العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء قد سمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 07:24 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة المجادلة [ من الآية (5) إلى الآية (7) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 07:26 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {يحادّون} [المجادلة: 5] : «يشاقّون اللّه»). [صحيح البخاري: 6/147]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): قوله يحادّون يشاقّون وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله يحادّون الله قال يعادون اللّه ورسوله). [فتح الباري: 8/628]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد يحادون يشاقون الله كبتوا أخزوا استحوذ غلب
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 المجادلة {يحادون الله ورسوله} قال يشاقون ويعادون). [تغليق التعليق: 4/336-337]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يحادّون يشاقون الله
أشار به إلى قوله تعالى: {إن الّذين يجادون الله ورسوله} (المجادلة: 5) الآية أي: يشاقون الله ويعادون رواه عبد بن حميد. حدثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد). [عمدة القاري: 19/222]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي وسقط وقال مجاهد لأبي ذر ({يحادون}) [المجادلة: 5] أي (يشاقون الله) وسقطت الجلالة لأبي ذر، وعن قتادة يعادون الله). [إرشاد الساري: 7/374]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({كبتوا} [المجادلة: 5] : «أخزوا، من الخزي»). [صحيح البخاري: 6/147]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): قوله كبتوا أخزيوا كذا لأبي ذرٍّ وفي رواية النّسفيّ أحزنوا وكأنّها بالمهملة والنّون ولابن أبي حاتمٍ من طريق سعيدٍ عن قتادة خزوا كما خزي الّذين من قبلهم ومن طريق مقاتل بن حيّان أخزوا وقال أبو عبيدة كبتوا أهلكوا). [فتح الباري: 8/628]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (كبتوا أخزيوا
أشار به إلى قوله تعالى: {كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم} (المجادلة: 5) وفسّر: كبتوا: بقوله: أخزيوا من الخزي. كذا في رواية أبي ذر، وفي رواية النّسفيّ: أحزنوا وبالمهملة والنّون، وقيل: لووا، وقيل: أهلكوا. وقيل: أغيظوا وأصل التّاء فيه دال يقال: كبد إذا أصابه وجع في كبده. ثمّ أبدلت تاء لقربهما في المخرج). [عمدة القاري: 19/222]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقال مجاهد أيضًا في قوله تعالى: ({كبتوا}) أي (أخزيوا) بكسر الزاي وبعدها ياء مضمومة ولأبي ذر أخزوا بضم الزاي وإسقاط الياء (من الخزي) وهذه ساقطة لأبي ذر ولأبي الوقت وابن عساكر: أحزنوا من الحزن). [إرشاد الساري: 7/374]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين يحادّون اللّه ورسوله كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ وللكافرين عذابٌ مهينٌ}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين يخالفون اللّه في حدوده وفرائضه، فيجعلون حدودًا غير حدوده، وذلك هو المحادّة للّه ولرسوله.
وأمّا قتادة فإنّه كان يقول في معنى ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ الّذين يحادّون اللّه ورسوله}. يقول: يعادون اللّه ورسوله.
وأمّا قوله: {كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم}. فإنّه يعني: غيظوا وأخزوا كما غيظ الّذين من قبلهم من الأمم الّذين حادّوا اللّه ورسوله، وخزوا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم} خزوا كما خزي الّذين من قبلهم.
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول: معنى {كبتوا}: أهلكوا.
وقال آخر منهم: يقول: معناه غيظوا وأخزوا يوم الخندق كما كبت الّذين من قبلهم يريد من قاتل الأنبياء من قبلهم.
وقوله: {وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ}. يقول: وقد أنزلنا دلالاتٍ مفصّلاتٍ، وعلاماتٍ محكماتٍ تدلّ على حقائق حدود اللّه.
وقوله: {وللكافرين عذابٌ مهينٌ}. يقول تعالى ذكره: ولجاحدي تلك الآيات البيّنات الّتي أنزلناها على رسولنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ومنكريها عذابٌ يوم القيامة {مهينٌ}: يعني مذلٌّ في جهنّم). [جامع البيان: 22/466-467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 5 - 8.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد عن مجاهد {يحادون} قال: يتشاقون). [الدر المنثور: 14/316]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إن الذين يحادون الله ورسوله} قال: يجادلون الله ورسوله {كبتوا كما كبت الذين من قبلهم} قال: خزوا كما خزي الذين من قبلهم). [الدر المنثور: 14/316]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم يبعثهم اللّه جميعًا فينبّئهم بما عملوا أحصاه اللّه ونسوه واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ}.
يقول تعالى ذكره: وللكافرين عذابٌ مهينٌ في يوم يبعثهم اللّه جميعًا من قبورهم لموقف القيامة {فينبّئهم} اللّه {بما عملوا أحصاه اللّه ونسوه}. يقول تعالى ذكره: أحصى اللّه ما عملوا، فعدّه عليهم، وأثبته وحفظه، ونسيه عاملوه {واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} يقول: واللّه جلّ ثناؤه على كلّ شيءٍ عملوه وغير ذلك من أمر خلقه {شهيدٌ} يعني شاهدٌ يعلمه ويحيط به، فلا يغرب عنه شيءٌ منه). [جامع البيان: 22/467]

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم تر أنّ اللّه يعلم ما في السّموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلاّ هو رابعهم ولا خمسةٍ إلاّ هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاّ هو معهم أين ما كانوا ثمّ ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ألم تنظر يا محمّد بعين قلبك فترى أنّ اللّه يعلم ما في السّموات وما في الأرض من شيءٍ، لا يخفى عليه صغير ذلك وكبيره؛ يقول جلّ ثناؤه: فكيف يخفى على من كانت هذه صفته أعمال هؤلاء الكافرين وعصيانهم ربّهم، ثمّ وصف جلّ ثناؤه قربه من عباده وسماعه نجواهم، وما يكتمونه النّاس من أحاديثهم، فيتحدّثونه سرًّا بينهم، فقال: {ما يكون من نجوى ثلاثةٍ}. من خلقه {إلاّ هو رابعهم}. يسمع سرّهم ونجواهم، لا يخفى عليه شيءٌ من أسرارهم {ولا خمسةٍ إلاّ هو سادسهم}. يقول: ولا يكون من نجوى خمسةٍ إلاّ هو سادسهم كذلك {ولا أدنى من ذلك}. يقول: ولا أقلّ من ثلاثةٍ {ولا أكثر} يقول: ولا أكثر من خمسةٍ {إلاّ هو معهم}. إذا تناجوا {أين ما كانوا}. يقول: في أيّ موضعٍ ومكانٍ كانوا.
وعنى بقوله: {هو رابعهم}. بمعنى أنّه مشاهدهم بعلمه، وهو على عرشه.
- كما حدّثني عبد اللّه بن أبي زيادٍ، قال: حدّثني نصر بن ميمونٍ المضروب، قال: حدّثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان، عن الضّحّاك، في قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثةٍ}. إلى قوله: {هو معهم} قال: هو فوق العرش وعلمه معهم {أين ما كانوا ثمّ ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ}.
وقوله: {ثمّ ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة}. يقول تعالى ذكره: ثمّ يخبر هؤلاء المتناجين وغيرهم بما عملوا من عملٍ ممّا يحبّه ويسخطه يوم القيامة، {إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٍ} يقول: إنّ اللّه بنجواهم وأسرارهم، وسرائر أعمالهم، وغير ذلك من أمورهم وأمور عباده عليمٌ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثةٍ} فقرأت قرّاء الأمصار ذلك {ما يكون من نجوى}. بالياء، خلا أبي جعفرٍ القارئ، فإنّه قرأه: (ما تكون) بالتّاء. والياء هي الصّواب في ذلك، لإجماع الحجّة عليها، ولصحّتها في العربيّة). [جامع البيان: 22/467-469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الضحاك {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} قال: هو الله على العرش وعلمه معهم). [الدر المنثور: 14/316-317]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 07:30 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كبتوا...}.غيظوا وأحزنوا يوم الخندق {كما كبت الّذين من قبلهم} يريد: من قاتل الأنبياء من قبلهم). [معاني القرآن: 3/139]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كبتوا}: أهلكوا، {كما كُبِت}: كما اهلك). [مجاز القرآن: 2/255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كبتوا}: أهلكوا). [غريب القرآن وتفسيره: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({كبتوا} قال أبو عبيدة: أهلكوا.
وقال غيره: غيظوا وأخزوا.وقد تقدم ذكر هذا في سورة آل عمران). [تفسير غريب القرآن: 457]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ الّذين يحادّون اللّه ورسوله كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بيّنات وللكافرين عذاب مهين} معنى (كبتوا) أذلّوا وأخزوا بالعذاب وبأن غلبوا، كما نزل بمن قبلهم ممن حادّ اللّه.
ومعنى {يحادّون اللّه} ويشاقون الله أي هم في غير الحدّ الذي يكون فيه أولياء اللّه، وكذلك يشّاقون يكونون في الشق الذي فيه أعداء اللّه). [معاني القرآن: 5/136]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({كبتوا} أي: غيظوا). [ياقوتة الصراط: 507]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كُبِتُوا} أي أُهلكوا. وقيل: غيظوا وأحزنوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 263]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُحَادُّونَ}: يحاربون. {كُبِتُوا}: أهلكوا). [العمدة في غريب القرآن: 301]

تفسير قوله تعالى:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يوم يبعثهم اللّه جميعا فينبّئهم بما عملوا أحصاه اللّه ونسوه واللّه على كلّ شيء شهيد}
(يوم) منصوب بمعنى قوله: وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم اللّه جميعا)، أي يبعثهم مجتمعين في حال واحدة.(فينبّئهم بما عملوا).أي يخبرهم بذلك ليعلموا وجوب الحجة عليهم). [معاني القرآن: 5/136]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما يكون من نّجوى...} القراء على الياء في بكون، وقرأها بعضهم: ما تكون؛ لتأنيث: النجوى.
وقوله: {ثلاثةٍ...} إن شئت خفضتها على أنها من نعت النجوى، وإن شئت أضفت النجوى إليها، ولو نصبت على أنها لكان ـ كان صوابا.
وقوله: {ولا خمسةٍ إلاّ هو سادسهم...}.
وهي في قراءة عبد الله: "ولا أربعة إلاّ هو خامسهم" لأن المعنى غير مضمور له، فكفى ذكر بعض العدد من بعض.وقوله: {ولا أدنى من ذلك ولا أكثر...}.موضع: أدنى، وأكثر. خفض لاتباعه: الثلاثة، والخمسة، ولو رفعه رافع كان صواباً، كما قيل: {ما لكم من إله غيره}، كأنه قال: ما لكم إله غيره). [معاني القرآن: 3/140]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ألم تر أنّ اللّه يعلم ما في السّماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم ولا خمسة إلّا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلّا هو معهم أين ما كانوا ثمّ ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إنّ اللّه بكلّ شيء عليم}أي يعلم كل ما في السّماوات وكل ما في الأرض مما ظهر للعباد ومما بطن.
وقوله عزّ وجلّ: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم} أي ما يكون من خلوة ثلاثة يسرون شيئا ويتناجون به إلا وهو رابعهم عالم به، وهو في كل مكان، أي بالعلم.ونجوى مشتق من النجوة وهو ما ارتفع وتنحّى تقول: فلان من هذا المكان بنجوة إذا كانت ناحية منه فمعنى تناجون يتخالون بما يريدون.وذكر الله هذه الآية لأن المنافقين واليهود كانوا يتناجون، فيوهمون المسلمين أنهم يتناجون فيما يسوءهم ويؤذيهم فيحزنون لذلك، فنهي الله عزّ وجلّ - عق تلك النجوى فعاد المنافقون واليهود إلى ذلك فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم قد عادوا في مثل تلك النجوى بعينها فقال: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرّسول وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير} ). [معاني القرآن: 5/136-137]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 07:33 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال سحيم بن وثيل اليربوعي، وأدرك الإسلام:
...
ظلت نساؤهم والقوم أنجية = يعدى عليها كما يعدى على النعم
...
وواحد الأنجية نجي. كما ترى وهم جماعة يتناجون، كما قال تعالى: {خلصوا نجيا} والأنجية: جماعة النجي، كأنهم الجماعات. قال الراجز:
إني إذا ما القوم كانوا أنجيه
ومنه النجوى: أي الجماعة يتناجون، قال عز وجل: {وإذ هم نجوى} والنجوى أيضا: المناجاة. قال: {وأسروا النجوى} وقال: {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} وأما قوله تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة} فيمكن أن يعني الجماعة، ويمكن المناجاة يحتمل المعنيين، أبو حاتم:
كما يعدى على الغنم). [النوادر في اللغة: 158-160] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب اشتقاقك للعدد اسم الفاعل

كقولك: هذا ثاني اثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة
اعلم أنك إذا قلت: هذا ثاني اثنين، فمعنى هذا: أحد اثنين؛ كما قال الله عز وجل: {إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين} وقال: عز وجل: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} على هذا: فإن قلت: هذا ثالث اثنين فعلى غير هذا الوجه. إنما معناه: هذا الذي جاء إلى اثنين فثلثهما فمعناه الفعل. وكذلك هذا رابع ثلاثة. ورابعٌ ثلاثةٌ يا فتى، لأن معناه: أنه ربعهم، وثلثهم. وعلى هذا قوله عز وجل: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم}. ومثله قوله عز وجل: {سيقولون ثلاثةٌ رابعهم كلبهم}.
وتلك الأولى لا يجوز أن تنصب بها؛ لأن المعنى: أحد ثلاثة وأحد أربعة). [المقتضب: 2/179-180] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
حمال ألوية شهاد أندية = قوال محكمة جواب آفاق
...
وروي شهاد أنجية يعني المجالس، التي يتناجى فيها، أي يتسار، والمناجاة السرار ومنه {يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم} أي: تساررتم، ومنه الحديث: ((لا يتناج اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه))، ومنه: {وما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم}، ومنه {خلصوا نجيًا} وأنجية جمع نجي). [شرح المفضليات: 14-15] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 07:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 07:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 07:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 07:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إنّ الّذين يحادّون اللّه ورسوله كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ وللكافرين عذابٌ مهينٌ (5) يوم يبعثهم اللّه جميعاً فينبّئهم بما عملوا أحصاه اللّه ونسوه واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ (6) ألم تر أنّ اللّه يعلم ما في السّماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلاّ هو رابعهم ولا خمسةٍ إلاّ هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاّ هو معهم أين ما كانوا ثمّ ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ (7)
هذه الآيات نزلت في منافقين وقوم من اليهود كانوا في المدينة يتمرسون برسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ويتربصون بهم الدوائر، ويدبرون عليهم ويتمنون فيهم المكروه ويتناجون بذلك، فنزلت هذه الآيات إلى آخر أمر النجوى فيهم، والمحادة: أن يعطي الإنسان صاحبه حد قوله أو سلاحه وسائر أفعاله. وقال قوم: هو أن يكون الإنسان في حد، وصاحبه في حد مخالف. و: كبت الرجل: إذا بقي خزيان يبصر ما يكره ولا يقدر على دفعه. وقال قوم منهم أبو عبيدة أصله كبدوا، أي أصابهم داء في أكبادهم، فأبدلت الدال تاء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا غير قوي.
و: الّذين من قبلهم سابقوا الأمم الماضية الذين حادوا الرسل قديما.
وقوله تعالى: وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ يريد في هذا القرآن، فليس هؤلاء المنافقون بأعذر من المتقدمين). [المحرر الوجيز: 8/ 247-248]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: يوم يبعثهم اللّه العامل في: يوم قوله: مهينٌ، ويحتمل أن يكون فعلا مضمرا تقديره: اذكر. وقوله: ونسوه نسيان على بابه، لأن الكافر لا يحفظ تفاصيل أعماله.
ولما أخبر تعالى أنه على كلّ شيءٍ شهيدٌ وقف محمد عليه السلام توقيفا تشاركه فيه أمته.
وقوله تعالى: من نجوى ثلاثةٍ، يحتمل من نجوى أن يكون مصدرا مضافا إلى ثلاثةٍ، كأنه قال: من سرار ثلاثة، ويحتمل نجوى أن يكون المراد به جمعا من الناس مسمى بالمصدر كما قال في آية أخرى: وإذ هم نجوى [الإسراء: 47] أي أولو نجوى، فيكون قوله تعالى: ثلاثةٍ على هذا بدلا من نجوى وفي هذا نظر.
وقوله تعالى: إلّا هو رابعهم أي بعلمه وإحاطته ومقدرته.
وقرأ جمهور الناس: «ما يكون» وقرأ أبو جعفر القارئ وأبو جيوة: «ما تكون» بالتاء منقوطة من فوق.
وفي مصحف ابن مسعود: «ولا أربعة إلا الله خامسهم»، وكذلك: «إلا الله رابعهم»، و: «إلا الله سادسهم».
وقرأ جمهور القراء: «ولا أكثر» عطفا على اللفظ المخفوض، وقرأ الأعمش والحسن وابن أبي إسحاق: «ولا أكثر» بالرفع عطفا على الموضع، لأن التقدير ما يكون نجوى، ومن جعل النجوى مصدرا محضا قدر قبل أدنى فعلا تقديره: ولا يكون أدنى. وقرأ الخليل بن أحمد: «ولا أكبر»، بالباء واحدة من تحت، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 8/ 248-249]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 07:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 07:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين يحادّون اللّه ورسوله كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ وللكافرين عذابٌ مهينٌ (5) يوم يبعثهم اللّه جميعًا فينبّئهم بما عملوا أحصاه اللّه ونسوه واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ (6) ألم تر أنّ اللّه يعلم ما في السّماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلّا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلّا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلّا هو معهم أين ما كانوا ثمّ ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ (7)}
يخبر تعالى عمّن شاقّوا اللّه ورسوله وعاندوا شرعه {كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم} أي: أهينوا ولعنوا وأخزوا، كما فعل بمن أشبههم ممّن قبلهم {وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ} أي: واضحاتٍ لا يخالفها ولا يعاندها إلّا كافرٌ فاجرٌ مكابرٌ، {وللكافرين عذابٌ مهينٌ} أي: في مقابلة ما استكبروا عن اتّباع شرع اللّه، والانقياد له، والخضوع لديه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 41]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {يوم يبعثهم اللّه جميعًا} وذلك يوم القيامة، يجمع اللّه الأوّلين والآخرين في صعيدٍ واحدٍ، {فينبّئهم بما عملوا} أي: يخبرهم بالّذي صنعوا من خيرٍ وشرٍّ {أحصاه اللّه ونسوه} أي: ضبطه اللّه وحفظه عليهم، وهم قد نسوا ما كانوا عليه، {واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} أي: لا يغيب عنه شيءٌ، ولا يخفى ولا ينسى شيئًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 41]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى مخبرًا عن إحاطة علمه بخلقه واطّلاعه عليهم، وسماعه كلامهم، ورؤيته مكانهم حيث كانوا وأين كانوا، فقال: {ألم تر أنّ اللّه يعلم ما في السّماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثةٍ}
أي: من سرّ ثلاثةٍ {إلا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} أي: يطّلع عليهم يسمع كلامهم وسرّهم ونجواهم، ورسله أيضًا مع ذلك تكتب ما يتناجون به، مع علم اللّه وسمعه لهم، كما قال: {ألم يعلموا أنّ اللّه يعلم سرّهم ونجواهم وأنّ اللّه علام الغيوب} [التّوبة: 78] وقال {أم يحسبون أنّا لا نسمع سرّهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} [الزّخرف: 80]؛ ولهذا حكى غير واحدٍ الإجماع على أنّ المراد بهذه الآية معيّة علم اللّه تعالى ولا شكّ في إرادة ذلك ولكنّ سمعه أيضًا مع علمه محيطٌ بهم، وبصره نافذٌ فيهم، فهو، سبحانه، مطّلعٌ على خلقه، لا يغيب عنه من أمورهم شيءٌ.
ثمّ قال: {ثمّ ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ} قال الإمام أحمد: افتتح الآية بالعلم، واختتمها بالعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 41-42]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة