العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:50 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المزمل [ من الآية (11) إلى الآية (19) ]

{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14)إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:51 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلاً (11) إنّ لدينا أنكالاً وجحيمًا (12) وطعامًا ذا غصّةٍ وعذابًا أليمًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني تعالى ذكره بقوله: {وذرني والمكذّبين} فدعني يا محمّد والمكذّبين بآياتي {أولي النّعمة} يعني أهل التّنعّم في الدّنيا {ومهّلهم قليلاً} يقول: وأخّرهم بالعذاب الّذي بسطته لهم قليلاً حتّى يبلغ الكتاب أجله.
وذكر أنّ الّذي كان بين نزول هذه الآية وبين بدرٍ يسيرٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن محمّد بن إسحاق، عن ابن عبّادٍ، عن أبيه عبّاد بن عبد اللّه بن الزّبير، عن عائشة، قالت: لمّا نزلت هذه الآية: {وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلاً إنّ لدينا أنكالاً وجحيمًا} الآية. قالت: لم يكن إلاّ يسيرًا حتّى كانت وقعة بدرٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال اللّه: {وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلاً}. يقول: إنّ للّه فيهم طلبةً وحاجةً). [جامع البيان: 23 / 381-382]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وذرني والمكذّبين} [المزمل: 11].
- عن عائشة قالت: لمّا نزلت {وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلًا} [المزمل: 11] لم يكن إلّا يسيرًا حتّى كانت وقعة بدرٍ.
رواه أبو يعلى، وفيه جعفر بن مهران وعبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، وفيهما ضعفٌ وقد وثّقا). [مجمع الزوائد: 7 / 130]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى: وثنا جعفر بن مهران، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عبّاد بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه عبّاد بن عبد اللّه بن الزّبير، عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: "لمّا نزلت: (وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلاً) لم يكن إلّا يسيرًا حتّى كانت وقعة بدرٍ".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لتدليس محمّد بن إسحاق). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 295]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (حدثنا جعفر بن مهران، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عبّاد بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لمّا نزلت: {وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلًا} لم يكن إلّا يسيرًا حتّى كانت وقعة بدرٍ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 11 - 16.
أخرج أبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت: لما نزلت {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا} لم يكن إلا قليل حتى كانت وقعة بدر). [الدر المنثور: 15 / 51-52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وذرني والمكذبين أولي النعمة} قال: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عاما ويحشر أغنياؤهم جثاة على ركبهم ويقال لهم: إنكم كنتم ملوك أهل الدنيا وحكامهم فكيف عملتم فيما أعطيتكم وفي قوله: {ومهلهم قليلا} قال: إلى السيف). [الدر المنثور: 15 / 52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا} قال: إن لله فيهم طلبة وحاجة وفي قوله: {إن لدينا أنكالا} قال: قيودا). [الدر المنثور: 15 / 52]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر قال سمعت أبا عمران الجوني يقول في قوله تعالى أنكالا وجحيما قال أنكالا قيودا والله لا تحل أبدا). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو معاوية، عن أبي عمرو بيّاع الملاء، عن عكرمة {إنّ لدينا أنكالاً} قال: قيودًا). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 437]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال الحسن: {أنكالًا} [المزمل: 12] : «قيودًا»). [صحيح البخاري: 6 / 161]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال الحسن أنكالًا قيودًا وصله عبد بن حميدٍ والطّبريّ من طريق الحسن البصريّ وقال أبو عبيدة الأنكال واحدها نكلٌ بكسر النّون وهو القيد وهذا هو المشهور وقيل النّكل الغلّ). [فتح الباري: 8 / 675]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير ثنا أبو كريب ثنا وكيع عن مبارك عن الحسن {إن لدينا أنكالًا} 12 المزمل قال قيودا
وبه عن وكيع عن أبي عمرو عن عكرمة مثله). [تغليق التعليق: 4 / 350]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال الحسن: أنكالاً: قيودا
أي: قال الحسن البصريّ في قوله تعالى: {إن لدينا أنكالًا وجحيمًا} (المزمل: 21) ورواه عبد عن يحيى بن عبد الحميد عن حفص بن عمر عنه، والأنكال جمع نكل بكسر النّون وسكون الكاف وبفتحهما). [عمدة القاري: 19 / 264]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال الحسن) البصري فيما وصله عبد بن حميد ({أنكالًا}) أي (قيودًا) واحدها نكل بكسر النون). [إرشاد الساري: 7 / 402]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ لدينا أنكالاً وجحيمًا}. يقول تعالى ذكره: إنّ عندنا لهؤلاء المكذّبين بآياتنا أنكالاً، يعني قيودًا، واحدها: نكلٌ.
وبمثل الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن أبي عمرٍو، عن عكرمة، أنّ الآية الّتي قال الله عزّ وجلّ: {إنّ لدينا أنكالاً وجحيمًا} إنّها قيودٌ.
- حدّثني عبيد بن أسباط بن محمّدٍ، قال حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن أبي عمرٍو، عن عكرمة {إنّ لدينا أنكالاً}. قال: قيودًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى وعبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا أبو عمرٍو، عن عكرمة {أنكالاً}. قال: قيودًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي عمرٍو، عن عكرمة {إنّ لدينا أنكالاً}. قال: قيودًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، قال: وبلغني عن مجاهدٍ، قال: الأنكال: القيود.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن سفيان، عن حمّادٍ، قال: الأنكال القيود.
- حدّثني محمّد بن عيسى الدّامغانيّ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن سفيان، عن حمّادٍ، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، قال: سمعت حمّادًا، يقول: الأنكال: القيود.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ لدينا أنكالاً} أي قيودًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن مباركٍ، عن الحسن، وعن سفيان، عن أبي عمرٍو القاصّ، عن عكرمة {إنّ لدينا أنكالاً}. قالا: قيودًا.
- حدّثنا أبو عبيدٍ الوصّابيّ محمّد بن حفصٍ، قال: حدّثنا ابن حميرٍ، قال: حدّثنا الثّوريّ، عن حمّادٍ، في قوله: {إنّ لدينا أنكالاً وجحيمًا} قال: الأنكال: القيود.
- حدّثنا سعيد بن عنبسة الرّازيّ، قال: مررت بابن السّمّاك، وهو يقصّ وهو يقول: سمعت الثّوريّ يقول: سمعت حمّادًا يقول في قول اللّه: {إنّ لدينا أنكالاً}. قال: قيودًا سوداء من نار جهنّم.
وقوله: {وجحيمًا} يقول: ونارًا تسعّر). [جامع البيان: 23 / 382-384]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا المبارك عن الحسن قال الأنكال قيود من نار). [تفسير مجاهد: 2/700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا} قال: إن لله فيهم طلبة وحاجة وفي قوله: {إن لدينا أنكالا} قال: قيودا). [الدر المنثور: 15 / 52] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود {إن لدينا أنكالا} قال: قيودا). [الدر المنثور: 15 / 52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد {إن لدينا أنكالا} قال: قيودا.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد عن عكرمة مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن حماد وطاووس مثله). [الدر المنثور: 15 / 52-53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والبيهقي في البعث عن الحسن قال: الأنكال قيود من النار). [الدر المنثور: 15 / 53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن سليمان التيمي {إن لدينا أنكالا} قال: قيودا والله ثقالا لا تفك أبدا ثم بكى.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي عمران الجوني قال: قيودا والله لا تحل عنهم). [الدر المنثور: 15 / 53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد في الزهد، وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين وابن جرير، وابن أبي داود في الشريعة، وابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإيمان من طريق حمران بن أعين أبي حرب بن أبي الأسود أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ {إن لدينا أنكالا وجحيما} فصعق). [الدر المنثور: 15 / 54]

تفسير قوله تعالى: (وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وطعامًا ذا غصّةٍ}. يقول: وطعامًا يغصّ به آكله، فلا هو نازلٌ من حلقه، ولا هو خارجٌ منه.
- كما: حدّثني إسحاق بن وهبٍ وابن سنانٍ القزّاز قالا: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وطعامًا ذا غصّةٍ} قال: شوكٌ يأخذ بالحلق، فلا يدخل ولا يخرج.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وطعامًا ذا غصّةٍ} قال: شجرة الزّقّوم.
وقوله: {وعذابًا أليمًا} يقول: وعذابًا مؤلمًا موجعًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن حمزة الزّيّات، عن حمران بن أعين، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {إنّ لدينا أنكالاً وجحيمًا (12) وطعامًا ذا غصّةٍ} فصعق صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 23 / 384-385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في صفة النار وعبد الله في زوائد الزهد، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {وطعاما ذا غصة} قال: له شوك ويأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج). [الدر المنثور: 15 / 53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {وطعاما ذا غصة} قال: شجرة الزقوم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله). [الدر المنثور: 15 / 53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد وهناد، وعبد بن حميد ومحمد بن نصر عن حمران أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {إن لدينا أنكالا وجحيما (12) وطعاما ذا غصة وعذابا أليما} فلما بلغ أليما صعق). [الدر المنثور: 15 / 53-54]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله كثيبا مهيلا قال المهيل الذي إذا أخذت منه شيئا اتبعك آخره قال والكثيب من الرمل). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {كثيبًا مهيلًا} [المزمل: 14] : «الرّمل السّائل وبيلًا شديدًا»). [صحيح البخاري: 6 / 161]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاس كثيبا مهيلا الرمل السّائل وصله ابن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ به وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن ابن عبّاسٍ ولفظه المهيل إذا أخذت منه شيئًا يتبعك آخره والكثيب الرّمل وقال الفرّاء الكثيب الرّمل والمهيل الّذي تحرك أسفله فينهال عليك أعلاه). [فتح الباري: 8 / 675-676]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 14 المزمل {مهيلا} قال الرمل السّائل
ورواه الحاكم في المستدرك من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عبّاس أتم ممّا هنا). [تغليق التعليق: 4 / 351]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ كثيبا: معيلاً الرّمل: السّائل
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {وكانت الجبال كثيبا مهيلاً} (المزمل: 41) أي: رملاً سائلًا. رواه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه). [عمدة القاري: 19 / 264]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم: ({كثيبًا مهيلًا} الرمل السائل) بعد اجتماعه). [إرشاد الساري: 7 / 402]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبًا مهيلاً}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: إنّ لدينا لهؤلاء المشركين من قريشٍ الّذين يؤذونك يا محمّد العقوبات الّتي وصفها في يومٍ ترجف الأرض والجبال؛ ورجفان ذلك: اضطرابه بمن عليه، وذلك يوم القيامة.
وقوله: {وكانت الجبال كثيبًا مهيلاً} يقول: وكانت الجبال رملاً سائلاً متناثرًا. والمهيل: مفعولٌ من قول القائل: هلت الرّمل فأنا أهيله، وذلك إذا حرّك أسفله، فانهال عليه من أعلاه؛ وللعرب في ذلك لغتان، تقول: مهيلٌ ومهيولٌ، ومكيلٌ ومكيولٌ؛ ومنه قول الشّاعر:
قد كان قومك يحسبونك سيّدًا = وإخال أنّك سيّدٌ مغيون
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وكانت الجبال كثيبًا مهيلاً}. يقول: الرّمل السّائل.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وكانت الجبال كثيبًا مهيلاً}. قال: الكثيب المهيل: اللّين إذا مسسته تتابع.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {كثيبًا مهيلاً}. قال: ينهال). [جامع البيان: 23 / 385-386]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو الحسين محمّد بن أحمد الحنظليّ ببغداد، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصمٍ، عن شبيب بن شيبة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {طعامًا ذا غصّةٍ} [المزمل: 13] قال: «شوكًا يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج» ، وفي قوله تعالى {كثيبًا مهيلًا} [المزمل: 14] قال: «المهيل الّذي إذا أخذت منه شيئًا تبعك آخره، والكثيب من الرّمل» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {كثيبا مهيلا} قال: المهيل الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك آخره). [الدر المنثور: 15 / 54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كثيبا مهيلا} قال: الرمل السائل وفي قوله: {أخذا وبيلا} قال: شديدا). [الدر المنثور: 15 / 54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: (كثيبا مهيلا). قال: ينهال. وفي قوله: (أخذا وبيلا).قال: شديدا). [الدر المنثور: 15 / 55]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا أرسلنا إليكم رسولاً شاهدًا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً (15) فعصى فرعون الرّسول فأخذناه أخذًا وبيلاً}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: {إنّا أرسلنا إليكم} أيّها النّاس {رسولاً شاهدًا عليكم} بإجابة من أجاب منكم دعوتي، وامتناع من امتنع منكم من الإجابة، يوم تلقوني في القيامة. {كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً} يقول: مثل إرسالنا من قبلكم إلى فرعون مصر رسولاً يدعوه إلى الحقّ). [جامع البيان: 23 / 386]

تفسير قوله تعالى: (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أخذا وبيلا قال شديدا). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وبيلًا شديدًا وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ وقال أبو عبيدة مثله). [فتح الباري: 8 / 676]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير حدثني علّي ثنا أبو صالح حدثني معاوية عن علّي عن ابن عبّاس قوله 16 المزمل {أخذا وبيلا} يقول شديدا). [تغليق التعليق: 4 / 351]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وبيلاً شديدا
أشار به إلى قوله تعالى: {فأخذناه أخذا وبيلاً} (المزمل: 61) وفسّر (وبيلاً) بقوله: (شديدا) وكذا رواه الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس. وقال الثّعلبيّ: وبيلاً أي: شديدا صعبا ثقيلاً ومنه يقال: كلاء مستوبل، وطعام مستوبل إذا لم يستمر أو منه الوبال). [عمدة القاري: 19 / 264-265]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وبيلًا}) أي (شديدًا) قاله ابن عباس فيما وصله الطبري). [إرشاد الساري: 7 / 402]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فعصى فرعون الرّسول} الّذي أرسلناه إليه. {فأخذناه أخذًا وبيلاً} يقول: فأخذناه أخذًا شديدًا، فأهلكناه ومن معه جميعًا؛ وهو من قولهم: كلأٌ مستوبلٌ، إذا كان لا يستمرأ، وكذلك الطّعام.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أخذًا وبيلاً}. قال: شديدًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أخذًا وبيلاً}. قال: شديدًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فأخذناه أخذًا وبيلاً}. قال: شديدًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {أخذًا وبيلاً}. قال: شديدًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فأخذناه أخذًا وبيلاً} قال: الوبيل: الشّرّ؛ والعرب تقول لمن تتابع عليه الشّرّ: لقد أوبل عليه الشّرّ، وتقول: أوبلت على شرّك؛ قال: ولم يرض اللّه بأن غرق وعذّب حتّى أقرّ في عذابٍ مستقرٍّ حتّى يبعث إلى النّار يوم القيامة، يريد فرعون). [جامع البيان: 23 / 386-387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {أخذا وبيلا} قال: أخذا شديدا ليس له ملجأ قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
خزي الحياة وخزي الممات = وكلا أراه طعاما وبيلا). [الدر المنثور: 15 / 55]

تفسير قوله تعالى: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال تلا قتادة فكيف تتقون إن كفرتم يوما قال والله لا يتقى الله عبد كفر بالله ذلك اليوم). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا شريكٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، قال: سمعت خيثمة يقول في هذه الآية: {يومًا يجعل الولدان شيبًا} قال: ينادي منادٍ يوم القيامة يخرج بعث النّار من كلّ ألفٍ تسعمئةٍ وتسعةٌ وتسعون فمن ذلك يشيب الولدان). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 316]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن النّعمان بن سالمٍ، قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعودٍ، وقال عبد الله بن عمرٍو: قال رسول الله: «يخرج الدّجّال، فيبعث الله عزّ وجلّ عيسى ابن مريم عليه السّلام كأنّه عروة بن مسعودٍ الثّقفيّ، فيطلبه فيهلكه، ثمّ يلبث النّاس بعده تسع سنين ليس بين اثنين عداوةٌ، ثمّ يرسل الله عزّ وجلّ ريحًا باردةً من قبل الشّام، فلا تبقي أحدًا في قلبه مثقال ذرّةٍ من إيمانٍ إلّا قبضته، حتّى لو أنّ أحدكم كان في كبد جبلٍ دخلت عليهم»، قال: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " ويبقى شرار النّاس في خفّة الطّير، وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفًا، ولا ينكرون منكرًا، فيتمثّل لهم الشّيطان فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دارّةٌ أرزاقهم، حسنةٌ عيشتهم، ثمّ ينفخ في الصّور فلا يبقى أحدٌ إلّا صعق، ثمّ يرسل الله - أو ينزل الله - مطرًا، فتنبت منه أجساد النّاس، ثمّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون، ثمّ يقال: يا أيّها النّاس، هلمّوا إلى ربّكم {وقفوهم إنّهم مسئولون} [الصافات: 24]، ثمّ قال: أخرجوا بعث أهل النّار، فيقال: كم؟، فيقال: من كلّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةٌ وتسعون، فيومئذٍ يبعث {الولدان شيبًا} [المزمل: 17] ويومئذٍ {يكشف عن ساقٍ} [القلم: 42] قال محمّد بن جعفرٍ: حدّثني شعبة بهذا الحديث، عن النّعمان بن سالمٍ وعرضته عليه). [السنن الكبرى للنسائي: 10/316]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فكيف تتّقون إن كفرتم يومًا يجعل الولدان شيبًا (17) السّماء منفطرٌ به كان وعده مفعولاً}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره للمشركين به: فكيف تخافون أيّها النّاس يومًا يجعل الولدان شيبًا إن كفرتم باللّه، ولم تصدّقوا به. وذكر أنّ ذلك كذلك في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فكيف تتّقون إن كفرتم يومًا يجعل الولدان شيبًا}: لا كيف يقول: كيف تتّقون يومًا، وأنتم قد كفرتم به ولا تصدّقون به.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فكيف تتّقون إن كفرتم}. قال: واللّه لا يتّقي من كفر باللّه ذلك اليوم.
وقوله: {يومًا يجعل الولدان شيبًا}. يعني: يوم القيامة، وإنّما تشيب الولدان من شدّة هوله وكربه.
- كما: حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يومًا يجعل الولدان شيبًا} كان ابن مسعودٍ يقول: إذا كان يوم القيامة دعا ربّنا الملك آدم، فيقول: يا آدم قم فابعث بعث النّار، فيقول آدم: أي ربّ لا علم لي إلاّ ما علّمتني، فيقول اللّه له: أخرج من كلّ ألفٍ تسع مائةٍ وتسعةً وتسعين، فيساقون إلى النّار سودًا مقرّنين، زرقًا كالحين، فيشيب هنالك كلّ وليدٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يومًا يجعل الولدان شيبًا} قال: تشيب الصّغار من كرب ذلك اليوم). [جامع البيان: 23 / 388-389]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يومًا يجعل الولدان شيبًا} [المزمل: 17].
- عن ابن عبّاسٍ «أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - قرأ {يومًا يجعل الولدان شيبًا} [المزمل: 17] السّماء) قال: " ذلك يوم القيامة، وذلك يوم يقول اللّه - عزّ وجلّ - لآدم: قم فابعث من ذرّيّتك بعثًا إلى النّار، فقال: من كم يا ربّ؟ فقال: من ألفٍ وتسع مائةٍ وتسعةٍ وتسعين وينجو واحدٌ ". فاشتدّ ذلك على المسلمين، وعرف ذلك رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - منهم، ثمّ قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - حين أبصر ذلك في وجوههم: " إنّ بني آدم كثيرٌ، وإنّ يأجوج ومأجوج من أولاد آدم، وإنّه لا يموت منهم رجلٌ حتّى يرثه [لصلبه] ألف رجلٍ، ففيهم وفي أشباههم جنّةٌ لكم».
رواه الطّبرانيّ، وفيه عثمان بن عطاءٍ الخراسانيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 17 - 20.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا} قال: تتقون ذلك اليوم إن كفرتم قال: والله ما أتقى ذلك اليوم قوم كفروا بالله وعصوا رسوله). [الدر المنثور: 15 / 55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن {فكيف تتقون إن كفرتم يوما} قال: بأي صلاة تتقون بأي صيام تتقون). [الدر المنثور: 15 / 55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية عن خيثمة في قوله: {يوما يجعل الولدان شيبا} قال: ينادي مناد يوم القيامة يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فمن ذلك يشيب الولدان). [الدر المنثور: 15 / 55-56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله: {يوما يجعل الولدان شيبا} قال: إذا كان يوم القيامة فإن ربنا يدعو آدم فيقول: يا آدم أخرج بعث النار فيقول: أي رب لا علم لي إلا ما علمتني فيقول الله: أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين يساقون إلى النار سوقا مقرنين زرقا كالحين فإذا خرج بعث النار شاب كل وليد). [الدر المنثور: 15 / 56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {يوما يجعل الولدان شيبا} قال: ذلك يوم القيامة وذلك يوم يقول الله لآدم: قم فابعث من ذريتك بعثا إلى النار قال: من كم يا رب قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين وينجو واحد فاشتد ذلك على المسلمين فقال: حين أبصر ذلك في وجوههم: إن بني آدم كثير وإن يأجوج ومأجوج من ولد آدم وإنه لا يموت رجل منهم حتى يرثه لصلبه ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جند لكم). [الدر المنثور: 15 / 56]

تفسير قوله تعالى: (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({منفطرٌ به} [المزمل: 18] : «مثقلةٌ به»). [صحيح البخاري: 6 / 161]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله منفطرٌ به مثقلةٌ به وصله عبد بن حميدٍ من وجهٍ آخر عن الحسن البصريّ في قوله السّماء منفطرٌ به قال مثقلةٌ به يوم القيامة ووصله الطّبريّ وبن أبي حاتمٍ من طريقه بلفظ مثقلةٌ موقرةٌ ولابن أبي حاتمٍ من طريقٍ أخرى عن مجاهدٍ منفطرٌ به تنفطر من ثقل ربّها تعالى وعلى هذا فالضّمير لله ويحتمل أن يكون الضّمير ليوم القيامة وقال أبو عبيدة أعاد الضّمير مذكّرًا لأنّ مجاز السّماء مجاز السّقف يريد قوله منفطرٌ ويحتمل أن يكون على حذفٍ والتّقدير شيءٌ منفطرٌ). [فتح الباري: 8 / 675]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال الحسن أنكالًا قيودا منفطر به مثقلة به
وقال ابن عبّاس كثيبا مهيلا قال الرمل السّائل وبيلا شديدا
أما قول الحسن فقال عبد ثنا يحيى بن عبد الحميد عن حفص عن عمرو عن الحسن به
ثنا مسلم بن قتيبة عن سهل بن أبي الصّلت عن الحسن في قوله 18 المزمل {السّماء منفطر به} قال مثقلة به يوم القيامة). [تغليق التعليق: 4 / 350]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير أيضا ثنا أبو حفص الجسري ثنا مؤمل ثنا أبو مودود عن الحسن في قوله 18 المزمل {السّماء منفطر به} قال مثقلة محزونة بيوم القيامة قال وحدثني يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية ثنا أبو رجاء عن الحسن في قوله 18 المزمل {السّماء منفطر به} قال موقرة مثقلة). [تغليق التعليق: 4 / 350]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (منفطرٌ به مثقلةٌ به
أشار به إلى قوله عز وجل: {يومًا يجعل الولدان شيبا السّماء منفطر به} وفسرخ بقوله: (مثقلة به) ورواه عبد من وجه آخر عن الحسن البصريّ نحوه: وإنّما قال: منفطر، بالتذكير على تأويلها بالسقف أوشيء منفطر به أو ذات انفطار). [عمدة القاري: 19 / 264]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({منفطر به}) أي (مثقلة به) وفي اليونينية مثقلة بالتخفيف قاله الحسن أيضًا فيما وصله عبد بن حميد والتذكير على تأويل السقف والضمير لذلك اليوم). [إرشاد الساري: 7 / 402]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {السّماء منفطرٌ به}. يقول تعالى ذكره: السّماء مثقّلةٌ بذلك اليوم متصدّعةٌ متشقّقةٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {السّماء منفطرٌ به} يعني: تشقّق السّماء حين ينزل الرّحمن جلّ وعزّ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {منفطرٌ به} قال: مثقّلةٌ به.
- حدّثنا أبو حفصٍ الجبيريّ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا أبو مودودٍ، عن الحسن، في قوله: {السّماء منفطرٌ به} قال: مثقّلةٌ محزونةٌ يوم القيامة.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا أبو مودودٍ بحر بن موسى، قال: سمعت الحسن يقول في هذه الآية، ثمّ ذكر مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، {السّماء منفطرٌ به}. قال: مثقّلةٌ به.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أبو رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {السّماء منفطرٌ به}. قال: موقّرةٌ مثقّلةٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {السّماء منفطرٌ به}. يقول: مثقّلةٌ يوم القيامة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {السّماء منفطرٌ به} قال: هذا يوم القيامة، يوم يجعل الولدان شيبًا، ويوم تنفطر السّماء، وقرأ: {إذا السّماء انفطرت}. وقال: هذا كلّه يوم القيامة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن عبد اللّه بن نجيٍّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {السّماء منفطرٌ به} قال: ممتلئةٌ به.
- حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن عبد اللّه بن نجيٍّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {السّماء منفطرٌ به} قال: ممتلئةٌ به، بلسان الحبشة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن عكرمة، ولم يسمعه، عن ابن عبّاسٍ {السّماء منفطرٌ به} قال: ممتلئةٌ به.
وذكّرت السّماء في هذا الموضع لأنّ العرب تذكّرها وتؤنّثها، فمن ذكّرها وجّهها إلى السّقف، كما يقال: هذا سماء البيت: لسقفه. وقد يجوز أن يكون تذكيرهم إيّاها؛ لأنّها من الأسماء الّتي لا فصل فيها بين مؤنّثها ومذكّرها؛ ومن التّذكير قول الشّاعر:
فلو رفع السّماء إليه قومًا = لحقنا بالسّماء مع السّحاب
وقوله: {كان وعده مفعولاً}. يقول تعالى ذكره: كان ما وعد اللّه من أمرٍ أن يفعله مفعولاً، لأنّه لا يخلف وعده، وممّا وعد أن يفعله تكوينه يومًا تكون الولدان منه شيبًا. يقول: فاحذروا ذلك اليوم أيّها النّاس، فإنّه كائنٌ لا محالة). [جامع البيان: 23 / 389-392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {السماء منفطر به} قال: مثقلة بيوم القيامة). [الدر المنثور: 15 / 56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {السماء منفطر به} قال: مثقلة به). [الدر المنثور: 15 / 57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: {السماء منفطر} قال: ممتلئة به بلسان الحبشة). [الدر المنثور: 15 / 57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس {السماء منفطر به} قال: مثقلة موقرة). [الدر المنثور: 15 / 57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {منفطر به} قال: يعني تشقق السماء). [الدر المنثور: 15 / 57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {منفطر به} قال: منصدع من خوف يوم القيامة قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
طباهن حتى أعرض الليل دونها * أفاطير وسمى رواء جذورها). [الدر المنثور: 15 / 57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {السماء منفطر به} قال: مثقلة بالله). [الدر المنثور: 15 / 58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {السماء منفطر به} قال: مثقلة بذلك اليوم من شدته وهوله وفي قوله: {إن ربك يعلم أنك تقوم} الآية قال: أدنى من ثلثي الليل وأدنى من نصفه وأدنى من ثلثه). [الدر المنثور: 15 / 58]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ هذه تذكرةٌ فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً (19) إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الّذين معك واللّه يقدّر اللّيل والنّهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرءوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم مّن خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رّحيمٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني تعالى ذكره بقوله: {إنّ هذه تذكرةٌ}: إنّ هذه الآيات الّتي ذكر فيها أمر القيامة وأهوالها، وما هو فاعلٌ فيها بأهل الكفر {تذكرةٌ} يقول: عبرةٌ وعظةٌ لمن اعتبر بها واتّعظ. {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً} يقول: فمن شاء اتّخذ إلى ربّه طريقًا بالإيمان به، والعمل بطاعته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ هذه تذكرةٌ} يعني القرآن {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً}: بطاعة اللّه). [جامع البيان: 23 / 392-393]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:53 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلا (11)} ومثله: {ذرني ومن خلقت وحيدا} فإن قال قائل ما مجاز ذرني؟ واللّه - عزّ وجلّ - يفعل ما يشاء، لا يحول بينه وبين إرادته حائل؟فالجواب في ذلك أن العرب إذا أرادت أن تأمر الإنسان بأن له همة بأمر أو بإنسان تقول: دعني وزيدا، ليس أنه حال بينه وبين زيد أحد، ولكن تأويله لا تهتمّ بزيد فإني أكفيكه). [معاني القرآن: 5/241]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أنكالاً} النكل القيد). [مجاز القرآن: 2/273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أنكالا}: واحدها نكل ونكل وهو القيد). [غريب القرآن وتفسيره: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
((الأنكال): القيود، واحدها: «نكل».
{وجحيماً} أي نارا). [تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ لدينا أنكالا وجحيما (12)} الأنكال واحدها نكل.وجاء في التفسير أنه ههنا قيود من نار). [معاني القرآن: 5/241]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الأنكال): القيود). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَنكَالًا}: قيوداً). [العمدة في غريب القرآن: 321]

تفسير قوله تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({طعاماً ذا غصّةٍ} لا يسوغ في الحلق). [مجاز القرآن: 2/273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وطعاماً ذا غصّةٍ}: تغصّ به الحلوق). [تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وطعاما ذا غصّة وعذابا أليما (13)} طعامهم الضريع كما قال عزّ وجلّ: {ليس لهم طعام إلّا من ضريع (6)} وهو الشبرق، وهو شوك كالعوسج). [معاني القرآن: 5/242]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({وكانت الجبال كثيباً مّهيلاً...} والكثيب: الرمل، والمهيل: الذي تحرك أسفله فينهال عليك من أعلاه، والمهيل: المفعول، والعرب تقول: مهيل ومهيول، ومكيد ومكيود، قال الشاعر:وناهزوا البيع من ترعيّةٍ رهقٍ * مستأربٍ، عضّه السّلطان مديون قال، قال الفراء: المستأرب الذي قد أخذ بآرابه، وقد أرّب). [معاني القرآن: 3/198]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كثيباً مهيلاً} من هلته تهيله). [مجاز القرآن: 2/273]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مّهيلاً} وقال: {مّهيلاً} لأنك تقول: "هلته" فـ "هو مهيل"{فكيف تتّقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً} وقال: {يوماً يجعل الولدان شيباً} فجعل {يجعل الولدان} من صفة اليوم ولم يضف لأنه أضمر). [معاني القرآن: 4/37]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مهيلا}: يقال هلت عليه التراب أهيله). [غريب القرآن وتفسيره: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وكانت الجبال كثيباً مهيلًا} أي رملا سائلا.
ومثله: {وبسّت الجبال بسًّا فكانت هباءً منبثًّا} [سورة الواقعة آية: 5- 6] ). [تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا}
(يوم) منصوب معلق بقوله {إنّ لدينا أنكالا وجحيما}، أي ينكل [بالكافرين] ويعذبهم.
{يوم ترجف الأرض والجبال}، وترجف: تزلزل وتحرك أغلظ حركة.
{وكانت الجبال كثيبا مهيلا} والكثيب جمعه الكثبان، وهي القطع العظام من الرمل.
ومعنى (مهيلا) سائلا قد سيل، وأصل مهيل مهيول، يقال تراب مهيل وتراب مهيول أي مصبوب فسئل، والأكثر مهيل، وإنما حذفت الواو لأن الياء تحذف منها الضمة في مهيول فتسكن هي والواو وتحذف الواو لالتقاء السّاكنين وقد شرحنا هذا في مثل هذا الموضع أكثر من هذا الشرح، واختصرنا على ما سلف لاختلاف النحويين فيه، وأنه يطول شرحه في هذا الكتاب). [معاني القرآن: 5/242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَثِيباً مَّهِيلاً} أي رملاً سائلاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّهِيلًا} :....
{كَثِيبًا}: كثيب الرمل العالي). [العمدة في غريب القرآن: 321]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) )

تفسير قوله تعالى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أخذاً وبيلاً} متخذاً شديداً، يقال: كلأٌ مستو بل أي لا يستمرأ وكذلك الطعام). [مجاز القرآن: 2/273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أخذا وبيلا}: شديدا " يقال كلا مستوبل أي وخيم لا يستمرا "). [غريب القرآن وتفسيره: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أخذاً وبيلًا} أي شديدا. وهو من قولك: «استوبلت البلد»: [إذا استوخمتها]. ويقال: كلا مستوبل، أي لا يستمرا).
[تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأخذناه أخذا وبيلا (16)} الوبيل الثقيل الغليظ جدّا، ومن هذا قيل للمطر الغليظ العظيم وابل). [معاني القرآن: 5/242]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وبيلا} أي: شديدا). [ياقوتة الصراط: 539]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَبِيلاً} أي شديداً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَبِيلًا}: ثقيلاً). [العمدة في غريب القرآن: 321]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فكيف تتّقون إن كفرتم يوماً...}.معناه: فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم، وكذلك هي في قراءة عبد الله سواء). [معاني القرآن: 3/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فكيف تتّقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً}؟! المعنى: فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا، إن كفرتم). [تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فكيف تتّقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا (17)} المعنى فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم، أي بأي شيء [تتحصّنون] من عذاب اللّه في يوم من هوله يشيب فيه الصّغير من غير كبر. وتذهل فيه كل مرضعة عمّا أرضعت، وترى النّاس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب اللّه شديد). [معاني القرآن: 5/242]

تفسير قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {السّماء منفطرٌ به...}.بذلك اليوم، والسماء تذكر وتؤنث، فهي ها هنا في وجه التذكير. قال الشاعر:
فلو رفع السماء إليه قوماً = لحقنا بالنجوم مع السحاب). [معاني القرآن: 3/199]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({السّماء منفطرٌ به} قال أبو عمرو: السماء منفطرة، ألقى الهاء لأن مجازها السقف، تقول: هذا سماء البيت وقال قوم: قد تلقي العرب من المؤنث الهاآت استغناء، يقال: مهرة ضامر وامرأة طالق. والمعنى متشققة). [مجاز القرآن: 2/274]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({منفطر به}: متشققة). [غريب القرآن وتفسيره: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {السّماء منفطرٌ به} أي منشقّ فيه).
[تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم وصف من هول ذلك اليوم أن قال: {السّماء منفطر به كان وعده مفعولا}
أي السماء تنشق به كما قال: (إذا السّماء انشقّت).
وقيل في التفسير: {السّماء منفطر به} أي السماء مثقلة باللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/242-243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُنفَطِرٌ} أي مُنْشَقَ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُنفَطِرٌ}: منشق). [العمدة في غريب القرآن: 321]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً...}.طريقا ووجهة إلى الله). [معاني القرآن: 3/199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلًا} أي طريقا ووجهة). [تفسير غريب القرآن: 494]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:57 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15)}

تفسير قوله تعالى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)}

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17)}
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ): (وإذا أرى البياض فهو أشيب وأشمط، فإذا ظهر به الشيب واستبانت فيه السن فهو شيخ، فإذا جاوز ذلك فهو مسن). [خلق الإنسان: 161] (م)

تفسير قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وزعم الخليل رحمه الله أن: {السماء منفطر به} كقولك معضل للقطاة. وكقولك مرضع للتي بها الرضاع. وأما المنفطرة فيجئ على العمل كقولك منشقة وكقولك مرضعة للتي ترضع. وأما {كلٌ في فلكٍ يسيحون} و: {رأيتهم لي ساجدين} و: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} فزعم أنه بمنزلة ما يعقل ويسمع لما ذكرهم بالسجود وصار النمل بتلك المنزلة حين حدثت عنه كما تحدث عن الأناسي). [الكتاب: 2/47]

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (السماء مؤنثةٌ. وأمّا سماء البيت فزعم يونس أنّه يذكّر ويؤنّث.
وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: السماء سقف البيت.
قال ذو الرّمّة:
(وبيتٍ بموماةٍ خرقت سماءه = إلى كوكبٍ يزوي له الوجه شاربه)
وقد يجوز أن يكون جمع سماوةٍ. والسماوة: أعلى كلّ شيءٍ، فيصير مذكّراً في لغة من ذكّر جراداً وجرادةً، وتمراً وتمرةً، ويكون قول الله تعالى: {السماء منفطرٌ به} على ذلك. قال رجلٌ من بني سعد:
(زهرٌ تتابع في السماء كأنّما = جلد السماءة لؤلؤٌ منثور)
فأدخل الهاء فأنّث). [الأزمنة: 1/11-12] (م)
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (و«السماء» يؤنث ويذكر، والتذكير قليل، كأنها جمع سماوة وسماءة. قال الله عز وجل: {السماء منفطر به} فذكر. قال الشاعر:
فلو رفع السماء إليه قوما = لحقنا بالسماء مع السحاب).
[المذكور والمؤنث: 91]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)}

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:25 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:25 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:25 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:25 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلاً (11) إنّ لدينا أنكالاً وجحيماً (12) وطعاماً ذا غصّةٍ وعذاباً أليماً (13) يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً (14) إنّا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً (15) فعصى فرعون الرّسول فأخذناه أخذاً وبيلاً (16) فكيف تتّقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً (17) السّماء منفطرٌ به كان وعده مفعولاً (18)
قوله تعالى: وذرني والمكذّبين وعيد لهم، ولم يتعرض أحد لمنعه منهم، لكنه إبلاغ بمعنى لا تشغل بهم فكرا، وكلهم إليّ. والنّعمة غضارة العيش وكثرة المال. والمشار إليهم كفار قريش أصحاب القليب ببدر. ويروى أنه لم يكن بين نزول الآية وبين بدر إلا مدة يسيرة نحو عام وليس الأمر كذلك، والتقدير الذي يعضده الدليل من إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتضي أن بين الأمرين نحو العشرة الأعوام، ولكن ذلك قليل أمهلوه). [المحرر الوجيز: 8/ 444]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولدينا بمنزلة عندنا، و «الأنكال» جمع نكل، وهو القيد من الحديد، ويروى أنها قيود سود من نار). [المحرر الوجيز: 8/ 444]

تفسير قوله تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «الطعام ذو الغصة»، شجرة الزقوم قاله مجاهد وغيره، وقيل شوك من نار وتعترض في حلوقهم لا تخرج ولا تنزل قاله ابن عباس، وكل مطعوم هنالك فهو ذو غصة، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فصعق). [المحرر الوجيز: 8/ 444-445]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والعامل في قوله يوم ترجف، الفعل الذي تضمنه قوله إنّ لدينا، وهو استقرار أو ثبوت، والرجفان: الاهتزاز والاضطراب من فزع وهول، و «المهيل» اللين الرخو الذي يذهب بالريح ويجيء مهيلة. والأصل مهيول استثقلت الضمة على الياء فسكنت واجتمع ساكنان فحذفت الواو وكسرت الهاء بسبب الياء). [المحرر الوجيز: 8/ 445]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّا أرسلنا إليكم الآية خطاب للعالم، لكن المواجهون قريش، وقوله شاهداً عليكم نحو قوله وجئنا بك على هؤلاء شهيداً [النساء: 41]، وتمثيله لهم أمرهم بفرعون وعيد كأنه يقول: فحالهم من العذاب والعقاب إن كفروا سائرة إلى مثل حال فرعون). [المحرر الوجيز: 8/ 445]

تفسير قوله تعالى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: فعصى فرعون الرّسول يريد موسى عليه السلام، والألف واللام للعهد. والوبيل: الشديد الرديء العقبى، ويقال: كلأ وبيل ومستوبل إذا كان ضارا لما يرعاه). [المحرر الوجيز: 8/ 445]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: فكيف تتّقون معناه تجعلون لأنفسكم، ويوماً مفعول ب تتّقون، وقيل هو مفعول ب كفرتم على أن يجعله بمنزلة جحدتم، ف تتّقون على هذا من التقوى، أي تتّقون عقاب الله يوماً، ويجعل يصح أن يكون مسندا إلى اسم الله تعالى، ويصح أن يكون مسندا إلى اليوم.
وقوله تعالى: الولدان شيباً يريد صغار الأطفال، وقال قوم هذه حقيقة تشيب رؤوسهم من شدة الهول كما قد ترى الشيب في الدنيا من الهم المفرط كهول البحر ونحوه. وقال آخرون من المتأولين: هو تجوز وإبلاغ في وصف هول ذلك اليوم. وواحد «الولدان» وليد، وواحد الشيب أشيب). [المحرر الوجيز: 8/ 445-446]

تفسير قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: السّماء منفطرٌ به قيل هذا على النسب أي ذات انفطار كامرأة حائض وطالق، وقيل السماء تذكر وتؤنث، وينشد في التذكير: [الوافر]
فلو رفع السماء إليه قوما = لحقنا بالسماء مع السحاب
وقيل من حيث لم يكن تأنيثها حقيقيا، جاز أن تسقط علامة التأنيث لها، وقيل لم يرد اللفظ قصد السماء بعينها وإنما أراد ما علا من مخلوقات الله كأنه قصد السقف فذكر على هذا المعنى، قاله منذر بن سعيد وأبو عبيدة معمر والكسائي: و «الانفطار» التصدع والانشقاق على غير نظام، بقصد، والضمير في به، قال المنذر وغيره: هو عائد على اليوم، وقال مجاهد: هو عائد على الله تعالى، وهذا نظير قوله يوم تشقّق السّماء بالغمام [الفرقان: 25] الذي هو ظل يأتي الله فيها. والمعنى يأتي أمره وقدرته، وكذلك هنا منفطرٌ به أي بأمره وسلطانه، والضمير في قوله وعده ظاهر أنه لله تعالى. ويحتمل أن يكون لليوم لأنه يضاف إليه من حيث هو منه). [المحرر الوجيز: 8/ 446]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إنّ هذه تذكرةٌ فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً (19) إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الّذين معك واللّه يقدّر اللّيل والنّهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرؤا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضاً حسناً وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيراً وأعظم أجراً واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ (20)
الإشارة ب هذه يحتمل أن تكون إلى ما ذكر من الأنكال والجحيم والأخذ الوبيل ونحوه. ويحتمل أن تكون إلى السورة بأجمعها ويحتمل أن تكون إلى القرآن، أي أن هذه الأقوال المنصوصة، فيه، تذكرةٌ، والتذكرة مصدر كالذكر. وقوله تعالى: فمن شاء الآية، ليس معناه إباحة الأمر وضده، بل يتضمن معنى الوعد والوعيد. والسبيل هنا: سبيل الخير والطاعة). [المحرر الوجيز: 8/ 446-447]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:26 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:26 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال له متوعّدًا لكفّار قومه ومتهدّدًا -وهو العظيم الّذي لا يقوم لغضبه شيءٌ-:{وذرني والمكذّبين أولي النّعمة} أي: دعني والمكذّبين المترفين أصحاب الأموال، فإنّهم على الطّاعة أقدر من غيرهم وهم يطالبون من الحقوق بما ليس عند غيرهم، {ومهّلهم قليلا} أي: رويدًا، كما قال: {نمتّعهم قليلا ثمّ نضطرّهم إلى عذابٍ غليظٍ} [لقمان: 24]؛ ولهذا قال هاهنا: {إنّ لدينا أنكالا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 256]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولهذا قال هاهنا: {إنّ لدينا أنكالا} وهي: القيود. قاله ابن عبّاسٍ، وعكرمة، وطاوسٌ، ومحمّد بن كعبٍ، وعبد اللّه بن بريدة، وأبو عمران الجونيّ، وأبو مجلز، والضّحّاك، وحمّاد بن أبي سلمان، وقتادة والسّدّيّ، وابن المبارك والثّوريّ، وغير واحدٍ، {وجحيمًا} وهي السّعير المضطرمة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 256]

تفسير قوله تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وطعامًا ذا غصّةٍ} قال ابن عبّاسٍ: ينشب في الحلق فلا يدخل ولا يخرج.{وعذابًا أليمًا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 256]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم ترجف الأرض والجبال} أي: تزلزل، {وكانت الجبال كثيبًا مهيلا} أي: تصير ككثبان الرّمل بعد ما كانت حجارةً صمّاء، ثمّ إنّها تنسف نسفًا فلا يبقى منها شيءٌ إلّا ذهب، حتّى تصير الأرض قاعًا صفصفًا، لا ترى فيها عوجًا، أي: واديًا، ولا أمتًا، أي: رابيةً، ومعناه: لا شيء ينخفض ولا شيء يرتفع). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 256]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مخاطبًا لكفّار قريشٍ، والمراد سائر النّاس: {إنّا أرسلنا إليكم رسولا شاهدًا عليكم} أي: بأعمالكم، {كما أرسلنا إلى فرعون رسولا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 256]

تفسير قوله تعالى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فعصى فرعون الرّسول فأخذناه أخذًا وبيلا} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ، والثّوريّ: {أخذًا وبيلا} أي: شديدًا، أي فاحذروا أنتم أن تكذّبوا هذا الرّسول، فيصيبكم ما أصاب فرعون، حيث أخذه اللّه أخذ عزيزٍ مقتدرٍ، كما قال تعالى: {فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى} [النّازعات: 25] وأنتم أولى بالهلاك والدّمار إن كذّبتم؛ لأنّ رسولكم أشرف وأعظم من موسى بن عمران. ويروى عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 256]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فكيف تتّقون إن كفرتم يومًا يجعل الولدان شيبًا} يحتمل أن يكون {يومًا} معمولًا لتتّقون، كما حكاه ابن جريرٍ عن قراءة ابن مسعودٍ: "فكيف تخافون أيّها النّاس يومًا يجعل الولدان شيبًا إن كفرتم باللّه ولم تصدّقوا به"؟ ويحتمل أن يكون معمولًا لكفرتم، فعلى الأوّل: كيفيحصل لكم أمانٌ من يوم هذا الفزع العظيم إن كفرتم؟ وعلى الثّاني: كيف يحصل لكم تقوى إن كفرتم يوم القيامة وجحدتموه؟ وكلاهما معنًى حسنٌ، ولكنّ الأوّل أولى، واللّه أعلم.
ومعنى قوله: {يومًا يجعل الولدان شيبًا} أي: من شدّة أهواله وزلازله وبلابله، وذلك حين يقول اللّه لآدم: ابعث بعث النّار. فيقول من كم؟ فيقول: من كلّ ألفٍ تسعمائةٌ وتسعةٌ وتسعون إلى النّار، وواحدٌ إلى الجنّة.
قال الطّبرانيّ: حدّثنا يحيى بن أيّوب العلّاف، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا نافع بن يزيد، حدّثنا عثمان بن عطاءٍ الخراسانيّ، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {يومًا يجعل الولدان شيبًا} قال: "ذلك يوم القيامة، وذلك يوم يقول اللّه لآدم: قم فابعث من ذرّيّتك بعثًا إلى النّار. قال: من كم يا ربّ؟ قال: من كلّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةٌ وتسعون، وينجو واحدٌ". فاشتدّ ذلك على المسلمين، وعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال حين أبصر ذلك في وجوههم: "إنّ بني آدم كثيرٌ، وإنّ يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وإنّه لا يموت منهم رجلٌ حتّى يرثه لصلبه ألف رجلٍ. ففيهم وفي أشباههم جنّةٌ لكم".
هذا حديثٌ غريبٌ، وقد تقدّم في أوّل سورة الحجّ ذكر هذه الأحاديث). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 256-257]

تفسير قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {السّماء منفطرٌ به} قال الحسن، وقتادة: أي بسببه من شدّته وهوله. ومنهم من يعيد الضّمير على اللّه عزّ وجلّ. وروي عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ، وليس بقويٍّ؛ لأنّه لم يجر له ذكرٌ هاهنا.
وقوله تعالى: {كان وعده مفعولا} أي: كان وعد هذا اليوم مفعولًا أي واقعًا لا محالة، وكائنًا لا محيد عنه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 257]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ هذه تذكرةٌ فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلًا (19) إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الّذين معك واللّه يقدّر اللّيل والنّهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرءوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ (20)}
يقول تعالى: {إنّ هذه} أي: السّورة {تذكرةٌ} أي: يتذكّر بها أولو الألباب؛ ولهذا قال: {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا} أي: ممّن شاء اللّه هدايته، كما قيّده في السّورة الأخرى: {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} [الإنسان: 30]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 257]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة