العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء قد سمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:57 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الجمعة [ من الآية (9) إلى الآية (11) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:59 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وكتب إلى إبراهيم بن سويد يقول: حدثني زيد بن أسلم في هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}، قال: النداء حين يخرج الإمام، وكان يقول: السعي العمل، إن الله يقول: {إن سعيكم لشتى}، وقال: {من أراد الآخرة وسعى لها سعيها}). [الجامع في علوم القرآن: 1/69]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن أبي النضر قال: سمعت الحسن يقول في قول الله: {فاسعوا إلى ذكر الله}، قال: السعي بالقلوب والإرادة). [الجامع في علوم القرآن: 1/87]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعته وسئل عن قول الله: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}، قال الليث: السعي الأتي إليها). [الجامع في علوم القرآن: 2/155]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال في حرف ابن مسعود (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله)). [تفسير عبد الرزاق: 2/291]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنه كان يقرؤها (فامضوا إلى ذكر الله)). [تفسير عبد الرزاق: 2/291]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم في قوله تعالى إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة قال إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء). [تفسير عبد الرزاق: 2/291]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن جابر عن مجاهد قال إذا نودي للصلاة قال العزيمة عند التذكرة كأنه يعني إذا خطب). [تفسير عبد الرزاق: 2/291]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور عن رجل عن مسروق قال إذا نودي هو الوقت). [تفسير عبد الرزاق: 2/292]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها}
- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، قال: " كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الجمعة، فمرّت عيرٌ تحمل الطّعام، فخرج النّاس إلى اثني عشر رجلًا، فنزلت آية {الجمعة} [الجمعة: 9]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/301] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذالكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون}.
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ورسوله {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة}. وذلك هو النّداء، ينادى بالدّعاء إلى صلاة الجمعة عند قعود الإمام على المنبر للخطبة؛ ومعنى الكلام: {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه}. يقول: فامضوا إلى ذكر اللّه، واعملوا له؛ وأصل السّعي في هذا الموضع العمل، وقد ذكرنا الشّواهد على ذلك فيما مضى قبل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن شرحبيل بن مسلمٍ الخولانيّ، في قول اللّه: {فاسعوا إلى ذكر اللّه}. قال: فاسعوا في العمل، وليس السّعي في المشي.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه}. والسّعي يا ابن آدم أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المضيّ إليها.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، قال: أخبرني مغيرة، عن إبراهيم، أنّه قيل لعمر رضي اللّه عنه: إنّ أبيًّا يقرؤها: {فاسعوا} قال: أما إنّه أقرؤنا وأعلمنا بالمنسوخ وإنّما هي (فامضوا).
- حدّثنا عبيد الحميد بن بيانٍ السّكّريّ، قال: أخبرنا سفيان، عن الزّهريّ، عن سالمٍ، عن أبيه، قال: ما سمعت عمر، يقرؤها قطّ إلاّ (فامضوا).
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا حنظلة، عن سالم بن عبد اللّه، قال: كان عمر رضي اللّه عنه يقرؤها: (فامضوا إلى ذكر اللّه).
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن حنظلة، عن سالم بن عبد اللّه أنّ عمر بن الخطّاب قرأها: (فامضوا).
- حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثنا حنظلة بن أبي سفيان الجمحيّ، أنّه سمع سالم بن عبد اللّه يحدّث عن أبيه، أنّه سمع عمر بن الخطّاب يقرأ: (إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر اللّه).
- قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهابٍ، قال: أخبرني سالم بن عبد اللّه بن عمر، أنّ عبد اللّه قال: لقد توفّى اللّه عمر رضي اللّه عنه، وما يقرأ هذه الآية الّتي ذكر اللّه فيها الجمعة: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة}. إلاّ (فامضوا إلى ذكر اللّه).
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان عبد اللّه يقرؤها: فامضوا إلى ذكر اللّه ويقول: لو قرأتها: فاسعوا، لسعيت حتّى يسقط ردائي.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا ابن عديٍّ، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، قال: قال عبد اللّه: لو كان السّعي لسعيت حتّى يسقط ردائي، قال: ولكنّها: فامضوا إلى ذكر اللّه. قال: هكذا كان يقرؤها.
- حدّثني عليّ بن الحسين الأزديّ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ الأزديّ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، أنّه كان يقرؤها: (فامضوا إلى ذكر اللّه).
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، أنّه قرأها: (فامضوا إلى ذكر اللّه).
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، قال: هي للأحرار.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن رجلٍ، عن مسروقٍ، قال: عند الوقت.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن رجلٍ، عن مسروقٍ، {إذا نودي للصّلاة} قال: الوقت.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، قال: هو عند العزمة عند الخطبة، عند الذّكر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة}. قال: النّداء عند الذّكر عزيمةٌ0
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة} قال: العزمة عند الذّكر عند الخطبة.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان عن المغيرة والأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعودٍ، قال: لو قرأتها: فاسعوا، لسعيت حتّى يسقط ردائي، وكان يقرؤها: (فامضوا إلى ذكر اللّه).
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن الشّعبيّ، عن ابن مسعود قال: قرأها (فامضوا).
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي حيّان، عن عكرمة، {فاسعوا إلى ذكر اللّه}. قال: السّعي العمل.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: وسألته عن قول اللّه: {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه}. قال: إذا سمعتم الدّاعي الأوّل، فأجيبوا إلى ذلك وأسرعوا ولا تبطئوا؛ قال: ولم يكن في زمان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أذانٌ إلاّ أذانان: أذانٌ حين يجلس على المنبر، وأذانٌ حين تقام الصّلاة؛ قال: وهذا الآخر شيءٌ أحدثه النّاس بعد؛ قال: لا يحلّ له البيع إذا سمع النّداء الّذي يكون بين يدي الإمام إذا قعد على المنبر وقرأ {فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع} قال: ولم يأمرهم يذرون شيئًا غيره، حرّم البيع ثمّ أذن لهم فيه إذا فرغوا من الصّلاة، قال: والسّعي أن يسرع إليها، أن يقبل إليها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: إنّ في حرف ابن مسعودٍ (إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر اللّه).
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فاسعوا إلى ذكر اللّه}. السّعي: هو العمل، قال اللّه: {إنّ سعيكم لشتّى}.
وقوله: {وذروا البيع} يقول: ودعوا البيع والشّراء إذا نودي للصّلاة عند الخطبة.
وكان الضّحّاك يقول في ذلك ما:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: إذا زالت الشّمس حرم البيع والشّراء.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة} قال: إذا زالت الشّمس حرم البيع والشّراء.
- حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قال: كان قومٌ يجلسون في بقيع الزّبير، فيشترون ويبيعون إذا نودي للصّلاة يوم الجمعة، ولا يقومون، فنزلت {: إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة}.
وأمّا الذّكر الّذي أمر اللّه تبارك وتعالى بالسّعي إليه عباده المؤمنين، فإنّه موعظة الإمام في خطبته فيما قيل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة}. قال: العزمة عند الذّكر عند الخطبة.
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ الحنفيّ، قال: حدّثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد اللّه، قال: أخبرنا منصورٌ، رجلٌ من أهل الكوفة، عن موسى بن أبي كثيرٍ، أنّه سمع سعيد بن المسيّب، يقول: {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه}. قال: فهي موعظة الإمام فإذا قضيت الصّلاة بعد.
وقوله: {ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون}. يقول: سعيكم إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة إلى ذكر اللّه، وترك البيع خيرٌ لكم من البيع والشّراء في ذلك الوقت، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم ومضارّها.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {من يوم الجمعة} فقرأت ذلك عامّة قرأة الأمصار: {الجمعة} بضمّ الميم والجيم، خلا الأعمش فإنّه قرأها بتخفيف الميم.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجّة من القرأة عليه). [جامع البيان: 22/636-643]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله فاسعوا قال إنه والله ليس سعي على الأقدام وحده ولكنه سعي بالنية وسعي بالرغبة وسعي القلوب). [تفسير مجاهد: 2/673-674]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية قال كان أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود يقرآنها فامضوا إلى ذكر الله). [تفسير مجاهد: 2/674]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن أنه كره الشراء والبيع يوم الجمعة بعد زوال الشمس حتى تقضى لصلاة). [تفسير مجاهد: 2/674]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب، أنبأ جعفر بن عونٍ، أنبأ إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: «أطيلوا هذه الصّلاة، وأقصروا هذه الخطبة، يعني صلاة الجمعة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/530]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا بكر بن محمّدٍ الصّيرفيّ، بمرو، ثنا عبد الصّمد بن الفضل البلخيّ، ثنا يعقوب بن محمّدٍ الزّهريّ، ثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن أبيه، عن أسيد بن أبي أسيدٍ، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من ترك الجمعة ثلاث مرّاتٍ من غير ضرورةٍ طبع اللّه على قلبه» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/530]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه} [الجمعة: 9] قال: قال عبد اللّه: لو قرأتها " فاسعوا " سعيت حتّى يسقط ردائي. وكان يقرؤها (فامضوا).
رواه الطّبرانيّ، وإبراهيم لم يدرك ابن مسعودٍ، ورجاله ثقاتٌ.
- وعن قتادة قال: في جزء ابن مسعودٍ - فامضوا إلى ذكر اللّه - وهو كقوله {إنّ سعيكم لشتّى} [الليل: 4].
رواه الطّبرانيّ، وقتادة لم يدرك ابن مسعودٍ، ولكنّ رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/124]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقرأ عمر فامضوا إلى ذكر الله
قال مالك في الموطّأ عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه أن عمر كان يقرأ فامضوا إلى ذكر الله
وقال أبو عبيد في فضائل القرآن بالإسناد الآتي في سورة نوح أنا هشيم ثنا مغيرة عن إبراهيم عن خرشة بن الحر أن عمر رأى معه لوحا مكتوبًا فيه {إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} 9 الجمعة فقال من أقرأك أو من أملى عليك هذا فقال أبي بن كعب فقال إن أبيا كان أقرأنا للمنسوخ اقرأها فامضوا إلى ذكر الله). [تغليق التعليق: 4/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن معمر قال: تلا قتادة {ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة} قال: إن الله أذل ابن آدم بالموت لا أعلمه إلا رفعه، قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} الآية). [الدر المنثور: 14/458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج سعيد بن منصور، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قلت يا نبي الله لأي شيء سمي يوم الجمعة قال: لأن فيها جمعت طينة أبيكم آدم وفيها الصعقة والبعثة وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا فيها بدعوة استجاب له). [الدر المنثور: 14/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والنسائي، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدري ما يوم الجمعة قال: الله ورسوله أعلم، قالها ثلاث مرات ثم قال: في الثالثة هو اليوم الذي جمع فيه أبوكم آدم أفلا أحدثكم عن يوم الجمعة لا يتطهر رجل فيحسن طهوره ويلبس أحسن ثيابه ويصيب من طيب أهله إن كان لهم طيب وإلا فالماء ثم يأتي المسجد فيجلس وينصت حتى يقضي الإمام صلاته إلا كانت كفارة ما بين الجمعة ما اجتنيت الكبائر وذلك الدهر كله). [الدر المنثور: 14/458-459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم والترمذي، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة). [الدر المنثور: 14/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد، وابن ماجة وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن أبي لبابة بن عبد المنذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الأضحى وفيه خمس خصار: خلق الله فيه آدم وأهبطه فيه إلى الأرض وفيه توفي الله آدم وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أعطاه الله ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك ولا أرض ولا سماء ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة). [الدر المنثور: 14/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن مردويه عن سعد بن عبادة أن رجلا من الأنصار أتى رسول االله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير قال: فيه خمس خصال: فيه خلق آدم وفيه أهبط آدم وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه ما لم يسأل مأثما أو قطيعة رحم وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبل ولا ريح إلا يشفقن من يوم الجمعة). [الدر المنثور: 14/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: في سبعة أيام يوم اختاره الله على الأيام كلها يوم الجمعة فيه خلق الله السموات والأرض وفيه قضى الله خلقهن وفيه خلق الله الجنة والنار وفيه خلق آدم وفيه أهبطه من الجنة وتاب عليه وفيه تقوم الساعة ليس شيء من خلق إلا وهو يفزع من ذلك اليوم شفقة أن تقوم الساعة إلا الجن والإنس). [الدر المنثور: 14/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن كعب الأحبار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئآتها ويبعث الجمعة زهراء منيرة لأهلها يحفون بها كالعروس يهدي إلى كريمها تضيء لهم يمشون في ضوئها ألوانها كالثلج بياضهم رياحهم تسطع كالمسك يخوضون في جبال الكافور ينظر إليهم الثقلان ما يطرفون تعجبا حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون). [الدر المنثور: 14/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيد الأيام يوم الجمعة). [الدر المنثور: 14/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي، وابن ماجة والدارمي، وابن خزيمة، وابن حبان والحاكم عن أوس بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة). [الدر المنثور: 14/461-462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: لم تطلع الشمس في يوم هو أعظم من يوم الجمعة إنها إذا طلعت فزع لها كل شيء إلا الثقلان اللذان عليهما الحساب والعذاب). [الدر المنثور: 14/462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: إن يوم الجمعة لتفزع له الخلائق إلا الجن والإنس وأنه ليضاعف فيه الحسنة والسيئة وإنه ليوم القيامة). [الدر المنثور: 14/462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: الحسنة تضاعف يوم الجمعة). [الدر المنثور: 14/462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عمر قال: نزل جبريل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفي يده شبه مرآة فيها نكتة سوداء فقال يا جبريل: ما هذه قال: هذه الجمعة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة السوداء فقلت يا جبريل: ما هذه قال: هذه الجمعة قلت وما الجمعة قال: لكم فيه خير قلت: وما لنا فيها قال: تكون عيدا لك ولقومك من بعدك وتكون اليهود والنصارى تبعا لك، قلت: وما لنا فيها قال: لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا من الدنيا والآخرة هو لكم قسم إلا أعطاه إياه وليس له قسم إلا ادخر له عنده ما هو أفضل منه أو يتعوذ به من شر هو عليه مكتوب إلا صرف عنه من البلاء ما هو أعظم منه قلت له: وما هذه النكتة فيها قال: هي الساعة وهي تقوم يوم الجمعة وهو عندنا سيد الأيام ونحن ندعوه يوم القيامة يوم المزيد قلت: مم ذاك قال: لأن ربك اتخذ في الجنة واديا من مسك أبيض فإذا كان يوم القيامة هبط من عليين على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر ثم يجيء النبيون حتى يجلسوا عليها وينزل أهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب ثم يتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى ثم يقول: سلوني أعطكم فيسألونه الرضا فيقول: رضاي أحلكم داري وأنا لكم كريم متى تسألوني أعطكم فيسألونه الرضا فيشهدهم أني قد رضيت عنهم فيفتح لهم ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر وذلكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة ثم يرتفع ويرتفع معه النبيون والصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم وهي درة بيضاء ليس فيها وصم ولا فصم أو درة حمراء أو زبرجدة خضراء فيها غرفها وأبوابها مطروزة وفيها أنهارها وثمارها متدلية قال: فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربهم نظرا وليزدادوا منه كرامة). [الدر المنثور: 14/462-464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجمعة لساعة ما دعا الله فيها عبد مسلم بشيء إلا استجاب له). [الدر المنثور: 14/464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في الجمعة ساعة من النهار لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أعطي سؤله قيل: أي ساعة هي قال: هي أن تقام الصلاة إلى الانصراف فيها). [الدر المنثور: 14/464-465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن يوم الجمعة مثل يوم عرفة تفتح فيه أبواب الرحمة وفيه ساعة لا يسأل الله العبد شيئا إلا أعطاه قيل وأي ساعة قال: إذا أذن المؤذن لصلاة الغداة). [الدر المنثور: 14/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن يوم الجمعة مثل يوم عرفة وإن فيه لساعة تفتح أبواب الرحمة فقيل: أي ساعة قالت: حين ينادي بالصلاة). [الدر المنثور: 14/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة من طريق عطاء عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم قالا: الساعة التي تذكر في الجمعة قال: فقلت: هي الساعة اختار الله لها أوفى فيها الصلاة قال: فمسح رأسي وبرك علي وأعجبه ما قلت). [الدر المنثور: 14/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أمامة قال: إني لأرجو أن تكون الساعة التي في الجمعة إحدى هذه الساعات إذا أذن المؤذن أو جلس الإمام على المنبر أو عند الإقامة). [الدر المنثور: 14/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال: هي عند زوال الشمس). [الدر المنثور: 14/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال: هي ما بين أن يحرم البيع إلى أن يحل). [الدر المنثور: 14/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بردة قال: إن الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة حين يقوم الإمام في الصلاة حتى ينصرف منها). [الدر المنثور: 14/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف بن حصيرة في الساعة التي ترجى في الجمعة ما بين خروج الإمام إلى أن تقضى الصلاة). [الدر المنثور: 14/466-467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن طاووس قال: إن الساعة التي ترجى في الجمعة بعد العصر). [الدر المنثور: 14/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: هي بعد العصر). [الدر المنثور: 14/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن هلال بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه فقال رجل: يا رسول الله ماذا أسأله قال: سل الله العافية في الدنيا والآخرة). [الدر المنثور: 14/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهوره وادهن من دهنه أو مس طيبا من بيته ثم راح فلم يفرق بين اثنين ثم صلى ما كتب الله له ثم أنصت إذا تكلم الإمام إلا غفر لهما بينه إلى الجمعة الأخرى). [الدر المنثور: 14/467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه عن السائب بن يزيد قال: كان النداء الذي ذكر الله في القرآن يوم الجمعة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعامة خلافة عثمان أن ينادي المنادي إذا جلس الإمام على المنبر فلما تباعدت المساكن وكثر الناس أحدث النداء الأول فلم يعب الناس ذلك عليه وقد عابوا عليه حين أتم الصلاة بمنى قال: فكنا في زمان عمر نصلي فإذا خرج عمر وجلس على المنبر قطعنا الصلاة وتحدثنا فربما أقبل عمر على بعض من يليه فسألهم عن سوقهم وقد أمهم والمؤذن يؤذن فإذا سكت المؤذن قام عمر فتكلم ولم يتكلم حتى يفرغ من خطبته). [الدر المنثور: 14/467-468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} قال: هو الوقت). [الدر المنثور: 14/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} قال: النداء عند الذكر عزمة). [الدر المنثور: 14/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في كتاب الأذان عن ابن عباس قال: الأذان نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع فرض الصلاة {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}). [الدر المنثور: 14/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن سيرين قال: جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقبل أن تنزل الجمعة قالت الأنصار: لليهود يوم تجمعون فيه كل سبعة أيام والنصارى مثل ذلك فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله ونشكره فقالوا: يوم السبت لليهود ويوم الأحد لليصارى فاجعلوه يوم العروبة وكانوا يسمون الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم فسموه الجمعة حين اجتمعوا إليه فذبح لهم شاة فتغدوا وتعشوا منها وذلك لقلتهم فأنزل الله في ذلك بعد {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} الآية). [الدر المنثور: 14/468-469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني عن ابن عباس قال: أذن النّبيّ صلى الله عليه وسلم الجمعة قبل أن يهاجر ولم يستطع أن يجمع بمكة فكتب إلى مصعب بن عمير أما بعد فأنظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور فأجمعوا نسائكم وأبناءكم فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين قال: فهو أول من جمع حتى قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة فجمع بعد الزوال من الظهر وأظهر ذلك.
وأخرج أبو داود، وابن ماجة، وابن حبان والبيهقي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن أباه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم على أسعد بن زرارة فقلت له يا أبتاه أرأيت اسغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الآذان للجمعة ما هو قال: إنه أو من جمع بنا في نقيع يقال له نقيع الخضمات من حرة بني بياضة، قلت: كم كنتم يومئذ قال: أربعون رجلا). [الدر المنثور: 14/469-470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي مسعود الأنصاري قال: أول من قدم من المهاجرين المدينة مصعب بن عمير وهو أول من جمع بها يوم الجمعة بهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اثنا عشر رجلا). [الدر المنثور: 14/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن ابن شهاب قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة من قباء فمر على بني سالم فصلى فيهم الجمعة ببني سالم وهو المسجد الذي في بطن الوادي وكانت أول جمعة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجة، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: إن الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومي هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها استخفافا بها أو جحودا لها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ولا زكاة له ولا حج له ولا صوم له ولا بركة له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه). [الدر المنثور: 14/470-471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر، وابن عباس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على أعواد المنبر: لينتهين أقوام عن ترك الجمعة والجماعات أو ليطمسن الله على قلوبهم وليكتبن من الغافلين). [الدر المنثور: 14/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سمرة بن جندب مرفوعا من ترك الجمعة من غير عذر طمس على قلبه). [الدر المنثور: 14/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم عن أبي قتادة مرفوعا من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرورة طبع الله على قلبه.
وأخرج النسائي، وابن ماجة، وابن خزيمة من حديث جابر مثله). [الدر المنثور: 14/471-472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن حبان عن أبي الجعد الضمري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر فهو منافق). [الدر المنثور: 14/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى والمروزي من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عمه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من ترك الجمعة ثلاثا طبع الله على قلبه وجعل قلبه قلب منافق"). [الدر المنثور: 14/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى عن ابن عباس: من ترك ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الاسلام وراء ظهره). [الدر المنثور: 14/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن ماجة عن سمرة مرفوعا: من ترك الجمعة من غير عذر فليتصدق بدرهم أو نصف صاع أو مد). [الدر المنثور: 14/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني عن سعد بن عبادة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " سيد الأيام عند الله يوم الجمعة أعظم من يوم النحر والفطر وفيه خمس خلال: خلق آدم فيه وفيه أهبط من الجنة إلى الأرض وتوفي فيه آدم وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها ربه إلا أعطاه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة). [الدر المنثور: 14/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن ميمون بن أبي شعيب قال: أردت الجمعة في زمن الحجاج فتهيأت للذهاب ثم قلت: أين أذهب أصلي خلف هذا فقلت مرة أذهب ومرة لا أذهب فأجمع رأيي على الذهاب فناداني مناد من جانب البيت {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}، قوله تعالى: {فاسعوا إلى ذكر الله} الآية). [الدر المنثور: 14/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف عن خرشة بن الحر قال: رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} فقال: من أملي عليك هذا قلت: أبي بن كعب، قال: إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ قرأها فامضوا إلى ذكر الله). [الدر المنثور: 14/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال: قيل لعمر: إن أبيا يقرأ {فاسعوا إلى ذكر الله} قال عمر: أبي أعلمنا بالمنسوخ وكان يقرؤها فامضوا إلى ذكر الله). [الدر المنثور: 14/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشافعي في الأم وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي وفي سننه عن ابن عمر قال: ما سمعت عمر يقرؤها قط إلا فامضوا إلى ذكر الله). [الدر المنثور: 14/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في لا مصاحف والبيهقي في "سننه" عن ابن عمر قال: ما سمعت عمر يقرؤها قط إلا فامضوا إلى ذكر الله). [الدر المنثور: 14/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن ابن عمر قال: لقد توفي عمر وما يقول هذه الآية التي في سورة الجمعة إلا فامضوا إلى ذكر الله). [الدر المنثور: 14/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن الأنباري والطبراني من طرق عن ابن مسعود أنه كان يقرأ فامضوا إلى ذكر الله قال: ولو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي). [الدر المنثور: 14/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والطبراني عن قتادة قال في حرف ابن مسعود: فامضوا إلى ذكر الله وهو كقوله: (إن سعيكم لشتى) (سورة الليل الآية 4) ). [الدر المنثور: 14/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب، وابن مسعود أنهما كانا يقرآن فامضوا إلى ذكر الله). [الدر المنثور: 14/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن الزبير أنه كان يقرأوها فامضوا إلى ذكر الله). [الدر المنثور: 14/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {فاسعوا إلى ذكر الله} قال: فامضوا). [الدر المنثور: 14/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن ابي حاتم عن الحسن أنه سئل عن قوله: {فاسعوا إلى ذكر الله} قال: ما هو بالسعي على الأقدام ولقد نهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع). [الدر المنثور: 14/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في شعب الإيمان عن قتادة في قوله: {فاسعوا إلى ذكر الله} قال: السعي أن تسعى بلبك وعملك وهو المضي إليها، قال الله: (فلما بلغ معه السعي) (سورة الصافات الآية 102) قال: لما مشى مع أبيه). [الدر المنثور: 14/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ثابت قال: كنا مع أنس بن مالك يوم الجمعة فسمع النداء بالصلاة فقال: قم لنسعى إليها). [الدر المنثور: 14/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عطاء في قوله: {فاسعوا إلى ذكر الله} قال: الذهاب والمشي). [الدر المنثور: 14/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: إنما السعي العمل وليس السعي على الأقدام). [الدر المنثور: 14/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن محمد بن كعب قال: السعي العمل.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وعكرمة مثله). [الدر المنثور: 14/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في "سننه" عن عبد الله بن الصامت قال: خرجت إلى المسجد يوم الجمعة فلقيت أبا ذر فبينا أنا أمشي إذا سمعت النداء فرفعت في المشي لقول الله: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} فجذبني جذبة فقال: أولسنا في سعي). [الدر المنثور: 14/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب في قوله: {فاسعوا إلى ذكر الله} قال: موعظة الإمام). [الدر المنثور: 14/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حرمت التجارة يوم الجمعة ما بين الأذان الأول إلى الإقامة إلى انصراف الإمام لأن الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر} إلى {وذروا البيع}). [الدر المنثور: 14/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب أن رجلين من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم كانا يختلفان في تجارتهما إلى الشام فربما قدما يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فيدعونه ويقومون فيما هم إلا بيعا حتى تقام الصلاة فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} قال: فحرم عليهم ما كان قبل ذلك). [الدر المنثور: 14/477-478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الزهري قال: الأذان الذي يحرم فيه البيع هو الأذان الذي عند خروج الإمام، قال: وأرى أن يترك البيع الآن عند الأذان الأول). [الدر المنثور: 14/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة قال: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة حرم الشراء والبيع). [الدر المنثور: 14/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد عن الضحاك قال: إذا زالت الشمش من يوم الجمعة حرم البيع والتجارة حتى تقضى الصلاة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء والحسن أنهما قالا: ذلك). [الدر المنثور: 14/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أيوب قال: لأهل المدينة ساعة يوم الجمعة ينادون: حرم البيع وذلك عند خروج الإمام). [الدر المنثور: 14/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ميمون بن مهران قال: كان بالمدينة إذا أذن المؤذن من يوم الجمعة ينادون في الأسواق: حرم البيع حرم البيع). [الدر المنثور: 14/478-479]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن القاسم أن القاسم دخل على أهله في يوم الجمعة وعندهم عطار يبايعونه فاشتروا منه وخرج القاسم إلى الجمعة فوجد الإمام قد خرج فأمرهم أن يناقضوه البيع). [الدر المنثور: 14/479]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن مجاهد قال: من باع شيئا بعد الزوال يوم الجمعة فإن بيعه مردود لأن الله تعالى نهى عن البيع إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة). [الدر المنثور: 14/479]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: هل تعلم من شيء يحرم إذا أذن بالأولى سوى البيع قال عطاء: إذا نودي بالأولى حرم اللهو والبيع والصناعات كلها هي بمنزلت البيع والرقاد وأن يأتي الرجل أهله وأن يكتب كتابا قلت: إذا نودي بالأولى وجب الرواح حينئذ قال: نعم، قلت: من أجل قوله إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة قال: نعم فليدع حينئذ كل شيء وليرح). [الدر المنثور: 14/479]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية عن عطاء بن أبي رباح قال: أربع رخص وليس بعزيمة، {وإذا حللتم فاصطادوا}، فإن شئت فاصطد، وإن شئت فاترك؛ {ومن كان مريضا أو على سفرٍ}، فإن شئت فصم، وإن شئت فأفطر؛ {فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها}، فإن شئت فكل وإن شئت فاترك، {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض}، فإن شاء انتشر، وإن شاء ثبت). [الجامع في علوم القرآن: 1/11-12] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه واذكروا الله كثيرًا لّعلّكم تفلحون}.
يقول تعالى ذكره: فإذا قضيت صلاة الجمعة يوم الجمعة {فانتشروا في الأرض} إن شئتم، ذلك رخصةٌ من اللّه لكم في ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن مجاهدٍ، أنّه قال: هي رخصةٌ، يعني قوله: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض}.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض}. قال: هذا إذنٌ من اللّه، فمن شاء خرج، ومن شاء جلس.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: أذن اللّه لهم إذا فرغوا من الصّلاة {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه} فقد أحللته لكم.
وقوله: {وابتغوا من فضل اللّه}. ذكر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في تأويل ذلك ما:
- حدّثني العبّاس بن أبي طالبٍ، قال: حدّثنا عليّ بن المعافى بن يعقوب الموصليّ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ الصّائغ، من الموصل، عن أبي خلفٍ، عن أنسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه}. قال: ليس لطلب دنيا، ولكن عيادة مريضٍ، وحضور جنازةٍ، وزيارة أخٍ في اللّه.
وقد يحتمل قوله: {وابتغوا من فضل اللّه} أن يكون معنيًّا به: والتمسوا من فضل اللّه الّذي بيده مفاتيح خزائنه لدنياكم وآخرتكم.
وقوله: {واذكروا اللّه كثيرًا لعلّكم تفلحون}. يقول: واذكروا اللّه بالحمد له، والشّكر على ما أنعم به عليكم من التّوفيق لأداء فرائضه، لتفلحوا، فتدركوا طلباتكم عند ربّكم، وتصلوا إلى الخلد في جنانه). [جامع البيان: 22/643-644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج أبو عبيد، وابن المنذر والطبراني، وابن مردويه عن عبد الله بن بسر الحراني قال: رأيت عبد الله بن بشر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الجمعة خرج فدار في السوق ساعة ثم رجع إلى المسجد فصلى ما شاء الله أن يصلي فقيل له: لأي شيء تصنع هذا قال: لأني رأيت سيد المرسلين هكذا يصنع وتلا هذه الآية {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}). [الدر المنثور: 14/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: إذا انصرفت يوم الجمعة فأخرج إلى باب المسجد فساوم بالشيء وإن لم تشتره). [الدر المنثور: 14/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الوليد بن رباح أن أبا هريرة كان يصلي بالناس الجمعة فإذا سلم صاح {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله} فيبتدر الناس الأبواب). [الدر المنثور: 14/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد وعطاء {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} قالا: إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل). [الدر المنثور: 14/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في قوله: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} قال: هو إذن من الله فإذا فرغ فإن شاء خرج وإن شاء قعد في المسجد). [الدر المنثور: 14/480-481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} قال: ليس لطلب دنيا ولكن عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله). [الدر المنثور: 14/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} قال: لم يؤمروا بشيء من طلب الدنيا إنما هو عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله). [الدر المنثور: 14/481]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني مخرمة بن بكيرٍ أنّه سمع زيد بن أسلم يقول: كان الأعراب يأتون يوم الجمعة بالغنم والسّمن فيبيعونه، قال: وكان في مؤخر المسجد رحبة فكان إذا حسهم النّاس قاموا إليهم ورسول اللّه يخطب على المنبر، فأنزل اللّه: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند اللّه خيرٌ من اللّهو ومن التّجارة والله خير الرازقين}). [الجامع في علوم القرآن: 1/73]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (سمعت اللّيث يحدّث أنّ ابن وبرة الكلبيّ قدم بتجارةٍ ورسول اللّه على المنبر يوم الجمعة يخطب، فخرج إليه، فنزل القرآن: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند اللّه خيرٌ من اللّهو ومن التّجارة والله خير الرازقين}). [الجامع في علوم القرآن: 2/61]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى انفضوا إليها وتركوك قائما أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلا سعرهم فقدمت عير والنبي يخطب يوم الجمعة فسمعوا بها فخرجوا إليها والنبي قائم كما هو فأنزل الله تعالى وتركوك قائما فقال النبي لو اتبع آخرهم أولهم التهب عليهم الوادي نارا.
قال معمر وقال قتادة لم يبق مع النبي يومئذ إلا اثنا عشر رجلا وامرأة). [تفسير عبد الرزاق: 2/292]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا} [الجمعة: 11]
- حدّثني حفص بن عمر، حدّثنا خالد بن عبد اللّه، حدّثنا حصينٌ، عن سالم بن أبي الجعد، وعن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما، قال: " أقبلت عيرٌ يوم الجمعة، ونحن مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فثار النّاس إلّا اثني عشر رجلًا، فأنزل اللّه: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا} [الجمعة: 11] "). [صحيح البخاري: 6/152]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله بابٌ وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا)
كذا لأبي ذرٍّ ولغيره وإذا رأوا تجارةً حسب قال بن عطيّة قال انفضّوا إليها ولم يقل إليهما اهتمامًا بالأهمّ إذ كانت هي سبب اللّهو من غير عكسٍ كذا قيل وفيه نظرٌ لأن العطف بأولا يثنّى معه الضّمير لكن يمكن أن يدّعى أنّ أو هنا بمعنى الواو على تقدير أن تكون أو على بابها فحقّه أن يقول جيء بضمير التّجارة دون ضمير اللّهو للمعنى الّذي ذكره وقد تقدّم بيان اختلاف النّقلة في سبب انفضاضهم في كتاب الجمعة
- قوله حدّثني حفص بن عمر هو الحوضيّ قوله حدثنا حصين بالتّصغير هو بن عبد الرّحمن قوله عن سالم بن أبي الجعد وعن أبي سفيان عن جابرٍ يعني كلاهما عن جابرٍ وقد تقدّم في الصّلاة من طريق زائدة عن حصينٍ عن سالمٍ وحده قال حدّثنا جابرٌ والاعتماد على سالمٍ وأمّا أبو سفيان واسمه طلحة بن نافعٍ فليس على شرطه وإنّما أخرج له مقرونًا وقد تقدّم له حديثٌ في مناقب سعد بن معاذٍ قرنه بسالمٍ أيضًا وأخرج له حديثين آخرين في الأشربة مقرونين بأبي صالحٍ عن جابرٍ وهذا جميع ماله عنده قوله أقبلت عيرٌ بكسر المهملة وسكون التّحتانيّة تقدّم الكلام عليها في كتاب الجمعة مع بقيّة شرح هذا الحديث وللّه الحمد قوله فثار النّاس الا اثنا عشر رجلًا وقع عند الطّبريّ من طريق قتادة إلّا اثني عشر رجلًا وامرأةً وهو أصحّ ممّا روى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال لم يبق معه إلّا رجلان وامرأةٌ ووقع في الكشّاف أنّ الّذين بقوا ثمانية أنفسٍ وقيل أحد عشر وقيل اثنا عشر وقيل أربعون والقولان الأوّلان لا أصل لهما فيما وقفت عليه وقد مضى استيفاء القول في هذا أيضًا في كتاب الجمعة بسم الله الرّحمن الرّحيم قوله إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه إلى لكاذبون). [فتح الباري: 8/643-644]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {وإذا رأوا تجارةٍ} (الجمعة: 11)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضّوا إليها} الآية. وفي رواية أبي ذر. (وإذا رأوا تجارة أو لهوا) قوله: (إليها) ، أي: إلى التّجارة، وقال الثّعلبيّ: رد الكناية إلى التّجارة لأنّها أهم وأفضل، وقال ابن عطيّة: لأن التّجارة سبب اللّهو من غير عكس. وقال بعضهم: فيه لأن العطف بأو لا يثنى معه الضّمير. قلت: لا تسلم هذا فما المانع من ذلك؟ والمذكور شيئان على أنه قرئ إليهما والجواب فيه ما قاله الزّمخشريّ، تقديره: إذا رأوا تجارة انفضّوا إليها أو لهوا انفضّوا إليه فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه.
- حدّثني حفص بن عمر حدّثنا خالد بن عبد الله حدّثنا حصينٌ عن سالم بن أبي الجعد وعن أبي سفيان عن جابرٍ بن عبد الله رضي الله عنهما قال أقبلت عيرٌ يوم الجمعة ونحن مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فثار النّاس إلاّ اثنا عشر رجلاً فأنزل الله: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوا انقضّوا إليها} ..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة لأنّه في بيان سبب نزولها، وحفص بن عمر الحوضي، وخالد بن عبد الله الطّحّان الواسطيّ، وحصين بضم الحاء ابن عبد الرّحمن، وأبو سفيان طلحة بن نافع، وسالم بن أبي الجعد، وأبو سفيان كلاهما رويا عن جابر والاعتماد على رواية سالم، وأبو سفيان ليس على شرط إنّما أخرج له مقرونا.
والحديث قد مر في الجمعة في: باب إذا نفر النّاس عن الإمام في صلاة الجمعة.
قوله: (عير) ، بكسر العين وهي: الإبل الّتي تحمل الميرة. قوله: (وثار النّاس) ، من ثار يثور إذا انتشر وارتفع، والمعنى: تفرقوا). [عمدة القاري: 19/236]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {وإذا رأوا تجارةً}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({وإذا رأوا تجارة}) [الجمعة: 11] زاد أبو ذر: {أو لهوًا} وسقط باب لغير أبي ذر.
- حدّثني حفص بن عمر، حدّثنا خالد بن عبد اللّه، حدّثنا حصينٌ عن سالم بن أبي الجعد، وعن أبي سفيان عن جابر بن عبد اللّه -رضي الله عنهما- قال: أقبلت عيرٌ يوم الجمعة ونحن مع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فثار النّاس، إلاّ اثنا عشر رجلًا فأنزل اللّه: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها}.
وبه قال: (حدّثني) بالإفراد (حفص بن عمر) الحوضي قال: (حدّثنا خالد بن عبد الله) الطحان الواسطي قال: (حدّثنا) ولأبي ذر أخبرنا (حصين) بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن عبد الرحمن (عن سالم بن أبي الجعد) بفتح الجيم وسكون العين (وعن أبي سفيان) طلحة بن نافع وأبو سفيان ليس على شرط البخاري وإنما أخرج له مقرونًا بسالم فاعتماده عليه لا على أبي سفيان
وكلٍّ منهما روى (عن جابر بن عبد الله) الأنصاري (-رضي الله عنهما-) أنه (قال: أقبلت عير) بكسر العين إبل تحمل الميرة وزعم مقاتل بن حيان أنها كانت لدحية بن خليفة قبل أن يسلم وكان معها طبل (يوم الجمعة ونحن مع النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) وعند أحمد رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- خطب (فثار الناس) بالمثلثة تفرقوا عنه (إلاّ اثنا) بالرفع وفي نسخة إلا اثني (عشر رجلًا، فأنزل الله) تعالى: ({وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضّوا إليها}) أعاد الضمير على التجارة دون اللهو لأنها أهم في السبب أو المراد إذا رأوا تجارة انفضّوا إليها أو لهوًا انفضوا إليه فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه، وزاد أبو ذر: وتركوك قائمًا وهي جملة حالية من فاعل انفضّوا وقد مقدّرة عند بعضهم). [إرشاد الساري: 7/383-384]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا أحمد بن منيعٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، قال: بينما النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب يوم الجمعة قائمًا إذ قدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى لم يبق منهم إلاّ اثنا عشر رجلاً فيهم أبو بكرٍ، وعمر، ونزلت هذه الآية {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
حدّثنا أحمد بن منيعٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابرٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/270]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها}
- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، قال: " كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الجمعة، فمرّت عيرٌ تحمل الطّعام، فخرج النّاس إلى اثني عشر رجلًا، فنزلت آية {الجمعة} [الجمعة: 9]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/301]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند اللّه خيرٌ من اللّهو ومن التّجارة واللّه خير الرّازقين}.
يقول تعالى ذكره: وإذا رأى المؤمنون عير تجارةٍ أو لهوًا انفضّوا إليها يعني أسرعوا إلى التّجارة {وتركوك قائمًا} يقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: وتركوك يا محمّد قائمًا على المنبر؛ وذلك أنّ التّجارة الّتي رأوها فانفضّ القوم إليها، وتركوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قائمًا كانت زيتًا قدم به دحية بن خليفة من الشّام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قال: قدم دحية بن خليفة بتجارة زيتٍ من الشّام، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب يوم الجمعة، فلمّا رأوه قاموا إليه بالبقيع خشوا أن يسبقوا إليه، قال: فنزلت {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن السّدّيّ، عن مرّة، إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة قال: جاء دحية الكلبيّ بتجارةٍ والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قائمٌ في الصّلاة يوم الجمعة، فتركوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وخرجوا إليه، فنزلت {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا}. حتّى ختم السّورة.
- حدّثني أبو حصينٍ عبد اللّه بن أحمد بن يونس، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الجمعة، فمرّت عيرٌ تحمل الطّعام، قال: فخرج النّاس إلاّ اثني عشر رجلاً، فنزلت آية الجمعة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: قال الحسن: إنّ أهل المدينة أصابهم جوعٌ وغلاء سعرٍ، فقدمت عيرٌ والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب يوم الجمعة، فسمعوا بها، فخرجوا والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قائمٌ، كما قال اللّه عزّ وجلّ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا}. قال: جاءت تجارةٌ فانصرفوا إليها، وتركوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قائمًا وإذا رأوا لهوًا ولعبًا {قل ما عند اللّه خيرٌ من اللّهو ومن التّجارة واللّه خير الرّازقين}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها}. قال: رجالٌ كانوا يقومون إلى نواضحهم وإلى السّفر يبتغون التّجارة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب النّاس يوم الجمعة، فجعلوا يتسلّلون ويقومون حتّى بقيت منهم عصابةٌ، فقال: كم أنتم؟ فعدّوا أنفسهم فإذا اثنا عشر رجلاً وامرأةٌ؛ ثمّ قام في الجمعة الثّانية فجعل يخطبهم؛ قال سفيان: ولا أعلم إلاّ أنّ في حديثه ويعظهم ويذكّرهم، فجعلوا يتسلّلون ويقومون حتّى بقيت منهم عصابةٌ، فقال: كم أنتم؟ فعدّوا أنفسهم، فإذا اثنا عشر رجلاً وامرأةٌ؛ ثمّ قام في الجمعة الثّالثة فجعلوا يتسلّلون ويقومون حتّى بقيت منهم عصابةٌ، فقال: كم أنتم؟ فعدّوا أنفسهم، فإذا اثنا عشر رجلاً وامرأةٌ، فقال: والّذي نفسي بيده لو اتّبع آخركم أوّلكم لالتهب عليكم الوادي نارًا. وأنزل اللّه عزّ وجلّ {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {انفضّوا إليها وتركوك قائمًا}. قال: لو اتّبع آخرهم أوّلهم لالتهب عليهم الوادي نارًا.
- قال: حدّثنا ابن ثورٍ، قال معمرٌ، قال قتادة: لم يبق مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يومئذٍ إلاّ اثنا عشر رجلاً وامرأةٌ معهم.
- حدّثنا محمّد بن عمارة الرّازيّ، قال: حدّثنا محمّد بن الصّبّاح، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن سالمٍ وأبي سفيان، عن جابرٍ، في قوله: {وتركوك قائمًا} قال: قدمت عيرٌ فانفضّوا إليها، ولم يبق مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلاّ اثنا عشر رجلاً.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد الآمليّ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن حصينٍ، عن سالمٍ، عن جابرٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يخطب قائمًا يوم الجمعة، فجاءت عيرٌ من الشّام، فانفتل النّاس إليها حتّى لم يبق إلاّ اثنا عشر رجلاً، قال: فنزلت هذه الآية في الجمعة {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا}.
وأمّا اللّهو، فإنّه اختلف من أيّ أجناس اللّهو كان، فقال بعضهم: كان كبرًا ومزامير.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن سهل بن عسكرٍ، قال: حدّثنا يحيى بن صالحٍ، قال: حدّثنا سليمان بن بلالٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه، قال: كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرّون بالكبر والمزامير ويتركون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قائمًا على المنبر، وينفضّون إليها، فأنزل اللّه {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها}.
وقال آخرون: كان طبلاً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: اللّهو: الطّبل.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الأشيب، قال: حدّثنا ورقاء، قال: ذكر عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن إبراهيم بن أبي بكرٍ، عن مجاهدٍ، أنّ اللّهو: هو الطّبل.
والّذي هو أولى بالصّواب في ذلك الخبر الّذي روّيناه عن جابرٍ، لأنّه قد أدرك أمر القوم شاهدهم.
وقوله: {قل ما عند اللّه خيرٌ من اللّهو ومن التّجارة}. يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم يا محمّد الّذي عند اللّه من الثّواب، لمن جلس مستمعًا خطبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وموعظته يوم الجمعة إلى أن يفرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم منها، خيرٌ له من اللّهو ومن التّجارة الّتي ينفضّون إليها، {واللّه خير الرّازقين}. يقول: واللّه خير رازقٍ، فإليه فارغبوا في طلب أرزاقكم، وإيّاه فاسألوا أن يوسّع عليكم من فضله دون غيره). [جامع البيان: 22/644-649]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كانوا يقومون إلى نواضجهم وإلى السفر يقدمون يبتغون التجارة وينظرون إلى اللهو ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فأنزل الله عز وجل وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما). [تفسير مجاهد: 2/674]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن عبد الله قال آدم لا أدري ابن من عن إبراهيم ابن أبي بكر عن مجاهد في قول الله عز وجل قل ما عند الله خير من اللهو قال اللهو الطبل). [تفسير مجاهد: 2/674-675]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: بينما نحن نصلّي مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، إذ أقبلت عيرٌ تحمل طعاماً، فالتفتوا إليها، حتّى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلاً، فنزلت هذه الآية {وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضّوا إليها وتركوك قائماً} [الجمعة: 11].
وفي رواية: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائماً، فجاءت عيرٌ من الشّام وذكر نحوه.
وفيه: إلا اثنا عشر رجلاً، فيهم: أبو بكرٍ وعمر.
وفي أخرى: إلا اثنا عشر رجلاً، أنا فيهم. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
وفي رواية لمسلم قال: كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فقدمت سويقةٌ، فخرج الناس إليها، فلم يبق إلا اثنا عشر رجلاً أنا فيهم، قال: فأنزل الله {وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضّوا إليها وتركوك قائماً... } إلى آخر الآية.
[شرح الغريب]
(العير) الإبل والحمير تحمل الميرة والأحمال.
(انفضوا): تفرقوا، وهو مطاوع قولك: فضضت). [جامع الأصول: 2/387-388]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن ابن عبّاسٍ قال: «كان النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - يخطب يوم الجمعة، فقدم دحية بن خليفة يبيع سلعةً له، فما بقي في المسجد أحدٌ إلّا خرج إلّا نفرٌ، والنّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - قائمٌ، فأنزل اللّه {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا} [الجمعة: 11]- الآية».
رواه البزّار عن شيخه عبد اللّه بن شبيبٍ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/124]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا عبد اللّه بن شبيبٍ، ثنا إسحاق بن محمّدٍ، ثنا إبراهيم بن إسماعيل، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب يوم الجمعة، فقدم دحية بن خليفة يبيع سلعةً له، فما بقي في المسجد أحدٌ إلا خرج، إلا نفرٌ، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قائمٌ، قال: فأنزل اللّه: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا} [الجمعة: 11] الآية.
قال البزّار: لا نعلمه بتمامه إلا بهذا الإسناد). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي أمامة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الجمعة فصام يومه وعاد مريضا وشهد جنازة وشهد نكاحا وجبت له الجنة، قوله تعالى: {وإذا رأوا تجارة} الآية). [الدر المنثور: 14/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن سعد، وابن أبي شيبة وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" من طرق، عن جابر بن عبد الله قال: بينما النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما إذا قدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق منهم إلا اثنا عشر رجلا أنا فيهم وأبو بكر وعمر فأنزل الله {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} إلى آخر السورة). [الدر المنثور: 14/481-482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار عن ابن عباس قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقدم دحية بن خليفة يبيع سلعة له فما بقي في المسجد أحد إلا نفر والنبي صلى الله عليه وسلم قائم فأنزل الله {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} الآية). [الدر المنثور: 14/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} قال: قدم دحية الكلبي بتجارة فخرجوا ينظرون إلا سبعة نفر). [الدر المنثور: 14/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} قال: جاءت عير عبد الرحمن بن عوف تحمل الطعام فخرجوا من الجمعة بعضهم يريد أن يشتري وبعضهم يريد أن ينظر إلى دحية وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر وبقي في المسجد اثنا عشر رجلا وسبع نسوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو خرجوا كلهم لاضطرم المسجد عليهم نارا). [الدر المنثور: 14/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قدمت عير المدينة يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فانفض أكثر من كان في المسجد فأنزل الله في هذه الآية {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها}). [الدر المنثور: 14/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل بن حيان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين حتى كان يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقد صلى الجمعة فدخل رجل فقال: إن دحية بن خليفة قد قدم بتجارة وكان دحية إذا قدم تلقاه أهله بالدفاف فخرج الناس ولم يظنوا إلا أنه ليس في ترك الخطبة شيء فأنزل الله {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} فقدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم الخطبة يوم الجمعة وأخر الصلاة). [الدر المنثور: 14/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن مقاتل بن حيان قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة ويقوم قائما وإن دحية الكلبي كان رجلا تاجرا وكان قبل أن يسلم: قدم بتجارته إلى المدينة خرج الناس ينظرون إلى ما جاء به ويشترون منه فقدم ذات يوم ووافق الجمعة والناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وهو قائم يخطب فاستقبل أهل دحية العير حين دخل المدينة بالطبل واللهو فذلك اللهو الذي ذكر الله فسمع الناس في المسجد أن دحية قد نزل بتجارة عند أحجار الزيت وهو مكان في سوق المدينة وسمعوا أصواتا فخرج عامة الناس إلى دحية ينظرون إلى تجارته وإلى اللهو وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ليس معه كبير عدة أحد فبلغني والله أعلم أنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات وبلغنا أن العدة التي بقيت في المسجد مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم عدة قليلة فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند ذلك: لولا هؤلاء يعني الذين بقوا في المسجد عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم لقصدت إليهم الحجارة من السماء ونزل {قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين}). [الدر المنثور: 14/483-484]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس يوم الجمعة فإذا كان نكاح لعب أهله وعزفوا ومروا باللهو على المسجد وإذا نزل بالبطحاء جلب قال: وكانت البطحاء مجلسا بفناء المسجد الذي يلي بقيع الغرقد وكانت الأعراب إذا جلبوا الخيل والإبل والغنم وبضائع الأعراب نزلوا البطحاء فإذا سمع ذلك من يقعد للخطبة قاموا للهو والتجارة وتركوه قائما فعاتب الله المؤمنين لنبيه صلى الله عليه وسلم فقال: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}). [الدر المنثور: 14/484]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} قال: رجال يقومون إلى نواضحهم وإلى السفر يقدمون يبتغون التجارة واللهو). [الدر المنثور: 14/484-485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: بينا النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قدمت عير المدينة فانفضوا إليها وتركوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يبق معه إلا رهط منهم أبو بكر وعمر فنزلت هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى معي أحد منكم لسال بكم الوادي نارا). [الدر المنثور: 14/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قام يوم الجمعة فخطبهم ووعظهم وذكرهم فقيل: جاءت عير فجعلوا يقومون حتى بقيت عصابة منهم فقال: كم أنتم فعدوا أنفسكم فإذا اثنا عشر رجلا وامرأة ثم قام الجمعة الثانية فخطبهم ووعظهم وذكرهم فقيل: جاءت عير فجعلوا يقومون حتى بقيت عصابة منهم فقال: كم أنتم فعدوا أنفسكم فإذا اثنا عشر رجلا وامرأة فقال: والذي نفس محمد بيده لو اتبع آخركم أولكم لالتهب الوادي عليكم نارا وأنزل الله فيها {وإذا رأوا تجارة} الآية). [الدر المنثور: 14/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {أو لهوا} قال: هو الضرب الطبل). [الدر المنثور: 14/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة أقبل شاء وشيء من سمن فجعل الناس يقومون إليه حتى لم يبق إلا قليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تتابعتم لتأجج الوادي نارا). [الدر المنثور: 14/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن ماجة والطبراني، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه سئل: أكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب قائما أو قاعدا قال: أما تقرأ {وتركوك قائما}). [الدر المنثور: 14/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم، وابن مرديه والبيهقي في "سننه" عن كعب بن عجرة أنه دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقد قال الله: {وتركوك قائما}). [الدر المنثور: 14/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن ماجة وان مردويه، عن جابر بن سمرة قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب قائما). [الدر المنثور: 14/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي، وابن ماجة، عن جابر بن سمرة قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس). [الدر المنثور: 14/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجة عن ابن عمر أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يخطب خطبتين يجلس بينهما). [الدر المنثور: 14/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة قائما ثم يقعد ثم يقوم فيخطب). [الدر المنثور: 14/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين أنه سئل عن خطبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقرأ {وتركوك قائما}، واخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن مرة قال: سألت أبا عبيدة رضي الله عنه عن الخطبة يوم الجمعة فقرأ {وتركوك قائما}). [الدر المنثور: 14/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن طاووس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما وأبو بكر وعمر وعثمان وإن أول من جلس على المنبر معاوية بن أبي سفيان). [الدر المنثور: 14/487-488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن طاووس قال: الجلوس على المنبر يوم الجمعة بدعة). [الدر المنثور: 14/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال: إنما خطب معاوية قاعدا حين كثر شحم بطنه ولحمه). [الدر المنثور: 14/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس بوجهه الكريم فقال: السلام عليكم ويحمد الله ويثني عليه ويقرأ سورة ثم يجلس ثم يقوم فيخطب ثم ينزل وكان أبو بكر وعمر يفعلانه). [الدر المنثور: 14/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، عن جابر بن سمرة قال: كانت خطبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم قصرا وصلاته قصرا). [الدر المنثور: 14/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مكحول قال: إنما قصرت صلاة الجمعة من أجل الخطبة). [الدر المنثور: 14/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين أنه سئل عن خطبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقرأ {وتركوك قائما}). [الدر المنثور: 14/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في شعب الإيمان والديلمي عن الحسن البصري قال: طلبت خطب النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الجمعة فأعيتني فلزمت رجلا من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فقال: كان يخطب فيقول في خطبته يوم الجمعة: يا أيها الناس إن لكم علما فانتهوا إلى علمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم فإن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري كيف صنع الله فيه وبين أجل قد بقي لا يدري كيف الله بصانع فيه فليتزود المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشباب قبل الهرم ومن الصحة قبل السقم فإنكم خلقتم للآخرة والدنيا خلقت لكم والذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار واستغفر الله لي ولكم). [الدر المنثور: 14/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن شهاب قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا خطب: كل ما هو آت قريب لا بعد لما هو آت لا يعجل الله لعجلة أحد ولا يخف لأمر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الناس أمرا ويريد الله أمرا وما شاء الله كان ولو كره الناس لا مبعد لما قرب الله ولا مقرب لما بعد الله ولا يكون شيء إلا بإذن الله). [الدر المنثور: 14/489]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 11:00 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

...............

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 11:04 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من يوم الجمعة...}.خفضها الأعمش فقال: الجمعة، وثقلها عاصم وأهل الحجاز، وفيها لغة: جمعة، وهي لغة لبني عقيل لو قرئ بها كان صوابا. والذين قالوا: {الجمعة}: ذهبوا بها إلى صفة اليوم أنه يوم جمعة؛ كما تقول: رجل ضحكة للذي يكثر الضحك.
وقوله: {فاسعوا إلى ذكر اللّه...} وفي قراءة عبد الله: (فامضوا إلى ذكر الله)، والمضي والسعي والذهاب في معنى واحد؛ لأنك تقول للرجل: هو يسعى في الأرض يبتغي من فضل الله، وليس هذا باشتداد.
وقد قال بعض الأئمة: لو قرأتها: "فاسعوا" لاشتددت يقول: لأسرعت، والعرب تجعل السعي أسرع من المضي، والقول فيها القول الأول.
وقوله تبارك وتعالى: {وذروا البيع...} إذا أمر بترك البيع فقد أمر بترك الشراء؛ لأن المشتري والبيّع يقع عليهما البيّعان، فإذا أذن المؤذن من يوم الجمعة حرم البيع والشراء). [معاني القرآن: 3/156-157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فاسعوا إلى ذكر اللّه} أجيبوا وليس من العدو). [مجاز القرآن: 2/258]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذلكم خيرٌ لّكم إن كنتم تعلمون}، وقال: {من يوم الجمعة} يقول - والله أعلم - من صلاة يوم الجمعة. [معاني القرآن: 4/30]
وقال بعض النحويين لا يكون لـ"الأسفار" واحد كنحو "أبابيل" و"أساطير"، ونحو قول العرب: "ثوبٌ أكباشٌ" وهو الرديء الغزل، و"ثوبٌ مزقٌ" للمتمزّق). [معاني القرآن: 4/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فاسعوا إلى ذكر الله}: أجيبوا. ليس من العدو). [غريب القرآن وتفسيره: 377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فاسعوا إلى ذكر اللّه}: بادروا بالنية والجد. ولم يرد العدو، ولا الإسراع في المشي).
[تفسير غريب القرآن: 465]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} أي امشوا.
وقرأ بعض السلف: (فامضوا إلى ذكر الله)). [تأويل مشكل القرآن: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} وقرئت (الجمعة) -بإسكان الميم- ويجوز في اللغة (الجمعة) -بفتح الميم- ولا ينبغي أن يقرأ بها إلا أن تثبت بها رواية عن إمام من القرّاء.فمن قرأ الجمعة فهو تخفيف الجمعة، لثقل الضمّتين.
ومن قال في غير القراءة الجمعة، فمعناه التي تجمع النّاس، كما تقول رجل لعنة، أي يكثر لعن الناس، ورجل ضحكة، يكثر الضّحك.
وقوله: {فاسعوا إلى ذكر اللّه} معناه فاقصدوا إلى ذكر اللّه، وليس معناه العدو.
وقرأ ابن مسعود: (فامضوا إلى ذكر اللّه) وقال: لو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي. وكذلك قرأ أبيّ بن كعب: (فامضوا). وقد رويت عن عمر بن الخطاب.
ولكن اتباع المصحف أولى، ولو كانت عند عمر " فامضوا " لا غير، لغيرها في المصحف.
والدليل على أن معنى السّعي التصرف في كل عمل قول اللّه عز وجل: {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى * وأنّ سعيه سوف يرى} فلا اختلاف في أن معناه: وأن ليس للإنسان إلّا ما عمل.
وقوله عزّ وجلّ: {وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} فالبيع من وقت الزوال في يوم الجمعة إلى انقضاء الصلاة كالمحرّم). [معاني القرآن: 5/171-172]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَاسْعَوْا}: أجيبوا الداعي). [العمدة في غريب القرآن: 305]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه...} هذا: إذنٌ، وإباحةٌ، من شاء باع، ومن شاء لزم المسجد). [معاني القرآن: 3/157]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فإذا قضيت الصّلاة} أي فرغ منها). [تفسير غريب القرآن: 466]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وعلى لفظ الأمر وهو إباحة:
كقوله: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً}، {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ}). [تأويل مشكل القرآن: 280](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه واذكروا اللّه كثيرا لعلّكم تفلحون} هذا معناه الإباحة، ليس معناه إذا انقضت الصلاة وجب أن يتجر الإنسان كما قال: {وإذا حللتم فاصطادوا} فليس على من حلّ من إحرام أن يصطاد إنما هو مباح له، مثل ذلك قوله في الكلام: إذا حضرتني فلا تنطق وإذا غبت عني فتكلم بما شئت، إنّما معناه الإباحة.
وقوله: (فتمنّوا الموت) بضم الواو لسكونها وسكون اللام. واختير الضم مع الواو، لأن الواو ههنا أصل حركتها الرفع؛ لأنها تنوب عن أسماء مرفوعة.
وقد قرئت (فتمنو الموت) بكسر الواو لالتقاء السّاكنين، إذا التقيا من كلمتين كسر الأول منهما كما تقول: قل الحق فتكسر اللام لسكون لام الحق). [معاني القرآن: 5/172]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضّوا إليها...} فجعل الهاء للتجارة دون اللهو، وفي قراءة عبد الله: (وإذا رأوا لهوا أو تجارة انفضوا إليها).
وذكروا أن النبي صلى الله [عليه] كان يخطب يوم الجمعة، فقد دحية الكلبي بتجارة من الشام فيها كل ما يحتاج إليه الناس، فضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه؛ فخرج جميع الناس إليه إلاّ ثمانية نفر، فأنزل الله عز وجل: {وإذا رأوا تجارةً} يعني: التجارة التي قدم بها، {أو لهواً}: يعني: الضرب بالطبل. ولو قيل: انفضوا إليه، يريد: اللهو كان صوابا، كما قال: {ومن يكسب خطيئةً أو إثماً ثمّ يرم به بريئاً} ولم يقل: بها. ولو قيل: بهما، وانفضوا إليهما كما قال: {إن يكن غنيّاً أو فقيراً فالله أولى بهما}، كان صوابا وأجود من ذلك في العربية أن تجعل الراجع من الذكر للآخر من الاسمين وما بعد ذا فهو جائز. وإنما اختير في انفضوا إليها - في قراءتنا وقراءة عبد الله؛ لأن التجارة كانت أهم إليهم، وهم بها أسرّ منهم بضرب الطبل؛ لأن الطبل إنما دل عليها، فالمعنى كله لها). [معاني القرآن: 3/157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضّوا إليها} مجازها: إذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهواً قال الشاعر:
من كان يسعى في تفّرق فالجٍ = فلبونه جربت معاً وأغدّت). [مجاز القرآن: 2/258]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا رأوا تجارةً أو لهواً} يقال: «قدم دحية الكلبي - رضي اللّه عنه - بتجارة له من الشام، فضرب بالطبل: ليؤذن الناس بقدومه».{انفضّوا إليها} أي تفرّقوا عنك إليها. وقال (إليها)، ولو قال: «إليهما» أو «إليه»، لكان جائزا.{وتركوك قائماً} تخطب. يقال: «إن الناس خرجوا إلا ثمانية نفر» ). [تفسير غريب القرآن: 466]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان فيجعل الفعل لأحدهما، أو تنسبه إلى أحدهما وهو لهما:
كقوله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 288](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضّوا إليها وتركوك قائما قل ما عند اللّه خير من اللّهو ومن التّجارة واللّه خير الرّازقين} ولم يقل إليهما، ويجوز من الكلام، وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليه انفضوا إليها، وانفضوا إليهما فحذف خبر أحدهما لأن الخبر الثاني يدل على الخبر المحذوف والمعنى إذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهوا انفضوا إليه.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في خطبته فجاءت إبل لدحية بن خليفة الكلبي وعليها زيت فانفضوا ينظرون إليها وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، وبقي النبي عليه السلام مع اثني عشر رجلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو لحق آخرهم أوّلهم لالتهب الوادي نارا.فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة، وأعلم النبي عليه السلام غليظ ما في التولي عن الإمام إذا كان يخطب يوم الجمعة.واللّهو ههنا قيل الطّبل، وهو -واللّه أعلم- كل ما يلهى به.
{واللّه خير الرّازقين} أي ليس يفوتهم من أرزاقهم لتخلفهم عن النظر إلى الميرة شيء من رزق ولا بتركهم البيع في وقت الصلاة والخطبة). [معاني القرآن: 5/172-173]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 11:07 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) )
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وأمّا أسماء الأيّام فالسّبت والأحد والاثنان والثلاثاء والأربَعاء، والأربِعاء بالكسر، والخميس والجمعة). [الأزمنة: 34]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والجُمعة، بتسكين الميم وتحريكها، فمن سكَّن وجمع قال: جُمَع ومن حرَّك قال: جُمُعات. يقال: هذا يوم الجُمْعة والجُمُعة. وقد قرئ بهما جميعا. والجَمع: جُمُعات وجُمَع). [الأيام والليالي: 34]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) }

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون (9) فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه واذكروا اللّه كثيراً لعلّكم تفلحون (10) وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضّوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند اللّه خيرٌ من اللّهو ومن التّجارة واللّه خير الرّازقين (11)
«النداء بالجمعة» هو في ناحية من المسجد، وكان على الجدار في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال السائب بن يزيد: كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذن واحد على باب المسجد، وفي مصنف أبي داود: كان بين يديه وهو على منبر أذان، وهو الذي استعمل بنو أمية، وبقي بقرطبة إلى الآن، ثم زاد عثمان النداء على الزوراء ليسمع الناس، فقوم عبروا عن زيادة عثمان بالثاني، كأنهم لم يعتدوا الذي كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقوم عبروا عنه بالثالث، وقرأ الأعمش وابن الزبير: «الجمعة» بإسكان الميم وهي لغة، والمأمور بالسعي هو المؤمن الصحيح البالغ الحر الذكر، ولا جمعة على مسافر في طاعة، فإن حضرها أحسن، وأجزأته.
واختلف الناس في الحد الذي يلزم منه السعي، فقال مالك: ثلاثة أميال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: من منزل الساعي إلى المنادي، وقال فريق: من منزل الساعي إلى أول المدينة التي فيها النداء، وقال أصحاب الرأي: يلزم أهل المدينة كلها السعي من سمع النداء ومن لم يسمع، وإن كانت أقطارها فوق ثلاثة أميال. قال أبو حنيفة: ولا من منزله خارج المدينة كزرارة من الكوفة، وإنما بينهما مجرى نهر، ولا يجوز لهم إقامتها لأن من شروطها الجامع والسلطان القاهر، والسوق القائمة، وقال بعض أهل العلم: يلزم السعي من خمسة أميال، وقال الزهري: من ستة أميال، وقال أيضا: من أربعةأميال وقاله ابن المنكدر، وقال ابن عمر وابن المسيب وابن حنبل: إنما يلزم السعي من سمع النداء، وفي هذا نظر. والسعي في الآية: ليس الإسراع في المشي كالسعي بين الصفا والمروة، وإنما هو بمعنى قوله: وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى [النجم: 39]، فالقيام والوضوء ولبس الثوب والمشي سعي كله إلى ذكر الله تعالى، قال الحسن وقتادة ومالك وغيرهم: إنما تؤتى الصلاة بالسكينة، فالسعي هو بالنية والإرادة، والعمل والذكر هو وعظ الخطبة قاله ابن المسيب، ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة على باب المسجد يوم الجمعة يكتبون الأول فالأول إذا خرج الإمام طويت الصحف وجلست الملائكة يستمعون الذكر»، والخطبة عند جمهور العلماء شرط في انعقاد الجمعة، وقال الحسن: وهي مستحبة، وقرأ عمر بن الخطاب، وعلي وأبي وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وابن الزبير، وجماعة من التابعين: «فامضوا إلى ذكر الله»، وقال ابن مسعود: لو قرأت «فاسعوا» لأسرعت حتى يقع ردائي.
واختلف الناس في: «البيع» في الوقت المنهي عنه إذا وقع ما الحكم فيه بعد إجماعهم على وجوب امتناعه بدءا، فقال الشافعي: يمضي، وقال مرة: يفسخ ما لم يفت فإن فات صح بالقيمة، واختلف في وقت التقويم، فقيل: وقت القبض، وقيل: وقت الحكم، وقوله تعالى: ذلكم إشارة إلى السعي وترك البيع). [المحرر الوجيز: 8/ 302-304]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: فانتشروا أجمع الناس على أن مقتضى هذا الأمر الإباحة، وكذلك قوله تعالى:وابتغوا من فضل اللّه أنه الإباحة في طلب المعاش، وأن ذلك مثل قوله تعالى: وإذا حللتم فاصطادوا [المائدة: 2] إلا ما روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ذلك الفضل المبتغى هو عيادة مريض أو صلة صديق أو اتباع جنازة».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وفي هذا ينبغي أن يكون المرء بقية يوم الجمعة، ويكون تخيره صبح يوم السبت، قاله جعفر بن محمد الصادق، وقال مكحول: الفضل المبتغي العلم، فينبغي أن يطلب إثر الجمعة). [المحرر الوجيز: 8/ 304-305]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وإذا رأوا تجارةً أو لهواً الآية نزلت بسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قائما على المنبر يخطب يوم الجمعة، فأقبلت عير من الشام تحمل ميرة وصاحب أمرها دحية بن خليفة الكلبي، قال مجاهد: وكان من عرفهم أن يدخل عير الميرة بالطبل والمعازف والصياح سرورا بها، فدخلت العير بمثل ذلك، فانفض أهل المسجد إلى رؤية ذلك وسماعه وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر ولم يبق معه غير اثني عشر رجلا. قال جابر بن عبد الله: أنا أحدهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ولم تمر بي تسميتهم في ديوان فيما أذكر الآن، إلا إني سمعت أبي رضي الله عنه يقول: هم العشرة المشهود لهم بالجنة، واختلف في الحادي عشر، فقيل: عمار بن ياسر، وقيل:عبد الله بن مسعود، وقال ابن عباس في كتاب الثعلبي: بقي معه ثمانية نفر، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لولا هؤلاء لقد كانت الحجارة سومت على المنفضين من السماء»، وفي حديث آخر: «والذي نفس محمد بيده، ولو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد، أسال عليكم الوادي نارا». وقال قتادة:بلغنا أنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات، لأن قدوم العير كان يوافق يوم الجمعة يشبه أن المراحل كانت تعطيذلك. وقال تعالى: إليها ولم يقل إليهما تقديما للأهم، إذ كانت هي سبب اللهو ولم يكن اللهو سببها، وفي مصحف ابن مسعود: «ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين». وتأمل إن قدمت التجارة مع الرؤية لأنها أهم وأخرت مع التفضيل لتقع النفس أولا على الأبين، وهذه الآية، قيام الخطيب، وأول من استراح في الخطبة عثمان، وأول من جلس معاوية وخطب جالسا، والرازق صفة فعل، وقد يتصف بها بعض البشر تجوزا إذا كان سبب رزق الحيوان، واللّه تعالى خير الرّازقين). [المحرر الوجيز: 8/ 305-306]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون (9) فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه واذكروا اللّه كثيرًا لعلّكم تفلحون (10) وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند اللّه خيرٌ من اللّهو ومن التّجارة واللّه خير الرّازقين (11)}
إنّما سمّيت الجمعة جمعةً؛ لأنّها مشتقّةٌ من الجمع، فإنّ أهل الإسلام يجتمعون فيه في كلّ أسبوعٍ مرّةً بالمعابد الكبار وفيه كمل جميع الخلائق، فإنّه اليوم السّادس من الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض. وفيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها. وفيه تقوم السّاعة. وفيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مؤمنٌ يسأل اللّه فيها خيرًا إلّا أعطاه إيّاه كما ثبتت بذلك الأحاديث الصّحاح
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا عبيدة بن حميد، عن منصورٍ، عن أبي معشرٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع الضّبّيّ، حدّثنا سلمان قال: قال أبو القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا سلمان، ما يوم الجمعة؟ ". قلت: اللّه ورسوله أعلم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يومٌ جمع فيه أبواك -أو أبوكم"
وقد روي عن أبي هريرة، من كلامه، نحو هذا، فاللّه أعلم.
وقد كان يقال له في اللّغة القديمة يوم العروبة. وثبت أنّ الأمم قبلنا أمروا به فضلّوا عنه، واختار اليهود يوم السّبت الّذي لم يقع فيه خلقٌ واختار النّصارى يوم الأحد الّذي ابتدئ فيه الخلق، واختار اللّه لهذه الأمّة [يوم] الجمعة الّذي أكمل اللّه فيه الخليقة، كما أخرجه البخاريّ ومسلمٌ من حديث عبد الرّزّاق، عن معمر، عن همّام بن منبّه قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة، بيد أنّهم أوتوا الكتاب من قبلنا. ثمّ هذا يومهم الّذي فرض اللّه عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا اللّه له، فالنّاس لنا فيه تبعٌ، اليهود غدًا، والنّصارى بعد غدٍ" لفظ البخاري.
وفي لفظٍ لمسلمٍ: "أضلّ اللّه من كان قبلنا فكان لليهود يوم السّبت، وكان للنّصارى يوم الأحد. فجاء اللّه بنا فهدانا اللّه ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسّبت والأحد، وكذلك هم تبعٌ لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدّنيا، والأوّلون يوم القيامة، المقضيّ بينهم قبل الخلائق".
وقد أمر اللّه المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجمعة، فقال: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه} أي: اقصدوا واعمدوا واهتمّوا في مسيركم إليها، وليس المراد بالسعي هاهنا المشي السّريع، وإنّما هو الاهتمام بها، كقوله تعالى: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ} [الإسراء: 19] وكان عمر بن الخطّاب وابن مسعودٍ رضي اللّه عنهما يقرآنها: "فامضوا إلى ذكر اللّه". فأمّا المشي السّريع إلى الصّلاة فقد نهي عنه، لما أخرجاه في الصّحيحين، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصّلاة، وعليكم السّكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتمّوا". لفظ البخاريّ
وعن أبي قتادة قال: بينما نحن نصلي مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذ سمع جلبة رجالٍ، فلمّا صلّى قال: "ما شأنكم؟ ". قالوا: استعجلنا إلى الصّلاة. قال: "فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصّلاة فامشوا وعليكم بالسّكينة فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا". أخرجاه
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت الصّلاة فلا تأتوها تسعون، ولكن ائتوها تمشون، وعليكم السّكينة والوقار، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتمّوا".
رواه التّرمذيّ، من حديث عبد الرّزّاق كذلك وأخرجه من طريق يزيد بن زريع، عن معمرٌ، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بمثله
قال الحسن أما واللّه ما هو بالسّعي على الأقدام، ولقد نهوا أن يأتوا الصّلاة إلّا وعليهم السّكينة والوقار، ولكن بالقلوب والنّيّة والخشوع.
وقال قتادة في قوله: {فاسعوا إلى ذكر اللّه} يعني: أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المشي إليها، وكان يتأول قوله تعالى: {فلمّا بلغ معه السّعي} [الصّافّات: 102] أي: المشي معه. روي عن محمّد بن كعبٍ، وزيد بن أسلم، وغيرهما نحو ذلك.
ويستحب لمن جاء الجمعة أن يغتسل قبل مجيئه إليها، لما ثبت في الصّحيحين عن عبد اللّه بن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل"
ولهما عن أبي سعيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "غسل يوم الجمعة واجبٌ على كلّ محتلم"
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "حقٌّ للّه على كلّ مسلمٍ أن يغتسل في كلّ سبعة أيّامٍ، يغسل رأسه وجسده". رواه مسلمٌ
وعن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "على كلّ رجلٍ مسلمٍ في كلّ سبعة أيّامٍ غسل يومٍ، وهو يوم الجمعة". رواه أحمد، والنّسائيّ، وابن حبّان
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابن المبارك، عن الأوزاعيّ، عن حسّان بن عطيّة، عن أبي الأشعث الصّنعانيّ، عن أوس بن أوسٍ الثّقفيّ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "من غسّل واغتسل يوم الجمعة، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ كان له بكلّ خطوة أجر سنة، صيامها وقيامها".
وهذا الحديث له طرقٌ وألفاظٌ، وقد أخرجه أهل السّنن الأربعة وحسّنه التّرمذيّ
وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثمّ راح فكأنّما قرّب بدنةً، ومن راح في السّاعة الثّانية فكأنّما قرّب بقرةً، ومن راح في السّاعة الثّالثة فكأنّما قرّب كبشًا أقرن، ومن راح في السّاعة الرّابعة فكأنّما قرّب دجاجةً، ومن راح في السّاعة الخامسة فكأنّما قرّب بيضةً، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذّكر" أخرجاه
ويستحبّ له أن يلبس أحسن ثيابه، ويتطيّب ويتسوّك، ويتنظّف ويتطهّر. وفي حديث أبي سعيدٍ المتقدّم: "غسل يوم الجمعة واجبٌ على كلّ محتلمٍ، والسواك، وأن يمس من طيب أهله".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن إبراهيم التّيميّ، عن عمران بن أبي يحيى، عن عبد اللّه بن كعب بن مالكٍ، عن أبي أيّوب الأنصاريّ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب أهله -إن كان عنده-ولبس من أحسن ثيابه، ثمّ خرج حتّى يأتي المسجد فيركع -إن بدا له-ولم يؤذ أحدًا، ثمّ أنصت إذا خرج إمامه حتّى يصلّي، كانت كفّارةً لما بينها وبين الجمعة الأخرى"
وفي سنن أبي داود وابن ماجه، عن عبد اللّه بن سلامٍ، رضي اللّه عنه، أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول على المنبر: "ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته"
وعن عائشة رضي اللّه عنها: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطب النّاس يوم الجمعة، فرأى عليهم ثياب النّمار، فقال: "ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتّخذ ثوبين لجمعته، سوى ثوبي مهنته". رواه ابن ماجه
وقوله تعالى: {إذا نودي للصّلاة} المراد بهذا النّداء هو النّداء الثّاني الّذي كان يفعل بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا خرج فجلس على المنبر، فإنّه كان حينئذٍ يؤذّن بين يديه، فهذا هو المراد، فأمّا النّداء الأوّل الّذي زاده أمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه، فإنّما كان هذا لكثرة النّاس، كما رواه البخاريّ رحمه اللّه حيث قال: حدّثنا آدم -هو ابن أبي إياسٍ-حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن الزّهريّ، عن السّائب بن يزيد قال: كان النّداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأبي بكرٍ وعمر، فلمّا كان عثمان [بعد زمنٍ] وكثر النّاس، زاد النّداء الثّاني على الزّوراء يعني: يؤذّن به على الدّار الّتي تسمّى بالزّوراء، وكانت أرفع دارٍ بالمدينة، بقرب المسجد.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا محمّد بن راشدٍ المكحوليّ، عن مكحولٍ: أنّ النّداء كان في يوم الجمعة مؤذّنٌ واحدٌ حين يخرج الإمام، ثمّ تقام الصّلاة، وذلك النّداء الّذي يحرم عنده البيع الشراء إذا نودي به، فأمر عثمان، رضي اللّه عنه، أن ينادى قبل خروج الإمام حتّى يجتمع النّاس.
وإنّما يؤمر بحضور الجمعة [الرّجال] الأحرار دون النّساء والعبيد والصّبيان، ويعذر المسافر والمريض، وقيّم المريض، وما أشبه ذلك من الأعذار، كما هو مقرّرٌ في كتب الفروع.
وقوله: {وذروا البيع} أي: اسعوا إلى ذكر اللّه واتركوا البيع إذا نودي للصّلاة: ولهذا اتّفق العلماء رضي اللّه عنهم على تحريم البيع بعد النّداء الثّاني. واختلفوا: هل يصحّ إذا تعاطاه متعاطٍ أم لا؟ على قولين، وظاهر الآية عدم الصّحّة كما هو مقرّرٌ في موضعه، واللّه أعلم.
وقوله: {ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} أي: ترككم البيع وإقبالكم إلى ذكر اللّه وإلى الصّلاة خيرٌ لكم، أي: في الدّنيا والآخرة إن كنتم تعلمون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 119-122]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإذا قضيت الصّلاة} أي: فرغ منها، {فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه} لمّا حجر عليهم في التّصرّف بعد النّداء وأمرهم بالاجتماع، أذن لهم بعد الفراغ في الانتشار في الأرض والابتغاء من فضل اللّه. كما كان عراك بن مالكٍ رضي اللّه عنه إذا صلّى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد، فقال: اللّهمّ إنّي أجبت دعوتك، وصليت فريضتك، وانتشرت كما أمرتني،فارزقني من فضلك، وأنت خير الرّازقين. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وروي عن بعض السّلف أنّه قال: من باع واشترى في يوم الجمعة بعد الصّلاة، بارك اللّه له سبعين مرّةً، لقول اللّه تعالى: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه}
وقوله: {واذكروا اللّه كثيرًا لعلّكم تفلحون} أي: حال بيعكم وشرائكم، وأخذكم وعطائكم، اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا، ولا تشغلكم الدّنيا عن الّذي ينفعكم في الدّار الآخرة؛ ولهذا جاء في الحديث: "من دخل سوقًا من الأسواق فقال: لا إله إلّا اللّه، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ كتبت له ألف ألف حسنة، ومحي عنه ألف ألف سيئة"
وقال مجاهدٌ: لا يكون العبد من الذّاكرين اللّه كثيرًا، حتّى يذكر اللّه قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 122-123]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خيرٌ من اللّهو ومن التّجارة والله خير الرّازقين}
يعاتب تبارك وتعالى على ما كان وقع من الانصراف عن الخطبة يوم الجمعة إلى التّجارة الّتي قدمت المدينة يومئذٍ، فقال تعالى: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا} أي: على المنبر تخطب. هكذا ذكره غير واحدٍ من التّابعين، منهم: أبو العالية، والحسن، وزيد بن أسلم، وقتادة.
وزعم مقاتل بن حيّان: أنّ التّجارة كانت لدحية بن خليفة قبل أن يسلم، وكان معها طبلٌ، فانصرفوا إليها وتركوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائمًا على المنبر إلّا القليل منهم. وقد صحّ بذلك الخبر، فقال الإمام أحمد:حدّثنا ابن إدريس، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابرٍ قال: قدمت عيرٌ المدينة، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب، فخرج النّاس وبقي اثنا عشر رجلًا فنزلت: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها}
أخرجاه في الصّحيحين، من حديث سالمٍ، به
وقال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا زكريّا بن يحيى، حدّثنا هشيم، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد وأبي سفيان، عن جابر بن عبد اللّه قال: بينما النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب يوم الجمعة، فقدمت عيرٌ إلى المدينة، فابتدرها أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، حتّى لم يبق مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلّا اثنا عشر رجلًا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، لو تتابعتم حتّى لم يبق منكم أحدٌ، لسال بكم الوادي نارًا" ونزلت هذه الآية: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضّوا إليها وتركوك قائمًا} وقال: كان في الاثني عشر الّذين ثبتوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أبو بكرٍ، وعمر، رضي اللّه عنهما.
وفي قوله: {وتركوك قائمًا} دليلٌ على أنّ الإمام يخطب يوم الجمعة قائمًا. وقد روى مسلمٌ في صحيحه عن جابر بن سمرة قال: كانت للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خطبتان يجلس بينهما، يقرأ القرآن ويذكر الناس.
ولكن هاهنا شيءٌ ينبغي أن يعلم وهو: أنّ هذه القصّة قد قيل: إنّها كانت لمّا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقدّم الصّلاة يوم الجمعة على الخطبة، كما رواه أبو داود في كتاب المراسيل: حدّثنا محمود بن خالدٍ، عن الوليد، أخبرني أبو معاذٍ بكير بن معروف، أنّه سمع مقاتل بن حيّان يقول: "كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي يوم الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين، حتّى إذا كان يومٌ والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب، وقد صلّى الجمعة، فدخل رجلٌ فقال: إنّ دحية بن خليفة قد قدم بتجارةٍ يعني: فانفضّوا، ولم يبق معه إلّا نفرٌ يسيرٌ.
وقوله: {قل ما عند اللّه} أي: الّذي عند اللّه من الثّواب في الدّار الآخرة {خيرٌ من اللّهو ومن التّجارة واللّه خير الرّازقين} أي: لمن توكّل عليه، وطلب الرّزق في وقته). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 123-124]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة