تفسير قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وكأيّن من قريةٍ عتت عن أمر ربّها ورسله} يقول تعالى ذكره: وكم من أهل قريةٍ طغوا عن أمر ربّهم وخالفوه، وعن أمر رسل ربّهم، فتمادوا في طغيانهم وعتوّهم، ولجّوا في كفرهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وكأيّن من قريةٍ عتت عن أمر ربّها ورسله}. قال: غيّرت وعصت.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وكأيّن من قريةٍ عتت عن أمر ربّها ورسله فحاسبناها حسابًا شديدًا}. قال: العتوّ ههنا الكفر والمعصية، عتوًّا: كفرًا، وتركت أمر ربّها: عتت عنه ولم تقبله.
وقيل: إنّهم كانوا قومًا خالفوا أمر ربّهم في الطّلاق، فتوعّد اللّه بالخبر عنهم هذه الأمّة أن يفعل بهم فعله بهم إن خالفوا أمره في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني ابن عبد الرّحيم البرقيّ، قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت عمر بن سليمان، يقول في قوله: {وكأيّن من قريةٍ عتت عن أمر ربّها ورسله}. قال: قريةٌ عذّبت في الطّلاق.
وقوله: {فحاسبناها حسابًا شديدًا} يقول: فحاسبناها على نعمتنا عندها وقلّة شكرها {حسابًا شديدًا}. يقول: حسابًا استقصينا فيه عليهم، لم يعف لهم فيه عن شيءٍ، ولم نتجاوز فيه عنهم.
- كما: حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، قوله: {فحاسبناها حسابًا شديدًا}. قال: لم يعف عنها الحساب الشّديد الّذي ليس فيه من العفو شيءٌ.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فحاسبناها حسابًا شديدًا}. يقول: لم ترحم.
وقوله: {وعذّبناها عذابًا نكرًا}. يقول: وعذّبناها عذابًا عظيمًا منكرًا، وذلك عذاب جهنّم). [جامع البيان: 23/71-73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 8 - 12.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فحاسبناها حسابا شديدا} يقول: لم ترحم {وعذبناها عذابا نكرا} يقول: عظيما منكرا). [الدر المنثور: 14/561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {عذابا نكرا} مثقلة). [الدر المنثور: 14/561]
تفسير قوله تعالى: (فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) )
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهد وبال أمرها جزاء أمرها كذا لهم وسقط لأبي ذرٍّ أيضًا وصله عبد بن حميدٍ أيضًا من طريقه). [فتح الباري: 8/653]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد وبال أمرها جزاء أمرها
قال عبد بن حميد ثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فذاقت وبال أمرها} 9 الطّلاق قال جزاء أمرها). [تغليق التعليق: 4/343-344]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ وبال أمرها جزاء أمرها
سقط هذا لأبي ذر. أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا} (الطّلاق: 9) وفسّر الوبال بالجزاء، رواه الحنظلي عن حجاج عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه. والضّمير في: فذاقت، يرجع إلى قوله: {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها} (الطّلاق: 8) ). [عمدة القاري: 19/243-244]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (باب {وبال أمرها}) [الطلاق: 9] أي (جزاء أمرها) قاله مجاهد فيما وصله عبد بن حميد). [إرشاد الساري: 7/390]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {فذاقت وبال أمرها} قال: فذاقت جزاء أمرها). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 116]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فذاقت وبال أمرها}. يقول: فذاقت هذه القرية الّتي عتت عن أمر ربّها ورسله، عاقبة ما عملت وأتت من معاصي اللّه والكفر به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {فذاقت وبال أمرها}. قال: عقوبة أمرها.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فذاقت وبال أمرها} قال: ذاقت عاقبة ما عملت من الشّرّ. الوبال: العاقبة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فذاقت وبال أمرها} يقول: عاقبة أمرها.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فذاقت وبال أمرها} قال: جزاء أمرها.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فذاقت وبال أمرها} يعني بوبال أمرها: جزاء أمرها الّذي قد حلّ.
