معجبينَ.
- حدَّثني يُونُسُ، قالَ: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: قالَ ابْنُ زيدٍ فِي قولِهِ: {وَإِذا انقَلَبُوا إلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَاكِهِينَ}؛ قالَ: انقَلَبَ ناعماً. قالَ: هَذَا فِي الدُّنيَا، ثُمَّ أُعْقِبَ النَّارَ فِي الآخِرَةِ.
وقد كانَ بَعْضُ أهلِ الْعِلْمِ بكلامِ العربِ يُفَرِّقُ بَينَ معنَى فَاكِهِينَ وفَكِهينَ؛ فَيَقُولُ: معنَى فَاكِهِينَ: ناعمينَ، وفَكهينَ: مَرِحينَ. وكانَ غَيْرُه يقولُ: ذَلِكَ بمعنًى واحدٍ، وإنمَّا هو بمنزلةِ طامعٍ وطَمِعٍ، وباخِلٍ وبَخِلٍ). [جامع البيان: 24/ 226]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {وَإِذا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذا رَأَى الْمُجْرِمُونَ المؤمنينَ قَالُوا لهم: إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ عن محجَّةِ الحَقِّ وسبيلِ القصْدِ). [جامع البيان: 24/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ}؛ يقولُ جلَّ ثناؤُه: وما بُعثَ هَؤُلاءِ الْكُفَّارُ القائلونَ لِلْمُؤمِنِينَ: إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ. حَافِظِينَ عَلَيْهِم بأَعْمَالِهِمْ. يقولُ: إنمَّا كُلِّفوا الإِيمَانَ بِاللهِ والعملَ بطاعتِهِ، وَلَم يُجعلوا رقباءَ عَلَى غيرِهم يحفظونَ عَلَيْهِم أَعْمَالَهُمْ ويتفقَّدونَها). [جامع البيان: 24/ 227]

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا الكلبي، عن أبي صالح: في قول الله عز وجل: {الله يستهزئ بهم} [سورة البقرة: 15]، قال: يقال لأهل النار وهم في النار: اخرجوا، فتفتح لهم أبواب النار، فإذا رأوها قد فتحت أقبلوا إليها يريدون الخروج، والمؤمنون ينظرون إليهم على الأرائك، فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم، فذلك قوله: {يستهزئ بهم}، ويضحك منهم المؤمنون حين غلقت دونهم، فذلك قوله: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الأرائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون} [سورة المطففين: 34- 36] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 603]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا محمد بن يسار، عن قتادة: في قوله: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} [سورة المطففين: 34]، قال: ذكر لنا أن كعبًا، كان يقول: إن بين الجنة والنار كوى، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا اطلع من بعض تلك الكوى، قال الله عز وجل في آية أخرى: {فاطلع فرآه في سواء الجحيم} [سورة الصافات: 55] قال: ذكر لنا: أنه اطلع فرأى جماجم القوم تغلي). [الزهد لابن المبارك: 2/ 604]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى: {من الكفار يضحكون}؛ قال: قال كعب إن بين أهل الجنة وأهل النار كواء لا يشاء رجل من أهل الجنة أن ينظر إلى عدوه من أهل النار إلا فعل). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {فَالْيَوْمَ}، وذلكَ يَومُ القيامةِ، {الَّذِينَ آَمَنُوا} بِاللَّهِ فِي الدُّنيَا، {مِنَ الْكُفَّارِ} فيها، {يَضْحَكُونَ}). [جامع البيان: 24/ 227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}؛ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ بَيْنَ أَهْلِ الجَنَّةِ وأَهْلِ النَّارِ كُوًى لا يَشَاءُ الرَّجُلُ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَدُوِّه مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِلاَّ فَعَلَ). [الدر المنثور: 15/ 311]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ}؛ يقولُ: عَلَى سُررِهم الَّتِي فِي الحجالِ ينظرونَ إِلَيْهِم وَهُم فِي الجَنَّةِ، وَالْكُفَّارُ فِي النَّارِ يُعذَّبونَ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أَبِي، قالَ: ثني عَمِّي، قالَ: ثني أَبِي، عن أبيهِ، عن ابْنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ}؛ قالَ: يعني السُّررَ المرفوعةَ عليها الحجالُ. وكانَ ابْنُ عبَّاسٍ يقولُ: إِنَّ السورَ الذي بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ يُفتحُ لهم فِيه أَبْوَابٌ، فَيَنظُرُ المؤمنونَ إلَى أهلِ النَّارِ والمؤمنونَ عَلَى السُّررِ ينظرونَ كَيفَ يُعذَّبونَ، فيضحكونَ مِنْهُمْ، فيكونُ ذَلِكَ مِمَّا أقرَّ اللَّهُ بِه أَعْيُنَهُمْ كَيفَ ينتقمُ اللَّهُ مِنْهُمْ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يَزِيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِن الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}: ذُكِرَ لنَا أَن كعباً كانَ يقولُ: إِنَّ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ كِوًى، فَإِذا أرادَ الْمُؤْمِنُ أَنْ ينظرَ إلَى عَدُوٍّ كانَ لَهُ فِي الدُّنيَا، اطَّلعَ مِن بَعْضِ الكِوَى، قالَ اللَّهُ جلَّ ثناؤُه: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ}؛ أيْ: فِي وسطِ النَّارِ، وَذُكِرَ لنَا أنَّه رَأَى جماجمَ الْقَوْمِ تغلِي.
- حدَّثنا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قالَ: ثنا ابْنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: قالَ كعبٌ: إِنَّ بَيْنَ أهلِ الجَنَّةِ وَبَيْنَ أهلِ النَّارِ كِوًى، لاَ يَشَاءُ رَجُلٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ أَنْ ينظرَ إلَى غَيْرِه مِن أهلِ النَّارِ إِلاَّ فَعلَ.
- حُدثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا مُعَاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولَ فِي قولِهِ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرونَ}،كانَ ابْنُ عبَّاسٍ يقولُ: السورُ بَيْنَ أهلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فيُفتحُ لأَهْلِ الجَنَّةِ أَبْوَابٌ، فينظرونَ وَهُم عَلَى السُّررِ إلَى أهلِ النَّارِ كَيفَ يُعذَّبونَ، فيضحكونَ مِنْهُمْ، ويكونُ ذَلِكَ مِمَّا يُقِرُّ اللَّهُ بِه أَعْيُنَهُمْ أَنْ يَنظُرُوا إلَى عَدُوِّهِمْ كَيفَ ينتقمُ اللَّهُ مِنْهُمْ.
حدَّثنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}؛ قالَ: يُجاءُ بالكفَّارِ، حتَى يَنظُرُوا إلَى أهلِ الجَنَّةِ فِي الجَنَّةِ عَلَى سُرُرٍ، فحينَ ينظرونَ إِلَيْهِم تُغلقُ دُونَهم الأَبْوَابُ، ويضحكُ أهلُ الجَنَّةِ مِنْهُم، فهو قولُه: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ ينظرونَ} ). [جامع البيان: 24/ 227-229]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {على الأرائك ينظرون}؛ قال أرائك من لؤلؤ وياقوت). [تفسير مجاهد: 2/ 740]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: ... {ثوّب}: «جوزي»). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (ثُوِّبَ، جُوزِيَ) هُو قَولُ أَبِي عُبَيْدَةَ، ووصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ عن مُجَاهِدٍ أيضًا). [فتح الباري: 8/ 696]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الفريابيّ: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {هل ثوب الكفّار} قال: هل جوزي الكفّار). [تغليق التعليق: 4/ 363]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (ثُوِّبَ: جُوزِيَ).
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}؛ وَفَسَّرَ ثُوِّبَ بِقَوْلِهِ: جُوزِيَ عَلَى صِيغَةِ المفعولِ مِنَ الجزاءِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَيْضًا). [عمدة القاري: 19/ 283]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({ثُوِّبَ}؛ أي: (جُوزِيَ) قَالَهُ مُجَاهِدٌ فِيمَا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ). [إرشاد الساري: 7/ 413]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَلْ أثيبَ الْكُفَّارُ وجُزُوا ثَوَابَ مَا كانوا فِي الدُّنيَا يفعلونَ بِالْمُؤْمِنِينَ مِن سخريتِهم مِنْهُم، وضحكِهم بهم، بضحكِ المؤمنينَ مِنْهُم فِي الآخِرَةِ والمؤمنونَ عَلَى الأَرَائِكِ ينظرونَ، وَهُم فِي النَّارِ يُعذَّبونَ.
و {ثُوِّبَ} فُعِّلَ، مِن الثَّوَابِ والجزاءِ، يُقَالُ منه: ثَوَّبَ فلانٌ فلاناً عَلَى صنيعِه، وأثابَه منه.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عَاصِمٍ، قالَ: ثنا عِيسى، وحدَّثنِي الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابْنِ أَبِي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}؛ قالَ: جُزِيَ.
- حدَّثنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} حِينَ كانوا يَسْخَرُونَ؟). [جامع البيان: 24/ 229]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون}؛ يقول: هل جوزي الكفار بما كانوا يفعلون). [تفسير مجاهد: 2/ 740]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {هَلْ ثُوِّبَ}؛ قَالَ: جُوزِيَ). [الدر المنثور: 15/ 312]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 10:12 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ الّذين أجرموا كانوا من الّذين آمنوا يضحكون (29) وإذا مرّوا بهم يتغامزون (30)} هؤلاء جماعة من كفار قريش كان يمرّ بهم من قدم إسلامه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب -رضي اللّه عنه-، وغيره -رحمهم اللّه- فيعيرونهم بالإسلام على وجه السخرية منهم). [معاني القرآن: 5/ 301]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ الّذين أجرموا كانوا من الّذين آمنوا يضحكون (29) وإذا مرّوا بهم يتغامزون (30)} هؤلاء جماعة من كفار قريش كان يمرّ بهم من قدم إسلامه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب -رضي اللّه عنه-، وغيره -رحمهم اللّه- فيعيرونهم بالإسلام على وجه السخرية منهم). [معاني القرآن: 5/ 301](م)

تفسير قوله تعالى:{وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {فاكهين...}: معجبين، وقد قرئ: "فكهين" وكلّ صواب مثل: طمع وطامع). [معاني القرآن: 3/ 249]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين (31)} معجبين بما هم فيه يتفكّهون بذكرهم). [معاني القرآن: 5/ 301]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما أرسلوا عليهم حافظين (33)}؛ أي ما أرسل هؤلاء القوم على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يحفظون عليهم أعمالهم). [معاني القرآن: 5/ 301]

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فاليوم الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون (34)}؛ يعني يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/ 301]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35)}

تفسير قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({هل ثوّب الكفّار}؛ هل جوزي...). [مجاز القرآن: 2/ 290]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون} وقال: {هل ثوّب} إن شئت أدغمت، وإن شئت لم تدغم؛ لأن اللام مخرجها بطرف اللسان، قريب من أصول الثنايا، والثاء بطرف اللسان وأطراف الثنايا، إلا أن اللام بالشق الأيمن ادخل في الفم. وهي قريبة المخرج منها ولذلك قيل {بل تؤثرون} فأدغمت اللام في التاء لأن مخرج التاء والثاء قريب من مخرج اللام). [معاني القرآن: 4/ 48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({هل ثوب الكفار}: هل جزي).[غريب القرآن وتفسيره: 420]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({هل ثوّب الكفّار [ما كانوا يفعلون]}؟ أي هل جزوا بما كانوا يعلمون؟!). [تفسير غريب القرآن: 520]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون (36)} أي هل جوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في الدنيا.
