العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:59 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المزمل [ الآية (20)]

{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:02 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل} يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ ربّك يا محمّد يعلم أنّك تقوم أقرب من ثلثي اللّيل مصلّيًا، ونصفه وثلثه.
اختلف القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة بالخفض (ونصفه وثلثه) بمعنى: وأدنى من نصفه وثلثه، إنّكم لم تطيقوا العمل بما افترض عليكم من قيام اللّيل، فقوموا أدنى من ثلثي اللّيل ومن نصفه وثلثه. وقرأ ذلك بعض قرأة مكّة وعامّة قرأة الكوفة بالنّصب، بمعنى: إنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل وتقوم نصفه وثلثه.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {وطائفةٌ من الّذين معك}. يعني: من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الّذين كانوا مؤمنين باللّه حين فرض عليهم قيام اللّيل.
وقوله: {واللّه يقدّر اللّيل والنّهار} يقول تعالى ذكره: واللّه يقدّر اللّيل والنّهار بالسّاعات والأوقات.
وقوله: {علم أن لن تحصوه}. يقول تعالى ذكره: علم ربّكم أيّها القوم الّذين فرض عليهم قيام اللّيل أن لن تطيقوا قيامه {فتاب عليكم} إذ عجزتم وضعفتم عنه، ورجع لكم إلى التّخفيف عنكم.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {أن لن تحصوه} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عبّاد بن راشدٍ، عن الحسن: {علم أن لن تحصوه} أن لن تطيقوه.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرني به عبّاد بن راشدٍ، قال: سمعت الحسن يقول في قوله: {علم أن لن تحصوه}. قال: لن تطيقوه.
- حدّثنا عن ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، {علم أن لن تحصوه}. يقول: أن لن تطيقوه.
- حدّثنا عن ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {علم أن لن تحصوه}. قال: أن لن تطيقوه.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: خلّتان لا يحصيهما رجلٌ مسلمٌ إلاّ أدخلتاه الجنّة، وهما يسيرٌ، ومن يعمل بهما قليلٌ، يسبّح اللّه في دبر كلّ صلاةٍ عشرًا، ويحمده عشرًا، ويكبّره عشرًا. قال: فأنا رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعقدها بيده، قال: فتلك خمسون ومائةٌ باللّسان، وألفٌ وخمس مائةٍ في الميزان؛ وإذا أوى إلى فراشه سبّح وحمد وكبّر مائةً، قال: فتلك مائةٌ باللّسان، وألفٌ في الميزان، فأيّكم يعمل في اليوم الواحد ألفين وخمس مائة سيّئةٍ؟ قالوا: فكيف لا نحصيهما؟ قال: ويأتي أحدكم الشّيطان وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا حتّى ينفتل، ولعلّه أن لا يفعل، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينوّمه حتّى ينام.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {علم أن لن تحصوه} قيام اللّيل كتب عليكم {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}.
وقوله: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}. يقول: فاقرءوا من اللّيل ما تيسّر لكم من القرآن في صلاتكم؛ وهذا تخفيفٌ من اللّه عزّ وجلّ عن عباده فرضه الّذي كان فرض عليهم بقوله: {قم اللّيل إلاّ قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً}.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ محمّدٍ، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيدٍ، ما تقول في رجلٍ قد استظهر القرآن كلّه عن ظهر قلبه، فلا يقوم به، إنّما يصلّي المكتوبة؟ قال: يتوسّد القرآن، لعن اللّه ذاك؛ قال اللّه للعبد الصّالح: {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه} {وعلّمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم}. قلت: يا أبا سعيدٍ قال اللّه: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} قال: نعم، ولو خمسين آيةً.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن عشمان الهمداني، عن السّدّيّ، في قوله: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}. قال: مائة آيةٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن ربيعٍ، عن الحسن، قال: من قرأ مائة آيةٍ في ليلةٍ لم يحاجّه القرآن.
- قال حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن كعبٍ، قال: من قرأ في ليلةٍ مائة آيةٍ كتب من القانتين.
وقوله: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه}. يقول تعالى ذكره: علم ربّكم أيّها المؤمنون أن سيكون منكم أهل مرضٍ قد أضعفه المرض عن قيام اللّيل، {وآخرون يضربون في الأرض} في سفرٍ {يبتغون من فضل اللّه} في تجارةٍ قد سافروا لطلب المعاش فأعجزهم وأضعفهم عن قيام اللّيل. {وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه} يقول: وآخرون أيضًا منكم يجاهدون العدوّ فيقاتلونهم في نصرة دين اللّه، فرحمكم اللّه فخفّف عنكم، ووضع عنكم فرض قيام اللّيل. {فاقرءوا ما تيسّر منه} يقول: فاقرءوا الآن إذ خفّف ذلك عنكم من اللّيل في صلاتكم ما تيسّر من القرآن.
والهاء في قوله {منه} من ذكر القرآن.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ثمّ أنبأ بخصال المؤمنين، فقال: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرءوا ما تيسّر منه}. قال: فإنّ اللّه افترض القيام في أوّل هذه السّورة، فقام نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه حولاً حتّى انتفخت أقدامهم، وأمسك اللّه جلّ ثناؤه خاتمتها اثني عشر شهرًا في السّماء، ثمّ أنزل التّخفيف في آخرها فصار قيام اللّيل تطوّعًا بعد فريضةٍ.
وقوله: {وأقيموا الصّلاة}. يقول: وأقيموا المفروضة وهي الصّلوات الخمس في اليوم واللّيل {وآتوا الزّكاة}. يقول: وأعطوا الزّكاة المفروضة في أموالكم أهلها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} فهما فريضتان واجبتان، لا رخصة لأحدٍ فيهما، فأدّوهما إلى اللّه تعالى ذكره.
وقوله: {وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا}. يقول: وأنفقوا في سبيل اللّه من أموالكم.
- وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك ما: حدّثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا} قال: القرض: النّوافل سوى الزّكاة.
وقوله: {وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا}. يقول: وما تقدّموا أيّها المؤمنون لأنفسكم في دار الدّنيا من صدقةٍ أو نفقةٍ تنفقونها في سبيل اللّه، أو غير ذلك من نفقةٍ في وجوه الخير، أو عملٍ بطاعة اللّه من صلاةٍ أو صيامٍ أو حجٍّ، أو غير ذلك من أعمال الخير في طلب ما عند اللّه، تجدوه عند اللّه يوم القيامة في معادكم، هو خيرًا لكم ممّا قدّمتم في الدّنيا، وأعظم منه ثوابًا: أي ثوابه أعظم من ذلك الّذي قدّمتموه لو لم تكونوا قدّمتموه. {واستغفروا اللّه}. يقول تعالى ذكره: وسلوا اللّه غفران ذنوبكم بصفحه لكم عنها. {إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}. يقول: إنّ اللّه ذو مغفرةٍ لذنوب من تاب من عباده من ذنوبه، وذو رحمةٍ أن يعاقبهم عليها من بعد توبتهم منها). [جامع البيان: 23 / 393-399]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا شيبان عن جابر عن الشعبي عن مسروق بن الأجدع قال هذه الآية خير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من أن يعطى كل رجل منهم مثل الدنيا قوله فاقرؤوا ما تيسر من القرآن وهذه الآية نسخت قم الليل إلا قليلا). [تفسير مجاهد: 2/701]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {قم الليل إلّا قليلاً (2) نصفه... } الآية [المزمل: 2] قال: نسختها الآية التي فيها قوله تعالى: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقّرؤوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: 20] قال: وناشئة الليل: أوله، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك: أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {وأقوم قيلاً} [المزمل: 6] يقول: هو أجدر أن تفقه في القرآن، قوله {إنّ لك في النهار سبحاً طويلاً} [المزمل: 7]. يقول فراغاً طويلاً.
وفي رواية قال: لما نزل أول المزّمّل كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان، حتى نزل آخرها، وكان بين أولها وآخرها سنةٌ. أخرجه أبو داود). [جامع الأصول: 2 / 417]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فاقرؤوا ما تيسّر منه} [المزمل: 20].
- عن ابن عبّاسٍ «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - {فاقرؤوا ما تيسّر منه} [المزمل: 20] قال: " مائة آيةٍ».
رواه الطّبرانيّ، وفيه عبد الرّحمن بن طاوسٍ، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله وثّقوا). [مجمع الزوائد: 7 / 130]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (تنبيهٌ لم يورد المصنّف في سورة المزّمّل حديثًا مرفوعًا وقد أخرج مسلمٌ حديث سعيد بن هشامٍ عن عائشة فيما يتعلّق منها بقيام اللّيل وقولها فيه فصار قيام اللّيل تطوّعًا بعد فريضته ويمكن أن يدخل في قوله تعالى في آخرها وما تقدموا لأنفسكم حديث ابن مسعودٍ إنّما مال أحدكم ما قدّم ومال وارثه ما أخر وسيأتي في الرقاق). [فتح الباري: 8 / 676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {السماء منفطر به} قال: مثقلة بذلك اليوم من شدته وهوله وفي قوله: {إن ربك يعلم أنك تقوم} الآية قال: أدنى من ثلثي الليل وأدنى من نصفه وأدنى من ثلثه). [الدر المنثور: 15 / 58] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن وسعيد بن جبير {علم أن لن تحصوه} قال: لن تطيقوه). [الدر المنثور: 15 / 58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {فاقرؤوا ما تيسر منه} قال: أرخص عليهم في القيام {علم أن لن تحصوه} قال: أن لن تحصوا قيام الليل {فتاب عليكم} قال: ثم أنبأنا الله عن خصال المؤمنين فقال: {علم أن سيكون منكم مرضى} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 15 / 58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن قتادة قال: فرض قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها حولا ثم أنزل التخفيف في آخرها فقال: {علم أن سيكون منكم مرضى} إلى قوله: {فاقرؤوا ما تيسر منه} فنسخ ما كان قبلها فقال: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} فريضتان واجبتان ليس فيهما رخصة). [الدر المنثور: 15 / 58-59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: لما نزلت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا} قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام المسلمون معه حولا كاملا حتى تورمت أقدامهم فأنزل الله بعد الحول {إن ربك يعلم} إلى قوله: {ما تيسر منه} قال: الحسن: فالحمد لله الذي جعله تطوعا بعد فرضة ولا بد من قيام الليل). [الدر المنثور: 15 / 59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {يا أيها المزمل قم الليل} الآية قال: لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم ثم نسخها آخر السورة {فاقرؤوا ما تيسر منه}). [الدر المنثور: 15 / 59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطراني، وابن مردويه عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {فاقرؤوا ما تيسر منه} قال: مائة آية). [الدر المنثور: 15 / 59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن وحسناه عن قيس بن أبي حازم قال: صليت خلف ابن عباس فقرأ في أول ركعة بالحمد لله وأول آية من البقرة ثم ركع فلما انصرف أقبل علينا فقال: إن الله يقول: {فاقرؤوا ما تيسر منه}). [الدر المنثور: 15 / 59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي في "سننه" عن أبي سعيد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر). [الدر المنثور: 15 / 59-60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال: ما من حال يأتيني عليه الموت بعد الجهاد في سبيل الله أحب إلي من أن يأتيني وأنا بين شعبتين رحلي ألتمس من فضل الله ثم تلا هذه الآية {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}). [الدر المنثور: 15 / 60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من جالب يجلب طعاما إلى بلد من بلاد المسلمين فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهيد ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله} ). [الدر المنثور: 15 / 60]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:04 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه...} قرأها عاصم والأعمش بالنصب، وقرأها أهل المدينة والحسن البصري بالخفض، فمن خفض أراد: تقوم أقل من الثلثين. وأقل من النصف. ومن الثلث.
ومن نصب أراد: تقوم أدنى من الثلثين، فيقوم النصف أو الثلث، وهو أشبه بالصواب، لأنه قال: أقل من الثلثين، ثم ذكر تفسير القلة لا تفسير أقل من القلة. ألا ترى أنك تقول للرجل: لي عليك أقل من ألف درهم ثماني مائة أو تسع مائة، كأنه أوجه في المعنى من أن تفسر ـ قلة ـ أخرى وكلٌّ صواب.{وطائفةٌ مّن الّذين معك...} كان النبي صلى الله عليه، وطائفة من المسلمين يقومون الليل قبل أن تفرض الصلاة، فشق ذلك عليهم، فنزلت الرخصة. وقد يجوز أن يخفض النصف، وينصب الثلث لتأويل قوم: أنّ صلاة النبي صلى الله عليه انتهت إلى ثلث الليل، فقالوا: إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من الثلثين، ومن النصف، ولا تنقص من الثلث، وهو وجه شاذ لم يقرأ به أحد.
وأهل القراءة الذين يتّبعون أعلم بالتأويل من المحدثين. وقد يجوز، وهو عندي: يريد: الثلث). [معاني القرآن: 3/199-200]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {علم أن لّن تحصوه...}.أن لن تحفظوا مواقيت الليل {فاقرءوا ما تيسّر...} المائة فما زاد. وقد ذكروا: أنه من قرأ عشر آيات لم يكتب من الغافلين، وكل شيء أحياه المصلى من الليل فهو ناشئة). [معاني القرآن: 3/200]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأقيموا الصّلاة...} يعني: المفروضة). [معاني القرآن: 3/200]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أدنى} أقرب). [مجاز القرآن: 2/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" تجدوه عند اللّه هو خيراً " تجدوه عند الله خيراً). [مجاز القرآن: 2/274]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ مّن الّذين معك واللّه يقدّر اللّيل والنّهار علم أن لّن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مّرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرءوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضاً حسناً وما تقدّموا لأنفسكم مّن خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيراً وأعظم أجراً واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رّحيمٌ} وقال: {أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه} وقد قرئت بالجر وهو كثير وليس المعنى عليه فيما بلغنا لأن ذلك يكون على "أدنى من نصفه" و"أدنى من ثلثه" وكان الذي افترض الثلث أو أكثر من الثلث لأنه قال: {قم اللّيل إلاّ قليلاً} [2] {نّصفه أو انقص منه قليلاً} [3] وأما الذي قرأ بالجرّ فقراءته جائزة على أن يكون ذلك - والله أعلم - أي أنكم لم تؤدوا ما افترض عليكم فقمتم أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه ومن ثلثه.وقال: {تجدوه عند اللّه هو خيراً} لأن "هو" و"هما" و"أنتم" و"أنتما" وأشباه ذلك يكن صفات للأسماء المضمرة كما قال: {ولكن كانوا هم الظّالمين} و{تجدوه عند الله هو خير} [وقد] يجعلونها اسما مبتدأ كما تقول "رأيت عبد الله أبوه خيرٌ منه"). [معاني القرآن: 4/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {علم أن لن تحصوه}: لن تطيقوه). [تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والضرب: المسير، قال الله تعالى: {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وقال تعالى: {وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ}). [تأويل مشكل القرآن: 497](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المزّمّل، المتزمّل، فأدغمت التاء في الزّاي، وكذلك المدّثّر هو: المتدثّر بثيابه، فأدغمت التاء في الدال. وكل من التف بثوبه فقد تزمل به.
{قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} أي: صلّ الليل إلا شيئا يسيرا منه تنام فيه وهو الثلث، ثم قال: {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} أي: قم نصفه، فاكتفى بالفعل الأول من الثاني لأنه دليل عليه. أو انقص من النصف قليلا إلى الثلث، أو زد على النصف إلى الثلثين. جعل له سعة في مدّة قيامه بالليل. فلما نزل هذه الآية قام رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، وطائفة من المؤمنين معه، أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه، وأخذ المسلمون أنفسهم بالقيام على المقادير حتى شقّ ذلك عليهم، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} أي: وتقوم نصفه وثلثه {وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} فيعلم مقدار ثلثيه ونصفه وثلثه، وسائر أجزائه ومواقيته، ويعلم أنكم {أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} أي: لن تطيقوا معرفة حقائق ذلك والقيام فيه {فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ} رخّص لهم أن يقوموا ما أمكن وخفّ، لغير مدة معلومة ولا مقدار.
وكان هذا في صدر الإسلام، ثم نسخ بالصلوات الخمس. كذلك قال المفسرون). [تأويل مشكل القرآن: 364-365](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفة من الّذين معك واللّه يقدّر اللّيل والنّهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرءوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضا حسنا وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفور رحيم (20)}
{إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه} فمن قرأ (نصفه) بالنصب (وثلثه) فهو بيّن حسن. وهو تفسير مقدار قيامه لأنه لمّا قال (أدنى من ثلثي الليل) كان نصفه مبينا لذلك الأدنى، ومن قرأ و (نصفه) و (ثلثه)، فالمعنى وتقوم أدنى من نصفه ومن ثلثه.
وقوله: (منفطر به).ولم يقل منفطرة، ومنفطرة جائز وعليه جاء: (إذا السّماء انفطرت).ولا يجوز أن يقرأ في هذا الموضع السماء منفطرة؛ لخلاف المصحف.
والتذكير على ضربين:
أحدهما: على معنى السماء معناه السقف، قال اللّه عزّ وجلّ: {وجعلنا السّماء سقفا محفوظا}.
والوجه الثاني على قوله: امرأة مرضع، أي على جهة النسب.المعنى السماء ذات انفطار، كما تقول امرأة مرضع أي ذات رضاع.
وقوله: (أولي النّعمة).النعمة التنعم، والنّعمة اليد الجميلة عند الإنسان والصنع من اللّه تعالى ولو قرئت أولي النّعمة لكان وجها، لأن المنعم عليهم يكونون مؤمنين وغير مؤمنين، قال اللّه جل ثناؤه: {صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}.
وقوله - جل وعزّ -: {وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيرا وأعظم أجرا} معناه خيرا لكم من متاع الدنيا.و (خيرا) منصوب مفعول ثان لـ (تجدوه)ودخلت " هو " فصلا.وقد فسرنا ذلك فيما سلف من الكتاب، ولو كان في غير القرآن لجاز تجدوه هو خير. فكنت ترفع بـ هو، ولكن النصب أجود في العربية. ولا يجوز في القرآن غيره). [معاني القرآن: 5/243-244]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَن لَّن تُحْصُوهُ} أن لن تطيقوه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
[/align]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:06 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أنها تكون في إن وأخواتها فصلا وفي الابتداء ولكن ما بعدها مرفوع لأنه مرفوع قبل أن تذكر الفصل.
واعلم أن هو لا يحسن أن تكون فصلا حتى يكون ما بعدها معرفة أو ما أشبه المعرفة مما طال ولم تدخله الألف واللام فضارع زيدا وعمرا نحو خير منك ومثلك وأفضل منك وشر منك كما أنها لا تكون في الفصل إلا وقبلها معرفة [أو ما ضارعها] كذلك لا يكون إلا ما بعدها معرفة أو ما ضارعها. لو قلت كان زيد هو منطلقاً ، كان قبيحاً حتى تذكر الأسماء التي ذكرت لك من المعرفة وما ضارعها من النكرة مما لا يدخله الألف واللام.
وأما قوله عز وجل: {إن ترني أنا أقلّ منك مالاً وولداً} فقد تكون أنا فصلا وصفة وكذلك: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا}.
وقد جعل ناس كثير من العرب هو وأخواتها في هذا الباب بمنزلة اسم مبتدأ وما بعده مبني عليه فكأنك تقول أظن زيدا أبوه خير منه [ووجدت عمرا أخوه خير منه]. فمن ذلك أنه بلغنا أن رؤبة كان يقول أظن زيدا هو خير منك. وحدثنا عيسى أن ناسا كثيرا يقرءونها
(وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظّالمون) ). [الكتاب: 2/392-393] (م)
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب آخر أن فيه مخففة
وذلك قولك قد علمت أن لا يقول ذاك وقد تيقنت أن لا تفعل ذاك كأنه قال أنه لا يقول وأنك لا تفعل
ونظير ذلك قوله عز وجل: {علم أن سيكون منكم مرضى} وقوله: {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولاً} وقال أيضاً: {لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيءٍ}.
وزعموا أنها في مصحف أبيٍ (أنهم لا يقدرون).
وليست أن التي تنصب الأفعال تقع في هذا الموضع لأن ذا موضع يقين وإيجابٍ). [الكتاب: 3/165-166]

قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال رجل من بكر بن وائل جاهلي:
...
وجدنا آل مرة حين خفنا = جريرتنا هم الأنف الكراما
...
...
وقوله: هم الأنف: جعل هم صلة للكلام وفي القرآن: {تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا} ومن فصحاء العرب من يرفع الأنف الكرام: يجعل هم مبتدأ، وهذا خبرا لمبتدأ). [النوادر في اللغة: 153-154]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن لا إذا دخلت على أن جاز أن تريد ب أن الثقيلة، وأن تريد الخفيفة.

فإن أردت الثقيلة رفعت ما بعدها؛ لأنه لا يحذف منها التثقيل إلا مع الإضمار. وهذا لك في باب إن وأن. وإنما تقع الخفيفة والثقيلة على ما قبلها من الأفعال ولا يجوز الإضمار إلا أن تأتي بعوض.
و العوض: لا، أو السين، أو سوف، أو نحو ذلك مما يلحق الأفعال.
فأما لا وحدها فإنه يجوز أن تريد ب أن التي قبلها الخفيفة، وتنصب ما بعدها؛ لأن لا لا تفصل بين العامل والمعمول به، تقول: مررت برجل لا قائم ولا قاعد؛ كما تقول: مررت برجل قائم، وقاعد. وذلك قولك: أخاف ألا تذهب يا فتى، وأظن ألا تقوم يا فتى؛ كما قال: {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله}.
و في ظننت وبابها تكون الخفيفة والثقيلة كما وصفت لك. قال الله عز وجل: {وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ} وأن لا يكون فالرفع على: أنها لا تكون فتنة. وكذلك {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولاً}: أي أنه لا يرجع إليهم قولاً. لا يرون في معنى يعلمون، فهو واقع ثابت.
فأما السين وسوف، فلا يكون قبلهما إلا المثقلة. تقول: علمت أن سيقومون، وظننت أن سيذهبون، وأن سوف تقومون؛ كما قال: {علم أن سيكون منكم مرضى}. ولا يجوز أن تلغى من العمل والعمل كما وصفت لك.
و لا يجوز ذلك في السين وسوف؛ لأنهما لا يلحقان على معنى لا، فإنما الكلام بعد لا على قدر الفصل. قال: {لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون}. فـ (يعلم) منصوبةٌ، ولا يكون إلا ذلك؛ لأن لا زائدة. وإنما هو لأن يعلم. وقوله: {أن لا يقدرون} إنما هو: أنهم لا يقدرون. وهي في بعض المصاحف (أنهم لا يقدرون) ). [المقتضب: 2/30-31] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وإنما يكون هو، وهما، وهم، وما أشبه ذلك زوائد بين المعرفتين، أو بين المعرفة وما قاربها من النكرات؛ نحو: خير منه، وما أشبهه مما لا تدخله الألف واللام.
وإنما زيدت في هذا الموضع؛ لأنها معرفة، فلا يجوز أن تؤكد إلا المعرفة.
ولا تكون زائدة إلا بين اسمين لا يستغني أحدهما عن الآخر؛ نحو اسم كان وخبرها، أو مفعول ظننت وعلمت وما أشبه ذلك، والابتداء والخبر، وباب إن.
فمما جاء من توكيدها في القرآن قوله: {وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين} وقال: {إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين} وقال: {تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً} وقد يجوز أن تكون هذه التي بعد تجدوه صفة للهاء المضمرة، وسنذكرها في موضع صفات المضمر مشروحاً إن شاء الله.
وقرأ بعضهم: (ولكن كانوا هم الظالمون) جعل هم ابتداء والظالمون خبره.
وينشد هذا البيت لقيس بن ذريح:
تبكي على ليلى وأنت تركتها = وكنت عليها بالملا أنت أقدر
والقوافي مرفوعة.
ولو قلت: كان زيد أنت خير منه، أو: كان زيد أنت صاحبه لم يجز إلا الرفع، لأن أنت لو حذفته فسد الكلام. وفي المسائل الأول يصلح الكلام بحذف هؤلاء الزوائد.
أما قراءة أهل المدينة (هؤلاء بناتي هن أطهَرَ لكم) فهو لحن فاحش، وإنما هي قراءة ابن مروان، ولم يكن له علم بالعربية). [المقتضب: 4/103-105] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال الشاعر:
ويومًا توافينا بوجهٍ مقسم = كأن ظبية تعطو إلى وراق السلم
قوله: "تعطو"، أي تتناول، يقال: عطا يعطو إذا تناول، وأعطيته أنا، أي ناولته، قال امرؤ القيس:
وتعطو برخص غير شثنٍ كأنه = أساريع ظبي أو مساويك إسحل
والسلم: شجر بعينه كثير الشوك، فإذا أرادوا أن يحتطبوه شدوه، ثم قطعوه، فمن ذلك قول الحجاج: والله لأحزمنكم حزم السلمة، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل.
قال: وحدثني التوزي عن أبي زيد قال: سمعت العرب تنشد هذا البيت فتنصب" الظبية" وترفعها وتخفضها.
قال أبو العباس: أما رفعها فعلى الضمير، وعلى هذا قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} وهذا الباب قد شرحناه في الكتاب "المقتضب" في باب "إن وأن" بجميع علله، ومن نصب فعلى غير ضمير، وأعملها مخففة عملها مثقلة، لأنها تعمل لشبهها بالفعل، فإذا خففت عملت عمل الفعل المحذوف، كقولك: لم يك زيدٌ منطلقًا، فالفعل إذا حذف يعمل عمله تامًا، فيصير التقدير: كأن ظبية تعطو إلى وراق السلم هذه المرأة. وحذف الخبر لما تقدم من ذكره. ومن قال: "كأن ظبية "جعل" أن" زائدة، وأعمل الكاف: أراد: كظبية، وزاد"أن" كما تزيدها في قولك: لما أن جاء زيدٌ كلمته، ووالله أن لو جئتني لأعطيك). [الكامل: 1/111-112]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:26 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:26 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:27 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:27 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّ ربّك يعلم الآية نزلت تخفيفا لما كان استمر استعماله من قيام الليل إما على الوجوب أو على الندب حسب الخلاف الذي ذكرناه، ومعنى الآية: أن الله تعالى يعلم أنك تقوم أنت وغيرك من أمتك قياما مختلفا فيه، مرة يكثر ومرة يقل، ومرة أدنى من الثلثين، ومرة أدني من الثلث، وذلك لعدم تحصيل البشر لمقادير الزمن مع عدم النوم، وتقدير الزمان حقيقة إنما هو لله تعالى، وأما البشر فلا يحصي ذلك فتاب الله عليهم، أي رجع بهم من الثقل إلى الجنة وأمرهم بقراءة ما تيسّر، ونحو هذا يعطي عبارة الفراء ومنذر فإنهما قالا تحصوه تحفظوه، وهذا التأويل هو على قراءة من قرأ «ونصفه وثلث» بالخفض عطفا على الثلثين، وهي قراءة أبي عمرو ونافع وابن عامر. وأما من قرأ «ونصفه وثلثه» بالنصب عطفا على أدنى وهي قراءة باقي السبعة، فالمعنى عنده آخر، وذلك أن الله تعالى قرر أنهم يقدرون الزمان على نحو ما أمر به في قوله نصفه أو انقص منه قليلًا أو زد عليه [المزمل: 3- 4]، فلم يبق إلا أن يكون قوله لن تحصوه لن تستطيعوا قيامه لكثرته وشدته فخفف الله عنكم فضلا منه لا لقلة جهلهم بالتقدير وإحصاء الوقت، ونحو هذا تعطي عبارة الحسن وابن جبير تحصوه تطيعوه، وقرأ جمهور القراء والناس «وثلثه» بضم اللام، وقرأ ابن كثير في رواية شبل عنه: «وثلثه» بسكون اللام. وقوله تعالى: فاقرؤا ما تيسّر من القرآن إباحة، هذا قول الجمهور، وقال ابن جبير وجماعة هو فرض لا بد منه ولو خمسين آية، وقال الحسن وابن سيرين قيام الليل فرض، ولو قدر حلب شاة، إلا أن الحسن قال: من قرأ مائة آية لم يحاجه القرآن، واستحسن هذا جماعة من العلماء، قال بعضهم: والركعتان بعد العتمة مع الوتر مدخلتان في حكم امتثال هذا الأمر، ومن زاد زاده الله ثوابا.
وإنّ في قوله تعالى: علم أن مخففة من الثقيلة. والتقدير أنه يكون، فجاءت السين عوضا من المحذوف، وكذلك جاءت لا في قول أبي محجن: [الطويل]
ولا تدفنني بالفلاة فإنني = أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
والضرب في الأرض: هو السفر للتجارة، وضرب الأرض هو المشي للتبرز والغائط. فذكر الله تعالى أعذار بني آدم التي هي حائلة بينهم وبين قيام الليل وهي المرض والسفر في تجارة أو غزو، فخفف عنه القيام لها. وفي هذه الآية فضيلة الضرب في الأرض بل تجارة وسوق لها مع سفر الجهاد، وقال عبد الله بن عمر: أحب الموت إليّ بعد القتل في سبيل الله أن أموت بين شعبتي رحلي أضرب في الأرض أبتغي من فضل الله، ثم كرر الأمر. بقراءة ما تيسر منه تأكيدا و «الصلاة» و «الزكاة» هما المفروضتان، ومن قال إن القيام بالليل غير واجب قال معنى الآية خذوا من هذا الثقل بما تيسر وحافظوا على فرائضكم، ومن قال إن شيئا من القيام واجب قال: قرنه الله بالفرائض لأنه فرض. وإقراض الله تعالى: هو إسلاف العمل الصالح عنده. وقرأ جمهور الناس «هو خيرا» على أن يكون هو فصلا، وقرأ محمد بن السميفع وأبو السمال «هو خير» بالرفع على أن يكون هو ابتداء، و «خير» خبره والجملة تسد مسد المفعول الثاني ل تجدوه.
ثم أمر تعالى بالاستغفار وأوجب لنفسه صفة الغفران لا إله غيره، قال بعض العلماء فالاستغفار بعد الصلاة مستنبط من هذه الآية ومن قوله تعالى: كانوا قليلًا من اللّيل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون [الذاريات: 17].
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وعهدت أبي رحمه الله يستغفر إثر كل مكتوبة ثلاثا بعقب السلام ويأثر في ذلك حديثا، فكأن هذا الاستغفار من التقصير وتفلت الفكر أثناء الصلاة، وكان السلف الصالح يصلون إلى طلوع الفجر ثم يجلسون للاستغفار إلى صلاة الصبح). [المحرر الوجيز: 8/ 447-449]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:27 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:27 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الّذين معك} أي: تارةً هكذا، وتارةً هكذا، وذلك كلّه من غير قصدٍ منكم، ولكن لا تقدرون على المواظبة على ما أمركم به من قيام اللّيل؛ لأنّه يشقّ عليكم؛ ولهذا قال: {واللّه يقدّر اللّيل والنّهار} أي: تارةً يعتدلان، وتارةً يأخذ هذا من هذا، أو هذا من هذا، {علم أن لن تحصوه} أي: الفرض الّذي أوجبه عليكم {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} أي: من غير تحديدٍ بوقتٍ، أي: ولكن قوموا من اللّيل ما تيسّر. وعبّر عن الصّلاة بالقراءة، كما قال في سورة سبحان: {ولا تجهر بصلاتك} أي: بقراءتك، {ولا تخافت بها}
وقد استدلّ أصحاب الإمام أبي حنيفة، رحمه اللّه، بهذه الآية، وهي قوله: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} على أنّه لا يتعيّن قراءة الفاتحة في الصّلاة، بل لو قرأ بها أو بغيرها من القرآن، ولو بآيةٍ، أجزأه؛ واعتضدوا بحديث المسيء صلاته الّذي في الصّحيحين: "ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن".
وقد أجابهم الجمهور بحديث عبادة بن الصّامت، وهو في الصّحيحين أيضًا: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" وفي صحيح مسلمٌ، عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "كلّ صلاةٍ لا يقرأ فيها بأمّ الكتاب فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج، غير تمامٍ". وفي صحيح ابن خزيمة عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تجزئ صلاة من لم يقرأ بأمّ القرآن".
وقوله: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه} أي: علم أن سيكون من هذه الأمّة ذوو أعذارٍ في ترك قيام اللّيل، من مرضى لا يستطيعون ذلك، ومسافرين في الأرض يبتغون من فضل اللّه في المكاسب والمتاجر، وآخرين مشغولين بما هو الأهمّ في حقّهم من الغزو في سبيل اللّه وهذه الآية -بل السّورة كلّها-مكّيّةٌ، ولم يكن القتال شرع بعد، فهي من أكبر دلائل النّبوّة، لأنّه من باب الإخبار بالمغيّبات المستقبلة. ولهذا قال: {فاقرءوا ما تيسّر منه} أي: قوموا بما تيسّر عليكم منه.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ محمّدٍ، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيدٍ، ما تقول في رجلٍ قد استظهر القرآن كلّه عن ظهر قلبه، ولا يقوم به، إنّما يصلّي المكتوبة؟ قال: يتوسّد القرآن، لعن اللّه ذاك، قال اللّه تعالى للعبد الصّالح: {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه} [يوسف: 68]{وعلّمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم} قلت: يا أبا سعيدٍ، قال اللّه: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}؟ قال: نعم، ولو خمس آياتٍ.
وهذا ظاهرٌ من مذهب الحسن البصريّ: أنّه كان يرى حقًّا واجبًا على حملة القرآن أن يقوموا ولو بشيءٍ منه في اللّيل؛ ولهذا جاء في الحديث: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سئل عن رجلٍ نام حتّى أصبح، فقال: "ذاك رجلٌ بال الشّيطان في أذنه". فقيل معناه: نام عن المكتوبة. وقيل: عن قيام اللّيل. وفي السّنن: "أوتروا يا أهل القرآن." وفي الحديث الآخر: "من لم يوتر فليس منّا".
وأغرب من هذا ما حكي عن أبي بكرٍ عبد العزيز، من الحنابلة، من إيجابه قيام شهر رمضان، فاللّه أعلم.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا أحمد بن سعيد بن فرقدٍ الجدّي، حدّثنا أبو [حمة] محمّد بن يوسف الزّبيديّ، حدّثنا عبد الرّحمن، [عن محمّد بن عبد اللّه] بن طاوسٍ -من ولد طاوسٍ-عن أبيه، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {فاقرءوا ما تيسّر منه} قال: "مائة آيةٍ".
وهذا حديثٌ غريبٌ جدًّا لم أره إلّا في معجم الطّبرانيّ، رحمه اللّه.
وقوله: {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} أي: أقيموا صلاتكم الواجبة عليكم، وآتوا الزّكاة المفروضة. وهذا يدلّ لمن قال: إنّ فرض الزّكاة نزل بمكّة، لكنّ مقادير النّصب والمخرج لم تبين إلّا بالمدينة. واللّه أعلم.
وقد قال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٌ، والحسن، وقتادة، وغير واحدٍ من السّلف: إنّ هذه الآية نسخت الّذي كان اللّه قد أوجبه على المسلمين أوّلًا من قيام اللّيل. واختلفوا في المدّة الّتي بينهما على أقوالٍ كما تقدّم. وقد ثبت في الصّحيحين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لذلك الرّجل: "خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة". قال: هل عليّ غيرها؟ قال: "لا إلّا أنّ تطوّع".
وقوله تعالى: {وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا} يعني: من الصّدقات، فإنّ اللّه يجازي على ذلك أحسن الجزاء وأوفره، كما قال: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرةً} [البقرة: 245].
وقوله: {وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا} أي: جميع ما تقدّموه بين أيديكم فهو [خيرٌ] لكم حاصلٌ، وهو خيرٌ ممّا أبقيتموه لأنفسكم في الدّنيا.
وقال الحافظ أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الحارث بن سويد قال: قال عبد اللّه: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أيّكم ماله أحبّ إليه من مال وارثه؟ ". قالوا: يا رسول اللّه، ما منّا من أحدٌ إلّا ماله أحبّ إليه من مال وارثه. قال: "اعلموا ما تقولون". قالوا: ما نعلم إلّا ذلك يا رسول اللّه؟ قال: "إنّما مال أحدكم ما قدّم ومال وارثه ما أخّر".
ورواه البخاريّ من حديث حفص بن غياثٍ، والنّسائيّ من حديث أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به.
ثمّ قال تعالى: {واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ} أي: أكثروا من ذكره واستغفاره في أموركم كلّها؛ فإنّه غفورٌ رحيمٌ لمن استغفره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 258-260]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة