جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا}، يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ للمُكَذِّبِينَ بالبَعْثِ مِنْ قُرَيْشٍ القائِلِينَ: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}: أَأَنْتُمْ أيُّها الناسُ أشدُّ خَلْقاً، أم السماءُ بَنَاهَا رَبُّكُم؟ فإِنَّ مَنْ بنَى السماءَ فرَفَعَها سَقْفاً، هَيِّنٌ عليهِ خَلْقُكم وخَلْقُ أمثالِكم، وإحياؤُكم بعدَ مَمَاتِكم، وليسَ خَلْقُكم بعدَ مَمَاتِكم بأشَدَّ مِنْ خَلْقِ السماءِ. وعُنِيَ بقولِهِ: {بَنَاهَا}: رَفَعَهَا، فجَعَلَهَا للأرْضِ سَقْفاً). [جامع البيان: 24/ 88]
تفسير قوله تعالى: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}، يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: فسَوَّى السماءَ، فَلا شَيْءَ أَرْفَعَ مِنْ شَيْءٍ، ولا شَيْءَ أَخْفَضَ مِنْ شيءٍ، ولكنْ جميعُها مُسْتَوٍ في الارتِفاعِ والامْتِدادِ.
وبنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}، يَقُولُ: رَفَعَ بِناءَهَا فسَوَّاها.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقاءُ، جَميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: قولُهُ: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}، قالَ: رَفَعَ بِنَاءَهَا بغيرِ عَمَدٍ.
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عَلِيٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قولُهُ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، يَقُولُ: بُنْيَانَهَا). [جامع البيان: 24/ 88-89]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {رفع سمكها}؛ يعني بنيانها بغير عمد). [تفسير مجاهد: 728]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {سَمْكَهَا}: بِنَاءَهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ، ثَبَتَ هَذَا هنا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ وقد تقدَّمَ في بَدْءِ الخَلقِ). [فتح الباري: 8/ 690]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {سَمْكَهَا}: بَنَاهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ.
أَشَارَ به إِلَى قولِهِ تَعَالَى: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَّوَاهَا}، وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: بَنَاهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: سَمْكَهَا: سَقْفَهَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كُلُّ شَيءٍ حَمَلَ شَيْئًا مِنَ الْبِنَاءِ وغيرِهِ فَهُو سَمْكٌ، وَبِنَاءٌ مَسْمُوكٌ، فَسَوَّاهَا بِلاَ شُطُورٍ وَلاَ فُطُورٍ، وَهَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19/ 276-277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قَوْلُه تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً} الآياتِ.
- أخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَها}، قَالَ: بِنَاهَا). [الدر المنثور: 15/ 232] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها بغيرِ عَمَدٍ). [الدر المنثور: 15/ 232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}. قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها). [الدر المنثور: 15/ 233]
تفسير قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {أغطش ليلها}؛ قال: أظلم ليلها). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 347]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {وأخرج ضحاها}؛ قال: أنور ضحاها). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 347]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {أغطش ليلها} قال: أظلم ليلها). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 66]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {أغطش ليلها} أظلم ليلها). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 99]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقَوْلُهُ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: وَأَظْلَمَ لَيْلَ السماءِ. فَأَضَافَ الليلَ إلى السماءِ؛ لأنَّ الليلَ غُرُوبُ الشمسِ، وغُرُوبُها وطلُوعُها فيها، فأُضِيفَ إليها لَمَّا كانَ فيها، كما قِيلَ: نُجُومُ الليلِ؛ إذْ كانَ فيهِ الطُّلُوعُ والغُروبُ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي معاويَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قولُهُ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، يَقُولُ: أظْلَمَ لَيْلَها.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، يَقُولُ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: قولُهُ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قالَ: أَظْلَمَ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قالَ: أظْلَمَ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قوْلِهِ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قالَ: الظُّلْمَةَ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يَقُولُ في قوْلِهِ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، يَقُولُ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ القَزَّازُ قالَ: ثَنَا حَفْصُ بنُ عُمَرَ قالَ: ثَنَا الحَكَمُ، عنْ عِكْرِمَةَ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا.
وقولُهُ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}، يَقُولُ: وَأَخْرَجَ ضِيَاءَهَا، يعنِي: أَبْرَزَ نَهَارَهَا فَأَظْهَرَهُ، ونَوَّرَ ضُحَاهَا.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عِيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}: نُورَهَا.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ، قولُهُ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}، يَقُولُ: نَوَّرَ ضِياءَهَا.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ في قوْلِهِ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}، قالَ: نَهَارَهَا.
حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قوْلِهِ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}، قالَ: ضَوْءَ النَّهارِ). [جامع البيان: 24/ 89-92]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وأخرج ضحاها يقول أخرج نهارها). [تفسير مجاهد: 728]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: يقول: أخرج نورها). [تفسير مجاهد: 728]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: نا شريك، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {وأغطش ليلها}؛ يقول: أظلم ليلها.
- ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله). [تفسير مجاهد: 729]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قَولُهُ: قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {أَغْطَشَ}: أَظلَمَ ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وَحدَهُ وقد تَقَدَّمَ في بَدْءِ الخَلقِ). [فتح الباري: 8/ 691]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {أغْطَشَ}: أَظْلَمَ.
أَيْ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: وَقَدْ أَظْلَمَ، وَقَدْ مَرَّ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَهَذَا ثَبَتَ هُنَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19/ 278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قَوْلُه تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً} الآياتِ.
أخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَها}، قَالَ: بِنَاهَا, {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا). [الدر المنثور: 15/ 232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها بغيرِ عَمَدٍ, {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا, {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}، قَالَ: أَبْرَزَهُ). [الدر المنثور: 15/ 232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها، {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: نَوَّرَ ضَوْءَهَا). [الدر المنثور: 15/ 233] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قَالَ: العِشَاءَ، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: الشَّمْسَ). [الدر المنثور: 15/ 233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: أخْرَجَ نَهارَها). [الدر المنثور: 15/ 233]
تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر قال: أخبرني رجل، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: أرأيت أشياء تختلف علي من القرآن؟ قال: ما هو أشك في القرآن؟! قال: ليس بشك ولكن اختلاف. قال: فهات ما اختلف عليك من ذلك. قال: أسمع الله حيث يقول: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين}، وقال: {ولا يكتمون الله حديثا فقد كتموا}. قال: وماذا؟ قال: اسمعه يقول: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}، وقال: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}، وقال: {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين حتى بلغ طائعين}، وقال في الآية الأخرى: {السماء بنها رفع سمكها فسوها} ثم قال: {والأرض بعد ذلك دحاها} قال: اسمعه يقول: {كان الله ما شأنه يقول وكان الله} فقال ابن عباس: أما قوله: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين}؛ فإنهم لما رأوا يوم القيامة أن الله يغفر لأهل الإسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحد المشركون فقالوا: {والله ربنا ما كنا مشركين} رجاء أن يغفر لهم فختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فعند ذلك يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض، {ولا يكتمون الله حديثا}، وأما قوله: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}؛ فإنه إذا نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم نفخ فيه أخرى فإذا هي قيام ينظرون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون، وأما قوله: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين}؛ فإن الأرض خلقت قبل السماء وكانت السماء دخانا فسواهن سبع سماوات في يومين بعد خلق الأرض ، وأما قوله: {والأرض بعد ذلك دحها}؛ فيقول: جعل فيها جبلا جعل فيها نهرا جعل فيها شجرا جعل فيها بحورا.
- أخبرني معمر، قال: أخبرني ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: فخلق الله الأرض قبل السماء فثار من الأرض دخان ثم خلقت السماء بعد
وأما قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها}؛ فيقول: مع ذلك دحاها و مع وبعد سواء في كلام العرب، قال ابن عباس: وأما قوله: {كان الله}؛ فإن الله كان ولم يزل كذلك وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير لم يزل كذلك فما اختلف عليك من القرآن وهو شبه ما ذكرت لك وإن الله لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد ولكن الناس لا يعلمون). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 160-162] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}؛ اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في معنَى قولِهِ: {بَعْدَ ذَلِكَ}، فقالَ بعضُهم: دُحِيَت الأَرْضُ مِنْ بعدِ خَلْقِ السماءِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قولُهُ حيثُ ذَكَرَ خَلْقَ الأرضِ قبلَ السماءِ، ثُمَّ ذَكَرَ السماءَ قبلَ الأرضِ؛ وذلكَ أنَّ اللَّهَ خلَقَ الأرْضَ بأقواتِهَا مِنْ غيرِ أنْ يَدْحُوَها قبلَ السماءِ، ثمَّ استوَى إلى السماءِ فسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، ثُمَّ دَحا الأرضَ بعدَ ذلكَ، فذلكَ قولُهُ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}، يعني: أنَّ اللَّهَ خَلَقَ السماواتِ والأرْضَ، فلمَّا فَرَغَ مِن السماواتِ قبلَ أَنْ يَخْلُقَ أقْوَاتَ الأرْضِ بَثَّ أَقْوَاتَ الأَرْضِ فِيها بعدَ خَلْقِ السماءِ، وأَرْسَى الجِبالَ، يعني بذلكَ: دَحْوَها ، ولمْ تَكُنْ تَصْلُحُ أقواتُ الأرْضِ ونباتُها إلاَّ بالليلِ والنهارِ، فذلكَ قولُهُ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، أَلَمْ تَسْمَعْ أنَّهُ قَالَ: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ، عنْ حَفْصٍ، عنْ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قالَ: وَضَعَ البَيْتَ على الماءِ على أربعةِ أركانٍ قبلَ أنْ يَخْلُقَ الدنيا بأَلْفَيْ عامٍ، ثُمَّ دُحِيَت الأَرْضُ مِنْ تَحْتِ البَيْتِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عن الأَعْمَشِ، عنْ بُكَيْرِ بنِ الأَخْنَسِ، عنْ مُجاهِدٍ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو قالَ: خَلَقَ اللَّهُ البَيْتَ قَبْلَ الأَرْضَ بأَلْفَيْ سَنَةٍ، ومِنهُ دُحِيَت الأرضُ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنَى ذَلِكَ: والأرضَ معَ ذلكَ دَحَاها، وقَالُوا: الأَرْضُ خُلِقَتْ ودُحِيَتْ قبلَ السماءِ؛ وذلكَ أنَّ اللَّهَ قالَ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}، قَالُوا: فأَخْبَرَ اللَّهُ أنَّهُ سَوَّى السماواتِ بعدَ أنْ خَلَقَ مَا في الأرْضِ جَمِيعاً، قَالُوا: فإِذَا كانَ ذلكَ كذلكَ فلا وَجْهَ لقولِهِ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} إلاَّ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّهُ معَ ذلكَ دَحَاهَا، قَالُوا: وذلِكَ كقولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}، بمَعْنَى: معَ ذلكَ زَنِيمٍ.
وكما يُقالُ للرجلِ: أنتَ أحْمَقٌ، وأنتَ بعدَ هذا لَئِيمُ الحَسَبِ، بمعنى: معَ هذا، وكما قالَ جلَّ ثَناؤُهُ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فَي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ}: أيْ مِنْ قَبْلِ الذِّكْرِ، واسْتَشْهَدَ بقوْلِ الهُذَلِيِّ:
حَمِدْتُ إِلَهِي بَعْدَ عُرْوَةَ إِذْ نَجَا ....... خِراشٌ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ
وزَعَمُوا أنَّ خِرَاشاً نَجَا قبلَ عُرْوَةَ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وكيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، قالَ: معَ ذلكَ دَحَاهَا.
- حَدَّثَنِي ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عنْ مُجاهِدٍ أنَّهُ قالَ: والأَرْضَ عندَ ذلكَ دَحَاها.
- حَدَّثَنَا عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ قالَ: ثَنَا عليُّ بنُ مَعْبَدٍ قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، قالَ: معَ ذلكَ دَحَاهَا.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ العَسْقَلانِيُّ قالَ: ثَنَا رَوَّادُ بنُ الجَرَّاحِ، عنْ أبي حَمْزَةَ، عن السُّدِّيِّ، في قوْلِهِ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، قالَ: مَعَ ذَلِكَ دَحَاهَا.
والقوْلُ الذي ذَكَرْنَاهُ عن ابنِ عَبَّاسٍ مِنْ أنَّ اللَّهَ تَعالَى خَلَقَ الأرضَ، وقدَّرَ فيها أقْوَاتَهَا، ولمْ يَدْحُهَا، ثمَّ اسْتَوَى إلى السماءِ فسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سماواتٍ، ثمَّ دَحَا الأرضَ بعدَ ذلكَ، فأخْرَجَ مِنها مَاءَها ومَرْعَاها، وأرْسَى جِبَالَهَا، أشْبَهَ لِمَا دَلَّ عليهِ ظاهِرُ التنزيلِ؛ لأنَّهُ جلَّ ثَناؤُهُ قالَ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}. والمعروفُ مِنْ معنَى (بَعْدَ) أنَّهُ خِلافُ معنَى (قَبْلَ)، وليسَ في دَحْوِ اللَّهِ الأرْضَ بعدَ تَسْوِيَتِهِ السماواتِ السبْعَ، وإغطاشِهِ لَيْلَها، وإخراجِهِ ضُحاهَا، ما يُوجِبُ أنْ تكونَ الأرضُ خُلِقَتْ بعدَ خَلْقِ السماواتِ؛ لأنَّ الدَّحْوَ إِنَّما هوَ البَسْطُ في كلامِ العرَبِ والمَدُّ، يُقالُ مِنهُ: دَحَا يَدْحُو دَحْواً، ودَحَيْتُ أَدْحَى دَحْياً لُغَتَانِ، ومِنهُ قوْلُ أُمَيَّةَ بنِ أبي الصَّلْتِ:
دارٌ دَحَاهَا ثُمَّ أَعْمَرَنَا بِهَا ....... وأقامَ بالأُخْرَى التِي هيَ أَمْجَدُ
وقولُ أَوْسِ بنِ حُجْرٍ في نَعْتِ غَيْثٍ:
يَنْفِي الحَصَى عَن جَدِيدِ الأَرْضِ مُبْتَرِكٌ ....... كأَنَّهُ فَاحِصٌ أوْ لاعِبٌ دَاحِي
وبنحوِ الذي قُلْنَا في معنى قوله: {دَحَاهَا} قالَ أهْلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}: أيْ: بَسَطَهَا.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ قالَ: ثَنَا رَوَّادٌ، عنْ أبي حَمْزَةَ، عن السُّدِّيِّ: {دَحَاهَا}، قالَ: بَسَطَها.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ: دَحَاهَا بَسَطَها.
وقالَ ابنُ زَيْدٍ في ذلكَ ما حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قوْلِهِ: {دَحَاهَا}، قالَ: حَرَثَهَا شَقَّهَا، وقالَ: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}، وَقَرَأَ: {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا} حتَّى بَلَغَ {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}، وَقالَ: حينَ شَقَّهَا أنْبَتَ هذا مِنها، وقَرَأَ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} ). [جامع البيان: 24/ 93-96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها بغيرِ عَمَدٍ، {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: أَبْرَزَهُ، {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ} قال: مَعَ ذلك، {دَحَاهَا}؛ قَالَ: بسَطَها). [الدر المنثور: 15/ 232-233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}؛ قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها، {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: نَوَّرَ ضَوْءَهَا، {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}؛ قَالَ: بَسَطَها). [الدر المنثور: 15/ 233] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}. قَالَ: معَ ذلك). [الدر المنثور: 15/ 233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ, أنَّ رَجُلاً قَالَ له: آيتانِ في كِتَابِ اللَّهِ تُخالِفُ إِحْدَاهُما الأُخرَى. فقَالَ: إِنَّمَا أُتِيتَ مِن قِبَلِ رَأْيِكَ, اقْرَأْ: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}. حَتَّى بلَغَ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}، وقَوْلُه: {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، قَالَ: خَلَقَ اللهُ الأَرْضَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاءَ, ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ, ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ بَعْدَمَا خلَقَ السماءَ، وإِنَّمَا قَوْلُه: {دَحَاهَا}: بسَطَهَا). [الدر المنثور: 15/ 233-234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {دَحَاهَا} قالَ: دَحْيُهَا أَنْ أَخْرَجَ منها الماءَ والمَرْعَى وشَقَّقَ فِيهَا الأَنهارَ وجَعَلَ فيها الجِبَالَ والرِّمَالَ والسُّبُلَ والآكامَ وما بَيْنَهُمَا في يَوْمَيْنِ). [الدر المنثور: 15/ 234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}؛ قَالَ: دُحِيَتْ مِنْ مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن عطاءٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الأَرْضَ دُحِيَتْ دَحْياً مِنْ تَحْتِ الكَعْبَةِ). [الدر المنثور: 15/ 234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو الشيخِ في العَظَمَةِ عن عليٍّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ صلاةَ الصُّبْحِ, فلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ رَفَع رَأْسَهُ فقَالَ: «تَبَارَكَ رَافِعُهَا ومُدَبِّرُهَا». ثُمَّ رَمَى ببَصَرِه إلى الأرضِ فقَالَ: «تَبَارَكَ دَاحِيهَا وخَالِقُهَا» ). [الدر المنثور: 15/ 234]
تفسير قوله تعالى: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أخْرَجَ مِنها ماءَها}، يَقُولُ: فجَّرَ فيها الأنهارَ. {وَمَرْعَاهَا} يَقُولُ: أَنْبَتَ نَبَاتَهَا.
وبنحوِ الذي قُلْنا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَّ يَقُولُ في قوْلِهِ: {وَمَرْعَاهَا}: ما خَلَقَ اللَّهُ فِيهَا مِن النباتِ، وَمَاءَها: ما فَجَّرَ فيها مِن الأنهارِ). [جامع البيان: 24/ 96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {أخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا}؛ قَالَ: فَجَّرَ مِنْهَا الأَنْهَارَ، {ومَرْعَاهَا}؛ قَالَ: ما خَلَقَ اللَّهُ مِن نباتٍ أو شيءٍ). [الدر المنثور: 15/ 234]
تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}، يَقُولُ: والجبالَ أثْبَتَهَا فيها. وفي الكلامِ مَتْرُوكٌ اسْتُغْنِيَ بدلالةِ الكلامِ عليهِ مِنْ ذِكْرِهِ، وهوَ فيها؛ وذلكَ أنَّ معنَى الكلامِ: والجبالَ أرْسَاها فيها.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}: أيْ: أَثْبَتَهَا لا تَمِيدُ بِأَهْلِهَا.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عنْ عَطَاءٍ، عنْ أبي عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيِّ، عنْ عليٍّ قالَ: لمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأرضَ قَمَصَتْ وقالَتْ: تَخْلُقُ عَلَيَّ آدَمَ وذُرِيَّتَهُ يُلْقُونَ عَلَيَّ نَتْنَهُمْ، ويَعْمَلُونَ عَلَيَّ بالخَطَايَا. فأَرْسَاهَا اللَّهُ، فمِنها ما تَرَوْنَ، ومِنها ما لا تَرَوْنَ، فكانَ أوَّلُ قَرارِ الأرْضِ كَلَحْمِ الجَزُورِ إِذَا نُحِرَ يَخْتَلِجُ لَحْمُها). [جامع البيان: 24/ 96-97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}؛ قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها، {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: نَوَّرَ ضَوْءَهَا، {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}؛ قَالَ: بَسَطَها, {وَالجِبَالَ أَرْسَاهَا}؛ قَالَ: أَثْبَتَها أنْ تَمِيدَ بأَهْلِها). [الدر المنثور: 15/ 233]
تفسير قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القوْلُ في تأوِيلِ قولِهِ تعالى: {مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}
يَعْنِي تَعالَى ذِكْرُهُ بقولِهِ: {مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}: أَنَّهُ خَلَقَ هذهِ الأشياءَ، وأخْرَجَ مِن الأرْضِ ماءَها ومَرْعَاها؛ مَنْفَعَةً لَنَا، ومَتَاعاً إلى حِينٍ). [جامع البيان: 24/ 97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {مَتَاعاً لَكُمْ}؛ قَالَ: مَنْفَعَةً). [الدر المنثور: 15/ 234]