ويقرأ (هثّوّب)، بإدغام اللام في الثاء). [معاني القرآن: 5/ 301]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ثُوِّبَ}: جوزي). [العمدة في غريب القرآن: 341]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 10:32 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)}

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)}

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35)}

تفسير قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}

قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وهي مع الظاء والثاء والذال جائزة وليس كحسنه مع هؤلاء لأن هؤلاء من أطراف الثنايا وقد قاربنا مخرج الفاء.
ويجوز الإدغام لأنهن من الثنايا كما أن الطاء وأخواتها من الثنايا وهن من حروف طرف اللسان كما أنهن منه.
وإنما جعل الإدغام فيهن أضعف وفي الطاء وأخواتها أقوى لأن اللام لم تسفل إلى أطراف اللسان كما لم تفعل ذلك الطاء وأخواتها وهي مع الضاد والشين أضعف لأن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان والشين من وسطه ولكنه يجوز إدغام اللام فيهما لما ذكرت لك من اتصال مخرجهما قال طريف بن تميمٍ العنبري:
تقول إذا استهلكت مالاً للذّةٍ ....... فكيهة هشّيءٌ بكفّيك لائق
يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين
وقرأ أبو عمرو: (هثوب الكفار) يريد {هل ثوب الكفار} فأدغم في الثاء.
وإما التاء فهي على ما ذكرت لك وكذلك أخواتها وقد قرئ بها: (بتؤثرون الحياة الدنيا) فأدغم اللام في التاء). [الكتاب: 4/ 548-459]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ثم نذكر الحرف المنحرف، وهو أكثر في الكلام من غيره، وله اتصال بأكثر الحروف وهو اللام.
ومخرجه من حرف اللسان متصلا بما يحاذيه منت الضحاك والثنايا والرباعيات.
وهو يدغم إذا كان للمعرفة في ثلاثة عشر حرفا، لايجوز في اللام معهن إلا الإدغام. فمنها أحد عشر حرفا تجاور اللام، وحرفان يتصلان بها.
وإنما كان ذلك لازما في لام المعرفة؛ لعلّتين: إحداهما كثرة لام المعرفة، وأنه لا يعرى منكور منها إذا أردت تعريفه، والأخرى: أن هذه اللام لازم لها السكون، فليست بمنزلة ما يتحرك في بعض المواضع.
فإن كانت اللام غير لام المعرفة جاز إدغامها في جميع ذلك، وكان في بعض أحسن منه في بعض. ونحن ذاكروها مستقصاة إن شاء الله.
فهذ الحروف منها أحد عشر حرفا مجاورة لللام وهي: الراء، والنون، والطاء، وأختاها: الدال، والتاء، والظاء، وأختاها: الذال، والثاء، والزاي، وأختاها: الصاد، والسين.
والحرفان اللذان يبعدان من مخرجها ويتصلان بها في التفشّي الذي فيهما: الشين، والضاد.
فأما الشين فتخرج من وسط اللسان من مخرج الميم، والياء، ثم تتفشى حتى تتصل بمخرج الللام.
فلام المعرفة مدغمة في هذه الحروف لا يجوز إلا ذلك، لكثرتها ولزومها، نحو: التمر، والرسول، والطرفاء، والنمر. فكل هذه الحروف في هذا سواء.
فإن كان الام لغير المعرفة جاز الإدغام والإظهار، والإدغام في بعض أحسن منه في بعض.
إذا قلت: هل رأيت زيدا وجعل راشدا، جاز أن تسكّن فتقول: جعرّاشد، كما تسكن في المثلين. والإدغام ههنا أحسن إذا كان الأول ساكنا.
فإن كان منتحركا اعتدل البيان والادغام.
فإن قلت: هل طرقك؟، أو هل دفعك؟ أو هل تم لك؟ فالإدغام حسن، والبان حسن.
وهو عندى أحسن، لتنراخي المخرجين.
وقرأ أبو عمرو (بتؤثرون) فأدغم وقرأ ( هثّوّب الكفّار ) ). [المقتضب: 1/ 348-349] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن كل مدغم فيما بعده إذا كانا من كلمتين فإظهار الأول جائز، لأنه غير لازم للثاني، إلا أنه في بعض أحسن منه في بعض على قدر تداني المخارج وبعدها .
فإذا لقيت التاء دالا أو طاء، كان الإدغام أحسن، لأن مخرج الثلاثة واحد، وإنما يفصل بينها أعراض فيها. وذلك قولك: ذهبطلحة، الإدغام أحسن. وكذلك هد مدارٌ زيدٍ ومثل ذلك: لم يعد تميم، ولم يعد طاهر.
فان قلت: انقط داود كان الإدغام بأن تطبق موضع الطاء أحسن لأن في الطاء إطباقا فيكرهون ذهابه. تقول: انقطا ود.
ولو قلت: انقداود كان حسنا. ولكن الاختيار ما ذكرت لك. وإن لم تدغم فجائز .
والظاء، والثاء، والذال هذا أمر بعضهن مع بعض في تبقية الإطباق وحذفه، وحسن الإدغام وجواز التبيين.
وفيما ذكرت لك من قرب المخارج وبعدها كفاية.
فأما قراءة أبي عمرو (هثوب الكفار ما كانوا يفعلون) فإن التبيين أحسن مما قرأ، لأن الثاء لا تقرب من اللام كقرب التاء وأختيها. وكذلك التاء في قراءته ( بتؤثرون الحياة الدنيا ).
وليست هذه اللام كلام المعرفة لازمة لكل اسم تريد تعريفه. فليس يجوز فيها مع هذه الحروف التي ذكرت لك وهي ثلاثة عشر حرفا إلا إلادغام. وقد ذكرناها بتفسيرها.
وإنما يلزم الإدغام على قدر لزوم الحرف، ألا ترى أنها إذا كانت في كلمة واحدة لم يجز الإظهار: إلا أن يضطر الشاعر فيرد الشيء إلى أصله، نحو: رد، وفر، ودابة، وشابة، لأن الباء الأولى تلزم الثانية.
فأما قولهم: أنما تكلمانني، وتكلماني، وقوله: {أفغير الله تأمروني} وفي القرآن: {لم تؤذونني وقد تعلمون} فلان الثانية منفصلة من الأولى، لأنها اسم المفعول. تقول: أنما تظلمان زيدا، وأنتم تظلمون عمرا). [المقتضب: 1/ 386-387]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ ذكر تعالى أنّ الذين أجرموا بالكفر –أي: اكتسبوه– كانوا في دنياهم يضحكون من المؤمنين، ويستخفّون بهم، ويتّخذونهم هزؤاً.
ويروى أن هذه القصة نزلت في صناديد قريشٍ وضعفة المؤمنين، وروي أنها نزلت بسبب أنّ عليّ بن أبي طالبٍ -رضي اللّه عنه- وجماعةً معه من المؤمنين مرّوا بجمعٍ من الكفّارٍ في مكّة، فضحكوا منهم واستخفّوا بهم عبثاً ونقصان عقلٍ، فنزلت الآية في ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 565]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (الضمير في {مرّوا} للمؤمنين، ويحتمل أن يكون للكفار، وأمّا الضمير في {يتغامزون}؛ فهو للكفّار، لا يحتمل غير ذلك، وكذلك في قوله تعالى: {انقلبوا}.
و{فكهين}؛ معناه: أصحاب فاكهة ومرحٍ ونشاطٍ وسرورٍ باستخفافهم بالمؤمنين، يقال: رجلٌ فاكهٌ، كلابنٍ وتامرٍ، وهكذا بألفٍ هي قراءة الجمهور، ويقال: رجلٌ فكهٌ، من هذا المعنى.
وقرأ حفصٌ عن عاصمٍ: {فكهين} بغير ألفٍ، وهي قراءة أبي جعفرٍ، وأبي رجاءٍ، والحسن، وعكرمة). [المحرر الوجيز: 8/ 565]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأمّا الضمير في (رأوا) وفي {قالوا}؛ فقال الطّبريّ وغيره: هو للكفّار، والمعنى: أنهم يرمون المؤمنين بالضّلال، والكفّار لم يرسلوا على المؤمنين حفظةً لهم.
وقال قومٌ: بل المعنى بالعكس، وإنما معنى الآية: وإذا رأى المؤمنون الكفّار قالوا: إنهم ضالّون. وهو الحقّ فيهم، ولكنّ ذلك يثير الكلام بينهم، فكأنّ في الآية حضًّا على الموادعة، أي أنّ المؤمنين لم يرسلوا حافظين على الكفّار. وهذا كلّه منسوخٌ –على هذا التأويل– بآية السّيف). [المحرر الوجيز: 8/ 566]

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولمّا كانت الآية المتقدمة قد نطقت بيوم القيامة، وأنّ الويل يومئذٍ للمكذّبين، ساغ أن يقول: {فاليوم}؛ على حكاية ما يقال يومئذٍ وما يكون.
و{الّذين}؛ رفع على الابتداء). [المحرر الوجيز: 8/ 566]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {على الأرائك ينظرون} معناه: إلى أعدائهم في النار. قال كعبٌ: لأهل الجنة كوًى ينظرون منها. وقال غيره: بينهم جسمٌ عظيمٌ شفّافٌ يرون منه حالهم). [المحرر الوجيز: 8/ 566]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{هل ثوّب} تقريرٌ وتوقيفٌ لمحمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وأمّته، ويحتمل أن يريد: (ينظرون هل ثوّب). فالنّظر واقعٌ على {هل ثوّب} والمعنى: هل جوزي.
ويحتمل أن يكون المعنى: يقول بعضهم لبعضٍ.
وقرأ ابن محيصنٍ، وأبو عمرٍو، وحمزة، والكسائيّ: (هثّوّب) بإدغام اللام في الثاء؛ لتقاربهما في المخرج. وقرأ الباقون: {هل ثوّب} لا يدغمون.
وفي قوله تعالى: {ما كانوا} حذفٌ، تقديره: جزاء ما كانوا، أو عذاب ما كانوا يفعلون). [المحرر الوجيز: 8/ 566]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين أجرموا كانوا من الّذين آمنوا يضحكون * وإذا مرّوا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إنّ هؤلاء لضالّون * وما أرسلوا عليهم حافظين * فاليوم الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون * على الأرائك ينظرون * هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون}.
يخبر تعالى عن المجرمين أنّهم كانوا في الدّار الدّنيا يضحكون من المؤمنين، أي: يستهزئون بهم ويحتقرونهم، وإذا مرّوا بالمؤمنين يتغامزون عليهم، أي: محتقرين لهم، (وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين). أي: وإذا انقلب - أي: رجع - هؤلاء المجرمون إلى منازلهم انقلبوا إليها فاكهين، أي: مهما طلبوا وجدّوا ومع هذا ما شكروا نعمة اللّه عليهم، بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحتقرونهم ويحسدونهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 353-354]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رأوهم قالوا إنّ هؤلاء لضالّون}؛ أي: لكونهم على غير دينهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 354]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وما أرسلوا عليهم حافظين}؛ أي: وما بعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر منهم من أعمالهم وأقوالهم، ولا كلّفوا بهم، فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم؟
كما قال تعالى: {اخسؤوا فيها ولا تكلّمون إنّه كان فريقٌ من عبادي يقولون ربّنا آمنّا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الرّاحمين فاتّخذتموهم سخريًّا حتّى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون}.
ولهذا قال ههنا: {فاليوم}؛ يعني: يوم القيامة، {الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون}؛ أي: في مقابلة ما ضحك بهم أولئك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 354]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {على الأرائك ينظرون}؛ أي: إلى اللّه عزّ وجلّ في مقابلة من زعم فيهم أنّهم ضالّون وليسوا بضالّين، بل هم من أولياء اللّه المقرّبين ينظرون إلى ربّهم في دار كرامته). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 354]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون}؛ أي: هل جوزي الكفّار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتّنقّص أم لا؟ يعني: قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمّه وأكمله). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 354]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة