العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء قد سمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:59 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة التغابن [ من الآية (9) إلى الآية (13) ]

{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:01 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو داود عمر بن سعدٍ، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ {ذلك يوم التّغابن} قال: إذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 376]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: " التّغابن: غبن أهل الجنّة أهل النّار "). [صحيح البخاري: 6/155]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ التّغابن غبن أهل الجنّة أهل النّار كذا لأبي ذرٍّ عن الحمويّ وحده وقد وصله الفريابيّ وعبد بن حميدٍ من طريق مجاهدٍ وغبن بفتح المعجمة والموحّدة وللطّبريّ من طريق شعبة عن قتادة يوم التّغابن يوم غبن أهل الجنّة أهل النّار أي لكون أهل الجنّة بايعوا على الإسلام بالجنّة فربحوا وأهل النّار امتنعوا من الإسلام فخسروا فشبّهوا بالمتبايعين يغبن أحدهما الآخر في بيعه ويؤيّد ذلك ما سيأتي في الرّقاق من طريق الأعرج عن أبي هريرة رفعه لا يدخل أحدٌ الجنّة إلّا أري مقعده من النّار لو أساء ليزداد شكرًا ولا يدخل أحدٌ النّار إلّا أري مقعده من الجنّة لو أحسن ليكون عليه حسرة). [فتح الباري: 8/652-653]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد التغابن غبن أهل الجنّة أهل النّار
قال عبد ثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به). [تغليق التعليق: 4/343]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاس: مكّيّة إلّا آيات من آخرها نزلت بالمدينة. قال: والتغابن اسم من أسماء القيامة وسميت بذلك لأنّه يغبن فيها المظلوم الظّالم، وقيل: يغبن فيها الكفّار في تجارتهم الّتي أخبر الله أنهم اشتروا الضّلالة بالهدى). [عمدة القاري: 19/243]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ التغابن غبن أهل الجنّة أهل النّار
كذا لأبي ذر عن الحمويّ وحده، ووصله عبد بن حميد بإسناده عن مجاهد، وروى الطّبريّ من طريق شعبة عن قتادة: يوم التغابن يوم غبن أهل الجنّة أهل النّار، أي: لكون أهل الجنّة بايعوا على الإسلام بالجنّة فربحوا، وأهل النّار امتنعوا من الإسلام فحسروا فشبهوا بالمتبايعين يغبن أحدهما الآخر في بيعه). [عمدة القاري: 19/243]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي (التغابن) هو (غبن أهل الجنة أهل النار) لنزول أهل الجنة منازل أهل النار لو كانوا سعداء، وبالعكس مستعار من تغابن التجار كذا قرره القاضي كالكشاف، لكن قال في فتوح الغيب لا يستقيم باعتبار الأشقياء لأنهم لا يغبنون لسعداء بنزولهم في منازلهم من النار إلا بالاستعارة التهكمية، ولذا قال في الكشاف: وفيه تهكم بالأشقياء لأن نزولهم ليس بغبن، وجعل الواحدي التغابن من طرف واحد للمبالغة حيث قال يوم التغابن يغبن فيه أهل الحق أهل الباطل وأهل الإيمان أهل الكفر ولا غبن أبين من هذا هؤلاء يدخلون الجنة وهؤلاء يدخلون النار وأحسن منهما ما ذكره محيي السّنّة قال: هو تفاعل من الغبن وهو فوت الحظ والمراد فالمغبون من غبن في أهله ومنازله في الجنة فظهر يومئذٍ غبن كل كافر بترك الإيمان وغبن كل مؤمن بتقصيره في الإحسان). [إرشاد الساري: 7/389-390]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (التغابن) غبن أهل الجنة أهل النار، أي: فهو تفاعل بمعنى الفعل). [حاشية السندي على البخاري: 3/75]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {ذلك يوم التغابن} قال: يوم يغبن الرّجل نفسه وأهله ويحسرهم). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 120]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التّغابن ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحًا يكفّر عنه سيّئاته ويدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم}.
يقول تعالى ذكره: واللّه بما تعملون خبيرٌ {يوم يجمعكم ليوم الجمع}. الخلائق للعرض {ذلك يوم التّغابن}. يقول: الجمع يوم غبن أهل الجنّة أهل النّار.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ذلك يوم التّغابن}. قال: هو غبن أهل الجنّة أهل النّار.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يوم يجمعكم ليوم الجمع}. هو يوم القيامة، وهو يوم التّغابن: يوم غبن أهل الجنّة أهل النّار.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ذلك يوم التّغابن}. من أسماء يوم القيامة، عظّمه وحذّره عباده.
وقوله: {ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحًا}. يقول تعالى ذكره: ومن يصدّق باللّه ويعمل بطاعته، وينته إلى أمره ونهيه {يكفّر عنه سيّئاته} يقول: يمح عنه ذنوبه {ويدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار}. يقول: ويدخله بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار.
وقوله: {خالدين فيها أبدًا}. يقول: لابثين فيها أبدًا، لا يموتون، ولا يخرجون منها.
وقوله: {ذلك الفوز العظيم}. يقول: خلودهم في الجنّات الّتي وصفنا النّجاء العظيم). [جامع البيان: 23/9-11]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ذلك يوم التغابن قال غبن أهل الجنة أهل النار). [تفسير مجاهد: 2/679]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {يوم يجمعكم ليوم الجمع} قال: هو يوم القيامة وذلك {يوم التغابن} غبن أهل الجنة أهل النار). [الدر المنثور: 14/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {يوم التغابن} من أسماء يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {ذلك يوم التغابن} قال: غبن أهل الجنة أهل النار). [الدر المنثور: 14/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {ذلك يوم التغابن} قال: غابن أهل الجنة أهل النار والله أعلم). [الدر المنثور: 14/514]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النّار خالدين فيها وبئس المصير}.
يقول تعالى ذكره: والّذين جحدوا وحدانيّة اللّه، وكذّبوا بأدلّته وحججه وآي كتابه الّذي أنزله على عبده محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}. يقول: ماكثين فيها أبدًا لا يموتون فيها، ولا يخرجون منها {وبئس المصير}. يقول: وبئس الشّيء الّذي يصار إليه جهنّم). [جامع البيان: 23/11]

تفسير قوله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة بن قيس في قوله تعالى ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله قال هو الرجل يصاب بالمصيبة فيعلم أنها من الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/295]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال علقمة: عن عبد اللّه، {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} [التغابن: 11] : «هو الّذي إذا أصابته مصيبةٌ رضي وعرف أنّها من اللّه»). [صحيح البخاري: 6/155]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال علقمة عن عبد الله ومن يؤمن باللّه يهد قلبه إلخ أي يهتدي إلى التّسليم فيصبر ويشكر وهذا التّعليق وصله عبد الرّزّاق عن بن عيينة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة مثله لكن لم يذكر بن مسعودٍ وكذا أخرجه الفريابيّ عن الثّوريّ وعبد بن حميدٍ عن عمر بن سعدٍ عن الثّوريّ عن الأعمش والطّبريّ من طريقٍ عن الأعمش نعم أخرجه البرقانيّ من وجهٍ آخر فقال عن علقمة قال شهدنا عنده يعني عند عبد اللّه عرض المصاحف فأتى على هذه الآية ومن يؤمن باللّه يهد قلبه قال هي المصيبات تصيب الرّجل فيعلم أنّها من عند اللّه فيسلّم ويرضى وعند الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ قال المعنى يهدي قلبه لليقين فيعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه). [فتح الباري: 8/652]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال علقمة عن عبد الله ومن يؤمن باللّه يهد قلبه هو الّذي إذا أصابته مصيبة رضي وعرف أنّها من الله
قال عبد ثنا عمر بن سعد ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} 12 التغابن قال في الرجل يصاب المصيبة فيعلم أنّها من عند الله فيسلم ويرضى وكذا قال ليس فيه عن عبد الله
كذا رواه الفريابيّ في تفسيره عن سفيان هو الثّوريّ عن الأعمش
وكذا رواه ابن جرير في تفسيره من طرق عدّة عن الأعمش
وقد رواه البرقاني في مستخرجه على البخاريّ ولفظه عن علقمة قال شهدنا عنده يعني عن عبد الله عرض المصاحف فأتى على هذه الآية {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} قال هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنّها من عند الله فيسلم ويرضى). [تغليق التعليق: 4/342-343]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال علقمة عن عبد الله: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} (التغابن: 11) هو الّذي إذا أصابته مصيبةٌ رضي بها وعرف أنّها من الله.
أي: قال علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه، في قوله تعالى: {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه والله بكل شيء عليم هو الّذي} إلى آخره، ووصله عبد بن بن حميد في تفسيره عن عمر بن سعد عن سفيان عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة عن عبد الله. {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} قال: هو الرجل يصاب بمصيبة فيعلم أنّها من عند الله فيسلم ويرضى). [عمدة القاري: 19/243]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال علقمة) بن قيس فيما وصله عبد الرزاق (عن عبد الله) بن مسعود في قوله تعالى: ({ومن يؤمن بالله يهد قلبه}) [التغابن: 11] مجزوم بالشرط (هو الذي إذا أصابته مصيبة رضي بها وعرف أنها من الله) عز وجل فيسلم لقضائه وعن محيي السّنّة فيما ذكره في فتوح الغيب يهد قلبه يوفقه لليقين حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه فيسلم لقضائه). [إرشاد الساري: 7/389]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما أصاب من مصيبةٍ إلاّ بإذن اللّه ومن يؤمن باللّه يهد قلبه واللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ}.
يقول تعالى ذكره: لم يصب أحدًا من الخلق مصيبةٌ {إلاّ بإذن اللّه} يقول: إلاّ بقضاء اللّه وتقديره ذلك عليه {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} يقول: ومن يصدّق باللّه فيعلم أنّه لا أحد تصيبه مصيبةٌ إلاّ بإذن اللّه بذلك يهد قلبه: يقول: يوفّق اللّه قلبه بالتّسليم لأمره والرّضا بقضائه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه}. يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الوشّاء الأوديّ، قال: حدّثنا أحمد بن بشيرٍ، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: كنّا عند علقمة، فقرئ عنده هذه الآية: {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه}. فسئل عن ذلك فقال: هو الرّجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنّها من عند اللّه، فيسلّم لذلك ويرضى.
- حدّثني عيسى بن عثمان الرّمليّ، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: كنت عند علقمة وهو يعرض المصاحف، فمرّ بهذه الآية: {ما أصاب من مصيبةٍ إلاّ بإذن اللّه ومن يؤمن باللّه يهد قلبه}. قال: هو الرّجل، ثمّ ذكر نحوه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة، في قوله: {ما أصاب من مصيبةٍ إلاّ بإذن اللّه ومن يؤمن باللّه يهد قلبه}. قال: هو الرّجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنّها من عند اللّه فيسلّم لها ويرضى.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني ابن مهديٍّ، عن الثّوريّ، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة مثله؛ غير أنّه قال في حديثه: فيعلم أنّها من قضاء اللّه، فيرضى بها ويسلّم.
وقوله: {واللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ}. يقول: واللّه بكلّ شيءٍ ذو علمٍ بما كان ويكون وما هو كائنٌ من قبل أن يكون). [جامع البيان: 23/11-13]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) علقمة بن قيس -رحمه الله -: قال: شهدنا عند عبد الله بن مسعودٍ -رضي الله عنه- وعرض المصاحف، فأتى على هذه الآية: {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} [التغابن: 11] قال: هي المصيبات تصيب الرّجل، فيعلم أنها من عند الله، فيسلّم ويرضى. أخرجه البخاري). [جامع الأصول: 2/395-396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن علقمة في قوله: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} قال: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيسلم الأمر لله ويرضى بذلك). [الدر المنثور: 14/514-515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود رضي الله عنه في الآية قال: هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى). [الدر المنثور: 14/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} يعني يهد قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه). [الدر المنثور: 14/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن جريج رضي الله عنه في قوله: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} قال: من أصاب من الإيمان ما يعرف به الله فهو مهتدي القلب، قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون}). [الدر المنثور: 14/515]

تفسير قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول فإن تولّيتم فإنّما على رسولنا البلاغ المبين (12) اللّه لا إله إلاّ هو وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: {وأطيعوا اللّه} أيّها النّاس في أمره ونهيه {وأطيعوا الرّسول} صلّى اللّه عليه وسلّم {فإن تولّيتم} فإن أدبرتم عن طاعة اللّه وطاعة رسوله مستكبرين عنها، فلم تطيعوا اللّه ولا رسوله فإنّما فليس على رسولنا محمّدٍ إلاّ البلاغ المبين أنّه بلاغٌ إليكم لما أرسلته به يقول جلّ ثناؤه: فقد أعذر إليكم بالإبلاغ واللّه وليّ الانتقام ممّن عصاه، وخالف أمره، وتولّى عنه). [جامع البيان: 23/13]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({اللّه لا إله إلاّ هو} يقول جلّ ثناؤه: معبودكم أيّها النّاس معبودٌ واحدٌ لا تصلح العبادة لغيره ولا معبود لكم سواه، {وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون}. يقول تعالى ذكره: وعلى اللّه أيّها النّاس فليتوكّل المصدّقون بوحدانيّته). [جامع البيان: 23/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شعار المؤمنون يوم يبعثون من قبورهم لا إله إلا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون). [الدر المنثور: 14/515]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:06 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يكفّر عنه سيّئاته ويدخله جنّاتٍ يجري من تحتها الأنهار} فمجازها على لفظ " من " وهو لفظ واحد والمعنى يقع على الجميع أيضاً فجاءت {خالدين فيها أبداً}). [مجاز القرآن: 2/260]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التّغابن ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحا يكفّر عنه سيّئاته ويدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}
{يوم} منصوب بقوله {لتبعثنّ ثمّ لتنبّؤنّ بما عملتم} يوم الجمع.
و{يوم التغابن} يوم يغبن أهل الجنّة أهل النّار، ويغبن من ارتفعت منزلته في الجنة من كان في دون منزلته. وضرب ذلك مثلا للشراء والبيع كما قال: {هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم (10) تؤمنون باللّه ورسوله} وقال في موضع آخر: {فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين} وذلك في الّذين اشتروا الضلالة بالهدى). [معاني القرآن: 5/180]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({التَّغَابُنِ}: يغبن المؤمن والكافر). [العمدة في غريب القرآن: 306]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله جل وعز: {ما أصاب من مّصيبةٍ إلاّ بإذن اللّه...} يريد: إلا بأمر الله، {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} عند المصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ويقال: يهد قلبه إذا ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا ظلم غفر، فذلك قوله يهد قلبه). [معاني القرآن: 3/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} يقال: «إذا ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا ظلم غفر»). [تفسير غريب القرآن: 468]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما أصاب من مصيبة إلّا بإذن اللّه ومن يؤمن باللّه يهد قلبه واللّه بكلّ شيء عليم} معناه إلا بأمر اللّه، وقيل أيضا إلا بعلم اللّه.
وقوله: {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} ويسلّم في وقت المصيبة لأمر الله يهد قلبه يجعله مهتديا. وقرئت (يهد قلبه)، تأويل هدأ قلبه يهدأ إذا سكن، ويكون على طرح الهمزة، ويكون في الرفع يهدا قلبه - غير مهموز - وفي - الجزم: من يؤمن باللّه يهد قلبه، بطرح الألف للجزم، ويكون التأويل إذا سلّم لأمر اللّه سكن قلبه). [معاني القرآن: 5/181]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:10 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) }

تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) }

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:13 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:14 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:14 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:14 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور السبعة: «يجمعكم» بضم العين، وقرأ أبو عمر بسكونها، وروي عنه أنه أشمها الضم وهذا على جواز تسكين الحركة وإن كانت لإعراب، كما قال جرير:
... ... ... ... = ... فلم تعرفكم العرب
وقرأ سلام ويعقوب: «نجمعكم» بالنون وضم العين، و: يوم الجمع هو يوم القيامة، وهو يوم التّغابن، وذلك أن كل واحد ينبعث من قبره وهو يرجو حظا ومنزلة، فإذا وقع الجزاء غبن المؤمنون الكافرين لأنهم يحوزون الجنة ويحصل الكفار في النار، نحا هذا المنحى مجاهد وغيره، وليس هذا الفعل من التغابن من اثنين، بل كتواضع وتحامل، وقرأ نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم: «نكفر عنه» بنون وكذلك: «ندخله»، وهي قراءة الأعرج وأبي جعفر وشيبة والحسن بخلاف وطلحة، وقرأ الباقون والأعمش وعيسى والحسن في الموضعين بالياء على معنى يكفر الله، والأول هو نون العظمة). [المحرر الوجيز: 8/ 321]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)}

تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: ما أصاب من مصيبةٍ يحتمل أن يريد المصائب التي هي رزايا وخصها بالذكر بأنها الأهم على الناس والأبين أثرا في أنفسهم، ويحتمل أن يريد جميع الحوادث من خير وشر، وذلك أن الحكم واحد في أنها بإذن اللّه، والإذن في هذا الموضع عبارة عن العلم والإرادة وتمكين الوقوع، وقوله تعالى: ومن يؤمن باللّه يهد قلبه قال فيه المفسرون المعنى: ومن آمن وعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وعلمه، هانت عليه مصيبته وسلم الأمر لله تعالى.
وقرأ سعيد بن جبير وطلحة بن مصرف: «نهد» بالنون، وقرأ الضحاك: «يهد قلبه» برفع الياء. وقرأ عكرمة وعمرو بن دينار: «يهدأ» برفع القلب، وروي عن عكرمة أنه سكن بدل الهمزة ألفا، على معنى أن صاحب المصيبة يسلم فتسكن نفسه، ويرشد الله المؤمن به إلى الصواب في الأمور. وقوله تعالى: واللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ عموم مطلق على ظاهره). [المحرر الوجيز: 8/ 321-322]

تفسير قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وأطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول فإن تولّيتم فإنّما على رسولنا البلاغ المبين (12) اللّه لا إله إلاّ هو وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون (13) يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ (14) إنّما أموالكم وأولادكم فتنةٌ واللّه عنده أجرٌ عظيمٌ (15)
قوله تعالى: وأطيعوا عطف على فآمنوا [التغابن: 8]، وقوله تعالى: فإن تولّيتم = إلى إلى آخر الآية. وعيد وتربية لمحمد صلى الله عليه وسلم إذا بلغ). [المحرر الوجيز: 8/ 322]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون تحريض للمؤمنين على مكافحة الكفار والصبر على دين الله). [المحرر الوجيز: 8/ 322]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:14 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:14 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يوم يجمعكم ليوم الجمع} وهو يوم القيامة، سمّي بذلك لأنّه يجمع فيه الأوّلون والآخرون في صعيدٍ واحدٍ، يسمعهم الدّاعي وينفذهم البصر، كما قال تعالى: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ} [هود: 103] وقال تعالى: {قل إنّ الأوّلين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يومٍ معلومٍ} [الواقعة: 49، 50]
وقوله: {ذلك يوم التّغابن} قال ابن عبّاسٍ: هو اسمٌ من أسماء يوم القيامة. وذلك أنّ أهل الجنّة يغبنون أهل النّار. وكذا قال قتادة ومجاهدٌ.
وقال مقاتل بن حيّان: لا غبن أعظم من أن يدخل هؤلاء إلى الجنّة، ويذهب بأولئك إلى النّار.
قلت: وقد فسّر ذلك بقوله تعالى: {ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحًا يكفّر عنه سيّئاته ويدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النّار خالدين فيها وبئس المصير} وقد تقدّم تفسير مثل هذه غير مرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 137]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ما أصاب من مصيبةٍ إلّا بإذن اللّه ومن يؤمن باللّه يهد قلبه واللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ (11) وأطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول فإن تولّيتم فإنّما على رسولنا البلاغ المبين (12) اللّه لا إله إلّا هو وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون (13)}
يقول تعالى مخبرًا بما أخبر به في سورة الحديد: {ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها} [الحديد: 22] وهكذا قال هاهنا: {ما أصاب من مصيبةٍ إلا بإذن اللّه} قال ابن عبّاسٍ: بأمر اللّه، يعني: عن قدره ومشيئته.
{ومن يؤمن باللّه يهد قلبه واللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ} أي: ومن أصابته مصيبةٌ فعلم أنّها بقضاء اللّه وقدره، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء اللّه، هدى اللّه قلبه، وعوّضه عمّا فاته من الدّنيا هدى في قلبه، ويقينًا صادقًا، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه، أو خيرًا منه.
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وقال الأعمش، عن أبي ظبيان قال: كنّا عند علقمة فقرئ عنده هذه الآية: {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} فسئل عن ذلك فقال: هو الرّجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنّها من عند اللّه، فيرضى ويسلّم. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ
وقال سعيد بن جبيرٍ، ومقاتل بن حيّان: {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} يعني: يسترجع، يقول: {إنّا للّه وإنّا إليه راجعون} [البقرة: 156]
وفي الحديث المتّفق عليه: "عجبًا للمؤمن، لا يقضي اللّه له قضاءً إلّا كان خيرًا له، إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحدٍ إلّا للمؤمن"
وقال أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا الحارث بن يزيد، عن عليّ بن رباح؛ أنّه سمع جنادة بن أبي أميّة يقول: سمعت عبادة بن الصّامت يقول: أنّ رجلًا أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، أيّ العمل أفضل؟ قال: "إيمانٌ باللّه، وتصديقٌ به، وجهادٌ في سبيله". قال: أريد أهون من هذا يا رسول اللّه. قال: "لا تتّهم اللّه في شيءٍ قضى لك به". لم يخرّجوه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 137-138]

تفسير قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول} أمرٌ بطاعة اللّه ورسوله فيما شرع، وفعل ما به أمر وترك ما عنه نهى وزجر، ثمّ قال: {فإن تولّيتم فإنّما على رسولنا البلاغ المبين} أي: إن نكلتم عن العمل فإنّما عليه ما حمّل من البلاغ، وعليكم ما حمّلتم من السّمع والطّاعة.
قال الزّهريّ: من اللّه الرّسالة، وعلى الرّسول البلاغ وعلينا التّسليم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 138]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى مخبرًا أنّه الأحد الصّمد، الّذي لا إله غيره، فقال: {اللّه لا إله إلا هو وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون} فالأوّل خبرٌ عن التّوحيد، ومعناه معنى الطّلب، أي: وحّدوا الإلهيّة له، وأخلصوها لديه، وتوكّلوا عليه، كما قال تعالى: {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا} [المزمل: 9]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 138]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة