العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:15 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {كلّا إنّ كتاب الفجّار لفي سجّينٍ * وما أدراك ما سجّينٌ * كتابٌ مّرقومٌ * ويلٌ يومئذٍ لّلمكذّبين * الّذين يكذّبون بيوم الدّين * وما يكذّب به إلّا كلّ معتدٍ أثيمٍ * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين * كلّا بل ران على قلوبهم مّا كانوا يكسبون * كلّا إنّهم عن رّبّهم يومئذٍ لّمحجوبون * ثمّ إنّهم لصالوا الجحيم * ثمّ يقال هذا الّذي كنتم به تكذّبون}.
هذه الآية وما بعدها يظهر أنها من نمط المكّيّ، وهو أحد الأقوال التي ذكرناها قبل.
و{كلاّ} يجوز أن تكون ردًّا لأقوال قريشٍ، ويحتمل أن تكون استفتاحاً بمنزلة (ألا). وهذا قول أبي حاتمٍ واختياره.
والفجّار: الكفّار، وكتابهم يراد به الذي فيه تحصيل أمرهم وأفعالهم، ويحتمل عندي أن يكون المعنى: وعدادهم وكتاب كونهم هو في سجّينٍ، أي: هنالك كتبوا في الأزل.
وقرأ أبو عمرٍو والأعرج وعيسى: (الفجّار) بالإمالة، و {الأبرار} بالفتح. قاله أبو حاتمٍ.
واختلف الناس في {سجّينٍ} ما هو؟ فقال الجمهور: هو فعّيلٌ من السّجن، كسكّيرٍ وشرّيبٍ، أي: في موقع ساجنٍ وساكرٍ وشاربٍ، فجاء سجّينٌ بناء مبالغةٍ.
قال مجاهدٌ: وذلك في صخرةٍ تحت الأرض السابعة. وقال كعبٌ حاكياً عن التوراة وأبيّ بن كعبٍ: هو في شجرةٍ سوداء هنالك.
وقيل عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: في بئرٍ هنالك. وقيل: تحت خدّ إبليس. وقال عطاءٌ الخراسانيّ: هي الأرض السّفلى. وقاله البراء عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وقال عكرمة: سجّينٌ: عبارةٌ عن الخسار والهوان، كما تقول: بلغ فلانٌ الحضيض. إذا صار في غاية الخمول.
وقال قومٌ من اللّغويّين: سجّينٌ: نونه بدلٌ من لامٍ، وهو من السّجّيل). [المحرر الوجيز: 8/ 559-560]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما أدراك ما سجّينٌ} تعظيمٌ لأمر هذا السّجّين، وتعجيبٌ منه، ويحتمل أن يكون تقرير استفهامٍ، أي: هذا ممّا لم تكن تعلمه قبل الوحي). [المحرر الوجيز: 8/ 560]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {كتابٌ مرقومٌ}؛ من قال بالقول الأول في {سجّينٍ} فـ {كتابٌ} مرتفعٌ عنده على خبر {إنّ}، والظّرف الذي هو {لفي سجّينٍ} ملغًى.
ومن قال في {سجّينٍ} بالقول الثاني فـ {كتابٌ} مرتفعٌ عنده على خبر ابتداء مضمرٍ، والتقدير: هو كتابٌ مرقومٌ، ويكون هذا الكلام مفسّراً لـ {سجّينٍ} ما هو.
و{مرقومٌ} معناه: مكتوبٌ، رقم لهم بشرٍّ). [المحرر الوجيز: 8/ 560]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ أثبت تعالى للمكذّبين بيوم الحساب والدّين الويل.
وقوله تعالى: {يومئذٍ} إشارةٌ إلى ما يتضمّنه المعنى في قوله تعالى: {كتابٌ مرقومٌ}؛ وذلك أنه يتضمّن أنه يرفع ليوم عرضٍ وجزاءٍ، وبهذا يتمّ الوعيد ويتّجه معناه). [المحرر الوجيز: 8/ 560]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(المعتدي): الذي يتجاوز حدود الأشياء.و{أثيمٍ} مبالغةٌ في (آثمٍ) ). [المحرر الوجيز: 8/ 560]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {تتلى} بالتاء، وقرأ أبو حيوة: (يتلى) بالياء من تحت.
و(الأساطير) جمع أسطورةٍ، وهي الحكايات التي سطرت قديماً. وقيل: هو جمع أسطارٍ، وأسطارٌ جمع سطرٍ. ويروى أنّ هذه الآية نزلت بمكّة في النّضر بن الحارث بن كلدة، وهو الذي كان يقول: أساطير الأوّلين. وكان هو قد كتب بالحيرة أحاديث رستم واسفنديار، وكان يحدّث بها بمكّة ويقول: أنا أحسن حديثاً من محمّدٍ، فإنما يحدّثكم بأساطير الأوّلين). [المحرر الوجيز: 8/ 560]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {كلاّ} زجرٌ وردٌّ لقولهم: {أساطير الأوّلين}.
ثمّ أوجب تعالى أن ما كسبوا من الكفر والطّغيان والعتوّ قد ران على قلوبهم، أي: غطّى عليها وغلب، فهم مع ذلك لا يبصرون رشداً، ولا يخلص إلى قلوبهم خيرٌ، يقال: رانت الخمر على عقل شاربها، وران الغشي على قلب المريض، وكذلك الموت، ومنه قول الشاعر:
ثمّ لمّا رآه رانت به الخمـ ....... ـر وألاّ ترينه باتّقاء
والبيت لأبي زبيدٍ. قال الحسن وقتادة: الرّين: الذّنب على الذّنب حتى يموت القلب. ويروى عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:«إنّ الرّجل إذا أذنب صارت نكتةٌ سوداء في قلبه، ثمّ كذلك حتّى يتغطّى، فذلك الرّان الّذي قال اللّه تعالى: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}».
وقرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرٍو وابن عامرٍ بإدغام اللام في الراء، وقرأ نافعٌ أيضاً بالإدغام والإمالة، وقال أبو حاتمٍ: القراءة بالفتح والإدغام. وعلّق تعالى اللوم بهم فيما كسبوه –وإن كان ذلك بخلقٍ منه سبحانه واختراعٍ– لأنّ الثواب والعقاب متعلّقٌ بكسب العبد). [المحرر الوجيز: 8/ 560-561]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{كلاّ} في قوله تعالى: {كلاّ إنّهم} يصلح فيها الوجهان اللّذان تقدّم ذكرهما، والضمير في قوله تعالى: {إنّهم} وفي {ربّهم} هو للكفّار، فمن قال بالرؤية –وهم أهل السّنّة– قال: إنّ هؤلاء لا يرون ربّهم، فهم محجوبون عنه. واحتجّ بهذه الآية مالك بن أنسٍ عن مسألة الرؤية من جهة دليل الخطاب، وإلاّ فلو حجب الرؤية عن الكلّ لما أغنى هذا التخصيص.
وقال الشافعيّ: فلمّا حجب قوماً بالسّخط دلّ أنّ قوماً يرونه بالرّضى.
ومن قال بأن لا رؤية –وهو قول المعتزلة– قال في هذه الآية: إنهم محجوبون عن رحمة ربّهم وغفرانه). [المحرر الوجيز: 8/ 561]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( (صليّ الجحيم) هو مباشرة حرّ النار دون حائلٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 561]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ثمّ يقال}؛ هو على معنى التوبيخ لهم والتقريع.
وقوله تعالى: {هذا الّذي كنتم به تكذّبون} مفعولٌ لم يسمّ فاعله؛ لأنه قولٌ بني له الفعل الذي هو {يقال}. وقوله تعالى: {هذا} إشارةٌ إلى تعذيبهم وكونهم في الجحيم). [المحرر الوجيز: 8/ 561]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:15 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:16 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلّا إنّ كتاب الفجّار لفي سجّينٍ * وما أدراك ما سجّينٌ * كتابٌ مرقومٌ * ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين * الّذين يكذّبون بيوم الدّين * وما يكذّب به إلّا كلّ معتدٍ أثيمٍ * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين * كلّا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلّا إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لّمحجوبون * ثمّ إنّهم لصالوا الجحيم * ثمّ يقال هذا الّذي كنتم به تكذّبون}.
يقول: حقًّا {إنّ كتاب الفجّار لفي سجّينٍ}؛ أي: إنّ مصيرهم ومأواهم لفي سجّينٍ ؛؛ فعّيلٌ، من السّجن وهو الضّيق، كما يقال: فسّيقٌ وشرّيبٌ وخمّيرٌ وسكّيرٌ. ونحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 349]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولهذا عظّم أمره فقال: {وما أدراك ما سجّينٌ}؛ أي: هو أمرٌ عظيمٌ، وسجنٌ مقيمٌ، وعذابٌ أليمٌ.
ثمّ قد قال قائلون: هي تحت الأرض السّابعة. وقد تقدّم في حديث البراء بن عازبٍ في حديثه الطّويل: يقول اللّه عزّ وجلّ في روح الكافر: اكتبوا كتابه في سجّينٍ. وسجّينٌ هي تحت الأرض السّابعة.
وقيل: صخرةٌ تحت السّابعة خضراء.
وقيل: بئرٌ في جهنّم. قد روى ابن جريرٍ في ذلك حديثاً غريباً منكراً لا يصحّ، فقال: حدّثنا إسحاق بن وهبٍ الواسطيّ، حدّثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطيّ، حدّثنا نصر بن خزيمة الواسطيّ، عن شعيب بن صفوان، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة عن النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:
«الفلق جبٌّ في جهنّم مغطًّى، وأمّا سجّينٌ فمفتوحٌ».
والصّحيح أنّ سجّيناً مأخوذٌ من السّجن وهو الضّيق، فإنّ المخلوقات كلّ ما تسافل منها ضاق، وكلّ ما تعالى منها اتّسع، فإنّ الأفلاك السّبعة كلّ واحدٍ منها أوسع وأعلى من الذي دونه، وكذلك الأرضون، كلّ واحدةٍ أوسع من التي دونها حتّى ينتهي السّفول المطلق والمحلّ الأضيق إلى المركز في وسط الأرض السّابعة، ولمّا كان مصير الفجّار إلى جهنّم وهي أسفل السّافلين، كما قال تعالى: {ثمّ رددناه أسفل سافلين * إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}؛ وقال ههنا: {كلاّ إنّ كتاب الفجّار لفي سجّينٍ * وما أدراك ما سجينٌ}.
وهو يجمع الضّيق والسّفول كما قال: {وإذا ألقوا منها مكاناً ضيّقاً مقرّنين دعوا هنالك ثبوراً}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 349-350]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كتابٌ مرقومٌ}؛ ليس تفسيراً لقوله: {وما أدراك ما سجّينٌ}؛ وإنّما هو تفسيرٌ لما كتب لهم من المصير إلى سجّينٍ، أي: مرقومٌ مكتوبٌ مفروغٌ منه، لا يزاد فيه أحدٌ، ولا ينقص منه أحدٌ، قاله محمّد بن كعبٍ القرظيّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}؛ أي: إذا صاروا يوم القيامة إلى ما أوعدهم اللّه من السّجن والعذاب المهين، وقد تقدّم الكلام على قوله: {ويلٌ}. بما أغنى عن إعادته، وأنّ المراد من ذلك الهلاك والدّمار كما يقال: ويلٌ لفلانٍ.
وكما جاء في المسند والسّنن من رواية بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«ويلٌ للّذي يحدّث فيكذب ليضحك النّاس، ويلٌ له، ويلٌ له»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى مفسّراً للمكذّبين الفجّار الكفرة: {الّذين يكذّبون بيوم الدّين}؛ أي: لا يصدّقون بوقوعه ولا يعتقدون كونه، ويستبعدون أمره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وما يكذّب به إلاّ كلّ معتدٍ أثيمٍ}؛ أي: معتدٍ في أفعاله من تعاطي الحرام، والمجاوزة في تناول المباح، والأثيم في أقواله، إن حدّث كذب، وإن وعد أخلف، وإن خاصم فجر). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين}؛ أي: إذا سمع كلام اللّه من الرّسول يكذّب به، ويظنّ به ظنّ السّوء فيعتقد أنّه مفتعلٌ مجموعٌ من كتب الأوائل كما قال: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم قالوا أساطير الأوّلين}، وقال تعالى: {وقالوا أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلاً}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}؛ أي: ليس الأمر كما زعموا، ولا كما قالوا، أنّ هذا القرآن أساطير الأوّلين، بل هو كلام اللّه ووحيه وتنزيله على رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم-، وإنّما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرّين الّذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذّنوب والخطايا، ولهذا قال تعالى: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}، والرّين يعتري قلوب الكافرين، والغيم للأبرار، والغين للمقرّبين.
وقد روى ابن جريرٍ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه من طرقٍ عن محمّد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال:
«إنّ العبد إذا أذنب ذنباً كانت نكتةٌ سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل قلبه، وإن زاد زادت، فذلك قول اللّه: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}».
وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ، ولفظ النّسائيّ:
«إنّ العبد إذا أخطأ خطيئةً نكتت في قلبه نكتةٌ، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، فإن عاد زيد فيها حتّى يعلو قلبه، فهو الرّان الّذي قال اللّه: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}».
وقال أحمد: حدّثنا صفوان بن عيسى، أخبرنا ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
«إنّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتةً سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، فإن زاد زادت حتّى يعلو قلبه، وذاك الرّان الّذي ذكر اللّه في القرآن: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}». وقال الحسن البصريّ: وهو الذّنب على الذّنب حتّى يعمى القلب فيموت. وكذا قال مجاهد بن جبرٍ وقتادة وابن زيدٍ وغيرهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350-351]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلاّ إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون}؛ أي: لهم يوم القيامة منزل ونزلٌ سجّينٌ، ثمّ هم مع ذلك محجوبون عن رؤية ربّهم وخالقهم.‌‌‌‌
قال الإمام أبو عبد اللّه الشّافعيّ: وفي هذه الآية دليلٌ على أنّ المؤمنين يرونه عزّ وجلّ يومئذٍ. وهذا الذي قاله الإمام الشّافعيّ رحمه اللّه في غاية الحسن، وهو استدلالٌ بمفهوم هذه الآية، كما دلّ عليه منطوق قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربّها ناظرةٌ}. وكما دلّت على ذلك الأحاديث الصّحاح المتواترة في رؤية المؤمنين ربّهم عزّ وجلّ في الدّار الآخرة رؤيةً بالأبصار في عرصات القيامة وفي روضات الجنان الفاخرة.
وقد قال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن عمّارٍ الرّازيّ، حدّثنا أبو معمرٍ المنقريّ، حدّثنا عبد الوارث بن سعيدٍ، عن عمرو بن عبيدٍ، عن الحسن في قوله: {كلاّ إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون}؛ قال: يكشف الحجاب فينظر إليه المؤمنون والكافرون ثمّ يحجب عنه الكافرون وينظر إليه المؤمنون كلّ يومٍ غدوةً وعشيّةً. أو كلاماً هذا معناه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 351]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ إنّهم لصالوا الجحيم} أي: ثمّ هم مع هذا الحرمان عن رؤية الرّحمن من أهل النّيران). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 351]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ يقال هذا الّذي كنتم به تكذّبون}؛ أي: يقال لهم ذلك على وجه التّقريع والتّوبيخ والتّصغير والتّحقير). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 351]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة