جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: ... وقال غيره: «المطفّف لا يوفّي غيره»). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ غَيرُهُ: المُطَفِّفُ لا يُوَفِّي غَيرَهُ، هُو قَولُ أَبِي عُبَيْدَةَ). [فتح الباري: 8/ 696]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ غَيْرُهُ: المُطَفِّفُ لاَ يُوَفِّي غَيْرَهُ.
أَيْ قَالَ غَيْرُ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}: الْمُطَفِّفُ لاَ يُوَفِّي غَيْرَهُ أَيْ لاَ يَقُومُ بِوَفَاءِ حَقِّ غَيْرِهِ بَلْ فِي دَفْعِهِ بَخْسٌ وَنَقْصٌ). [عمدة القاري: 19/ 283]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: {وَيْلٌ}؛ قَالَ مُقَاتِلٌ: {وَيْلٌ}: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ قَعْرُهُ سَبْعُونَ سَنَةً، فِيهِ سَبْعُونَ أَلْفَ شِعْبٍ، فِي كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ أَلْفَ شَقٍّ، فِي كُلِّ شَقٍّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَغَارٍ، فِي كُلِّ مَغَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ كَالتَّوَابِيتِ مِنْ حَدِيدٍ، فِي كُلِّ تَابُوتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ شَجَرَةٍ، فِي كُلِّ شَجَرَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ غُصْنٍ مِنْ نَارٍ، فِي كُلِّ غُصْنٍ سَبْعُونَ أَلْفَ ثَمَرَةٍ طُولُهَا سَبْعُونَ أَلْفَ ذِرَاعٍ، تَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ ثُعْبَانٍ وَسَبْعُونَ أَلْفَ عَقْرَبٍ، طُولُ كُلِّ ثُعْبَانٍ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَغِلَظُهُ كَالْجَبَلِ لَهُ أَنْيَابٌ كَاَلنَّخْلِ لَهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسَبْعُونَ قُفَّازًا، فِي كُلِّ قُفَّازٍ قُلَّةٌ مِنْ سُمٍّ، وَذَكَرَهُ الْقُتَبِيُّ فِي كِتَابِهِ عُيُونِ الأَخْبَارِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ نَحْوَهَ فِي كِتَابِ الأَهْوَالِ وَقَالَ صَاحِبُ التَّلْوِيحِ: وَفِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ أَصْلٌ لِهَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ ؟ سَبْعُونَ حَيَّةً لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعُ رُؤُوسٍ يَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْمُطَفِّفُونَ الَّذِينَ يَنْقُصُونَ النَّاسَ وَيَبْخَسُونَ حُقُوقَهُمْ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ، وَأَصْلُهُ مِنَ الشَّيْءِ الطَّفِيفِ، وَهُوَ النَّزْرُ الْقَلِيلُ، وَالتَّطْفِيفُ: الْبَخْسُ فِي الْكَيلِ وَالْوَزْنِ؛ لأَنَّ مَا يُبْخَسُ شَيْءٌ طَفِيفٌ حَقِيرٌ). [عمدة القاري: 19/ 282-283]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ غَيْرُهُ غَيْرُ مُجَاهِدٍ: الْمُطَفِّفُ هو الذي لا يُوفِي غَيْرَهُ حَقَّهُ في الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ، والطَّفَفُ النَّقْصُ، وَلا يَكَادُ الْمُتَطَفِّفُ يَسْرِقُ في الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ إِلاَّ الشَّيْءَ التَّافِهَ الْحَقِيرَ، وَقَوْلُهُ: غَيْرُهُ بَعْدَ قَوْلِهِ: يُوفِي -ثَابِتٌ في رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ عن الْكُشْمِيهَنِيِّ). [إرشاد الساري: 7/ 413]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن عقيلٍ، حدّثنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي، عن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لمّا قدم نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة، فكانوا من أخبث النّاس كيلًا، فأنزل الله عزّ وجلّ: {ويلٌ للمطفّفين} فحسّنوا الكيل بعد ذلك "
- أخبرنا سويد بن نصرٍ، أخبرنا عبد الله، عن بهز بن حكيمٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت رسول الله [صلّى الله عليه وسلّم] يقول: «ويلٌ للّذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم، ويلٌ له، ويلٌ له»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 327]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكرُهُ: الوادي الَّذي يسيلُ من صديدِ أهلِ جهنَّمَ في أسفلِها: للذين يُطَفِّفون، يعني: للَّذين يَنقُصونَ النَّاسَ، وَيبخَسونَهم حقوقَهم في مَكايِيلِهم إذا كالُوهم، أو موازينِهم إذا وزَنوا لهم؛ عنِ الواجبِ لهم منَ الوفاءِ. وأصلُ ذلك من الشَّيءِ الطَّفيفِ، وهو القليلُ النَّزْرُ، والمُطفِّفُ: المُقلِّلُ حقَّ صاحبِ الحقِّ عمَّا له من الوفاءِ والتَّمامِ في كيلٍ أو وزنٍ؛ ومنه قيلَ للقومِ يكونونَ سواءً في حِسْبةٍ أو عددٍ: هم سواءٌ كَطَفِّ الصاعِ؛ يعنى بذلك: كَقُرْبِ الممتلئِ منه، ناقصٌ عن الملءِ.
وبنحوِ الذي قلنا في معنَى ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني أبو السَّائبِ، قال: ثنا ابنُ فُضَيْلٍ، عن ضِرارٍ، عن عُبَيْدٍ المُكْتِبِ، عن عبدِ الله، قال: قالَ له رجلٌ: يا أبا عبدِ الرحمنِ، إنَّ أهلَ المدينةِ ليُوفُون الكيلَ، قال: وما يمنعُهم من أنْ يُوفُوا الكيلَ وقد قالَ اللَّهُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} حتَّى بلَغ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قال: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قال: ثنا الحسينُ بنُ واقِدٍ، عن يزيدَ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قال: لَمَّا قدِم النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] المدينةَ كانوا من أخبثِ النَّاسِ كيلاً، فأنْزلَ اللَّهُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فَأحسَنوا الكيلَ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ خالدِ بنِ خِداشٍ، قال: ثنا سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ، عن بَسَّامٍ الصَّيرفِيِّ، عن عكرمةَ قال: أشهدُ أنَّ كلَّ كَيَّالٍ وَوزَّانٍ في النَّارِ!. فقِيلَ له في ذلك، فقالَ: إنَّه ليسَ منهم أحدٌ يَزِنُ كما يَتَّزِنُ، ولا يَكِيلُ كما يَكْتَالُ، وقد قالَ اللَّهُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ). [جامع البيان: 24/ 185-186]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، ثنا حامد بن أبي حامدٍ، ثنا إسحاق بن سليمان، قال: سمعت إبراهيم بن يزيد، عن عبد الرّحمن الأعرج، قال: رأيت ابن عمر رضي اللّه عنهما، يقرأ {ويلٌ للمطفّفين} وهو يبكي، قال: «هو الرّجل يستأجر الرّجل أو الكيّال وهو يعلم أنّه يحيف في كيله فوزره عليه»). [المستدرك: 2/ 562]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن عبدِ اللهِ - يعني: ابنَ مسعودٍ - قال: {وَيْلٌ}: وادٍ في جَهَنَّمَ مِن قَيْحٍ.
روَاهُ الطبرانيُّ، وفيه يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكمُ عن ابنِ عُمَرَ أنَّه قرَأ: {وَيْلٌ للمُطَفِّفِينَ}؛ فبَكَى وقَالَ: هو الرجُلُ يَسْتَأْجِرُ الرجُلَ أو الكَيَّالَ وهو يَعْلَمُ أنَّه يَحِيفُ في كَيْلِه, فوِزْرُه عليهِ). [الدر المنثور: 15/ 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أَبِي شَيْبَةَ وأَحْمَدُ في الزُّهْدِ, عن القَاسِمِ بن أبي بَزَّةَ قَالَ: حَدَّثنِي مَن سَمِعَ ابنَ عُمَرَ قرَأ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} حتَّى بلَغ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}. فبَكَى حَتَّى خَرَّ وامْتَنَعَ عَنْ قِرَاءَةِ ما بَعْدَهُ). [الدر المنثور: 15/ 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «مَا نَقَضَ قَوْمٌ العَهْدَ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، ولا طَفَّفُوا الكَيْلَ إِلاَّ مُنِعُوا النَّبَاتَ وأُخِذُوا بالسِّنِينَ »). [الدر المنثور: 15/ 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ أبي شَيْبةَ, عن سَلْمَانَ قَالَ: إنَّما الصلاةُ مِكْيالٌ, فمَن أَوْفَى أُوْفِيَ لَهُ، ومَن طَفَّفَ فَقَدْ سَمِعْتُم مَا قَالَ اللَّهُ في المُطَفِّفِينَ). [الدر المنثور: 15/ 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ, عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: تَرْكُكَ المُكَافَأَةَ تَطْفِيفٌ, قَالَ اللَّهُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ). [الدر المنثور: 15/ 289-290]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وَقَوْلُهُ: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}؛ يقولُ تعالَى ذِكرُهُ: الذين إذا اكْتَالوا من النَّاسِ ما لَهم قِبَلَهم من حقٍّ، يَسْتَوفون لأنفسِهم فيكتالُونه منهم وافياً؛ و(عَلَى) و(مِنْ) في هذا الموضعِ يَتعاقَبانِ، غيرَ أنَّه إذا قيل: اكْتَلْتُ منكَ، يُرادُ: استَوْفَيْتُ منكَ). [جامع البيان: 24/ 186]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ}؛ يقولُ: وإذا هُم كَالُوا للنَّاسِ أو وزَنوا لهم. ومِن لغةِ أهلِ الحجازِ أنْ يقولوا: وزنتُكَ حقَّكَ، وكِلْتُكَ طَعامَكَ، بِمعنَى: وزَنتُ لك وكِلْتُ لك. ومَن وَجَّهَ الكلامَ إلَى هذا المعنَى جعلَ الوقفَ علَى (هُمْ)، وجعل (هم) في موضعِ نصبٍ. وكان عيسَى بنُ عمرَ فيما ذُكِرَ عنه يَجعَلُهما حرفينِ، ويقفُ علَى (كالوا)، وعلَى (وزنوا)، ثم يَبتدِئُ: (هُمْ يُخْسِرُونَ). فمَن وَجَّهَ الكلامَ إلَى هذا المعنى، جعل (هم) في موضعِ رفعٍ، وجعل (كالوا) و(وزنوا) مُكتَفِيَيْنِ بأنفسِهما.
والصوابُ في ذلك عندي: الوقفُ علَى (هم)؛ لأنَّ (كالوا) و(وزنوا) لو كانا مُكتَفِيَيْنِ، وكانت (هم) كلاماً مُستأنَفاً، كانت كتابةُ (كالوا) و(وزنوا) بألفٍ فاصلةٍ بينَها وبينَ (هم) معَ كلِّ واحدٍ منهما؛ إذ كان بذلك جرَى الكتابُ في نظائرِ ذلكَ، إذا لم يكنْ متَّصلاً به شيءٌ من كناياتِ المفعولِ، فكتابُهم ذلك في هذا الموضعِ بغيرِ ألفٍ أوضحُ الدَّليلِ علَى أنَّ قولَه: {هُمْ} إنَّما هو كنايةُ أسماءِ المفعولِ بهم. فتأويلُ الكلامِ؛ إذ كان الأمرُ علَى ما وصفْنا، علَى ما بيَّنَّا.
وقولُه: {يُخْسِرُونَ}؛ يقولُ: يَنقُصونهم). [جامع البيان: 24/ 186-187]
تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}؛ يَقُولُ تعالَى ذِكْرُه: ألا يظنُّ هؤلاءِ المُطفِّفون الناسَ في مَكاييلِهم وموازينِهم، أنَّهم مبعوثون من قُبورِهم بعدَ مَماتِهم، ليومٍ عظيمٍ شأنُه، هائلٍ أمرُه، فظيعٍ هولُه؟! ). [جامع البيان: 24/ 187]
تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}؛ يَقُولُ تعالَى ذِكْرُه: ألا يظنُّ هؤلاءِ المُطفِّفون الناسَ في مَكاييلِهم وموازينِهم، أنَّهم مبعوثون من قُبورِهم بعدَ مَماتِهم، ليومٍ عظيمٍ شأنُه، هائلٍ أمرُه، فظيعٍ هولُه؟! ). [جامع البيان: 24/ 187] (م)
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، في قوله تعالى: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}؛ قال: يقومون حتى يبلغ العرق أنصاف آذانهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 355]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}؛ قال: قال كعب يقومون قدر ثلاث مائة سنة من سنين الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 355]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، عن الحسن قال: قال النبي: «إن طول نهار يوم القيامة على المؤمن إلا مثل صلاة صلاها في الدنيا فأحسنها وأكملها».
عن ابن عيينة، عن علي بن يزيد بن جدعان، عن الحسن، عن النبي مثله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 355]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن أبيه، عن إبراهيم التميمي، قال: ما طول يوم القيامة على المؤمنين إلا مابين صلاة الظهر والعصر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 355]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}؛
- حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثنا معنٌ، قال: حدّثني مالكٌ، عن نافعٍ، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما: أنّ النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] قال: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين} «حتّى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه»). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (بَابُ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛
قَولُهُ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ هُو ابنُ عِيسَى قولُهُ: حَدَّثَنِي مالِكٌ هَذَا الحَديثُ مِن غَرائبِ حَدِيثِ مالكٍ ولَيس هُو في المُوَطَّأِ، وقَد تَابَعَ مَعْنَ بنَ عِيسَى عَلَيه عَبدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ. أَخْرَجَهُ الإسمَاعِيلِيُّ وأَبُو نُعَيْمٍ والوَلِيدُ بنُ مُسلِمٍ وإسحاقُ القَرَوِيُّ وسَعِيدُ بنُ الزُّبَيْرِ وعبدُ العزيزِ بنُ يَحيَى أَخرَجَهَا الدَّارَقُطْنِيُّ في الغَرَائِبِ؛ كُلُّهُم عَن مالكٍ.
قَولُهُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ زادَ في رِوَايَةِ ابنِ وَهبٍ: يومَ القِيَامَةِ. قولُهُ: في رَشَحِهِ بفَتْحَتَيْنِ أي: عَرَقِهِ؛ لأنَّه يَخرجُ منَ البَدَنِ شَيئًا بعدَ شَيْءٍ كمَا يَرشَحُ الإناءُ المتحلِّلُ الأجزاءِ، وَوَقَعَ في رِوَايَةِ سَعِيدِ بنِ داودَ: حتَّى إِنَّ العَرَقَ يُلْجِمُ أَحدَهُمْ إلى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ.
قولُهُ: إلى أَنْصَافِ أُذُنَيهِ هُو من إِضافَةِ الجَميعِ إلى الجَميعِ حَقِيقَةً ومعنًى؛ لأنَّ لكُلِّ واحدٍ أُذُنَينِ. وقَد روَى مُسلمٌ مِن حَدِيثِ المقدادِ بنِ الأسودِ عنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ: «تَدنُو الشَّمْسُ يَوْمَ القِيَامَةِ منَ الخَلْقِ، حتَّى تكونَ منهم كمِقدارِ مِيلٍ، فيَكُونُ النَّاسُ على قَدْرِ أَعمَالِهِم في العَرَقِ، فمِنهُم مَن يَكُونُ إِلى كَعبَيْهِ، ومِنهُم مَن يَكُونُ إلى حَقْوَيْهِ، ومِنهُم مَن يُلجِمُهُ العَرَقُ إِلجَامًا» ). [فتح الباري: 8/ 696]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بنُ المُنْذِرِ حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ حدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ حَتَّى يَغِيبَ أحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إلَى أنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
وَجْهُ ذِكْرِهِ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ بِكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الإِنْذَارِ، وَمَعْنٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَفِي آخِرِه نُونٌ ابْنُ عِيسَى الأَشْجَعِيُّ الْقَزَّازُ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ الأُولَى، وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صِفَةِ جَهَنَّمَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ، وَهَذَا الحديثُ مِنْ غَرَائبِ حديثِ مَالِكٍ وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُوَطَّأِ.
قَوْلُهُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ}؛ قِيَامَهُمْ فِيهِ للهِ خَاضِعِينَ، وَوَصْفُ ذَاتِهِ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ بَيَانٌ بَلِيغٌ لِعِظَمِ الذَّنْبِ وَتَفَاقُمِ الإِثْمِ فِي التَّطْفِيفِ، قَوْلُهُ: (فِي رَشْحِهِ) أَيْ: فِي عَرَقِهِ. قَوْلُهُ: (إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ) هُوَ مِنْ إِضَافَةِ الْجَمْعِ إِلَى الْجَمْعِ حَقِيقَةً ومَعْنًى؛ لأَنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ أُذُنَيْنِ). [عمدة القاري: 19/ 283]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ} من قُبُورِهِمْ {لِرَبِّ الْعَالَمِينِ} لأَجْلِ أَمْرِهِ وَحِسَابِهِ وَجَزَائِهِ، وهذه الآيةُ ثَبَتَتْ لأَبِي ذَرٍّ. وبه قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْقُرَشِيُّ الْحِزَامِيُّ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ هو ابْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنِي بالإفرادِ مَالِكٌ الإِمَامُ الأعْظَمُ. والحديثُ مِن غرائِبِهِ، وليس في مُوَطَّئِهِ (عن نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ ولأَبِي ذَرٍّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ يَوْمَ الْقِيَامَةُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ مِنْهُمْ مِقْدَارَ مِيلٍ حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ المعجمةِ في الْفَرْعِ، وضَبَطَهُ في الْفَتْحِ والْمَصَابِيحِ بِفَتْحَتَيْنِ جَمِيعًا: عَرَقِهِ؛ لأنَّهُ يَخْرُجُ من بَدَنِهِ شَيْئًا فَشَيْئًا كما يَتَرَشَّحُ الإناءُ المُتَحَلِّلُ الأَجْزَاءِ، وفي روايَةِ سَعِيدِ بْنِ دَاوُدَ: حتى إِنَّ الْعَرَقَ يُلْجِمُ أَحَدَهُمْ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ: فإن قُلْتَ: مَا وَجْهُ إِضَافَةِ الْجَمْعِ إلى الْمُثَنَّى؟ وهل هو مِثْلُ {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} وَأَجَابَ بأنَّهُ لَمَّا كَانَ لِكُلِّ شَخْصٍ أُذُنَانِ بِخِلاَفِ الْقَلْبِ لا يَكُونُ مِثْلَهُ، بل يَصِيرُ من بَابِ إِضَافَةِ الْجَمْعِ إلى الجَمْعِ حَقِيقَةً وَمَعْنًى. انْتَهَى. وَحَكَى الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ أنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَقُومُ عَرَقُهُ مَعَهُ، وهو خِلافُ المُعتادِ في الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَمَاعَةَ إذا وَقَفُوا في الأرْضِ المُعتادةِ أَخَذَهُمُ الْمَاءُ أَخْذًا واحِدًا لا يَتَفَاوَتُونَ فيه، وهذا من الْقُدْرَةِ الَّتِي تَخْرِقُ الْعَادَاتِ، وَالإِيمَانُ بها من الْوَاجِبَاتِ، وَيَأْتِي زِيَادَةٌ لذلك إِنْ شَاءَ الَّلُه تَعَالَى في مَحَلِّهِ بِعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ). [إرشاد الساري: 7/ 413-414]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا يحيى بن درست البصريّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: حمّادٌ: هو عندنا مرفوعٌ، {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين} قال: يقومون في الرّشح إلى أنصاف آذانهم). [سنن الترمذي: 5/ 291]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن ابن عونٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم]: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}؛ قال: يقوم أحدهم في الرّشح إلى أنصاف أذنيه.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وفيه عن أبي هريرة). [سنن الترمذي: 5/ 291]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عبيد الله بن سعيدٍ، حدّثنا يحيى، عن عبيد الله، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم]، أخبرنا أبو داود، حدّثنا يعقوب، حدّثني أبي، عن صالحٍ، حدّثنا نافعٌ، أنّ عبد الله، قال: قال رسول الله [صلّى الله عليه وسلّم]: «{يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}يوم القيامة، حتّى يغيب أحدهم إلى أنصاف أذنيه في رشحه يوم القيامة»، قال أبو عبد الرّحمن: لم يذكر عبيد الله يوم القيامة، وقال عبيد الله: «حتّى يقوم»، وقال أبو داود: «حتّى يغيب»
[السنن الكبرى للنسائي: 10/ 327]
- أخبرنا هنّاد بن السّريّ، عن عيسى بن يونس، عن ابن عونٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] في قوله: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}، قال: «يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 328]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهذلة، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: يشتد كرب ذلك اليوم حتى بلجم الكافر العرق فقيل له فأين المؤمنون قال على كراسي من ذهب ويظلل عليهم الغمام). [تفسير مجاهد: 737]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فـ{يَوْمَ يَقُومُ} تفسيرٌ عن اليومِ الأوَّلِ المخفوضِ، ولكنَّه لمَّا لم يُعِدْ عليه اللامَ، رُدَّ إلَى {مَبْعُوثُونَ}، فَكأنَّه قال: ألا يَظُنُّ أولئك أنَّهم مبعوثون يومَ يقومُ النَّاسُ. وقد يجوزُ نصبُه وهو بمعنَى الخفضِ؛ لأنَّها إضافةٌ غيرُ محضةٍ، ولو خُفِضَ ردًّا علَى اليومِ الأوَّلِ لم يكنْ لحناً، ولو رُفِعَ جاز؛ كما قالَ الشاعرُ:
وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ رِجْلٌ صَحِيحَةٌ ....... وَرِجْلٌ رَمَى فِيهَا الزَّمَانُ فَشُلَّتِ
وذُكِرَ أنَّ النَّاسَ يقومون لربِّ العالَمين يومَ القيامةِ، حتَّى يُلْجِمَهم العرقُ، فبعضٌ يقولُ: مقدارَ ثلاثِ مائةِ عامٍ، وبعضٌ يقولُ: مقدارَ أربعينَ عاماً.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليُّ بنُ سعيدٍ الكِنْدِيُّ، قال: ثنا عيسَى بنُ يُونسَ، عن ابنِ عونٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، عن النبيِّ [صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم]، في قولِهِ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: «يَقُومُ أَحَدُكُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبو خالدٍ الأحمرُ، عن ابنِ عونٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: «يَغِيبُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثنا حميدُ بنُ مَسْعَدَةَ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ، قال: ثنا ابنُ عونٍ، عن نافعٍ، قال: قالَ ابنُ عمرَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} حتَّى يقومَ أحدُهم في رَشْحِه إلَى أنصافِ أذنيْهِ.
- حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا جَريرٌ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، قال: قالَ النبيُّ [صلَّى الله عليه وسلَّم]: «إِنَّ النَّاسَ يُوقَفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِعَظَمَةِ اللهِ، حَتَّى إِنَّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ».
- حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا يُونُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، قال: سمعتُ النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يقولُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} «يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِعَظَمَةِ الرَّحْمَنِ» . ثمَّ ذكَر مثلَه.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ خَلَفٍ الْعَسقلانيُّ، قال: ثنا آدمُ، قالُ: ثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن أيوبَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، قال: تلا رسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذه الآيةَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: «يَقُومُونَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ».
- حدَّثنا أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ حبيبٍ، قال: ثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا أَبِي، عن صالحٍ، قال: ثنا نافعٌ، عن ابنِ عمرَ، قال: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم-: «يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ فِي رَشْحِهِ».
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا حَكَّامٌ، عن عَنْبَسَةَ بنِ سَعيدٍ، عن مُحاربِ بنِ دِثَارٍ، عنِ ابنِ عمرَ، في قولِهِ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قال: يقومون مائةَ سنةٍ.
- حدَّثنا تميمُ بنُ المنتصِرِ قالَ: أخبرنا يَزِيدُ قالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ إسحاقَ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولُ: «يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُ الرَّجُلَ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا سلمةُ، عن مُحَمَّدِ بنِ إسحاقَ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ، عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بنحوِه.
- حدَّثنا ابْنُ المُثنَّى وابنُ وكيعٍ، قَالا: ثنا يَحْيى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ، عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالَ: «يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، حَتَّى يَقُومَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ السليميُّ الْمَعْرُوفُ بابنِ صُدْرَانَ قالَ: ثنا يعقوبُ بنُ إسحاقَ قالَ: ثنا عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَجْلانَ قالَ: ثنا أَبُو يَزِيدَ المَدَنِيُّ، عن أَبِي هريرةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ لبَشِيرٍ الغِفاريِّ: «كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ فِي يَوْمٍ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مِقْدَارَ ثَلاثِمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، لاَ يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَلاَ يُؤْمَرُ فِيهِمْ بِأَمْرٍ؟». قالَ بَشِيرٌ: الْمُسْتَعَانُ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللهِ. قالَ: «إِذَا أَنْتَ أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَسُوءِ الْحِسَابِ».
- حدَّثني يَحْيَى بنُ طلحةَ اليَرْبُوعيُّ، قالَ: ثنا شَرِيكٌ، عن الأعمشِ، عن المِنْهالِ بنِ عمرٍو، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ فِي قولِهِ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قالَ: يمكثونَ أربعينَ عَاماً رافعِي رُؤُوسِهِمْ إلَى الْسَّمَاءِ، لاَ يُكَلِّمُهُمْ أَحَدٌ، قَدْ ألجمَ العرقُ كُلَّ بَرٍّ وفاجرٍ، قالَ: فيُنادي منادٍ: أَلَيْسَ عدلاً مِن رَبِّكُم أَنْ خَلَقَكُمْ ثُمَّ صَوَّرَكُمْ، ثُمَّ رَزَقَكُمْ، ثُمَّ تولَّيتُم غَيْرَهُ، أَنْ يُولِّيَ كُلَّ عَبْدٍ مِنكُم مَا تولَّى فِي الدُّنيَا؟ قَالُوا: بلَى. ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بطولِهِ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا أبو بكرٍ، عن الأعمشِ، عن المنهالِ بنِ عمرٍو، عن قيسِ بنِ سَكَنٍ قالَ: حدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ، وهُوَ عِنْدَ عمرَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قالَ: إِذا كانَ يَومُ القيامةِ يقومُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ العالمينَ أربعينَ عَاماً، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إلَى الْسَّمَاءِ، حفاةً عُراةً يُلْجِمُهم العرقُ، وَلاَ يُكَلِّمُهُمْ بَشَرٌ أربعينَ عَاماً، ثُمَّ ذَكَرَ نحوَهُ.
- حدَّثنا بِشْرٌ قالَ: ثنا يَزِيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ كعباً كانَ يقولُ: يقومونَ ثلاثَمائةِ سَنَةٍ.
- حدَّثنا ابْنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثنا مِهْرانُ عن سَعِيدٍ، عن قتادةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قالَ: كانَ كعبٌ يقولُ: يقومونَ مقدارَ ثلاثِمائةِ سَنَةٍ.
قالَ قتادةُ: وحدَّثنا العَلاءُ بنُ زِيادٍ العَدَويُّ قالَ: بلَغَنِي أَنَّ يَومَ القيامةِ يقصُرُ عَلَى المؤمنِ، حتَى يكونَ كإحدَى صلاتِهِ المكتوبةِ.
قالَ: ثنا مهرانُ قالَ: ثنا العُمَريُّ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} . قالَ: «يَقُومُ الرَّجُلُ فِي رَشْحِهِ إلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثني يعقوبُ قالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عن ابْنِ عونٍ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ قالَ: يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ حتَى يقومَ أَحَدُهُم فِي رشحِهِ إلَى أنصافِ أذنيهِ.
قالَ يعقوبُ، قالَ إِسْمَاعِيلُ: قُلْتُ لابنِ عونٍ: ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؟ قالَ: نَعَمْ إَنْ شاءَ اللَّهُ.
- حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ قالَ: ثني عَمِّي قالَ: أخبرني مَالِكُ بنُ أنسٍ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ، أَنَّ النَّبِيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ: «يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَغِيبُ فِي رَشْحِهِ إِلَى نِصْفِ أُذُنَيْهِ» ). [جامع البيان: 24/ 187-192]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛
عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] تَلاَ هذه الآيةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ فقالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «كَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَمَعَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا يَجْمَعُ النَّبْلَ فِي الْكِنَانَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ؟».
روَاهُ الطبرانيُّ، ورِجالُه ثِقَاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ مَالِكٌ وهَنَّادٌ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبُخاريُّ ومُسلِمٌ والتِّرْمِذِيُّ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ: «{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}؛ حتى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وأبو الشيخِ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ, عن ابنِ عَمْرٍو قَالَ: تَلاَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] هذه الآيةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}؛ قَالَ: «فَكَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَمَعَكُمُ اللَّهُ كَمَا يُجْمَعُ النَّبْلُ في الكِنَانَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لا يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ؟!»). [الدر المنثور: 15/ 290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى، وابنُ حِبَّانَ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هُرَيرةَ، عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «يَوْمَ يَقُومُ الناسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ بِمِقْدَارِ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَيُهَوَّنُ ذلك اليَوْمُ علَى المؤمِنِ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ إلى أَنْ تَغْرُبَ» ). [الدر المنثور: 15/ 290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ مَسْعُودٍ: إِذَا حُشِرَ النَّاسُ قَامُوا أَرْبَعِينَ عَاماً). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ مَسْعُودٍ عنِ النبيِّ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] قال: «يَقُومُ الناسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ، يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ القَضَاءِ حَتَّى يُلْجِمَهُمُ العَرَقُ مِنْ شِدَّةِ الكَرْبِ » ). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطبرانيُّ عن ابنِ عمرٍو أنَّه قَالَ: يا رسولَ اللَّهِ, كم مُقامُ الناسِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ العَالَمِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ: «أَلْفُ سَنَةٍ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ »). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عن كَعْبٍ في الآيةِ قَالَ: يَقُومونَ ثَلاثَمائةِ عامٍ لا يُؤْذنُ لهم بالقُعودِ، فأمَّا المؤمنُ فيُهَوَّنُ عليهِ, كالصلاةِ المَكْتوبةِ). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ في الآيةِ قَالَ: يَقومونَ مِقْدَارَ ثَلاثِمائةِ سَنَةٍ، ويُخَفِّفُ اللَّهُ ذلك اليومَ ويُقْصِرُهُ علَى المُؤْمِنِ كمِقدارِ نِصْفِ يَوْمٍ أو كصلاةٍ مَكْتوبةٍ). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ عن حُذَيفةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] يقولُ: «يقومُ الناسُ علَى أَقْدامِهم يَوْمَ القيامةِ مِقْدَارَ ثَلاثَمائةِ عامٍ، ويُهَوَّنَ ذلك اليومُ علَى المؤمنِ كقَدْرِ الصلاةِ المَكْتوبةِ» ). [الدر المنثور: 15/ 291-292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن أبي هُرَيْرَةَ أنَّ رسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] قَالَ لبَشِيرٍ الغِفَارِيِّ: «كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ فِي يَوْمٍ يَقُومُ النَّاسُ لرَبِّ العَالَمِينَ مِقْدَارَ ثَلاثِمائَةِ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيا لا يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ مِنَ السَّمَاءِ، ولا يُؤْمَرُ فِيهِمْ بأَمْرٍ؟». قَالَ بَشِيرٌ: المُسْتَعانُ باللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فتَعَوَّذْ باللَّهِ مِنْ شَرِّ يَوْمِ القِيَامَةِ ومِنْ شَرِّ الحِسَابِ » ). [الدر المنثور: 15/ 292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ النَّجَّارِ في تاريخِه, عن أبي هُرَيْرَةَ : أنَّ رَجُلاً كانَ له مِن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ مَقْعَدٌ, يُقَالُ له: بَشِيرٌ. ففَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ ثَلاثاً, فرَآهُ شَاحِباً؛ فقَالَ: «مَا غَيَّرَ لَوْنَكَ يَا بَشِيرُ؟» قَالَ: اشْتَرَيْتُ بَعِيراً فشَرَدَ عَلَيَّ, فكُنْتُ في طَلَبِه، ولَمْ أَشْتَرِطْ فِيهِ شَرْطاً. فقَالَ النَّبِيُّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «إِنَّ البَعِيرَ الشَّرُودَ يَرِدُ مِنْهُ, أَمَا غَيَّرَ لَوْنَكَ غَيْرُ هَذَا)). قَالَ: لا. قَالَ: ((فكَيْفَ بيَوْمٍ يَكُونُ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ, {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}»). [الدر المنثور: 15/ 292]