وقوله: {وكان عاقبة أمرها خسرًا}. يقول تعالى ذكره: وكان الّذي أعقب أمرهم، وذلك كفرهم باللّه وعصيانهم إيّاه {خسرًا}: يعني غبنًا، لأنّهم باعوا نعيم الآخرة بخسيسٍ من الدّنيا قليلٍ، وآثروا اتّباع أهوائهم على اتّباع أمر اللّه عزّ وجلّ). [جامع البيان: 23/73-74]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فذاقت وبال أمرها يعني جزاء أمرها). [تفسير مجاهد: 2/682]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {فذاقت وبال أمرها} قال: جزاء أمرها). [الدر المنثور: 14/561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {فذاقت وبال أمرها} قال: عقوبة أمرها). [الدر المنثور: 14/561]
تفسير قوله تعالى: (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أعدّ اللّه لهم عذابًا شديدًا فاتّقوا اللّه يا أولي الألباب الّذين آمنوا قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا (10) رسولاً يتلو عليكم آيات اللّه مبيّناتٍ}.
يقول تعالى ذكره: أعدّ اللّه لهؤلاء القوم الّذين عتوا عن أمر ربّهم ورسله عذابًا شديدًا، وذلك عذاب النّار الّذي أعدّه لهم في القيامة {فاتّقوا اللّه يا أولي الألباب} يقول تعالى ذكره: فخافوا اللّه، واحذروا سخطه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه يا أولي العقول.
- كما: حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {فاتّقوا اللّه يا أولي الألباب}. قال: يا أولي العقول
وقوله: {الّذين آمنوا}. يقول: الّذين صدّقوا اللّه ورسوله.
وقوله: {قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا (10) رسولاً}. اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالذّكر والرّسول في هذا الموضع، فقال بعضهم: الذّكر: القرآن، والرّسول محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا (10) رسولاً} قال: الذّكر: القرآن، والرّسول: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا}. قال: القرآن روحٌ من اللّه، وقرأ: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا} إلى آخر الآية، وقرأ: {قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا (10) رسولاً} قال: القرآن، وقرأ: {إنّ الّذين كفروا بالذّكر لمّا جاءهم} قال: بالقرآن، وقرأ {إنّا نحن نزّلنا الذّكر} قال: القرآن، قال: وهو الذّكر، وهو الرّوح.
وقال آخرون: الذّكر: هو الرّسول.
والصّواب من القول في ذلك أنّ الرّسول ترجمةٌ عن الذّكر، ولذلك نصب، لأنّه مردودٌ عليه على البيان عنه والتّرجمة.
فتأويل الكلام إذن: قد أنزل اللّه إليكم يا أولي الألباب ذكرًا من اللّه لكم يذكّركم به، وينبّهكم على حظّكم من الإيمان باللّه، والعمل بطاعته، رسولاً يتلو عليكم آيات اللّه الّتي أنزلها عليه مبيّناتٍ لمن سمعها وتدبّرها أنّها من عند اللّه). [جامع البيان: 23/74-76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {قد أنزل الله إليكم ذكرا (10) رسولا} قال: محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/561]
تفسير قوله تعالى: (رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا (10) رسولاً}. اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالذّكر والرّسول في هذا الموضع، فقال بعضهم: الذّكر: القرآن، والرّسول محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا (10) رسولاً} قال: الذّكر: القرآن، والرّسول: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا}. قال: القرآن روحٌ من اللّه، وقرأ: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا} إلى آخر الآية، وقرأ: {قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا (10) رسولاً} قال: القرآن، وقرأ: {إنّ الّذين كفروا بالذّكر لمّا جاءهم} قال: بالقرآن، وقرأ {إنّا نحن نزّلنا الذّكر} قال: القرآن، قال: وهو الذّكر، وهو الرّوح.
وقال آخرون: الذّكر: هو الرّسول.
والصّواب من القول في ذلك أنّ الرّسول ترجمةٌ عن الذّكر، ولذلك نصب، لأنّه مردودٌ عليه على البيان عنه والتّرجمة.
فتأويل الكلام إذن: قد أنزل اللّه إليكم يا أولي الألباب ذكرًا من اللّه لكم يذكّركم به، وينبّهكم على حظّكم من الإيمان باللّه، والعمل بطاعته، رسولاً يتلو عليكم آيات اللّه الّتي أنزلها عليه مبيّناتٍ لمن سمعها وتدبّرها أنّها من عند اللّه). [جامع البيان: 23/74-76] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ليخرج الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من الظّلمات إلى النّور ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحًا يدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن اللّه له رزقًا}.
يقول تعالى ذكره: قد أنزل اللّه إليكم أيّها النّاس ذكرًا رسولاً يتلو عليكم آيات اللّه مبيّناتٍ، كي يخرج الّذين صدّقوا اللّه ورسوله {وعملوا الصّالحات} يقول: وعملوا بما أمرهم اللّه به وأطاعوه {من الظّلمات إلى النّور} يعني من الكفر وهي الظّلمات، إلى النّور يعني إلى الإيمان.
وقوله: {ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحًا}. يقول: ومن يصدّق باللّه ويعمل بطاعته، {يدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار}. يقول: يدخله بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار {خالدين فيها أبدًا} يقول: ماكثين مقيمين في البساتين الّتي تجري من تحتها الأنهار أبدًا، لا يموتون، ولا يخرجون منها أبدًا.
وقوله: {قد أحسن اللّه له رزقًا}. يقول تعالى ذكره: وسّع اللّه له في الجنّات رزقًا، يعني بالرّزق: ما رزقه فيها من المطاعم والمشارب، وسائر ما أعدّ لأوليائه فيها، فطيّبه لهم). [جامع البيان: 23/76-77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {قد أنزل الله إليكم ذكرا (10) رسولا} قال: محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/561] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {آيات مبينات} بنصب الياء والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 14/561]
تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن قال في كل سماء وفي كل أرض خلق من خلقه وأمر من أمره وقضاء من قضائه تبارك وتعالى). [تفسير عبد الرزاق: 2/299]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال بينا النبي جالس مع أصحابه إذ مرت سحاب فقال النبي أتدرون ما هذه؟ هذه العنان هذه روايا أهل الأرض يسوقها الله إلى قوم لا يعبدونه ثم قال أتدرون ما هذه السماء قالوا الله ورسوله أعلم قال هذه السماء موج مكفوف و سقف محفوظ ثم قال أتدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فوق ذلك سماء أخرى حتى عد سبع سماوات ويقول أتدرون ما بينهما ثم يقول ما بينهما خمس مائة عام ثم قال أتدرون ما فوق ذلك قال فوق ذلك العرش ثم قال أتدرون كم ما بينهما قالوا الله ورسوله أعلم قال بينهما خمس مائة سنة ثم قال أتدرون ما هذه الأرض قالوا الله ورسوله أعلم قال هذه الأرض ثم قال أتدرون ما تحت ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال تحت ذلك أرض أخرى ثم قال أتدرون كم بينهما قالوا الله ورسوله أعلم قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع أرضين ثم قال والذي نفسي بيده لو دلي رجل بحبل حتى يبلغ أسفل الأرض السابعة لهبط على الله ثم قال هو الأول
[تفسير عبد الرزاق: 2/299]
والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم). [تفسير عبد الرزاق: 2/300] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال التقى أربعة من الملائكة بين السماء والأرض فقال بعضهم لبعض من أين جئت قال أرسلني ربي من السماء السابعة وتركته ثم، ثم قال الآخر أرسلني ربي من الأرض السابعة وتركته ثم وقال الآخر أرسلني ربي من المغرب وتركته ثم وقال الآخر أرسلني ربي من المشرق وتركته ثم). [تفسير عبد الرزاق: 2/300]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق بن الأجدع قال ما سرقة أعظم من سرقة الأرض ولو أن رجلا سرق من الأرض موضع حصاة ثم حملته دواب الأرض ما حملته قال مسروق وكان يقال إلى أسفل الأرض السابعة). [تفسير عبد الرزاق: 2/300]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن سهل عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال سمعت النبي يقول من ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين). [تفسير عبد الرزاق: 2/300]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه الّذي خلق سبع سمواتٍ ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ وأنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيءٍ علمًا}.
يقول تعالى ذكره: اللّه الّذي خلق سبع سمواتٍ، لا ما يعبده المشركون من الآلهة والأوثان الّتي لا تقدر على خلق شيءٍ.
وقوله: {ومن الأرض مثلهنّ}. يقول تعالى ذكره: وخلق من الأرض سبعًا مثل السّموات السّبع، وقد قيل: إنّما قيل: {ومن الأرض مثلهنّ}. لما في كلّ واحدةٍ منهنّ مثل ما في السّموات من الخلق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عمرو بن عليٍّ ومحمّد بن المثنّى، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ، قال في هذه الآية: {اللّه الّذي خلق سبع سمواتٍ ومن الأرض مثلهنّ} قال عمرٌو: قال: في كلّ أرضٍ مثل إبراهيم ونحو ما على الأرض من الخلق. وقال ابن المثنّى في حديثه: في كلّ سماءٍ إبراهيم.
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {سبع سمواتٍ ومن الأرض مثلهنّ} قال: لو حدّثتكم بتفسيرها لكفرتم، وكفركم تكذيبكم بها.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، قال: خلق اللّه سبع سمواتٍ غلظ كلّ واحدةٍ مسيرة خمس مائة عامٍ، وبين كلّ واحدةٍ منهنّ خمس مائة عامٍ، وفوق السّبع السّموات الماء، واللّه جلّ ثناؤه فوق الماء، لا يخفى عليه شيءٌ من أعمال بني آدم. والأرض سبعٌ، بين كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ، وغلظ كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب بن عبد اللّه بن سعدٍ القمّيّ الأشعريّ، عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال رجلٌ لابن عبّاسٍ {اللّه الّذي خلق سبع سمواتٍ ومن الأرض مثلهنّ} الآية، فقال ابن عبّاسٍ: ما يؤمّنك أن أخبرك بها فتكفر.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: هذه الأرض إلى تلك الأرض مثل الفسطاط ضربته بأرض فلاةٍ، وهذه السّماء إلى تلك السّماء، مثل حلقةٍ رميت بها في أرضٍ فلاةٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، قال: السّماء أوّلها موجٌ مكفوفٌ؛ والثّانية صخرةٌ؛ والثّالثة حديدٌ؛ والرّابعةٌ نحاسٌ؛ والخامسةٌ فضّةٌ؛ والسّادسة ذهبٌ، والسّابعةٌ ياقوتةٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثنا جرير بن حازمٍ، قال: حدّثني محمّد بن قيسٍ، عن مجاهدٍ، قال: هذا البيت الكعبة رابع أربعة عشر بيتًا في كلّ سماءٍ بيتٌ، كلّ بيتٍ منها حذو صاحبه، لو وقع وقع عليه، وإنّ هذا الحرم حرمٌ بناؤه من السّموات السّبع والأرضين السّبع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {سبع سمواتٍ ومن الأرض مثلهنّ} خلق سبع سمواتٍ وسبع أرضين في كلّ سماءٍ من سمائه، وأرضٍ من أرضه، خلقٌ من خلقه وأمرٌ من أمره، وقضاءٌ من قضائه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {سبع سمواتٍ ومن الأرض مثلهنّ}. قال: في كلّ سماءٍ، وفي كلّ أرضٍ، خلقٌ من خلقه، وأمرٌ من أمره، وقضاءٌ من قضائه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: بينا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جالسٌ مرّةً مع أصحابه، إذا مرّت سحائب، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أتدرون ما هذا؟ هذا العنان، هذه روايا الأرض يسوقها اللّه إلى قومٍ لا يعبدونه؛ قال: أتدرون ما هذه السّماء؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: هذه السّماء موجٌ مكفوفٌ، وسقفٌ محفوظٌ. ثمّ قال: أتدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: فوق ذلك سماءٌ أخرى، حتّى عدّ سبع سمواتٍ وهو يقول: أتدرون ما بينهما؟ ثمّ يقول: بينهما خمسمائة سنةٍ ثمّ قال: أتدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: فوق ذلك العرش. قال: أتدرون ما بينهما؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: بينهما خمسمائة سنةٍ. ثمّ قال: أتدرون ما هذه الأرض؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: تحت ذلك أرضٌ، قال: أتدرون ما بينهما؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنةٍ حتّى عدّ سبع أرضين، ثمّ قال: والّذي نفسي بيده لو دلّي رجلٌ بحبلٍ حتّى يبلغ أسفل الأرض السّابعة لهبط على اللّه؛ ثمّ قال: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: التقى أربعةٌ من الملائكة بين السّماء والأرض، فقال بعضهم لبعضٍ: من أين جئت؟ قال أحدهم: أرسلني ربّي من السّماء السّابعة، وتركته ثمّ، وقال الآخر: أرسلني ربّي من الأرض السّابعة وتركته ثمّ، وقال الآخر: أرسلني ربّي من المشرق وتركته ثمّ، وقال الآخر: أرسلني ربّي من المغرب وتركته ثمّ.
وقوله: {يتنزّل الأمر بينهنّ}. يقول تعالى ذكره: يتنزّل أمر اللّه بين السّماء السّابعة والأرض السّابعة.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يتنزّل الأمر بينهنّ}. قال: بين الأرض السّابعة إلى السّماء السّابعة.
وقوله: {لتعلموا أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}. يقول تعالى ذكره: يتنزّل قضاء اللّه وأمره بين ذلك كي تعلموا أيّها النّاس كنه قدرته وسلطانه، وأنّه لا يتعذّر عليه شيءٌ أراده، ولا يمتنع عليه أمرٌ شاءه، ولكنّه على ما يشاء قديرٌ. {وأنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيءٍ علمًا}. يقول تعالى ذكره: ولتعلموا أنّ اللّه بكلّ شيءٍ من خلقه محيطٌ علمًا، لا يعزب عنه مثقال ذرّةٍ في الأرض ولا في السّماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر. يقول جلّ جلاله: فخافوا أيّها المخالفون أمر ربّكم عقوبته، فإنّه لا يمنعه من عقوبتكم مانعٌ، وهو على ذلك قادرٌ، ومحيطٌ أيضًا بأعمالكم، فلا يخفى عليه منها خافيةٌ، وهو محصيها عليكم، ليجازيكم بها. يوم تجزى كلّ نفسٍ ما كسبت). [جامع البيان: 23/77-82]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يتنزل الأمر بينهن يعني من السماء السابعة إلى الأرض السابعة). [تفسير مجاهد: 2/682]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا عبيد بن غنّامٍ النّخعيّ، أنبأ عليّ بن حكيمٍ، ثنا شريكٌ، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّه قال: {اللّه الّذي خلق سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهنّ} [الطلاق: 12] قال: سبع أرضين في كلّ أرضٍ نبيٌّ كنبيّكم وآدم كآدم، ونوحٌ كنوحٍ، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/535]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: " {سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهنّ} [الطلاق: 12] قال: في كلّ أرضٍ نحو إبراهيم «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/535]
جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر من طريق أبي رزين قال: سألت ابن عباس هل تحت الأرض خلق قال: نعم ألم تر إلى قوله: {خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن}). [الدر المنثور: 14/561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال له رجل {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} إلى آخر السورة فقال ابن عباس: للرجل ما يؤمنك إن أخبرك بها فتكفر). [الدر المنثور: 14/561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال: في كل سماء وفي كل أرض خلق من خلقه وأمر من أمره وقضاء من قضائه). [الدر المنثور: 14/561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يتنزل الأمر بينهن} قال: من السماء السابعة إلى الأرض السابعة). [الدر المنثور: 14/562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {يتنزل الأمر بينهن} قال: السماء مكفوفة والأرض مكفوفة). [الدر المنثور: 14/562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال: بين كل سماء وأرض خلق وأمر). [الدر المنثور: 14/562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال: بلغني أن عرض كل أرض مسيرة خمسمائة سنة وأن بين أرضين مسيرة خمسمائة سنة وأخبرت أن الريح بين الأرض الثانية والثالثة والأرض السابعة فوق الثرى واسمها تخوم وأن أرواح الكفار فيها ولها فيها اليوم حنين فإذا كان يوم القيامة ألقتهم إلى برهوت فاجتمع أنفس المسلمين بالجابية والثرى فوق الصخرة التي قال الله في صخرة والصخرة خضراء مكلله والصخرة على الثور والثور له قرنان وله ثلاث قوائم يبتلع ماء الأرض كلها يوم القيامة والثور على الحوت وذنب الحوت عند رأسه مستدير تحت الأرض السفلى وطرفاه منعقدان تحت العرش ويقال: الأرض السفلى على عمد من قرني الثور ويقال: بل على ظهره واسمه بهموت يأثرون أنهما نزل أهل الجنة فيشبعون من زائد كبد الحوت ورأس الثور وأخبرت بأن عبد الله بن سلام سأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم: علام الحوت قال: على ماء أسود وما أخذ منه الحوت إلا كما أخذ حوت من حيتانكم من بحر من هذه البحار وحدثت أن إبليس تغلغل إلى الحوت فعظم له نفسه وقال: ليس خلق بأعظم منك غنى ولا أقوى فوجد الحوت في نفسه فتحرك فمنه تكون الزلزلة إذا تحرك فبعث الله حوتا صغيرا فأسكنه في أذنه فإذا ذهب يتحرك تحرك الذي في أذنه فسكن). [الدر المنثور: 14/562-563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن الضريس من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله: {ومن الأرض مثلهن} قال: لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم بتكذيبكم بها). [الدر المنثور: 14/563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب وفي الأسماء والصفات عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله: {ومن الأرض مثلهن} قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى قال البيهقي: إسناده صحيح ولكنه شاذ لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا). [الدر المنثور: 14/563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي فقال: منكرعن ابن عمر وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الأرضين بين كل أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام والعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء والحوت على صخرة والصخرة بيد الملك والثانية مسجن الريح فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا يهلك عادا فقال: يا رب أرسل عليهم من الريح بقدر منخر الثور فقال له الجبار: إذن تكفأ الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله في كتابه: (ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم) (سورة الذاريات الآية 42) والثالثة فيها حجارة جهنم والرابعة فيها كبريت جهنم قالوا: يا رسول الله أللنار كبريت قال: نعم والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت والخامسة فيها حيات جهنم إن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا تبقي منه لحما على وضم والسادسة فيها عقارب جهنم إن أدنى عقربة منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة ينسيه ضربها حر جهنم والسابعة فيها سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه فإذا أراد الله أن يطلقه لما شاء أطلقه). [الدر المنثور: 14/564-565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كثف الأرض مسيرة خمسمائة عام وكثف الثانية مثل ذلك وما بين كل أرضين مثل ذلك). [الدر المنثور: 14/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال: سيد السموات السماء التي فيها العرش وسيد الأرضين التي نحن عليها). [الدر المنثور: 14/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن كعب قال: الأرضون السبع على صخرة والصخرة في كف ملك والملك على جناح الحوت والحوت في الماء والماء على الريح والريح على الهواء ريح عقيم لا تلقح وإن قرونها معلقة بالعرش). [الدر المنثور: 14/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك قال: الصخرة التي تحت الأرض منتهى الخلق على أرجائها أربعة أملاك ورؤوسهم تحت العرش). [الدر المنثور: 14/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك قال: إن الأرضين على حوت والسلسلة في أذن الحوت). [الدر المنثور: 14/565]