جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {والنازعات غرقا والناشطات نشطا}؛ قال: هذه النفوس.
عن معمر، وقال الحسن: هذه كلها النجوم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 345]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيد في قوله: {والنازعات غرقاً} قال: نزعت أرواحهم ثمّ غرّقت ثمّ حرقت ثمّ قذف بها في النّار). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 37]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (أَقْسَمَ رَبُّنَا جَلَّ جَلالُهُ بالنازِعَاتِ، واخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ فيها، ما هيَ، وما تَنْزِعُ. فقالَ بعضُهم: هم الملائكةُ التي تَنْزِعُ نُفُوسَ بَنِي آدَمَ، والمَنْزُوعُ نُفُوسُ الآدَمِيِّينَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أبي إِسْرَائِيلَ قالَ: ثَنَا النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ قالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عنْ سُلَيْمَانَ قالَ: سَمِعْتُ أبا الضُّحَى، عنْ مَسْرُوقٍ، عنْ عبدِ اللَّهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً} قالَ: الملائِكَةِ.
- حَدَّثَنِي أبو السائِبِ قالَ: ثَنَا أبو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عنْ مُسْلِمٍ، عنْ مَسْرُوقٍ: أَنَّهُ كانَ يَقُولُ في النازِعَاتِ: هيَ الملائِكَةُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عن السُّدِّيِّ، عنْ أبي صالِحٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، في النازِعَاتِ قالَ: حيَن تَنْزِعُ نَفْسَهُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قولُهُ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}، قالَ: تَنْزِعُ الأَنْفُسَ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ يَمَانٍ، عنْ أَشْعَثَ، عنْ جَعْفَرٍ، عنْ سَعيدٍ، في قوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}، قالَ: نَزَعَتْ أَرْوَاحَهم، ثمَّ غُرِّقَتْ، ثمَّ قُذِفَ بِها في النارِ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ هوَ المَوْتُ يَنْزِعُ النفُوسَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}، قالَ: المَوْتِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، مِثْلَهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحْمَنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، مِثلَهُ.
وقالَ آخَرُونَ: بَلْ هيَ النُّجومُ تَنْزِعُ مِنْ أُفُقٍ إلى أُفُقٍ.
- حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ إِسحاقَ قالَ: ثَنَا أبو قُتَيْبَةَ قالَ: ثَنَا أبو العَوَّامِ، أنَّهُ سَمِعَ الحسَنَ في {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً} قالَ: النُّجُومِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، في قوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً} قالَ: النُّجُومِ.
وقالَ آخَرُونَ: هيَ القِسِيُّ تَنْزِعُ بالسَّهْمِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ واصِلِ بنِ السَّائِبِ، عنْ عَطَاءٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً} قالَ: القِسِيِّ.
وقالَ آخَرُونَ: هيَ النفْسُ حينَ تَنْزِعُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عن السُّدِّيِّ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قالَ: النَّفْسِ حِينَ تُغْرِقُ في الصَّدْرِ.
والصوَابُ مِن القوْلِ في ذلكَ عندِي أنْ يُقَالَ: إنَّ اللَّهَ تَعالَى ذِكْرُهُ أَقْسَمَ بالنَّازِعَاتِ غَرْقاً، ولَمْ يَخْصُصْ نَازِعَةً دونَ نَازِعَةٍ، فكلُّ نَازِعَةٍ غَرْقاً فداخِلَةٌ في قَسَمِهِ، مَلَكاً كانَ أوْ مَوْتاً، أوْ نَجْماً، أوْ قَوْساً، أوْ غيرَ ذلكَ. والمعنى: والنازِعَاتِ إِغْرَاقاً، كما يُغْرِقُ النازِعُ في القَوْسِ). [جامع البيان: 24/ 57-59]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قال ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني قال ثنا شيبان، عن قتادة، عن الحسن، في قوله: {والنازعات غرقا}؛ قال: يعني النجوم، {والناشطات نشطا}؛ قال: يعني النجوم، {والسابحات سبحا}؛ قال: يعني النجوم). [تفسير مجاهد: 725]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {والنّازعات غرقًا (1) والنّاشطات نشطًا}؛ قال: «الموت» صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 557]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وفي {النَّازِعَاتِ} أَقوالٌ: الملائكةُ تَنْزِعُ نفوسَ بَنِي آدَمَ، رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالموتُ يَنْزِعُ النفوسَ قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، والنُّجُومُ تَنْزِعُ مِنْ أُفُقٍ إِلَى أُفُقٍ تَطْلُعُ ثُمَّ تَغِيبُ، وَالغُزَاةُ الرُّمَاةُ، قَالَهُ عَطَاءٌ وَعِكْرِمَةُ). [عمدة القاري: 19/ 276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن عليٍّ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هي الملائكةُ تَنْزِعُ أرواحَ الكُفَّارِ). [الدر المنثور: 15 / 218] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هي أنْفُسُ الكفارِ تُنْزَعُ, ثُمَّ تُنْشَطُ ثُمَّ تُغْرَقُ في النارِ). [الدر المنثور: 15/ 218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكِمُ وصحَّحَهُ مِن طريقِ مُجاهدٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: المَوْتُ). [الدر المنثور: 15/ 218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ جُوَيْبِرٌ في تَفْسيرِه عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هي أرواحُ الكفارِ, لَمَّا عايَنَتْ مَلَكَ الموتِ فيُخْبِرُها بسَخَطِ اللَّهِ غَرِقَتْ, فيَنْشِطُها انْتِشاطاً مِن العَصَبِ واللَّحْمِ). [الدر المنثور: 15/ 219] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن الرَّبيعِ بنِ أنَسٍ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هاتانِ الآيتانِ للكفارِ عندَ نَزْعِ النفسِ, تُنْشَطُ نَشْطاً عَنِيفاً مِثْلَ سَفُّودٍ في صُوفٍ، فكانَ خُرُوجُه شديداً, {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: هاتانِ للمؤمنينَ). [الدر المنثور: 15/ 219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: النَّفسُ حينَ تَغْرَقُ في الصُّدُورِ). [الدر المنثور: 15/ 219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: {والنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: الملائكةُ الذينَ يَلُونَ أَنْفُسَ الكفَّارِ. إلى قولِه: {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: الملائِكَةُ). [الدر المنثور: 15/ 220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن أبي صَالِحٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: الملائكةُ يَنْزِعُونَ نَفْسَ الإِنْسَانِ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وأبو الشيخِ في العَظَمةِ, عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: الموتُ). [الدر المنثور: 15/ 220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) والسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}؛ قَالَ: الملائكةُ). [الدر المنثور: 15/ 220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هو الكافرُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن عطاءٍ: {والنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هِيَ القِسِيُّ, {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هي الأَوْهاقُ, و{فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: هي الخَيْلُ). [الدر المنثور: 15/ 221]
تفسير قوله تعالى: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {والنازعات غرقا والناشطات نشطا}؛ قال هذه النفوس.
عن معمر، وقال الحسن: هذه كلها النجوم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 345] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}، اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ أيضاً فِيهنَّ، ما هُنَّ، وما الذي يَنْشِطُ. فقالَ بعضُهم: هم الملائِكَةُ، تَنْشِطُ نَفْسَ المؤمِنِ فتَقْبِضُها، كما يُنْشَطُ العِقَالُ مِن البَعِيرِ إذا حُلَّ عنهُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}، قالَ: الملائِكَةِ.
وكانَ الفَرَّاءُ يَقُولُ: الذي سَمِعْتُ مِن العَرَبِ أنْ يَقُولُوا: أَنْشَطْتُ، وكأنَّما أُنْشَطُ مِنْ عِقالٍ، وَرَبْطُهَا: نَشْطُهَا، والرابِطُ: الناشِطُ، قالَ: وإذا رَبَطْتَ الحَبْلَ في يَدِ البعِيرِ فقدْ نَشَطْتَهُ تَنْشِطُهُ، وأنتَ ناشِطٌ، وإذا حَلَلْتَهُ فقدْ أَنْشَطْتَهُ.
وقالَ آخَرُونَ: {النَّاشِطَاتِ نَشْطاً} هوَ المَوْتُ يَنْشِطُ نَفْسَ الإنسانِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً} قالَ: المَوْتِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهرانُ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، مِثلَهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا يَحْيَى قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، مِثْلَهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عن السُّدِّيِّ، عنْ أبي صَالِحٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}، قالَ: حينَ تَنْشِطُ نَفْسَهُ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عن السُّدِّيِّ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قالَ: نَشْطُهَا حِينَ تُنْشَطُ مِن القَدَمَيْنِ.
وقالَ آخَرُونَ: هيَ النُّجُومُ تَنْشِطُ مِنْ أُفُقٍ إلى أُفُقٍ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأعلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، قولُهُ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}، قالَ: النُّجُومِ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}، قالَ: هُنَّ النُّجُومُ.
وقالَ آخَرُونَ: هِيَ الأَوْهَاقُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ واصِلِ بنِ السَّائِبِ، عنْ عَطَاءٍ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً} قَالَ: الأَوْهَاقِ.
والصوابُ مِن القَوْلِ في ذلكَ عِندي أنْ يُقَالَ: إنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَناؤُهُ أَقْسَمَ بالناشِطاتِ نَشْطاً، وهيَ التي تَنْشِطُ مِنْ مَوْضِعٍ إلى موْضِعٍ فتَذْهَبُ إليهِ، ولمْ يَخْصُص اللَّهُ بذلكَ شيئاً دُونَ شيءٍ، بلْ عَمَّ القَسَمَ بِجَمِيعِ النَّاشِطَاتِ، والملائكةُ تَنْشِطُ مِنْ موضِعٍ إلى موْضِعٍ، وكذلكَ الموتُ، وكذلكَ النجومُ والأَوْهَاقُ، وبَقَرُ الوَحْشِ أيضاً تَنْشِطُ، كما قالَ الطِّرِمَّاحُ:
وَهَلْ بِحَلِيفِ الْخَيْلِ مِمَّنْ عَهِدْتُهُ ....... بِهِ غَيْرُ أُحْدَانِ النَّوَاشِطِ رُوَّعُ
يعني بالنواشِطِ: بَقَرَ الوَحْشِ؛ لأنَّها تَنْشِطُ مِنْ بَلْدَةٍ إلى بلدةٍ. كما قالَ رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ:
تَنَشَّطَتْهُ كُلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ
والهمومُ تَنْشِطُ صَاحِبَها، كما قالَ هِمْيانُ بنُ قُحَافَةَ:
أَمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِطُ المَنَاشِطَا ....... الشَّامَ بِي طَوْراً وطَوْراً واسِطَا
فكلُّ ناشِطٍ فدَاخِلٌ فيما أَقْسَمَ بهِ، إلاَّ أنْ تَقُومَ حُجَّةٌ يَجِبُ التسليمُ لها، بأنَّ المعْنِيَّ بالقَسَمِ مِنْ ذلكَ بعضٌ دونَ بَعْضٍ). [جامع البيان: 24/ 59-62]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، قال ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني: قال ثنا شيبان: عن قتادة، عن الحسن، في قوله: {والنازعات غرقا}؛ قال: يعني النجوم، {والناشطات نشطا}؛ قال: يعني النجوم، {والسابحات سبحا}؛ قال: يعني النجوم).[تفسير مجاهد: 725] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {والنّازعات غرقًا (1) والنّاشطات نشطًا}؛ قال: «الموت» صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 557] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن عليٍّ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هي الملائكةُ تَنْزِعُ أرواحَ الكُفَّارِ، {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}: هي الملائكةُ تَنْشِطُ أرواحَ الكفَّارِ ما بَيْنَ الأظْفارِ والجِلْدِ حَتَّى تُخْرِجَها). [الدر المنثور: 15 / 218] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكِمُ وصحَّحَهُ مِن طريقِ مُجاهدٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: المَوْتُ). [الدر المنثور: 15/ 218-219] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: الموتُ). [الدر المنثور: 15/ 219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ جُوَيْبِرٌ في تَفْسيرِه عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هي أرواحُ الكفارِ, لَمَّا عايَنَتْ مَلَكَ الموتِ فيُخْبِرُها بسَخَطِ اللَّهِ غَرِقَتْ, فيَنْشِطُها انْتِشاطاً مِن العَصَبِ واللَّحْمِ). [الدر المنثور: 15/ 219] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن الرَّبيعِ بنِ أنَسٍ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هاتانِ الآيتانِ للكفارِ عندَ نَزْعِ النفسِ, تُنْشَطُ نَشْطاً عَنِيفاً مِثْلَ سَفُّودٍ في صُوفٍ، فكانَ خُرُوجُه شديداً, {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: هاتانِ للمؤمنينَ). [الدر المنثور: 15/ 219] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: النَّفسُ حينَ تَغْرَقُ في الصُّدُورِ, {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: الملائكةُ حينَ تَنْشِطُ الرُّوحَ مِنَ الأَصَابِعِ والقَدَمَيْنِ). [الدر المنثور: 15/ 219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: {والنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: الملائكةُ الذينَ يَلُونَ أَنْفُسَ الكفَّارِ. إلى قولِه: {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: الملائِكَةُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن أبي صَالِحٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: الملائكةُ يَنْزِعُونَ نَفْسَ الإِنْسَانِ، {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: الملائكةُ يَنْشِطُونَ نَفْسَ الإنسانِ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وأبو الشيخِ في العَظَمةِ, عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: الموتُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) والسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}؛ قَالَ: الملائكةُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هو الكافرُ, {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هي النجومُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن عطاءٍ: {والنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هِيَ القِسِيُّ, {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هي الأَوْهاقُ, و{فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: هي الخَيْلُ). [الدر المنثور: 15/ 221] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ لي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: «لا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَيُمَزِّقَكَ كِلابُ النَّارِ, قَالَ اللَّهُ: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ أَتَدْرِي مَا هُوَ؟» قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ, مَا هُوَ؟ قَالَ: «كِلابٌ في النَّارِ تَنْشِطُ اللَّحْمَ والعَظْمَ» ). [الدر المنثور: 15/ 221]
تفسير قوله تعالى: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: واللَّوَاتِي تَسْبَحُ سَبْحاً.
واخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ في التي أَقْسَمَ بِهَا جلَّ ثَناؤُهُ مِن السَّابِحَاتِ، فقالَ بعضُهم: هيَ الموْتُ تَسْبَحُ في نَفْسِ ابنِ آدَمَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً}، قَالَ: المَوْتِ، هكذا وَجَدْتُهُ في كِتَابِي.
- وقد حَدَّثَنَا بهِ ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهرانُ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً}، قالَ: الملائِكَةِ، وهكذا وَجَدْتُ هذا أيضاً في كتابِي.
فإنْ يَكُنْ مَا ذكَرْنَا عن ابنِ حُمَيْدٍ صَحِيحاً، فإنَّ مُجاهِداً كانَ يَرَى أنَّ نُزُولَ الملائكةِ من السماءِ سِبَاحَةً، كما يُقَالُ للفرَسِ الجَوَادِ: إِنَّهُ لَسَابِحٌ، إذا مَرَّ يُسْرِعُ.
وقالَ آخَرُونَ: هيَ النجومُ تَسْبَحُ في فَلَكِها.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً} قالَ: هيَ النجومُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ.
وقالَ آخَرُونَ: هيَ السُّفُنُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ واصِلِ بنِ السائِبِ، عنْ عَطَاءٍ: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً}، قالَ: السُّفُنِ.
والصوابُ مِن القوْلِ في ذلكَ عِندي أنْ يُقالَ: إنَّ اللَّهَ جلَّ ثَناؤُهُ أقْسَمَ بالسابِحَاتِ سَبْحاً مِنْ خَلْقِهِ، ولم يَخْصُصْ مِنْ ذلكَ بَعضاً دونَ بعضٍ، فَذلكَ كلُّ سابِحٍ؛ لِمَا وَصَفْنَا قبلُ في (النازعاتِ) ). [جامع البيان: 24/ 62-63]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، قال ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني: قال ثنا شيبان: عن قتادة، عن الحسن، في قوله: {والنازعات غرقا}؛ قال: يعني النجوم، {والناشطات نشطا}؛ قال: يعني النجوم، {والسابحات سبحا}؛ قال: يعني النجوم). [تفسير مجاهد: 725] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن عليٍّ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هي الملائكةُ تَنْزِعُ أرواحَ الكُفَّارِ، {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}: هي الملائكةُ تَنْشِطُ أرواحَ الكفَّارِ ما بَيْنَ الأظْفارِ والجِلْدِ حَتَّى تُخْرِجَها, {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}: هي الملائكةُ تَسْبَحُ بأرواحِ المؤمنينَ بينَ السماءِ والأرضِ). [الدر المنثور: 15/ 218] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ جُوَيْبِرٌ في تَفْسيرِه عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}. قَالَ: هي أرواحُ الكفارِ, لَمَّا عايَنَتْ مَلَكَ الموتِ فيُخْبِرُها بسَخَطِ اللَّهِ غَرِقَتْ, فيَنْشِطُها انْتِشاطاً مِن العَصَبِ واللَّحْمِ، {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}: أَرْواحُ المؤمنينَ لَمَّا عَايَنَتْ مَلَكَ الموتِ قَالَ: اخْرُجِي أَيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبَةُ إلى رَوْحٍ ورَيْحانٍ وربٍّ غَيرِ غَضْبانَ. سَبَحَتْ سِبَاحةَ الغائصِ في الماءِ فَرَحاً وشَوقاً إلى الجنَّةِ). [الدر المنثور: 15/ 219] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن الرَّبيعِ بنِ أنَسٍ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هاتانِ الآيتانِ للكفارِ عندَ نَزْعِ النفسِ, تُنْشَطُ نَشْطاً عَنِيفاً مِثْلَ سَفُّودٍ في صُوفٍ، فكانَ خُرُوجُه شديداً, {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: هاتانِ للمؤمنينَ). [الدر المنثور: 15/ 219] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: النَّفسُ حينَ تَغْرَقُ في الصُّدُورِ, {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: الملائكةُ حينَ تَنْشِطُ الرُّوحَ مِنَ الأَصَابِعِ والقَدَمَيْنِ، {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}: حينَ تَسْبَحُ النفسُ في الجَوْفِ تَتَرَدَّدُ عندَ الموتِ). [الدر المنثور: 15/ 219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: {والنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: الملائكةُ الذينَ يَلُونَ أَنْفُسَ الكفَّارِ. إلى قولِه: {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: الملائِكَةُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن أبي صَالِحٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: الملائكةُ يَنْزِعُونَ نَفْسَ الإِنْسَانِ، {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: الملائكةُ يَنْشِطُونَ نَفْسَ الإنسانِ، {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: الملائكةُ حينَ يَنْزِلونَ مِن السماءِ إلى الأرضِ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) والسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}؛ قَالَ: الملائكةُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هو الكافرُ, {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هي النجومُ، {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: هي النُّجُومُ). [الدر المنثور: 15/ 220-221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: هذه النُّجُومُ كلُّها). [الدر المنثور: 15/ 221]
تفسير قوله تعالى: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ فيها، فقالَ بعضُهم: هيَ الملائِكَةُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}، قالَ: الملائِكَةِ.
- وقدْ حَدَّثَنَا بهذا الحديثِ أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً} قالَ: المَوْتُ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ هيَ الخَيْلُ السابِقَةُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ واصِلِ بنِ السَّائِبِ، عنْ عطاءٍ: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}، قالَ: الخَيْلِ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ هيَ النجومُ يَسْبِقُ بَعْضُها بعضاً في السَّيْرِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}، قالَ: هيَ النجومُ.
حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ.
والقولُ عندَنا في هذهِ مثلُ القولِ في سائِرِ الأحرُفِ الماضِيَةِ). [جامع البيان: 24/ 63-64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن عليٍّ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هي الملائكةُ تَنْزِعُ أرواحَ الكُفَّارِ، {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}: هي الملائكةُ تَنْشِطُ أرواحَ الكفَّارِ ما بَيْنَ الأظْفارِ والجِلْدِ حَتَّى تُخْرِجَها, {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}: هي الملائكةُ تَسْبَحُ بأرواحِ المؤمنينَ بينَ السماءِ والأرضِ، {فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}: هي الملائكةُ يَسْبِقُ بَعْضُها بَعْضاً بأرواحِ المؤمنينَ إلى اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 218] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ جُوَيْبِرٌ في تَفْسيرِه عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هي أرواحُ الكفارِ, لَمَّا عايَنَتْ مَلَكَ الموتِ فيُخْبِرُها بسَخَطِ اللَّهِ غَرِقَتْ, فيَنْشِطُها انْتِشاطاً مِن العَصَبِ واللَّحْمِ, {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}: أَرْواحُ المؤمنينَ لَمَّا عَايَنَتْ مَلَكَ الموتِ قَالَ: اخْرُجِي أَيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبَةُ إلى رَوْحٍ ورَيْحانٍ وربٍّ غَيرِ غَضْبانَ. سَبَحَتْ سِبَاحةَ الغائصِ في الماءِ فَرَحاً وشَوقاً إلى الجنَّةِ, {فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}.يَعْنِي : تَمْشِي إلى كرامةِ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن الرَّبيعِ بنِ أنَسٍ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هاتانِ الآيتانِ للكفارِ عندَ نَزْعِ النفسِ, تُنْشَطُ نَشْطاً عَنِيفاً مِثْلَ سَفُّودٍ في صُوفٍ، فكانَ خُرُوجُه شديداً, {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: هاتانِ للمؤمنينَ). [الدر المنثور: 15/ 219] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن أبي صَالِحٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: الملائكةُ يَنْزِعُونَ نَفْسَ الإِنْسَانِ، {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}. قَالَ: الملائكةُ يَنْشِطُونَ نَفْسَ الإنسانِ، {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: الملائكةُ حينَ يَنْزِلونَ مِن السماءِ إلى الأرضِ، {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: الملائكةُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) والسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}؛ قَالَ: الملائكةُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هو الكافرُ, {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هي النجومُ، {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: هي النُّجُومُ، {والسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: هي النُّجومُ). [الدر المنثور: 15/ 221] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن عطاءٍ: {والنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هِيَ القِسِيُّ، {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هي الأَوْهاقُ, و{فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}. قَالَ: هي الخَيْلُ). [الدر المنثور: 15/ 221] (م)
تفسير قوله تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، قال: أخبرني عبيد اللّه بن الصّلت أنّ ابن الكوّاء سأل عليّ بن أبي طالب عن {فالمدبرات أمراً}، قال: «هي الملائكة يدبّرون ذكر الرّحمن وأمره »). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 107]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {فالمدبرات أمرا}؛ قال: الملائكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 345]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}؛ يَقُولُ: فالملائِكَةِ المُدَبِّرَةِ ما أُمِرَتْ بِهِ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ، وكذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}، قالَ: هيَ الملائكةُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ). [جامع البيان: 24/ 64-65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن عليٍّ في قَوْلِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هي الملائكةُ تَنْزِعُ أرواحَ الكُفَّارِ، {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}: هي الملائكةُ تَنْشِطُ أرواحَ الكفَّارِ ما بَيْنَ الأظْفارِ والجِلْدِ حَتَّى تُخْرِجَها, {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}: هي الملائكةُ تَسْبَحُ بأرواحِ المؤمنينَ بينَ السماءِ والأرضِ، {فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}: هي الملائكةُ يَسْبِقُ بَعْضُها بَعْضاً بأرواحِ المؤمنينَ إلى اللَّهِ، {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}: هِيَ الملائكةُ تُدَبِّرُ أمْرَ العِبَادِ منَ السَّنةِ إلى السنةِ). [الدر المنثور: 15/ 218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن أبي صَالِحٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}. قَالَ: الملائكةُ يَنْزِعُونَ نَفْسَ الإِنْسَانِ, {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}، قَالَ: الملائكةُ يَنْشِطُونَ نَفْسَ الإنسانِ، {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: الملائكةُ حينَ يَنْزِلونَ مِن السماءِ إلى الأرضِ، {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: الملائكةُ، {فَالمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}، قَالَ: الملائكةُ يُدَبِّرونَ ما أُمِروا بهِ). [الدر المنثور: 15/ 220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) والسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}؛ قَالَ: الملائكةُ). [الدر المنثور: 15/ 220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}؛ قَالَ: هو الكافرُ, {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}؛ قَالَ: هي النجومُ، {والسَّابِحَاتِ سَبْحاً}؛ قَالَ: هي النُّجُومُ، {والسَّابِقَاتِ سَبْقاً}؛ قَالَ: هي النُّجومُ، {فالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}؛ قَالَ: هي الملائكةُ). [الدر المنثور: 15/ 220-221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن عليِّ بنِ أبي طَالِبٍ: أنَّ ابنَ الكَوَّاءِ سألَهُ عن: {المُدَبِّرَاتِ أَمْراً}؛ قَالَ: هي الملائكةُ, يُدَبِّرونَ ذِكْرَ الرحمنِ وأَمْرَه). [الدر المنثور: 15/ 221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ, عن عَبْدِ الرحمنِ بنِ سابطٍ قَالَ: يُدَبِّرُ أمرَ الدنيا أَرْبَعةٌ: جِبْرِيلُ, ومِيكَائِيلُ, ومَلَكُ الموتِ, وإِسْرَافيلُ، فأَمَّا جِبْريلُ فمُوكَّلٌ بالرِّياحِ والجُنودِ، وأَمَّا مِيكائِيلُ فمُوكَّلٌ بالقَطْرِ والنباتِ، وأمَّا مَلَكُ الموتِ فمُوكَّلٌ بقَبْضِ الأرواحِ، وأمَّا إِسْرافيلُ فهو يَنْزِلُ عليهِمْ بالأمرِ). [الدر المنثور: 15/ 222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنيا في ذِكْرِ الموتِ مِن طريقِ أبي المُتَوكِّلِ النَّاجِيِّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}؛ قَالَ: ملائكةٌ يَكُونونَ معَ مَلَكِ الموتِ, يَحْضُرونَ الموتَى عندَ قَبْضِ أرواحِهم، فمِنْهم مَن يَعْرُجُ بالرُّوحِ، ومِنهم مَن يُؤَمِّنُ على الدُّعاءِ، ومِنهم مَن يَسْتَغْفِرُ للمَيِّتِ حَتَّى يُصَلَّى عليهِ ويُدَلَّى في حُفْرَتِه). [الدر المنثور: 15/ 222]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}، يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ للنفخَةِ الأولى، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}؛ تَتْبَعُها أُخْرَى بعدَها، وهيَ النفخةُ الثانِيَةُ التي رَدَفَت الأُولَى، لِبَعْثِ يوْمِ القيامةِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قولُهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}، يَقُولُ: النفخَةُ الأُولَى. وقولُهُ: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، يَقُولُ: النفخةُ الثانِيَةُ.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قولُهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، يَقُولُ: تَتْبَعُ الآخِرَةُ الأُولَى. والراجِفَةُ: النفخةُ الأُولَى، والرادِفَةُ: النفخةُ الآخِرَةُ.
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عنْ أبي رَجَاءٍ، عن الحَسَنِ، قولُهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، قالَ: هما النفختانِ: أمَّا الأُولَى فتُمِيتُ الأحياءَ، وأمَّا الثانِيَةُ فتُحِيي الموتَى. ثمَّ تلا الحَسَنُ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، قَالَ: هما الصَّيْحَتَانِ؛ أمَّا الأُولَى فتُمِيتُ كلَّ شَيْءٍ بإِذْنِ اللَّهِ، وأمَّا الأُخرى فتُحْيِي كلَّ شيءٍ بإذنِ اللَّهِ، إنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَقُولُ: «بَيْنَهُمَا أَرْبَعُونَ». قالَ أصحابُهُ: واللَّهِ ما زَادَنَا على ذلكَ.
وذُكِرَ لنا أنَّ نبيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَقُولُ: «يُبْعَثُ فِي تِلْكَ الأَرْبَعِينَ مَطَرٌ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَاةُ، حتَّى تَطِيبَ الأَرْضُ وَتَهْتَزَّ، وتَنْبُتَ أَجْسَادُ النَّاسِ نَبَاتَ الْبَقْلِ، ثُمَّ تُنْفَخُ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ».
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ بنُ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيُّ، عنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ رَافِعٍ المَدَنِيِّ، عنْ يَزِيدَ بنِ أَبي زِيادٍ، عنْ رَجُلٍ، عنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، عنْ رَجُلٍ مِن الأنصارِ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذَكَرَ الصُّورَ، فقالَ أبو هريرةَ: يا رسولَ اللَّهِ، وما الصُّورُ؟ قالَ: «قَرْنٌ»، قالَ: فكيفَ هوَ؟ قالَ: «قَرْنٌ عَظِيمٌ يُنْفَخُ فِيهِ ثَلاثَ نَفْخَاتٍ: الأُولَى نَفْخَةُ الْفَزَعِ، وَالثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَالثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْقِيَامِ، فَيَفْزَعُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ فَيُدِيمُهَا وَيُطَوِّلُهَا وَلا يَفْتُرُ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ: {مَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ}، فَيُسَيِّرُ اللَّهُ الْجِبَالَ فَتَكُونُ سَرَاباً، وَتُرَجُّ الأَرْضُ بِأَهْلِهَا رَجًّا، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}».
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيلٍ، عن الطُّفَيْلِ بن أُبَيٍّ، عنْ أبِيهِ قالَ: قَرَأَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، فقالَ: «جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ».
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ في قوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}: النفخةُ الأُولَى، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}: النفخَةُ الأُخْرَى.
وقالَ آخَرُونَ في ذلكَ ما حَدَّثَنِي بهِ مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عِيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، في قوْلِ اللَّهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}، قالَ: تَرْجُفُ الأَرْضُ والجِبالُ، وهيَ الزَّلْزَلَةُ. وقولُهُ: {الرَّادِفَةُ}، قالَ: هوَ قولُهُ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}.
وقالَ آخَرُونَ: تَرْجُفُ الأرضُ، والرادِفةُ: الساعةُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}: الأَرْضُ، وفي قوْلِهِ: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، قالَ: الرادِفَةُ الساعةُ.
واخْتَلَفَ أهلُ العربِيَّةِ في مَوْضِعِ جوابِ قولِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}، فقالَ بعضُ نَحْوِيِّي البَصْرَةِ: قولُهُ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً} قَسَمٌ -واللَّهُ أَعْلَمُ- على {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}، وإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهَا عَلَى {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}. وهوَ كما قالَ اللَّهُ وشاءَ أنْ يكونَ في كلِّ هذا، وفي كلِّ الأُمُورِ.
وقالَ بعضُ نَحْوِيِّي الكُوفَةِ: جوابُ القَسَمِ في النازِعاتِ ما تُرِكَ؛ لِمَعْرِفَةِ السامِعِينَ بالمَعْنَى، كأنَّهُ لوْ ظَهَرَ كانَ لَتُبْعَثُنَّ ولَتُحَاسَبُنَّ.
قالَ: ويَدُلُّ على ذلكَ {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً}، أَلا تَرَى أنَّهُ كالجوابِ لقولِهِ: (لَتُبْعَثُنَّ)؛ إذْ قالَ: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً} نُبْعَثُ. وقالَ آخَرُ مِنهم نَحْوَ هذا، غيرَ أنَّهُ قالَ: لا يَجُوزُ حذفُ اللامِ في جوابِ اليمينِ؛ لأنَّها إذا حُذِفَتْ لم يُعْرَفْ مَوْضِعُها؛ وذلكَ أنَّها تَلِي كلَّ كلامٍ.
والصوابُ مِن القوْلِ في ذلكَ عندَنا: أنَّ جوابَ القَسَمِ في هذا الموْضِعِ مِمَّا اسْتُغْنِيَ عنهُ بدلالةِ الكلامِ، فتُرِكَ ذِكْرُهُ). [جامع البيان: 24/ 65-68]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال نا آدم قال ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {يوم ترجف الراجفة} قول: ترجف الأرض والجبال وهي الزلزلة تتبعها الرادفة يقول دكتا دكة واحدة). [تفسير مجاهد: 2/ 725-726]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو النّضر الفقيه، ثنا معاذ بن نجدة القرشيّ، أنبأ قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ، عن أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه، قال: كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إذا ذهب ربع اللّيل، قال: «يا أيّها النّاس، اذكروا نعمة اللّه، يا أيّها النّاس اذكروا جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه» فقال أبيّ بن كعبٍ: يا رسول اللّه، إنّي أكثر الصّلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: «ما شئت» الحديث «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 558]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا زهيرٌ، ثنا وكيعٌ، ثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمّدٍ، عن الطفيل بن أبيٍّ عن أبيه- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «جاءت، الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه»). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 299]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ مُجَاهِدٌ: تَرجِفُ الرَّاجِفَةُ هي الزَّلزَلَةُ)، ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، وقد وصَلَهُ عَبدُ بنُ حُمَيدٍ من طَرِيقِهِ بلَفظِ: تَرجُفُ الأَرْضُ والجِبَالُ وَهِي الزَّلزَلَةُ). [فتح الباري: 8/ 690]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (يَومَ تَرجُفُ الرَّاجِفَةُ: الرَّاجِفَةُ النَّفخَةُ الأُولَى، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ: النَّفخَةُ الثَّانِيَةُ) ). [فتح الباري: 8 / 691]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}: هِيَ الزَلْزَلَةُ.
أي قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}: الرَّاجِفَةُ الزَّلْزَلَةُ، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: يَعْنِي النَّفْخَةَ الأُولَى الَّتِي يَتَزَلْزَلُ وَيَتَحَرَّكُ لَهَا كُلُّ شَيءٍ، وَهَذَا أيضًا للنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19/ 276]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( ({الرَّاجِفَةُ}: النَّفْخَةُ الأُولَى، {الرَّادِفَةُ}: النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ)
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتَبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، وَرَوَى هَذَا التَّفْسِيرَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ). [عمدة القاري: 19/ 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قولُه تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} الآياتِ.
- أخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ عليٍّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}؛ قَالَ: النَّفْخَةُ الأُولَى، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}؛ قَالَ: النَّفْخةُ الثانيةُ، {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: خَائفةٌ، {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}؛ قَالَ: الحياةِ). [الدر المنثور: 15/ 222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}؛ قَالَ: تَرْجُفُ الأرضُ والجبالُ، وهي الزَّلْزلَةُ، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}؛ قَالَ: دُكَّتَا دَكَّةً واحدةً). [الدر المنثور: 15/ 222-223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أحمدُ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والتِّرْمذيُّ وحَسَّنه وابنُ المُنْذِرِ والحاكِمُ وصحَّحَه وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ, عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ قَالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ إذا ذَهَبَ رُبُعُ الليلِ قَامَ فقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ, اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو الشيخِ وابنُ مَرْدُويَهْ, والدَّيْلَمِيُّ عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: «تَرْجُفُ الأَرْضُ رَجْفاً وتُزَلْزِلُ بأَهْلِهَا, وهي التي يَقُولُ اللَّهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}؛ يقولُ: مثلَ السَّفِينةِ في البَحْرِ تُكْفَأُ بأَهْلِهَا مِثْلَ القِنْدِيلِ المُعَلَّقِ بأَرْجَائِهِ»). [الدر المنثور: 15/ 223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن أبي صالِحٍ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}؛ قَالَ: النفخةُ الأُولى، {تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ}؛ قَالَ: النفخةُ الثانيةُ). [الدر المنثور: 15/ 223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}.
قَالَ: هما الصَّيْحتانِ؛ أَمَّا الأُولَى فتُمِيتُ كُلَّ شَيْءٍ بإِذْنِ اللَّهِ، وأما الآخِرَةُ فتُحْيِي كلَّ شيءٍ بإذنِ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 223-224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنِ الحَسَنِ, أنَّه سُئِلَ عن قولِ اللَّهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}؛ قَالَ: هما النَّفْخَتانِ؛ أَمَّا الأولى فتُميتُ الأحياءَ، وأمَّا الثانيةُ فتُحْيِي الموتَى. ثُمَّ تلا هذه الآيةَ: {ونُفِخَ في الصُّورِ فصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فإِذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ} ). [الدر المنثور: 15/ 224]
تفسير قوله تعالى: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}، يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ للنفخَةِ الأولى، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} تَتْبَعُها أُخْرَى بعدَها، وهيَ النفخةُ الثانِيَةُ التي رَدَفَت الأُولَى، لِبَعْثِ يوْمِ القيامةِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قولُهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}، يَقُولُ: النفخَةُ الأُولَى. وقولُهُ: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، يَقُولُ: النفخةُ الثانِيَةُ.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قولُهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، يَقُولُ: تَتْبَعُ الآخِرَةُ الأُولَى. والراجِفَةُ: النفخةُ الأُولَى، والرادِفَةُ: النفخةُ الآخِرَةُ.
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عنْ أبي رَجَاءٍ، عن الحَسَنِ، قولُهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، قالَ: هما النفختانِ: أمَّا الأُولَى فتُمِيتُ الأحياءَ، وأمَّا الثانِيَةُ فتُحِيي الموتَى. ثمَّ تلا الحَسَنُ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، قَالَ: هما الصَّيْحَتَانِ؛ أمَّا الأُولَى فتُمِيتُ كلَّ شَيْءٍ بإِذْنِ اللَّهِ، وأمَّا الأُخرى فتُحْيِي كلَّ شيءٍ بإذنِ اللَّهِ، إنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَقُولُ: «بَيْنَهُمَا أَرْبَعُونَ». قالَ أصحابُهُ: واللَّهِ ما زَادَنَا على ذلكَ.
وذُكِرَ لنا أنَّ نبيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَقُولُ: «يُبْعَثُ فِي تِلْكَ الأَرْبَعِينَ مَطَرٌ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَاةُ، حتَّى تَطِيبَ الأَرْضُ وَتَهْتَزَّ، وتَنْبُتَ أَجْسَادُ النَّاسِ نَبَاتَ الْبَقْلِ، ثُمَّ تُنْفَخُ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ».
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ بنُ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيُّ، عنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ رَافِعٍ المَدَنِيِّ، عنْ يَزِيدَ بنِ أَبي زِيادٍ، عنْ رَجُلٍ، عنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، عنْ رَجُلٍ مِن الأنصارِ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذَكَرَ الصُّورَ، فقالَ أبو هريرةَ: يا رسولَ اللَّهِ، وما الصُّورُ؟ قالَ: «قَرْنٌ»، قالَ: فكيفَ هوَ؟ قالَ:«قَرْنٌ عَظِيمٌ يُنْفَخُ فِيهِ ثَلاثَ نَفْخَاتٍ: الأُولَى نَفْخَةُ الْفَزَعِ، وَالثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَالثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْقِيَامِ، فَيَفْزَعُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ فَيُدِيمُهَا وَيُطَوِّلُهَا وَلا يَفْتُرُ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ: {مَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ}، فَيُسَيِّرُ اللَّهُ الْجِبَالَ فَتَكُونُ سَرَاباً، وَتُرَجُّ الأَرْضُ بِأَهْلِهَا رَجًّا، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}».
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيلٍ، عن الطُّفَيْلِ بن أُبَيٍّ، عنْ أبِيهِ قالَ: قَرَأَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، فقالَ:«جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ».
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ في قوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}: النفخةُ الأُولَى، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}: النفخَةُ الأُخْرَى.
وقالَ آخَرُونَ في ذلكَ ما حَدَّثَنِي بهِ مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عِيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، في قوْلِ اللَّهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}، قالَ: تَرْجُفُ الأَرْضُ والجِبالُ، وهيَ الزَّلْزَلَةُ. وقولُهُ: {الرَّادِفَةُ}، قالَ: هوَ قولُهُ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}.
وقالَ آخَرُونَ: تَرْجُفُ الأرضُ، والرادِفةُ: الساعةُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}: الأَرْضُ، وفي قوْلِهِ: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، قالَ: الرادِفَةُ الساعةُ.
واخْتَلَفَ أهلُ العربِيَّةِ في مَوْضِعِ جوابِ قولِهِ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}، فقالَ بعضُ نَحْوِيِّي البَصْرَةِ: قولُهُ: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً} قَسَمٌ -واللَّهُ أَعْلَمُ- على {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}، وإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهَا عَلَى {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}. وهوَ كما قالَ اللَّهُ وشاءَ أنْ يكونَ في كلِّ هذا، وفي كلِّ الأُمُورِ.
وقالَ بعضُ نَحْوِيِّي الكُوفَةِ: جوابُ القَسَمِ في النازِعاتِ ما تُرِكَ؛ لِمَعْرِفَةِ السامِعِينَ بالمَعْنَى، كأنَّهُ لوْ ظَهَرَ كانَ لَتُبْعَثُنَّ ولَتُحَاسَبُنَّ.
قالَ: ويَدُلُّ على ذلكَ {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً}، أَلا تَرَى أنَّهُ كالجوابِ لقولِهِ: (لَتُبْعَثُنَّ)؛ إذْ قالَ: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً} نُبْعَثُ. وقالَ آخَرُ مِنهم نَحْوَ هذا، غيرَ أنَّهُ قالَ: لا يَجُوزُ حذفُ اللامِ في جوابِ اليمينِ؛ لأنَّها إذا حُذِفَتْ لم يُعْرَفْ مَوْضِعُها؛ وذلكَ أنَّها تَلِي كلَّ كلامٍ.
والصوابُ مِن القوْلِ في ذلكَ عندَنا: أنَّ جوابَ القَسَمِ في هذا الموْضِعِ مِمَّا اسْتُغْنِيَ عنهُ بدلالةِ الكلامِ، فتُرِكَ ذِكْرُهُ). [جامع البيان: 24/ 65-68] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {يوم ترجف الراجفة}؛ قول: ترجف الأرض والجبال وهي الزلزلة تتبعها الرادفة يقول دكتا دكة واحدة). [تفسير مجاهد: 2/ 725-726] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو النّضر الفقيه، ثنا معاذ بن نجدة القرشيّ، أنبأ قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ، عن أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه، قال: كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إذا ذهب ربع اللّيل، قال: «يا أيّها النّاس، اذكروا نعمة اللّه، يا أيّها النّاس اذكروا جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه» فقال أبيّ بن كعبٍ: يا رسول اللّه، إنّي أكثر الصّلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: «ما شئت» الحديث «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 558] (م)
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا زهيرٌ، ثنا وكيعٌ، ثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمّدٍ، عن الطفيل بن أبيٍّ عن أبيه- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «جاءت، الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه»). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/ 299] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قولُه تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} الآياتِ.
- أخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ عليٍّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}؛ قَالَ: النَّفْخَةُ الأُولَى، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}. قَالَ: النَّفْخةُ الثانيةُ، {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: خَائفةٌ، {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}؛ قَالَ: الحياةِ). [الدر المنثور: 15/ 222] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}؛ قَالَ: تَرْجُفُ الأرضُ والجبالُ، وهي الزَّلْزلَةُ، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، قَالَ: دُكَّتَا دَكَّةً واحدةً). [الدر المنثور: 15/ 222-223] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أحمدُ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والتِّرْمذيُّ وحَسَّنه وابنُ المُنْذِرِ والحاكِمُ وصحَّحَه وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ, عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ قَالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ إذا ذَهَبَ رُبُعُ الليلِ قَامَ فقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ, اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 223] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو الشيخِ وابنُ مَرْدُويَهْ, والدَّيْلَمِيُّ عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ:«تَرْجُفُ الأَرْضُ رَجْفاً وتُزَلْزِلُ بأَهْلِهَا, وهي التي يَقُولُ اللَّهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}؛ يقولُ: مثلَ السَّفِينةِ في البَحْرِ تُكْفَأُ بأَهْلِهَا مِثْلَ القِنْدِيلِ المُعَلَّقِ بأَرْجَائِهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 223] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}.
قَالَ: هما الصَّيْحتانِ؛ أَمَّا الأُولَى فتُمِيتُ كُلَّ شَيْءٍ بإِذْنِ اللَّهِ، وأما الآخِرَةُ فتُحْيِي كلَّ شيءٍ بإذنِ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 223-224] (م)
تفسير قوله تعالى: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {واجفة}؛ قال: خائفة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 345]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله عزّ وجلّ: {قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ}؛ يقال: وجلةٌ متحرّكةٌ).[جزء تفسير عطاء الخراساني: 99]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: قُلُوبُ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِهِ يَومئذٍ خائِفَةٌ مِنْ عظيمِ الهَوْلِ النازِلِ.
ذِكْرُ مِنْ قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي علِيٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}، يَقُولُ: خَائِفَةٌ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: واجِفَةٌ خَائِفَةٌ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، في {واجِفَةٌ}، قالَ: خائِفَةٌ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يِزيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ، قولُهُ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}، يَقُولُ: خائِفَةٌ، وَجَفَتْ مِمَّا عَايَنَتْ يَوْمَئِذٍ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قوْلِهِ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}، قالَ: الوَاجِفَةُ الخائِفَةُ). [جامع البيان: 24/ 68-69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قولُه تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} الآياتِ.
- أخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ عليٍّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}؛ قَالَ: النَّفْخَةُ الأُولَى, {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}؛ قَالَ: النَّفْخةُ الثانيةُ، {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: خَائفةٌ، {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}؛ قَالَ: الحياةِ). [الدر المنثور: 15/ 222] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: وَجِلَةٌ مُتَحَرِّكَةٌ). [الدر المنثور: 15/ 224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: خَائِفَةٌ). [الدر المنثور: 15/ 224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قولِهِ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: وَجِلَةٌ). [الدر المنثور: 15/ 224] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: وَجَفَتْ مِمَّا عَايَنَتْ يَوْمَئِذٍ). [الدر المنثور: 15/ 224-225] (م)
تفسير قوله تعالى: {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {أبصارها خاشعة}، قال: ذليلة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 345]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}، يَقُولُ: أبْصَارُ أَصْحَابِهَا ذليلةٌ مِمَّا قَدْ عَلاها مِن الكآبَةِ والحُزْنِ مِن الخَوْفِ والرُّعْبِ الذي قدْ نَزَلَ بِهِم مِنْ عظيمِ هَوْلِ ذلكَ اليومِ.
- كمَا حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قوْلِهِ: {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}، قالَ: خاشِعةٌ لِلذُّلِّ الذي قدْ نَزَلَ بها.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ، قولُهُ: {أَبْصَارُها خَاشِعَةٌ}، يَقُولُ: ذَلِيلَةٌ). [جامع البيان: 24/ 69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: وَجَفَتْ مِمَّا عَايَنَتْ يَوْمَئِذٍ، {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}؛ قَالَ: ذِليلةٌ). [الدر المنثور: 15/ 224-225] (م)
تفسير قوله تعالى: {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {لمردودون في الحافرة}؛ قال: أي مردودون خلقا جديدا). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 345]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {الحافرة} [النازعات: 10] : «الّتي أمرنا الأوّل إلى الحياة»). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: الحافِرةُ إلى أَمرِنَا الأوَّلِ إلى الحَياةِ)، وصَلَهُ ابنُ جَرِيرٍ منْ طَرِيقِ عليِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَولِهِ: {الحاَفِرَة} يقول: الحَيَاةُ، وقَالَ الفَرَّاءُ: الحاَفِرَةُ يَقُول إلى أَمرِنا الأوَّلِ إلى الحَيَاةِ.
والعربُ تقولُ: أَتَيتُ فُلانًا ثم رَجَعْتُ على حَافِري أي: من حيثُ جِئتُ. قَالَ: وقَالَ بَعضُهُم: الحاَفِرَةُ الأَرْضُ التي تُحفَرُ فِيها قُبُورُهُم، فَسمَّاهَا الحاَفِرَةَ أيِ المَحْفُورَةَ، كَمَاءٍ دَافِقٍ أي: مَدفُوقٍ).
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس: الحافرة إلى أمرنا الأول إلى الحياة.
قال ابن جرير: حدثني علّي ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علّي عن ابن عبّاس، قوله:{الحافرة}؛ ويقول: الحياة.
أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّالحي إذنا مشافهة عن القاسم بن محمّد الحافظ أن علّي بن محمّد السّعديّ أخبره عن عبد الرّحيم بن عبد الرّحمن أن إبراهيم بن طاهر أخبره أنا أحمد بن الحسين الحافظ ثنا أبو زكريّا ابن أبي إسحاق أنا أبو الحسن بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدّارميّ ثنا عبد الله بن صالح به). [تغليق التعليق: 4/ 360]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: الحَافِرَةُ إلَى أمْرِنَا الأَوَّلِ إِلَى الْحَيَاةِ.
أي قَالَ ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}، وفَسَّرَهَا بِقَوْلِهِ: إِلَى أَمْرِنَا الأَوَّلِ يَعْنِي إِلَى الْحَالَةِ الأُولَى يَعْنِي الْحَيَاةَ، يُقَالُ: رَجَعَ فُلاَنٌ فِي حَافِرَتِهِ أَيْ: فِي طَرِيقَتِهِ الَّتِي جَاءَ مِنْهَا، وَأَخْرَجَ هَذَا التَّعْلِيقَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَ الْقُرْآنُ عَنْ مُنْكِرِي الْبَعْثِ مِنْ مُشْرِكِي مَكَّةَ أَنَّهُمْ قَالُوا: أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ أَيْ: فِي الْحَالَةِ الأُولَى يَعْنُونَ الْحَيَاةَ بَعْدَ الْمَوْتِ، أَيْ: فَنَرْجِعُ أَحْيَاءً كَمَا كُنَّا قَبْلَ مَمَاتِنَا، وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ عِنْدَ الْحَافِرَةِ يُرِيدُونَ عِنْدَ الْحَالَةِ الأُولَى، وَقِيلَ: الْحَافِرَةُ الأَرْضُ الَّتِي تُحْفَرُ فِيهَا قُبُورُهُمْ فَسُمِّيَتْ حَافِرَةً بِمَعْنَى مَحْفُورَةٍ، وَقَدْ سُمِّيَتِ الأَرْضُ حَافِرَةً؛ لأَنَّهَا مُسْتَقَرُّ الْحَوَافِرِ). [عمدة القاري: 19/ 277]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مما رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: (الْحَافِرَةُ) من قَوْلِهِ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} التي أَمْرُنَا، وَلأَبِي ذَرٍّ: إِلَى أَمْرِنَا (الأَوَّلِ إلى الْحَيَاةِ) بعد أن نَمُوتَ من قَوْلِهِمْ: رَجَعَ فُلانٌ في حافِرَتِهِ أي: طريقِهِ التي جَاءَ فيها، فَحَفَرَهَا أي: أَثَّرَ فيها بمَشْيِهِ وقيل: الْحَافِرَةُ الأرضُ التي فيها قُبُورُهُمْ ومعْنَاهُ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ ونحن في الحافرَةِ). [إرشاد الساري: 7/ 410-411]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله عزّ وجلّ: {لمردودون في الحافرة}؛ قال: الحياة).[جزء تفسير عطاء الخراساني: 99]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القولُ في تأويلِ قولِهِ تعالى: {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}
يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: يَقُولُ هؤلاءِ المُكَذِّبونَ بالبَعْثِ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ إِذَا قِيلَ لَهم: إِنَّكُم مَبْعُوثُونَ مِنْ بعدِ الموتِ: أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ إلى حالِنا الأُولَى قبلَ المَماتِ، فَرَاجِعُونَ أحياءً كما كُنَّا قبلَ هَلاكِنا وقبلَ مَماتِنَا؟ وهوَ مِنْ قولِهم: رَجَعَ فلانٌ على حَافِرَتِهِ: إذا رَجَعَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ، ومِنهُ قولُ الشاعِرِ:
أَحَافِرَةً عَلَى صَلَعٍ وَشَيْبٍ ....... مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ سَفَهٍ وَطَيْشِ
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قولُهُ: {الحَافِرَةِ}، يَقُولُ: الحياةِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قولُهُ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} يَقُولُ: أئِنَّا لنَحْيَا بعدَ مَوْتِنَا، ونُبْعَثُ مِنْ مَكَانِنَا هذا؟
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ، يَقُولُ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}: أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً؟
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {فِي الْحَافِرَةِ}، قالَ: أيْ مَرْدُودُونَ خَلْقاً جَدِيداً.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ أبي مَعْشَرٍ، عنْ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ أوْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}، قالَ: في الحَيَاةِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عن السُّدِّيِّ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ في الْحَافِرَةِ}، قالَ: في الحَيَاةِ.
وقالَ آخرُونَ: الحافِرَةُ الأرْضُ المَحْفُورَةُ التي حُفِرَتْ فيها قُبُورُهم، فَجَعَلُوا ذلكَ نَظِيرَ قَوْلِهِ: {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}، يَعْنِي: مَدْفُوقٍ، وقَالُوا: الحَافِرَةُ بِمَعْنَى المَحْفُورَةِ، ومعنى الكلامِ عندَهم: أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ في قُبُورِنَا أَمْوَاتاً؟
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عِيسَى، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، قولُهُ: {الحَافِرَةِ}، قالَ: الأرضِ نُبْعَثُ خَلقاً جَديداً، قالَ: البَعْثُ.
- حَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}، قالَ: الأرْضِ نُبْعَثُ خَلْقاً جَديداً.
وقالَ آخرُونَ: الحَافِرَةُ النارُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: سَمِعْتُ ابنَ زَيْدٍ يَقُولُ في قوْلِ اللَّهِ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}، قالَ: الْحَافِرَةُ النارُ، وقَرَأَ قوْلَ اللَّهِ: {تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}؛ قالَ: ما أكثَرَ أَسْمَاءَها؛ هيَ النارُ، وهيَ الجحيمُ، وهيَ سَقَرُ، وهيَ جَهَنَّمُ، وهيَ الهَاوِيَةُ، وهيَ الحافِرَةُ، وهيَ لَظًى، وهيَ الحُطَمَةُ). [جامع البيان: 24/ 70-72]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أإنا لمردودون في الحافرة قال الحافرة الأرض يقولون انبعث خلقا جديدا). [تفسير مجاهد: 726]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قولُه تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} الآياتِ.
- أخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ عليٍّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}؛ قَالَ: النَّفْخَةُ الأُولَى, {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}؛ قَالَ: النَّفْخةُ الثانيةُ، {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: خَائفةٌ، {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}؛ قَالَ: الحياةِ). [الدر المنثور: 15/ 222] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قولِهِ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: وَجِلَةٌ. وفي قَوْلِهِ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}؛ قَالَ: الأرضِ, نُبْعَثُ خَلْقاً جَدِيداً). [الدر المنثور: 15/ 224] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}. قَالَ: وَجَفَتْ مِمَّا عَايَنَتْ يَوْمَئِذٍ، {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}. قَالَ: ذِليلةٌ، {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}: أئِنَّا لمَبْعُوثونَ خَلْقاً جَدِيداً إِذَا مِتْنا؟ تَكْذِيباً بالبَعْثِ، {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً}، قَالَ: بَالِيَةً). [الدر المنثور: 15/ 224-225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}؛ قَالَ: خَلْقاً جَدِيداً). [الدر المنثور: 15/ 225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن محمَّدِ بنِ كَعْبٍ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}؛ قَالَ: الحياةَ بَعْدَ المَوْتِ). [الدر المنثور: 15/ 225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن أبي مَالِكٍ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}؛ قَالَ: الحَيَاةِ). [الدر المنثور: 15/ 225]
تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: كان ابن عباس يقرؤها (عظاما ناخرة)). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 345]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يقال: النّاخرة والنّخرة سواءٌ، مثل الطّامع والطّمع، والباخل والبخيل " وقال بعضهم: " النّخرة البالية، والنّاخرة: العظم المجوّف الّذي تمرّ فيه الرّيح فينخر "). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (النَّاخِرَةُ والنَّخِرَةُ سَوَاءٌ مِثلُ الطَّامِعِ والطَّمِعِ والبَاخِلِ والبَخِيلِ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قَولِهِ تَعَالَى: {عِظَامًا نَخِرَةً}؛ نَاخِرَةٌ ونَخِرَةٌ سَوَاءٌ.
وقَالَ الفَرَّاءُ مِثلَهُ. قَالَ: وهُما قِرَاءَتَانِ أَجوَدُهُمَا نَاخِرَةٌ ثُمَّ أَسنَدَ عنِ ابنِ الزُّبَيرِ أنَّه قَالَ على المِنْبَرِ: مَا بَالُ صِبيَانٍ يَقرَؤُونَ: نَخِرَةًٌ إِنَّمَا هِي نَاخِرَةٌ.
قُلتُ: قَرَأَهَا نَخِرَةً، بِغَيْرِ ألفٍ، جُمهُورُ القُرَّاءِ، وبالأَلِفِ الكُوفِيُّونَ، لَكِن بِخُلفٍ عن عَاصِمٍ.
تَنْبِيهٌ قولُهُ: (والبَاخِلُ والبَخِيلُ) في رِوَايَةِ الكُشْمِيهَنِيِّ بِالنُّونِ والحَاءِ المُهمَلَةِ فِيهِمَا، ولِغَيرِهِ بالمُوَحَّدَةِ والمُعْجَمَةِ وهُو الصَّوَابُ، وهذا الذي ذكَرهُ الفَرَّاءُ قَالَ: هُو بمَعنَى الطَّامِع والطَّمِعِ والبَاخِلِ والبَخِل.
وقَولُهُ: (سَواءٌ) أيْ في أصْلِ المعنَى وإلا ففِي نَخِرَةٍ مُبَالغَةٌ لَيسَت في نَاخِرَةٍ.
قولُهُ: (وقَالَ بَعضُهُم: النَّخِرَةُ البَالِيَةُ والنَّاخِرَةُ العَظمُ المُجَوَّفُ الذي تَمرُّ فيهِ الرِّيحُ فَينخُرُ.
قَالَ الفَرَّاءُ: فرَّقَ بعضُ المُفَسِّرينَ بينَ النَّاخِرَةِ والنَّخِرَةِ فقَالَ: النَّخِرَةُ البَالِيَةُ، والنَّاخِرَةُ العَظمُ المُجَوَّفُ الذي تَمُرُّ فيه الرِّيح فَيَنْخُرُ. والمُفَسِّرُ المذكُورُ هو ابنُ الكَلْبِيِّ، فقَالَ أَبُو الحسنِ الأَثْرَمُ الرَّاوِي عن أَبِي عُبَيْدَةَ: سَمِعتُ ابنَ الكَلْبِيِّ يَقُولُ: نَخِرَةٌ: يَنخُرُ فِيها الرِّيحُ، ونَاخِرَةٌ: بَالِيَةٌ، وأنشَدَ لرَجُلٍ مِن فَهمٍ يُخَاطِبُ فرَسَهُ في يومِ ذِي قَارٍ حِينَ تَحَارَبَتِ العَرَبُ والفُرسُ:
أَقْدِمْ نَجَاحُ إِنَّها الأَسَاوِرَةْ ....... فإِنَّمَا قَصرُكَ تُرْبُ السَّاهِرَةْ
ثم تَعُودُ بَعدَهَا في الحَافِرَةْ من بَعدِ مَا كُنتَ عِظَامًا نَاخِرَةْ أي: بَالِيَةً). [فتح الباري: 8/ 690-691]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يُقَالُ: الناخِرَةُ وَالنَّخِرَة سَوَاءٌ، مِثْلُ الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ وَالبَاخِلِ وَالْبَخِلِ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: النَّخِرَةُ البَالِيَةُ، وَالنَّاخِرَةُ العَظْمُ المُجَوَّفُ الَّذِي تَمُرُّ فِيهِ الرِّيحُ فَيَنْخِرُ.
أَشَارَ به إِلَى قولِهِ تَعَالَى: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً}، قولُهُ: سَوَاءٌ لَيْسَ كَذَلِكَ؛ لأَنَّ النَّاخِرَةَ اسْمُ فاعِلٍ، والنَّخِرَةَ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ، وَإِنْ كَانَ مُرَادُهُ سَوَاءً فِي أَصْلِ الْمَعْنَى فَلاَ بَأْسَ بِهِ، قولُهُ: مِثْلُ الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ بِكَسْرِ الْمِيمِ عَلَى وَزْنِ فَعِلٍ بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَالْبَاخِلِ وَالْبَخِلِ عَلَى وَزْنِ فَعِلٍ بِكَسْرِ الْعَيْنِ أَيْضًا، وَفِي التَّمثيلِ بِهِمَا نَظَرٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا مَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ الآنَ، والآخرُ التَّفَاوُتُ بَيْنَهُمَا فِي التذكيرِ والتأنيثِ وَلَوْ قَالَ: مثلُ صَانِعَةٍ وَصَنِعَةٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَكَانَ أَصْوَبَ، وَوَقَعَ فِي روايةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ: النَّاحِلُ وَالنَّحِلُ بالنونِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ فيهما، وَقَالَ بعضُهُم: بِالباءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ هُوَ الصوابُ، قُلْتُ: لَمْ يُبَيِّنْ جِهَةَ الصَّوَابِ، وَالصَّوَابُ لاَ يُسْتَعْمَلُ إِلاَّ فِي مُقَابَلَةِ الْخَطَأِ، وَالَّذِي وَقَعَ بالنونِ والحاءِ الْمُهْمَلَةِ لَيْسَ بِخَطَأٍ حَتَّى يَكُونَ الَّذِي ذَكَرَهُ صَوَابًا، قَوْلُهُ: (وَقَالَ بَعْضُهُمُ)، الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ هُوَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ؛ فَإِنَّهُ قَالَ: يَعْنِي النَّخِرَةَ الْبَالِيَةَ إِلَى آخِرِهِ فَيَنْخِرُ أَيْ: يُصَوِّتُ، وَهَذَا قَدْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا فِي الْمَعْنَى أَيْضًا، وَقَرَأَ أهلُ الْكُوفَةِ إِلاَّ حَفْصًا: نَاخِرَةً بِالأَلِفِ، وَالباقونَ نَخِرَةً بِلاَ أَلِفٍ، وَذُكِرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، وَابْنَ الزُّبَيْرِ، ومُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ كَانُوا يَقْرَؤُونَ: عِظَامًا نَاخِرَةً بِالأَلِفِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: نَاخِرَةً بِالأَلِفِ أَجْوَدُ الْوَجْهَيْنِ). [عمدة القاري: 19/ 277]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (يُقَالُ: النَّاخِرَةُ وَالنَّخِرَةُ؛ بالأَلِفِ أَبُو بَكْرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وبحذْفِهَا الباقُونَ (سَوَاءٌ) في المعْنَى أي بالِيَةٌ (مِثْلُ الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ) بفَتْحِ الطَّاءِ وَكَسْرِ الْمِيمِ (وَالْبَاخِلِ وَالْبَخِيلِ) بالتَّحْتِيَّةِ بعد المعْجَمَةِ وفي نُسْخَةٍ: وَالْبَخِلِ؛ بِحَذْفِهَا، وَالنَّاخِرَةُ اسمُ فاعلٍ، وَالنَّخِرَةُ صفةٌ مُشَبَّهَةٌ.
قَالَ الْعَيْنِيُّ: وفي تَمْثِيلِهِ بِالطَّامِعِ إلخ نَظَرٌ لما ذُكِرَ مِن أن النَّاخِرَ اسْمُ فَاعِلٍ إلخ والتَّفَاوُتُ بينهما في التَّذْكِيرِ والتَّأْنِيثِ ولو قَالَ: مِثْلَ صَانِعَةٍ وَصَنِعَةٍ ونَحْوِ ذلك لَكَانَ أَصْوَبَ. وَسَقَطَ: يُقَالُ لأَبِي ذَرٍّ، وَلأَبِي ذَرٍّ عن الْكُشْمِيهَنِيِّ والنَّاحِلِ والنَّحِيلِ بِالنُّونِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ فيهِما بَدَلَ سَابِقِهِمَا.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَارِقًا بينهما: النَّخِرَةُ: الْبَالِيَةُ، وَالنَّاخِرَةُ: الْعَظْمُ الْمُجَوَّفُ الذي تَمُرُّ فيه الرِّيحُ فَيَنْخِرُ أي يُصَوِّتُ حتى يُسْمَعَ لَهُ نَخِيرٌ). [إرشاد الساري: 7/ 410]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عزّ وجلّ: (عظامًا ناخرةً)؛ قال: باليةٌ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 99]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً}، اخْتَلَفَت القَرَأَةُ في قِراءَةِ ذلكَ، فقَرَأَتْهُ عامَّةُ قَرَأَةِ المدينةِ والحِجَازِ والبَصْرَةِ: {نَخِرَةً} بمعنى: بالِيَةً. وقَرَأَ ذلكَ عامَّةُ قَرَأَةِ الكوفَةِ: (نَاخِرَةً) بألِفٍ، بمعنى: أنَّها مُجَوَّفَةٌ، تَنْخِرُ الرياحُ في جَوْفِهَا إذا مَرَّتْ بِها.
وكانَ بعضُ أهلِ العِلْمِ بكلامِ العرَبِ مِن الكوفِيِّينَ يَقُولُ: الناخِرَةُ والنَّخِرَةُ سَوَاءٌ في المعنَى، بمنزلةِ الطامِع والطَّمِعِ، والباخِلِ والبَخِلِ. وأفصَحُ اللُّغَتَيْنِ عندَنا وأشْهَرُهُما عندَنا (نَخِرَةً) بغيرِ ألِفٍ، بمعنى: بالِيَةً، غير أنَّ رُؤُوسَ الآيِ قبلَها وبعدَها جاءَتْ بالألِفِ، فَأَعْجَبُ إِلَيَّ لذلكَ أنْ تُلْحَقَ (نَاخِرَةً) بها؛ لِيَتَّفِقَ هوَ وسائِرُ رُؤُوسِ الآياتِ، لَوْلا ذلكَ كانَ أَعْجَبُ القراءَتَيْنِ إليَّ حَذْفَ الأَلِفِ مِنها.
ذِكْرُ مَن قالَ: {نَخِرَةً}: بَالِيَةً.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً}، فالنَّخِرَةُ: الفانِيَةُ البالِيَةُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {عِظَاماً نَخِرَةً} قالَ: مَرْفُوتَةً.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً}: تَكْذِيباً بالبَعْثِ، (ناخِرَةً): باليَةً). [جامع البيان: 24/ 72-73]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {أإذا كنا عظاما نخرة}؛ قال: يعني عظاما مرفوتة). [تفسير مجاهد: 726]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عنِ ابنِ عُمَرَ أنه كانَ يَقْرَأُ هذا الحَرْفَ: (أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَاخِرَةً)
روَاه الطبَرَانِيُّ مِن طريقِ زَيْدِ بنِ مُعاوِيَةَ، عنِ ابنِ عُمَرَ، ولم أَعْرِفْه، وبقيَّةُ رِجالِه رِجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7/ 133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قولِهِ: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}؛ قَالَ: وَجِلَةٌ. وفي قَوْلِهِ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ}؛ قَالَ: الأرضِ, نُبْعَثُ خَلْقاً جَدِيداً، {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً}؛ قَالَ: مَرْفُوتَةً). [الدر المنثور: 15/ 224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنْصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن عُمرَ بنِ الخطَّابِ, أنَّه كانَ يقرَأُ: {كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً} ). [الدر المنثور: 15/ 225-226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن ابنِ مَسْعُودٍ, أنه كانَ يقرَأُ: (نَاخِرَةً) بالألفِ). [الدر المنثور: 15/ 226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرانيُّ, عن ابنِ عُمرَ, أنه كان يقرَأُ هذا الحَرْفَ: (أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَاخِرَةً) ). [الدر المنثور: 15/ 226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَمِعتُ ابنَ الزُّبَيْرِ يَقْرَؤُها: (عِظَاماً نَاخِرَةً), فذكَرْتُ ذلك لابنِ عَبَّاسٍ فقَالَ: أوَلَيْسَ كذلك؟). [الدر المنثور: 15/ 226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ مِن طُرُقٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ, أنه كان يقرَأُ التي في النازعاتِ: (نَاخِرَةً) بالألفِ, وقَالَ: بَالِيَةً). [الدر المنثور: 15/ 226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن محمدِ بنِ كَعْبٍ القرظِيِّ وعِكْرمةَ وإبراهيمَ النَّخَعِيِّ, أَنَّهم كانوا يَقْرَؤُونَ: (نَاخِرَةً) بالألفِ). [الدر المنثور: 15/ 226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الفرَّاءُ, عن ابنِ الزُّبَيْرِ, أنه قَالَ على المِنْبرِ: ما بَالُ صِبْيانٍ يَقْرَؤُونَ: {نَخِرَةً}، إِنَّما هي (نَاخِرَةً) ). [الدر المنثور: 15/ 226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن الضحَّاكِ: (عِظَاماً نَاخِرَةً). قَالَ: بَالِيَةً). [الدر المنثور: 15/ 227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: النَّاخِرَةُ: العَظْمُ يَبْلَى, فتَدْخُلُ الرِّيحُ فيهِ). [الدر المنثور: 15/ 227]
تفسير قوله تعالى: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}، يَقُولُ جلَّ ثَناؤُهُ عنْ قِيلِ هؤلاءِ المُكَذِّبِينَ بالبَعْثِ: {قَالُوا تِلْكَ} يَعْنُونَ: تِلْكَ الرَّجْعَةُ أحياءً بعدَ المماتِ، {إِذاً} يَعْنُونَ: الآنَ، {كَرَّةٌ} يَعْنُونَ: رَجْعَةٌ، {خاسِرَةٌ} يَعْنُونَ: غابِنَةٌ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}؛ أيْ: رَجْعَةٌ خَاسِرَةٌ.
حَدَّثَنَا يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قوْلِهِ: {تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}، قالَ: وأَيُّ كَرَّةٍ أَخْسَرُ مِنها، أُحْيُوا ثمَّ صارُوا إلى النارِ، فكانَتْ كرَّةَ سَوْءٍ). [جامع البيان: 24/ 73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن محمدِ بنِ كَعْبٍ في قَوْلِهِ: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ في الحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً}؛ قَالَ: لَمَّا نَزَلتْ هذه الآيةُ؛ قَالَ كفارُ قُرَيشٍ: لَئِنْ حَيِينَا بعدَ الموتِ لَنَخْسَرَنَّ؛ فنَزَلَتْ: {تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} ). [الدر المنثور: 15/ 225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}؛ قَالَ: لئنْ خُلِقْنَا خَلْقاً جَديداً لَنَرْجِعَنَّ إلى الخُسْرانِ). [الدر المنثور: 15/ 227] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}؛ قَالَ: رَجْعَةٌ خَاسِرَةٌ. قَالَ: فَلَمَّا تَبَاعَدَ البَعْثُ في أَنْفُسِ القومِ قَالَ اللَّهُ: {إِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: فإِذَا هُمْ عَلَى ظَهْرِ الأرضِ بعدَ أن كانوا في جَوْفِها). [الدر المنثور: 15/ 227]
تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}، يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: فإِنَّمَا هيَ صَيْحَةٌ واحدةٌ، ونفخةٌ تُنْفَخُ في الصُّورِ، وذلكَ هوَ الزَّجْرَةُ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، قولُهُ: {زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}، قالَ: صيْحَةٌ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قوْلِهِ: {زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}، قالَ: الزَّجْرَةُ النفخةُ في الصُّورِ). [جامع البيان: 24/ 73-74]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فإنما هي زجرة واحدة قال صيحة واحدة). [تفسير مجاهد: 726]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (زَجْرَةٌ: صَيحَةٌ)، ثَبتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وَحدَهُ، وقد وصَلَهُ عَبدُ بنُ حُمَيدٍ من طَرِيقِهِ). [فتح الباري: 8/ 690]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {زَجْرَةٌ}: صَيْحَةٌ.
أَشَارَ به إِلَى قولِهِ تَعَالَى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجَرَةٌ وَاحِدَةٌ}، وفَسَّرَهَا بِقَوْلِهِ: صَيْحَةٌ، وَثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19/ 276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}؛ قَالَ: لئنْ خُلِقْنَا خَلْقاً جَديداً لَنَرْجِعَنَّ إلى الخُسْرانِ، وفي قَوْلِهِ: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}؛ قَالَ: صَيْحةٌ). [الدر المنثور: 15/ 227] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}؛ قَالَ: رَجْعَةٌ خَاسِرَةٌ. قَالَ: فَلَمَّا تَبَاعَدَ البَعْثُ في أَنْفُسِ القومِ قَالَ اللَّهُ: {إِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: فإِذَا هُمْ عَلَى ظَهْرِ الأرضِ بعدَ أن كانوا في جَوْفِها). [الدر المنثور: 15/ 227] (م)
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل بن حاتمٍ، عن رجلٍ، عن حصينٍ، عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: {فإذا هم بالساهرة}، قال: الساهرة الأرض.
وقال الشّاعر:
صيدٌ بحرٍ ....... وصيد ساهرةٍ).
[الجامع في علوم القرآن: 1/ 135-136]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (عن قول الله: {والنخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيدٌ}، قال ابن [شهاب: ........ ] والنضيد الذي بعضه فوق بعضٍ؛ وقال الله: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ}، قال: الهضيم طلعها الرحمن اللطيف حين يطلع.
قال ابن شهاب: يقول الله: {إنما هي زجرةٌ واحدةٌ (13) فإذا هم بالساهرة}، قال: هي الأرض كلها). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 101-102] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى: {بالساهرة}؛ قال: فإذا هم يخرجون من قبورهم فوق الأرض والساهرة الأرض). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 346]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}؛ يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: فإذا هؤلاءِ المُكَذِّبُونَ بالبَعْثِ، المُتَعَجِّبُونَ مِنْ إحياءِ اللَّهِ إيَّاهُم مِنْ بعدِ مَمَاتِهِم؛ تكذيباً منِهم بذلكَ، {بِالسَّاهِرَةِ}، يعني بظَهْرِ الأرضِ.
والعربُ تُسَمِّي الفَلاةَ ووَجْهَ الأرضِ: ساهِرَةً، وأرَاهُم سَمَّوْا ذلكَ بها؛ لأنَّ فيهِ نَوْمَ الحيوانِ وسَهَرَها، فوُصِفَ بصفةٍ ما فيهِ، ومنهُ قولُ أُمَيَّةَ بنِ أبي الصَّلْتِ:
وَفِيها لَحْمُ سَاهِـرَةٍ وَبَحْرٍ ....... وَما فَاهُوا بهِ لَهُمُ مُقِيمُ
ومِنهُ قولُ أَخِي نَهْمٍ يومَ ذِي قَارٍ لِفَرَسِهِ:
أَقْدِمْ مِحَاجُ إِنَّهـا الأَسَاوِرَهْ ....... وَلا يَهُولَنَّكَ رِجْلٌ نَادِرَهْ
فإنَّما قَصْرُكَ تُرْبُ السَّاهِرَهْ ....... ثُمَّ تَعُودُ بَعْدَهَا فِي الحَافِرَهْ
مِنْ بعدِ مَا كُنْتَ عِظَاماً نَاخِرَهْ
واخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في مَعْناها، فقالَ بعضُهم مِثْلَ الذي قُلْنَا.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي يَعْقوبُ بنُ إبراهيمَ قالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ قالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عنْ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، في قوْلِهِ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}، قالَ: عَلَى الأرْضِ. قالَ: فذَكَرَ شِعراً قالَهُ أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ، فقالَ:
عندَنا صَيْدُ بَحْرٍ وصَيْدُ سَاهِرَةٍ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ بَزِيعٍ قالَ: ثَنَا أبو مِحْصَنٍ، عنْ حُصَيْنٍ، عنْ عِكْرِمَةَ، في قوْلِهِ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}، قالَ: الساهرةُ الأرضُ، أَمَا سَمِعْتَ: لَهُمْ صْيدُ بَحْرٍ وصيدُ سَاهِرَةٍ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قولُهُ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}، يعني: الأَرْضِ.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ قالَ: ثَنَا عِمَارَةُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ، عنْ عِكْرِمَةَ، في قوْلِهِ {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}، قالَ: فإِذَا هُم على وَجْهِ الأرضِ، قالَ: أَوَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ لَهم:
وفيها لَحْمُ سَاهِرَةٍ وَبَحْرٍ
- حَدَّثَنَا عِمَارَةُ بنُ موسَى قالَ: ثَنَا عبدُ الوارِثِ بنُ سعيدٍ قالَ: ثَنَا عِمارَةُ، عنْ عِكْرِمَةَ، في قوْلِهِ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} قالَ: فإِذَا هُمْ على وَجْهِ الأرضِ، قالَ أُمَيَّةُ:
وَفيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ
- حَدَّثَنَا يعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عنْ أبي رَجاءٍ، عن الحَسَنِ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}: فإذا هُمْ على وجْهِ الأرضِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، قولُهُ: {بالساهِرَةِ}، قالَ: المكانِ المستوِي.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ قالَ: لَمَّا تَباعَدَ البَعْثُ في أَعْيُنِ القوْمِ قالَ اللَّهُ: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}، يَقُولُ: فإذا هُمْ بأعلَى الأرضِ بعدَما كانُوا في جَوْفِها.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {بِالسَّاهِرَةِ}، قالَ: فإِذَا هُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِم فوقَ الأرْضِ، والأرضُ: الساهِرَةُ، قالَ: فإذا هم يَخْرُجُونَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ عِكْرِمَةَ وأبي الهَيْثَمِ، عنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {فإِذا هُمْ بالساهِرَةِ} قالَ: بالأَرْضِ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبي الهَيْثَمِ، عنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، مِثلَهُ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ حُصَيْنٍ، عنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ في قوْلِهِ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}: وَجْهِ الأَرْضِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قوْلِهِ: {فإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} قالَ: الساهِرَةُ ظهرُ الأرْضِ فوقَ ظَهْرِهَا.
وقالَ آخَرُونَ: الساهرةُ اسمُ مكانٍ مِن الأرضِ بعَيْنِهِ مَعْرُوفٌ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ قالَ: ثَنَا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ، عنْ عثمانَ بنِ أبي العَاتِكَةِ، قولُهُ: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}، قالَ: بِالصُّقْعِ الذي بَيْنَ جَبَلِ حَسَّانَ وجبلِ أَرِيحاءَ، يَمُدُّهُ اللَّهُ كيفَ يشاءُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهرانُ، عنْ سُفْيَانَ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}، قالَ: أرْضٌ بالشامِ.
وقالَ آخَرُونَ: هوَ جبَلٌ بعَيْنِهِ معروفٌ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا عليُّ بنُ سَهْلٍ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ بنُ بِلالٍ قالَ: ثَنَا حَمَّادٌ قالَ: أَخْبَرَنَا أَبو سِنَانٍ، عنْ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، قالَ في قولِ اللَّهِ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}، قالَ: الساهِرَةُ جبلٌ إلى جَنْبِ بَيْتِ المَقْدِسِ.
وقالَ آخَرُونَ: هيَ جَهَنَّمُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ العُقَيْلِيُّ قالَ: ثَنا سعيدُ بنُ أَبي عَرُوبَةَ، عنْ قَتَادَةَ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}، قالَ: في جَهَنَّمَ). [جامع البيان: 24 / 74-78]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سلمة، عن وهب بن منبه، أنه قرأ {فإذا هم بالساهرة} وهو يومئذ ببيت المقدس فقال: ها هنا الساهرة يعني بيت المقدس). [تفسير مجاهد: 726]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فإذا هم بالساهرة}؛ قال: بالمكان المستوي). [تفسير مجاهد: 2/ 726-727]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {السَّاهِرَةُ}: وَجهُ الأَرْضِ كأنَّها سُمِّيَتْ بهذا الاسمِ؛ لأن فِيها الحَيَوانَ؛ نَومَهُم وسَهَرَهُم) ثَبتَ هَذَا هُنا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ وقَد تَقَدَّمَ في بَدْءِ الخَلقِ وهو قَولُ الفَرَّاءِ بِلَفظِهِ). [فتح الباري: 8 / 691]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}؛ قَالَ: لئنْ خُلِقْنَا خَلْقاً جَديداً لَنَرْجِعَنَّ إلى الخُسْرانِ، وفي قَوْلِهِ: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}. قَالَ: صَيْحةٌ، {فَإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ}. قَالَ: المكانُ المُسْتوِي مِن الأرضِ). [الدر المنثور: 15/ 227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}؛ قَالَ: رَجْعَةٌ خَاسِرَةٌ. قَالَ: فَلَمَّا تَبَاعَدَ البَعْثُ في أَنْفُسِ القومِ قَالَ اللَّهُ: {إِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: فإِذَا هُمْ عَلَى ظَهْرِ الأرضِ بعدَ أن كانوا في جَوْفِها). [الدر المنثور: 15 / 227] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: كانوا في بَطْنِ الأَرْضِ ثُمَّ صَارُوا على ظَهْرِها.
- وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنِ الحَسَنِ والشَّعْبِيِّ مثلَه). [الدر المنثور: 15 / 227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو عُبَيدٍ في فضائلِه وابنُ الأنْباريِّ في الوقْفِ والابتداءِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنِ ابنِ عباسٍ، أنَّه سُئِلَ عن قولِه: {فإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: السَّاهِرَةُ وَجْهُ الأرضِ، وفي لفظٍ قالَ: الأرضُ كُلُّهَا. وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أبي الصَّلْتِ:
وفِيهَا لَحْمُ سَاهِرَةٍ وبَحْرٍ).
[الدر المنثور: 15 / 228]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ عِكْرِمَةَ: {فإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: السَّاهِرَةُ وجْهُ الأرضِ. وفي لفظٍ قَالَ: الأرضُ كلُّها ساهِرَةٌ، ألا ترَى قَوْلَ الشاعرِ:
صَيْدُ بَحْرٍ وصَيْدُ سَاهِرَةٍ).
[الدر المنثور: 15 / 228]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الشَّعْبِيِّ: {فإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: إِذَا هُمْ بالأَرْضِ. ثُمَّ تَمَثَّلَ ببَيْتِ أُمَيَّةَ بنِ أبي الصَّلْتِ:
وفِيهَا لَحْمُ سَاهِرَةٍ وبَحْرٍ = وَمَا فَاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ).
[الدر المنثور: 15 / 228]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {فإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: بالأرضِ). [الدر المنثور: 15 / 229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: {فإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: بالأرضِ, كانوا في أسفَلِها فأُخْرِجُوا إلى أعلاها). [الدر المنثور: 15 / 229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {بالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: تُسَمَّى الأرضُ ساهرةَ بَنِي فُلانٍ). [الدر المنثور: 15 / 229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ الساعِدِيِّ: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: أرضٌ بَيْضاءُ عَفْرَاءُ كالخُبْزَةِ مِنَ النَّقِيِّ). [الدر المنثور: 15 / 229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: {السَّاهرةُ}: جَبَلٌ إلى جَنْبِ بيتِ المَقْدِسِ). [الدر المنثور: 15 / 229]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ: {فَإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ}؛ قَالَ: جَهَنَّمَ). [الدر المنثور: 15 / 229]