العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:21 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المرسلات [ من الآية (1) إلى الآية (15) ]

{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:22 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/32] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والمرسلات عرفا قال الريح فالعاصفات عصفا قال الريح والناشرات نشرا قال الريح فالملقيات ذكرا قال الملائكة تلقي القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/340]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والمرسلات عرفًا (1) فالعاصفات عصفًا (2) والنّاشرات نشرًا (3) فالفارقات فرقًا (4) فالملقيات ذكرًا عذرًا أو نذرًا}.
اختلف أهل التّأويل في معنى قول اللّه: {والمرسلات عرفًا} فقال بعضهم: معنى ذلك: والرّياح المرسلات يتبع بعضها بعضًا، قالوا: والمرسلات: هي الرّياح.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، أنّه سأل ابن مسعودٍ فقال: {والمرسلات عرفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: حدّثنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين أنّه سأل عبد اللّه بن مسعودٍ، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه بن مسعودٍ، فذكر نحوه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {والمرسلات عرفًا}. يعني: الرّيح.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن معاذٍ، قال: حدّثني أبي، عن شعبة، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، صاحب الكلبيّ في قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {والمرسلات عرفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه عن {المرسلات عرفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: هي الرّيح.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: والملائكة الّتي ترسل بالعرف.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلمٍ، قال: كان مسروقٌ يقول في المرسلات: هي الملائكة.
- حدّثنا إسرائيل بن أبي إسرائيل، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، في قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: الملائكة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ ووكيعٌ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، في قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: هي الرّسل ترسل بالعرف.
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ السّكّريّ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد، عن إسماعيل، قال: سألت أبا صالحٍ عن قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: هي الرّسل ترسل بالمعروف.
قالوا: فتأويل الكلام والملائكة الّتي أرسلت بأمر اللّه ونهيه، وذلك هو العرف.
وقال بعضهم: عني بقوله: {عرفًا} متتابعًا كعرف الفرس، كما قالت العرب: النّاس إلى فلانٍ عرفٌ واحدٌ، إذا توجّهوا إليه فأكثروا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن داود بن الزّبرقان، عن صالح، عن ابن بريدة، في قوله: {عرفًا} قال: يتبع بعضها بعضًا.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إنّ اللّه تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عرفًا، وقد ترسل عرفًا الملائكة، وترسل كذلك الرّياح، ولا دلالة تدلّ على أنّ المعنيّ بذلك أحد الجنسين دون الآخر؛ وقد عمّ جلّ ثناؤه بإقسامه بكلّ ما كانت صفته ما وصف، فكلّ من كان صفته كذلك، فداخلٌ في قسمه ذلك ملكًا أو ريحًا أو رسولاً من بني آدم مرسلاً). [جامع البيان: 23/580-583]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا المسعودي عن سلمة بن كهيل عن أبي العبيدين قال سألت ابن مسعود عن المرسلات عرفا قال الريح فقلت فالعاصفات عصفا فقال الريح فقلت فالناشرات نشرا قال الريح فقلت فالفارقات فرقا قال حسبك). [تفسير مجاهد: 715]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس قاسم بن القاسم السّيّاريّ، ثنا محمّد بن موسى الباشانيّ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، ثنا الحسين بن واقدٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {والمرسلات عرفًا} [المرسلات: 1] قال: «هي الملائكة أرسلت بالمعروف» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/555]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وأخرج الحاكم بإسنادٍ صحيحٍ عن أبي هريرة قال المرسلات عرفًا الملائكة أرسلت بالمعروف). [فتح الباري: 8/686]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والمرسلات: الرّياح الشديدات الهبوب). [عمدة القاري: 19/272]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: (عرفا) نصب على الحال أي: المرسلات يتبع بعضها بعضًا حال كونها كعرف الفرس، وعلى تفسير المرسلات بالملائكة يكون نصبا على التّعليل، أي: لأجل العرف أي: المعروف والإحسان). [عمدة القاري: 19/272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الملائكة أرسلت بالمعروف). [الدر المنثور: 15/173-174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرياح ثمان أربع منها عذاب وأربع منها رحمة فالعذاب منها العاصف والصرصر والعقيم والقاصف والرحمة منها الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات، فيرسل الله المرسلات فتثير السحاب ثم يرسل المبشرات فتلقح السحاب ثم يرسل الذاريات فتحمل السحاب فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر وهي اللواقح ثم يرسل الناشرات فتنشر ما أراد). [الدر المنثور: 15/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: حسبك). [الدر المنثور: 15/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة فرقت بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة بالتنزيل). [الدر المنثور: 15/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح). [الدر المنثور: 15/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مسروق {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الشيخ في العظمة، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الرسل ترسل بالمعروف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: المطر {فالفارقات فرقا} قال: الرسل). [الدر المنثور: 15/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176]

تفسير قوله تعالى: (فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/32] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالعاصفات عصفًا}. يقول جلّ ذكره: فالرّياح العاصفات عصفًا، يعني الشّديدات الهبوب السّريعات المرّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن خالدٍ بن عرعرة، أنّ رجلاً قام إلى عليٍّ رضي اللّه عنه، فقال: ما العاصفات عصفًا؟ قال: الرّيح.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، أنّه سأل عبد اللّه بن مسعودٍ، فقال: ما العاصفات عصفًا؟ قال: الرّيح.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، عن عبد اللّه، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين قال: سألت عبد اللّه بن مسعودٍ، فذكر مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه، فذكر مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: {فالعاصفات عصفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، {فالعاصفات عصفًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ، قال: أخبرنا محمّد بن يزيد، عن إسماعيل قال: سألت أبا صالحٍ عن قوله: {فالعاصفات عصفًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن معاذٍ، قال: حدّثني أبي، عن شعبة، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي صالحٍ صاحب الكلبيّ، في قوله: {فالعاصفات عصفًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، قال: حدّثنا أبو معاوية الضّرير وسعيد بن محمّدٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {فالعاصفات عصفًا}. قال: هي الرّيح.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، مثله.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ رضي اللّه عنه {فالعاصفات عصفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فالعاصفات عصفًا}. قال: الرّياح.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله). [جامع البيان: 23/583-585]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة قال سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله عز وجل فالعاصفات عصفا قال يعني الريح). [تفسير مجاهد: 715]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، ثنا سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، قال: قام رجلٌ إلى عليٍّ رضي اللّه عنه، فقال: ما العاصفات عصفًا؟ قال: «الرّياح» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/555]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ- رضي اللّه عنه- قال: "العاصفات عصفًا: الرّياح ... " فذكره في حديثٍ طويلٍ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/297]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ رضي الله عنه قال: {فالعاصفات عصفًا}: الرّياح ذكره في حديثٍ طويلٍ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرياح ثمان أربع منها عذاب وأربع منها رحمة فالعذاب منها العاصف والصرصر والعقيم والقاصف والرحمة منها الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات، فيرسل الله المرسلات فتثير السحاب ثم يرسل المبشرات فتلقح السحاب ثم يرسل الذاريات فتحمل السحاب فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر وهي اللواقح ثم يرسل الناشرات فتنشر ما أراد). [الدر المنثور: 15/174] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: حسبك). [الدر المنثور: 15/174] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن راهويه، وابن المنذر، وعبد بن حميد والبيهقي في الشعب والحاكم وصححه عن خالد بن عرعرة رضي الله عنه قال: قام رجل إلى علي فقال: ما العاصفات عصفا، قال: الرياح). [الدر المنثور: 15/174-175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الشيخ في العظمة، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الرسل ترسل بالمعروف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: المطر {فالفارقات فرقا} قال: الرسل). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/32] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والنّاشرات نشرًا}. اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: عني بالنّاشرات نشرًا: الرّيح.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، أنّه سأل ابن مسعودٍ عن {النّاشرات نشرًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، عن ابن مسعودٍ، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه بن مسعودٍ، فذكر مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه، فذكر مثله.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {والنّاشرات نشرًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن معاذٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شعبة، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، صاحب الكلبيّ، في قوله: {والنّاشرات نشرًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {والنّاشرات نشرًا}. قال: الرّياح.
وقال آخرون: هي المطر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد، عن إسماعيل، قال: سألت أبا صالحٍ عن قوله: {والنّاشرات نشرًا}. قال المطر.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ {والنّاشرات نشرًا}. قال: هي المطر.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ مثله.
وقال آخرون: بل هي الملائكة الّتي تنشر الكتب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن هشامٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، {والنّاشرات نشرًا}. قال: الملائكة تنشر الكتب.
وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه تعالى ذكره أقسم بالنّاشرات نشرًا، ولم يخصّص شيئًا من ذلك دون شيءٍ، فالرّيح تنشر السّحاب، والمطر ينشر الأرض، والملائكة تنشر الكتب، ولا دلالة من وجهٍ يجب التّسليم له على أنّ المراد من ذلك بعضٌ دون بعضٍ، فذلك على كلّ ما كان ناشرًا). [جامع البيان: 23/585-587]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والناشرات. الرّياح اللينة). [عمدة القاري: 19/272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: حسبك). [الدر المنثور: 15/174] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الشيخ في العظمة، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الرسل ترسل بالمعروف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: المطر {فالفارقات فرقا} قال: الرسل). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/32] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالفارقات فرقًا}. اختلف أهل التّأويل في معناه، فقال بعضهم: عني بذلك: الملائكة الّتي تفرّق بين الحقّ والباطل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، {فالفارقات فرقًا}. قال: الملائكة.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ {فالفارقات فرقًا} قال: الملائكة.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فالفارقات فرقًا}. قال: الملائكة.
وقال آخرون: بل عني بذلك القرآن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فالفارقات فرقًا}. يعني: القرآن ما فرّق اللّه فيه بين الحقّ والباطل.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم ربّنا جلّ ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحقّ والباطل، ولم يخصّص بذلك منهنّ بعضًا دون بعضٍ، فذلك قسمٌ بكلّ فارقةٍ بين الحقّ والباطل، ملكًا كان أو قرآنًا، أو غير ذلك). [جامع البيان: 23/587-588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: حسبك). [الدر المنثور: 15/174] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة فرقت بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة بالتنزيل). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الشيخ في العظمة، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الرسل ترسل بالمعروف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: المطر {فالفارقات فرقا} قال: الرسل). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالملقيات ذكرًا}. يقول: فالمبلّغات وحي اللّه رسله، وهي الملائكة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فالملقيات ذكرًا}. يعني: الملائكة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فالملقيات ذكرًا}. قال: هي الملائكة، تلقي الذّكر على الرّسل وتبلّغه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فالملقيات ذكرًا}. قال: الملائكة تلقي القرآن.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {فالملقيات ذكرًا}. قال: الملائكة). [جامع البيان: 23/588-589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة فرقت بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة بالتنزيل). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)

تفسير قوله تعالى: (عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله عذرا أو نذرا قال عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [تفسير عبد الرزاق: 2/340]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عذرًا أو نذرًا}. يقول تعالى ذكره: فالملقيات ذكرًا إلى الرّسل إعذارًا من اللّه إلى خلقه، وإنذارًا منه لهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {عذرًا أو نذرًا}. قال: عذرًا من اللّه، ونذرًا منه إلى خلقه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {عذرًا أو نذرًا} عذرًا للّه على خلقه، ونذرًا للمؤمنين ينتفعون به، ويأخذون به.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {عذرًا أو نذرًا}. يعني: الملائكة.
واختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة والشّام وبعض المكّيّين وبعض الكوفيّين: {عذرًا} بالتّخفيف، (أو نذرًا) بالتّثقيل. وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة وبعض البصريّين بتخفيفهما، وقرأه آخرون من أهل البصرة بتثقيلهما والتّخفيف فيهما أعجب إليّ وإن لم أدفع صحّة التّثقيل لأنّهما مصدران بمعنى الإعذار والإنذار). [جامع البيان: 23/589-590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف والإبتداء والحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن زيد بن ثابت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أنزل القرآن بالتفخيم.
قال عمار بن عبد الملك: كهيئته عذرا ونذرا والصدفين وألا له الخلق والأمر وأشباه هذا في القرآن). [الدر المنثور: 15/176-177]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّما توعدون لواقعٌ (7) فإذا النّجوم طمست (8) وإذا السّماء فرجت (9) وإذا الجبال نسفت (10) وإذا الرّسل أقّتت (11) لأيّ يومٍ أجّلت (12) ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}.
يقول تعالى ذكره: {والمرسلات عرفًا}، إنّ الّذي توعدون أيّها النّاس من الأمور لواقعٌ، وهو كائنٌ لا محالة، يعني بذلك يوم القيامة، وما ذكر اللّه أنّه أعدّ لخلقه يومئذٍ من الثّواب والعذاب). [جامع البيان: 23/590]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإذا النّجوم طمست}. يقول: فإذا النّجوم ذهب ضياؤها، فلم يكن لها نورٌ ولا ضوءٌ). [جامع البيان: 23/590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {فإذا النجوم طمست} قال: تطمس فيذهب نورها). [الدر المنثور: 15/177]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإذا السّماء فرجت}. يقول: وإذا السّماء شققت وصدعت). [جامع البيان: 23/591]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإذا الجبال نسفت} يقول: وإذا الجبال نسفت من أصلها، فكانت هباءً منبثًّا). [جامع البيان: 23/591]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإذا الرّسل أقّتت} يقول تعالى ذكره: وإذا الرّسل أجّلت للاجتماع لوقتها يوم القيامة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإذا الرّسل أقّتت}. يقول: جمعت.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى،؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أقّتت}. قال: أجّلت.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، قال: قال مجاهدٌ {وإذا الرّسل أقّتت}. قال: أجّلت.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ،؛ وحدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، جميعًا عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {وإذا الرّسل أقّتت}. قال: أوعدت.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإذا الرّسل أقّتت}. قال: أقّتت ليوم القيامة، وقرأ: {يوم يجمع اللّه الرّسل}. قال: والأجل: الميقات، وقرأ: {يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنّاس والحجّ} وقرأ: {إلى ميقات يومٍ معلومٍ}. قال: إلى يوم القيامة، قال: لهم أجلٌ إلى ذلك اليوم حتّى يبلغوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، في قوله: {وإذا الرّسل أقّتت}. قال: وعدت.
واختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة غير أبي جعفرٍ، وعامّة قرّاء الكوفة: {أقّتت} بالألف وتشديد القاف، وقرأه بعض قرأة البصرة بالواو وتشديد القاف: (وقّتت) وقرأه أبو جعفرٍ: (وقتت) بالواو وتخفيف القاف.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ كلّ ذلك قراءاتٌ معروفاتٌ ولغاتٌ مشهوراتٌ بمعنى واحدٍ، فبأيّتها قرأ القارئ فمصيبٌ، وإنّما هو فعّلت من الوقت، غير أنّ من العرب من يستثقل ضمّة الواو، كما يستثقل كسرة الياء في أوّل الحرف فيهمزها، فيقول: هذه أجوهٌ حسانٌ، بالهمزة، وينشد بعضهم:
يحلّ أحيده ويقال بعلٌ = ومثل تموّلٍ منه افتقار). [جامع البيان: 23/591-592]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم النخعي في قوله: {وإذا الرسل أقتت} قال: وعدت). [الدر المنثور: 15/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {أقتت} قال: أجلت). [الدر المنثور: 15/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {أقتت} قال: جمعت). [الدر المنثور: 15/177]

تفسير قوله تعالى: (لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لأيّ يومٍ أجّلت}. يقول تعالى ذكره معجّبًا عباده من هول ذلك اليوم وشدّته: لأيّ يومٍ أجّلت الرّسل ووقّتت، ما أعظمه وأهوله). [جامع البيان: 23/593]

تفسير قوله تعالى: (لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ بيّن ذلك: وأيّ يومٍ هو؟ فقال: أجّلت {ليوم الفصل}. يقول: ليومٍ يفصل اللّه فيه بين خلقه القضاء، فيأخذ للمظلوم من الظّالم، ويجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لأيّ يومٍ أجّلت (12) ليوم الفصل} يومٌ يفصل فيه بين النّاس بأعمالهم إلى الجنّة وإلى النّار). [جامع البيان: 23/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {ليوم الفصل} قال: يوم يفصل الله فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار {وما أدراك ما يوم الفصل} قال: يعظهم بذلك {ويل يومئذ للمكذبين} قال: ويل لهم والله ويلا طويلا). [الدر المنثور: 15/178]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما أدراك ما يوم الفصل}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وأيّ شيءٍ أدراك يا محمّد ما يوم الفصل، معظّمًا بذلك أمره، وشدّة هوله.
- كما: حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما أدراك ما يوم الفصل} تعظيمًا لذلك اليوم). [جامع البيان: 23/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {ليوم الفصل} قال: يوم يفصل الله فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار {وما أدراك ما يوم الفصل} قال: يعظهم بذلك {ويل يومئذ للمكذبين} قال: ويل لهم والله ويلا طويلا). [الدر المنثور: 15/178] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}. يقول تعالى ذكره: الوادي الّذي يسيل في جهنّم من صديد أهلها للمكذّبين بيوم الفصل، يوم الفصل.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} ويلٌ واللّه طويلٌ). [جامع البيان: 23/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {ليوم الفصل} قال: يوم يفصل الله فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار {وما أدراك ما يوم الفصل} قال: يعظهم بذلك {ويل يومئذ للمكذبين} قال: ويل لهم والله ويلا طويلا). [الدر المنثور: 15/178] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن مسعود قال: ويل واد في جهنم يسيل فيه صديد أهل النار فجعل للمكذبين والله أعلم). [الدر المنثور: 15/178]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:23 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والمرسلات عرفاً...} يقال: هي الملائكة، وأما قوله: {عرفا} فيقال: أرسلت بالمعروف، ويقال: تتابعت كعرف الفرس، والعرب تقول: تركت الناس إلى فلان عرفا واحداً، إذا توجهوا إليه فأكثروا). [معاني القرآن: 3/221]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والنّاشرات نشراً...} وهي: الرياح التي تأتي بالمطر). [معاني القرآن: 3/222]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالفارقات فرقاً...} وهي: الملائكة، تنزل بالفرق، بالوحي ما بين الحلال والحرام وبتفصيله، وهي أيضاً). [معاني القرآن: 3/222]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({فالملقيات ذكراً...} هي: الملائكة تلقي الذكر إلى الأنبياء). [معاني القرآن: 3/222]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (قوله {المرسلات}هي الملائكة والريح.
{عرفاً} يتبع بعضه بعضاً يقال: جاءوني عرفاً). [مجاز القرآن: 2/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): {والمرسلات عرفاً} {فالعاصفات عصفاً} {والنّاشرات نشراً} {فالفارقات فرقاً} {فالملقيات ذكراً} {عذراً أو نذراً} قسمٌ على {إنّما توعدون لواقعٌ} ). [معاني القرآن: 4/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والمرسلات عرفا}: قالوا الرياح. وقالوا الرسل ترسل بالمعروف). [غريب القرآن وتفسيره: 406]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فالعاصفات}: الريح). [غريب القرآن وتفسيره: 406]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والناشرات نشرا}: قالوا الريح. وقالوا المطر). [غريب القرآن وتفسيره: 406]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({المرسلات}: الملائكة، عرفاً أي متتابعة. يقال: هم إليه عرف واحد. ويقال: أرسلت بالعرف، أي بالمعروف). [تفسير غريب القرآن: 505]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالعاصفات عصفاً...} وهي الرياح). [معاني القرآن: 3/221]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فالعاصفات عصفاً} الريح). [مجاز القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{فالعاصفات}: الرياح). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{النّاشرات}: الرياح التي تأتي بالمطر، من قوله: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشراً بين يدي رحمته}). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالفارقات فرقاً} [هي]: الملائكة تنزل، تفرق ما بين الحلال والحرام). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالملقيات ذكراً} هي: الملائكة أيضا، تلقي الوحي إلى الأنبياء). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1] يعني الملائكة، يريد: أنها متتابعة يتلو بعضها بعضا بما ترسل به من أمر الله عز وجل.
وأصل هذا من عرف الفرس، لأنه سطر مستو بعضه في إثر بعض. فاستعير للقوم يتبع بعضهم بعضا.
ومنه يقول الناس: هم إليه عرف واحد، إذا كثروا وتتابعوا في توجّههم إليه.
ويقال: أرسلت بالعرف أي بالمعروف). [تأويل مشكل القرآن: 166]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قال أبو إسحاق: قوله عزّ وجلّ: {والمرسلات عرفا}
جاء في التفسير أنها الرياح أرسلت كعرف الفرس، وكذلك:{فالعاصفات عصفا * والنّاشرات نشرا} الرياح تأتي بالمطر كما قال عزّ وجلّ: {وهو الّذي أرسل الرّياح بشرا بين يدي رحمته}.
وقوله:{فالفارقاتِ فرقا} يعنى به الملائكة جاءت بما يفرق بين الحق والباطل، وكذلك {فالملقيات ذكرا} يعني الملائكة.
وقيل في تفسير {والمرسلات} أنها الملائكة أرسلت بالمعروف. وقيل: إنها لعرف الفرس.
وقيل - {فالعاصفات عصفا} الملائكة تعصف بروح الكافر؛ والباقي إلى آخر الآيات يعنى به الملائكة أيضا.
وفيه وجه ثالث، {والمرسلات عرفا} يعني به الرسل. {فالعاصفات عصفا} الرياح، {فالناشرات نشرا} الرياح.
{فالفارقات فرقا} على هذا - التفسير الرسل أيضا. وكذلك {فالملقيات ذكرا}.
وهذه كلها مجرورة على جهة القسم، وجواب القسم {إنّما توعدون لواقع (7)} وقال بعض أهل اللغة: المعنى وربّ المرسلات، وهذه الأشياء كما قال: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقّ}.
وقرئت (عَرْفًا) و(عُرفًا) والمعنى واحد في العرف والعرف). [معاني القرآن: 5/265-266]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالْمُرْسَلَاتِ} الملائكة. {عُرْفاً} متتابعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 289]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والْعَاصِفَاتِ} الرياح. ومثله {وَالنَّاشِرَاتِ} إلا أن هذه تأتي بالمطر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 289]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالْفَارِقَاتِ} الملائكة. وكذلك {فَالْمُلْقِيَاتِ}). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 289]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((العُرْف): المعروف). [العمدة في غريب القرآن: 329]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْعَاصِفَاتِ}: الريح). [العمدة في غريب القرآن: 329]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّاشِرَاتِ}: السحاب). [العمدة في غريب القرآن: 329]

تفسير قوله تعالى: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {عذراً أو نذراً...} خففه الأعمش، وثقل عاصم: (النّذر) وحده. وأهل الحجاز والحسن يثقلون (عذراً أو نذراً). وهو مصدر مخففاً كان أو مثقلا. ونصب {عذراً أو نذراً} أي: أرسلت بما أرسلت به إعذاراً من الله وإنذاراً). [معاني القرآن: 3/222]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({والمرسلات عرفاً}، {فالعاصفات عصفاً}، {والنّاشرات نشراً}، {فالفارقات فرقاً}، {فالملقيات ذكراً}، {عذراً أو نذراً} قسمٌ على {إنّما توعدون لواقعٌ}). [معاني القرآن: 4/42](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({عذراً أو نذراً}: إعذارا من اللّه وإنذارا). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وربما كانت بمعنى واو النّسق.
كقوله: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} يريد: عذرا ونذرا. وقوله: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44] وقوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113]، أي لعلهم يتقون ويحدث لهم القرآن ذكرا.
هذا كلّه عند المفسرين بمعنى واو النّسق). [تأويل مشكل القرآن: 544](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {عذرا أو نذرا}
وقرئت عذرا أو نذرا. فمعناهما المصدر، والعذر والعذار بمعنى واحد. ونصب {عُذراً أو نُذرًا} على ضربين:
أحدهما: مفعول على البدل من قوله ذكرا. المعنى فالملقيات عذرا أو نذرا، ويكون نصبا بذكرا، فالمعنى فالملقيات أن ذكرت عذرا ونذرا.
ويجوز أن يكون نصب عذرا أو نذرا على المفعول له، فيكون المعنى فالملقيات ذكرا للإعذار والإنذار). [معاني القرآن: 5/266]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({عذرا أو نذرا} أي: إعذارا وإنذارا). [ياقوتة الصراط: 549]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): {والمرسلات عرفاً}، {فالعاصفات عصفاً}، {والنّاشرات نشراً}، {فالفارقات فرقاً} {فالملقيات ذكراً}، {عذراً أو نذراً} قسمٌ على {إنّما توعدون لواقعٌ}). [معاني القرآن: 4/42](م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ([وقال] {فإذا النّجوم طمست} فأضمر الخبر والله أعلم). [معاني القرآن: 4/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فإذا النّجوم طمست} أي ذهب ضوءها: كما يطمس الأثر حتى يذهب). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: (فإذا النّجوم طمست} معناه أذهبت وغطيت). [معاني القرآن: 5/266]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا السّماء فرجت} أي فتحت). [تفسير غريب القرآن: 505]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا السّماء فرجت} معناه شقّت كما قال عزّ وجلّ: (إذا السّماء انشقّت)). [معاني القرآن: 5/266]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الجبال نسفت} ذهب بها كلها بسرعة، يقال انتسفت الشيء إذا أخذته كله بسرعة). [معاني القرآن: 5/266]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا الرّسل أقّتت...} اجتمع القراء على همزها، وهي في قراءة عبد الله: (وقّتت) بالواو، وقرأها أبو جعفر المدني: (وقتت) بالواو خفيفة، وإنما همزت لأن الواو إذا كانت أول حرف وضمت همزت، من ذلك قولك: صلّى القوم أحدانا. وأنشدني بعضهم:
يحل أحيده، ويقال: بعلٌ = ومثل تموّلٍ منه افتقار
ويقولون: هذه أجوهٌ حسان ـ بالهمز، وذلك لأن ضمة الواو ثقيلة، كما كان كسر الياء ثقيلا.
وقوله عز وجل: {أقّتت...} جمعت لوقتها يوم القيامة). [معاني القرآن: 3/222-223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وإذا الرسل وقتت}: وقت لها وعد). [غريب القرآن وتفسيره: 406]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وإذا الرّسل أقّتت}: جمعت لوقت، وهو: يوم القيامة). [تفسير غريب القرآن: 506]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الرّسل أقّتت} وقرئت (وقّتت) بالواو، والمعنى واحد، فمن قرأ (أقّتت) بالهمز فإنه أبدل الهمزة من الواو لانضمام الواو، فكل واو انضمت وكانت ضمتها لازمة جاز أن تبدل منها همزة، ومعنى (وقّتت) جعل لها وقت وأجل). [معاني القرآن: 5/266]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((وقِّتَتْ): جعل لها وقتها). [العمدة في غريب القرآن: 329]

تفسير قوله تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لأيّ يومٍ أجّلت..} يعجب العباد من ذلك اليوم ثم قال: {ليوم الفصل...}). [معاني القرآن: 3/223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لأيّ يومٍ أجّلت}؟! [استفهام] على التعظيم لليوم، كما يقال: ليوم أيّ يوم! و{أجّلت}: أخرت). [تفسير غريب القرآن: 506]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي على مذهب الاستفهام وهو تعجب: كقوله: { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} [النبأ: 1-2]، كأنه قال: عمّ يتساءلون يا محمد؟ ثم قال: عن النبأ العظيم يتساءلون.
وقوله: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} على التعجب، ثم قال: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} أجّلت). [تأويل مشكل القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله: (لأيّ يوم أجّلت}
ثم بين فقال: {ليوم الفصل} أي أجلت القضاء فيما بينها وبين الأمم ليوم الفصل). [معاني القرآن: 5/266-267]

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي على مذهب الاستفهام وهو تعجب: كقوله: { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}، كأنه قال: عمّ يتساءلون يا محمد؟ ثم قال: عن النبأ العظيم يتساءلون.
وقوله: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} على التعجب، ثم قال: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} أجّلت). [تأويل مشكل القرآن: 279](م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14)}

تفسير قوله تعالى:{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ويل يومئذ للمكذّبين}
{ويل} مرفوع بالابتداء. و{للمكذّبين} الخبر، ويجوز في العربية (ويلا يومئذ) ولا يجيزه القراء لمخالفة المصحف). [معاني القرآن

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:26 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (في قوله: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} قال: الملائكة يتبع بعضهم بعضًا). [مجالس ثعلب: 593]

تفسير قوله تعالى: {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا}: الرياح). [مجالس ثعلب: 593]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا} قال: الملائكة أيضًا). [مجالس ثعلب: 593]

تفسير قوله تعالى: {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} قال: الملائكة تنزل بالحلال والحرام). [مجالس ثعلب: 593]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) }

تفسير قوله تعالى: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (العذر والنذر واحد، من قول الله تعالى: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} ). [مجالس ثعلب: 522]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
فألقت بكفيه المنية إذ دنا = بعضة أنياب سريع سؤورها
...
قوله سؤورها يعني فساورته هذه الحية إذ دنا الغواص من تلك اللؤلؤة فهي تسور سؤورا ومساورة وهي المواثبة قال ومن همز فقال سؤورها همز لتحرك الضمة والواو وشبهها بواوين مثل {أُقِتَت} قال أبو عبد الله قال الفراء: الواو إذا انضمت همزت وإن كان الأصل غير مهموز). [نقائض جرير والفرزدق: 518]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما الهمزة فإنها تبدل مكان كل ياءٍ، أو واو تقع طرفا بعد ألف زائدة، وذلك قولك: سَقَّاءٌ، وغزَّاءٌ.

وتبدل مكان إحدى الواوين إذا التقيا في أول كلمة، وذلك قولك في تصغير واصل: أويصل.
وكذلك تصغير واعِد: أويعد.
فإن انضمت الواو كنت في بدلها وتركه مخيرا. وذلك قولك في وجوه: أجوه. وإن شئت: وجوه، وكذلك ورقة، وأرقة، ومن ذلك قول الله عز وجل: {وإذا الرسل أقتت} إنما هو فعلت من الوقت). [المقتضب: 1/200-201]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والضمة مستثقلة في الواو، لأنها من مخرجها، وهما جميعا من أقل المخارج حروفا. ونبين هذا في بابه إن شاء الله .
فمتى انضمت الواو من غير علة فهمزها جائز. وذلك قولك في وجوع: أجوه، وفي وعد: أعد.
ومن ذلك قوله {وإذا الرسل أقتت} إنما هي فُعِّلت من الوقت، وكان أصلها وقتت.
وأما قولنا: إذا انضمت لغير علة، فإن العلة أن يحدث فيها حادث إعراب وذلك قولك: هذا غزوٌ وعدو.
ويكون لالتقاء الساكنين كقولك: اخشوا الرجل {لترون الجحيم} {ولا تنسوا الفضل بينكم}.
وإنما وجب في الأول ما لم يجب في هذا، لأن الضمة هناك لازمة). [المقتضب: 1/230-231]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: "النؤوب "يريد الذي ينوبه، وكل واو قراح لغير علةٍ فأنت فيهمزها وتركها بالخيار، تقول في جمع دارٍ: أدؤر وإن شئت لم تهمز، وكذلك النؤوب، والقؤول لانضمام الواو، فأما الواو الثانية فإنها ساكنة قبلها ضمة، وهي مدة فلا يعتد بها، ولو التقت واوان في أول كلمةٍ وليست إحداهما مدة لم يكن بد من همز الأولى، تقول في تصغير واصل وواقدٍ: أويصل وأويقد، لا بد من ذلك، فأما وجوه فأما وجوهٌ فإن شئت همزت فقلت: أجوه وإن شئت لم تهمز، قال الله عز وجل: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} المرسلات والأصل وقتت، ولو كان في غير القرآن لجاز إظهار الواو إن شئت. وقوله عز وجل: {مَا وُورِيَ عَنْهُمَا} الأعراف الواو الثانية مدة فلا يعتد بها، ولو كان في غير القرآن لجاز الهمز لانضمام الواو.
وقولي: "إذا انضممت لغير علة"، فالعلة أن تكون ضمتها إعرابًا، نحو هذا غزوٌ يا فتى، ودلو كما ترى، مما لا يجوز همزه، لأن الضمة للإعراب فليست بلازمة، أو تنضم لالتقاء الساكنين، فذلك أيضًا غير لازم، فلا يجوز همزه: نحو اخشوا الرجل: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} ومن همز من هذا شيئًا فقد أخطأ). [الكامل: 1/81-82]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: "على قبر أهبان" فهذا اسم علم كزيد وعمرو، واشتقاقه من وهب يهب، وهمز الواو لانضمامها، كقوله عز وجل: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} فهو" فعلت"، من الوقت. وقد مضى همز الواو إذا انضمت. وهو لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة، وكل شيء ينصرف فصرفه في الشعر جائز، لأن أصله كان الصرف، فلما احتيج إليه رد إلى أصله، فهذا قول البصريين. وزعم قوم أن كل شيء لا ينصرف فصرفه في الشعر جائز، إلا" أفعل" الذي معه" منك"، نحو: أفضل منك، وأكرم منك. وزعم الخليل وعليه أصحابه أن هذا إذا كانت معه" منك" بمنزلة" أحمر" لأنه إنما كمل أن يكون نعتاٌ" منك"، وأحمر لا يحتاج إليها، مع" منك" بمنزلة" أحمر" وحده، قال: والدليل على أن" منك" ليست بمانعته من الصرف أنه زال عن بناء" أفعل" انصرف، نحو قولك: مررت بخير منك، وشر منك، فلو كانت" منك" هي المانعة لمنعت هنا، فهذا قول بين جداٌ). [الكامل: 1/322]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ابن أد (وهو فعل من المودة قلبت الواو ألفًا لانضمامهما كقول الله عز وجل: {وإذا الرسل أقتت} ). [شرح المفضليات: 763]

تفسير قوله تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) }

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) }

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وللنونات أحكام نذكرها، ثم نعود إلى سائر الحروف.
اعلم أن النون إذا وليها حرف من حروف الفم فإن مخرجها معه من الخياشيم لا يصلح غير ذلك.
وذلك لأنهم كرهوا أن يجاوروا بها مالا يمكن أن يدغم معه إذا وجدوا عن ذلك مندوحة. وكان العلم بها أنها نون كالعلم بها وهي من الفم. وذلك قولك: من قال، ومن جاء؟ ولا تقول: من قال، ومن جاء؟ فتبين، وكذلك من سليمان؟ {ويلٌ يومئذٍ للمكذبين} ولا تقول: من سليمان؟ ولا {ويلٌ يومئذٍ للمكذبين} فتبين.
فإن كان معها حرف من حروف الحلق أمن عليها القلب، فكان مخرجها من الفم لا من الخياشيم لتباعد ما بينهما، وذلك قولك: من هو؟ فتظهر مع الهاء وكذلك من حاتم؟، ولا تقول: من حاتم؟ فتخفى، وكذلك من عليّ؟ وأجود القراءتين {ألا يعلم من خلق} فتبين.
وإنما قلت: أجود القراءتين، لأن قوما يجيزون إخفاءها مع الخاء والغين خاصة؛ لأنهما أقرب حروف الحلق إلى الفم فيقولون: منخل، ومنغل. وهذا عندي لا يجوز.
ولا يكون أبدا مع حروف الحلق إلا الأظهار). [المقتضب: 1/350-351]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قوله عز وجل: {ويلٌ للمطففين} وقوله: {ويلٌ يومئذٍ للمكذبين}. فإنه لا يكون فيه إلا الرفع؛ إذ كان لا يقال: دعاءٌ عليهم، ولكنه إخبارٌ بأن هذا قد ثبت لهم. فإن أضفت فقلت: ويله، وويحه، لم يكن إلا نصباً؛ لأن وجه الرفع قد بطل بأنه لا خبر له، فكذا هذه التي في معنى المصادر). [المقتضب: 3/221] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:46 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:46 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:46 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:46 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: والمرسلات عرفاً (1) فالعاصفات عصفاً (2) والنّاشرات نشراً (3) فالفارقات فرقاً (4) فالملقيات ذكراً (5) عذراً أو نذراً (6) إنّما توعدون لواقعٌ (7) فإذا النّجوم طمست (8) وإذا السّماء فرجت (9) وإذا الجبال نسفت (10) وإذا الرّسل أقّتت (11) لأيّ يومٍ أجّلت (12) ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (15)
قال كثير من المفسرين: المرسلات، الرسل إلى الناس من الأنبياء كأنه قال: والجماعات المرسلات، وقال أبو صالح ومقاتل وابن مسعود: المرسلات الملائكة المرسلة بالوحي، وبالتعاقب على العباد طرفي النهار، وقال ابن مسعود أيضا وابن عباس ومجاهد وقتادة: المرسلات، الرياح، وقال الحسن بن أبي الحسن: المرسلات السحاب. وعرفاً معناه على القول الأول عرفاً من الله وإفضالا على عباده ببعثة الرسل.
ومنه قول الشاعر [الحطيئة]: [البسيط]
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه = لا يذهب العرف بين الله والناس
ويحتمل أن يريد بقوله عرفاً أي متتابعة على التشبيه بتتابع عرف الفرس وأعراف الجبال ونحو ذلك، والعرب تقول: الناس إلى فلان عرف واحد إذا توجهوا إليه، ويحتمل أن يريد بالعرف أي بالحق، والأمر بالمعروف، وهذه الأقوال في عرف تتجه في قول من قال في المرسلات إنها الملائكة، ومن قال إن المرسلات الرياح اتجه في العرف القول الأول على تخصيص الرياح التي هي نعمة وبها الأرزاق والنجاة في البحر وغير ذلك مما لا فقه فيه، ويكون الصنف الآخر من الرياح في قوله فالعاصفات عصفاً، ويحتمل أن يكون بمعنى والمرسلات الرياح التي يعرفها الناس ويعهدونها، ثم عقب بذكر الصنف المستنكر الضار وهي «العاصفات»، ويحتمل أن يريد بالعرف مع الرياح التتابع كعرف الفرس ونحوه، وتقول العرب هب عرف من ريح، والقول في العرف مع أن المرسلات هي الرياح يطرد على أن المرسلات السحاب، وقرأ عيسى «عرفا» بضم الراء، و «العاصفات» من الريح الشديدة العاصفة للشجر وغيره). [المحرر الوجيز: 8/ 501-502]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في قولهم والنّاشرات، فقال مقاتل والسدي هي الملائكة تنشر صحف العباد بالأعمال، وقال ابن مسعود والحسن ومجاهد وقتادة هي الرياح تنشر رحمة الله ومطره، وقال بعض المتأولين: النّاشرات الرمم الناشرات في بعث يوم القيامة يقال نشرت الميت، ومنه قول الأعشى:[السريع]
يا عجبا للميت الناشر
وقال آخرون: النّاشرات التي تجيء بالأمطار تشبه بالميت ينشر، وقال أبو صالح: النّاشرات الأمطار التي تحيي الأرض، وقال بعض المتأولين: النّاشرات طوائف الملائكة التي تباشر إخراج الموتى من قبورهم للبعث فكأنهم يحيونهم، وقال قوم: الناشرات الرمم في بعث يوم القيامة، يقال: نشر الميت، ومنه قول الأعشى:
... ... ... ... = يا عجبا للميت الناشر
وقيل: الناشرات البقاع التي تحيا بالأمطار، شبهت بالميت ينشر، وقال أبو صالح: الناشرات الأمطار تحيي الأرض). [المحرر الوجيز: 8/ 502-503]

تفسير قوله تعالى: {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : («فالفارقات» قال ابن عباس وابن مسعود وأبو صالح ومجاهد والضحاك: هي الملائكة تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام. وقال قتادة والحسن وابن كيسان:«الفارقات»، آيات القرآن). [المحرر الوجيز: 8/ 503]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقال قتادة والحسن وابن كيسان:«الفارقات»، آيات القرآن، وأما الملقيات ذكراً فهي في قول الجمهور الملائكة. قال مقاتل جبريل وقال آخرون هي الرسل، وقرأ جمهور الناس: «فالملقيات» بسكون اللام أي تلقيه من عند الله أو بأمره إلى الرسل.
وقرأ ابن عباس فيما ذكر المهدوي، «فالملقيات» بفتح اللام والقاف وشدها، أي تلقيه من قبل الله تعالى، وقرأ ابن عباس أيضا «فالملقيات» بفتح اللام وشد القاف وكسرها، أي تلقيه هي الرسل، و «الذكر» الكتب المنزلة والشرائع ومضمناتها. واختلف القراء في قوله تعالى: عذراً أو نذراً، فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر وشيبة بسكون الذال في «عذر» وضمها في «نذر»، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وإبراهيم التيمي بسكون الذال فيهما، وقرأ طلحة وعيسى والحسن بخلاف، وزيد بن ثابت وأبو جعفر وأبو حيوة والأعمش عن أبي بكر عن عاصم بضمها فيهما.
فإسكان الذال على أنهما مصدران يقال عذر وعذير ونذر ونذير كنكر ونكير، وضم الذال يصح معه المصدر، ويصح أن يكون جمعا لنذير وعاذر للذين هما اسم فاعل، والمعنى أن الذكر يلقي بإعذار وإنذار أو يلقيه معذورون ومنذرون، وأما النصب في قوله عذراً أو نذراً فيصح إذا كانا مصدرين أن يكون ذلك على البدل من الذكر، ويصح أن يكون على المفعول للذكر كأنه قال فالملقيات أن يذكر عذراً، ويصح أن يكون عذراً مفعولا لأجله أي يلقي الذكر من أجل الإعذار، وأما إذا كان عذراً أو نذراً جمعا فالنصب على الحال. وقرأ إبراهيم التيمي «عذرا ونذرا» بواو بدل أو). [المحرر الوجيز: 8/ 503-504]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّما توعدون لواقعٌ هو الذي وقع عليه القسم والإشارة إلى البعث). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«طمس النجوم»: إزالة ضوئها واستوائها مع سائر جرم السماء). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«فرج السماء»: هو بانفطارها حتى يحدث فيها فروج). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«نسف الجبال»: هو بعد التسيير وقيل كونها هباء وهو تفريقها بالريح). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: «أقتت» بالهمز وشد القاف، وقرأ بتخفيف القاف مع الهمزة عيسى وخالد، وقرأ أبو عمرو وحده «وقتت» بالواو، وأبو الأشهب وعيسى وعمرو بن عبيد، قال عيسى هي لغة سفلى مضر، وقرأ أبو جعفر بواو واحدة خفيفة القاف وهي قراءة ابن مسعود والحسن، وقرأ الحسن بن أبي الحسن «ووقت» بواوين على وزن فوعلت، والمعنى جعل لها وقت منتظر فجاء وحان. والواو في هذا كله الأصل والهمزة بدل). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: لأيّ يومٍ أجّلت تعجيب على عظم ذلك اليوم وهوله، ثم فسر تعالى ذلك الذي عجب منه بقوله ليوم الفصل يعني بين الخلق في منازعتهم وحسابهم ومنازلهم من جنة أو نار، وفي هذه الآية انتزع القضاة الآجال في الأحكام ليقع فصل القضاء عند تمامها). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم عظم تعالى يوم الفصل بقوله: وما أدراك ما يوم الفصل على نحو قوله تعالى: وما أدراك ما الحاقّة [الحاقة: 2] وغير ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أثبت الويل للمكذّبين في ذلك اليوم، والمعنى للمكذّبين به في الدنيا وبسائر فصول الشرع، و «الويل»: هو الحرب والحزن على نوائب تحدث بالمرء، ويروى عن النعمان بن بشير وعمار بن ياسر أن واديا في جهنم اسمه «ويل»). [المحرر الوجيز: 8/ 504]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:47 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:47 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (والمرسلات عرفًا (1) فالعاصفات عصفًا (2) والنّاشرات نشرًا (3) فالفارقات فرقًا (4) فالملقيات ذكرًا (5) عذرًا أو نذرًا (6) إنّما توعدون لواقعٌ (7) فإذا النّجوم طمست (8) وإذا السّماء فرجت (9) وإذا الجبال نسفت (10) وإذا الرّسل أقّتت (11) لأيّ يومٍ أجّلت (12) ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (15)}
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا زكريّا بن سهلٍ المروزيّ، حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، أخبرنا الحسين بن واقدٍ، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة: {والمرسلات عرفًا} قال: الملائكة.
قال: وروي عن مسروقٍ، وأبي الضّحى، ومجاهدٍ -في إحدى الرّوايات-والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، مثل ذلك.
وروي عن أبي صالحٍ أنّه قال: هي الرّسل. وفي روايةٍ عنه: أنّها الملائكة. وهكذا قال أبو صالحٍ في " العاصفات" و " النّاشرات " [و " الفارقات "] و " الملقيات": أنّها الملائكة.
وقال الثّوريّ، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن أبي العبيدين قال: سألت ابن مسعودٍ عن {والمرسلات عرفًا} قال: الرّيح. وكذا قال في: {فالعاصفات عصفًا * والنّاشرات نشرًا} إنّها الرّيح. وكذا قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، وأبو صالحٍ -في روايةٍ عنه-وتوقّف ابن جريرٍ في {والمرسلات عرفًا} هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف، أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضًا؟ أو: هي الرّياح إذا هبّت شيئًا فشيئًا؟ وقطع بأنّ العاصفات عصفًا هي الرّياح، كما قاله ابن مسعودٍ ومن تابعه. وممّن قال ذلك في العاصفات أيضًا: عليّ بن أبي طالبٍ، والسّدّيّ، وتوقّف في {والنّاشرات نشرًا} هل هي الملائكة أو الرّيح؟ كما تقدّم. وعن أبي صالحٍ: أنّ النّاشرات نشرًا: المطر.
والأظهر أنّ: "المرسلات" هي الرّياح، كما قال تعالى: {وأرسلنا الرّياح لواقح} [الحجر: 22]، وقال تعالى: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشرًا بين يدي رحمته} [الأعراف: 57] وهكذا العاصفات هي: الرّياح، يقال: عصفت الرّيح إذا هبّت بتصويتٍ، وكذا النّاشرات هي: الرّياح الّتي تنشر السّحاب في آفاق السّماء، كما يشاء الرّبّ عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 296-297]

تفسير قوله تعالى: {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فالفارقات فرقًا * فالملقيات ذكرًا * عذرًا أو نذرًا} يعني: الملائكة قاله ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومسروقٌ، ومجاهدٌ، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، والثّوريّ. ولا خلاف هاهنا؛ فإنّها تنزل بأمر اللّه على الرّسل، تفرّق بين الحقّ والباطل، والهدى والغيّ، والحلال والحرام، وتلقي إلى الرّسل وحيًا فيه إعذارٌ إلى الخلق، وإنذارٌ لهم عقاب اللّه إن خالفوا أمره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 297]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّما توعدون لواقعٌ} هذا هو المقسم عليه بهذه الأقسام، أي: ما وعدتم به من قيام السّاعة، والنّفخ في الصّور، وبعث الأجساد وجمع الأوّلين والآخرين في صعيدٍ واحدٍ، ومجازاة كلّ عاملٍ بعمله، إن خيرًا فخيرٌ وإن شرًّا فشرٌّ، إنّ هذا كلّه {لواقع} أي: لكائنٌ لا محالة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 297]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فإذا النّجوم طمست} أي: ذهب ضوؤها، كقوله: {وإذا النّجوم انكدرت} [التّكوير: 2] وكقوله: {وإذا الكواكب انتثرت} [الانفطار: 2]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 297]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا السّماء فرجت} أي: انفطرت وانشقّت، وتدلّت أرجاؤها، ووهت أطرافها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 297]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا الجبال نسفت} أي: ذهب بها، فلا يبقى لها عينٌ ولا أثرٌ، كقوله: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا * فيذرها قاعًا صفصفًا * لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} [طه: 105 -107] وقال تعالى: {ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزةً وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدًا} [الكهف: 47]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 297-298]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا الرّسل أقّتت} قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: جمعت. وقال ابن زيدٍ: وهذه كقوله تعالى: {يوم يجمع اللّه الرّسل} [المائدة: 109]. وقال مجاهدٌ: {أقّتت} أجّلت.
وقال الثّوريّ، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {أقّتت} أوعدت. وكأنّه يجعلها كقوله: {وأشرقت الأرض بنور ربّها ووضع الكتاب وجيء بالنّبيّين والشّهداء وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون} [الزّمر: 69]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 298]

تفسير قوله تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {لأيّ يومٍ أجّلت * ليوم الفصل * وما أدراك ما يوم الفصل * ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} يقول تعالى: لأيّ يومٍ أجّلت الرّسل وأرجئ أمرها؟ حتّى تقوم السّاعة، كما قال تعالى: {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ * يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا للّه الواحد القهّار} [إبراهيم: 47، 48] وهو يوم الفصل، كما قال {ليوم الفصل}
ثمّ قال معظّمًا لشأنه: {وما أدراك ما يوم الفصل * ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} أي: ويلٌ لهم من عذاب اللّه غدًا. وقد قدّمنا في الحديث أنّ "ويلٌ": وادٍ في جهنّم. ولا يصحّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 298]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة