جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}؛ انْشَقَّتْ). [جامع البيان: 24/ 174]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : ( (قولُهُ: انفِطَارُهَا: انشِقَاقُها ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، وهُو قَوْلُ الفَرَّاءِ). [فتح الباري: 8/ 695]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (انْفِطَارُهَا: انْشِقَاقُهَا.
ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ، وَالانْفِطَارُ مِنَ الْفَطْرِ بِالْفَتْحِ وَهُوَ الشَّقُّ). [عمدة القاري: 19/ 282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قولُه تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}؛ الآياتِ.
أخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن السُّدِّيِّ في قولِهِ: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}؛ قَالَ: انْشَقَّتْ). [الدر المنثور: 15/ 280]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإذا كَوَاكِبُها انْتَثَرَتْ}؛ مِنها فتَسَاقَطَتْ). [جامع البيان: 24/ 174]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الحسن، في قوله: {وإذا البحار فجرت}؛ قال: فجر بعضها في بعض فذهب ماؤها قال معمر، وقال الكلبي: ملئت). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 354]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال الرّبيع بن خثيمٍ: {فجّرت} [الانفطار: 3] : «فاضت»). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ الرَّبِيعُ بنُ خُثَيْمٍ: فُجِّرَتْ فَاضَتْ) قَالَ عَبدُ بنُ حُمَيدٍ: حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ وأَبُو نُعَيْمٍ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُو ابنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عن أَبِيهِ عن أَبِي يَعْلَى هُو مُنذِرٌ الثَّوْرِيُّ عنِ الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ به. قَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ: أَنْبَأنَا الثَّوْرِيُّ مِثْلَهُ وأَتَمَّ مِنهُ. والمَنقُولُ عنِ الرَّبِيعِ: فُجِرَتْ -بتَخفِيفِ الجِيمِ- وهُو اللائقُ بتَفسِيرِهِ المَذكُورِ). [فتح الباري: 8/ 695]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال الرّبيع بن خثيم فجرت فاضت وقرأ الأعمش وعاصم فعدلك بالتّخفيف وقرأ أهل الحجاز بالتّشديد
أما قول الرّبيع فقال الفريابيّ ثنا سفيان قال بلغني عن ربيع بن خثيم في قوله: {وإذا البحار فجرت}؛ قال: فاضت
وقال عبد ثنا أبو نعيم ومؤمل بن إسماعيل قالا ثنا سفيان عن أبيه عن أبي يعلى يعني منذرا الثّوريّ عن الرّبيع به
وأما قراءة الأعمش وعاصم فتقدمت الأسانيد بذلك قبل). [تغليق التعليق: 4/ 362-363]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: فُجِّرَتْ: فَاضَتْ
أَيْ قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}؛ أَيْ: فَاضَتْ، والرَّبِيعُ بِفَتْحِ الرَّاءِ ابْنُ خُثَيْمٍ بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَفَتْحِ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ التَّابِعِيُّ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ، قَوْلُهُ: فَاضَتْ مِنَ الْفَيْضِ مَعْنَاهُ: فُتِحَ بَعْضُهُا إِلَى بَعْضٍ عَذْبُهَا إِلَى مِلْحِهَا، وَمِلْحُهَا إِلَى عَذْبِهَا فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا، وَهَذَا التَّعْلِيقُ رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبَيْهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ بِهِ). [عمدة القاري: 19 / 282]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ) بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ فيما رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ في قَوْلِهِ تَعَالَى: {فُجِّرَتْ} أي: (فَاضَتْ) قَالَ الزَّرْكَشِيُّ: يَنْبَغِي قِرَاءَتُهُ بِالتَّخْفِيفِ فَإِنَّهَا القراءَةُ الْمَنْسُوبَةُ للرَّبِيعِ صَاحِبِ هذا التَّفْسِيرِ). [إرشاد الساري: 7/ 413]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}، يقولُ: فَجَّرَ اللَّهُ بعْضَها في بَعْضٍ، فمَلأَ جميعَها.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ على اختلافٍ مِنهم في بعضِ ذلكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي معاويَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}، يقولُ: بعضُها في بَعْضٍ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}، فُجِّرَ عَذْبُها في مالِحِها، ومالِحُها في عَذْبِها.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عن الحسَنِ: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}، قالَ: فُجِّرَ بعضُها في بعضٍ، فذَهَبَ مَاؤُها. وقالَ الكَلْبِيُّ: مُلِئَتْ). [جامع البيان: 24/ 174-175]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا شريك، عن سعيد بن مسروق، عن منذر الثوري، عن الربيع بن خيثم في قوله: {وإذا البحار فجرت}؛ قال: فاضت). [تفسير مجاهد: 2/ 736]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ مِن طريقِ عِكْرِمَةَ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قولِهِ: {وَإِذَا البِحَارُ فُجِّرَتْ}؛ قَالَ: بَعْضُها في بَعْضٍ). [الدر المنثور: 15/ 280] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن الرَّبيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {وَإِذَا البِحَارُ فُجِرَتْ} بتَخفيفِ الجِيمِ قالَ: فَاضَتْ). [الدر المنثور: 15/ 282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وابنُ المُنْذِرِ عَنِ الحَسَنِ: {وَإِذَا البِحَارُ فُجِّرَتْ} قَالَ: فُجِّرَ بَعْضُها في بَعْضٍ فذَهَب مَاؤُها). [الدر المنثور: 15 / 282]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وإِذا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ}، يقولُ: وإذا القُبُورُ أُثِيرَتْ، فاسْتُخْرِجَ مَنْ فيها مِن الموْتَى أحياءً. يُقالُ: بَعْثَرَ فلانٌ حوْضَ فلانٍ: إذا جَعَلَ أسْفَلَهُ أعلاهُ، يُقالُ: بَعْثَرَهُ وبَحْثَرَهُ: لُغَتَانِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي معاويَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ}، يقولُ: بُحِثَتْ). [جامع البيان: 24/ 175]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: ويُذكَرُ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ بُعثِرَتْ: يَخرُجُ مَن فِيها مِنَ المَوْتَى) ثَبَتَ هَذَا أيضًا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ وهُو قَوْلُ الفَرَّاءِ أيضًا. وقد أَخْرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ أيضًا من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ:بُعثِرَتْ أي بُحِثَتْ.
قولُهُ: (وقَالَ غَيرُهُ: انتَثَرَتْ، بَعْثَرْتُ حَوضِي جَعَلتُ أَسفَلَهُ أَعْلاهُ) ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ أيضًا وحدَهُ وتَقَدَّمَ فِي الجَنَائِزِ). [فتح الباري: 8/ 695]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بُعْثِرَتْ يَخْرُجُ مَنْ فِيهَا مِنَ الأَمْوَاتِ.
أَيْ: يُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} وتَفْسِيرُهُ ظَاهِرٌ: وَبِهِ قَالَ الْفَرَّاءُ أَيْضًا، وَهَذَا أَيْضًا ثَبَتَ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: بُعْثِرَتْ: أُثِيرَتْ؛ بَعْثَرْتُ حَوْضِي أيْ جَعَلْتُ أسْفَلَهُ أعْلاهُ.
أي قَالَ ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {بُعْثِرَتْ} أَنَّ مَعْنَاهُ: أُثِيرَتْ وَبُحِثَتْ فَاسْتُخْرِجَ مَا فِي الأَرْضِ مِنَ الْكُنُوزِ، وَمَنْ فِيهَا مِنَ الْمَوْتَى، وَهَذَا مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُخْرِجَ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا مِنْ ذَهَبِهَا وَفِضَّتِهَا وَمَوْتَاهَا، قَوْلُهُ: (بَعْثَرْتُ حَوْضِي) أَشَارَ بِهِ إِلَى أَنَّهُ يُقَالُ: بَعْثَرْتُ حَوْضِي، وَبَحْثَرْتُهُ إِذَا هَدَمْتَهُ فَجَعَلْتَ أَسْفَلَهُ أَعْلاَهُ، وَهَذَا أَيْضًا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ، وَقَدْ مَرَّ فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الْجَنَائِزِ). [عمدة القاري: 19/ 282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ مِن طريقِ عِكْرِمَةَ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قولِهِ: {وَإِذَا البِحَارُ فُجِّرَتْ}؛ قَالَ: بَعْضُها في بَعْضٍ, وفي قولِهِ: {وإِذَا القُبُورُ بُعْثِرَتْ}؛ قَالَ: بُحِثَتْ). [الدر المنثور: 15/ 280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ جُرَيْجٍ في قولِهِ: {وَإِذَا القُبُورُ بُعْثِرَتْ}؛ قالَ: أُخْرِجَ ما فيها مِن المَوْتَى). [الدر المنثور: 15/ 282]
تفسير قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن ابن مسعود، في قوله: {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت} [سورة الانفطار: 5]، قال: ما قدمت من خير، وأخرت من سيئة يعمل بها بعده، فله أجر من يتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء، أو سيئة يعمل بها بعده، فعليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء). [الزهد لابن المبارك: 2/ 677]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني طلحة أنّه سمع عطاءً يحدّث عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}، قال: ما قدّمت بين يديها من خيرٍ وأخّرت وراءها من سنةٍ يعمل بها من بعده). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 92]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {ما قدمت وأخرت}؛ قال: بما قدمت من طاعة الله بما أخرت من حق الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 354]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: عَلِمَتْ كلُّ نفسٍ ما قَدَّمَتْ لذلكَ اليومِ مِنْ عَمَلٍ صالِحٍ يَنْفَعُهُ، وأَخَّرَتْ ورَاءَهُ مِنْ شَيْءٍ سَنَّهُ يعْمَلَ بهِ.
واخْتَلَفَ أَهْلُ التأويلِ في تَأْوِيلِ ذلكَ، فقالَ بَعْضُهم بنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عنْ أبيهِ قالَ: ثَنِي عن القُرَظِيِّ أنَّهُ قالَ في {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، قالَ: ما قَدَّمَتْ مِمَّا عَمِلَتْ. وأمَّا ما أَخَّرَتْ فالسُّنَّةُ يَسُنُّها الرجلُ، يَعْمَلُ بِهَا مَنْ بَعْدَهُ.
وقالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بذلكَ: ما قَدَّمَتْ مِن الفرائِضِ التي أَدَّتْهَا، وما أَخَّرَتْ مِن الفرائِضِ التي ضَيَّعَتْها.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ أبيهِ، عنْ سعيدِ بنِ مَسْرُوقٍ، عنْ عِكْرِمَةَ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ}، قالَ: ما افْتُرِضَ عليها، {وَمَا أَخَّرَتْ}، قالَ: مِمَّا افْتُرِضَ عَليها.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قالَ: ثَنِي عَمِّي قالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ قَوْلُهُ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، قالَ: تَعْلَمُ ما قَدَّمَتْ مِنْ طاعةِ اللَّهِ، وما أَخَّرَتْ مِمَّا أُمِرَتْ بهِ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، قالَ: ما قَدَّمَتْ مِنْ خَيْرٍ، وأخَّرَتْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عليها لَمْ تَعْمَلْ بهِ.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، قالَ: ما قَدَّمَتْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ ومَا أَخَّرَتْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، قالَ: ما قَدَّمَتْ: عَمِلَتْ، وما أخَّرَتْ: تَرَكَتْ وَضَيَّعَتْ وأخَّرَتْ مِن العملِ الصالِحِ الذي دَعَاها اللَّهُ إليهِ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنَى ذلكَ: ما قَدَّمَتْ مِنْ خَيْرٍ أوْ شَرٍّ، وأخَّرَتْ مِنْ خيرٍ أوْ شرٍّ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي يعقوبُ قالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ قالَ: أخْبَرَنَا العَوَّامُ، عنْ إبراهيمِ التَّيْمِيِّ قالَ: ذَكَرُوا عندَهُ هذهِ الآيَةَ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، قالَ: أنا مِمَّا أَخَّرَ الحجاجَ.
وإنَّما اخْتَرْنَا القوْلَ الذي ذَكَرْنَاهُ؛ لأنَّ كلَّ ما عَمِلَ العبدُ مِنْ خيرٍ أوْ شرٍّ فهوَ مِمَّا قَدَّمَهُ، وأنَّ مَا ضَيَّعَ مِنْ حقِّ اللَّهِ عليهِ وفَرَّطَ فيهِ فلمْ يَعْمَلْهُ، فهوَ مِمَّا قدْ قَدَّمَ مِنْ شرٍّ، وليسَ ذلكَ مِمَّا أَخَّرَ مِن العمَلِ؛ لأنَّ العمَلَ هوَ ما عَمِلَهُ، فأمَّا ما لمْ يَعْمَلْهُ فإِنَّما هوَ سَيِّئَةٌ قَدَّمَها، فَلِذَلِكَ قُلْنَا: ما أَخَّرَ: هوَ ما سَنَّهُ مِنْ سُنَّةٍ حسنَةٍ وسَيِّئَةٍ، مِمَّا إذا عَمِلَ بهِ العامِلُ كانَ لهُ مِثْلُ أجْرِ العامِلِ بها أوْ وِزْرِهِ). [جامع البيان: 24/ 175-177]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسن بن حليمٍ المروزيّ، ثنا أبو الموجّه، أنبأ عبدان، أنبأ عبد اللّه، أنبأ هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه، قال: قام سائلٌ على عهد النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] فسأل فسكت القوم، ثمّ إنّ رجلًا أعطاه فأعطاه القوم، فقال النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم]: «من استنّ خيرًا فاستنّ به فله أجره، ومثل أجور من تبعه غير منتقصٍ من أجورهم شيئًا، ومن استنّ شرًّا فاستنّ به فعليه وزره، ومثل أوزار من اتّبعه غير منتقصٍ من أوزارهم شيئًا» قال: وتلا حذيفة بن اليمان {علمت نفسٌ ما قدّمت وأخّرت} «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه بهذا اللّفظ» إنّما اتّفقا على حديث جرير بن عبد اللّه رضي اللّه عنه: «من سنّ في الإسلام» فقط). [المستدرك: 2/ 561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُبارَكِ في (الزُّهْدِ) وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وأَخَّرَتْ}؛ قَالَ: ما قَدَّمَتْ مِن خَيْرٍ وأَخَّرَتْ مِن سُنَّةٍ صَالحةٍ يُعْمَلُ بها بَعْدَهُ، فإنَّ له مِثْلَ أَجْرِ مَن عَمِلَ بها مِن غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شَيْئاً, أو سُنَّةٍ سَيِّئَةٍ يُعْمَلُ بها بعدَه، فإِنَّ عليه مِثْلَ وِزْرِ مَن عَمِلَ بها ولا يَنْقُصَ مِن أَوْزَارِهِم شَيْئاً). [الدر المنثور: 15/ 282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في الآيةِ قَالَ: ما قَدَّمَتْ مِن عَمَلٍ؛ خَيْرٍ أو شرٍّ, وما أَخَّرَتْ مِن سُنَّةٍ تُعْمَلُ مِن بعدِه). [الدر المنثور: 15/ 282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكمُ وصحَّحه, عن حُذيفةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «مَنِ اسْتَنَّ خَيْراً فَاسْتُنَّ بِهِ, فَلَهُ أَجْرُه ومِثْلُ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِن أُجُورِهِمْ، ومَنِ اسْتَنَّ شَرًّا فُاسْتُنَّ بهِ فعَلَيْهِ وِزْرُهُ ومِثْلُ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِن أَوْزَارِهِمْ». وتلا حُذَيْفَةُ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وأَخَّرَتْ} ). [الدر المنثور: 15/ 282-283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وأَخَّرَتْ}؛ قَالَ: مَا أَدَّتْ إلى اللَّهِ مِمَّا أَمرَها به, وما ضَيَّعَتْ). [الدر المنثور: 15/ 283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ: مَا قَدَّمَتْ مِنْ خَيْرٍ, وَمَا أَخَّرَتْ مِن حَقِّ اللَّهِ عليها لَمْ تَعْمَلْ بهِ). [الدر المنثور: 15/ 283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ}: مِنْ خَيْرٍ, {ومَا أَخَّرَتْ}: ما حَدَّثَ بِهِ نَفْسَه ولَمْ يَعْمَلْ بِهِ). [الدر المنثور: 15/ 283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ}: مِنْ خَيْرٍ, {وَمَا أَخَّرَتْ}: مَا أُمِرَتْ أَنْ تَعْمَلَ فتَرَكَتْ). [الدر المنثور: 15/ 283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن عطاءٍ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ} بَيْنَ يَدَيْها, {وما أَخَّرَتْ}: وراءَها مِن سُنَّةٍ يُعْمَلُ بها مِن بعدِها). [الدر المنثور: 15/ 283]
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شريك بن عبد الله، عن هلال، عن عبد الله بن عكيم، قال: سمعت ابن مسعود بدأ باليمين قبل الحديث، فقال: والله ما منكم من أحدٍ إلا سيخلو به ربه كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر، أو قال لليلته، ثم يقول: يا ابن آدم، ما غرك بي، ابن آدم، ما غرك بي، ابن آدم، ما غرك بي، ما عملت فيما علمت، يا ابن آدم، ماذا أجبت المرسلين).[الزهد لابن المبارك: 2/ 19]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا معاوية بن هشامٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن رجلٍ، عن ربيع بن خثيمٍ في قوله: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم} قال: الجهل). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 273]قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا معاوية بن هشامٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن رجلٍ عن الرّبيع بن خثيمٍ قوله: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم} قال: الجهل). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 467]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: يا أيُّها الإنسانُ الكافِرُ، أيُّ شيءٍ غَرَّكَ بربِّكَ الكريمِ، غرَّ الإنسانَ بهِ عَدُوُّهُ المُسَلَّطُ عليهِ. كما حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}، شيءٌ ما غَرَّ ابنَ آدَمَ، هذا العَدُوُّ الشيطانُ). [جامع البيان: 24/ 178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ} الآياتِ.
وأخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ, وابنُ المُنْذِرِ, وابنُ أبي حَاتِمٍ عن عُمَرَ بنِ الخطابِ أَنَّه قرَأ هذه الآيةَ: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ}؛ فقَالَ: غَرَّهُ واللَّهِ جَهْلُه). [الدر المنثور: 15/ 283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عَنْ عِكْرِمَةَ: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ}؛ قَالَ: أُبَيُّ بنُ خَلَفٍ). [الدر المنثور: 15/ 283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن صالحِ بنِ مِسْمَارٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- تلاَ هذه الآيةَ: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ برَبِّكَ الكَرِيمِ}؛ ثم قَالَ:«جَهْلُه»). [الدر المنثور: 15/ 283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبةَ, عن رَبيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ}. قَالَ: الجَهْلُ). [الدر المنثور: 15/ 283]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقرأ الأعمش، وعاصمٌ: {فعدلك}: «بالتّخفيف» ، «وقرأه أهل الحجاز بالتّشديد» وأراد: معتدل الخلق، ومن خفّف يعني {في أيّ صورةٍ}: شاء، إمّا حسنٌ، وإمّا قبيحٌ، أو طويلٌ، أو قصيرٌ "). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَرَأَ الأعْمَشُ وعَاصِمٌ: فعَدَّلَكَ بالتَّخْفِيفِ وقَرَأَهُ أهْلُ الحِجَازِ بالتَّشْدِيدِ) قلتُ: قَرَأَ أيضًا بالتَّخْفِيفِ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ وسَائِرُ الكُوفِيِّينَ، وقَرَأَ أيضًا بالتَّثقِيلِ مَن عَدَاهُم مِن قَرَأَةِ الأمصَارِ.
قَولُهُ: (وأَرَادَ مُعتَدِلَ الخَلقِ، ومَن خَفَّفَ يَعْنِي في أيِّ صُورَةٍ شَاءَ إمَّا حَسَنٌ وإمَّا قَبِيحٌ أو طَويلٌ أو قَصيرٌ) هُو قَولُ الفَرَّاءِ بلَفْظِهِ إلى قولِهِ: بالتَّشْدِيدِ. ثُم قَالَ: فَمَن قَرَأَ بالتَّخْفِيفِ فهو- واللهُ أَعلَمُ- يُصَرِّفُكَ في أيِّ صُورَةٍ شَاءَ إمَّا حَسَنٌ إلخ.
ومَن شَدَّدَ فإنَّه أرَادَ- واللهُ أَعلَمُ- جَعَلَكَ مُعتَدِلاً مُعتَدِلَ الخَلْقِ قَالَ: وهُو أَجوَدُ القِرَاءَتَينِ في العَرَبِيَّةِ وأَحَبُّهُما إليَّ، وحَاصِلُ القِرَاءَتَينِ أنَّ التِّي بالتَّثقِيلِ مِنَ التَّعدِيلِ والمرَادُ التَّناسُبُ، وبالتَّخفِيفِ مِنَ العَدْلِ وهُو الصَّرفُ إلى أيِّ صِفَةٍ أَرادَ.
تَنْبِيهٌ لمْ يُورِدْ فِيها حَديثًا مَرفُوعًا، ويدخلُ فيها حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ المُنَبَّهُ عَلَيهِ في التي قَبلَهَا). [فتح الباري: 8/ 695]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال الرّبيع بن خثيم: {فجرت}؛ فاضت، وقرأ الأعمش وعاصم فعدلك بالتّخفيف وقرأ أهل الحجاز بالتّشديد.
أما قول الرّبيع فقال الفريابيّ ثنا سفيان قال بلغني عن ربيع بن خثيم في قوله: {وإذا البحار فجرت}، قال: فاضت
وقال عبد ثنا أبو نعيم، ومؤمل بن إسماعيل، قالا: ثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى يعني منذرا الثّوريّ عن الرّبيع به
وأما قراءة الأعمش وعاصم: فتقدمت الأسانيد بذلك قبل). [تغليق التعليق: 4 / 362-363] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَرَأَ الأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ) وكذا حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ (فَعَدَلَكَ بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَهُ) ولأَبِي ذَرٍّ: وَقَرَأَ (أَهْلُ الْحِجَازِ) وَأَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ وابْنُ عَامِرٍ الشَّامِيُّ (بِالتَّشْدِيدِ، وَأَرَادَ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ) أي: جَعَلَهُ مُتَنَاسِبَ الأَطْرَافِ، فَلَمْ يَجْعَلْ إِحْدَى يَدَيْهِ أَطْوَلَ، وَلا إِحْدَى عَيْنَيْهِ أَوْسَعَ (وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي: في أي صُورَةٍ شَاءَ إِمَّا حَسَنٌ وإمَّا قَبِيحٌ، وطَوِيلٌ وَقَصِيرٌ) ولأَبِي ذَرٍّ: أو طَوِيلٌ أو قَصِيرٌ، قَالَهُ الْفَرَّاءُ). [إرشاد الساري: 7/ 413]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ}، يقولُ: الذي خلَقَكَ أيُّها الإنسانُ فسَوَّى خَلْقَكَ {فَعَدَلَكَ}.
واخْتَلَفَت القَرَأَةُ في قراءَةِ ذلكَ؛ فقَرَأَتْهُ عامَّةُ قَرَأَةِ المدينةِ ومكَّةَ والشامِ والبَصْرَةِ: (فَعَدَّلَكَ) بتشديدِ الدالِ. وقَرَأَ ذلكَ عامَّةُ قَرَأَةِ الكوفَةِ بِتَخْفِيفِها. وكأنَّ مَنْ قَرَأَ ذلكَ بالتشديدِ وَجَّهُ معنَى الكلامِ إلى أنَّهُ جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً مُعَدَّلَ الخَلْقِ مُقَوَّماً، وكأنَّ الذينَ قَرَؤُوهُ بالتخفيفِ وَجَّهُوا معنى الكلامِ إلى صَرَفَكَ وأَمَالَكَ إلى أيِّ صورةٍ شاءَ؛ إِمَّا إلى صُورةٍ حسَنَةٍ، وإمَّا إلى صورةٍ قَبِيحةٍ، أوْ إلى صُورةِ بعضِ قَرَابَاتِهِ.
وأَوْلَى الأقوالِ في ذلكَ عندي بالصَّوابِ أنْ يُقَالَ: إِنَّهما قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ في قراءَةِ الأمصارِ، صَحِيحَتَا المعنَى، فبأيَّتِهِما قَرَأَ القارِئُ فمُصيبٌ، غيرَ أنَّ أعْجَبَهما إليَّ أنْ أقْرَأَ بهِ قراءَةُ مَنْ قرَأَ ذلكَ بالتشديدِ؛ لأنَّ دخولَ (في) للتعديلِ أحْسَنُ في العربيَّةِ مِنْ دخولِهَا للعَدْلِ، أَلا تَرَى أنَّكَ تقولُ: عَدَّلْتُكَ في كذا، وصَرَفْتُكَ إليهِ، ولا تَكادُ تقولُ: عَدَلْتُكَ إلى كذا وصَرَفْتُكَ فيهِ؛ فلذلكَ اخْتَرْتُ التشديدَ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ، وذَكَرْنَا أنَّ قَارِئِي ذلكَ تأَوَّلُوهُ، جاءَت الروايَةُ عنْ أهلِ التأويلِ أَنَّهُم قالُوهُ). [جامع البيان: 24 / 178-179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ والحاكمُ وصحَّحه من طريقِ سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ, عن أبي هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبِيَّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] كانَ يقرَأُ: {فسَوَّاكَ فعَدَّلَكَ} مُثَقَّلاً). [الدر المنثور: 15 / 283]
تفسير قوله تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقرأ الأعمش، وعاصمٌ: {فعدلك}: «بالتّخفيف» ، «وقرأه أهل الحجاز بالتّشديد» وأراد: معتدل الخلق، ومن خفّف يعني {في أيّ صورةٍ} : شاء، إمّا حسنٌ، وإمّا قبيحٌ، أو طويلٌ، أو قصيرٌ "). [صحيح البخاري: 6 / 167] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَرَأَ الأعْمَشُ وعَاصِمٌ: فعَدَّلَكَ بالتَّخْفِيفِ وقَرَأَهُ أهْلُ الحِجَازِ بالتَّشْدِيدِ) قلتُ: قَرَأَ أيضًا بالتَّخْفِيفِ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ وسَائِرُ الكُوفِيِّينَ، وقَرَأَ أيضًا بالتَّثقِيلِ مَن عَدَاهُم مِن قَرَأَةِ الأمصَارِ.
قَولُهُ: (وأَرَادَ مُعتَدِلَ الخَلقِ، ومَن خَفَّفَ يَعْنِي في أيِّ صُورَةٍ شَاءَ إمَّا حَسَنٌ وإمَّا قَبِيحٌ أو طَويلٌ أو قَصيرٌ) هُو قَولُ الفَرَّاءِ بلَفْظِهِ إلى قولِهِ: بالتَّشْدِيدِ. ثُم قَالَ: فَمَن قَرَأَ بالتَّخْفِيفِ فهو- واللهُ أَعلَمُ- يُصَرِّفُكَ في أيِّ صُورَةٍ شَاءَ إمَّا حَسَنٌ إلخ.
ومَن شَدَّدَ فإنَّه أرَادَ- واللهُ أَعلَمُ- جَعَلَكَ مُعتَدِلاً مُعتَدِلَ الخَلْقِ قَالَ: وهُو أَجوَدُ القِرَاءَتَينِ في العَرَبِيَّةِ وأَحَبُّهُما إليَّ، وحَاصِلُ القِرَاءَتَينِ أنَّ التِّي بالتَّثقِيلِ مِنَ التَّعدِيلِ والمرَادُ التَّناسُبُ، وبالتَّخفِيفِ مِنَ العَدْلِ وهُو الصَّرفُ إلى أيِّ صِفَةٍ أَرادَ.
تَنْبِيهٌ لمْ يُورِدْ فِيها حَديثًا مَرفُوعًا، ويدخلُ فيها حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ المُنَبَّهُ عَلَيهِ في التي قَبلَهَا). [فتح الباري: 8 / 695] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَرَأَ الأعْمَشُ وَعَاصِمٌ: فَعَدَلَكَ بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَهُ أَهْلُ الْحِجَازِ بِالتَّشْدِيدِ، وَأَرَادَ مُعْتَدِلَ الخَلْقِ، وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي فِي أيِّ صُورَةٍ شَاءَ إمَّا حَسَنٌ وَإِمَّا قَبِيحٌ وَطَوِيلٌ وَقَصِيرٌ.
أَيْ: قَرَأَ سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ بِفَتْحِ النُّونِ وَضَمِّ الْجِيمِ الأَسَدِيُّ أَحَدُ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} بِالتَّخْفِيفِ أَيْ بتخفيفِ الدالِ وَبِهِ قَرَأَ أَيْضًا الْحَسَنُ، وَحَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَأَبُو رَجَاءٍ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْكُوفِيُّونَ، وقَرَأَ أَهْلُ الْحِجَازِ بتشديدِ الدَّالِ، قَوْلُهُ: وَمَنْ خَفَّفَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى فَاعِلِ أَرَادَ أَيْ: وَمَنْ خَفَّفَ أَرَادَ أَيْضًا مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ، وَلَفْظُ فِي أَيِّ صُورَةٍ لاَ يَكُونُ مُتَعَلِّقًا بِهِ بَلْ هُوَ كَلاَمٌ مُسْتَأْنَفٌ تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} وَالْبَاقِي ظَاهِرٌ). [عمدة القاري: 19/ 282]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَرَأَ الأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ وكذا حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ (فَعَدَلَكَ بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَهُ) ولأَبِي ذَرٍّ: وَقَرَأَ (أَهْلُ الْحِجَازِ) وَأَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ وابْنُ عَامِرٍ الشَّامِيُّ (بِالتَّشْدِيدِ، وَأَرَادَ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ) أي: جَعَلَهُ مُتَنَاسِبَ الأَطْرَافِ، فَلَمْ يَجْعَلْ إِحْدَى يَدَيْهِ أَطْوَلَ، وَلا إِحْدَى عَيْنَيْهِ أَوْسَعَ (وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي: في أي صُورَةٍ شَاءَ إِمَّا حَسَنٌ وإمَّا قَبِيحٌ، وطَوِيلٌ وَقَصِيرٌ) ولأَبِي ذَرٍّ: أو طَوِيلٌ أو قَصِيرٌ، قَالَهُ الْفَرَّاءُ). [إرشاد الساري: 7 / 413] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بذلكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ، في قولِ اللَّهِ: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}، قالَ: في أيِّ شَبَهِ أَبٍ أوْ أُمٍّ أوْ خَالٍ أوْ عَمٍّ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ إسماعيلَ في قَوْلِهِ: {مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}، قالَ: إنْ شاءَ في صُورةِ كلْبٍ، وإنْ شاءَ في صورةِ حِمَارٍ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ إسماعيلَ، عنْ أبي صالِحٍ: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}، قالَ: خِنْزِيرٍ أوْ حِمارٍ.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عنْ أبي رَجَاءٍ، عنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}، قالَ: إنْ شاءَ في صورةِ قِرْدٍ، وإنْ شاءَ في صورةِ خِنْزِيرٍ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ القَزَّازُ قالَ: ثَنَا مُطَهَّرُ بنُ الْهَيْثَمِ قالَ: ثَنَا موسَى بنُ علِيِّ بنِ رَباحٍ اللَّخْمِيُّ قالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ جَدِّي، أنَّ النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ لهُ: «مَا وُلِدَ لَكَ؟» قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ما عسَى أنْ يُولَدَ لي؟ إمَّا غُلامٌ، وإمَّا جارِيَةٌ. قالَ: «فَمَنْ يُشْبِهُ؟» قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، مَنْ عَسَى أَنْ يُشْبِهَ؟ إِمَّا أَبَاهُ، وإِمَّا أُمَّهُ. فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندَها: «مَهْ، لا تَقُولَنَّ هَكَذَا؛ إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِمِ أَحْضَرَهَا اللَّهُ كُلَّ نَسَبٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ آدَمَ، أَمَا قَرَأْتَ هَذِهِ الآيَةَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}؟» قالَ:«سَلَكَكَ» ). [جامع البيان: 24 / 179-180]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {في أي صورة ما شاء ركبك}؛ يقول: أي شبه شاء صورك شبه الأب أو الأم أو الخال أو العم). [تفسير مجاهد: 736]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عَنْ مَالِكِ بنِ الحُوَيْرِثِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللهُ جَلَّ اسْمُهُ أَنْ يَخْلُقَ النَّسْمَةَ، فَجَامَعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ، طَارَ مَاؤُهُ فِي كُلِّ عِرْقٍ وَعَصَبٍ مِنْهَا، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ أَحْضَرَ اللهُ لَهُ كُلَّ عِرْقٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ». ثُم قَرَأَ: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}
رَوَاه الطبرانيُّ في الثلاثةِ، ورِجالُه ثِقَاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 134]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن موسَى بنِ عَلِيٍّ، عن أبيه، عن جَدِّهِ، أن النبيَّ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] قالَ له: «مَا وُلِدَ لَكَ؟». قالَ: وما عسَى أنْ يُولَدَ لي؛ إِمَّا غُلامٌ وإمَّا جارِيَةٌ؟ قالَ: «وَمَا نَسَبُهُ؟». قالَ: وما عسَى أنْ يَكُونَ نَسَبُهُ؛ إمَّا أُمَّهُ وإمَّا أبَاه؟ فقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عندَها: «مَهْ، لاَ تَقُولَنَّ كَذَلِكَ؛ إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِمِ أَحْضَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ نَسَبٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ آدَمَ، أَمَا قَرَأْتَ هَذِهِ الآيَةَ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}».
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وفيه مُطَهَّرُ بنُ الهَيْثَمِ، وهو مَتْرُوكٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 134-135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البخاريُّ في تاريخِه وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ شاهِينَ وابنُ قَانِعٍ والطبرانيُّ والبَاوَرْدِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ من طريقِ مُوسَى بنِ عَلِيِّ بنِ رَبَاحٍ, عن أبيهِ, عن جَدِّه: أن َّ النَّبِيَّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] قَالَ له: «مَا وُلِدَ لَكَ؟» قَالَ: يا رسولَ اللَّهِ, مَا عَسَى أَنْ يُولَدَ لِي, إِمَّا غُلامٌ وإِمَّا جَارِيَةٌ. قَالَ:«فمَنْ يُشْبِهُ؟» قَالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ما عَسَى أَنْ يُشْبِهَ, إِمَّا أَبَاهُ وإِمَّا أُمَّه؛ فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ عندَها:«مَهْ, لا تَقُولَنَّ هَذَا, إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا اسْتَقَرَّتْ في الرَّحِمِ أَحْضَرَها اللَّهُ كُلَّ نَسَبٍ بَيْنَهَا وبَيْنَ آدَمَ, فرَكَّبَ خَلْقَه في صُورَةٍ مِن تِلْكَ الصُّوَرِ، أَمَا قَرَأْتَ هذه الآيةَ في كتابِ اللَّهِ: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}، مِن نَسْلِكَ مَا بَيْنَكَ وبَيْنَ آدَمَ»). [الدر المنثور: 15 / 283-284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحكيمُ الترمذيُّ والطبرانيُّ في الثلاثةِ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ بسَنَدٍ جَيِّدٍ, عَنْ مَالِكِ بنِ الحُوَيْرِثِ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ النَّسَمَةَ فجَامَعَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ طَارَ مَاؤُهَ فِي كُلِّ عِرْقٍ وعَصَبٍ مِنْهَا، فإِذَا كَانَ اليَوْمُ السَّابِعُ أَحْضَرَ اللَّهُ كُلَّ عِرْقٍ بَيْنَهُ وبَيْنَ آدَمَ». ثُمَّ قرَأ: «{فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}»). [الدر المنثور: 15/ 284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحكيمُ الترمذيُّ, عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَجُلاً مِن الأَنْصَارِ وَلَدَتْ لَهُ امْرَأتُه غُلاماً أَسْوَدَ؛ فأَخَذَ بيَدِ امْرَأتِه فأَتَى بها رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقَالَت: والَّذِي بعَثكَ بالحقِّ لقدْ تَزَوَّجَنِي بِكْراً, ومَا أَقْعَدْتُ مَقْعَدَه أَحَداً. فقَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «صَدَقْتِ, إِنَّ لَكِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ عِرْقاً ولَهُ مِثْلُ ذَلِكَ، فإِذَا كانَ حِينُ الوَلَدِ اضْطَرَبَتِ العُروقُ كُلُّهَا لَيْسَ مِنْهَا عِرْقٌ إِلاَّ يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ الشَّبَهَ لَهُ» ). [الدر المنثور: 15/ 284-285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}؛ قَالَ: إِمَّا قَبِيحاً وإِمَّا حَسَناً، وشِبْهَ أَبٍ أو أُمٍّ أو خالٍ أو عَمٍّ). [الدر المنثور: 15/ 285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ والرَّامَهُرْمُزِيُّ في (الأمثالِ) عن أبي صالحٍ: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}؛ قَالَ: إِنْ شَاءَ حِمَاراً, وإِنْ شَاءَ خِنْزِيراً, وإنْ شَاءَ فَرَساً, وإِنْ شَاءَ إِنْساناً). [الدر المنثور: 15/ 285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}؛ قَالَ: إِنْ شَاءَ قِرْداً، وإنْ شَاءَ في صُورَةِ خِنْزِيرٍ). [الدر المنثور: 15/ 285]